Kassioun
1.14K subscribers
5.79K photos
93 videos
65 files
8.93K links
جريدة قاسيون: الناطق الرسمي باسم حزب الإرادة الشعبية
www.kassioun.org

لمراسلتنا:
@Kassioun_org_bot
Download Telegram
رسائل خطيرة على خلفية إقالة مستشار الأمن القومي الأمريكي

اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراراً بإقالة مستشار مكتب الأمن القومي ونائبه، وكلّف وزير الخارجية ليكون قائماً بأعمال المكتب، الخطوة وإن بدت مألوفة إلا أنّها تحمل دلالات خطيرة، وخصوصاً مع ما يتوفر من معلومات عن خلفية قرار ترامب الذي ترافق مع العمل على عدد كبير من الملفات حساسة بالنسبة للولايات المتحدة.

https://iuw.me/gTLbU
أساسيّات الفهم العلمي للأزمة الرأسمالية (2- الميل التاريخي لانخفاض الرّبحيّة)

يَعتبرُ ماركس الأزمةَ الاقتصاديةَ الرأسمالية مشكلةً لعملية تراكم رأس المال وحلّاً مؤقتاً لها. فجميع الأزمات الكبيرة تكشف التناقضات الكامنة في عملية التراكم، الذي بمجرّد أن يتباطَأ، تظهر على سطحه جميع أنواع العيوب والنقائص. من بينها أنّ وسائل الإنتاج لا تتعرَّض إلى الاهتلاك الفيزيائي فحسْب، بل وكذلك إلى ما يسمّيه ماركس «الاهتلاك المعنويّ»؛ عندما يضطرّ الرأسمالي إلى استبدالها، قبل انتهاء صلاحيتها الفيزيائية، بوسائلَ أحدث تكنولوجياً، تحت ضغط المنافسة في السوق المحلية أو الدولية، وهو أحد العوامل الهامّة في ميل معدّل الربح التاريخي نحو الانخفاض، الذي يعدّ مِن أهمّ قوانين الاقتصاد التي اكتشفها ماركس، ويتجلّى بقوّة في الأزمة الراهنة اليوم، بارزاً كأحد أهمّ الأسباب العميقة للخطر الذي يشكّله التقدّم التكنولوجي الصيني (كما في الذكاء الاصطناعي والأتمتة الروبوتيّة) على الولايات المتحدة وعلى تسريع وتعميق الأزمة الرأسمالية.

https://iuw.me/mBUoz
تخفيض أجور العمال في سوريا بعد نزول الدولار

شهد سعر صرف الليرة السورية تحسّناً نسبيّاً أمام الدولار الأمريكي خلال الأشهر الماضية. ولكنه تحسُّنٌ وهميّ، وليس نتيجةَ تحسّن اقتصادي، بل يرجعه خبراء ماليّون إلى سياسة تجفيف السيولة التي تتّبعها الحكومة، بدليل عدم انعكاس تحسُّن سعر صرف اللَّيرة على أسعار المواد الأساسية، خاصةً الغذائية، ورغم الانخفاض النسبي للأسعار إلّا أنه لم يصل لمستويات هبوط سعر صرف الدولار.

https://iuw.me/kEhPr
الأسواق بين الحاجة والاستهلاك... استغلال يتجاوز المواسم والتبريرات الجاهزة

في الوقت الذي ترتفع فيه أسعار الخضار والفواكه بشكل غير مسبوق في الأسواق السورية، تتزايد شكوى المواطنين من حالة الغلاء التي باتت تطال حتى أكثر المواد بساطة واعتيادية في البيوت السورية.

https://iuw.me/EqZgi
مخيم اليرموك... حي منسي بين الوعود والواقع المرير

لا يزال مخيم اليرموك في دمشق يعيش واقعاً صعباً ومركّباً بعد سنوات من الحرب والتدمير، رغم عودة عدد كبير من سكانه إليه، سواء من المناطق «المحررة» أو من الشتات الداخلي.
فمع كل هذه العودة، يبقى المخيم خارج الحسابات الفعلية للخدمات الأساسية، وكأن من فيه يعيشون على الهامش.

https://iuw.me/bfCIu
الملف النووي الإيراني والهوس الصهيوني

حدثت خلال الأسبوع الماضي ثلاثة انفجارات كبيرة متفرقة في إيران، وهجوم الكتروني واسع، وذلك بالتوازي مع إجراء جولات المفاوضات النووية الإيرانية الأمريكية، في مسقط بوساطة عمان.

https://iuw.me/BbiDw
المحرر السياسي: الطائفية دائماً قناعٌ لشيء آخر

يمكن لمن يدرس الصراعات الطائفية والدينية عبر التاريخ، ليس في منطقتنا فحسب، بل وفي العالم بأسره، أن يصل إلى استنتاج واضح هو أن هذه الصراعات كانت دائماً غطاءً وقناعاً لصراعات أخرى أعمق، ذات طبيعة اقتصادية واجتماعية.

ينطبق هذا الأمر على حرب الفلاحين في ألمانيا عام 1524-1525، وعلى حرب الثلاثين عاماً 1618-1648 التي راح ضحيتها 8 ملايين إنسان بوصفها حرباً بين طائفتين هما البروتستانت والكاثوليك، ولكن الحقيقة أنها كانت حرب سيطرة وسيادة قادتها من الطرفين نخبٌ لا علاقة لها بالدين، وإنما استخدمته واستخدمت عامة الناس عبره لتثبيت سيادتها ونهبها.

ينطبق الأمر أيضاً على الحروب التي لا تنتهي بين باكستان والهند، والتي زرع بذرتها الاستعمار البريطاني، وما يزال يعمل على استخدامها حتى اليوم في إضعاف كل من الدولتين، بل ويتم استخدامها حالياً لرفع التوتر في أهم منطقة من مناطق مشروع الحزام والطريق الصيني.

في سورية عام 1860 جرت مذبحة ضد المسيحيين في دمشق وتحديداً في سوق القيمرية. من حيث الشكل، بدت المذبحة ذات بعد ديني طائفي. دارسو التاريخ يعلمون الآن، وبشكل موثق باعترافات واضحة من الفرنسيين، أنهم هم من حرضوا ودفعوا الأموال لوالي دمشق في حينه، لكي يرسل من يقوم بهذا الفعل الوحشي بحجج طائفية ودينية، ولماذا؟ ببساطة لأن دودة القز في مناطق مختلفة في العالم، وضمناً في فرنسا، كانت تعاني من وباء شلّ إنتاجها من الحرير، وأصبحت دودة القز في الشام أهم منتج للحرير في العالم وبات من الضروري نقلها ونقل الحرفيين الماهرين العاملين بها خارج دمشق وباتجاه لبنان ثم ليون الفرنسية من أجل احتكار الأرباح الكبيرة لهذه الصناعة، وتصادف أن العاملين بهذه الصناعة في الشام كانوا من المسيحيين...

في لبنان والعراق، جرت حروب طائفية دموية فظيعة، وكان من نتيجتها أن تحول أمراء تلك الحروب إلى زعماء سياسيين، وتحول ضحايا تلك الحروب إلى شعوب مقهورة منهوبة عاجزة...
الأمثلة أعلاه ليست إلا غيضاً من فيض، وكلها تتقاطع في أن كل صراع طائفي، هو دائماً ضد مصلحة عامة الناس من كلا الطرفين المتحاربين والفقراء على وجه الخصوص، وضد مصالح بلادهم، ولمصلحة حفنة من تجار الدماء من كل الأطراف..

https://iuw.me/vhaNQ
البحث عن «المكرمات» أم إعادة إقلاع الاقتصاد الوطني؟

نقلت وكالة رويترز أنباءً عن نيّة قطرية لتمويل رواتب الموظفين المدنيين في جهاز الدولة السوري، وذكر المصدر ذاته، أن قرار الدوحة جاء بعد موافقة من الولايات المتحدة ولم يكن بالإمكان أن تخطو قطر في هذا الاتجاه دون موافقة أمريكية، ما يعيد التأكيد على فكرة بسيطة هي أنه من غير الممكن ولا المنطقي إبقاء سورية والشعب السوري رهناً للضوء الأخضر الأمريكي، والذي يمكن أن يأتي ويمكن ألا يأتي...

وإنْ كان القرار القطري من شأنه أن يخفف الضغوط الاقتصادية الكبيرة التي تعاني منها سورية حالياً إلا أنّه لا يمكن أن يكون مخرجاً ولا يمكن بأي حال من الأحوال رهن حياة السوريين بالمواقف الغربية المتذبذبة والقائمة على فكرة الابتزاز السياسي، فمع كل تمويل من هذا النمط تأتي جملة من المطالب التي لا تخدم مصلحة السوريين العميقة، فسورية اليوم بحاجة إلى مشروع وطني حقيقي جامع يقوم على ضرورة إعادة إقلاع الاقتصاد الوطني والذي يستحيل البدء فيه إلا عبر إنجاز توافق وطني تنتج عنه خارطة طريق تركّز على تسخير الطاقات والإمكانيات المتاحة لا بهدف تمويل المصاريف الجارية بل بهدف إعادة بناء اقتصاد حقيقي يضع انتشال السوريين من فقرهم هدفاً أسمى له.

https://iuw.me/TlDdY
إعادة بناء المعنى

ثمة حاجة ماسة اليوم للثقافة في سورية، على عكس ما يعتقد كثيرون، أكثر من أي وقت مضى. حاجة تفرضها الظروف الدقيقة وشديدة الحساسية التي تمر بها البلاد، وحالة الاستقطاب السياسي التي تتوارى خلف استقطابات أخرى تهدد وحدة البلاد الثقافية قبل الجغرافية.

https://iuw.me/jZlQW
ما هي خيارات الدول الفقيرة المثقلة بالديون لمواجهة تغير المناخ؟

تخيّل دولة منخفضة الدخل. تعاني من عبء ديونٍ ثقيل، وتحاول منذ عقود اللحاق بركب الدول الغنية، لكن دون جدوى، والسبب الرئيسي هو ذلك الدين الذي يحيط بعنقها كطاحونة ضخمة. وفي الوقت ذاته، تنفق المزيد والمزيد من مواردها الشحيحة للتعامل مع آثار تغيّر المناخ، من ارتفاع مستويات البحار إلى العواصف العاتية - وهي أزمة لم تساهم في خلقها إلا بنسبة ضئيلة. تواجه هذه الدولة الآن نسخة أرضية من «مشكلة الأجسام الثلاثة»*. هذه الأجسام الثلاثة: الديون، والتنمية، وتغير المناخ، تتفاعل بطرق يصعب التنبؤ بها.

https://iuw.me/EKsWp
إعادة استنساخ تجارب الماضي!

يكثر الحديث اليوم عن ضرورة إطلاق عملية لإعادة إعمار سورية أشبه بخطة مارشال في أوروبا، وكثيراً ما يتلقى الناس هذا بحماس مرتبط بتجربة خطة الإعمار الشهيرة في أوروبا، ما يدعونا لوضع بعض الأفكار الضرورية للتمييز وتفنيد مدى إمكانية إعادة هذه التجربة في سورية.

لم يكن بإمكان المشروع الأمريكي للهيمنة على العالم بعد الحرب العالمية الثانية أن يتم دون خطة الإعمار الأمريكية لأوروبا، لكن الولايات المتحدة كانت تملك المصلحة والإمكانية للقيام بمشروع هدفه الأساسي إعادة بناء أوروبا بما يخدم المصالح الأمريكية ويثبّت علاقات التبعية مع ضرورة إنجاز مشروع قادر على مجابهة القدرة الاقتصادية الهائلة للدول الاشتراكية في حينه، وكان المطلوب أمريكياً في حينه تنفيذ مشروع يضمن مستوى مرتفعاً من الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في دول أوروبا الغربية لخلق نموذج منافس للنموذج الاشتراكي، وبعيداً عن تقييم التجربة ونتائجها نرى اليوم أن حسابات أمريكا تختلف كل الاختلاف، وتحديداً في منطقتنا التي تعتبر سورية جزءاً أساسياً منها، فإن كانت واشنطن عملت لعقود على نشر الفوضى وتغذيتها، فذلك لا يمكن أن ينقلب بين ليلة وضحاها إلى مشروع تنموي حقيقي، بل يبدو أي حديث عن مشروع غربي لإعادة إعمار سورية أشبه بمشروع شكلي، فإعادة لإعمار سورية اليوم تحتاج إلى ضخ استثمارات كبيرة في البنية التحتية لا فقط لإعادة بناء شبكة تربط سورية بالخارج بل أيضاً وقبل كلّ شيء يجب التركيز على بنية تحتية تستطيع تخديم مشاريع اقتصادية داخل البلاد وتربط مناطقها بأعلى المعاير، فالغرب كان يرى تاريخياً أن هدف مشاريع البنية التحتية هو بناء طرق لنقل الخامات إلى الخارج وترسيخ علاقات التبعية بدلاً من كسرها.

نقاش إعادة الإعمار في سورية يحتاج قراءة وطنية عميقة تستند إلى الإمكانيات المتاحة ووضعها على الطاولة لاختيار ما يناسبنا ولا يجب أن ينطلق من تجاهل قدرات الشرق والمصالح المشتركة بين سورية والعمق الآسيوي هذا بالإضافة إلى أن السيولة المطلوبة اليوم لإنجاز مشاريع بهذا الحجم ليست متوفرة لدى الغرب؛ فالولايات المتحدة أنفقت ما يقدر بـ 150 مليار لإعادة إعمار أوروبا واستطاعت حصد منافع اقتصادية مضاعفة في العقود اللاحقة أما اليوم لا يمكننا التعويل على الغرب المأزوم لتنفيذ مشاريع حقيقية ونرى دليلاً على ذلك إذا ما نظرنا إلى مشاريع إعادة الإعمار الغربية في العراق ولبنان التي لم تتحول أبداً إلى أساس لمشاريع تنموية حقيقية.

https://iuw.me/jURnW
ماذا بعد الساحل، جرمانا، صحنايا، والسويداء؟

هدأت الأمور قليلاً في جرمانا وصحنايا والسويداء. ويمكن القول إن موجة جديدة من العنف والقتل والاقتتال والفوضى، قد مرّت، رغم أنها تركت وراءها الكثير من الضحايا والخسائر والآلام في جسد شعبٍ لم تشفَ جراحه القديمة بعد.

قبل هذه الموجة، كانت الموجة المرعبة للجرائم والانتهاكات التي جرت في الساحل السوري، والتي تحولت إلى جرح مفتوح ووصمة عار وندبة لن تزول ببساطة من الجسد السوري المنهك.
في كلتا الموجتين، كان المشترك أموراً أربعة:
أولاً: الخطاب والسلوك الطائفي والتحريضي بوصفه مشعلاً للفتنة ومغذياً لها.
ثانياً: لعب السلوك الرسمي المحابي للنزعات التحريضية، والمتباطئ في ضبط الأمور على الأرض، دوراً سلبياً في تعميق الأزمات.
ثالثاً: لعب سلوك بعض «النخب» الطائفية، وخاصة منها من طالب بالحماية الدولية والتدخل الخارجي، دوراً مكملاً ومساعداً في عملية التحريض والاقتتال ذي الطبيعة الطائفية.
رابعاً: التدخل «الإسرائيلي» المعلن وغير المعلن، كان عاملاً مشتركاً وثابتاً ضمن كل الأحداث التخريبية التي جرت. وتجلى هذا التدخل عبر أشكال معقدة وعديدة، ابتداءً من وسائل التواصل الاجتماعي، ومروراً بالاختراقات التي راكمها الصهيوني ضمن كل الأطراف، ووصولاً إلى التدخل العسكري والسياسي المباشر عبر الدعوة لتقسيم سورية، بل وحتى إنهائها كوحدة جغرافية سياسية.
خامساً: لعب السوريون العاديون، من كل الأديان والطوائف، الدور الأهم في إطفاء نار الفتنة، وفي تحكيم العقل والخطاب الوطني الجامع، وأظهروا درجات متقدمة من الوعي تصلح مرجعاً ومعلماً لمن يرغب في الحفاظ على البلاد ووحدتها وسيادتها.
والآن، وقد جرى ما جرى، يبقى السؤال هو ما التالي؟ وما الذي يمكن أن يجري؟ وهنا يمكن تسجيل النقاط التالية:
أولاً: واهمٌ من يظن أن محصلة الأحداث التي جرت خلال الشهرين الماضيين، هي تمكينٌ إضافي لأي قوة من القوى على الساحة السورية، بما فيها السلطة القائمة. الحقيقة هي أن ما جرى أضعف كل الأطراف السورية على الإطلاق، وزاد من قوة وتأثير التدخلات الخارجية.
ثانياً: هذه الأحداث ستتكرر بالضرورة، في المناطق نفسها أو في مناطق أخرى، وبصورة أشد خطورةً، ما لم يتم الانخراط سريعاً في حلول جذرية تمنع تكرارها؛ أي أن الفوضى ستبقى سيدة الموقف ما لم يتم الاتجاه سريعاً نحو عمل حقيقي لتوحيد الشعب السوري على أساس مصالحه المشتركة، وبعيداً عن تقسيمه على أسس طائفية وقومية ودينية.
ثالثاً: النافذة الزمنية أمام الإجراءات اللازمة لتوحيد السوريين ومنع الاحتمالات الخطرة بما فيها التقسيم، ليست مفتوحة وليست كبيرة. وينبغي استثمارها سريعاً عبر العمل من أجل مؤتمر وطني عام يحقق تمثيلاً فعلياً للسوريين، كل السوريين، وتنتج عنه حكومة وحدة وطنية شاملة ووازنة تقود البلاد موحدة أرضاً وشعباً إلى بر الأمان.

https://iuw.me/OzKKp
«صناعة صامتة» وشهادات صادمة!

كشفت صحيفة «إل فاتو كوتيديانو» الإيطالية عن استخدام جيش الاحتلال كلاباً مدربة مستوردة من هولندا لتعذيب الفلسطينيين ضمن عملية ممنهجة وثقتها شهادات مرعبة.

https://iuw.me/vHzVt
هل سيكون مقترح رفع الإنفاق في «الناتو» بداية طريق تفككه؟

قدّم الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي، مارك روته اقتراحاً لزيادة الإنفاق الدفاعي من قبل دول الناتو، وذلك في ظل ضغط الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يُطالب برفع الإنفاق إلى 5% كشرط واضح لمواصلة الالتزام الأمريكي بأمن أوروبا.

https://iuw.me/hncIU
التوازن الدولي ودور الداخل السوري

السعي الدائم لفهم التوازن الدولي المحيط بسورية هو مسألة أساسية وضرورية لوضع برامج سياسية قابلة للإنجاز، لكن أهمية هذا الفهم لا تلغي بحال من الأحوال ضرورة إدراك حجم الطاقات الكامنة في الداخل والتي يمكن إذا ما جرى توجيهها في المسار الصحيح أن تتحول إلى محرّك جبار يسير بنا على مسار التاريخ الصحيح، فالانطلاق من أن دورنا ينحصر بمراقبة ما يجري حولنا من شأنه أن يدخلنا مجدداً في حالة من الركود والانتظار، فإذا ما قيمّنا الشهور القليلة الماضية يمكننا القول إن قوى الداخل أدّت دوراً أساسياً في لجم الفوضى وكانت تجمعات محلية في المناطق والأحياء والمدن تنزع فتيل التفجير المحدق بنا، فمئات البيانات التي صدرت لم تكن مجرّد أوراق بل عكست نشاطاً داخل المجتمع لم يجد بعد أشكالاً أخرى للتعبير عن ذاته، ولكن الواقع يثبت أن قوى واسعة في المجتمع السوري تعمل ليلاً نهاراً على بناء التوافقات وتستند في ذلك إلى رصيد كبير يعود في جذوره إلى نشوء سورية التي نعرفها اليوم، وإن كان هذا الإرث الكبير قد جرى تهميشه لعقود، فإنه عاد اليوم بقوة ليس فقط عبر استحضار للماضي بل كمحاولة جادة لإعادة إنتاج تجربة تاريخية طويلة يرى فيها السوريون طريقاً للخلاص.

تبدو الأصوات الناشزة اليوم مرتفعة وتغطي مساحة كبيرة من وسائل التواصل الرقمي لكنّها ورغم خطورتها تنبّه العقلاء لضرورة انخراطهم وممارسة دورهم الوطني، ولن يمضي وقت طويل حتى تدرك هذه الشرائح في المجتمع أنّها تعمل لهدف واضح وتدرك أنّها أمام استحقاق يخرجها من كونها مبادرات مناطقية لتأخذ شكلاً وطنياً عاماً، فما الفارق بين أولئك الذين عملوا على التهدئة في الساحل ووقف الجرائم الطائفية وبين من عمل في دمشق للحفاظ على السلم الأهلي أو التيار الواسع في الجنوب السوري الذي يعمل على تأريض أيّ محاولة لجر المنطقة لاقتتال طائفي؟ كل هذه المبادرات الأهلية تنطلق من فكرة جوهرية واحدة وهي وحدة الشعب السوري وحجم المصلحة المشتركة في الحفاظ على هذه الوحدة، كل هؤلاء هم جزء من تحالف سياسي ومجتمعي عريض لم يدرك ذاته بعد، ولكنه ينضج أسرع مما قد يبدو ظاهرياً.

https://iuw.me/HkySg
ما الذي يعنيه التغول على كرامة الناس وحرياتهم؟

تمارس فئات وعناصر رسمية أو شبه رسمية، تغولاً متزايداً على حريات الناس وكراماتهم، وفي مناطق متعددة من البلاد، وكل ذلك باسم «الدين»؛ ابتداءً من التضييق على النساء، ومروراً بمحاولات صياغة «الأخلاق العامة» انطلاقاً من تفكير محدد ضيق يعيد إلى الذاكرة المشاهد التي رافقت سيطرة داعش على الرقة وغيرها من المناطق السورية. وترى هذه الفئات في عموم الشعب السوري، بكل طوائفه ومذاهبه وأديانه ومعتقداته، شعباً ضالاً جاهلياً ينبغي إعادته إلى «جادة الصواب» ليس بالدعوة فحسب، بل وبالقسر، وبالعصا، وبقوة السلاح!

وحتى اللحظة، لا يتم تبني أي من هذه التصرفات بوصفها سياسات رسمية تتبعها الحكومة، وفي بعض الأحيان، وحين تجري حوادث فاقعة في تغولها على كرامة الناس، يجري اعتبارها أحداثاً فردية، وتقديم وعود بمحاسبة مرتكبيها، دون أن تحدث محاسبة شفافة وفعلية وعلنية، بل وفي بعض الأحيان يعود المرتكبون للظهور بفيديوهات مستفزة للإعلان عن أنفسهم، وعن أنهم لم يطلهم أي أذى، وأنهم ماضون فيما يفعلون...
إذا تركنا جانباً كل المبادئ الخاصة بالكرامة الإنسانية وضرورة صونها واحترامها، والتي من المفترض أن تكون قيمة عليا في سورية ما بعد الأسد، وناقشنا الموضوع من زاوية براغماتية بحتة، فإن من الممكن تسجيل الأفكار الأساسية التالية:
أولاً: محاولة سوق المجتمع بالعصا، وإرغامه على انتهاج طرق تفكير محددة، من شأنه أن يعزز هشاشة هذا المجتمع، وأن يرفع مستوى الطائفية والأحقاد والمظالم ضمنه، ما يهدد وحدته ووحدة البلاد واستقرارها وسلمها الأهلي.
ثانياً: كل سلوك قسري ذي طبيعة طائفية، وخاصة في حال كان ذا خلفية متطرفة وتكفيرية، من شأنه أن يعزز من التدخلات الخارجية في البلاد، وأن يضعفها أكثر، ويضعف ليس فقط المجتمع، ولكن السلطة أيضاً، سواء بسواء.
ثالثاً: ما يسمح لأي سلطة من السلطات بالبقاء والاستمرار هو مدى الرضا الاجتماعي عنها، والرضا له مركبات اقتصادية وديمقراطية ووطنية، وحين لا يتم تحقيق أي تقدم جدي في أي من هذه المجالات، يتركز الجهد الأساسي في البحث عن الإنجازات الشكلية لتكوين عصبية محددة وظيفتها حماية السلطة... هذا النوع من العصبيات يضع السلطة شيئاً فشيئاً في مواجهة المجتمع.
رابعاً: أخلاق الناس انعكاس للواقع الاقتصادي والاجتماعي الذي تعيشه؛ فمن يريد تحسين أخلاق مجتمع من المجتمعات، عليه أن يركز جهوده على تحسين الصناعة والزراعة والتعليم والصحة، عليه أن يؤمن فرص العمل، ويبني المستشفيات والمدارس والجامعات، ويعزز البنى التحتية... وعليه أن يعيد توزيع الثروة لمحصلة المجتمع، بحيث يتجاوز شيئاً فشيئاً آفات الفقر والجهل. وبهذا المعنى، فإن التركيز على استحضار العصبيات الطائفية والقبلية هو في جوهره هروب من إنجاز الاستحقاقات الوطنية والاجتماعية التي ينتظرها الشعب السوري بأسره بعد عقود طويلة من القمع والقهر والنهب...

https://iuw.me/KUXgd