م.خالد فريد سلام
29.8K subscribers
1.67K photos
1.63K videos
38 files
418 links
قناة المهندس خالد فريد سلام الجديدة

نحن هنا نستخدم عقولنا ... ونكتب ما يتردد الكثيرون عن كتابته.

فأهلا وسهلا بك في عالمنا الصادم.
Download Telegram
بعد حرب يونيو ١٩٦٧ ظهر فى إسرائيل كتاب “حديث الجنود” الذي حرره الثنائي آفرام شابيرا وعاموس عوز هو تجميع لشهادات ١٤٠ جنديا التقاهم شابيرا وعوز فور عودتهم من جبهات القتال. تعود قصة الكتاب للأيام والأسابيع القليلة التي أعقبت انتهاء الحرب عندما اقترح شابيرا على عوز، وكلاهما كان من سكان الكيبوتسات، أن يذهبا للجنود العائدين من القتال ليدوّنا شهاداتهم.

في عام ٢٠١٥ احتل كتاب “حديث الجنود” صدارة المشهد الثقافي في إسرائيل مجددا، هذه المرة بسبب فيلم تسجيلي بعنوان Censored Voices أي “أصوات ممنوعة”. الفيلم مدته ٨٧ دقيقة من إخراج مور لوشي، وهي مخرجة إسرائيلية من مواليد عام ١٩٨٢ أي تنتمي لجيل لم يعش حرب الستة أيام.

“أصوات ممنوعة” يعتمد اعتمادا أساسيا على كتاب “حديث الجنود”، أو بالأحرى على الشهادات الصوتية التي أدلى بها الجنود لعوز وشابيرا بعد عودتهم من الجبهة بأيام قليلة. فأثناء بحثها اكتشفت مور لوشي أن شابيرا احتفظ بالأشرطة الأصلية للتسجيلات، وأن هذه الأشرطة تحتوي على أكثر من ٢٠٠ ساعة من التسجيلات، وأن هذه التسجيلات لم تُسمع من وقتها.
أقبلت مور لوشي على شابيرا وألحت عليه أن يتيح لها فرصة الاستماع للتسجيلات، وإزاء هذا الإلحاح وافق شابيرا أخيرا، وأعطاها الأشرطة. وعندما عكفت على العمل هالها ما سمعته، وأدركت أن هؤلاء الجنود عبروا، في فورة النصر، وببصيرة ثاقبة عن المأزق الأخلاقي والسياسي والديمغرافي التي وجدت إسرائيل نفسها فيه.

ولكن تلك الشهادات كانت موجودة بالفعل في الكتاب الأصلي، “حديث الجنود”. فما الجديد الذي أضافته مور لوشي بفيلمها؟ ولماذا يُعتبر هذا الفيلم محطة هامة لدراسة تعامل المجتمع الإسرائيلي مع حرب ١٩٦٧؟
الجديد هو ما وجدته لوشي في التسجيلات الأصلية، إضافة لبحثها الدؤوب في أرشيفات سينمائية متعددة، داخل إسرائيل وخارجها، عن مادة بصرية تعضض هذه الروايات الشفوية.

فالجنود يعترفون بأن التعليمات التي وُجهت لهم في بداية العمليات العسكرية كانت تقول بضرورة الهجوم على الجيش المصري بغرض تدميره والقضاء عليه. ويعترفون بأن التعليمات كانت تقضي أيضا بألا يُظهروا أي رحمة بأعدائهم. ويعترفون بأن هذا ما دفعهم لارتكاب عمليات قتل لا ضرورة لها ميدانيا. ويعترفون بأنهم قتلوا مدنيين عزل. ويعترفون بأنهم قتلوا جنودا بعد استسلامهم. ويعترفون بأنهم هجّروا فلسطينيين من منازلهم. ويعترفون بأنهم دمروا قرى فلسطينية بكاملها.

وأثناء كل هذه الاعترافات الخطيرة تضع لوشي أمام أعيننا أشرطة سينمائية، بعضها من تصوير الجيش الإسرائيلي نفسه، تعبر عن هذا الاعترافات وتوضحها بصريا. فنرى الفلسطينيين وهم يهجّروا من قراهم، ونراهم وهم يحملون أمتعتهم وأطفالهم وكهولهم عابرين نهر الأردن للضفة الشرقية حيث سيعيشون كلاجئين. ونشاهد الجنود الإسرائيليين وهم يسخرون من أعدائهم المصريين في أغنية تقول “نـ*كم في ٤٨، ونـ*كم في ٥٦، وهنـ****كم تاني دا الوقت.”

#هزيمة_يونيو_المستمرة
#السردية_الإسرائيلية
بقلم /حسام محمد