قصص الصحابة
12.2K subscribers
42 photos
1 video
11 files
439 links
💖 حتى لا تزيف الحقائق .... 💖
نعتز بالإسلام 🌿 .. نبحث عن الحقيقة .. على منهج أهل السنة والجماعة 🌟
Download Telegram
#زمن_العزة

#خلافة_يزيد5

      📌  ((  أين مسلم بن عقيل ... ؟!!  ))

كان سيدنا / مسلم بن عقيل ( ابن عم الحسين )
يغير مخبأه  من وقت لآخر .. ، فينتقل من دار إلى دار ..
بينما كانت عيون عبيد الله بن زياد ( ابن مرجانة ) .. والي الكوفة الجديد .. تبحث عنه في كل مكان ... !!

.. ، حتى تمكنت الشرطة من اعتقال ( هانئ ) .. وهو أحد الذين استضافوا مسلم بن عقيل في داره ..
، و بدأوا في استجوابه ليعرفوا منه مكان مسلم بن عقيل ، و ليجمعوا ما لديه من المعلومات عن ذلك التنظيم السري الذي كانت تدار اجتماعاته في داره في وقت من الأوقات ... !!!

... ، و سمع مسلم بن عقيل بخبر اعتقال هانئ .. ، فركب دابته ، و خرج ينادي الشيعة الذين بايعوه على الموت ..
، فاجتمع له منهم 4 آلاف بأسلحتهم .. ، فسار بهم إلى قصر الإمارة لإطلاق سراح هانئ ....

.. ، فلما وصلوا .. أحاطوا بالقصر ..

.. ، فأغلق عبيد الله بن زياد البوابات .. ، و طلب من أمراء القبائل و الأشراف الذين كانوا معه في القصر أن يخرجوا للشيعة المتظاهرين مع مسلم بن عقيل خارج القصر فيأمروهم بالانصراف فورا ... !!

.. ، و بالفعل ...

خرج الأمراء و الأعيان .. و هؤلاء كلمتهم مسموعة و لهم تأثير كبير على أهل الكوفة .. خرجوا إلى المتظاهرين خارج القصر ، فأشاروا إليهم بالانصراف ..
، و أخذوا يهددونهم و يتوعدونهم بالعقوبات المشددة التي ستفرض عليهم إن عادوا مرة أخرى لمناصرة مسلم بن عقيل ..

.. ، فخاف الشيعة المتظاهرون .. ، و أخذوا في الانسحاب من حول مسلم بن عقيل واحدا واحدا  ... ، فلم يتبق معه في النهاية  إلا 500 منهم فقط ... ، فاضطر مسلم أن ينصرف بمن  بقي معه بعد أن ضعفت شوكته ... !!!

.. ، ثم كلف الوالي / ابن مرجانة أمراء القبائل أن يتحركوا في الكوفة ليجتمعوا بأهلها فيحذروهم من المشاركة  في ذلك التنظيم السري المسلح الذي يتزعمه مسلم بن عقيل  ، و يوضحوا لهم أنه تنظيم خطير .. يسعى إلى قلب نظام الحكم ، و تكدير السلم العام ...!!

.. ، و بالفعل ..
قام أمراء القبائل ، و الأشراف بعدة جولات مكوكية طافوا فيها على أهل الكوفة .. ، و أخذوا يخوفونهم من المستقبل المظلم الذي ينتظر  أبناءهم ، و شبابهم إذا انضموا إلى تنظيم مسلم بن عقيل ....

...  و نجح الأمراء و الأشراف في مهمتهم نجاحا رائعا ...

، فأصبحت الأم تحذر ابنها ، و تخوفه .. ، و الزوجة ترجو زوجها ، و تحذره .. ، و الكبير ينصح الصغير ... ، حتى تخاذل الناس عن سيدنا /  مسلم بن عقيل .. ، و انصرف عنه هؤلاء الشيعة الذين كانوا قد أقسموا له منذ أيام  بالأيمان المغلظة  أن ينصروه  ، و أن يفدوا  سيدنا / الحسين بأرواحهم و دمائهم .... !!!!!!!

... ، و أخذت الأعداد تقل شيئا فشيئا من حول مسلم بن عقيل .. ، فلم يبق معه إلا 300 رجل فقط .. ، ثم أصبحوا ثلاثين .. ،  ثم عشرة ... ثم .. وجد نفسه وحده تماما ..!!

.. ، فأخذ يهيم على وجهه في طرقات الكوفة ..
يتردد هنا و هناك .. لا يدري إلى أين يذهب ..  ؟!!
.. ، و في أي مكان يأوي ... ؟؟!!!!

، و بعد جهد و عناء طويل وجد دارا تؤويه ، فاختبأ فيها ..

و أمر عبيد الله بن زياد أعوانه أن يبحثوا عن مسلم بن عقيل في كل مكان ... ، و أن يأتوا به حيا أو ميتا .... !!!!

.....   .....   ......    ......    ......   ...

* و ذات يوم ....

قدم رجل إلى قصر الإمارة ، و أخبرهم بمكان الدار الذي يختبئ فيها مسلم بن عقيل ... ، فأصدر ابن مرجانة أوامره  إلى صاحب الشرطة بأن يتحرك فورا و معه قوة من سبعين فارسا لاقتحام تلك الدار ، و اعتقال  مسلم بن عقيل .. !!

..... تابعونا ....

                    🎀
#ايهم_حذيفة 🎀

🍂 المرجع / البداية و النهاية لابن كثير
قصص الصحابة
#زمن_العزة #خلافة_يزيد5       📌  ((  أين مسلم بن عقيل ... ؟!!  )) كان سيدنا / مسلم بن عقيل ( ابن عم الحسين ) يغير مخبأه  من وقت لآخر .. ، فينتقل من دار إلى دار .. بينما كانت عيون عبيد الله بن زياد ( ابن مرجانة ) .. والي الكوفة الجديد .. تبحث عنه في كل…
#زمن_العزة

#خلافة_يزيد6

🎗️⁩ (( اعتقال مسلم بن عقيل .. )) ‌🎗️

تحركت قوات الداخلية و على رأسها صاحب الشرطة إلى تلك الدار التي يختبئ فيها سيدنا / مسلم بن عقيل ..
، فلم يشعر مسلم إلا وقد أحيط بالدار .. ، فدخلوا عليه .. فقام إليهم بالسيف ، و قاومهم وحده حتى أخرجهم من الدار ... !!
، ثم دخلوا عليه مرة ثانية .. فقاومهم ، و أخرجهم .. ، فدخلوا للمرة الثالثة .. فقاومهم و أخرجهم .. !!!!
، و أصيب بإصابات بالغة من جراء تلك المقاومة فكان ينزف نزفا شديدا من وجهه ، ومن شفتيه .. رضي الله عنه.... !!

فلما عجزوا عن القبض عليه أشعلوا النيران حول الدار حتى يخنقه الدخان الكثيف فيضطر للخروج .. ، أخذوا يرمونه بالحجارة من الخارج ... !!!

... ، فلما ضاق بهم ذرعا .. خرج إليهم بسيفه ، و كان يريد أن يستمر في المقاومة .. ، ولكنه كان منهك القوى تماما ، ولا يستطيع أن يقاتل سبعين فارسا وحده .. فالكثرة تغلب الشجاعة .. ، فأعطاه صاحب الشرطة الأمان .. ، فسلم إليهم نفسه وسلاحه .. ، فقيدوه .. ، و أركبوه بغلة .. ، و اقتادوه إلى قصر الإمارة لينظر عبيد الله بن زياد والي الكوفة في أمره ... !!
.. ، و ساعتها عرف مسلم بن عقيل أنه مقتول لا محالة .. ، فقال : (( إنا لله و إنا إليه راجعون )) .. ، و بكى ...
، فتعجب بعض من حوله ، و قالوا له :
(( إن من يطلب مثل الذي طلبت لا يبكي مهما حدث له ... !!! ))
.. ، فقال لهم : (( أما والله إني لست أبكي على نفسي .. ، و لكنني أبكي على الحسين ، و آل الحسين .. ، فإنه قد خرج إليكم اليوم من مكة ))

... ، و كان محمد بن الأشعث من بين أعوان صاحب الشرطة الذين خرجوا معه في تلك المأمورية ..
، فقال له مسلم بن عقيل : (( إن استطعت أن تبعث رسالة إلى الحسين على لساني تأمره بالرجوع ، فافعل ))

... ، و بالفعل ..
أرسل محمد بن الأشعث رسولا إلى الحسين يأمره بالرجوع حتى لا يتعرض للأذى بعد أن خذله الشيعة .. !!!
.. ، ولكن سيدنا / الحسين لم يصدق ذلك الرسول ، و أصر على استكمال طريقه إلى العراق .... !!!

.... ...... ...... ..... ...... .......

و وصلت قوات الشرطة بمسلم بن عقيل إلى قصر الإمارة .. ، فأوقفوه على الباب حتى يؤذن له بالدخول على والي الكوفة / عبيد الله بن زياد ( ابن مرجانة ) .. ، و كان مسلم بن عقيل مثخنا بالجراح .. مخضبا بالدماء في وجهه و ثيابه .. ، و كان في غاية الإعياء و العطش .. فطلب أن يشرب .. ، فأحضر أحدهم له الماء ، فما استطاع أن يسقيه من كثرة الدماء التي تعلو على الماء .. فكان يسكب الماء ، و يأتي له بماء جديد ..
.. ، حتى شرب في النهاية فسقطت ثناياه مع الماء..!!

.. ، ثم أدخلوه على ابن مرجانة .. ، و دار بينهما حوار طويل .. سأختصره لكم قدر الإمكان ....

* قال له ابن مرجانة مستنكرا :
(( إيه يا ابن عقيل .. ، أتيت الناس لتفرق كلمتهم ،
و لتحمل بعضهم على قتل بعض ... ؟!! ))

.. ، فرد عليه مسلم قائلا : (( كلا ... ، ما لذلك أتيت ..
، و لكن أتينا الناس لنأمر العدل ، و ندعو إلى حكم الكتاب ))

.. ، فقال ابن مرجانة بتهكم ، و سخرية :
(( ... كأنك تظن أن لكم في الأمر شيئ ... ؟!! ))

، فرد مسلم : (( لا و الله .. ، ما هو بالظن .. ، ولكنه اليقين ))

.. ، فقال له ابن مرجانة : (( إني قاتلك ))

... ، فقال له مسلم : (( فدعني إذن أوصي إلى بعض قومي ))
.. ، فوافق ابن مرجانة ، و قال له : (( أوص ))

... ، فأخذ سيدنا / مسلم بن عقيل ينظر إلى الجالسين من حوله ليختار منهم من يستأمنه على تنفيذ وصيته ...
، فرأى ( عمر بن سعد بن أبي وقاص ) بين الجالسين ..
.. ، فقال له :
(( يا عمر .. ، إن بيني و بينك قرابة ، و لي إليك حاجة ..
، إن علي دينا في الكوفة .. لفلان 700 درهم ، فاقضها عني .. ، و إن قتلوني فاطلب جثتي من عبيد الله بن زياد فقم أنت بدفنها .. ، و ابعث إلى الحسين ، فإني كنت قد كتبت إليه أن الناس معه ، و لا أراه إلا مقبلا ..
، فأمره أن يرجع فقد خذله الناس ... ))

.. فاستأذن عمر بن سعد بن أبي وقاص من ابن مرجانة في تنفيذ الوصية .. ، فأذن له بتنفيذها كلها ..
، ثم قال له موضحا ما عزم عليه في شأن الحسين :

(( أما الحسين .. ، فإن لم يأت إلينا فإننا لن نتعرض له بسوء ، .. و إن حضر إلينا فلن نكف عنه ))

... ، ثم أمر ابن مرجانة بمسلم بن عقيل فصعدوا به إلى أعلى القصر ، وهو يكبر و يهلل ، و يسبح و يستغفر .. ، و يقول :
(( اللهم احكم بيننا و بين قوم غرونا ، و خذلونا )) .. ،
.. ثم ضربت عنقه ...!!!
* رضي الله عنه ، و عن سيدنا / الحسين ، و عن آل بيت النبي الكريم و أصحابه أجمعين ... ***

.... تابعوتا ...

🎀
#ايهم_حذيفة 🎀

🍂 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
💖 انتظرونا في سلسلة جديدة من #زمن_العزة

في حلقات جديدة بعنوان :


((
#خلافة_عبدالله_بن_الزبير ))
قصص الصحابة
#خلافة_عبدالملك3 (( عبد الله بن عمر )) 🌴 ** كان رجلا من يومه .. فقد أسلم في مكة حينما أسلم أبوه ( عمر بن الخطاب ) رضي الله عنهما .. ، و كان ( عبد الله ) ساعتها طفلا صغيرا لم يبلغ الحلم بعد .. ، فصبر في سنه الصغير هذا على ما صبر عليه المسلمون الأوائل…
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك4

    🌀  (( الحجاج بن يوسف .. ، و أهل العراق )) 💀

** و في نفس السنة .. ال 74 من الهجرة ..

توفي ( بشر بن مروان ) أخو الخليفة / عبد الملك بن مروان ، و الذي كان قد ولاه على بلاد العراق و فارس ..
.. ،  فلما وصل خبر وفاته إلى جند العراق الذين كانوا يجاهدون مع المهلب بن أبي صفرة في بلاد فارس ضد الخوارج الازارقة  استغل الكثير منهم  تلك الفرصة ، فتركوا الجهاد مع ( المهلب ) ، و عادوا إلى أهاليهم في الكوفة .. !!

.. ، و شعر عبد الملك بن مروان أنه في حاجة ماسة إلى قائد قوي ذي بأس شديد ليحل محل أخيه ( بشر ) في حكم العراق و فارس .. ، فلم يجد أفضل من الحجاج بن يوسف الثقفي .. الذي كان ساعتها واليا على الحجاز .. ، فهو الوحيد الذي يستطيع بسطوته و قهره ، و قبضته الحديدية أن يمنع عنه شر أهل العراق و ثوراتهم و فتنهم المستمرة ..

.. ، فكتب إليه وهو في المدينة بأنه قد ولاه على العراق ..
..  ، و كان ذلك في العام ال 75 من الهجرة ....

.. ، و كان الحجاج بن يوسف يتمنى تلك الفرصة ليؤدب أهل العراق على كل ما فعلوه في ماضيهم الأسود ..
.. ، فسار من المدينة إلى العراق و معه 12 فارسا فقط .. !!

.. ، و دخل قصر الإمارة في الكوفة على حين غفلة من أهلها  .. و كان ذلك قبل أذان الجمعة بقليل .. فتهيأ ليخطب في الناس خطبة الجمعة ، ثم خرج عليهم ملثما ..

.. ، و كان الحجاج بن يوسف خطيبا بليغا مفوها ..
.. ، فصعد المنبر ، و جلس عليه و أمسك عن الكلام طويلا .. ، و الناس لا يعلمون من هذا الأمير الجديد .. ؟!!

.. ، و كان من عادة أهل العراق مع أمرائهم السابقين أنهم إذا قام فيهم الأمير خطيبا ، فإنهم يخذفونه بالحصى استخفافا به .. ، فأرادوا أن يفعلوا نفس الشيئ مع هذا الأمير الملثم  الجديد .. ، فتناولوا الحصى و جثوا على ركبهم ليلقوا بها في وجهه .. ، و لكن سكوته الطويل أبهتهم .. ، فشخصوا إليه بأبصارهم ، و أرادوا أن يسمعوا كلامه أولا ..

.. ، فقام الحجاج بن يوسف .. ، و بدأ يخطب فيهم
أعجب و أرهب خطبة جمعة في التاريخ .. !!

.. ، فكان أول ما تكلم به أن قال لهم بصوت يخلع القلوب  :

(( يا أهل العراق .. يا أهل الشقاق و النفاق و مساوئ الأخلاق .. ، و الله إن كان أمركم ليهمني قبل أن آتي إليكم .. ، و لقد كنت أدعو الله أن يبتليكم بي ..
.. ، و لقد سقط مني البارحة سوطي الذي أؤدبكم به .. ، فاتخذت هذا مكانه )) _  و أشار إلى سيفه  _
.. ، ثم قال :
(( و الله لآخذن صغيركم بكبيركم ، و حركم بعبدكم ، ثم لأرصعنكم رصع الحداد للحديدة ، و الخباز للعجينة ))

.. ، فلما سمع الحاضرون كلامه جعل الحصى يتساقط من أيديهم .. ، فكشف اللثام عن وجهه ، و قال :

(( أما والله إني لأرى رؤوسا قد أينعت و آن اقتطافها .. ، و إني لأنظر إلى الدماء تترقرق بين العمائم و اللحى ..
.. ، و إن أمير المؤمنين / عبد الملك بن مروان قد نثر كنانته ثم نظر في عيدانها عودا عودا ، فوجدني أصلب عود فيها فوجهني إليكم .. ، فلطالما رتعتم في أودية الفتن ، و سلكتم سبل الغي و الضلال ..
.. ، أما و الله لأضربنكم ضرب غرائب الإبل .. ، و إني والله لا أعد إلا وفيت ..
..  ، و الله لتستقيمن على سبيل الحق ، أو لأهبرنكم  بالسيف هبرا ، و لأدعن لكل رجل منكم شغلا في جسده .. ))

.. ، ثم توعد هؤلاء الذين عادوا و تركوا الجهاد مع المهلب بن أبي صفرة  قائلا لهم :

(( .. ، و من وجدت منكم من جند المهلب بعد ثلاثة أيام سفكت دمه ، و انتهبت ماله ))

.. ، ثم نزل من على المنبر ، و لم يزد على ذلك ....

       ..... تابعونا ......

                     🎀
#ايهم_حذيفة 🎀

🌀 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
قصص الصحابة
#زمن_العزة #خلافة_عبدالملك4     🌀  (( الحجاج بن يوسف .. ، و أهل العراق )) 💀 ** و في نفس السنة .. ال 74 من الهجرة .. توفي ( بشر بن مروان ) أخو الخليفة / عبد الملك بن مروان ، و الذي كان قد ولاه على بلاد العراق و فارس .. .. ،  فلما وصل خبر وفاته إلى جند…
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك5

(( الحجاج بن يوسف و التجنيد الإجباري )) 👥👥

اختار الحجاج بن يوسف شخصية عظيمة مخضرمة في سلك القضاء ليجعله قاضيا على الكوفة .. ، ألا و هو :
(( القاضي / شريح ))

.. ، و لمن لا يعرفه .. فالقاضي شريح قد شغل منصب القضاء في الكوفة قرابة السبعين سنة .. ، فقد عينه عمر بن الخطاب
.. ، ثم عثمان .. ، ثم علي .. ، ثم معاوية .. ، إلى أن اختاره الحجاج بن يوسف .. !!

.. ، و قد اشتهر شريح القاضي بعدله و حزمه .. ، و كان إذا خرج للقضاء يذكر نفسه فيقول : (( إن الظالم ينتظر العقاب ، و المظلوم ينتظر النصر .. ، و سيعلم الظالم حق من نقص ))
.. ، فإذا جلس في مجلس القضاء تلا قول الله عز وجل :

(( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض ، فاحكم بين الناس بالحق ، و لا تتبع الهوي فيضلك عن سبيل الله ، إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب ))

.. ، و قد توفي شريح القاضي في الكوفة سنة 78هجرية
بعد أن تجاوز عمره المائة عام .. رحمة الله عليه ... !!

.......... ....... ......... .................. .......

... ، و انتهت المهلة ...

.. ، فقد مرت الأيام الثلاثة التي حددها الحجاج بن يوسف للمتسربين من التجنيد ليعودوا فيها إلى جيش /
المهلب بن أبي صفرة ..

.. ، فإذا بالحجاج بن يوسف يسمع أصوات ( تكبيرات ) في أسواق الكوفة .. ، فقد كان أهل الكوفة يريدون إخافته ، و يظهرون اعتراضهم على سياسته ، و رفضهم لما سمعوه منه في خطبته الأولى حين هددهم بالقتل و الإهانة ..

.. ، فخرج الحجاج للناس ..
.. ، و دخل المسجد ، و صعد على المنبر ..
.. ، و نادى فيهم ، فاجتمعوا له ..
.. ، فخطب قائلا :
(( يا أهل العراق ..
.. يا أهل الشقاق و النفاق و مساوئ الأخلاق ..
إني سمعت تكبيرا في الأسواق ليس بالتكبير الذي يراد به الترغيب ، ولكنه تكبير يراد به الترهيب ..
.. ، فيا بني اللكيعة و عبيد العصا و أبناء الإماء .. ، ألا فليربع كل رجل منكم على ظلمه .. ، و ليحسن حقن دمه ..
.. ، و ليبصر موضع قدمه .. ، فإني أقسم بالله لأوشكن أن أوقع بكم وقعة تكون نكالا لما قبلها ، و أدبا لما بعدها .. ))

.. ، و بعد أن انتهى من خطبته قام له شيخ كبير السن اسمه /
عمير بن ضابئ التميمي .. ، كان يريد أن يعتذر إليه لأنه لا يستطيع أن يخرج للجهاد مع المهلب لكبر سنه .. ، فقال له :
(( أصلح الله الأمير .. إني من جند المهلب ، و أنا شيخ كبير و عليل .. ، و هذا ابني هو أشب مني و يقدر على القتال ))

.. ، فقام رجل و أخبر الحجاج بن يوسف أن ( عمير ) هذا
كان من الذين شاركوا في قتل عثمان بن عفان .. !!

.. ، فقال الحجاج لعمير : (( من أنت .. ؟!! ))
.. ، فقال له : (( أنا عمير بن ضابئ التميمي ))
.. ، فقال له الحجاج : (( أسمعت كلامنا بالأمس )) ..
يقصد : خطبته التي هدد فيها المتسربين من
التجنيد بالقتل بعد ثلاثة أيام **
.. ، فقال عمير : (( نعم ))
.. ، فقال له الحجاج : (( ألست ممن خرجوا على عثمان ..؟! ))
.. ، فاعترف عمير ، و قال له : (( بلى ))
.. ، فسأله الحجاج : (( و ما حملك على ذلك .. ؟!! ))
.. ، فقال عمير : (( لأن عثمان حبس أبي و كان شيخا كبيرا ))

.. ، فقال الحجاج : (( إني لأحسب أن في قتلك صلاح البلاد و العباد .. )) .. ، ثم أشار إلى حرسه قائلا :
(( يا حراس .. اضربوا عنقه )) .. ، فضربوا عنقه في داخل المسجد ، و أخذوا ماله .. ، ثم أمر الحجاج مناديه بأن ينادي في أهل الكوفة قائلا :
(( ألا إن عمير قد تأخر بعد سماع النداء ثلاثا فأمر بقتله ))

.. ، ففزع الناس .. ، و تجهزوا بملابس الحرب .. ، ثم أخذوا أسلحتهم و خرجوا مسرعين حتى تزاحموا على الجسر الذي يعبرون عليه ليصلوا إلى المهلب بن أبي صفرة حتى يلتحقوا بجيشه قبل أن تضرب أعناقهم كما حدث مع عمير ...

.. ، ففوجئ المهلب بأعداد كبيرة من الجند أخذت تتوافد عليه .. ، حتى وصل إليه في ساعة واحدة أربعة آلاف .. !!

.. ، فتعجب المهلب من شدة بأس الحجاج بن يوسف
.. ، و ابتسم قائلا :

(( والله لقد قدم إلى العراق رجل ذكر .. !!
.. ، و اليوم أقاتل العدو .. ))

.... تابعونا ......
🎀 🎀

المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
قصص الصحابة
#زمن_العزة #خلافة_عبدالملك5 (( الحجاج بن يوسف و التجنيد الإجباري )) 👥👥 اختار الحجاج بن يوسف شخصية عظيمة مخضرمة في سلك القضاء ليجعله قاضيا على الكوفة .. ، ألا و هو : (( القاضي / شريح )) .. ، و لمن لا يعرفه .. فالقاضي شريح قد شغل منصب القضاء…
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك6

(( الحجاج بن يوسف و الإعصار .. )) ‌🌪️

تحرك الحجاج بن يوسف إلى البصرة ، فقام ليخطب في أهلها خطبة تشبه خطبته في أهل الكوفة .. فيها من التهديد و الوعيد الشديد .. ، فجاءوا له برجل من الذين تسربوا من التجنيد .. ، و قالوا له : (( هذا الرجل قد عصى و تخلف عن جيش المهلب بن أبي صفرة ))

.. ، فتقدم الرجل نحو الحجاج .. و رجلاه لا تكاد تحمله من شدة الخوف .. ، ثم قال له بصوت مرتجف :
(( أصلح الله الأمير .. ، إني مريض .. ، و قد عذرني الله ..
.. ، و عذرني بشر بن مروان من قبل ))

.. ، فقال الحجاج : (( يا حراس .. اضربوا عنقه )) .. ، فطارت رأس الرجل أمام أهل البصرة .. ، ففزعوا فزعا شديدا .. !!

.. ، و كانت لتلك الوقعة آثار خطيرة .. فالعنف يولد العنف .. ، و الإرهاب يربي الإرهابيين .. ، فقد عزم عدد من أهل البصرة على أن يخرجوا لقتال جند الحجاج ..
.. ، و استغل ( طيور الظلام ) من قيادات الخوارج تلك الموجة من الغضب العارم بين أهل البصرة ، فشجعوهم على تجهيز جيشهم لقتال الحجاج .. ، ثم تحركوا بهم ..
.. ، فخرج لهم الحجاج بجيشه ، و اقتتلوا قتالا شديدا .. حتى استطاع الحجاج في النهاية أن يقتل أمراءهم من الخوارج ، و أن ينتصر عليهم ..
.. ، ثم أمر الحجاج برؤسهم فقطعت ، و علقت أمام
أهل البصرة .. ، و بعد ذلك أرسل تلك الرؤوس إلى
المهلب بن أبي صفرة .. ، فلما رأها جنوده تملكهم الخوف .. ، فاستقاموا للمهلب و أطاعوه .. ، فأمره الحجاج أن يقاتل الخوارج ( الأزارقة ) ..

و لا تظن أن قتال الخوارج كان أمرا سهلا ..
فبعد أن تولى الحجاج بن يوسف أمر العراق ضرب البلاد أقوى إعصار لجيوش الخوارج ، فعاثوا في الأرض فسادا .. ، و أفزعوا الأهالي .. ، و دارت سلسلة من المعارك المتتابعة في بلاد العراق ، و في فارس لم يعهد مثلها من الخوارج منذ ظهورهم الأول في خلافة سيدنا / علي بن أبي طالب ..!!

.. ، فكما كانوا يحاربون دولة عبد الله بن الزبير ، فتصدى لهم أخوه سيدنا / مصعب بن الزبير بالتعاون مع المهلب بن أبي صفرة .. ، فهم الآن يحاربون دولة عبد الملك بن مروان .. ، لأنه لا يريدون لا هذا ، و لا ذاك ..
.. ، لا يريدون إلا أنفسهم فقط ... !!!

* و مما زاد من جرأتهم في
زمن الحجاج أنهم كان يتزعمهم اثنان من أقوى و أشجع العرب وقتها .. ، و هما :
قطري بن الفجاءة و شبيب الشيباني .. ، و كانا من الشجاعة و الفروسية على جانب كبير لم ير بعد الصحابة مثله إلا في عدد قليل من العرب .. يعدون على الأصابع .. مثل
عبد الله بن الزبير ، و مصعب بن الزبير ، و الأشتر النجعي و ابنه إبراهيم .... !!
.......... ......... ........ ........... ..........

* * قطري بن الفجاءة * *

و هو شاعر و خطيب مفوه تزعم الخوارج الأزارقة في بلاد فارس ، و بايعوه على الخلافة .. ، و بقي فيهم 13 عاما .. ، و استمر الصراع بينه و بين المهلب بن أبي صفرة في أيام
ابن الزبير ، ثم في أيام الحجاج .. ، فقد كان ( قطري ) صلبا يستعصي عليهم بما أوتي من قوة و جسارة .. !!

.. ، و كان يتكلم عن شجاعة المهلب في أشعاره ..
.. ، فمما قاله عنه :

رجعنا إلى الأهواز و الخيل عكف
على الخير مالم ترمنا بالمهلب

.. ، و اشتهر ( قطري بن الفجاءة ) بقصائده الحماسية .. ، و التي قيل عنها أنها ( تشجع أجبن خلق الله ) ، فقد صدرت عن نفس شجاعة أبية ..!!

.. ، و هذا شيئ من أشعاره :

فصبرا في مجال الموت صبرا
فما نيل الخلود بمستطاع

و لا ثوب البقاء بثوب عز
فيطوى عن أخي الخنع اليراع

سبيل الموت غاية كل حي
فداعيه لأهل الأرض داعي

و ما للمرء خير في حياة
إذا ما عد من سقط المتاع

* و في إحدى الأيام أرسل الحجاج بن يوسف رسالة إلى قطري بن الفجاءة يهدده فيها ، و يتوعده .. ، فرد عليه برسالة قال فيها :
(( ... لعمري يا ابن أم الحجاج .. إنك لمتيه في جبلتك .. ، لا تعرف الله .. ، و لا تجزع من خطيئتك .. ، يئست و استيأست من ربك ، فالشيطان قرينك ..
.. ، فوالذي نفس ( قطري ) بيده .. إن مقارعة الأبطال ليس كتصدير المقال ، و إني لأرجو أن يدحض الله حجتك ، وأن يمنحني مهجتك .. ))

.. ، و حكي عن قطري بن الفجاءة أنه خرج في إحدى المعارك ملثما يطلب المبارزة .. ، فخرج له رجل .. ، فكشف له قطري عن وجهه .. ، فلما رآه الرجل ولى مدبرا و لم يعقب .. ، فناداه قطري قائلا : (( إلى أين .. ؟!! )) ..
.. ، فقال له الرجل : (( لا يستحيي الإنسان أن يفر منك ))

.. ، فهكذا كان شجاعته .. كان لا يخاف الموت .. !!!!

.............. ............. ............... ............

* * شبيب بن يزيد الشيباني * *

خرج من بلاد الموصل .. ، فكان يتزعم الخوارج في العر
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك7

(( العصر الذهبي )) 👑

* و في نفس هذا العام .. 75 هجرية ..

توفي العرباض بن سارية رضي الله عنه .. هذا الصحابي الجليل الذي كان من أوائل الذين أسلموا .. ، و كان من
( أهل الصفة ) .. و هم الفقراء المهاجرون .. الذي لم يكن لهم مسكن في المدينة المنورية بعد الهجرة ، فكانوا يبيتون في مؤخرة المسجد النبوي الشريف .. !!

.. ، و سيدنا / العرباض بن سارية هو واحد من
( التسعة البكائين ) الذين شرفهم الله تعالى بأن ذكرهم في القرآن الكريم .. ، و ذلك حينما أرادوا الخروج مع رسول الله في غزوة تبوك .. ساعة العسرة .. ، فذهبوا إليه يطلبون أن يجهزهم للقتال لأنهم فقراء لا يملكون شيئا ..
.. ، فاعتذر إليهم قائلا :
(( لا أجد ما أحملكم عليه )) .. ، فحزنوا حزنا شديدا ، و
(( .. تولوا و أعينهم تفيض من الدمع ألا يجدوا ما ينفقون ))

.. ، العرباض بن سارية هو راوي الحديث النبوي الشهير الذي قال فيه :
(( صلَّى بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الصُّبحَ ذاتَ يومٍ .. ، ثمَّ أقبَل علينا .. ، فوعَظنا موعظةً بليغةً ذرَفت منها العيونُ ، و وجِلتْ منها القلوبُ .. ، فقال قائلٌ :

( يا رسولَ اللهِ كأنَّ هذه موعظةُ مودِّعٍ ، فماذا تعهَدُ إلينا ؟ )

فقال : ( أوصيكم بتقوى اللهِ .. ، والسَّمعِ والطَّاعةِ
و إنْ عبدا حبشيا مجدعا .. ، فإنه مَن يعِشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا .. ، فعليكم بسنَّتي ، و سنَّةِ الخلفاءِ الرَّاشدينَ المهديينَ فتمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذِ ..
.. ، و إياكم و مُحدَثاتِ الأمورِ .. ، فإنَّ كل مُحدَثةٍ بدعة .. ، و كل بدعةٍ ضلالةٌ ))

.. ، و هو حديث هام كما ترون ..
.. ، فهو أولا من ( دلائل صدق النبوة ) ، فالنبي صلى الله عليه وسلم يصف ( المستقبل ) بوصف مؤكد جازم و كأنه يراه .. ، ثم يكون ( المستقبل ) تماما كما وصفه .. ، و هذا يستحيل أن يحدث إلا من ( نبي صادق ) يوحى إليه ..!!

.. ، كما أن النبي ذكر في ذلك الحديث الشريف
( العواصم من القواصم ) .. ، فبين لنا أن سبيل الهدى هو ما كان عليه هو و أصحابه رضوان الله عليهم ..
.. ، كما حذرنا من البدع و الضلال ..!!

............. ............ ............... ..............

* لماذا ندرس التاريخ ... ؟!! *

أعرف جيدا أن ( المشهد الافتتاحي ) لعصر عبد الملك بن مروان كان مشهدا دمويا مفجعا لا يحتمل ..

.. ، و لكن في الحقيقة كانت فترة خلافة /
عبد الملك بن مروان مليئة بالإنجازات العظيمة التي لا يمكن إغفالها .. ، حتى أن عهده يسمى في التاريخ ب
( العصر الذهبي ) للدولة الأموية .. ، حيث وصلت فيه إلى أوج قوتها .. ، فكان عبد الملك بن مروان مهاب الجانب في العالم كله .. !!

* و علينا أن نتذكر دائما هذا السؤال :
( لماذا ندرس التاريخ .. ؟!! )

.. ، فنحن ندرسه لأنه ملئ بالعبر و المواعظ .. ، و أحداثه تتكرر بتفاصيلها ( مئات المرات ) على مر العصور ..
.. ، فمن لا يعرف تاريخه لا يحسن إدارة حاضره ، و لا يجيد التخطيط لمستقبله ..

.. ، كما ندرس التاريخ الإسلامي لنعرف عظمة أبطال المسلمين الأوائل .. في ((
زمن العزة )) .. ، و كيف سادوا العالم ، و قادوا الأمم حينما كانوا يضحون بدمائهم و أرواحهم من أجل نصرة دين الله ...!!!

.. ، و لكننا لا ندرس التاريخ لنستخرج من أحداثه من سيدخل الجنة من الملوك فنحبه و نمدحه ، و من منهم سيدخل النار فنسبه و نلعنه ..
.. ، فهذا الأمر مرده إلى الله وحده ..
.. ، و ما منا من أحد إلا و هو ( على وجل ) ..
.. ، فمن منا يضمن لنفسه الجنة ، أو يأمن على نفسه من النار .. ؟!!

.. ، و لنتذكر دائما قوله تعالى : (( .. و يعفو عن كثير ))
.. ، و قوله : (( .. و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ))

...... . ................ ............ ..........

* العملة الإسلامية الموحدة *

لقد استطاع عبد الملك بن مروان أن يوحد البلاد الإسلامية كلها تحت لوائه بعد أن كادت تضيع بسبب الفتن و الصراعات التي مزقتها ، و استنزفت قوتها لسنين طويلة .. ، فقد كان عبد الملك بن مروان ( رجل دولة ) من الطراز الأول .. ، و يعرف كيف يدير شؤون البلاد ، و كيف يحسن سياسة العباد .. !!

.. ، ثم أصدر قرارا بصك ( العملة الإسلامية الموحدة ) ..
.. ، و كان قرارا عظيما أدى إلى تحرير الاقتصاد الإسلامي .. ، حيث كانت العملات المتداولة في البلاد الإسلامية قبل ذلك إما رومية أو فارسية أو غير ذلك .. ، فنقش عبد الملك على العملة الجديدة باللغة العربية ، و أمر بصكها و تداولها و التعامل بها في كل البلاد الإسلامية .. !!

.. ، و إذا اردت أن تعرف مدى قوة تأثير هذا القرار على الاقتصاد الإسلامي وقتها ، فانظر إلى ما أحدثه إصدار العملة الأوربية المشتركة ( اليورو ) في زماننا من آثار جبارة على الاقتصاد الأوربي .. !!

........... ................ ....
قصص الصحابة
#زمن_العزة #خلافة_عبدالملك7 (( العصر الذهبي )) 👑 * و في نفس هذا العام .. 75 هجرية .. توفي العرباض بن سارية رضي الله عنه .. هذا الصحابي الجليل الذي كان من أوائل الذين أسلموا .. ، و كان من ( أهل الصفة ) .. و هم الفقراء المهاجرون .. الذي…
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك8

🌀 (( الحجاج / رتبيل ))

* و في عام 78 هجرية ..

توفي القاضي / شريح .. رحمه الله .. و الذي كان يقال عنه أنه أقضى العرب .. ، و كان يتسم بالذكاء و الحكمة و بعد النظر .. حتى بعد أن جاوز المائة من عمره ..!!
.. ، و كان الناس يتعجبون من ذلك .. ، فيقول لهم :

(( حفظناها في الصغر .. ، فحفظها الله تعالى لنا في الكبر ))

.. ، و كان القاضي شريح ( ثقة ) عند المحدثين ، فقد روى بعض الأحاديث النبوية عن عمر بن الخطاب و علي بن أبي طالب ..!!

.. ، و له قصة مع سيدنا / عمر كانت السبب في اختياره له ليكون ( قاضي القضاة ) في الكوفة ..
.. ، ففي إحدى الأيام اشترى أمير المؤمنين /
عمر بن الخطاب فرسا من رجل من الأعراب ..
، فركبه ليجربه .. ، و لكن سرعان ما أصاب هذا الفرس عرج .. ، فقال عمر رضي الله عنه للأعرابي: (( خذ فرسك ))
.. ، فأبى الأعرابي .. ، فاحتكما إلى شريح القاضي ..
.. ، فقال شريح :
(( يا أمير المؤمنين خذ ما ابتعت .. ، أو رد كما أخذت ))

.. ، فأعجب سيدنا / عمر بكلامه و حكمه ، و قال :
(( و هل القضاء إلا هذا .. ؟!
.. ، سر إلى الكوفة فقد وليتك قضاءها ))

و لا تتعجب .. ، فنحن نتكلم عن ((
زمن العزة ))

.. ، و قبل وفاة القاضي شريح بفترة طلب من الحجاج بن يوسف أن يعفيه من القضاء .. ، فأعفاه .. ، فساله الناس :
(( لماذا تركت القضاء .. ؟!! )) .. ، فقال لهم :

(( و الله لا أستطيع أن أكون قاضيا و الحجاج يحكم ))

............... .............. .......... ............

.. ، و في سنة 79 هجرية ..

.. ، كانت قد استقرت الأوضاع الداخلية في العراق و فارس بعد القضاء على ثورة الخوارج .. ، فقرر الحجاج بن يوسف أن يستكمل الفتوحات الإسلامية .. ، فكتب إلى أحد قادة جيوشه .. و هو / عبيد الله بن أبي بكرة .. أن يأخذ جيشه فيغزو به ( مملكة الترك ) ..

** مملكة الترك كان يحكمها ملك يسمى ( رتبيل ) ..
.. ، و كانت مملكة عظيمة قوية لا يستهان بها .. ، حتى أن أكاسرة الفرس العظام .. قبل سقوط إمبراطوريتهم .. كانوا يتحاشون الاصطدام مع ملوك الترك ، و كانوا يفضلون التصالح معهم على ألا يغزو أحدهما الآخر ... !!

* ملحوظة :
مملكة الترك وقتها كانت تقع في منطقة آسيا الوسطى .. ، فهي حاليا دولة ( تركستان ) و ما حولها .. تلك المنطقة التي كانت جزء من الاتحاد السوفيتي ..
.. ، و ليست هي دولة ( تركيا ) الحالية كما يظن البعض ..

.. ، فتحرك القائد / عبيد الله بن أبي بكرة بجيشه ..
.. ، و التقى مع جيوش رتبيل في سلسلة من المعارك .. ، فانتصر عليهم فيها .. ، و انكسرت جيوش رتبيل و تقهقرت أمام أبطال المسلمين .. ، فاقتحموا قلاعهم الحصينة ، و استحوذوا على عدة أقاليم و مدن في بلاد الترك .. ، حتى اقتربوا من عاصمتهم ..!!
.. ، فخاف الأتراك خوفا شديدا ، و ظنوا أنها النهاية ..
.. ، و لكن الملك / رتبيل استطاع أن يلملم شعث جنوده .. ، فأوقعوا جيش عبيد الله بن أبي بكرة في فخ .. ، و ضيقوا عليهم الخناق حتى ظن المسلمون أنهم سيهلكون جميعا .. !!

.. ، فاضطر عبيد الله بن أبي بكرة أن يطلب الصلح مع رتبيل ملك الترك مقابل المال .. ، و لكن أحد أبطال جيشه .. و اسمه ( شريح بن هانئ ) .. اعترض على طلب الصلح لأنه رأى في ذلك ( مذلة للمسلمين ) .. و كان ( شريح ) صحابيا جليلا ..

.. ، فقام سيدنا / شريح بن هانئ في الجيش ، و دعا المسلمين إلى مواصلة القتال و إلى الصبر و المصابرة .. ، فاستجاب له عدد من شجعان المسلمين .. ، و انفصلوا عن باقي الجيش .. ، فنهاهم عبيد الله بن أبي بكرة و حذرهم من خطورة ذلك على حياتهم .. فلم ينتهوا .. ، و أخذوا يقاتلون جيش الترك بشجاعة منقطعة النظير .. ، فقتلوا منهم أعدادا ضخمة .. أضعاف أعداد المسلمين ..!!

.. ، ثم نال سيدنا / شريح بن هانئ الشهادة ..
.. رضي الله عنه .. ، و استشهد معه معظم أصحابه .. !!

.. ، و انسحب عبيد الله بن أبي بكرة من بلاد الترك بعد هذه الضربة القاسية التي تعرضوا لها ..

.. ، فلما بلغ الحجاج بن يوسف ما حدث كتب إلى
أمير المؤمنين / عبد الملك بن مروان يعلمه بذلك ، و يستشيره في بعث جيش كثيف إلى بلاد الترك للانتقام من رتبيل و جنوده بسبب ما حل بالمسلمين في بلاده ..

.. ، فكتب عبد الملك للحجاج بالموافقة ..
.. ، و أمره بأن يعجل بخروج ذلك الجيش ..

.. ، فجهز الحجاج بن يوسف جيشا كبيرا ، و جعل على قيادته أحد قادته الشجعان .. وهو ( ابن الأشعث ) .. رغم ( التباغض ) الكبير الذي كان يكنه كل واحد منهما للآخر .. !!

.. ، و قصة ابن الأشعث مع الحجاج قصة طويلة تحتاج إلى عدة حلقات لتفصيلها .. ، فلعلنا نتحدث عنها في الأيام القادمة .. إن شاء الله تعالى ..

......... تابعونا ........

🎀
#ايهم 🎀

المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
قصص الصحابة
#زمن_العزة #خلافة_عبدالملك8 🌀 (( الحجاج / رتبيل )) * و في عام 78 هجرية .. توفي القاضي / شريح .. رحمه الله .. و الذي كان يقال عنه أنه أقضى العرب .. ، و كان يتسم بالذكاء و الحكمة و بعد النظر .. حتى بعد أن جاوز المائة من عمره ..!! .. ، و كان…
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك9

💥 (( الحجاج / ابن الأشعث )) 🌀

* عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث .. هو هذا القائد العسكري الذي اختاره الحجاج بن يوسف الثقفي للانتقام من رتبيل ملك الترك .. كان أبوه ( محمد بن الأشعث ) من قتلة سيدنا / عثمان بن عفان .. ، و جده كان قد ارتد عن الإسلام ..

.. ، و كانت هناك عداوة كبيرة بين ابن الأشعث و بين الحجاج كما ذكرنا .. ، حتى أن كل واحد منهما كان يريد القضاء على الآخر ، و يتمنى قتله .. ، و كان الحجاج يقول عنه :

(( إنه أحمق أهوج حسود .. ، و ما رأيته إلا هممت بقتله .. ))

.. ، و لعل هذا هو السبب الذي من أجله اختاره الحجاج ليقود جيش العراق الذي سيقاتل الترك .. ، فالحجاج يعلم جيدا قوة ( رتبيل ) و جنوده .. ، رغم أن بعض المقربين من الحجاج حذروه من اختياره لابن الأشعث لقيادة جيش ضخم كهذا خشية أن يتمرد عليه و يخرج عن طاعته ..
.. ، ولكن الحجاج أصر على رأيه .. !!

....... ......... ........ ........

.. ، سار ابن الأشعث بجيش العراق الضخم لغزو الترك .. ، فلما اقترب من بلادهم فزع الملك ( رتبيل ) ، و خاف أن يضيع ملكه كما ضاع ملك كسرى الفرس ..
.. ، فأرسل رسالة إلى ( ابن الأشعث ) يعتذر فيها إليه مما فعل بالمسلمين في السنة الماضية ، و يبين له أنه كان كارها لقتالهم ، و لكنهم اضطروه لذلك .. ، و طلب من ابن الأشعث أن يصالحه مقابل دفع خراج سنوي للمسلمين ..

.. ، فلم يجبه ابن الأشعث لذلك ، و صمم على غزو بلاد الترك .. ، فجمع له رتبيل جنوده ، و تهيأ لقتاله ..

.. ، و دارت بينهما عدة معارك .. ، فكان المنتصر فيها دائما هو ابن الأشعث .. ، و استطاع أن يستحوذ على الكثير من مدن الترك و حصونها ، و غنم أموالا طائلة ، و سبى سبيا كثيرا ..!!

.. ، و تدارك ابن الأشعث ذلك الخطأ الذي وقع فيه المسلمون في حروبهم مع الترك في السنة الماضية .. ، فقد كان حريصا على أن يترك نائبا له في كل مدينة يفتحها حتى يحكم السيطرة عليها .. ، فيحافظ بذلك على مكتسباته و يحمي ظهره ..

.. ، فلما توسع ابن الأشعث في فتوحاته توسعا كبيرا رأى أن يتوقف لفترة لالتقاط الأنفاس ، و حتى يستعيد المسلمون قوتهم .. ، خاصة و أن فصل الشتاء و البرد القارص كان قد اقترب ، و القتال فيه سيكون صعبا جدا .. ، فطلب من جنوده أن يستغلوا تلك الفرصة في إصلاح شؤون ما في أيديهم من مدن الترك بعد أن عاني أهاليها معاناة كبيرة و تضرروا كثيرا من جراء القتال ..!!
.. ، فالمسلمون لم يكونوا يفتحون البلاد من أجل السلب و النهب و التخريب كما يدعي ( الكذبة ) .. ، إنما كانت الفتوحات الإسلامية من أجل ( الإصلاح ) ، و تحقيق العدل و المساواة ، و نشر الإسلام بين الناس ..

.. ، و اتفق ابن الأشعث مع جنوده على أن يكون تحركهم نحو مدينة ( العظماء ) عاصمة الترك في العام المقبل لحصارها و الإطاحة برتبيل ..

.. ، و كتب ( ابن الأشعث ) إلى الحجاج بن يوسف يخبره بما فتح الله له من النصر المبين ، و ما تحقق من الفتوحات .. ، و يعرض عليه رأيه الذي رآه بوقف القتال ..

.. ، فرد عليه الحجاج برسالة لاذعة شديدة اللهجة يستهجن فيها هذا الرأي ، و يصفه بالجبن .. ، و يأمره باستكمال القتال .. ، ثم أرسل إليه رسالة ثانية .. ، ثم ثالثة ليحثه على استمرار الحرب .. ، و قال له في إحدى تلك الرسائل :

(( يا ابن الحائك الغادر المرتد .. امض إلى ما أمرتك به ..
.. ، و إلا حل بك ما لا يطاق ))

.. ، فلما وصلت تلك الرسائل المهينة إلى ابن الأشعث غضب غضبا شديدا .. ، و قال مستنكرا :

(( يكتب إلى بمثل هذا و هو لا يصلح أن يكون من بعض جندي .. ، و لا حتى من بعض خدمي لخوره و جبنه .. ؟!! ))

.. ، ثم جمع قادة جيوشه من رؤوس أهل العراق فعرض عليهم الأمر قائلا :

(( إن الحجاج قد ألح عليكم في استمرار الفتح في هذا البلد التي هلك فيها إخوانكم من قبل .. ، و قد أقبل عليكم الشتاء و البرد .. ، فانظروا في أمركم ..
.. ، أما أنا فلست مطيعه ، و أنا على رأيي الأول ))

.. ، فغضب قادة الجيوش من قرار الحجاج ، و أحسوا بأنه يريد أن يلقي بهم في التهلكة ليتخلص منهم جميعا ..
.. ، فثاروا .. ، و قالوا :
(( لا .. بل نأبى على عدو الله الحجاج .. ، و لا نسمع له و لا نطيع .. ، اخلعوا عدو الله و بايعوا أميركم ابن الأشعث عوضا عنه ))

.. ، فقال المسلمون جميعا : (( خلعنا عدو الله ))
.. ، ثم بايعوا لابن الأشعث .. ، فبعث ابن الأشعث إلى رتبيل فصالحه .. ، ثم تحرك بجيش العراق ليقاتل الحجاج بن يوسف .. ، و في الطريق قال بعضهم لبعض :

(( إن خلعنا للحجاج يعني خلع عبد الملك بن مروان .. ، فلنجدد البيعة لابن الأشعث ليكون أميرا للمؤمنين ..
.. ، و لنخلع أئمة الضلال ))

.... ، فبايعوه على الخلافة .. !!

..... تابعونا ......

🎀
#ايهم 🎀

💎 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
قصص الصحابة
#زمن_العزة #خلافة_عبدالملك9 💥 (( الحجاج / ابن الأشعث )) 🌀 * عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث .. هو هذا القائد العسكري الذي اختاره الحجاج بن يوسف الثقفي للانتقام من رتبيل ملك الترك .. كان أبوه ( محمد بن الأشعث ) من قتلة سيدنا / عثمان بن عفان ..…
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك10

👑 (( ثورة ابن الأشعث )) ‌🌪️

* أريدكم أن تمعنوا النظر جيدا في أحداث
(( ثورة ابن الأشعث )) لأنكم ستخرجون منها بعبر ، و فوائد هامة جدا ..

.. و ذلك لأن ( ثورة ابن الأشعث ) هي أقوى ثورة قامت على الحجاج بن يوسف و على نظام عبد الملك بن مروان ..
.. ، و قد اجتمعت فيها كل مقومات الثورة الناجحة .. ، حيث كان (( الجيش و الشعب يد واحدة )) .. ، فقد تضامنت كل طوائف الشعب العراقي مع ابن الأشعث حيث شعروا بأنه ( المخلص ) الذي سينقذهم من حياة القهر و الظلم و العذاب التي عانوا منها طيلة السنوات السبع الماضية تحت حكم الحجاج ..
.. ، فأعداد المعتقلين في سجون ( الحجاج ) بالآلاف ..
.. ، و أعداد الذين أمر بإعدامهم لا يعد و لا يحصى .. !!

.. ، و مما دعم موقف ابن الأشعث جدا عند عوام الناس أن عددا كبيرا من العلماء و الفقهاء و أهل القرآن قد أعلنوا تأييدهم للثورة .. ، و كان على رأسهم التابعي الجليل /
سعيد بن جبير .. رحمة الله عليه .. ، و الشعبي .. و غيرهما
مما أعطى ( شرعية ) لتلك الثورة في نفوس الناس ..
.. ، فقد كان هؤلاء العلماء ينادون في الناس ، و يلقون الخطب الحماسية ليحثوهم على نصرة ابن الأشعث ..

.. ، حتى أصبح جيش ابن الأشعث يقدر بحوالي 33 ألف فارس و 120 ألفا من المشاة .. ، هذا بالإضافة لالتفاف عوام الناس حوله شبابا و شيوخا ، و رجالا و نساء و أطفالا .. ، فكان موقفه أقوى بكثير من موقف الحجاج بن يوسف ..
.. ، و ظن الناس أنها ( نهاية الطاغية ) .. ، و أن عرش
عبد الملك بن مروان قد بات ( يترنح ) ..
.. ، و أن مطالبهم المشروعة حتما ستتحقق .. !!!

.... و لكن مع الأسف .. ، بعد كل ذلك ....
.... كانت نتائج تلك الثورة ( كارثية ) .. !!

............. .............. ............. ............

* لما بلغ الحجاج ما صنعه ابن الأشعث مع جيش العراق كتب فورا إلى عبد الملك بن مروان يعلمه بذلك ، و يستعجله في إرسال النجدة .. ، فهاله الأمر ، و نزل عن سريره ، و أمر قادته أن يجهزوا جيشا كبيرا من جند الشام فورا لنصرة الحجاج ..

.. ، و جعلت رسائل الحجاج لا تنقطع عن عبد الملك بخبر
ابن الأشعث صباحا و مساء .. يذكر له فيها : أين نزل ..
، و من أين ارتحل .. ، و أي الناس أسرع استجابة له .. ؟!

.. ، و في نفس الوقت أرسل ابن الأشعث رسالة إلى
المهلب بن أبي صفرة يطلب منه أن يكون داعما لثورته ضد الحجاج بن يوسف ، و ضد بني أمية .. ، فانضمام شخصية عظيمة كالمهلب بما معه من الجيوش سيعطي ثقلا كبيرا لتلك الثورة .. ، و المهلب بن أبي صفرة كان قد أوجعه ما فعله
عبد الملك بن مروان من قبل بصاحبه مصعب بن الزبير .. ، و ما فعله الحجاج بن يوسف بسيدنا / عبد الله بن الزبير .. ، ففي قلبه جرح غائر منهما ..

.. ، و مع ذلك .. رفض المهلب المشاركة في الثورة ..
.. و هو من هو .. البطل الشجاع المغوار الذي تسمع له و تطيع أعداد كبيرة جدا من جند المسلمين في بلاد فارس ..
.. ، و لكنه كان رجلا ( حكيما ) .. بعيد النظر ..
رأى الدماء و الأشلاء التي ستسفر عنها تلك الثورة ..
.. ، و خشي على المسلمين التشرذم و الضعف بعد أن توحدت صفوفهم ، و استعادوا قوتهم في خلافة / عبد الملك ..

... ، فرد المهلب على رسالة ابن الأشعث برسالة يحذره فيها من خطورة ما يفعل ، و ينصحه بمراعاة
( مصلحة الإسلام و المسلمين ) .. ، فقال له في تلك الرسالة :

(( يا ابن الأشعث .. لقد وضعت رجلك في ركاب طويل .. ،
فأبق على أمة محمد ، و انظر إلى نفسك فلا تهلكها ..
.. ، و إلى دماء المسلمين فلا تسفكها ..
.. ، و إلى الجماعة فلا تفرقها .... ، و السلام عليك ))

.. ، ثم كتب المهلب إلى الحجاج رسالة يخبره فيها بتحركات
ابن الأشعث و قوة أنصاره ، و يقدم له خطة ( حكيمة ) جدا للتعامل مع تلك الأزمة بأقل الخسائر ..
.. ، فقال له في رسالته :

(( .. أما بعد .. فإن أهل العراق قد أقبلوا إليك مثل السيل المنحدر من علو .. ، و ليس شيئ يرده حتى ينتهي إلى قراره .. ، و إن لأهل العراق شدة في أول مخرجهم ، و صبابة إلى أبنائهم و نسائهم .. ، فليس شيئ يردهم حتى يصلوا إلى أهليهم ، و ينبسطوا إلى نسائهم ، و يشملوا أولادهم ..
.. ، فواقعهم عندها ، فإن الله ناصرك عليهم إن شاء الله ))

.. ، يعني .. يقول له : إن جند العراق خرجوا بأعداد كبيرة متحمسين للقتال .. ، فلا تخرج إليهم لتقاتلهم ، بل اتركهم حتى يعود كل واحد منهم إلى أهله و أبنائه ، فتهدأ حماستهم و تتفرق قوتهم .. ، فساعتها إن قاتلتهم ستنتصر عليهم ..

.. المهلب كان مخلصا أمينا في نصحه ..
.. ، و لكن الحجاج بن يوسف لم يعجبه هذا الرأي ، و ظن أنها مكيدة من المهلب يريد أن يقوي بها شوكة ابن الأشعث ..
.. ، فلم يعمل بمشورته ...

............ .............. ............

.. ، و تحرك ابن الأشعث أولا نحو البصرة ..

.. ، فخرج الحجاج بن يوسف بمن وصله من جند الشام