قصص الصحابة
12K subscribers
38 photos
1 video
11 files
438 links
💖 حتى لا تزيف الحقائق .... 💖
نعتز بالإسلام 🌿 .. نبحث عن الحقيقة .. على منهج أهل السنة والجماعة 🌟
Download Telegram
#2أتانا_اليقين35 🙂

#القضاء_والقدر3

🎗️ (( الأخذ بالأسباب .. لماذا .. ؟!! )) 🌏

* انشغل فهد بالبحث و التفكير في مسألة ( اللوح المحفوظ ) عن مناقشة فكرة الإلحاد ، و بمجرد أن التقى بمؤمن أخذ يسأله عن بعض التفاصيل الهامة عن موضوع القضاء و القدر ..

.. ، فقال له مؤمن : (( لقد اتفقنا أننا سنضع بعض الخطوط العريضة فقط في موضوع القدر يا فهد ، فهذا ليس محور كلامنا ولا علاقة له بإثبات صحة الإسلام ، و لا بأدلة وجود الله ))

* قال فهد : (( أقول لك بصراحة .. أنا معجب جدا بالطرح الإسلامي لمسالة القدر ، فهو طرح متماسك و لا أشعر معه بالتناقض .. ، صحيح قد أجد بعض التساؤلات و الحيرة في بعض النقاط ، و لكن في الحقيقة هناك فرق شاسع بين ما تقرره العقيدة الإسلامية في هذا الموضوع ، و بين كل الفلسفات الشرقية و الغربية و كل الديانات الأخرى ..
.. ، و قد بحثت في كتبهم كثيرا و قرأت أطروحاتهم ، و لكن الخلل عندهم واضح جدا و الأفكار تتعارض .. ، بينما المساحة الغامضة في الفكرة الإسلامية محدودة جدا و غير مزعجة ))

فابتسم مؤمن و قال له : (( و هذا من جمال و عظمة العقيدة الإسلامية كلها يا فهد ، فهي ليست نظرية بشرية مبنية على التصورات و الخيالات ، إنما هي وحي من عند الله .. ، و على فكرة .. هذا الذي شعرت به من التماسك و عدم التناقض هو من أقوى الدلائل على صدق نبوة محمد صلى الله عليه و سلم ، فمن المستحيل أن يأتي ( كذاب ) مدع للنبوة .. مهما كان ذكاءه .. بمثل عقيدتنا الإسلامية التي لا تتعارض مع العقل و لا مع الفطرة السليمة ))

* فهد : (( إذن .. قل لي يا مؤمن : ما الداعي لأن نأخذ بالأسباب في العلاج و كسب المعاش و غيرها طالما أن الرزق محدد و مكتوب ، و أن الشفاء أو عدم الشفاء أيضا مسجل و ثابت ..
.. ، فهل نستطيع أن نفر من قدر الله إذا أخذنا بالأسباب ؟!! ))

فقال مؤمن : (( هناك نقطة في غاية الأهمية تغيب عن أذهان معظم من يفكر في مسألة القدر ، و هي أن اللوح المحفوظ لم تسجل فيه المصائر أو النتائج فقط ، إنما سجل فيه أيضا أن هذه المصائر و النتائج لن تقع إلا بعد اتخاذ أسبابها .. ، فالمقدمات مكتوبة كما أن النتائج مكتوبة ..

.. ، و بالتالي فأنت إذا أخذت بالأسباب فلن تفر بها من قدر الله فهذا مستحيل عقلا .. ، إنما نقول كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : نفر من قدر الله إلى قدر الله ))

* فساله فهد : (( كيف ..؟!!! .. فهمني ))

فقال مؤمن :
(( يعني مثلا : ليس المكتوب فقط أن ( أحمد ) سيكون له دخل شهري كبير ، و أن ( هشام ) سيكون دخله صغير ، و لكن كتبت أيضا أسباب ذلك : أن أحمد سيجتهد و يسعى في كسب الرزق فيزيد دخله بعمله و كسبه و اجتهاده ..
.. ، أما هشام فلن يتقن عمله و لن يجتهد ، فسيظل دخله صغيرا ..
.. ، و قس على ذلك .. مثلا : ( كريم ) عندما يصاب بالمرض سيحرص على أخذ الدواء بانتظام فيشفى ..
.. ، بينما سيصاب ( عادل ) بنفس المرض و سيطول مرضه و سيعاني من مضاعفات شديدة لأنه سيهمل العلاج ..

.. ، و الأهم من كل ذلك يا فهد .. أمر الآخرة ..
فلا تظن أن اللوح المحفوظ مكتوب فيه فقط أسماء أهل الجنة و أسماء أهل النار ، بل كل التفاصيل الدقيقة مكتوبة عن كل واحد منا ..
مكتوب أن ( س ) سيؤمر بالصلاة فيحافظ عليها
( بإرادته الحرة ) .. ، و سيؤمر ببر الوالدين فيفعل .. ، و سيؤمر بترك المحرمات فيجتنبها خوفا من الله و طمعا في الجنة .. ، و سيظل هذا حاله حتى يموت فيدخل الجنة ..
.. ، و لذلك ربط القرآن بين دخول الجنة و بين العمل ..

.. ، فقال تعالى : ( ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون )

.. ، أما ( ص ) فلن يأخذ بأسباب النجاة .. ، لن يصلي .. ، و لن يصوم .. ، و سينتهك المحرمات .. ، ثم لن يتوب حتى يموت على ذلك فيدخل النار ..
.. ، يعني .. كل ما ستفعله بإرادتك الحرة مسطر و مكتوب ..
اختيارك مكتوب .. و نيتك مكتوبة .. و سعيك مكتوب .. كله مكتوب ))

.. ، ففكر فهد في هذا الكلام قليلا ثم قال :

(( كلام جميل ، و مقنع .. ، و أنت فعلا وضعت يدك على النقطة التي تحدث الاضطراب في مسالة القدر ، و هي أن أخذ الإنسان بالأسباب مكتوب كما أن النتائج مكتوبة ..
.. ، و لكن سؤالي الآن ..
هل هو شرط ثابت أن كل من يأخذ بالأسباب سيصل إلى النتائج المرجوة .. ؟!!
.. ، ألا ترى أن بعض الناس يجتهد في كسب المعاش و مع ذلك يظل دخله صغيرا .. ، كما أن بعض المرضى يحرصون أشد الحرص على أسباب الوقاية و العلاج ثم لا يتحقق لهم الشفاء .. ؟!! ))

فرد عليه مؤمن : (( لا طبعا .. ليس شرطا ثابتا لأن الأمر من قبل و من بعد بيد الله ، فالأسباب لا تنفع و لا تضر إلا بإذن الله .. ، فقد يأخذ العبد بالأسباب ثم تكون مشيئة الله ألا تتحقق له النتائج التي يريدها ، و هذا من باب ( الابتلاء ) ، فالابتلاء سنة من سنن الله في خلقه .. يصيب الجميع .. المؤمن و الكافر .. الصغير و الكبير .. الغني و الفقير ..

.. ، و قد قال تعالى :
( هو الذي خ