- كُنت أظنّ أن الذي يحبّني سيحبني حتي وأنا غارق في ظلامي، حتي وأنا مليء بالندوب النفسيَّة، حتي وأنا عاجزٌ عن حُب نفسي، سيُحبني رغمًا عن هذا.
- ثم تبكي، كأنك لم تبكي من قبل، إنك تتألم كلما بكيت، لم تكن الدموع يومًا مطفئة للحريق الذي بداخلك، أنها حريق، ولكن من نوع آخر.
- انا اعاني من شدةِ العتمة هذا الليل، وما زالَ لم يكتفي مني، اشعرُ بالموّت الهادئ والبطيء يتسلل الي، ويتركني بين الظلال وحيدًا.
- و انا الان مشردٌ تنكرني كل أرصفةِ المدينة خانني جميع الذين اعطيتهم عُمري اجلسَ هُنا، يعذبني الحنين يعذب قلبي ويطحنَ صبري.
- شكرًا للعتمة و الليل المفرط، وانتهاء الشموّع، شكرًا لكل من تركني وحيدًا، لكل شيء جعلني اموّت لوحدي من دونِ ان يسمع العالم بخبرِ موتي.
- أتفهم كل الذين يراقبون بصمت أشياءهم العزيزة وهي تسير خارج حياتهم ، دون أدنى محاولة لإيقافها والرغبة لمعرفة الأسباب.
- كنت أشعر بالأمان في مدينتي، ثم أصبح في بيتي، ثم في غرفتي، وأخيرًا في فراشي، الأماكن التي تشعرني بالأمان تقلصت كثيرًا.
- كلّما تقدم بي العمر، تعلّمت جيدًا أن أستعيض عن الناس بالأشياء، أن أحيط نفسي بالعزلة والكتب والموسيقى، فهي على الأقل لن تتركني وحيدًا.
- أتمنى ألَّا يفتت الفقد قلبي مجددًا، ألَّا يداهمني الخوف بعد شوطٍ طويل من الأمان، يكفيني ما فقدت، ويكفي هذا القلب ما ذاق من الوجع.
- ولم يكن هذا الهدوء بداخلي انعكاسًا للسكينة بل للقلق ، و ما قادهُ بحثه عن الطمأنينة سوى لفراغٍٍ مملوءٍ بضجيج لا يُرى ولا يُسمع.
- لقد انتهيت ككائن بشري، كل ما تراه هو مجرد ذكرى متبقية مما تعودت أن أكونه، مات أهم جزء مني، ما كان في داخلي منذ سنين.
- لا أمتلِك أحدًا أركض إليه وأُخبِره عما يحزِنني، عن الضجيج الذي يدور بقلبي، عن الأفكار الَّتي تدور برأسي، عن الفراغ الذي يجتاح روحي.
- في زمن ما توقفت عجلة الحياة في عينيّ لم أعد ألحظ وجودها تجاهلت وجودي ولم تحاول فعل شيء مؤذي حيالي كانت تتجاهلني فحسب.