أنا إنْ خُيّرتُ بينكَ والضّياع
اخترتُ ضياعي… ما ارتضيتُ رجوعا

أُطيلُ الليلَ انتظِارًا للصباحِ
وليسَ الصبحُ في عينيّ راحِ

دَقّاتُ قلبِ المرءِ قائلةٌ لهُ
إنّ الحياةَ دقائقٌ وثوانِ

وكم من راكبٍ يعلو جواداً
وقد رُزِقَ المذلّةَ وهو سِرْبُ

دعِ الأيامَ تفعلُ ما تشاءُ
وطِبْ نفسًا إذا حكمَ القضاءُ

أُعَذِّبُ فيكِ نفسي وَهْيَ تَهْوَى
وتَشكُو منكِ في سَخَطٍ رَضِيِّ

وإنَّ امرأ دنياه أكبرُ هَمَهِ
لمستمسكٌ منها بحبلٍ خَسارِ

إذا أنت لم تَشربْ مرارُ الدهرِ كلّهُ
تَجرعتَ مُرًا واحدًا فَتَندمُ

تناثر الشوقُ مِن رُوحي الَّتِي تَعبَت
والشوق إن لاحَ كيفَ المَرءُ يُخفِيهِ؟

ليس للإنسان إلا ما قضى الله وقدر
ليس للمخلوق تدبير بَلِ اللهُ المُدَبِّر

ويذوبُ صبري في العيونِ إذا بكت،
لكنّ دمعَ أحبّتي تهديمُ.

تُشفى الجراحُ إذا أتت من عابرٍ،
لكنّ نزفَ القريبُ لا يلتئمُ.

أنا مذ ولدت وَمَنطِقَ الدُّنيا مَعي
إني إذا أحببتُ شَيْئاً أختفى !

‏أقسمتُ ألاّ أورد اسمكَ في فمِي،
‏لكنّني قد كنتُ باسمك أقسمُ

لمّا بدا لي أن قلبكَ ملّني
‏و علمتُ أن هناكَ ما لا أعلمُ

وَ مَا غُرْبَةُ الإِنْسانِ فِي غَيْرِ دَارِهِ
‏وَ لَكِنَّها فِي قرْبِ مَنْ لَا يُشَاكِلُهُ

‏على عينيكِ ألمح برق دمعٍ
‏أحالكِ يا حبيبةُ مثل حالِ ؟

أنا الصباحُ إذا أتيتكم مشرقًا
‏وأنا الضياءُ وكلكم ظلماتُ

فإن تعتريني بالنّهار كآبةٌ
فليلي إذا أمسى أمرّ وأطولُ