#2أتانا_اليقين33 🙂
#القضاء_والقدر1
🎗️ (( مسير أم مخير .. ؟!! )) 🙄
.. ، و كما كان الاتفاق بين مؤمن و فهد ..
فقد كان الحديث بينهما في تلك الليلة منصبا على حقيقة ( القضاء و القدر ) و علاقته المحيرة بالإرادة الحرة للإنسان
.. ، فبدأ فهد بالسؤال قائلا : (( ما رأيك يا مؤمن في هؤلاء الذين يزعمون أن الإنسان مجبر على أفعاله ( مسير ) استنادا على إيمانهم بأن كل شيي مكتوب و مقدر منذ الأزل .. ؟!! ))
فرد مؤمن : (( مخطئون بالطبع .. ، فهم بذلك ينسبون لله صفة نقص قبيحة لا ينبغي أن يوصف بها .. ألا و هي صفة ( الظلم ) .. و حاشاه سبحانه .. ، فهو الذي تبرأ من الظلم و حرمه على نفسه ، فقال :
( يا عباد إني حرمت الظلم على نفسي ، و جعلته بينكم محرما ، فلا تظالموا )
.. ، و أي عقل يقبل أن يكون الخالق ظالما بعد أن تجلت لنا آيات حكمته في مخلوقاته .. ، فالحكيم لا يكون ظالما أبدا ..
.. ، و السبب في هذا الخطأ الجسيم الذي وقعت فيه تلك الفرق الإسلامية الضالة التي تدعي أن الإنسان مسير هو أنهم لم يفهموا حقيقة هذا القدر المكتوب في اللوح المحفوظ ))
* فقال فهد : (( و هناك فرق أخرى تزعم أن الإنسان له حرية مطلقة ، و هذه الحرية غير خاضعة تماما لإرادة الله ))
مؤمن : (( و هؤلاء أيضا وقعوا في خطأ جسيم ، لأنهم أرادوا بقولهم هذا أن ينزهوا الله عن صفة ( الظلم ) ، فإذا بهم ينسبون إليه صفات نقص أخرى .. !! ))
* فسأله فهد :
(( و ما هي تلك النقائص التي نسبوها إلى الخالق .. ؟!!
.. ، أنا كنت اتمنى أن تكون فكرتهم هي الفكرة الصحيحة لأنني أراها متوافقة مع متطلبات العقل السليم ))
فابتسم مؤمن و قال له :
(( لأ طبعا يا فهد .. ليست متوافقة مع العقل السليم بالمرة ، و لا حتى مع الفطرة السوية ، لأن ادعاءهم هذا يعني أن هناك أشياء خارجة عن إرادة الله تحدث في ملكه ، و هذا مستحيل عقلا .. ، فالله سبحانه له القدرة و الإرادة المطلقة ..
.. ، كما أن هذا الادعاء يعني أن الله تعالى لا يعلم ما في المستقبل ، فلا يعلم ما سيفعله الناس غدا ، إنما يعلم فقط الأمور التي حدثت بالفعل ، و هذا أيضا مستحيل ( عقلا ) في حق الله لأن علمه سبحانه أزلي .. محيط .. لا نهائي ..
يعلم ما كان ، و ما يكون ، و ما سيكون ، و ما لم يكن لو كان كيف يكون .. ، ( وسع ربي كل شيئ علما ) ..
... ، و قد قال في كتابه :
( يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم .. )
.. ، و دعني أسألك يا فهد : لو أنك آمنت بوجود خالق لهذا الكون ، فما هي صفات هذا الخالق التي تجد عقلك يقبلها .. ؟! ))
* فكر فهد قليلا ، ثم قال :
(( أن يكون عليما حكيما .. ، و أن يكون عادلا لا يظلم أحدا .. ، و أن يكون ذا قدرة مطلقة لا نهائية ))
فابتسم مؤمن و قال له :
(( و هذا بالضبط ما يقرره القرآن و تأكده السنة .. ، فالإنسان يا فهد إذا سرح بخياله في باب القدر فسينحرف يمنة أو يسرة .. ، و لن يجد مثل طريقة القرآن و السنة التي فيها الشفاء لما في الصدور ))
* فقال فهد بنبرة حائرة : (( إذن .. فهمني :
كيف تكون للإنسان إرادة حرة يختار بها أفعاله دون جبر أو إكراه على الرغم من أن كل ما سيفعله مكتوب سلفا في
اللوح المحفوظ .. ؟!! ))
فقال مؤمن :
(( ثبت في الحديث الصحيح أن الله عز وجل كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل الخلائق و أفعالهم قبل أن يخلق السماوات و الأرض بخمسين ألف سنة .. ، و لكن هذا الذي كتبه ليس له أي تأثير على أفعال العباد ، فهو فقط تسطير لما في علم الله الأزلي ..
.. ، فهذه الكتابة يا فهد تشبه كتابتنا نحن للأحداث التاريخية مثلا .. ، فما نسجله من أحداث ووقائع في كتب التاريخ لا يصنع التاريخ ، و لا يؤثر على الأحداث بأي شكل ، إنما هو فقط ( تسطير ) لما حدث في الماضي .. أليس كذلك .. ؟! ))
.. ، فقال فهد : (( نعم .. هذا صحيح ))
فقال له مؤمن :
(( و اللوح المحفوظ هو أيضا ( تسطير ) و لكن لما سيحدث في المستقبل .. ، و يمكنني أن أضرب لك مثلا آخر :
إذا طلبت الإدارة من المدرس أن يكتب تقريرا مفصلا عن مستوى تلاميذه قبل بدء الامتحانات النهائية ، و أن يذكر في هذا التقرير نسبة النجاح التي يتوقعها ، و أسماء بعض الطلبة الذين يتوقع أن يحصلوا على الدرجات النهائية ، و أسماء بعض الطلبة الذين يتوقع رسوبهم ..
.. ، فقدم المدرس هذا التقرير ..
.. ، ثم أجريت الامتحانات و ظهرت النتائج .. ، بإذا بالنتائج متطابقة تماما مع ما ذكره المدرس في التقرير ..
.. ، فهل يعني هذا أن المدرس هو الذي أثر على إجابات الطلبة فأكره الراسبين على الرسوب ، و أجبر الناجحين على الإجابات الصحيحة .. ؟!!
.. ، أم أنه سجل فقط ما علمه من أحوال تلاميذه
( بعلمه المحدود ) .. ؟!! ))
* فقال فهد : (( لا طبعا .. المدرس لم يؤثر على نتائج الطلبة بهذا التقرير .. لا يقول بذلك عاقل ))
** فابتسم مؤمن و قال له :
(( و أنت تعلم أن تقرير المدرس هو ( مجرد توقعات ) لأنه لا يعلم الغيب ، كما أ
#القضاء_والقدر1
🎗️ (( مسير أم مخير .. ؟!! )) 🙄
.. ، و كما كان الاتفاق بين مؤمن و فهد ..
فقد كان الحديث بينهما في تلك الليلة منصبا على حقيقة ( القضاء و القدر ) و علاقته المحيرة بالإرادة الحرة للإنسان
.. ، فبدأ فهد بالسؤال قائلا : (( ما رأيك يا مؤمن في هؤلاء الذين يزعمون أن الإنسان مجبر على أفعاله ( مسير ) استنادا على إيمانهم بأن كل شيي مكتوب و مقدر منذ الأزل .. ؟!! ))
فرد مؤمن : (( مخطئون بالطبع .. ، فهم بذلك ينسبون لله صفة نقص قبيحة لا ينبغي أن يوصف بها .. ألا و هي صفة ( الظلم ) .. و حاشاه سبحانه .. ، فهو الذي تبرأ من الظلم و حرمه على نفسه ، فقال :
( يا عباد إني حرمت الظلم على نفسي ، و جعلته بينكم محرما ، فلا تظالموا )
.. ، و أي عقل يقبل أن يكون الخالق ظالما بعد أن تجلت لنا آيات حكمته في مخلوقاته .. ، فالحكيم لا يكون ظالما أبدا ..
.. ، و السبب في هذا الخطأ الجسيم الذي وقعت فيه تلك الفرق الإسلامية الضالة التي تدعي أن الإنسان مسير هو أنهم لم يفهموا حقيقة هذا القدر المكتوب في اللوح المحفوظ ))
* فقال فهد : (( و هناك فرق أخرى تزعم أن الإنسان له حرية مطلقة ، و هذه الحرية غير خاضعة تماما لإرادة الله ))
مؤمن : (( و هؤلاء أيضا وقعوا في خطأ جسيم ، لأنهم أرادوا بقولهم هذا أن ينزهوا الله عن صفة ( الظلم ) ، فإذا بهم ينسبون إليه صفات نقص أخرى .. !! ))
* فسأله فهد :
(( و ما هي تلك النقائص التي نسبوها إلى الخالق .. ؟!!
.. ، أنا كنت اتمنى أن تكون فكرتهم هي الفكرة الصحيحة لأنني أراها متوافقة مع متطلبات العقل السليم ))
فابتسم مؤمن و قال له :
(( لأ طبعا يا فهد .. ليست متوافقة مع العقل السليم بالمرة ، و لا حتى مع الفطرة السوية ، لأن ادعاءهم هذا يعني أن هناك أشياء خارجة عن إرادة الله تحدث في ملكه ، و هذا مستحيل عقلا .. ، فالله سبحانه له القدرة و الإرادة المطلقة ..
.. ، كما أن هذا الادعاء يعني أن الله تعالى لا يعلم ما في المستقبل ، فلا يعلم ما سيفعله الناس غدا ، إنما يعلم فقط الأمور التي حدثت بالفعل ، و هذا أيضا مستحيل ( عقلا ) في حق الله لأن علمه سبحانه أزلي .. محيط .. لا نهائي ..
يعلم ما كان ، و ما يكون ، و ما سيكون ، و ما لم يكن لو كان كيف يكون .. ، ( وسع ربي كل شيئ علما ) ..
... ، و قد قال في كتابه :
( يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم .. )
.. ، و دعني أسألك يا فهد : لو أنك آمنت بوجود خالق لهذا الكون ، فما هي صفات هذا الخالق التي تجد عقلك يقبلها .. ؟! ))
* فكر فهد قليلا ، ثم قال :
(( أن يكون عليما حكيما .. ، و أن يكون عادلا لا يظلم أحدا .. ، و أن يكون ذا قدرة مطلقة لا نهائية ))
فابتسم مؤمن و قال له :
(( و هذا بالضبط ما يقرره القرآن و تأكده السنة .. ، فالإنسان يا فهد إذا سرح بخياله في باب القدر فسينحرف يمنة أو يسرة .. ، و لن يجد مثل طريقة القرآن و السنة التي فيها الشفاء لما في الصدور ))
* فقال فهد بنبرة حائرة : (( إذن .. فهمني :
كيف تكون للإنسان إرادة حرة يختار بها أفعاله دون جبر أو إكراه على الرغم من أن كل ما سيفعله مكتوب سلفا في
اللوح المحفوظ .. ؟!! ))
فقال مؤمن :
(( ثبت في الحديث الصحيح أن الله عز وجل كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل الخلائق و أفعالهم قبل أن يخلق السماوات و الأرض بخمسين ألف سنة .. ، و لكن هذا الذي كتبه ليس له أي تأثير على أفعال العباد ، فهو فقط تسطير لما في علم الله الأزلي ..
.. ، فهذه الكتابة يا فهد تشبه كتابتنا نحن للأحداث التاريخية مثلا .. ، فما نسجله من أحداث ووقائع في كتب التاريخ لا يصنع التاريخ ، و لا يؤثر على الأحداث بأي شكل ، إنما هو فقط ( تسطير ) لما حدث في الماضي .. أليس كذلك .. ؟! ))
.. ، فقال فهد : (( نعم .. هذا صحيح ))
فقال له مؤمن :
(( و اللوح المحفوظ هو أيضا ( تسطير ) و لكن لما سيحدث في المستقبل .. ، و يمكنني أن أضرب لك مثلا آخر :
إذا طلبت الإدارة من المدرس أن يكتب تقريرا مفصلا عن مستوى تلاميذه قبل بدء الامتحانات النهائية ، و أن يذكر في هذا التقرير نسبة النجاح التي يتوقعها ، و أسماء بعض الطلبة الذين يتوقع أن يحصلوا على الدرجات النهائية ، و أسماء بعض الطلبة الذين يتوقع رسوبهم ..
.. ، فقدم المدرس هذا التقرير ..
.. ، ثم أجريت الامتحانات و ظهرت النتائج .. ، بإذا بالنتائج متطابقة تماما مع ما ذكره المدرس في التقرير ..
.. ، فهل يعني هذا أن المدرس هو الذي أثر على إجابات الطلبة فأكره الراسبين على الرسوب ، و أجبر الناجحين على الإجابات الصحيحة .. ؟!!
.. ، أم أنه سجل فقط ما علمه من أحوال تلاميذه
( بعلمه المحدود ) .. ؟!! ))
* فقال فهد : (( لا طبعا .. المدرس لم يؤثر على نتائج الطلبة بهذا التقرير .. لا يقول بذلك عاقل ))
** فابتسم مؤمن و قال له :
(( و أنت تعلم أن تقرير المدرس هو ( مجرد توقعات ) لأنه لا يعلم الغيب ، كما أ
#2أتانا_اليقين34 🙂
#القضاء_والقدر2
✨ (( ميسر .. و ليس مسيرا )) 🌿
* حضر فهد في الموعد المتفق عليه ، و قد بدت عليه علامات النشوة و كأنه جاء لينتصر على مؤمن الليلة ...
فقال له مؤمن بهدوء :
(( مالك يا فهد .. أراك مبتهجا على غير العادة .. ؟!! ))
* فقال له فهد : (( لقد ذكرت لي بالأمس أن الخالق في عقيدة الإسلام يعلم الغيب و المستقبل .. ، و قد جئت لك بعدد من الآيات القرآنية التي تؤكد أن الله لا يعلم ما سيفعله الإنسان إلا بعد أن يفعله ))
فقال مؤمن مستنكرا :
(( ما هذا الكلام العجيب .. ؟!!
... هذا مستحيل .. !! ))
* فأخذ فهد يسرد له الآيات التي جمعها .. ، و قال له :
(( أليس في القرآن آية تقول :
( .. و ليعلم الله الذين آمنوا و يتخذ منكم شهداء .. )
.. ، و آية بعدها في آل عمران تقول :
( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يعلم الله الذين جاهدوا منكم و يعلم الصابرين )
.. ، و أخرى تقول :
( .. و ليعلم الله من ينصره و رسله بالغيب .. )
.. ، أليست هذه الآيات و ما شابهها تتناقض بوضوح مع ما زعمته من أن الخالق يعلم أفعال العباد المستقبلة ، و أنه قد سجلها في اللوح المحفوظ من قبل أن يخلقهم .. ؟!! ))
* فابتسم مؤمن و قال له : (( لا طبعا ليس هناك أن تناقض ..
.. المشكلة عندك أنت لأنك أسأت فهم معنى الآيات ، و لم تطلع على تفسيرات العلماء لها ))
.. ، فقال له فهد بمنتهى الثقة :
(( أي إنسان بسيط يقرأ الآيات سيفهمها بهذا المعنى ))
فقال مؤمن : (( لا .. هذا المعنى الذي ذكرته غير صحيح .. ، إنما المقصود أن الله سيترك الناس ليفعلوا ما يشاءون بإرادتهم الحرة حتى ينكشف أمام أعينهم جميعا أن ما علمه الله من أحوالهم و سطره عليهم منذ الأزل هو الحق ، و بناء عليه فهم يستحقون الثواب أو العقاب على هذا الذي كسبته أيديهم ، فلا يستطيع أحد منهم ساعتها أن يعترض على هذا الثواب أو العقاب ))
* فقال له فهد : (( فهمني بمثال أرجوك ))
قال مؤمن : (( فلنفرض أن أبا له ولد في سن المراهقة و هذا الولد قال لأبيه : ( يا أبي لقد كبرت الآن ، و أستطيع تحمل المسؤلية ) .. ، بينما كان أبوه يعلم علما يقينيا من حاله أنه لا يزال طائشا ، و لم يصل إلى درجة الرشد ..
.. ، فقال هذا الأب لولده : ( إذن .. سأعطيك مبلغا من المال يا بني لتتصرف فيه كما تشاء خلال هذا الشهر حتى أعلم هل أصبحت تستطيع تحمل المسؤلية فعلا أم لا .. ؟!! )
.. ، فهل معنى كلام هذا الأب أنه يجهل حال ولده .. ؟!!
.. ، و هل عبارة ( حتى أعلم ) التي قالها تعني أنه كان يجهل حال ابنه ، و أنه سينتظر لنهاية الشهر حتى يعلم .. ؟!! ))
* فقال فهد :
(( بالطبع لا .. فالوالد يعرف كيف سيتصرف ابنه في المال .. ))
.. ، ثم استدرك فهد كلامه قائلا : (( و لكن .. قل لي : لماذا اختار المفسرون هذا المعنى لتفسير الآيات التي ذكرتها لك ، و لم يختاروا المعنى الظاهر الذي يتبادر في ذهن أي إنسان يقرأ الآيات دون الاطلاع على التفاسير .. ؟!! ))
فرد عليه مؤمن بابتسامته الهادئة قائلا :
(( لأن هذه الآيات من الآيات ( المتشابهات ) التي قد تحتمل أكثر من معنى .. خاصة لمن لا يفهم لسان العرب جيدا .. ، و يجب علينا أن نرد معنى تلك الآيات ( المتشابهات ) إلى الآيات ( المحكمات ) الواضحة الدلالة .. التي لا تحتمل إلا فهما واحدا فقط ))
* فسأله فهد : (( المحكمات مثل ماذا .. ؟!! ))
فقال مؤمن : (( مثل قول الله تعالى :
( قل لا يعلم من في السماوات و الأرض الغيب إلا الله )
.. ، و قوله : ( و عنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو .. )
.. ، و قوله : ( إن الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام ، و ما تدري نفس ماذا تكسب غدا ، و ما تدري نفس بأي أرض تموت ، إن الله عليم خبير )
.. ، و كذلك : ( يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم .. )
.. ، و الكثير و الكثير من الآيات التي تؤكد أن الله يعلم الغيب ، و يعلم ما سيكون من أفعال الناس و أحوالهم ))
* فقال له فهد : (( إذن .. هذا سيعيدني إلى سؤال الأمس الذي وعدتني أن تجيب عليه :
لماذا نتعب أنفسنا بالعمل طالما أن الله يعلم ما سنعمله ، و قد كتب عنده أهل الجنة و أهل النار .. ؟!! ))
** فرد مؤمن : (( عندما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه قائلا : ( ما منكم من أحد إلا و قد كتب مقعده من الجنة و مقعده من النار ) ورد في الصحابة نفس هذا الاستشكال الذي تسأل عنه ، فسألوه :
( يا رسول الله .. أفلا نتكل على كتابنا .. ؟!! ) ..
.. ، فكان رده عليهم :
( اعملوا .. فكل ميسر لما خلق له ) ..
.. ، و يمكنك أن تلمح من رد النبي أمرين :
أولا : أنه لم يلتفت إلى مسألة الكتابة في اللوح المحفوظ إنما التفت إلى مسألة ( العمل ) .. ، و ذلك لأن الإنسان لن يحاسب بناء على ما كتب في اللوح المحفوظ ، و لكن بناء على ما عمله بإرادته الحرة على أرض الواقع ))
* فقاطعه فهد قائلا : ((
#القضاء_والقدر2
✨ (( ميسر .. و ليس مسيرا )) 🌿
* حضر فهد في الموعد المتفق عليه ، و قد بدت عليه علامات النشوة و كأنه جاء لينتصر على مؤمن الليلة ...
فقال له مؤمن بهدوء :
(( مالك يا فهد .. أراك مبتهجا على غير العادة .. ؟!! ))
* فقال له فهد : (( لقد ذكرت لي بالأمس أن الخالق في عقيدة الإسلام يعلم الغيب و المستقبل .. ، و قد جئت لك بعدد من الآيات القرآنية التي تؤكد أن الله لا يعلم ما سيفعله الإنسان إلا بعد أن يفعله ))
فقال مؤمن مستنكرا :
(( ما هذا الكلام العجيب .. ؟!!
... هذا مستحيل .. !! ))
* فأخذ فهد يسرد له الآيات التي جمعها .. ، و قال له :
(( أليس في القرآن آية تقول :
( .. و ليعلم الله الذين آمنوا و يتخذ منكم شهداء .. )
.. ، و آية بعدها في آل عمران تقول :
( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يعلم الله الذين جاهدوا منكم و يعلم الصابرين )
.. ، و أخرى تقول :
( .. و ليعلم الله من ينصره و رسله بالغيب .. )
.. ، أليست هذه الآيات و ما شابهها تتناقض بوضوح مع ما زعمته من أن الخالق يعلم أفعال العباد المستقبلة ، و أنه قد سجلها في اللوح المحفوظ من قبل أن يخلقهم .. ؟!! ))
* فابتسم مؤمن و قال له : (( لا طبعا ليس هناك أن تناقض ..
.. المشكلة عندك أنت لأنك أسأت فهم معنى الآيات ، و لم تطلع على تفسيرات العلماء لها ))
.. ، فقال له فهد بمنتهى الثقة :
(( أي إنسان بسيط يقرأ الآيات سيفهمها بهذا المعنى ))
فقال مؤمن : (( لا .. هذا المعنى الذي ذكرته غير صحيح .. ، إنما المقصود أن الله سيترك الناس ليفعلوا ما يشاءون بإرادتهم الحرة حتى ينكشف أمام أعينهم جميعا أن ما علمه الله من أحوالهم و سطره عليهم منذ الأزل هو الحق ، و بناء عليه فهم يستحقون الثواب أو العقاب على هذا الذي كسبته أيديهم ، فلا يستطيع أحد منهم ساعتها أن يعترض على هذا الثواب أو العقاب ))
* فقال له فهد : (( فهمني بمثال أرجوك ))
قال مؤمن : (( فلنفرض أن أبا له ولد في سن المراهقة و هذا الولد قال لأبيه : ( يا أبي لقد كبرت الآن ، و أستطيع تحمل المسؤلية ) .. ، بينما كان أبوه يعلم علما يقينيا من حاله أنه لا يزال طائشا ، و لم يصل إلى درجة الرشد ..
.. ، فقال هذا الأب لولده : ( إذن .. سأعطيك مبلغا من المال يا بني لتتصرف فيه كما تشاء خلال هذا الشهر حتى أعلم هل أصبحت تستطيع تحمل المسؤلية فعلا أم لا .. ؟!! )
.. ، فهل معنى كلام هذا الأب أنه يجهل حال ولده .. ؟!!
.. ، و هل عبارة ( حتى أعلم ) التي قالها تعني أنه كان يجهل حال ابنه ، و أنه سينتظر لنهاية الشهر حتى يعلم .. ؟!! ))
* فقال فهد :
(( بالطبع لا .. فالوالد يعرف كيف سيتصرف ابنه في المال .. ))
.. ، ثم استدرك فهد كلامه قائلا : (( و لكن .. قل لي : لماذا اختار المفسرون هذا المعنى لتفسير الآيات التي ذكرتها لك ، و لم يختاروا المعنى الظاهر الذي يتبادر في ذهن أي إنسان يقرأ الآيات دون الاطلاع على التفاسير .. ؟!! ))
فرد عليه مؤمن بابتسامته الهادئة قائلا :
(( لأن هذه الآيات من الآيات ( المتشابهات ) التي قد تحتمل أكثر من معنى .. خاصة لمن لا يفهم لسان العرب جيدا .. ، و يجب علينا أن نرد معنى تلك الآيات ( المتشابهات ) إلى الآيات ( المحكمات ) الواضحة الدلالة .. التي لا تحتمل إلا فهما واحدا فقط ))
* فسأله فهد : (( المحكمات مثل ماذا .. ؟!! ))
فقال مؤمن : (( مثل قول الله تعالى :
( قل لا يعلم من في السماوات و الأرض الغيب إلا الله )
.. ، و قوله : ( و عنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو .. )
.. ، و قوله : ( إن الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام ، و ما تدري نفس ماذا تكسب غدا ، و ما تدري نفس بأي أرض تموت ، إن الله عليم خبير )
.. ، و كذلك : ( يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم .. )
.. ، و الكثير و الكثير من الآيات التي تؤكد أن الله يعلم الغيب ، و يعلم ما سيكون من أفعال الناس و أحوالهم ))
* فقال له فهد : (( إذن .. هذا سيعيدني إلى سؤال الأمس الذي وعدتني أن تجيب عليه :
لماذا نتعب أنفسنا بالعمل طالما أن الله يعلم ما سنعمله ، و قد كتب عنده أهل الجنة و أهل النار .. ؟!! ))
** فرد مؤمن : (( عندما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه قائلا : ( ما منكم من أحد إلا و قد كتب مقعده من الجنة و مقعده من النار ) ورد في الصحابة نفس هذا الاستشكال الذي تسأل عنه ، فسألوه :
( يا رسول الله .. أفلا نتكل على كتابنا .. ؟!! ) ..
.. ، فكان رده عليهم :
( اعملوا .. فكل ميسر لما خلق له ) ..
.. ، و يمكنك أن تلمح من رد النبي أمرين :
أولا : أنه لم يلتفت إلى مسألة الكتابة في اللوح المحفوظ إنما التفت إلى مسألة ( العمل ) .. ، و ذلك لأن الإنسان لن يحاسب بناء على ما كتب في اللوح المحفوظ ، و لكن بناء على ما عمله بإرادته الحرة على أرض الواقع ))
* فقاطعه فهد قائلا : ((
#2أتانا_اليقين35 🙂
#القضاء_والقدر3
🎗️ (( الأخذ بالأسباب .. لماذا .. ؟!! )) 🌏
* انشغل فهد بالبحث و التفكير في مسألة ( اللوح المحفوظ ) عن مناقشة فكرة الإلحاد ، و بمجرد أن التقى بمؤمن أخذ يسأله عن بعض التفاصيل الهامة عن موضوع القضاء و القدر ..
.. ، فقال له مؤمن : (( لقد اتفقنا أننا سنضع بعض الخطوط العريضة فقط في موضوع القدر يا فهد ، فهذا ليس محور كلامنا ولا علاقة له بإثبات صحة الإسلام ، و لا بأدلة وجود الله ))
* قال فهد : (( أقول لك بصراحة .. أنا معجب جدا بالطرح الإسلامي لمسالة القدر ، فهو طرح متماسك و لا أشعر معه بالتناقض .. ، صحيح قد أجد بعض التساؤلات و الحيرة في بعض النقاط ، و لكن في الحقيقة هناك فرق شاسع بين ما تقرره العقيدة الإسلامية في هذا الموضوع ، و بين كل الفلسفات الشرقية و الغربية و كل الديانات الأخرى ..
.. ، و قد بحثت في كتبهم كثيرا و قرأت أطروحاتهم ، و لكن الخلل عندهم واضح جدا و الأفكار تتعارض .. ، بينما المساحة الغامضة في الفكرة الإسلامية محدودة جدا و غير مزعجة ))
فابتسم مؤمن و قال له : (( و هذا من جمال و عظمة العقيدة الإسلامية كلها يا فهد ، فهي ليست نظرية بشرية مبنية على التصورات و الخيالات ، إنما هي وحي من عند الله .. ، و على فكرة .. هذا الذي شعرت به من التماسك و عدم التناقض هو من أقوى الدلائل على صدق نبوة محمد صلى الله عليه و سلم ، فمن المستحيل أن يأتي ( كذاب ) مدع للنبوة .. مهما كان ذكاءه .. بمثل عقيدتنا الإسلامية التي لا تتعارض مع العقل و لا مع الفطرة السليمة ))
* فهد : (( إذن .. قل لي يا مؤمن : ما الداعي لأن نأخذ بالأسباب في العلاج و كسب المعاش و غيرها طالما أن الرزق محدد و مكتوب ، و أن الشفاء أو عدم الشفاء أيضا مسجل و ثابت ..
.. ، فهل نستطيع أن نفر من قدر الله إذا أخذنا بالأسباب ؟!! ))
فقال مؤمن : (( هناك نقطة في غاية الأهمية تغيب عن أذهان معظم من يفكر في مسألة القدر ، و هي أن اللوح المحفوظ لم تسجل فيه المصائر أو النتائج فقط ، إنما سجل فيه أيضا أن هذه المصائر و النتائج لن تقع إلا بعد اتخاذ أسبابها .. ، فالمقدمات مكتوبة كما أن النتائج مكتوبة ..
.. ، و بالتالي فأنت إذا أخذت بالأسباب فلن تفر بها من قدر الله فهذا مستحيل عقلا .. ، إنما نقول كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : نفر من قدر الله إلى قدر الله ))
* فساله فهد : (( كيف ..؟!!! .. فهمني ))
فقال مؤمن :
(( يعني مثلا : ليس المكتوب فقط أن ( أحمد ) سيكون له دخل شهري كبير ، و أن ( هشام ) سيكون دخله صغير ، و لكن كتبت أيضا أسباب ذلك : أن أحمد سيجتهد و يسعى في كسب الرزق فيزيد دخله بعمله و كسبه و اجتهاده ..
.. ، أما هشام فلن يتقن عمله و لن يجتهد ، فسيظل دخله صغيرا ..
.. ، و قس على ذلك .. مثلا : ( كريم ) عندما يصاب بالمرض سيحرص على أخذ الدواء بانتظام فيشفى ..
.. ، بينما سيصاب ( عادل ) بنفس المرض و سيطول مرضه و سيعاني من مضاعفات شديدة لأنه سيهمل العلاج ..
.. ، و الأهم من كل ذلك يا فهد .. أمر الآخرة ..
فلا تظن أن اللوح المحفوظ مكتوب فيه فقط أسماء أهل الجنة و أسماء أهل النار ، بل كل التفاصيل الدقيقة مكتوبة عن كل واحد منا ..
مكتوب أن ( س ) سيؤمر بالصلاة فيحافظ عليها
( بإرادته الحرة ) .. ، و سيؤمر ببر الوالدين فيفعل .. ، و سيؤمر بترك المحرمات فيجتنبها خوفا من الله و طمعا في الجنة .. ، و سيظل هذا حاله حتى يموت فيدخل الجنة ..
.. ، و لذلك ربط القرآن بين دخول الجنة و بين العمل ..
.. ، فقال تعالى : ( ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون )
.. ، أما ( ص ) فلن يأخذ بأسباب النجاة .. ، لن يصلي .. ، و لن يصوم .. ، و سينتهك المحرمات .. ، ثم لن يتوب حتى يموت على ذلك فيدخل النار ..
.. ، يعني .. كل ما ستفعله بإرادتك الحرة مسطر و مكتوب ..
اختيارك مكتوب .. و نيتك مكتوبة .. و سعيك مكتوب .. كله مكتوب ))
.. ، ففكر فهد في هذا الكلام قليلا ثم قال :
(( كلام جميل ، و مقنع .. ، و أنت فعلا وضعت يدك على النقطة التي تحدث الاضطراب في مسالة القدر ، و هي أن أخذ الإنسان بالأسباب مكتوب كما أن النتائج مكتوبة ..
.. ، و لكن سؤالي الآن ..
هل هو شرط ثابت أن كل من يأخذ بالأسباب سيصل إلى النتائج المرجوة .. ؟!!
.. ، ألا ترى أن بعض الناس يجتهد في كسب المعاش و مع ذلك يظل دخله صغيرا .. ، كما أن بعض المرضى يحرصون أشد الحرص على أسباب الوقاية و العلاج ثم لا يتحقق لهم الشفاء .. ؟!! ))
فرد عليه مؤمن : (( لا طبعا .. ليس شرطا ثابتا لأن الأمر من قبل و من بعد بيد الله ، فالأسباب لا تنفع و لا تضر إلا بإذن الله .. ، فقد يأخذ العبد بالأسباب ثم تكون مشيئة الله ألا تتحقق له النتائج التي يريدها ، و هذا من باب ( الابتلاء ) ، فالابتلاء سنة من سنن الله في خلقه .. يصيب الجميع .. المؤمن و الكافر .. الصغير و الكبير .. الغني و الفقير ..
.. ، و قد قال تعالى :
( هو الذي خ
#القضاء_والقدر3
🎗️ (( الأخذ بالأسباب .. لماذا .. ؟!! )) 🌏
* انشغل فهد بالبحث و التفكير في مسألة ( اللوح المحفوظ ) عن مناقشة فكرة الإلحاد ، و بمجرد أن التقى بمؤمن أخذ يسأله عن بعض التفاصيل الهامة عن موضوع القضاء و القدر ..
.. ، فقال له مؤمن : (( لقد اتفقنا أننا سنضع بعض الخطوط العريضة فقط في موضوع القدر يا فهد ، فهذا ليس محور كلامنا ولا علاقة له بإثبات صحة الإسلام ، و لا بأدلة وجود الله ))
* قال فهد : (( أقول لك بصراحة .. أنا معجب جدا بالطرح الإسلامي لمسالة القدر ، فهو طرح متماسك و لا أشعر معه بالتناقض .. ، صحيح قد أجد بعض التساؤلات و الحيرة في بعض النقاط ، و لكن في الحقيقة هناك فرق شاسع بين ما تقرره العقيدة الإسلامية في هذا الموضوع ، و بين كل الفلسفات الشرقية و الغربية و كل الديانات الأخرى ..
.. ، و قد بحثت في كتبهم كثيرا و قرأت أطروحاتهم ، و لكن الخلل عندهم واضح جدا و الأفكار تتعارض .. ، بينما المساحة الغامضة في الفكرة الإسلامية محدودة جدا و غير مزعجة ))
فابتسم مؤمن و قال له : (( و هذا من جمال و عظمة العقيدة الإسلامية كلها يا فهد ، فهي ليست نظرية بشرية مبنية على التصورات و الخيالات ، إنما هي وحي من عند الله .. ، و على فكرة .. هذا الذي شعرت به من التماسك و عدم التناقض هو من أقوى الدلائل على صدق نبوة محمد صلى الله عليه و سلم ، فمن المستحيل أن يأتي ( كذاب ) مدع للنبوة .. مهما كان ذكاءه .. بمثل عقيدتنا الإسلامية التي لا تتعارض مع العقل و لا مع الفطرة السليمة ))
* فهد : (( إذن .. قل لي يا مؤمن : ما الداعي لأن نأخذ بالأسباب في العلاج و كسب المعاش و غيرها طالما أن الرزق محدد و مكتوب ، و أن الشفاء أو عدم الشفاء أيضا مسجل و ثابت ..
.. ، فهل نستطيع أن نفر من قدر الله إذا أخذنا بالأسباب ؟!! ))
فقال مؤمن : (( هناك نقطة في غاية الأهمية تغيب عن أذهان معظم من يفكر في مسألة القدر ، و هي أن اللوح المحفوظ لم تسجل فيه المصائر أو النتائج فقط ، إنما سجل فيه أيضا أن هذه المصائر و النتائج لن تقع إلا بعد اتخاذ أسبابها .. ، فالمقدمات مكتوبة كما أن النتائج مكتوبة ..
.. ، و بالتالي فأنت إذا أخذت بالأسباب فلن تفر بها من قدر الله فهذا مستحيل عقلا .. ، إنما نقول كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : نفر من قدر الله إلى قدر الله ))
* فساله فهد : (( كيف ..؟!!! .. فهمني ))
فقال مؤمن :
(( يعني مثلا : ليس المكتوب فقط أن ( أحمد ) سيكون له دخل شهري كبير ، و أن ( هشام ) سيكون دخله صغير ، و لكن كتبت أيضا أسباب ذلك : أن أحمد سيجتهد و يسعى في كسب الرزق فيزيد دخله بعمله و كسبه و اجتهاده ..
.. ، أما هشام فلن يتقن عمله و لن يجتهد ، فسيظل دخله صغيرا ..
.. ، و قس على ذلك .. مثلا : ( كريم ) عندما يصاب بالمرض سيحرص على أخذ الدواء بانتظام فيشفى ..
.. ، بينما سيصاب ( عادل ) بنفس المرض و سيطول مرضه و سيعاني من مضاعفات شديدة لأنه سيهمل العلاج ..
.. ، و الأهم من كل ذلك يا فهد .. أمر الآخرة ..
فلا تظن أن اللوح المحفوظ مكتوب فيه فقط أسماء أهل الجنة و أسماء أهل النار ، بل كل التفاصيل الدقيقة مكتوبة عن كل واحد منا ..
مكتوب أن ( س ) سيؤمر بالصلاة فيحافظ عليها
( بإرادته الحرة ) .. ، و سيؤمر ببر الوالدين فيفعل .. ، و سيؤمر بترك المحرمات فيجتنبها خوفا من الله و طمعا في الجنة .. ، و سيظل هذا حاله حتى يموت فيدخل الجنة ..
.. ، و لذلك ربط القرآن بين دخول الجنة و بين العمل ..
.. ، فقال تعالى : ( ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون )
.. ، أما ( ص ) فلن يأخذ بأسباب النجاة .. ، لن يصلي .. ، و لن يصوم .. ، و سينتهك المحرمات .. ، ثم لن يتوب حتى يموت على ذلك فيدخل النار ..
.. ، يعني .. كل ما ستفعله بإرادتك الحرة مسطر و مكتوب ..
اختيارك مكتوب .. و نيتك مكتوبة .. و سعيك مكتوب .. كله مكتوب ))
.. ، ففكر فهد في هذا الكلام قليلا ثم قال :
(( كلام جميل ، و مقنع .. ، و أنت فعلا وضعت يدك على النقطة التي تحدث الاضطراب في مسالة القدر ، و هي أن أخذ الإنسان بالأسباب مكتوب كما أن النتائج مكتوبة ..
.. ، و لكن سؤالي الآن ..
هل هو شرط ثابت أن كل من يأخذ بالأسباب سيصل إلى النتائج المرجوة .. ؟!!
.. ، ألا ترى أن بعض الناس يجتهد في كسب المعاش و مع ذلك يظل دخله صغيرا .. ، كما أن بعض المرضى يحرصون أشد الحرص على أسباب الوقاية و العلاج ثم لا يتحقق لهم الشفاء .. ؟!! ))
فرد عليه مؤمن : (( لا طبعا .. ليس شرطا ثابتا لأن الأمر من قبل و من بعد بيد الله ، فالأسباب لا تنفع و لا تضر إلا بإذن الله .. ، فقد يأخذ العبد بالأسباب ثم تكون مشيئة الله ألا تتحقق له النتائج التي يريدها ، و هذا من باب ( الابتلاء ) ، فالابتلاء سنة من سنن الله في خلقه .. يصيب الجميع .. المؤمن و الكافر .. الصغير و الكبير .. الغني و الفقير ..
.. ، و قد قال تعالى :
( هو الذي خ
#2أتانا_اليقين36 🙂
#القضاء_والقدر4
🌿 (( .. إلا أن يشاء الله )) ✨
* كان لقاء الليلة في بيت فهد .. ، و بدأ مؤمن كلامه بالرد على سؤال فهد الذي سأله بالأمس : هل تتساوى إرادة الله و إرادة العبد في التأثير على أفعال الإنسان ، أم أن أحدهما أقوى تأثيرا من الأخرى .. ؟!!
فقال مؤمن : (( أعرف أنك تريد من وراء سؤالك الأخير بالأمس أن تجد دليلا على أن الإنسان ( مجبر ) على أفعاله ..
.. ، و هذا غير صحيح .. لا نقوله في عقيدتنا ، و لا تقبله الفطر و العقول السليمة .. ، فالإرادة الحرة للإنسان ظاهرة أمام أعين الجميع ، و لا يصح لعاقل أن ينكرها ..
.. ، و حتى تستوعب معنى هيمنة إرادة الله تعالى و تأثيرها على إرادة العباد أرديك أن تستحضر في ذهنك هذا المثال :
لو أن ملكا أعطى لوزيره صلاحيات و سلطات واسعة في إدارة شؤون البلاد .. ، فالوزير هو الذي يعطي الأوامر العليا لكل المسئولين من تحته ، و هو الذي يعين هذا و يعزل هذا .. ، و هو الذي يوزع العطايا و يحدد الرواتب ..
.. ، هو الذي يفعل كل شيئ ..
.. ، فهل معنى هذا أن إرادة الملك ليست مؤثرة على إرادة الوزير .. ، أو أن إرادة الملك تتساوى في قوة تأثيرها مع إرادة الوزير .. ؟!! ))
* فرد فهد : (( بالطبع لا .. فالملك هو الملك .. بيده كل شيئ ، و إرادته هي الأعلى و الأقوى بلا شك ))
فقال له مؤمن : (( فإذا أمر هذا الملك باعتقال الوزير و حبسه ، أو عزله من منصبه ، فهنا فقط نقول أن الملك قد سلب من الوزير إرادته .. أليس كذلك .. ؟!! ))
* فقال فهد : (( هذا صحيح ... فهمت قصدك ))
قال مؤمن : (( و لله المثل الأعلى .. ، فهو القائل في كتابه :
( و ما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين )
.. ، و هذا ما يقتضيه العقل السليم الذي يحكم بقيومية الرب و افتقار العبد ))
* فسأله فهد : (( و لكن .. كيف .. ؟!!!
.. كيف يكون الفعل الواحد ناشئا من إرادتين ... ؟!! ))
فرد مؤمن بهدوء : (( مثلا ...
قد يريد الإنسان القيام بطاعة ما ، فيمنعه العجز أو الكسل .. ، فهو يحتاج إلى أن يتوكل على ربه و يستعين به لعينيه على الطاعة ..
.. ، و قد يتمنى الإنسان أن يبني مسجدا و لكنه فقير يحتاج أن يرزقه الله مالا ..
.. ، و يمكنني أن أوصف لك إرادتنا الحرة باختصار في خمسة أوصاف رئيسية .. ، و هي أنها إرادة :
1 _ (حرة ) : في اختيار أفعالنا ..
2 _ ( مؤثرة ) : لها القدرة على تفعيل ( تنفيذ ) ما نختاره ..
3 _ ( مملوكة ) : فهى هبة من الله للإنسان ..
4 _ ( تابعة ) : تخضع لمشيئة الله ..
5 _ ( مخلوقة ) : فهي من خلق الله تعالى .. ))
* فقال فهد في حيرة :
(( و ما هي صور تأثير إرادة الله على إرادة العبد .. ؟!! ))
قال مؤمن :
(( هي أربع صور ..
أولا صورة ( الإذن ) .. ، فالإنسان يريد و لكن لا يقع ما يريده إلا بإذن الله ، فلا يحدث في ملك الله إلا ما يأذن به ..
ثانيا : صورة ( التيسير ) .. بمعنى توفيق الله للعبد و تهيئة الأسباب له ليقوم بالعمل .. ، و قد فصلتها لك من قبل ..
ثالثا : صورة ( الهداية ) .. ، فقد قال تعالى : ( .. و لكن الله حبب إليكم الإيمان و زينه في قلوبكم ، و كره إليكم الكفر و الفسوق و العصيان أولئك هم الراشدون ، فضلا من الله و نعمة .. )
.. ، فالهداية هي فعلا محض فضل من الله و نعمة .. يؤتيها من يشاء من عباده ..
رابعا : صورة ( الخلق ) .. ، فالله سبحانه هو الذي خلق لنا أفعالنا التي اخترناها بإرادتنا .. ، فقد قال في كتابه :
( و الله خلقكم و ما تعملون ) .. ))
* فسكت فهد قليلا ليفكر في الكلام .. ، ثم قال :
(( الكلام مقنع و موزون .. ، و لكن ألا ترى أن اختيار الله لبعض الناس دون غيرهم ليهب لهم ( الهداية ) يتعارض مع العدل .. ؟!! ))
مؤمن : (( لأ طبعا .. فهو سبحانه يهدي من يشاء ( برحمته ) .. ، و في نفس الوقت لم يحرم الذين ضلوا من فرصتهم كاملة .. فقد دلهم على الصراط المستقيم .. ، و أمهلهم .. ، و أنذرهم .. ، و فتح لهم باب التوبة على مصراعيه في أي وقت و بأسهل طريقة .. ، فأصروا على المكابرة و العناد و اتباع الهوى ، و اختاروا طريق الضلال .. ، و لذلك فهو يعذبهم ( بعدله ) .. ، أو قد ينقذهم مما هم فيه ( برحمته ) ..
.. ، فالله سبحانه يا فهد قد يهدي إنسانا ( بدون سبب ) ..
.. ، و لكن لا يمكن أبدا أن يضل إنسانا ( بدون سبب ) ..
.. ، فهو سبحانه لا يظلم أحدا ، و لا يضل إلا هؤلاء الذين اختاروا لأنفسهم سبل الضلال ))
* فهد : (( كلام جميل .. ، و لكنني بصراحة لا زلت أشعر بالحيرة في بعض النقاط .. خاصة في مسألة كيف تؤثر إرادة الله على إرادة العبد الحرة دون أن تسلبها حريتها .. ؟!! ))
** فابتسم مؤمن و قال : (( حينما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف سيحاسب الله كل عباده في ساعة واحدة يوم القيامة .. ؟!!!
كان رده أن الذي يرزقهم جميعا في ساعة واحدة قادر على أن يحاسبهم جميعا في ساعة واحدة ..
.. ، و حينما سئل : كيف
#القضاء_والقدر4
🌿 (( .. إلا أن يشاء الله )) ✨
* كان لقاء الليلة في بيت فهد .. ، و بدأ مؤمن كلامه بالرد على سؤال فهد الذي سأله بالأمس : هل تتساوى إرادة الله و إرادة العبد في التأثير على أفعال الإنسان ، أم أن أحدهما أقوى تأثيرا من الأخرى .. ؟!!
فقال مؤمن : (( أعرف أنك تريد من وراء سؤالك الأخير بالأمس أن تجد دليلا على أن الإنسان ( مجبر ) على أفعاله ..
.. ، و هذا غير صحيح .. لا نقوله في عقيدتنا ، و لا تقبله الفطر و العقول السليمة .. ، فالإرادة الحرة للإنسان ظاهرة أمام أعين الجميع ، و لا يصح لعاقل أن ينكرها ..
.. ، و حتى تستوعب معنى هيمنة إرادة الله تعالى و تأثيرها على إرادة العباد أرديك أن تستحضر في ذهنك هذا المثال :
لو أن ملكا أعطى لوزيره صلاحيات و سلطات واسعة في إدارة شؤون البلاد .. ، فالوزير هو الذي يعطي الأوامر العليا لكل المسئولين من تحته ، و هو الذي يعين هذا و يعزل هذا .. ، و هو الذي يوزع العطايا و يحدد الرواتب ..
.. ، هو الذي يفعل كل شيئ ..
.. ، فهل معنى هذا أن إرادة الملك ليست مؤثرة على إرادة الوزير .. ، أو أن إرادة الملك تتساوى في قوة تأثيرها مع إرادة الوزير .. ؟!! ))
* فرد فهد : (( بالطبع لا .. فالملك هو الملك .. بيده كل شيئ ، و إرادته هي الأعلى و الأقوى بلا شك ))
فقال له مؤمن : (( فإذا أمر هذا الملك باعتقال الوزير و حبسه ، أو عزله من منصبه ، فهنا فقط نقول أن الملك قد سلب من الوزير إرادته .. أليس كذلك .. ؟!! ))
* فقال فهد : (( هذا صحيح ... فهمت قصدك ))
قال مؤمن : (( و لله المثل الأعلى .. ، فهو القائل في كتابه :
( و ما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين )
.. ، و هذا ما يقتضيه العقل السليم الذي يحكم بقيومية الرب و افتقار العبد ))
* فسأله فهد : (( و لكن .. كيف .. ؟!!!
.. كيف يكون الفعل الواحد ناشئا من إرادتين ... ؟!! ))
فرد مؤمن بهدوء : (( مثلا ...
قد يريد الإنسان القيام بطاعة ما ، فيمنعه العجز أو الكسل .. ، فهو يحتاج إلى أن يتوكل على ربه و يستعين به لعينيه على الطاعة ..
.. ، و قد يتمنى الإنسان أن يبني مسجدا و لكنه فقير يحتاج أن يرزقه الله مالا ..
.. ، و يمكنني أن أوصف لك إرادتنا الحرة باختصار في خمسة أوصاف رئيسية .. ، و هي أنها إرادة :
1 _ (حرة ) : في اختيار أفعالنا ..
2 _ ( مؤثرة ) : لها القدرة على تفعيل ( تنفيذ ) ما نختاره ..
3 _ ( مملوكة ) : فهى هبة من الله للإنسان ..
4 _ ( تابعة ) : تخضع لمشيئة الله ..
5 _ ( مخلوقة ) : فهي من خلق الله تعالى .. ))
* فقال فهد في حيرة :
(( و ما هي صور تأثير إرادة الله على إرادة العبد .. ؟!! ))
قال مؤمن :
(( هي أربع صور ..
أولا صورة ( الإذن ) .. ، فالإنسان يريد و لكن لا يقع ما يريده إلا بإذن الله ، فلا يحدث في ملك الله إلا ما يأذن به ..
ثانيا : صورة ( التيسير ) .. بمعنى توفيق الله للعبد و تهيئة الأسباب له ليقوم بالعمل .. ، و قد فصلتها لك من قبل ..
ثالثا : صورة ( الهداية ) .. ، فقد قال تعالى : ( .. و لكن الله حبب إليكم الإيمان و زينه في قلوبكم ، و كره إليكم الكفر و الفسوق و العصيان أولئك هم الراشدون ، فضلا من الله و نعمة .. )
.. ، فالهداية هي فعلا محض فضل من الله و نعمة .. يؤتيها من يشاء من عباده ..
رابعا : صورة ( الخلق ) .. ، فالله سبحانه هو الذي خلق لنا أفعالنا التي اخترناها بإرادتنا .. ، فقد قال في كتابه :
( و الله خلقكم و ما تعملون ) .. ))
* فسكت فهد قليلا ليفكر في الكلام .. ، ثم قال :
(( الكلام مقنع و موزون .. ، و لكن ألا ترى أن اختيار الله لبعض الناس دون غيرهم ليهب لهم ( الهداية ) يتعارض مع العدل .. ؟!! ))
مؤمن : (( لأ طبعا .. فهو سبحانه يهدي من يشاء ( برحمته ) .. ، و في نفس الوقت لم يحرم الذين ضلوا من فرصتهم كاملة .. فقد دلهم على الصراط المستقيم .. ، و أمهلهم .. ، و أنذرهم .. ، و فتح لهم باب التوبة على مصراعيه في أي وقت و بأسهل طريقة .. ، فأصروا على المكابرة و العناد و اتباع الهوى ، و اختاروا طريق الضلال .. ، و لذلك فهو يعذبهم ( بعدله ) .. ، أو قد ينقذهم مما هم فيه ( برحمته ) ..
.. ، فالله سبحانه يا فهد قد يهدي إنسانا ( بدون سبب ) ..
.. ، و لكن لا يمكن أبدا أن يضل إنسانا ( بدون سبب ) ..
.. ، فهو سبحانه لا يظلم أحدا ، و لا يضل إلا هؤلاء الذين اختاروا لأنفسهم سبل الضلال ))
* فهد : (( كلام جميل .. ، و لكنني بصراحة لا زلت أشعر بالحيرة في بعض النقاط .. خاصة في مسألة كيف تؤثر إرادة الله على إرادة العبد الحرة دون أن تسلبها حريتها .. ؟!! ))
** فابتسم مؤمن و قال : (( حينما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف سيحاسب الله كل عباده في ساعة واحدة يوم القيامة .. ؟!!!
كان رده أن الذي يرزقهم جميعا في ساعة واحدة قادر على أن يحاسبهم جميعا في ساعة واحدة ..
.. ، و حينما سئل : كيف
#زمن_العزة
#نجم_النجوم_71
📜 (( #مشروع_جمع_القرآن )) 📜
.. الحلقة الأولى ..
🌀 السؤال الذي قد يتبادر في الذهن :
(( لماذا لم يجمع القرآن في
حياة النبي .. ؟! ))
🌿 و الإجابة : لأن الآيات و السور كانت تنزل متفرقة ، و غير مرتبة بترتيب المصحف .. وذلك لتتفاعل مع الأحداث ، و لتعالج مشكلات المجتمع المسلم ، و لترد على تساءلات الناس .. حتى يفهم المسلمون أن القرآن ليس مجرد آيات تتلى في الصلاة ، إنما هو منهاج حياة ، نزل ليصلح شؤونهم ، و ليهديهم إلى الطريق الصحيح في كل ما يعرض لهم من القضايا ، و المستجدات ...
.. ، ولما اكتمل نزول القرآن ، مات رسول الله بعدها بفترة قصيرة جدا لم تكن كافية ليجمع فيها القرآن ..
📌 .. ، و بعد انتهاء حروب الردة شعر عمر بن الخطاب بخطورة الأمر ، و خشي على القرآن من أن يضيع بموت الحفظة .. خاصة بعد أن استشهد سبعون من حملة القرآن في معركة اليمامة فقط .. ، فأخذ عمر يحاول إقناع خليفة المسلمين / أبي بكر الصديق أن يجمع القرآن قبل أن يفقدوا أعدادا أكبر من القراء بسبب الحروب ...!!
🌀 .. فاعترض ( أبو بكر ) بشدة على هذه الفكرة في البداية ، وقال :
(( كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه
و سلم .. ؟!! ))
.. ، فقال له عمر :
(( هذا و الله خير ))
.. ، و أخذ يلح عليه و يراجعه حتى شرح الله صدر أبي بكر لهذا المشروع العظيم ... !! 💖
.. ، و لم يكن اعتراض أبي بكر في البداية إلا لأنه كان يريد اتباع سنة النبي وطريقته في كل صغيرة و كبيرة ، و ألا يترك سبيله طرفة عين ... فقد كان يخاف على نفسه و على دينه ..
.. ، و قد أوضح ذلك بقوله .. رضي الله عنه :
💥 (( إني أخاف إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ )) 💥
📜 و لكن الأمر كان مختلفا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم .. ، أما في خلافة أبي بكر الصديق فالحاجة فعلا أصبحت ملِحة لجمع القرآن ...
............. ............ ............
** و لكن .. من الذي يتحمل هذه المسئولية الكبيرة ..؟!!
🌀 بدأ أبو بكر الصديق يفكر مع عمر بن الخطاب في الشخص المناسب الذي يتحمل هذه المسئولية الضخمة ..؟!
.. ، ثم وقع الاختيار على الصحابي الجليل /
#زيد_بن_ثابت ..
رضي الله عنه ... لماذا... ؟!!
⭐ أولا : لأنه من ( #حفظة_القرآن ) ، و من
( كتبة الوحي ) الذين كان النبي صلى الله عليه وسلم يستأمنهم و يثق فيهم ..
⭐ ثانيا : زيد بن ثابت ( #شاب_حكيم_عاقل ) .. فيه قوة الشباب و حماستهم و تطلعهم للإنجاز و النجاح ..
⭐ ثالثا : زيد بن ثابت ( #فقيه ) .. من علماء الصحابة .. وهو أعلم الناس بالفرائض
( علم المواريث ) ، حتى إنه قد تولى منصب #القضاء في المدينة بعد ذلك في عهد عمر بن الخطاب ، و في عهد عثمان ، و في عهد علي رضي الله عنهم ..
.. ، ولما مات زيد بن ثابت قال سيدنا / أبو هريرة في نعيه :
(( لقد مات اليوم حبر الأمة ..
.. ، و عسى أن يجعل الله فيعبد الله بن عباس خلفا له ))
⭐ رابعا : زيد بن ثابت حضر ( #العرضة_الأخيرة ) ، و قرأ فيها على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كاملا مرتين ، و عرف منه ما نسخ من الآيات ومن الأحرف السبعة .. ، و هذا امتياز خاص لم يحصل عليه إلا عدد قليل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ، سنتكلم بالتفصيل فيما بعد عن تلك ( العرضة الأخيرة ) و عن أهميتها في توثيق القرآن ..
.......... تابعونا .........
✨ بسام محرم ✨
#نجم_النجوم_71
📜 (( #مشروع_جمع_القرآن )) 📜
.. الحلقة الأولى ..
🌀 السؤال الذي قد يتبادر في الذهن :
(( لماذا لم يجمع القرآن في
حياة النبي .. ؟! ))
🌿 و الإجابة : لأن الآيات و السور كانت تنزل متفرقة ، و غير مرتبة بترتيب المصحف .. وذلك لتتفاعل مع الأحداث ، و لتعالج مشكلات المجتمع المسلم ، و لترد على تساءلات الناس .. حتى يفهم المسلمون أن القرآن ليس مجرد آيات تتلى في الصلاة ، إنما هو منهاج حياة ، نزل ليصلح شؤونهم ، و ليهديهم إلى الطريق الصحيح في كل ما يعرض لهم من القضايا ، و المستجدات ...
.. ، ولما اكتمل نزول القرآن ، مات رسول الله بعدها بفترة قصيرة جدا لم تكن كافية ليجمع فيها القرآن ..
📌 .. ، و بعد انتهاء حروب الردة شعر عمر بن الخطاب بخطورة الأمر ، و خشي على القرآن من أن يضيع بموت الحفظة .. خاصة بعد أن استشهد سبعون من حملة القرآن في معركة اليمامة فقط .. ، فأخذ عمر يحاول إقناع خليفة المسلمين / أبي بكر الصديق أن يجمع القرآن قبل أن يفقدوا أعدادا أكبر من القراء بسبب الحروب ...!!
🌀 .. فاعترض ( أبو بكر ) بشدة على هذه الفكرة في البداية ، وقال :
(( كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه
و سلم .. ؟!! ))
.. ، فقال له عمر :
(( هذا و الله خير ))
.. ، و أخذ يلح عليه و يراجعه حتى شرح الله صدر أبي بكر لهذا المشروع العظيم ... !! 💖
.. ، و لم يكن اعتراض أبي بكر في البداية إلا لأنه كان يريد اتباع سنة النبي وطريقته في كل صغيرة و كبيرة ، و ألا يترك سبيله طرفة عين ... فقد كان يخاف على نفسه و على دينه ..
.. ، و قد أوضح ذلك بقوله .. رضي الله عنه :
💥 (( إني أخاف إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ )) 💥
📜 و لكن الأمر كان مختلفا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم .. ، أما في خلافة أبي بكر الصديق فالحاجة فعلا أصبحت ملِحة لجمع القرآن ...
............. ............ ............
** و لكن .. من الذي يتحمل هذه المسئولية الكبيرة ..؟!!
🌀 بدأ أبو بكر الصديق يفكر مع عمر بن الخطاب في الشخص المناسب الذي يتحمل هذه المسئولية الضخمة ..؟!
.. ، ثم وقع الاختيار على الصحابي الجليل /
#زيد_بن_ثابت ..
رضي الله عنه ... لماذا... ؟!!
⭐ أولا : لأنه من ( #حفظة_القرآن ) ، و من
( كتبة الوحي ) الذين كان النبي صلى الله عليه وسلم يستأمنهم و يثق فيهم ..
⭐ ثانيا : زيد بن ثابت ( #شاب_حكيم_عاقل ) .. فيه قوة الشباب و حماستهم و تطلعهم للإنجاز و النجاح ..
⭐ ثالثا : زيد بن ثابت ( #فقيه ) .. من علماء الصحابة .. وهو أعلم الناس بالفرائض
( علم المواريث ) ، حتى إنه قد تولى منصب #القضاء في المدينة بعد ذلك في عهد عمر بن الخطاب ، و في عهد عثمان ، و في عهد علي رضي الله عنهم ..
.. ، ولما مات زيد بن ثابت قال سيدنا / أبو هريرة في نعيه :
(( لقد مات اليوم حبر الأمة ..
.. ، و عسى أن يجعل الله فيعبد الله بن عباس خلفا له ))
⭐ رابعا : زيد بن ثابت حضر ( #العرضة_الأخيرة ) ، و قرأ فيها على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كاملا مرتين ، و عرف منه ما نسخ من الآيات ومن الأحرف السبعة .. ، و هذا امتياز خاص لم يحصل عليه إلا عدد قليل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ، سنتكلم بالتفصيل فيما بعد عن تلك ( العرضة الأخيرة ) و عن أهميتها في توثيق القرآن ..
.......... تابعونا .........
✨ بسام محرم ✨