"رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَآ  ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"
(المُمتحنة -5)

"Our Lord, make us not [objects of] torment for the disbelievers and forgive us, our Lord. Indeed, it is You who is the Exalted in Might, the Wise."
(QS. Al-Mumtahana 60: Verse 5)

إنَّ اللَّحظةَ التي تلتمع فيها أفكارٌ كهذه في ذهن البشر هي لحظة مجيدة بقدر ماهي مُخيفة ومَهيبة..
وعِنْدَمَا يُرفعُ حِجابُ السِّر وتُطوَى سُدول الأُحجية ننظُرُ حولنا وإذْ بالعالمِ، لا يزالُ نفسَ العالم وإذ بالأشياءِ، لا تزال ذاتَ الأشياء،
لكِنَّ شيئا في عيوننا تغيَّر. شيئا من الأشباح التي بأذهاننا تبدَّل، والأَصْواتُ التي كانتْ تملأ أسماعنا فلا نُدْرِكُ مِنْهَا إلا الضَّوضَاء والجَلبة، تكشَّفَ من وسَطِهَا فجأةً لحنٌ مُوارِبٌ، لم نكن منتبهين له. ونَغمَةٌ خفِيّة لم يفطن لها إنسان…

وماهُو مدهش في تلك اللحظة ليسَ إنتباهتَنَا لِلَّحنِ ولا إكتشافنا للنَّغمَة وإنَّما غفلتنا الطَّويلَة جِدًّا قبل ذلك…
كيف لم ننتبه!

Bilal Awni | سلسلة اسطرلاب
#مقتبس
____
رابط السلسلة:
https://soundcloud.com/user-168627799-640014490/1a-1

أشعرُ أحيانا أن اللغة هي الشيء الوحيد الذي بقي حيًّا بداخلي. هي الشيءُ الوحيدُ الذي يرغبُ، ويسعى، ويتحرّكُ، ويعبرُ عن ذاته، ويُريد! أنها هي، على النقيض مني، وجودٌ. وإن كانت وهي منغرسة بداخلي الوجودَ الوحيد.

#لحون

أعرف أناسا ينتقمون من والديهم، من حبيب سابق، ممن أذوهم كافة، بأن يكونوا تُعساء وحسب.

كأن التعافي يُقلل من روع ما حدث لهم، أن تجاوزهم السوء يجعله يبدو هينًا ويقلل وطأته في عين من يراهم، أو أن في السعادة غُفرانا مُحتملا يخشون أن يصل لجلاديهم، لا تصير وضعية الضحية هنا حالة ظرفية بل هوية.
الإخلاص في تدمير الذات كطريقة وحيدة لبث رسالتك، للإنتصار على من أذوك بسجنهم للأبد في قفص الذنب، لينظروا دومًا لعاقبة فعلتهم في حُطامك.
السجن حالة ذهنية، يُمكن أن تحمله في قلبك حتى بعد الخروج من الزنزانة وزوال كل أشباح جلاديك، أعرف أشخاصًا صاروا جلادي أنفسهم بعد زمن طويل من رحيل جلاديهم.

ولم أعرف قط من أزهر جمالًا واحدًا من فخاخ الذنب و اللوم و جلد الذات، عواطف عقيمة لا تلد سوى ذهنية السجن. ولم أرَ سيرًا اكتمل أبدا لأحدهم إلا بسجية يرفُقُ المرء فيها بذاته ويرحمها و يُطببها طوال الوقت كأنه يعتني بشخص يُحبه، ربما النجاة في اليقين أنه لا أحد من جلادينا ينظر لنا من الضفة الأخرى، أشباحهم غادرت منذ زمن طويل، نحن من يستبقيها... و نحن وحدنا من نملك السماح لها بالرحيل، وبدء قصة جديدة لسنا فيها ضحية أحدهم.

| Hosam ElDin
#مقتبس

أحب مجالسة جدتي، وأكثر مجالسنا حلاوة تلك التي ينتجها وِردها القرآني، أجلب لها المصحف فتنطلق في قراءتها المتأنية التي لا تخلو من صعوبة؛ لكنها تقفز فجأة، في مرات كثيرة أكون قد غفوت؛ فترمي تعليقا أو عبارة عجيبة تجعلني أنتبه، من أيام كانت تقرأ؛ فمرت على قوله تعالى "إني جاعل في الأرض خليفة"، نادتلي فرحانة متهللة، تعال تعال، شوف اقرأ، وابتسمَت ابتسامة عريضة بزااف، ثم قالت : شفت ربي مخالاناش وحدنا..

حقيقة وبصراحة، في مرات كثيرة لا أستطيع تحديد ما تقصده جدتي بدقة، ولا أحب تعكير صفائها بالسؤال؛ لكنني ألتقط عباراتها وأغوص .. حتى أغفو فتنبهني بهزّة أخرى، نوض شوف، سبحان الله، ربي مخلاناش وحدنا، مخلاناش ضايعين دون معنى ودون قصد ودون غاية نهائية، مخلاناش تايهين، مخلاناش نعبدو أوثان من صنع أيدينا، مخلاناش نعبدو إنسان مثلنا، مخلّاناش نعبدو أنفسنا وهوانا وشهواتنا، الحمد لله الي دلنا عليه ومخلّاناش وحدنا، صح والله.

في لغة الاستجابة الشخصية. فإنَّ ما تشعُرُ بهِ أمام شيءٍ تستحسِنُهُ لفظٌ واحدٌ: "نعم"، الإقرارُ، القُبولُ، وشاهدُ التّسليمِ. هذه الـ "نعم" أوسعُ من مجردِ استجابةٍ لشيءٍ واحدٍ، هي بمعنى ما قولُك "آمين" للدنيا، وللأرضِ المحمَّلة بهذا الشيء، وللفكرة الكامنة وراء خلقه، ولك أنت، لتمكنك من رؤيته وتمييزه. ولكن تمكيننا من "نعم" و "لا" هو صميمُ كل امتِلاكٍ. فبِهما تُمَلّكُ أناك، أو الروح إذا شأت.

ولروحك عملٌ أساسيّ واحد- أنها تقيّم الأشياء، ترى وتستخرج منها القيمة. "نعم" أم "لا"، "أرغب" و "لا أرغب".. لا يسعك قول "نعم" دونَ قولك "أنا". لا تسليمَ دونَ مُسلِّمٍ. فبهذا المعنى، كل ما أعطيته حبك أعطاك نفسه.

The Fountainhead | p564
#Ayn_Rand
#مترجم

شتانَ ما بينَ مُحِبٍّ لأُنسٍ، ومحبٍّ لإنسانٍ

| إسلام النادي

من صحبكَ لِذاتك فعوِّل عليْهِ.

| ابن عربي

احترام الآخر له مستويات، أرفعها ما يقوم على تقييم موضوعيّ للآخر وإدراك لخصالٍ جديرة بالاحترام. طبعا ليس الكل قادرا على هذا، هناك من لا يستطيع رؤية شيء بالعالم إلا قياسا بانتفاعه ولا يفهم قيمةً لانسانٍ إلا بحصوله على حاجة منه. هذه ليست أنانية وحسب، بل إفقارا هائلا في إدراكنا للآخرين.

| بلال عوني

وما صحبتك من خوفٍ ومن طمعٍ
بل الشمائلُ والأخلاقُ تُصطَحَبُ

| البحتري

أحب من يحبني للسبب الصحيح، وأنزعج ممن يحبني للسبب الخطأ!

| عارف حجاوي

إذا ما وجدنا الشيءَ عِلَّةَ نفسهِ
فذاكَ وجودٌ ليسَ يفنى على الأبدْ

وإما وجدناه لشيءٍ خلافَهُ
فإعدامه في عدمنا ما له وجد

| ابن حزم الأندلسي
#أدب

أستبقي من الصحب من فيهِ إحياء هذا المعنى، فهو أهل لي وأنا أهلٌ لهُ، وأطلق كل من أرى فيه تهافُت نقيضه.

أوجدتُ حبك متى عرفتُ أنّك عظيمٌ في نفسي
وإنما أوجدك اللّهُ قبل ذلك عظيمًا في نفسكَ.

#لحون_القلب

‏يقول ابن القيّم رحمه الله:

قال الجُنيد: «واشوقاه إلى أوقات البداية». يعني: لذة أوقات البداية، وجمع الهمّة على الطلب، والسير إلى الله!

#أدب

الناس خلقٌ كثيرٌ.
فلا هي الدنيا ابتدأت عندك ولا هي عندك تنتهي.
ولكنها تأتي بجمالٍ مختلِفٍ -أعرفهُ- ولُطف سَمحٍ، آلفُهُ بابتدائها منكَ أنت وانتهائها إليك، يا صديق.

#لحون_القلب

قد تكون شغَّالًا في مواساةِ الآخرين، في تهدئةِ القلوبِ في الأوقاتِ الصعبة، لكنَّك تحتاجُ صوتًا غير صوتِك يخبرك أنك ستكون بخير، ويدًا غير يدِك تربتُ على كتفك لتهدأ.

"هارونَ أخي اشدُدْ به أزري"

المهام الصعبة تحتاجُ رفيقًا، نفَسًا تشعرُ به جنبَك حين تُعتمُ في عينيك الطرق، وقلبًا آخر يُقيمُك حين يريد قلبك أن ينقضّ."

| شيماء هشام

بلُطفِ اللّٰه واللٰه.

"إياك أن ترفع من شأن ابن العظيم على ابن الوضيع، بل اتخذ لنفسك الرجل من أجل كفايته".

من وصايا أحد ملوك مصر القديمة - من سلالة أهناسيا - لابنه، 2500 ق. م.
عن كتاب "فجر الضمير"، ص 168
#جيمس_هنري_بريستيد

انظُر إلى مِرآةِ نفسِكَ إنّها
أولى بِعينِكَ من مَرَايا الناسِ

| عماد الدين علي
#شعر

العقليَّات المُخْلِصة إذا لم تُصِبْ حثَّتك على أنْ تُصيب.

— د. محمد أبو موسى، [درس الجامع الأزهر الشريف - عام ٢٠١٨].

مُختارات بمناسبة #اليوم_العالمي_للحجاب :

أنى كان ديدنُ المكانِ ظُهورًا:
كل ظاهرٍ فيه سُلطان متوجٌ، وكلُّ ظُهورٍ عرشٌ ينتظرُ جالسا. لم يكن للروحِ فيه -وهي من بواطنِ الأمور- مقامُ بيانٍ إلا من وراءِ حجابٍ، فإن لم تَحتجب لم تُرَ. وإن لم تجعل لها غشاءً يلفها لم تُقصدْ. وهذه سُننُ الرؤية تتقلب ما بين الظاهر والباطن منذ الأزل.

#أرأيت
#سنن

الحجابُ لا ينحصِرُ في كونه قطعة قماشٍ.
هو سماءٌ زاخرة بأنجم المعاني، وأفقٌ واسعٌ جميل بادٍ لكل عين تجيلُ البصرَ بحثا عن البصيرة.
أن يكون الحجابُ اصطفاءً دينيا وشيئا منَ الدِّينِ يحملُ الكثيرَ من المعاني والجزيلَ من الدلالة..
أن يكون الحجابُ "عبادة" في منظومة قيمية متكاملة المقاصد مترابطة الأطراف.
ما من جديد في هذا. هي عناوينٌ ترددت علينا مرارا ونعلمها جميعا جيدا.

إلا أن ما كان دينًا للمرءِ، فهو فِكرٌ كأحسنِ ما يكونُ الفكرُ وهو جدوى وتقوى، وهو بمثابةِ فلسفة حياة كاملة. ليست فلسفةَ لباسٍ، أو معاييرا لاختيار اللباس وحسب..

إن مبدأ "الحجْبِ" في فرض الحجابِ له خُصوصِيَّةٌ مُميّزة وهي أن تحجُب مادية الشيءِ -ما استطعت!- وتُطلِقَ روحهُ: لأنك إذا ما استغرقت في مادّيته اشتكت روحهُ!

هو أن تحجب عنك ما تعلمُ أنه يجذبك، أو كان ذا سلطة على حواسك وإدراكك، ولا تمْلِكُهُ. والحالُ أنه إذا ما تبدى لك كان بمثابة حقلٍ من فخاخ الحسرةِ لعقلك، وأن عقلك عاجلا أم آجلا واقعٌ في إحداها، عالق بين تلافيفها وتفاصيلها فيختل بذلك توازنه وتعتل صحته ويعجز أن يحسن فيها وفي نفسه.

ولهذا السبب قابلَ فرضُ الاحتجاب عند المرأة فرض غضّ النظر عند الرجل. والأصل واحدٌ والمقصدُ الربانيُّ نفسه.

قد يكون المحجوب فكرة.
قد يكونُ كلماتً.
قد يكون شخصا.
أو مساحة من البدن.
أو صورة، أو نصًّا، أو شعورًا، أو أمنية!

قد يكون ذكرى بعيدة المنال، أو طللا من الأطلال..

أن يكون الحجابُ عبادةً بمقاصد العبادة، يفترضُ أن يكون المحجوب هو الذي "إن رأيت في حجبه عافية للنفس وطمأنينة في الصدرِ وتقربا إلى الحقِّ، فعلتهُ."
فإن كان لك في فعل الحجبِ مثقالُ ذرة خيرٍ جازَ لك أن تعبد به الله.
إذ أنهُ وجَبَ عليك: وُجُوب ما أوجبهُ اللّٰه من باب العبادة "بمجرّد أن يكونَ فيهِ تزكية للنفس".

#أرأيت #جدوى #أدب

(أفعمياوان أنتما؟!)
ربما كان "احتجاب المرأة عن نفسها"، توجيهاً آخر إلى أحد مقاصد الحجاب!

في الواقع، إنّ جسد المرأة ليس محطّ نظر الرجل وحده، بل محطّ نظر المرأة نفسها إلى ذاتها..
إحساسها الذاتي بجمالها، مهما كان ضئيلاً، يجعل قدرة الرجل على التوكيد على هذا الشعور، هو محور جذبها إلى المسألة العاطفية برمّتها، بينما يهمّها بدرجة أقلّ كيف يبدو شكله هو..

يحدث الأمر بلا شعور منها، طالما أنها تشعر باحتمال نظر أحدهم إليها، لن ينقطع ذلك الصوت الذي ينبئها في ذهنها بأنها جسد مراقب.. وستنسى أنها عقل ناطق..
لذا فسترها لنفسها ليس فقط إجبارًا للرجل على معاملتها كعقل..
بل تذكيرًا مستمرّاً لها ولعقلها اللاواعي على تقديم نفسها كعقل كذلك..
ولذلك أيضاً فلن يحقّق الحجاب مقاصده إن ارتدته غير واعية لهذه المسألة، فهي ستحاول الإفصاح عن جمالها المخبّأ أنّى استطاعت ذلك..
وطبعًا ليس مقصودًا بالجمال هنا، مقابل القباحة، الموضوع ليس تقبيحاً، بل ستراً للمُلفت المُرغم على التشييء..
أمّا الجمال في المعنى المطلق للكلمة، فهو مجاوز للمحدود والحسّي بكثير..

| نور الهدى الفارس
#مقتبس

المرأة العُطل هي التي لا تلبسُ الزينة ولا المجوهرات وإذا عطَلت المرأة جسدها فقد نزعت عنه الزينة والإكسسوارات.

الحيوان العُطل هو الذي لا رسنَ لهُ، فليسَ ينقاد.

الكلمة لافتة لأنك تجدُ معانٍ إضافية لها تبدو إيحاءً بموقف قـيميٍّ داخل اللغة من مسألة تخص الزينة والحليّ والمجوهرات، ومن دون القفز لاستنتاجات كبرى ولا حتى صغرى فارتباط العطل في الحيوان بغياب الرسن وفي الإنسان بالتحرر من الزينة يستحق التأمل ويستحق ربما تحية للمرأة العاطلة وللنساء العاطلات.

Awni Bilal | تأملات في تاريخ العطالة

https://soundcloud.com/user-168627799-640014490/1a-1

إنَّ مِكيالَ اللّٰهِ يزيدُ ولا ينقصُ

| موت صغير
#سنن