كنت جالساً أستقبل الاستشارات الهاتفية في أحد مراكز الاستشارات، وفجأة دخل علي المنسق، وأخبرني بشخص يصر الدخول علي ومقابلتي حضورياًّ وبشكل عاجل..
أوقفت الاستشارة الهاتفية التي كانت معي واعتذرت من المتصل وقَبِل الاعتذار جزاه الله خيراً، وتأجيل الاستشارة ومعاودة الاتصال في وقتٍ لاحق، وليس من عادتي قطع الاستشارة، لأمرين:
الأول: الوقت هذا حق لمن حجَز الاستشارة.
الثاني: الأفكار والحلول التي يتم بناء تصورات حولها من خلال الحوار قد تُنسى، حتى ولو تم تدوين عناوينها، فالحوار لابد أن يتم بشكل متسلسل دون أي مؤثرات خارجية.
أقبَل علي شاب في أواخر العشرين من عمره يملؤه التوتر والانقباض، وكأن هموم الدنيا قد اجتمعت فيه.
بادر بالسلام ثم قال: الأستاذ أحمد..؟
أجبت: نعم حياك الله يا أخي..
أطرَق برأسه قليلاً، ثم قال: تقدر تساعدني؟
أجبته: أبشر بالخير إن شاء الله..
المشكلة أنه أطال الصمت بعدها.
ابتسمت له وقلت: ترى وعدي لك بالمساعدة مرهون بمساعدتك لي أنت.
قل الي في خاطرك..
أجابني: ما أدري والله من وين أبدأ..؟!
أجبته: عطني أكثر شي يزعجك هذي اللحظة..
نظر إلي ثم قال: والله إن الاستعجال ما فيه خير، يازين الركادة..!!
اسمح لي أيها القارئ الكريم أن أقطع تسلسل الحوار قطعاً للملل، فحوارنا كان طويلاً، ولعلي أختصر لكم المشكلة:
مشكلته تندرج ضمن مشكلات سوء إدارة فترة المِلكة، هذه الفترة المهمة في توطيد أسس هذه العلاقة ومد جسور الحب والمودة على أحسن حال.. لكن الإسراف في اللقاءات، وعدم ضبط النقاشات قد تجعل الأمر ينقلب بشكل عكسي.
المشكلة الأصعب برأيي هي أن يفهمك شريك الحياة بشكل خاطئ، فأنت لا تزال غريب الطباع بالنسبة له، مجهول التوجهات؛ فكلاكما يستكشف الآخَر ويتعرَّف عليه.
والجدير بالذكر أن الاستعجال قد يقع من الطرفين..
فهناك من الفتيات من تحاصر الشاب بسبب قلقها تريد أن تتعرف على توجهاته وميوله وكل شيء عنه خلال فترة وجيزة..
هذا التصرف قد يحمل رسالة خاطئة إليه..
مفادها:
أن هذه الفتاة سوف تكون مصدر قلق لي في المستقبل وحاجز بيني وبين انطلاقتي في الحياة..
وبعض الشباب يُقبِل بعاطفته إقبال الجائع على الطعام، يريدها أن تبادله الحديث والمشاعر، وتتفرغ على هاتفها له طيلة أيام المِلكة..
فيُحرجها ويُخجِلها، حتى تعافه وتُصارح وليها بعدم رغبتها فيه، كما حصل مع هذا الشاب الذي زارني..
والمشكلة أن القلوب مُرهفة وحساسة في هذه المرحلة، وأن انصراف القلب يصعب إعادة توجيهه..
وصيتي لكما في هذه المرحلة:
الاتزان، وضبط النفس، ومراعاة المشاعر، والإحساس بالآخَر، وأخذ الأمور بالتدرج، فأمامكما بإذن الله عمر طويل ومشوار جميل..
#قصة من قصص #الإستشارات #المستشار_مؤتمن
🆔 @love_you69
أوقفت الاستشارة الهاتفية التي كانت معي واعتذرت من المتصل وقَبِل الاعتذار جزاه الله خيراً، وتأجيل الاستشارة ومعاودة الاتصال في وقتٍ لاحق، وليس من عادتي قطع الاستشارة، لأمرين:
الأول: الوقت هذا حق لمن حجَز الاستشارة.
الثاني: الأفكار والحلول التي يتم بناء تصورات حولها من خلال الحوار قد تُنسى، حتى ولو تم تدوين عناوينها، فالحوار لابد أن يتم بشكل متسلسل دون أي مؤثرات خارجية.
أقبَل علي شاب في أواخر العشرين من عمره يملؤه التوتر والانقباض، وكأن هموم الدنيا قد اجتمعت فيه.
بادر بالسلام ثم قال: الأستاذ أحمد..؟
أجبت: نعم حياك الله يا أخي..
أطرَق برأسه قليلاً، ثم قال: تقدر تساعدني؟
أجبته: أبشر بالخير إن شاء الله..
المشكلة أنه أطال الصمت بعدها.
ابتسمت له وقلت: ترى وعدي لك بالمساعدة مرهون بمساعدتك لي أنت.
قل الي في خاطرك..
أجابني: ما أدري والله من وين أبدأ..؟!
أجبته: عطني أكثر شي يزعجك هذي اللحظة..
نظر إلي ثم قال: والله إن الاستعجال ما فيه خير، يازين الركادة..!!
اسمح لي أيها القارئ الكريم أن أقطع تسلسل الحوار قطعاً للملل، فحوارنا كان طويلاً، ولعلي أختصر لكم المشكلة:
مشكلته تندرج ضمن مشكلات سوء إدارة فترة المِلكة، هذه الفترة المهمة في توطيد أسس هذه العلاقة ومد جسور الحب والمودة على أحسن حال.. لكن الإسراف في اللقاءات، وعدم ضبط النقاشات قد تجعل الأمر ينقلب بشكل عكسي.
المشكلة الأصعب برأيي هي أن يفهمك شريك الحياة بشكل خاطئ، فأنت لا تزال غريب الطباع بالنسبة له، مجهول التوجهات؛ فكلاكما يستكشف الآخَر ويتعرَّف عليه.
والجدير بالذكر أن الاستعجال قد يقع من الطرفين..
فهناك من الفتيات من تحاصر الشاب بسبب قلقها تريد أن تتعرف على توجهاته وميوله وكل شيء عنه خلال فترة وجيزة..
هذا التصرف قد يحمل رسالة خاطئة إليه..
مفادها:
أن هذه الفتاة سوف تكون مصدر قلق لي في المستقبل وحاجز بيني وبين انطلاقتي في الحياة..
وبعض الشباب يُقبِل بعاطفته إقبال الجائع على الطعام، يريدها أن تبادله الحديث والمشاعر، وتتفرغ على هاتفها له طيلة أيام المِلكة..
فيُحرجها ويُخجِلها، حتى تعافه وتُصارح وليها بعدم رغبتها فيه، كما حصل مع هذا الشاب الذي زارني..
والمشكلة أن القلوب مُرهفة وحساسة في هذه المرحلة، وأن انصراف القلب يصعب إعادة توجيهه..
وصيتي لكما في هذه المرحلة:
الاتزان، وضبط النفس، ومراعاة المشاعر، والإحساس بالآخَر، وأخذ الأمور بالتدرج، فأمامكما بإذن الله عمر طويل ومشوار جميل..
#قصة من قصص #الإستشارات #المستشار_مؤتمن
🆔 @love_you69
Forwarded from ماجد المالكي (بصمة)
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM