أختي المسلمة

إنَّ العباءة عندما نرتديها إنما تهدف إلى إخفاء الزينة والخروج بلا مظاهر تبرّج. إلا أن بعض الفتيات اليوم تغيّرت لديهن المفاهيم، حيث يبتغين عباءة ذات مظهر جميل لتبدو إحداهن أنيقة وجذابة. فما فائدة العباءة إذن؟ ينبغي علينا أن ننتبه إلى هذه القضية، وأن يكون هدفنا الحقيقي هو الستر، وتحقيق المقصد الأسمى من فرض الحجاب.

قبل أن تختاري عباءتك، لا تنسي:

"إنّ متاع الدنيا له عوض، ولكن إن فقدتِ "رضا ربك" فلن تغنيكِ مباهج الدنيا كلها، ولن تُضمد ثقب قلبك. لأن كل شيء يخضع للذوق إلا حجابك فإنه يخضع لقانون إلهي: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}."

يجب أن يكون الحجاب سترًا للزينة وليس زينةً في حد ذاته. هل قطعة قماش تستحق منك أن تفرطي بالجنة لأجلها؟ يمكنكم شراء الجلابيات والفساتين لمنزلكم وللمناسبات. جميعنا نحب الجمال والزينة، لكن يجب أن نعرف متى وأين نتزين، ولمن نخصص زينتنا.

تداركوا أنفسكنَّ يا فتيات، فالدنيا بكل ما فيها "فانية" وستنتهي، وسنحاسب على كل صغيرة وكبيرة، وما يُنفع حينها الندم إطلاقًا .

لا يعرف الإنسان حقيقة الدنيا إلا عند الموت ، فهناك يراها المحتضر على صورتها الحقيقية..!

حياة الإنسان فرصة لا تعوض؛ وإن الموفق من استغلها فيما يرضي الله، فالميت يتمنى ولو دقائق يعود فيها لهذه الحياة ليتزود من العمل الصالح.

{لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ }

تأمل في نعم الله
يصبح العبد ويمسي محاطًا بكثير من النعم، وقد يعميه الشيطان عنها، فيبصره ببلاء واحد ليجعله يتذمر منه، وينسى أنه غارق في نعم الله وعافيته.

الحمد لله 
والله إن كل شخص منا لديه نعم لا تُعد ولا تُحصى. تعتبر أبسط الأشياء نعمًا، لكن بعضنا يستصغرها، وهو لو فقدها لم يستطع العيش بدونها.

دائمًا احمدوا ربكم على أصغر النعم وأكبرها، لتدوم معكم. 
إنك تستطيع التحدث، وإنك تستطيع التعبير عن مشاعرك، وإنه يتوفر لديك قوت يومك، وإنك تتمتع بالطمأنينة والراحة والأمان من كل جانب، وإنك تستطيع أن تنام دون أن تشيل هم شيء. 
وأعظم نعمة هي الصحة والعافية.

كثيرة هي النعم من حولنا، لذلك دائمًا احمدوا ربكم حتى على أصغر نعمة عندكم. 
"يَا رَبِّ لك الحمد على كل نعمة وهبتها لنا."

إذا قرأت هذه الرسالة فأنت حي، ويدك سليمة، وبصرك معافى، وعقلك صحيح، وتعليمك جيد. 
أرأيت كم تحتاج من النعم لتقرأ رسالة؟ هل أدّيت شكرها؟


(رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ).

الحمد للّٰه وبعد ..
من أعظم المعاني الشرعية التي أعتقدها في الصلاة على النبي ﷺ: معنى الأمان .
نعم الأمان من جذوة الألم النفسي وتلك الوحشة في الصدور ..

فإن أعظم ما يُنغِّص على الإنسان سَيرهُ إلى اللَّه عز وجل في هذه الدنيا: الذنوب والهموم .
والصلاة على النبي ﷺ كما الكهف الآمن الذي يأوي إليه المكروب بـ ذنبه وهمه؛ فإن لـ الذنب كربة في النَّفس المؤمنة ، يستشعرُها من كان في قلبهِ شيء من الحياة .
والمُبتلى بالذنب يعلم حقيقة هذه الكربة الشديدة التي تُصيبه حال ذنبه لأثرةٍ من حياة وومضة من إحساس باقية في قلبه ولو كان مذنبًا .
أما الهموم والأحزان فـ تُفسِد على الإنسان لحظات حياته وتُقعِده عن العمل وتَنزِل به العجز واليأس ، بل وتُنزِل به صنوف المرض والأوجاع .

فـ إذا أقبل المُبتلى بهما أو بأحدهما بـ قلّبِه على الصلاة على سيِّد الخلقِ محمد ﷺ؛ أبصر فؤاده شيئًا من الأمان والفُرجة (الإنفراج) من بعد الهم بِـ وحيٍ أوحاه اللّٰه جلَّ جلالُهُ إلى نبيِّه ﷺ في الزمان الأول أن: قل لعبادي المكثرين من الصلاة عليك يا مُحمَّد: «إذن تُكفى همك ويُغفر لك ذنبك» .

الحمد لله الذي جعل النية الصادقة من أعظم القربات، وأكرم بها عباده المؤمنين حتى يكتب لهم الأجر بالنية الخالصة وإن لم يتمكنوا من الفعل.
فالنية هي روح العمل، وبها يرتفع شأن العبد عند ربه، كما قال النبي ﷺ: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى» (متفق عليه). فمن نوى خيراً كتبه الله له كاملاً، ومن عجز عن تنفيذه لسبب خارج عن إرادته فإنه يثاب عليه كاملاً، وهذا من فضل الله العظيم.
ولذلك ينبغي للمسلم أن يهذب نيته، ويجدد إخلاصه، ويحرص على أن تكون نيته خالصة لله في كل صغيرة وكبيرة، حتى في تعامله مع الخلق، فالنوايا الطيبة تفتح أبواب الخير، وتجعل الحياة كلها عبادة وقربة إلى الله.

‏«قيل للحسن البصري: ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود، ثم يستغفر ثم يعود؟ فقال: ودّ الشيطان لو ظفر منكم بهذا، أي: باليأس من التوبة والكفّ عنها؛ فلا تملّوا من الاستغفار»

اليوم تبدأ أول أيام شهر ذو القعدة؛ وهو من الأشهر الحُرم

‏" محرم، رجب، ذو القعدة، ذو الحجة"

‏
وهي أشهر يُستحبّ فيها الإكثار من العمل الصالح وفيها تُعظّم الحسنة وتضاعف، والسيئة أعظم إثمًا ! ،

قال تعالى: (فَلا تظْلِمُوا فيهِنَّ أنْفُسَكُمْ)
أي: لا تظلموها بارتكاب الذنوب في هذه الأشهر المحرمة، لأنها آكد، وأبلغ في الإثم من غيرها .

‏فرصة عظيمة لاتفوتها على نفسك أَقبِل على الله بقلب طاهر وبتوبة صادقة تمحو التي قبلها " عفى الله عمّا سلف ".

تصوّر أن جلسة عابرة مع الأصدقاء، شَغَلْت فيها أغنية دون تفكير، كانت الشرارة الأولى. أعجبت أحدهم، فبحث عنها، وتعرّف على المغني، ثم على سائر أعماله، ثم انتقل منها إلى آخرين يشبهونه، واستمر في سماع الأغاني ونشرها، من غير أن يخطر بباله أن بداية هذا الطريق كانت منك.

وهكذا... ذنب صغير تظنه انتهى مع انتهاء الأغنية، يصبح سلسلة لا تُرى نهايتها، وكل حلقة فيها تعود إليك بشيء."

يا أبا هُريرة أتبكي على الدُّنيا؟

"لا والله، دنياكم هذه كلها لا تبكيني، إنما أبكي من ثقل الحمل، وسوء الرفيق، ومن قلة الزاد، وبعد الطريق، وضعف اليقين، أبكي خوفًا من أسقط يوم القيامة من على الصراط في النار ولا أدخل الجنة."

إذا كان أبو هريرة - الصحابي المبشر بالجنة - يخاف بهذا الشكل،
فكيف بحالنا ونحن نغرق في الذنوب ليل نهار؟
كيف ونحن نؤجل التوبة يومًا بعد يوم؟
كيف ونحن نستهين بالمعاصي وكأنها أمور عابرة؟
وكان الجنة مضمونة لنا!

دعيت و ما استجاب لي؟

لا تيأس من رحمة الله، فالدعاء نفسه عبادة وطاعة. استمر فيه مع اليقين بأن الله سيختار لك الأفضل في الوقت المناسب.
كثير من الأنبياء عانوا في دعائهم، فـ نوح دعا على قومه عقودًا قبل الإجابة، وسيدنا أيوب ابتُلي سنوات ثم عافاه الله. فالثقة بوعد الله خيرٌ من اليأس.
الدعاء هو صلة بين العبد وربه، وليس مجرد وسيلة لتحقيق المطالب.
الله يحب أن يسمع صوتك، فاستمر في مناجاته حتى يفتح لك أبوابًا لا تتوقعها.
قال النبي ﷺ:
«ما مِنْ مسلمٍ يدعو بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رحمٍ إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يُعجِّل له دعوته، وإما أن يدَّخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها» (رواه أحمد).

الحمد لله الذي جعل الموت حكمةً وذكرى للمؤمنين، وجعل الدنيا دار اختبار لا دار قرار.

قال الله تعالى:
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: ١٨٥].

فعند ساعة الاحتضار تُكشَف الغشاوة، ويُرى الدنيا كما هي:
- سرابًا زائلًا،
- وحُطامًا لا يبقى،
- إلا ما قدَّم العبد من صالح الأعمال.

حين يُنْزَعُ الغطاء.. يَعْلمُ الحَيُّ أن الدنيا خدعة!
عاشَها كأنها بَقاء.. فإِذا هي سَرَابٌ يَتلاشى،
وصَرَفَ العُمرَ يَبني قُصورًا.. فإِذا الموتُ يهدمها بِضَربةٍ واحِدة.

كان السلف الصالح يعيشون كأنهم غرباء في الدنيا، يتزودون منها للآخرة، كما قال النبي ﷺ:
«كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ» (رواه البخاري).

فاليومَ عملٌ ولا حساب.. وغدًا حسابٌ ولا عمل.

الاحتفال بعيد الميلاد

كلما تقدم العمر بالإنسان، اقترب من أجله، فلماذا يفرح باقتراب موته؟!
في الإسلام عيدان فقط: الفطر والأضحى. لما قدم النبي ﷺ المدينة ورأى أهلها يحتفلون بأيام الجاهلية، قال: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْأَضْحَى، وَيَوْمَ الْفِطْرِ» (رواه أبو داود).

فالاحتفال بأعياد الميلاد بدعة لا أصل لها في ديننا، وقد قال ﷺ: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ» (رواه مسلم).

الخير كل الخير في اتباع السنّة، والشر كل الشر في الابتداع في الدين.

•| كم من القرارات كانت ستسبّب لك انزلاق القدم؟ ، كم من الأحداث كانت ستسبّب زوال صحتك؟ ، فـ حفظك تعالى .
‏
اكتب الأحداث التي رأيت فيها لطفه سبحانه ، ‏اكتبها في قلبك قبل أوراقك ،
‏فـ إذا دخلت في ضيقٍ تتذكر أنه في عام كذا حدث كذا وظننت أنه شر؛ فـ أتى كل الخير من ورائه ..
‏

لكن مشكلتنا ننسى عطاياه ، ونكتب أحزاننا .
هو الإنسان عجول ، فـ لا تستسلِم لِـ عجلك .

حسابك حسابك....

كل إعجاب تضغطه كل تعليق تكتبه كل مشاركة تنشرها ليس مجرد تفاعل عابر، بل أثر يُسجّل في صحيفة أعمالك ما تظنه لحظة تسلية قد يكون شاهدًا لك أو عليك يوم العرض على الجبار.

فانتبه، فإن الله لا يخفى عليه شيء، والحروف لا تُمحى من سجل السماء. فلنجعل تفاعلنا نورًا لا وزرا، وذكرًا لا وزرا

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله...

أضاء العالم أجمع ببعثة سيد الخلق محمد بن عبدالله بأعظم وأشرف رسالة... رسالة الخالق إلى من خلق... ورسالة المالك إلى عبيده.

فتحملها ﷺ وبلّغها على أكمل وجه، وقد كان ﷺ التمثل الأسمى لتحمل الرسالة الأعظم والتحرك الأمثل بها.

كما حمّلَ ﷺ أتباعه الرسالة بكل ما أوتي من قوة، وسعى في ذلك وبذل الغالي والنفيس.

هذا هو منهاج النبوة الذي ورث منه أصحاب محمد فأخذوه من نبعه الصافي، فبلغوا به الآفاق وسادوا به الدنيا.

ومع اتساع الفجوة الزمانية بين محمد ﷺ وأتباعه من أمته، كثرت المكدرات للنبع (ميراث منهاج النبوة).

وأحوال الناس من التحمل من هذا الميراث إما كدر محض ، أو صفاء ممزوج بكدر ، أو كدر ممزوج بصفاء ، أو صفاء خالص .. ويقاس هذا بمدى الفهم والموافقة للميراث العظيم من منهاج النبوة الذي حُفظ إلى يومنا هذا .

اليوم ، كثرت المكدرات واتسعت الفجوة بين أتباع محمد ﷺ ومنهاجه الصافي ، نتج عن ذلك جسدٌ أمةٌ مليءٌ بالثغور ، ضعف نبضُه وتفرقت أعضاؤُهو،

يأتي الحل العام لهذه الحالة المعقدة بأن نحيي منهاج النبوةة، وأن نعود صادقين متعطشين إلى نبع ميراثه الصافي ، سائلين الله الهداية متوكلين عليه .

وبقدر اتصالنا بميراث النبوة وتحمل هذه الرسالة حق التحمل:
بقدر ما نرى من الآثار المشابهة لحركة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ..

وقد جمع النبي ﷺ بين المتحملين الأوائل ، جيل الأُمَناء على منهاجه (الصحابة) ، وبين من يأتي بعدهم كـ تحمُلهم؛ جيل المجددين المُحيِين لِـ منهاجه ، فـ قال عن رواية النعمان بن بشير -رضي الله عنه- :
«تكونُ النُّبُوَّةُ فيكم ما شاء اللهُ أن تكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ - تعالى -، ثم تكونُ خلافةٌ على مِنهاجِ النُّبُوَّةِ ما شاء اللهُ أن تكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ - تعالى -، ثم تكونُ مُلْكًا عاضًّا، فتكونُ ما شاء اللهُ أن تكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ - تعالى -، ثم تكونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فيكونُ ما شاء اللهُ أن يكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ - تعالى -، ثم تكونُ خلافةً على مِنهاجِ نُبُوَّةٍ. ثم سكت ..»


الأولى خلافة على منهاج النبوة: وهم جيل الصحابة؛ قال رسول الله ﷺ: «النجومُ أمَنَةٌ للسماءِ ، فإذا ذَهَبَتِ النجومُ أتَى السماءَ ما توعَدُ ، وأنا أمَنَةٌ لأصحابي ، فإذا ذهبْتُ أتى أصحابِي ما يوعدونَ ، وأصحابي أمنَةٌ لأمَّتِي ، فإذا ذهبَ أصحابي أتى أمتي ما يوعدونَ» [صحيح الجامع]

الثانية خلافة على منهاج النبوة: وهم جيل التجديد الذي ينبري لإحياء منهاج النبوة في الأمة من جديد، فهي في أمس الحاجة إلى إحيائه في تلقي الدين، وصناعة المصلحين، وتربيتهم على منهاج النبوة والإصلاح، والعمل للدين على منهاج النبوة.

#منهاج_النبوة

قال العلامة العثيمين رحمه الله

‏(من أكبر الأسباب لاستقامة القلب وسلامته كثرة قراءة القرآن فإنه يلين القلوب ويزيدها ثباتاً خصوصاً إذا قرأه الإنسان بتدبر وقرأه وهو يشعر أنه يقرأ كلام الله عز وجل وقرأه وهو يصدق بأخباره وقرأه وهو يلتزم بفعل أوامره وترك نواهيه.
‏ نور على الدرب 12/21

خصومنا يوم القيامة لانعرفهم !

يقول الله تعالى فِي كتابهِ الكريم
(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ۝ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ)

تصّور!
وأنت تُحاسب يَوم القيامة يَظهر لك خصوم أنت لا تعرفهم، هؤلاء الخصوم هُم الذين لا نُلقي لهم بالًا في الدُنيا، فكم من شخصٍ وأنت تقود سيارتك شتمته، وكم من شخصٍ لا تعرفه في الشارع تحدثت عن مظهره أو شكلة، وكم مرة تشاجرت مَع شخص فشتمت أمه وأباه وأهله، ويكون هؤلاء كلهم خُصماء لك يوم القيامة، وأنت لا تعرفهم.

‏على الانسان أن يتدارك ما بقي من عُمره وأن يستغله في طاعة الله وبالله ، سارع في التوبة ولا تملّ منها حتى وإن كثُرت فاحمدِ الله فذلك ضميرٌ أحياه الله بقلبك، استغلّ جُل وقتك في الطاعات والعبادات.
‏
‏قال الحسن البصري : اتَّق الله يا ابن آدم ؛ لا يجتمع عليك خصلتان : سكرة الموت ، وحسرة الفوت .

قد يصل الانسان الى عمر الستين او السبعين .. والاعمال التي في ميزانه لا تتجاوز عمر سنتين .. وقد يصل الانسان الى عمر العشرين والاعمال التي في ميزانه تجاوزت الالفين .. اسئلو الله ان يبارك في اعماركم .. ولا تضيعوا اوقاتكم باللهو ، فالغاية من خلقنا ان نعبد الله ونتزود للاخرة .. وليس للتنافس في الدنيا واعطائها اكبر من حجمها !.

المسلسلات والأفلام وأشباهُها تفتح عليك أبواب النظر المحرم، والسماع المحرم والتعلق المحرَّم؛ تفتنك فتمد لها بصرك وترخي لأجلها سمعك وتطبع صورها وصور أشخاصها في قلبك، تؤذيك وتجرُّك إلى ظلمات السعادة المزيفة كل هذا وأنت مستغرق في غفلتك فلا تكن من الغافلين رعاك اللّٰه .

إن كنت متابعًا فهي تضيع وقتك وتمنعك عن ما ينفعك، وإن كنت ناشرًا لها فإثمها أعظم! وماهي إلا عمل من أعمال الشيطان فلا تكن من حزبه، ولا من الداعين إليه ولا تهلك وقتك ومالك في خدمته.

كن ناصحًا لنفسك، ذاكرًا وشاكرًا لنعمة اللّٰه عليك بأن جعلك سليم القلب والجوارح، تعقل وتُبصر وتسمع، فلا تقابل النعمة بالمعصية، ولا تقابل الإحسان بالنكران.