Forwarded from أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ (منالـ الشعباني)
ترتدي أيامنا هذه أثوابا كثيرةً،
ففي الظاهر، هي نهاياتُ أشياءَ وبداياتُ أشياءَ أُخرى، ويُقالُ أنها لهذا السّبب أو لذاكـَ أيّامُ أعيادٍ..
وفي الباطنِ ليسَ الجديدُ بها سوى زيادةً في الأرقامِ التي ندونها وتراجُعًا في بقية الأعمارِ التي نعدّها..
محطاتُ تغييرٍ، بدون تغيير.
فلا هي محطاتٌ، ولا السائرُ يتوقفُ، ولا حركة تخبو.
فكلّا؛
لم يخرُج الزمن عن صمته حتى يعلن لنا أنه أمْدَدَ عُمر الوُجود سنة أخرى، ولا أسمعنا الكونُ الخبر بالنيابة عنه لنطمئنَّ..
ولكنّ دويا ما لطبول تقرعها أيادي البشر، بإيقاع يعُـمُّ الأجواء عموم فناء البشر، يطول أركان الأرض في عناد ويُراد منهُ أن سنة ميلادية أخرى على وشك الولادة.
خليفة الله على الأرض يعتلي المنصة، يقول خطابا مضمونهُ أن الأرض لن تتوقف في هذه اللحظة المصطفاة الفاصلة ما بين دورتينِ.
بيد أنها مذ وجدها لم يسبق أن توقفت في أي لحظة، ولم تميز خلال دورانها أي نقطة عن سابقتها أو تلك التي تليها.
وإذا كان لدورانها في الأثير نقطة بداية فهي لم تبح بها لنا بعد: '' كل أجزاء الزمن سواسية في حكم أجزاء الزمن''
ولكن قرع الطبول مسترسل لا يتوقف، لامُبالٍ لحقائق الوجود اللامنتهي؛
إن البشر قارعوا هذي الطبول منتهون ولا بد للبشر كي يحتملوا عمر الوجود من الذكرى!
..
تسيرُ الفُلكُ دونَ توقُّفٍ، دونَ مللٍ،
بانتظام نبضِ العالمِ مذعنة لأمرِ خالقها..
ويسيرُ البشرُ،
ثُمّ تتعثّرُ الخطى أو تتثاقلُ، أو تتململُ وتضيقُ ذرعًا برتابَةِ المُضِيِّ الكونِيِّ فتتوقَّفُ، فرادى أو جماعاتٍ، بقافلةٍ أو بدونها، وتفترشُ المحطّاتِ وتحتسي الذّكرى وتراجِعُ الأسماءَ والدلالات.
ها نحنُ نصنعُ الرّموزَ ونكسوهَا معنى؛
فتقترنُ النّهاياتُ بالخوفِ وتقترنُ البداياتُ بالأملِ وتتقلب ما بينهما فصول النفس.
هاهو ذا ماردُ الزّمنِ كما رسمتهُ ريشة الخيال الجمعيّ، ينتفضُ من سباته الذي يدوم 356 يوما أبداً، أيقظهُ تزاور الشّمس واكتمال الطّواف..
يتمطى ثم يسحبُ برأتيه اللتين تسعان الكون بما فيهِ نفسًا جديداً لعام جديدٍ،
غير عابئٍ بالرّياحِ التي يحرّكُها في أشرعة أنفسنا الضئيلة وعتوٍّها!
فنحتاجُ مرساةً لتثبّتُنا، ونحتاجُ الذاكرة والتكرارَ والذكرى،
ونحتاجُ جاذبيّتها التي تنسينا دورانها.
ونحتاجُ قوالبنا التي تضمّنا وتلملمُ ذواتنا وتمنعها من الضّياعِ والعبثِ.
وكم نخشى.. أن تقتلعنا رياحُ التغييرِ أو أن يمحو الزمن في مروره أجزاءً منا،
ترتدي أيامنا هذه أثوابًا كثيرة،
نُلبسها إيّاها ثُمّ نتعلّقُ بأطرافها،
ولا يعلَقُ بأيامنا هذه حقّا سوى حقيقتها، لا يعلمُ مداها غيرُ خالقها وحده..
#سنن #أرأيت
#2020
ففي الظاهر، هي نهاياتُ أشياءَ وبداياتُ أشياءَ أُخرى، ويُقالُ أنها لهذا السّبب أو لذاكـَ أيّامُ أعيادٍ..
وفي الباطنِ ليسَ الجديدُ بها سوى زيادةً في الأرقامِ التي ندونها وتراجُعًا في بقية الأعمارِ التي نعدّها..
محطاتُ تغييرٍ، بدون تغيير.
فلا هي محطاتٌ، ولا السائرُ يتوقفُ، ولا حركة تخبو.
فكلّا؛
لم يخرُج الزمن عن صمته حتى يعلن لنا أنه أمْدَدَ عُمر الوُجود سنة أخرى، ولا أسمعنا الكونُ الخبر بالنيابة عنه لنطمئنَّ..
ولكنّ دويا ما لطبول تقرعها أيادي البشر، بإيقاع يعُـمُّ الأجواء عموم فناء البشر، يطول أركان الأرض في عناد ويُراد منهُ أن سنة ميلادية أخرى على وشك الولادة.
خليفة الله على الأرض يعتلي المنصة، يقول خطابا مضمونهُ أن الأرض لن تتوقف في هذه اللحظة المصطفاة الفاصلة ما بين دورتينِ.
بيد أنها مذ وجدها لم يسبق أن توقفت في أي لحظة، ولم تميز خلال دورانها أي نقطة عن سابقتها أو تلك التي تليها.
وإذا كان لدورانها في الأثير نقطة بداية فهي لم تبح بها لنا بعد: '' كل أجزاء الزمن سواسية في حكم أجزاء الزمن''
ولكن قرع الطبول مسترسل لا يتوقف، لامُبالٍ لحقائق الوجود اللامنتهي؛
إن البشر قارعوا هذي الطبول منتهون ولا بد للبشر كي يحتملوا عمر الوجود من الذكرى!
..
تسيرُ الفُلكُ دونَ توقُّفٍ، دونَ مللٍ،
بانتظام نبضِ العالمِ مذعنة لأمرِ خالقها..
ويسيرُ البشرُ،
ثُمّ تتعثّرُ الخطى أو تتثاقلُ، أو تتململُ وتضيقُ ذرعًا برتابَةِ المُضِيِّ الكونِيِّ فتتوقَّفُ، فرادى أو جماعاتٍ، بقافلةٍ أو بدونها، وتفترشُ المحطّاتِ وتحتسي الذّكرى وتراجِعُ الأسماءَ والدلالات.
ها نحنُ نصنعُ الرّموزَ ونكسوهَا معنى؛
فتقترنُ النّهاياتُ بالخوفِ وتقترنُ البداياتُ بالأملِ وتتقلب ما بينهما فصول النفس.
هاهو ذا ماردُ الزّمنِ كما رسمتهُ ريشة الخيال الجمعيّ، ينتفضُ من سباته الذي يدوم 356 يوما أبداً، أيقظهُ تزاور الشّمس واكتمال الطّواف..
يتمطى ثم يسحبُ برأتيه اللتين تسعان الكون بما فيهِ نفسًا جديداً لعام جديدٍ،
غير عابئٍ بالرّياحِ التي يحرّكُها في أشرعة أنفسنا الضئيلة وعتوٍّها!
فنحتاجُ مرساةً لتثبّتُنا، ونحتاجُ الذاكرة والتكرارَ والذكرى،
ونحتاجُ جاذبيّتها التي تنسينا دورانها.
ونحتاجُ قوالبنا التي تضمّنا وتلملمُ ذواتنا وتمنعها من الضّياعِ والعبثِ.
وكم نخشى.. أن تقتلعنا رياحُ التغييرِ أو أن يمحو الزمن في مروره أجزاءً منا،
ترتدي أيامنا هذه أثوابًا كثيرة،
نُلبسها إيّاها ثُمّ نتعلّقُ بأطرافها،
ولا يعلَقُ بأيامنا هذه حقّا سوى حقيقتها، لا يعلمُ مداها غيرُ خالقها وحده..
#سنن #أرأيت
#2020
ما من شيءٍ نمتلكه يحول بيننا وبين الله، ولا حتى أسامينا، ولا حتى أيادينا. إنا لله وإليه نحنُ راجعون، بكل ما تجمعه الأنا وتضعه تحت سقفها ويحلو لها أن تصلَ به ضميرها، أو تسميه أنا.. بكل ما يتراكم في النحنُ مع الزمن والجهد والبحثِ... من العدم يأتي بنا وإلى العدم إذا شاء نرجعُ. صفرا من كل شيء!
يعرف عنا ما لا نعرفه. ربنا وولينا إنا لك وإنا إليك والحمد لك عليك!
#أرأيت
يعرف عنا ما لا نعرفه. ربنا وولينا إنا لك وإنا إليك والحمد لك عليك!
#أرأيت
من حرَّكتهُ رغبتهُ في نيلِ رضا البشرِ ولم يحرِّكهُ طلبُهُ للحقِّ استهلَّ إشراكَ البشرِ معَ اللّٰه: لا تُعوّل عليهِ.
#في_ما_لا_يعول_عليه
#في_تشخيص_الدواء
#في_ما_لا_يعول_عليه
#في_تشخيص_الدواء
أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ
اذا كان ما يزالُ للبشرِ شُغلٌ ما في نفسهِ يُهذِّبُها، يعلمها ويُصلِحُها فليُبشر! فهذه كلُّ جدوى خطوِهِ وعيشِهِ وأبلغُ فِعله في دُنياه.. إن كان في البشر نقصٌ كامنٌ، ففي ذا مبلغُ سعيهِ وسرُّ كينونتهِ وحافزُ مواصلتهِ وطريقهُ المقدرُ وجدواهُ أنه شاهدٌ على بشريتهِ،…
للّٰهِ شأنٌ في تصريفِ الأمورِ بأضدادها وتسخيرِ التياراتِ بمعاكساتها وتحريكِ الأشياءِ بمُقابلاتها.
#سنن
#سنن
ستدرك في نهاية المطاف أن الأصدِقاءَ بحقٍّ هم الذين لم تتحمَّل بحالٍ من الأحوال في رفقتهم كُلفةَ ألا تكونَ صادقًا.. هم أولئك الذين مهما بلغ بكَ وجعُ الصِّدقِ معهم ومهما عظُمت تكلفتُهُ، كان وجعُ غياب صدقكَ في مجالسهم أضعافهُ.. أصدِقاءٌ بتمامِ معاني اللغة والاصطفاءِ وكمال انسجام هندسةِ المقاصدِ. أما من هم دون ذلكَ فأشباهُ للأصلِ وصورٌ باهتةٌ منشقة عنهُ.
#أرأيت #صدق
#أرأيت #صدق
إلى وَدِيدٍ:
لمَّا كانت رُؤيةُ ملْمحِك البهيَّ مِن جُملة المُنى فلا تنقضي منه الأوطار، وشمسُ عوارِفك مَصُونةً بالفضل والمواهبِ والإبهار، وهوى النَّفس ميَّالٌ إليك وصبابةُ القلب لهفُها عليك، وتفَاوَحَ بالحُسْن مِسْكُ أوصافِك، وأسْفَر البدرُ بقصد اتِّصافك = بقيتُ على مطلب القُرب منك وشغَفِ منالِك، وكابدْتُ أشواقَ اتِّصال وِصالك، فإنَّ ضُلوعي ما انحنتْ إلَّا من محبَّتك، ووَلَعي بك لِـوَحْشتِك وفَرْطِ مودَّتك، فاللهُ يَسقِي عهدًا كُنَّا عليه، ويرعى قصدًا سِرنا إليه، ويُزهِرُ أيَّامَنا بفألِ تلاقِينا، ويُسفِرُ فجْرَ آمالنا وتهانينا!
| واكف
#مقتبس
#أدب
لمَّا كانت رُؤيةُ ملْمحِك البهيَّ مِن جُملة المُنى فلا تنقضي منه الأوطار، وشمسُ عوارِفك مَصُونةً بالفضل والمواهبِ والإبهار، وهوى النَّفس ميَّالٌ إليك وصبابةُ القلب لهفُها عليك، وتفَاوَحَ بالحُسْن مِسْكُ أوصافِك، وأسْفَر البدرُ بقصد اتِّصافك = بقيتُ على مطلب القُرب منك وشغَفِ منالِك، وكابدْتُ أشواقَ اتِّصال وِصالك، فإنَّ ضُلوعي ما انحنتْ إلَّا من محبَّتك، ووَلَعي بك لِـوَحْشتِك وفَرْطِ مودَّتك، فاللهُ يَسقِي عهدًا كُنَّا عليه، ويرعى قصدًا سِرنا إليه، ويُزهِرُ أيَّامَنا بفألِ تلاقِينا، ويُسفِرُ فجْرَ آمالنا وتهانينا!
| واكف
#مقتبس
#أدب
بعضُ الطّرق المختصرة تُفسِدُ القضيّة على أصحابها. أقولُ: بعضها.
لأنّ الطّرق عديدةٌ تشكّلاً وتلوُّنًا،
والثابتُ أنّها كيفما كانت فهي ولا بُدَّ جزءٌ من القضيّة، ولا مبالغة إن قلتُ أنّها قلبها النّابضُ..
الغاية تحدّدُ الوسيلةَ،
الغاية لا تبرّرُ شيئًا!
يا معاشرَ المغيِّرين!
لا يتغيَّرُ العالمُ في صُلبهِ، وفي أشدّ أجزاءه عمقًا وظلامًا وضبابيّة، وحيثُ جينات تكوينهِ وسننُ بقاءهِ، وفي لاوعيِهِ المتخفّي ببراعةٍ؛ باتباعِ الطّرق السهلة، المختصرة، والتسويق الغرائزيّ الأخرقِ.
تخيّلوا أنّ ما ترونهُ اليومَ،
أنّ منسوبًا هائلاً مما ترونهُ اليومَ،
تخيّلوهُ وقد صار هباء منثورًا
في مشهدٍ أثيرٍ
يدعونه النهاية وندعوهُ البداية
سرابًا لا تقبضُ عليه اليدُ
ولا يستقِرُّ في غيبِ الأرواحِ.
تلكَ صورةُ الواقعِ ما وراء ستارِ الوقائِعِ.
إنّ بالرّغمِ من سحر اليُسرِ في الطُّرقِ القصيرة، السريعة المفعول، وعلى الرّغمِ من إغواءِ بريقِ نقطة الوصولِ، فإنّ من النّاسِ من يأبى خطوهَا!
ويهوى طيبًا يجده في غيرِ مسالكها،
ويألفُ الأشواكـَ في غيرِ ترابها. يُصَادِقُهَا.
هؤلاءِ تسموُ أهدافهم، فوق أفق الأهدافِ، هؤلاءِ الحالمونَ وراءَ مدادِ العمرِ.
إلى أشباهِ هؤُلاءَ أتحدّثُ.
إنّ من الطيّبينَ، -المنبوذينَ- من ينحتُ في شقاءٍ، ويبدو أنّهُ لا يصلُ.
ومن الطيّبينَ من تخدعهُ رُؤيا العينِ ويطول به المسيـرُ في طريقه فيسائل نفسهُ، إن كانَ سيصلُ؟!
أقولُ، لا تقفوا!
ففي عصر اختصارِ الطُّرقِ هذا يتعبُ الصّادقون أيَّما تعبٍ!
ويخيّلُ للنّاظِرِ إلى واحد من هؤلاء أنّهُ إنّما ينحَتُ معانيهِ رملاً أو يرسمُ تمثُّلاته على صفحة الماء..
فيسخرُ، أو يُشفقُ، ولا يتمثّلُ بحالٍ من الأحوالِ نورَ الإيمانِ الذي يدفعُ بأصحابه لما هم فيهِ، أو أنَّ أثرهم يتغلغلُ عميقًا في الأرضِ حيثُ لا يدركُهُ البصرُ..
علامتهم أبدًا الصِّدقُ.
ومعجزتهم أبدا الصّبرُ والثّباتُ.
وخيرهم ماكثٌ في الأرض!
وغايتهم منذُ البدايةِ عمقٌ!
وطريقهم، أبدًا طويلة!
#جدوى
#آية
#أدب (أدب السعي والانجاز والعمل!)
08.01.19
لأنّ الطّرق عديدةٌ تشكّلاً وتلوُّنًا،
والثابتُ أنّها كيفما كانت فهي ولا بُدَّ جزءٌ من القضيّة، ولا مبالغة إن قلتُ أنّها قلبها النّابضُ..
الغاية تحدّدُ الوسيلةَ،
الغاية لا تبرّرُ شيئًا!
يا معاشرَ المغيِّرين!
لا يتغيَّرُ العالمُ في صُلبهِ، وفي أشدّ أجزاءه عمقًا وظلامًا وضبابيّة، وحيثُ جينات تكوينهِ وسننُ بقاءهِ، وفي لاوعيِهِ المتخفّي ببراعةٍ؛ باتباعِ الطّرق السهلة، المختصرة، والتسويق الغرائزيّ الأخرقِ.
تخيّلوا أنّ ما ترونهُ اليومَ،
أنّ منسوبًا هائلاً مما ترونهُ اليومَ،
تخيّلوهُ وقد صار هباء منثورًا
في مشهدٍ أثيرٍ
يدعونه النهاية وندعوهُ البداية
سرابًا لا تقبضُ عليه اليدُ
ولا يستقِرُّ في غيبِ الأرواحِ.
تلكَ صورةُ الواقعِ ما وراء ستارِ الوقائِعِ.
إنّ بالرّغمِ من سحر اليُسرِ في الطُّرقِ القصيرة، السريعة المفعول، وعلى الرّغمِ من إغواءِ بريقِ نقطة الوصولِ، فإنّ من النّاسِ من يأبى خطوهَا!
ويهوى طيبًا يجده في غيرِ مسالكها،
ويألفُ الأشواكـَ في غيرِ ترابها. يُصَادِقُهَا.
هؤلاءِ تسموُ أهدافهم، فوق أفق الأهدافِ، هؤلاءِ الحالمونَ وراءَ مدادِ العمرِ.
إلى أشباهِ هؤُلاءَ أتحدّثُ.
إنّ من الطيّبينَ، -المنبوذينَ- من ينحتُ في شقاءٍ، ويبدو أنّهُ لا يصلُ.
ومن الطيّبينَ من تخدعهُ رُؤيا العينِ ويطول به المسيـرُ في طريقه فيسائل نفسهُ، إن كانَ سيصلُ؟!
أقولُ، لا تقفوا!
ففي عصر اختصارِ الطُّرقِ هذا يتعبُ الصّادقون أيَّما تعبٍ!
ويخيّلُ للنّاظِرِ إلى واحد من هؤلاء أنّهُ إنّما ينحَتُ معانيهِ رملاً أو يرسمُ تمثُّلاته على صفحة الماء..
فيسخرُ، أو يُشفقُ، ولا يتمثّلُ بحالٍ من الأحوالِ نورَ الإيمانِ الذي يدفعُ بأصحابه لما هم فيهِ، أو أنَّ أثرهم يتغلغلُ عميقًا في الأرضِ حيثُ لا يدركُهُ البصرُ..
علامتهم أبدًا الصِّدقُ.
ومعجزتهم أبدا الصّبرُ والثّباتُ.
وخيرهم ماكثٌ في الأرض!
وغايتهم منذُ البدايةِ عمقٌ!
وطريقهم، أبدًا طويلة!
#جدوى
#آية
#أدب (أدب السعي والانجاز والعمل!)
08.01.19
وهمُ الامتلاك الذي غذته فينا أدوات العصر والهواتف الخاصة وأغرقتنا فيه من كل صوبٍ وجانب سبب من أسبابِ تعاظم الخوف والخشية وزرع الترددِ فينا.
كلما ازدادَ وعيك وتضخم بما تمتلك، تعاظمَ إشفاقك من خُسرانه، وترسّخَ بداخلك نُفورٌ من فكرة الخُسرانِ ذاتها!
المسلم اليوم ليس كمسلم الأمس، هو اليوم بحاجة ملحّة مضاعفة بمرات ومرات إلى قدرة التخفف مما يشتت تركيزه ويلح عليهِ أنّى أقبل وأدبر وكيفما اتجه ليسيطر عليه أو ليُثقله. وبحاجة لعبادةٍ أكثر استغراقا في التّزهد والتجردِ والصومِ. وبحاجة لالتفاتة أكثر عزما وتركيزا وثباتا إلى قيمِ التعفُّف وتأملا في إمكاناتِ الاكتِفاء!
#في_استنطاق_الداء
#في_تشخيص_الدواء
كلما ازدادَ وعيك وتضخم بما تمتلك، تعاظمَ إشفاقك من خُسرانه، وترسّخَ بداخلك نُفورٌ من فكرة الخُسرانِ ذاتها!
المسلم اليوم ليس كمسلم الأمس، هو اليوم بحاجة ملحّة مضاعفة بمرات ومرات إلى قدرة التخفف مما يشتت تركيزه ويلح عليهِ أنّى أقبل وأدبر وكيفما اتجه ليسيطر عليه أو ليُثقله. وبحاجة لعبادةٍ أكثر استغراقا في التّزهد والتجردِ والصومِ. وبحاجة لالتفاتة أكثر عزما وتركيزا وثباتا إلى قيمِ التعفُّف وتأملا في إمكاناتِ الاكتِفاء!
#في_استنطاق_الداء
#في_تشخيص_الدواء
Forwarded from بلاغةٌ. (عمّار البَعجاوي.)
حياتك عبارة عن إعادات ترتيب دورية وتكرار لا ينتهي لتوضيبِ اللامعنى والعمل فيه وتركيبه مجددا.. كلما آلت ذراتك إلى الفوضى وعدم الانتظام ومال أمرك إلى العبثِ أعدت ترتيبها والاعتناء بتنضيدها من البداية. تنتشل نفسك في كل مرة من عشوائيتك وفوضى وجودك وتقاومهما حتى يستقيمَ لك يومُك.. وفي منتصفِ فوضاكَ تتحرك، تمشط شعرك، تغتسل، تغير وتنظف الثياب، ترتب محيطك ومحيط عملك، تؤول تجاربك إلى الفشل فتجاهد في تلافيه والمحاولة من جديد. تنتهي محاولاتك إلى العبث، فتجتهد في استخراجِ المعنى المخبئ. ينهارُ ما بنيتهُ من علاقاتٍ ومعانٍ وأحلام وأمانٍ. يخذلك من وثقت به فتهاجر بثقتك إلى غيره وإن كان غيره قطا أو الحمامة التي تحط على شباكك كل يوم.. لم يعدك أحد بثبات ما تصنعه وبقاءه ولا ببقائك حتى، ولم تتخذ على اللّٰه عهدًا! مهمتك السعيُ، التكرارُ الدؤوبُ، البناءُ من الأنقاض مرة بعد مرة، التفكيكُ وإعادة التركيبِ، لا الوصول.
رباه صبرًا وحُبًّا!
#أرأيت
رباه صبرًا وحُبًّا!
#أرأيت
Forwarded from أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ (منالـ الشعباني)
الجميل في تعلم اللغة - أي لغة - أنه في أصلهِ يحاكي عملية هدمٍ تسبق عملية بناء وليس بناءً فوق البناء. فلا يلجُ المعنى بمبناهُ إلى عقلك إلا إذا سمحتَ له بمسحِ ما اعتدتهُ من اللغة التي تعلمتَ، وإعادتك إلى دهشة الطفلِ، ودهشة الاكتشاف الأولى، ثُمَّ هو لا يثبُتُ عندك قريرًا ولا يسلمك مقاليد التحكم والإبداعِ إلا بها.
#سنن
#جدوى
#أرأيت
#سنن
#جدوى
#أرأيت
أسالِم حِينَ أُبصِرك اللّيَالي
وأصْفَحُ للزمَان عن الذّنوبِ
وأنسَى كُلَّ ما جنت الرّزَايا
عَليّ من الفوادح وَالنّدوبِ
| الشريف الرضي
صورة: منذر خياري
#شعر
وأصْفَحُ للزمَان عن الذّنوبِ
وأنسَى كُلَّ ما جنت الرّزَايا
عَليّ من الفوادح وَالنّدوبِ
| الشريف الرضي
صورة: منذر خياري
#شعر
Forwarded from اقْــــرأْ
انهم أبناء اللحظة والشيء الظاهر، وربما كانت الخيمة مثالا لتكوينهم العقليّ، فهي تُجسدُ رد فعلهم الحقيقي. فالخيمة تتأثر بالآني، ولا تملك ثباتا أو استمرارا.
تقاسيم الليل والنهار | ص١٢١
#عبد_الرحمن_منيف
تقاسيم الليل والنهار | ص١٢١
#عبد_الرحمن_منيف
Forwarded from أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ (منالـ الشعباني)
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
نحنُ مٙلُولُون؛
نُفضِّلُ المقْعٙدٙ الذي يُجانبُ زُجٙاجٙ النّٙوافذِ.. هرباً من جُمودِ الدّاخل إلى حركة الخارِج.
يستميلُ المشهٙدُ المُتغيِّرُ عُقُولناٙ،
فنمنحُهُ إهتمامنا، وتلتصقُ بهِ أعيُننا.
يمُرّ القِطارُ تحتٙ النفـق..
يتحوّلُ المشهٙدُ إلى السّٙوادِ
والزّجاجُ إلى مرآةٍ..
فتلتٙوي الأعناقُ من جديد،
لنتفرّٙس في الرّٙاكبين خلسةً.
و في أعمدةِ القطارِ..
و في أحذيةِ المُقابلين.
نحْنُ ملولونٙ..
لا يطيقُ أحدٌ مِنّٙا الرّٙتابةٙ.
ِنملُّ لِدرجة أننا نتمسّٙكُ بأي شيءٍ:
بأيّةِ قشّة أحداثٍ على الإطلاقِ
-حتى لو كانت سيّئةً- فقطْ لكي لا نغرٙقٙ في بحرِ اللاّحدث...
يستبِقُ طلبُنا للشّٙيْءِ قُدْرتٙنا على تقْيِيمه، فهو في كل الأحوال أفضلُ من اللاّشيْء.
يتِمُّ إبطالُ القِيمة، إلى الصِّفرْ، و تعطيلُ ميزانِ المُقارنات بالأفضليّة.
و كأنّٙ الحاجةٙ إلى هزّٙةٍ للوجدانِ و طعامٍ للحواسِّ، ضمانٌ غريزيٌّ لنا أنّٙ المٙوْتٙ ما يزالُ بعيدًا..
وأنّ كُلّٙ ما هُو دُونٙ غريزة الحياة، ليْسٙ مُهمًّا بعدُ.
وأنّنا حجزنا تذكرةً لمسرحيّٙةِ حياةٍ قصيرةٍ، يسدل ستارها ما أن تُختتمٙ أحداثها.
#ملل
#في_استنطاق_الداء
نُفضِّلُ المقْعٙدٙ الذي يُجانبُ زُجٙاجٙ النّٙوافذِ.. هرباً من جُمودِ الدّاخل إلى حركة الخارِج.
يستميلُ المشهٙدُ المُتغيِّرُ عُقُولناٙ،
فنمنحُهُ إهتمامنا، وتلتصقُ بهِ أعيُننا.
يمُرّ القِطارُ تحتٙ النفـق..
يتحوّلُ المشهٙدُ إلى السّٙوادِ
والزّجاجُ إلى مرآةٍ..
فتلتٙوي الأعناقُ من جديد،
لنتفرّٙس في الرّٙاكبين خلسةً.
و في أعمدةِ القطارِ..
و في أحذيةِ المُقابلين.
نحْنُ ملولونٙ..
لا يطيقُ أحدٌ مِنّٙا الرّٙتابةٙ.
ِنملُّ لِدرجة أننا نتمسّٙكُ بأي شيءٍ:
بأيّةِ قشّة أحداثٍ على الإطلاقِ
-حتى لو كانت سيّئةً- فقطْ لكي لا نغرٙقٙ في بحرِ اللاّحدث...
يستبِقُ طلبُنا للشّٙيْءِ قُدْرتٙنا على تقْيِيمه، فهو في كل الأحوال أفضلُ من اللاّشيْء.
يتِمُّ إبطالُ القِيمة، إلى الصِّفرْ، و تعطيلُ ميزانِ المُقارنات بالأفضليّة.
و كأنّٙ الحاجةٙ إلى هزّٙةٍ للوجدانِ و طعامٍ للحواسِّ، ضمانٌ غريزيٌّ لنا أنّٙ المٙوْتٙ ما يزالُ بعيدًا..
وأنّ كُلّٙ ما هُو دُونٙ غريزة الحياة، ليْسٙ مُهمًّا بعدُ.
وأنّنا حجزنا تذكرةً لمسرحيّٙةِ حياةٍ قصيرةٍ، يسدل ستارها ما أن تُختتمٙ أحداثها.
#ملل
#في_استنطاق_الداء