في الحديث الصحيح عن جبير بن نُفَير، عن أبيه قال: جلَسْنا إلى المقداد بن الأسود رضي الله عنه يوما، فمرَّ به رجل، فقال: طُوبى لهاتين العينين اللتين رأتَا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لودِدنا أنا رأينا ما رأيتَ، وشهدنا ما شهدتَ، فغضب المقداد رضي الله عنه.

يقول الراوي: فجعلتُ أعجَب، ما قال الرجل إلا خيراً.

ثم أقبل المقداد عليه، فقال: ما يحمل أحدَكم على أن يتمنى محضراً غيَّبه الله عزّ وجلّ عنه، لا يدري لو شهده كيف كان يكون فيه؟! واللهِ، لقد حضَر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أقوام - كبَّهم الله عزّ وجلّ على مناخرهم في جهنم - لم يُجيبوه ولم يُصدِّقوه، أفلا تحمدون الله إذ أخرجكم لا تعرفون إِلا ربَّكم، مُصدِّقين بما جاء به نبيكم عليه السلام وقد كُفيتم البلاءَ بغيركم! واللهِ، لقد بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم على أشدّ حال بُعِث عليه نبيٌّ من الأنبياءِ، في فترة وجاهليْة، ما يرون ديناً أفضلَ من عبادة الأوثان.

فجاء بفُرقان فرَّق به بين الحق والباطل، وفرّق بين الوالد وولده، حتى إنّ الرجل ليرى والده أو ولده أو أخاه كافراً وقد فتَح الله تعالى قُفل قلبه للإِيمان، فيعلم أنّه قد هلك مَن دخل النار فلا تقرّ عينُه وهو يعلم أن حميمه في النار، وإِنّها لَلَّتي قال الله عزّ وجلّ: "وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْواجِنَا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما".

القرآن مأدبة الله تعالى، ومن تطفّل على مأدبة الكريم فلا بدّ يرزق منها.
ربّ يسّر وأعن!

"وماذا تقول في تدويرِ المُسبّعِ؟ وفي غير ذلك من الأشياء التي عجز الناس عن وجودها؟"

في رسم المُسبَّعِ، منتظما، جديرا بحلية باحات المساجد وواجهات المكتبات الوطنية!

#مقتبس
https://youtu.be/EXy1Ygul7i8

ليس غرضنا في هذه المقالة سوى أن نبين أن هذا المعنى ممكن.. والمعاني المعقولة ليس تحتاج حقائقها إلى إيجاد الإنسان لها وإخراجها إلى الفعل، بل إذا قامَ البرهان على إمكان المعنى فقد صحَّ ذلك المعنى أخرجه الإنسان إلى الفعل أم لم يُخرجهُ!

| ابن الهيثم، رسالة في تربيع الدائرة
#مقتبس

اللهم اجعل عمري وقودًا لأنوارك، وخلصه مني إليك، واجعل من حياتي إحياءً لمعانيكَ، أنت وحدك. وأنفذ كل مشيئةٍ أودعتها في أدق دقائق وتفاصيل خلقك، وفي أوسع آفاق تكوينك. اللّهم بلّغني، واستعملني ولا تستبدلني. وبارك عليّ وبي.

#دعاء

يضربُ المثلُ بأثر الفراشة، فما بالك بأثر الترجمة وما قد يفسده في أذهاننا الرديء منها!

#مقتبس

" رأينا ثمّةَ مشكلةً صِرنا حلاًّ "

"من العجز أن يزدري المرء نفسه فلا يقيم لها وزنًا، وأن ينظر إلى من هو فوقه من الناس نظر الحيوان الأعجم إلى الحيوان الناطق. وعندي أن من يخطئ في تقدير قيمته مستعليًا خير ممن يخطئ في تقديرها متدليًا، فإن الرجل إذا صغرت نفسه في عين نفسه يأبى لها من أحواله وأطواره إلا ما يشاكل منزلتها عنده، فتراه صغيراً في علمه، صغيراً في أدبه، صغيراً في مروءته وهمته، صغيراً في ميوله وأهوائه، صغيراً في جميع شؤونه وأعماله، فإن عظمت نفسه عظم في جانبها كل ما كان صغيرا في جانب النفس الصغيرة."

مصطفى لطفي المنفلوطي؛ النظرات.

إنما الجدوى حقّ والعبثَ باطل.
لا شيءَ يُسعِفُك كإيمانِك بالجدوى. وأن تكونَ البصيرةُ لديك في دوامِ النظر والتطلع إلى المعنى، رافضةً رفضا عنيفا أن تكون الأُمور والأحداث المارة عليها عبثا، أو اعتباطا، لا معنى لها ولا هندسة فيها ولا مقصدَ! وتعتبره ضربا من الخيانة أن يُنظر للشيءِ قبل انبلاج معناه وحين احتِجابِ مقصده فيترجم من غيابهما العبث!

#في_تشخيص_الدواء
#جدوى

لك أن ترضى وتقنع وتستكينَ للأقلِّ في كل الأمور إلا رزقك من المعنى!

#جدوى

意味 (imi)

هذه كلمة يابانية تنقسم إلى جزئين ويُترجمُ هذا الرسمُ عندنا إلى كلمة "معنى". ولكن استخدامه الاصطلاحي في الأحاديث اليومية في بلادهم شائع جدا ويرادُ به في سياقات كثيرة التعبير عن المقصد من الشيء والجدوى والهدف.. أي أن مفهوم المعنى عند اليابانيين يرتبط ارتباطا وثيقا بمفاهيم الغائية والهدف والجدوى.. وهو استعمال ينفذ إلى اللاوعي الجمعي لديهم حتى صُيِّر من البديهيات. فإذا خلى الشيء من "معناه" أصبحت قيمته صفرًا.

بعبارة أخرى، الهدف من كل جهدٍ ومسير وعمل وفن هو أن ينبلجَ معناه. أن يكون دالا في النهاية على مدلول يشبع إدراك الإنسان: إما بفكرة تطرح أو بمنفعة تُجنى أو بشعورٍ أو إيمانٍ مُجردٍ..

الأشياء تتحول إلى موجودات ناقصة، مبتورة، غير مرغوب بها، في غياب منظومة الدلالة المجردة من الماديات.

#مترجم

• ومن شغله [ ذِكْرِي ] عن مسألتي أعطيته أفضل ما أُعطي السّائلين .."

صبرُك على المعنى حتى تُحصِّلَهُ وتتِمّهُ وتتعلمهُ ثم تنيرَ به قطعا من ظلامِ أسئلتك اللحوحِ، وشجاعتك على الإتيان بِبيانِها وإن كانت الأجوبة تخالف هواكَ وتزلزلُ ذاتك وتوقظُ غفلتك وتُصححُ مسيرك، أعظمُ أجرا وأحسنُ فضلا وأطيبُ أثرا من ذِكرٍ متكرر اللفظِ مفرغِ الروح، لم يعد حاملاً ما يطرُق فطنة الذاكرِ ليوقظها من سُباتها المطمئنِّ..

إن المعنى المُستَخلصَ والقيمة المستقاةَ والدَّرسَ والفتح والعلمَ وطَلبهُ كلُّـها ذِكرٌ أكبرُ وجهادٌ أوسعُ وجهدٌ أعمُّ فائدة وأبقى أثرا..

إذ يُذكر خلالها اسمهُ النُّور فينيرُ اللّٰه به قلب عبدهِ. ويطلبُ فيها باسمه الواسع فتتسع آفاقُ الساعي إليهِ وتمتدُّ ويُطلبُ فيها اسمهُ الحقُّ فيجلو عن ذاكره شيئا من الأوهامِ التي تكدِّر صفو نظرهِ، ويذكر فيها باسمه الباقي فيبقى لذاكره نصيبٌ يُلتمَسُ منها ينتفع به في معاشه وفكره.. وهكذا فإن لكلِّ باب من أبوابِ الطلبِ وكل اسمٍ من أسماءِه الحسنى بابا من أبوابِ إكرامِ الطالبِ وإعلاءه في مدارج السالكين جزاء حسنا وزيادةً في الفضل وبركة وتثبيتا على الصراط المستقيم.

ثبتنا اللهم!
#فتوح_رمضان
#أرأيت

يا ربّ،
هذي سمائي، ما أزال أراها، وما حجبتها عن عيني،
وأنت الرافعُ، وأنت المثبتُ، وأنت النُّورُ!

لا أعرف شيئا أقعدَ بالإنسان كالحزن.
لا الكسل ولا الملهيات ولا شياطين الجن والإنس -والله- يقعدون المرء عن الطاعة كما يفعل الحزن، فلا أعون في هذه الأيام على الخير من المُتلطفين في القول، البعيدين عن اللوم والعتاب، والاستقصاء والحساب، وعن كل ما يغم إخوانهم ولو كان من حقوقهم، والله يلطف بقلوبنا وقلوبكم!

أعن أخاك على اغتنام هذه العشر، فإنها تمضي وتذهب عنك وعنه، أما الأحزان فمدركة، إذا لم تجد في نفسك منها بدا...

أما الحزن على انقضاء أكثر رمضان إذا كان حاثا على العمل فهو خير، وإذا كان مقعدا عنه فهو خذلان، وإذا كان وقد انقضى رمضان وجاء العيد فهو تماوت وقلة فقه.

| نعيم مسعود
#مقتبس

«وما قتلتني الحادثاتُ وإنّما
حياة الفتى في غير موضعهِ قتلُ»

الإنسانُ يكونُ صادقًا وقد لا يصدِّقُ نفسه، قد لا يصدِّقُ صدقهُ. يحتاجُ المرء إلى مشيٍ شاقٍّ طويل ليتعرف على الحقِّ، ومن ثم بنور الحقِّ دليلا له عليه يحتاج سيرًا آخر ليتعرف على ذاتهِ.

نحنُ لولا توفيقُ اللّٰه، وفتوحُهُ علينا، وإنارته لأفئدتنا بالعجيبِ من الحكمة وتوالي الأسباب وتظافر الأشياء حولنا وتلك اللحظات الخارقة، التي ننتبه فيها أخيرًا إلى لطائفِ الأحوال والأمور فينا، لما عرفنا أنفُسنا وما سكنَّاها. وظالمٌ لنفسه ظلما ثقيلاً من يكونُ جوهره سليمًا، وقدرُهُ عظيمًا وصدقهُ آية من آيات الله في خلقه ولا ينتبهُ، ولا يرى ولا يحمدُ.

بداخل نفس ابن آدم كعبةٌ، وفيه قِبلةٌ ومركزُ جذبٍ وبوصلةٌ، وفيها محرابُ عبادة، وقلبٌ، يصنعُ بنبضهِ وسعيهِ وطوافِهِ أمرًا جللا اسمهُ الإيمانُ.

#أرأيت؟
#فتوح_رمضان

هذه لك

وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَآ أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنۢ بَعْضِ مَآ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ  ۖ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ  ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفٰسِقُونَ

"And judge, [O Muhammad], between them by what Allah has revealed and do not follow their inclinations and beware of them, lest they tempt you away from some of what Allah has revealed to you. And if they turn away - then know that Allah only intends to afflict them with some of their [own] sins. And indeed, many among the people are defiantly disobedient."
(QS. Al-Maaida 5: Verse 49)
المائدة - 49

إنَّ الحياةَ تَوَقُّدٌ وتلَهُّبٌ
فإذا حَيِيتَ فلا تكن بالمُنطَفِي

اختَر لنفسكَ ما تكونُ بوهجِهَا
شَرَرَ الإضاءةِ، أم رمادَ الصَّفصَفِ

واجعلْ لساعتِكَ القصيرةِ غايةً
اركُضْ وسِرْ فيها وهَرولْ وازحَفِ

وعلى جوانِبِهَا إذا طَرَقَ الفَنَا
مُتْ والقَ ربَّكَ مؤمنًا لم يُصرَفِ

وإذا وَصَلتَ فمُرْ إلى ما خَلفَهَا
أَسْرِفْ لدَى الأحلامِ سَرْفَ المُترَفِ

ليسَ الفَتَى من يكتفي بوصولِهِ
بَل من إذا وصَلَ السَّمَا لم يَكتفِ

#عماد_الدين_علي

t.me/adiwan #شعر
#جدوى
#حتى_نحيى

«فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة، فأخذتهم الصاعقة بظلمهم»

الظلم هو امتناعهم من تصديق موسى إلى أن يَروا الله جهرة، وليس الظلم لمجرد طلب الرؤية؛ لأن موسى قد سأل مثل سؤالهم مرة أخرى، «قال رب أرني أنظر إليك»، وهم لما سألوا موسى أن يريهم الله جهرة ما أرادوا التيمن بالله، ولا التنعم بالمشاهدة، ولكنهم أرادوا عجبا ينظرونه.

وفي هذا الكلام تسلية للنبيء ﷺ ودلالة على جراءتهم، وإظهار أن الرسل لا تجيء بإجابة مقترحات الأمم في طلب المعجزات، بل تأتي المعجزات بإرادة الله تعالى عند تحدي الأنبياء، ولو أجاب الله المقترحين إلى ما يقترحون من المعجزات لجعل رسله بمنزلة المشعوذين وأصحاب الخنقطرات والسيمياء، إذ يتلقون مقترحات الناس في المحافل والمجامع العامة والخاصة، وهذا مما يحط من مقدار الرسالة.

التحرير والتنوير

لعل الشظايا تتمكن من تكوينِ معمارٍ ما. لعل الشتاتَ تنفلقُ عنهُ صياغةُ التماسك، والخيبةَ تقدر على خلقِ الامتنان. والحرمانَ يجرُّ وراءهُ موازينَ العطاء..

[يا اللّٰه! أممكن هذا؟]

لعلنا نصلُحُ في شيءٍ لهذا الوجود. لعلنا، وفي حالتنا هذه، لسنا أعجز عن شُكرِ الله وحمده، ليس باللسان فقط بل بالكينونة مجمعها. ولن نتوقف عن الامتنان له ولكل جميلٍ في خلقه. والسعيِ فيما يُرضيهِ عنا.

#لحون