قناة خالد عودة الله
1.95K subscribers
13 photos
17 links
"المرءُ يَنطق عن وطائه يا صاحبي"
باحث وكاتب مقدسي
Download Telegram
ما يمكن التعويل عليه حقيقة، هو تحول الاحتجاج الطلابي في الجامعات الأمريكية إلى نواة لتشكل حركة اجتماعية سياسية تتجاوز مسألة التضامن مع غزة ووقف الحرب إلى الاشتباك النضالي المعبر عن قضايا الاستغلال والعنصرية في المجتمع الأمريكي، خارج منطق العمل السياسي ضمن النظام "الديمقراطي" البرلماني.. لعشرات السنين ومقولة "أزمة الجامعة في أمريكا" حاضرة في التداول الثقافي وخاصة الليبرالي/ اليساري ولكن دون اقتراح حقيقي لحلّ الأزمة التي جرى التعامل معها كأزمة مؤسسة ودور ومعرفة لا أزمة موات سياسي مجتمعي أجلى صوره نهاية الحركة الطلابية الأمريكية وهذه فرصة تاريخية لاسترداد الدور السياسي للطلاب كنضال وميدان
لا "دبيت" وميزانيات.
حول المقارنة الساخطة ما بين فوران الحركة الطلابية في الجامعات الأمريكية وموات الحركة الطلابية العربية
(حول المقارنة الساخطة ما بين فوران الحركة الطلابية في الجامعات الأمريكية وموات الحركة الطلابية العربية)

1. يمكن تفهم البعد التحريضي والدافع الأخلاقي والحرقة وراء المقارنة الساخطة ما بين الحالين، ولكن يجب أن لا يختزل التفاعل العربي مع الحركة الاحتجاجية الطلابية في الجامعات الأمريكية في المقارنة والإشادة وإنما السعي للنهوض بالعمل الطلابي العربي ضمن شروطه ومعطياته وفهم أزمته وتاريخه.
2. علينا الانتباه إلى الاختلاف في المعنى السياسي وتبعات شعار وقف الحرب والمقاطعة في جامعة أمريكية والمعادل الموضوعي لهكذا شعار والذي يساوي عربيا قطع العلاقات مع الكيان بالحد الأدنى أو وقف الحرب هو يعني الدعوة المواربة لإسقاط النظام .
3. صحيح أن العنوان المباشر للحراك الطلابي الغربي "حرب الإبادة في غزة" ، إلا أن هذا العنوان هو في الوقت ذاته تعبير عن حراك نضالي لقضايا اجتماعية: الحريات والتمويل وحقوق "الأقليات والمهاجرين" والمهمشين وهوية الجامعة ودورها في هذه المجتمعات، وصولا إلى المسعى من قبل المثقفين اليهود للحفاظ على موقع "النقد اليهودي الأخلاقي" في المجتمعات الغربية لكي لا تتحقق مقولة/ نبوءة إدوارد سعيد " أنا المثقف اليهودي الأخير " كما وصف ذاته يوماً
4. لا يمكن عولمة معنى الحركة الطلابية ومعنى أن يكون الطالب فاعلاّ سياسياً، من حيث الصور والأشكال المتعددة كونيا للعمل الطلابي، فعلى سبيل المثال في مجتمعنا يشكل الطلاب نسبة كبيرة من الناشطين في العمل المقاوم العسكري، بمعنى أن ثورية الطلبة لا تتحدد حصراً في المجال الطلابي دون أن يعني هذا عدم أهمية هذا المجال وحيويته في الاجتماع السياسي لأي مجتمع.
5. أحد مكونات السياق السياسي/ الاجتماعي للاحتجاج الطلابي الأمريكي هو وصول التناقض إلى ذروته ما بين المقولة الليبرالية للجامعة الأمريكية وواقعها السياسي، هذا بالاضافة لأرث الفكر النقدي في العلوم الانسانية والاجتماعية في هذه الجامعات، فعندما يخرج الطالب الأمريكي للاحتجاج فهو يستند إلى الإرث والمقولة ويرى ذاته وفيا لارث المؤسسة ومقوما لاعوجاجها ، بينما لا تمتلك الجامعة العربية مقولة أخلاقية ولا حاضنة لنشوء فكر نقدي في دوائر العلوم الانسانية والاجتماعية، وانما هي متخمة بالسلطة كمسميات وطقوس
( من المعبر هنا الانتباه إلى أنّ الجامعة العربية الوحيدة على ما أعلم التي شهدت حركة احتجاجية متناغمة مع الاحتجاج الأمريكي الطلابي هي الجامعة الأمريكية في القاهرة )
6. الاحتجاج الطلابي الغربي تطور مهم في دعم غزة، والتفاعل معه فكريا مهم أيضا لبداية نقاش طلابي حول استرداد دور الحركة الطلابية العربية لدورها السياسي المجتمعي ضمن ظروفها وقضاياها دون أن يتحول الفارق ما بين الحالين ( الأمريكي والعربي) ألى مسطرة ونموذج وربما إلى مناسبة أخرى "لكره الذات"...
منذ نشأة النظام الاستعماري الدولي، ومنطقه تصدير أزماته إلى مستعمراته ما وراء البحار، وهكذا تم تصدير "المسألة اليهودية" من داخل أوروبا لحلها في بلادنا، وتصدير العنف الضروري لاستقرار أنظمتها( أوروربا ووليدتها أمريكا) الى بلادنا حروبا ونهبا وأنظمة قمعية استبدادية ( دون أي يعني هذا أن الغرب هو سبب مصايبنا الحصري ).. لم يعد نظام التصدير هذا قادراً على استيعاب كمية العنف والعُقَد التي يتقيأها الغرب في بلادنا ليحل تناقضاته على أرضنا، وعادت أزماته اليه لتتفجر في عواصمه في معاقل سدنة "الحقيقة" وأخلاقه الليبرالية لتضعه أمام الحقيقة التي يهرب منها: بأن الحل الجذري للمسألة اليهودية لن يكون إلا في بيئة نشأتها الأولى في أوروربا وأمريكا مهما طال الزمن..
لا يمكن استعادة الفاعلية السياسية في المجتمع دون تجاوز النقد مع أهميته إلى تقديم مقترحات نضالية بعناوين واضحة ملموسة ولعل أنسب هذه العناوين اليوم هي قضية الأسرى وتحول السجون الاسرائيلية إلى معسكرات للموت والتنكيل السادي بالأسرى ، بمعنى تقديم عنوان نضالي واضح ومن ثم المبادرة بممارسة نضالية ولو بالحد الأدنى هي الطريق للنهوض بالعمل الجماعي لا العكس …
انطلقت دعوات للحراك الطلابي المناصر لغزة ولوقف حرب الابادة فيها، في العديد من الجامعات العربية والإسلامية في تطور في حد ذاته مهم في الطريق الشاق لاستعادة الحياة السياسية المقتولة والدور الريادي الطلابي فيها، وأما على مستوى العناوين النضالية المحددة وذات الأثر الفعال والفوري في وقف الابادة: قطع خط الإمداد البري العربي لإغاثة إسرائيل عبر الأردن، وقطع تدفق النفط الاسلامي إلى إسرائيل عبر الموانئ التركية (جيهان تحديداً)…
صدرت العديد من التقارير الاقتصادية في بعض البلدان العربية تفيد بانتعاش الصناعات الوطنية وتحقيقها أرقاما قياسية على أثر حملات المقاطعة للمنتوجات الأجنبية الداعمة للاحتلال في حرب الابادة على غزة، وهذا مؤشر واضح على مدى انتشار المقاطعة وفاعليتها وعلى تحوّل في السلوك الاستهلاكي.. من المهم هنا التنبيه إلى ضرورة أن تتزامن مع الدعوة الى المقاطعة وتجذيرها الدعوة والعمل على تحسين الأجور العمالية وزيادة المساهمات المجتمعية للشركات الكبرى، والبحث عن منتوج وطني بديل في المشاريع الانتاجية والتجارية الصغيرة..وذلك لكي لا تتحول المقاطعة الاقتصادية إلى مناسبة أخرى لتكدس رأس المال" الوطني"، وكفرصة لممارسة نضالية عملية ممكنة تعبر عن الوعي بترابط المسألة الاجتماعية بالمسألة الوطنية.
ضمن لقاءات الجامعة الشعبية، تسرّنا دعوتكم للمشاركة في محاضرة جديدة مع الأستاذ خالد عودة الله، تحت عنوان:
« القلق الصليبي » في المشروع الصهيوني ما بعد السابع من أكتوبر
وذلك يوم الاثنين، الموافق 6 - 5 - 2024 الساعة السادسة مساءً، في مركز بيت المقدس للأدب، البيرة.

عن المحاضرة:
شكلت "ضربة السابع من أكتوبر" رضّة نفسيّة عميقة المجتمع الصهيوني أطلقت كوامن القلق الوجودي المزمن في المشروع الصهيوني، وفي كثير من الكتابات الصهيونية، التي يمكن أن نطلق عليها " أدبيات ما بعد السابع من أكتوبر في الثقافة الصهيونية"، تتكرر مقولة" لسنا صليبيين" أي أن وجود "إسرائيل" في فلسطين ليس طارئاً ولن يكون مصيره كمصير "مملكة القدس الصليبية في فلسطين". تكثف مقولة " لسنا صليبيين" ابعاداً نفسية و إدراكية ومعرفية مركبة في المشروع الصهيوني في فلسطين؛ القلق العصابي الجمعي، وعنصر في صناعة الهوية ما بعد استعمارية " لإسرائيل"، و حيلة دفاعية، وحقل دراسي معرفي صهيوني هو الأنشط عالمياً في دراسة الحروب الصليبية >>
يتبع
بالاستناد إلى مجموعة من الشواهد العينية من الانتاجات الثقافية الصهيونية: أدبيات ما بعد السابع من أكتوبر، وأدبيات دراسة الهوية ومعنى الوجود الصهيوني في فلسطين أقدم في هذه المحاضرة تعريفاً بالقلق الصليبي صهيونيا وتجلياته واستخداماته المختلفة، حقل الدراسات الصليبية في " إسرائيل"، القلاع الصليبية كمواقع متناقضة لبناء الهوية الاستعمارية في فلسطين ( قلعة كوكب الهوا نموذجاً) كل ذلك في سياق الوعي بعمليات الهدم والبناء النفسي طويلة الأمد في " "إسرائيل" ما بعد السابع من أكتوبر…
الآن هنا، هناك في "سجن الموتى"، في أبو كبير، يبتسم فتى البلاد الخضر العدنان، يتشقق الجليد عن الوجه النوراني وتضج زنزانة التبريد برعشة الجسد المثقل بالبلور.
بعد ٧ أشهر من حرب الإبادة وبعد كل تطوّر ميداني فيها لا زال الخطاب الاعلامي العربي يردد أن هذه حرب نتانياهو للبقاء، وهذا قصور في معرفة العدو وافلاس تحليلي إذا ما افترضنا حسن النوايا، والحقيقة هي إن المجتمع الصهيوني بكل تناقضاته الداخلية يرى في الحرب حرباً وجودية هزيمته فيها تعني نهايته
https://mondoweiss.net/2024/05/the-real-reason-israel-is-invading-rafah/
Khaled Odetallah expects that “the war might take on different forms, but all of them will be equally bloody.”

“Since it is now incapable of restoring its previous sense of security and superiority,” he says. “The entity’s only choice seems to be blood, blood, and more blood.”
عائد إلى يافا
خالد عودة الله

إنه الخامس عشر من أيار.

إنه الخامس عشر من أيار مرة أخرى، عمّا قريب تبدأ طقوس إحياء ذكرى النكبة، التي أصبحت تصيب حمادة بضجرٍ قاتل، يقوم الجدّ بإخراج محتويات الصندوق بعناية جراح: "كواشين" الطابو، مفتاح البيت، ووصولات تسديد الرسوم البلديّة.. يضعها على الطاولة بترتيب لم يتغير منذ أن تفتح وعي حمادة، أقرب الأحفاد إلى قلب الجد، منذ 23 عاما على معنى النكبة: "الكواشين" في وسط الطاولة، وصولات البلدية على يمين الجد والمفتاح على يساره. يقوم الجد بإلقاء نظرة فاحصة ليتأكد من حضور الجميع قبل أن يبدأ بسرد حكاية الخروج من يافا: قذائف "الهاجاناه"، "اللنشات" الهائمة على وجه المتوسط في جحيم نيسان، الوصول إلى بور سعيد، الصدام مع الشرطة المصرية في المزاريطة، الاستقرار في القاهرة.

سَرَدَ الجد النكبة بكلمات مشتعلة، أبطأت الأعوام الستون من إيقاع السرد، لكنها لم تفلح في الحدّ من قدرته على إشعال الكلمات.. ينهمك الأحفاد باللعب على أجهزتهم الخلوية بانتظار أن تصل حكاية النكبة إلى خاتمتها بوصيّة العودة إلى البيت والبيّارة، لا يمنعهم من مغادرة مجلس الحكاية سوى الإشفاق على الجد الذي لم يتبق له في هذا العالم سوى انتظار الخامس عشر من أيار، ليسري في عروقه يخضور الحكاية، ولتبدأ أيامه بالذبول شيئا فشيئا بعده.

ذابت كلمات الجدّ في الأثير، لكنها دفعت حمادة كل عام شيئا فشيئا إلى تخوم هويته المتشكلة في فرن النكبة، وفي لحظة وعيٍ مغامر، بدأ حمادة يُقشِّر عن ذاته "فلسطينيّتَهُ المنكوبة"، مثل برتقالة يافيّة وافية النضج في روايات جده، ليكتشف وهو يُقَشِّرُ "فلسطينيته" أنهُ يقشِّر في الوقت ذاته، صُهيونيةً خفيّةً مجدولة معها، فقد كانت فكرة "إسرائيل" قد تجوهرت في عادات الفكر للذهن المكلوم، خلايًا عصبيةً، تُمَكِّن الوعي من أن لا يكون إلا ضده، فتحولت العودة إلى كل ما هو ضدها، فمن عادات المغلوبين النزوع إلى التجريد بعد أن يُوغلوا في الترميز.

لم تعد العودة في جهاز حمادة الإدراكي الجديد: مفتاحًا صدئًا، "كوشان" طابو، شعرا عموديا أو حرا، فنا تشكيليا، حفل خطابة، صورا بالأبيض والأسود، إحصائيات وأرشيف "الأونروا"، وإنما دفعه عقله الرياضي الصارم ونفوره من ألاعيب المجاز إلى تعريف العودة "بعلم وتقنية عبور الحدود": أنواع الأسلاك الشائكة، أجهزة الرصد والمراقبة، جداول الدوريات، أدوات الحفر والقطع، فن تمويه آثار الأرجل، معرفة أدلاء الطرق ونقاط التهريب.

استحوذ عبور الحدود على حمادة اليافيّ، فلسطيني الأب مصري الأم، صار العالم أمام عينيه حدودا تنتظر أن تُعبَر.. التقى حمادة "بعابري الحدود" في نشرات الأخبار والريبورتجات وأحاديث المقاهي في أحياء القاهرة، عن قوافل السودانيين والصوماليين والإرتريين والنيجيريين العابرين لصحراء سيناء، لينتهي الأمر بغالبيتهم إلى الخيام المنصوبة في "حديقة ليفنسكي" في "تل أبيب"، التي تبعد 2 كم عن مكان البيت الذي ما زال جده يحتفظ بمفتاحه، على ما تشير إليه خرائط "غوغل".

كان حمادة يخرج من "فلسطينيته" شيئا فشيئا، ويتحول الى إفريقي عابر للصحراء. عَبَرَ حمادة الإفريقي الأسلاك الشائكة بيسر، ومن المحاولة الأولى، بمرافقة سالم البدوي، ابن قرية المهدية التي تعتاش على تهريب البشر إلى "إسرائيل".

كان سالم يتلقى تعليمات وإرشادات العبور عبر جهاز "الثريا" من ابن عمومته نايف السبعاوي، الجندي السابق في وحدة قصاصي الأثر البدو في الجيش "الإسرائيلي"، على الجهة المقابلة من الحدود. أوصله سالم إلى مخبأ تحت شجرة الأثل، وقام بلفه بورق القصدير كمومياء لئلا تلتقط حرارة جسده كاميرات التصوير بالأشعة تحت الحمراء المثبتة على دوريات حرس الحدود "الإسرائيلية".. مرت ساعتان قبل أن تهدأ حركة الدوريات، وليناديه نايف السبعاوي بصوت خفيض فيخرج من مخبأه، ومن ثمّ يُركِبه خلفه على جمل أسود اللون، قال له نايف مازحا:

"هذا الجمل مزود بجهاز GPS لا يخطئ".

مع ساعات الفجر الأولى، كان حمادة بصحبة نايف في سيارة جيب مركونه على جانب طريق رقم 6، لتبدأ المرحلة الأخيرة من رحلة العودة إلى يافا، يافا التي لم تعد تعني لحمادة: "بيارة البرتقال وشرفة تطل على البحر"، وإنما ذلك المكان الذي يُمَكّنه من التحديق عن قرب في هشاشتهم التي غلبت هشاشتنا.

(القدس المحتلة - 02-10-2012).
‏منذ ولادتها الدموية في بلادنا، أنشأت إسرائيل العديد من مراكز البحث المتخصصة في مسألة العقلانية واتخاذ القرارات لكي تحصن مراكز اتخاذ القرار فيها من الوقوع في الأخطاء الكارثية ايماناً منها بأن إسرائيل الحداثية العلمية ستتفوق دائما على العقل العربي التقليدي اللاعقلاني.. بالرغم من كل هذا التأصيل والتأسيس المعرفي المهول كماً ونوعاً، تبدو مراكز القرار في إسرائيل على كل المستويات ومنذ السابع من أكتوبر، عاجزة عن استثمار كل هذا الجهد البحثي والتنظيري في لحظة الحقيقة وتنتقل من قرار كارثي إلى آخر أكبر كارثية. تصلح هذه الحقيقة حالةً دراسية نموذجية لفهم ثقل العوامل النفسية والاجتماعية في اتخاذ القرار في المنظومات الحداثية التي تدعي تحييدها.
"إسرائيل"كمغامرة تكنولوجيَة:

(مسألة التكنولوجيا في السابع من أكتوبر وما بعده: الفشل الاستخباراتي والإبادة في عصر الذكاء الاصطناعي)

خالد عودة الله

الاثنين 3- 6- 2024، الساعة 6 مساءً ،
مركز خليل السكاكيني الثقافي-رام الله
https://youtu.be/Y4RsWkU-sOQ?si=SAOS-qoh_3d2su3t

التسجيل المصوّر لمحاضرتي:
"إسرائيل"كمغامرة تكنولوجيَة:رؤية هيدغرية
(مسألة التكنولوجيا في السابع أكتوبر وما بعده: الفشل الاستخباراتي والإبادة في عصر الذكاء الاصطناعي)
( ٣ حزيران- ٢٠٢٤ )
تلهث إسرائيل لبناء أسطورة بطولة من عمليتها لتحرير الأسرى في النصيرات، في زمن صهيوني لم يعد للأساطير فاعلية فيه، ولن تخرج من هذه الحرب إلا ببطولة الإبادة..
(قصة قصيرة)

الطريق إلى صفد

خالد عودة الله

في مصنع "بلاسون" للعربات المدرعة في كيوبتس "ساسا" والذي يجثم فوق قرية سعسع المدمرة قضاء صفد، ينهمك "نير"، مسؤول تصميم عربة "ديفيد" المدرعة، في تفحص مخططات التصميم... إنّه أمام تحدٍ من نوع جديد، فهاهي مدرعاته، والتي يستخدمها الجيش الأمريكي في أفغانستان، وصمدت دروعها المتقدمة في مواجهة الأسلحة النارية والقذائف الصاروخية والألغام الأرضية، تسقط أمام قناني الدهان التي يقذفها بها أطفال مخيّم قلنديا.
يُمطر الأطفال المدرعة بقناني الدهان... ينتشر الدهان على الزجاج الأماميّ، ويتكفل سائق المدرعة الأحمق بمهمة إكمال عملية الطلاء بتشغيل المساحات، فلا يَعُد يرى شيئا أمامه، وتتجمد المركبة في مكانها. يأتي دور الزجاجات الحارقة... ترتفع درجة الحرارة في جوف "ديفيد" فيشتغل نظام الإطفاء الآلي... يقفز الجنود من المركبة مباشرة إلى حفلة المفرقعات النارية وقد خنقتهم بودرة إطفاء الحريق.

طلب "نير" من قائد "منطقة التماس" في حرس الحدود أن يُرسل له إلى مقر الشركة عربة مدرعة وقد تعرضت حديثا ً للقذف بقناني الدهان، ليتفحصها عن قرب... حَمل "الونش" العربة إلى ورشة "نير"، ومن مخيم قلنديا إلى سعسع كانت نقاط الدهان ترسم على الطريق، الطريق إلى صفد...

(القدس المحتلة 12-8-214)