الإخوان المسلمون - الصفحة الرسمية
1.69K subscribers
1 photo
11 videos
324 links
@ikhwan_official
@ikhwanEg
|| الإخوان المسلمون - الصفحة الرسمية

|| جماعة الاخوان المسلمين - مصر
Download Telegram
طوفانُ الأقصى.. خطوةٌ نحوَ العيدِ الحقيقيِّ للأُمَّة

لا يأسَ مع الإيمان  

    الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله . والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. الله أكبر من كل شيء في الوجود، من ظلم الظالمين وعدوان المعتدين، الله أكبر من جبروت المجرمين وتسلط الطاغين، ولله الحمد على تمام النعم كلها وتجدُّد عافيته على عباده، لله الحمد على البلاء وعلى الصبر الذي يُمِدُّ به عباده، ولله الحمدُ على خفايا لُطفه في الأمور وعلى تدبيره.

     هكذا أمرَنا ربُّنا سبحانه وتعالى أن نقول في ختام شهر رمضان؛ حيث شرعَ الله لعباده أن يكبروه، فقال تعالى: {وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:185]. ولهذا تعلو الصيحاتُ وتلهج الألسنةُ في أرجاء الأرض تكبرُ اللهَ وتَحْمَدُه على نعمائه، وتَحْمَدُه في كل الأحوال؛ في السراء والضراء.

     لقد مرّ شهرُ رمضانَ وها نحن أمام  هلالِ شهرِ شوال ليسفر عن عيد الفطر؛ الذي حَقَّ فيه لكل المسلمين أن يفرحوا بل ويعلنوا فرحهم وبهجتهم بقدومه، فرحةَ إيمانٍ وفرحةَ عبادةٍ وفرحةَ صبرٍ وأمل؛ فالعيد في الإسلام مظهرٌ من مظاهره، وشعيرةٌ من شعائره المعظَّمة، والنفوسُ مجبولةٌ على حب الأعياد والسرور بها، وإن كانت في نفوسِ المسلمين هذا العام غُصَّةٌ وألمٌ  لما يقاسيه إخوانُهم في غزة، والضفة، وفي السودان، إضافةً إلى الآلامِ المستمرةِ والجراحِ النازفةِ في سوريا واليمن، ورغم كل  هذه الآلام حَقَّ لهم أن يفرحوا ويزدادوا إيمانًا بأن ما يحدث في غزة هو خطوةٌ نحو العيد الحقيقي للأمة الذي ستحتفي فيه بنصرِ ربها واستردادِ حقوقها وحريتها وصونِ مقدساتها: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّه} [الروم: 4-5].

    إن  عُلُوَ الباطلِ واستكبارِه  لا يدوم، بل هو مقدمةٌ حقيقيةٌ لانتصار الحق، والناظرُ المعتبرُ في آيات القرآن يجد من قصص السابقين وسير الأعلام ما يحاكي واقعَنا ويفسِّره، ففي قصة موسى عليه السلام: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} [القصص: 4]، ويقول  الله تعالى: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [آل عمران:126]. قال السعدي: "وأما النصرُ الحقيقي الذي لا معارضَ له، فهو مشيئةُ الله لنصر مَنْ يشاء مِن عباده، فإنه -إن شاء-  نصر مَنْ معه الأسباب كما هي سُنته في خَلقه، وإن شاء نصر المستضعفين ليُبيِّنَ لعباده أن الأمرِ كلَّه بيده، ومرجعَ الأمورِ إليه“.

    إن ما يَحِلُّ بإخواننا في غزة من حربٍ همجيةٍ ضروسٍ لا ينبغي أن تَفُتَّ مِنْ عَضُدنا أو تضعفَ إرادتَنا أو تحولَ بيننا وبين إدراك المعاني الحقيقية للنصر؛ فلا تهنوا ولا تيأسوا من تَلَوُّن أشكال العذاب التي حلت بإخواننا، فلسنا جميعًا أعز على الله- عز وجل- من نبيه محمد- صلى الله عليه وسلم- وما ذاقَه وصحابتُه -رضي الله عنهم- من ألوان العذاب والهوان، فالله تعالى هو الذي يحددُ الأثمان، وللتضحيات بإذن الله نتائج ملموسة، بل وأكيدة عند الله تعالى. فوعدُ الله- عز وجل- لا محالة واقعٌ؛ استخلافٌ، وتمكين. وإن كانت المحنُ تنزلُ بساحة المسلمين في شتى بقاع الأرض، والقلب يتفطر أحيانًا لما يرى أو يسمع، فكيف نتعاملُ مع هذه الآية الكريمة التي يقول اللهُ فيها: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ...

اقرأ المقال كاملا على الموقع أو استخدم نافذة العرض الفوري من التليجرام بالأسفل
الرابط: ikhwan.online/article/262319

#رسالتنا

#إخوان_أونلاين #إخوان_أون_لاين #ikhwanonline #الإخوان #الإخوان_المسلمون

@ikhwanonline
@ikhwaneg
طول الأمد وكثرة الشدائد لا تحرفنا عن مبادئنا وأهدافنا

(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام: 162)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين،
لقد شاء الله أن يكون الابتلاء سنة ماضية لا تتخلف عن الخلق وقدرًا لا ينفك عنهم، وسببًا لاستحقاق الجزاء على العمل، وطريقًا للتمايز بين الناس: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (الملك:02)، ليكون بمثابة الامتحان الذي يتوجب على الإنسان الإجابة عليه فإما شاكرًا وإما كفورًا، والاختبار الذي ينبغي عليه أن يجتازه إما بالرضى أو بالسخط. فعن أنس بن مالك- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إن عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ، والله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رَضِيَ فله الرِضا، ومن سَخِطَ فله السُّخْطُ".  رواه الترمذي وابن ماجه. ولنعلم أنه كلما اشتد الظلام أوْشك طلوع الفجر، وكلما ازدادت المحن والابتلاءات، قرب مجيء النصر: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) (يوسف: 110).
     وقد يطول بالإنسان الابتلاء ويشتد عليه الاختبار وتتزايد عليه الشدائد، وهو لا يدرك أن في استمرارها حكمة، وفي طول أمدها يكمن الفرج، وأن ساعة النصر تكون فوق الرؤوس تنتظر كلمة "كن" فيكون، وأن الاختبار الحقيقي حينها يكون بموضع الإنسان بين الحق والباطل، فمن استمسك بالحق وسمت روحه بالصبر الجميل والرضا بما قسمه الله والجلد على ما يلقاه من عنت وضيق تتطهر نفسه وتسمو روحه ويكون من الفائزين، ومن ارتكس في حمأة القنوط ومسالك اليأس والانحراف عن الحق، فلا يلومن إلا نفسه.
وإننا في طريقنا إلى الله قد يطول بنا الطريق، الأمر الذي يتطلب منا أن نقف وقفات نتبصر فيها حالنا ونتلمس فيها ما نحن فيه، ونأخذ العبرة والعظة ممن طال عليهم الأمد والزمان فانتكسوا وتنكبوا الطريق وانحرفوا عن المنهج الصحيح فقست قلوبهم: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) (الحديد: 16). وأخطر ما يجب أن يخشاه العاملون في طريق الدعوة هو طول الأمد ومرور الأيام فيحدث فيهم التغيير أو التحول أو الانحراف، وخطورة الأمر أن هذا التغير أو الانحراف يكون في بداية الأمر بسيطًا يتساهل فيه المرء أو يتنازل ومع مرور الوقت يصيب التغير جوهر الفكرة وأصالة المبدأ والقيم، التي عقدنا العزم يومًا على الالتزام بها والثبات عليها والعمل على تحقيق أهدافها.
فالثبات على الدعوة ركن من أركان بيعتنا، يقول الإمام الشهيد حسن البنا، وأريد بالثبات: "أن يظل الأخ عاملاً مجاهدًا في سبيل غايته مهما بعدت المدة وتطاولت السنوات والأعوام، حتى يلقى الله على ذلك وقد فاز بإحدى الحسنيين، فإما الغاية وإما الشهادة في النهاية: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾ (الأحزاب:23). وقد منَّ الله على كثير من عباده المؤمنين بالثبات علي عقبات الطريق، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا، وكانوا دائمًا يضعون نصب أعينهم نداء ربهم الكريم: (لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَد ۝ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَاد۝ لَٰكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا...

اقرأ المقال كاملا على الموقع أو استخدم نافذة العرض الفوري من التليجرام بالأسفل
الرابط: ikhwan.online/article/262673

#رسالتنا

#إخوان_أونلاين #إخوان_أون_لاين #ikhwanonline #الإخوان #الإخوان_المسلمون

@ikhwanonline
@ikhwaneg
أمتنا ودروس التضحية والفداء

أُضحية و تَضحية وثبات

    الحمد لله على واسع فضله، والله أكبر ما لبى الملبُّون، والله أكبر ما طاف الطائفون، والله أكبر ما ضحى المضحون، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

    إنها أيام التضحية والفداء وأوقات الطاعة والتسليم لإرادة الله، ممزوجة بفرحة الانتصار على النفس والتسليم لأمره والرضا بقضائه والخضوع لإرادته، فبعد اختبارات قاسية وأحداث جسام يأتي العيد  ليكون المكافأة التي منّ الله بها على المضحين الذين يقتدون بأبي الأنبياء إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام؛ لنتعلم من صبرهما الدروس ونأخذ من تسليمهما العبرة ونعلم أن المسلم إنما يُمتَحن؛ ليُمنَح، ويُختَبر؛ ليَعلُو، ويُبتَلى؛ ليَسمُو: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) (الصافات: 102).

    ما أحوج اﻷمة في هذه الأيام المباركة أن تتعلم دروس التضحية من هذه الأسرة المباركة التي قبلت التضحية رغم عظم المصاب، فالولد قَبِلَ أن يضحي بنفسه، والأب رضي بالتضحية بولده الوحيد، والأم أطاعت زوجها وتركت صبيها دون أن تعترض ولو بكلمة واحدة؛ حتى تنزَّلت رحمة الله بافتداء نبي الله إسماعيل –عليه السلام-.

    فليت الأمَّة تدرك أن الإسلام يأمرها بالتضحية والفداء بعد أن تَكاثر عليها الأعداء، وتكالبتْ عليها الأُمَم، وسُلبت منها المقدسات، وانتُهكت الأعراض، وسُفكت الدماء، واضطُهد العُلماء المخلصون، وحورب المصلحون وأصبحوا غرباء في أوطانهم مطاردين بين أهليهم.

    وليت الأمة تدرك أنّ التضحية هي أساس العزة تسمو بصاحبها عن الركون والانكسار. وتستدعي همة عليّة؛ تستعصي على من ضعف قلبه ودنت همته، وطغت عليه نفسه، واستسلم أمام مغريات الدنيا.

    إن التضحية– وإن كانت ركيزة من ركائز هذا الدين- فهي عند "الإخوان المسلمون" ركن من أركان بيعتها. وعمود من أعمدة حركتها، ومرتكز لانطلاقتها، يقول الإمام المؤسس حسن البنا: "وأريد بالتضحية: بذل النفس والمال والوقت والحياة وكل شيء في سبيل الغاية، وليس في الدنيا جهاد لا تضحية معه، ولا تضيع في سبيل فكرتنا تضحية، وإنما هو الأجر الجزيل والثواب الجميل".

    وللتضحية في سبيل الله أشكال وصور تتعدد وتتنوع، فهي تضحية بالنفس والولد وتضحية بالمال، تضحية بالعظيم واليسير، بالقول والفعل، بنشر العلم وتقديم العون والخير، تضحية بكلمة الحق عند سلطان جائر وإن زاد أعوانه، ونصرة للمظلوم وإن قل أنصاره، وصدعٌ بالحق وإن غاب شهوده، وبذل للجهد والوقت وإن كثر القاعدون، وذلك تأسيًا بما فعله إبراهيم- عليه السلام- الذي قدم لنا القدوة في الفداء والمثل في البذل في سبيل الله تعالى بلا تردد، والشكر على نعم الله وآلائه: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ ۚ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) (النحل 120-121).

 

طوفان المبادئ يزيح الأقنعة الزائفة

    إن الأحداث التي تشهدها فلسطين الحبيبة والمثال الصادق الذي يضربه رجال صادقون ونساء صادقات وأطفال تخطوا حد الخيال، لَهُوَ أروع مثال على التضحية في أبهى صورها وأجلى معانيها أمام آلة عسكرية إجرامية دعمتها قوى الأرض بلا حياء وساندتها كبرى الدول بلا مواربة أو خفاء. لقد أطاح الطوفان المفعم بالتضحية والفداء بأقنعة الكذب والخداع والعمالة، بل وأطاح بدعاوى الإنسانية الكاذبة، والأخلاق الزائفة،  فكان البون شاسعًا كبيرًا بين أهل الإيمان الصادق الذين يحملون أرواحهم على أكفهم ويمارسون حربًا أخلاقية يتحلون فيها بقيم الإسلام النبيلة فيقتلون فريقًا ويأسرون فريقًا...

اقرأ المقال كاملا على الموقع أو استخدم نافذة العرض الفوري من التليجرام بالأسفل
الرابط: ikhwan.online/article/263154

#رسالتنا

#إخوان_أونلاين #إخوان_أون_لاين #ikhwanonline #الإخوان #الإخوان_المسلمون

@ikhwanonline
@ikhwaneg
مواسم الخيرات فرصة لتتابع الرحمات

{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} (التوبة:36).

الحمد لله الذي منَّ على عباده بمواسم يستكثرون فيها من العمل الصالح، ويتنافسون فيها فيما يقربهم إلى الله، فتتابع مواسم الطاعات رحمة للمسلم وحماية له من الوقوع في الشهوات واتباع هوى النفس، فهذه الأيام المباركة إنما تذكرنا بالطاعات، وتحثنا على الاستزادة من النوافل، والمضي قُدُمًا في درب العبادات.

فلنتأمل- أيها اﻷحباب الكرام- الأيام الماضية التي كنا نستقبل فيها شهر رمضان، ثم ما أسرع أن انقضى، فاستقبلنا عشر ذي الحجة ويوم عرفة، وما أدراك ما يوم عرفة؟! ثم ما أسرع أن انقضت هذه الأيام المباركة، وها نحن على مطلع شهر الله المحرم ويوم عاشوراء، فوَطِّنْ -أيها الحبيب- نفسك على الطاعة وألزمها العبادة؛ فإن الدنيا أيام قلائل والمتفكر في كل هذه المواسم المتتابعة يشعر أنها ما لبثت أن انقضت سريعًا، وكأننا استقبلناها بالأمس واليوم نودعها.

ولا بد أن يكون للمتأمل وقفة في تأمل دورة الأيام، وأن يستوحش سرعة مرورها ، قال الله تعالى: {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ * قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُون} (المؤمنون: 112 - 114).

ويقول الحسن البصري: "يا ابن آدم، إنما أنت أيام، فإذا ذهب يومٌ ذهب بعضك، ويوشك إذا ذهب بعضك أن يذهب كلك"، فلنعملْ -أيها الإخوة والأخوات- لهذه الدار، ولنفرَّ إلى الله ونفزع إليه بالتوبة وصدق الالتجاء إليه عز وجل، ولنستمسكْ بحبل الطاعة والاعتصام بالله تعالى، ولنتمثلْ حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم: "سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاعْلَمُوا أَنْ لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ، وَأَنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ" (رواه البخاري ومسلم).

وفي هذا الشهر المبارك نستلهم من صبرِ يومٍ عظيم وقع فيه حدث فاصل، نَصَرَ اللهُ فيه الحق وأزهق الباطل، أنجى الله نبيه موسى -عليه الصلاة والسلام- وقومه، وأغرق فرعون وقومه، وهو يوم عاشوراء، العاشر من شهر الله المحرم، فعندما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود صيامًا فيه، فقال لهم صلى الله عليه وسلم: "ما هذا اليوم الذي تصومونه؟"، قالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرًا لله، فنحن نصومه، فقال صلى الله عليه وسلم: "نحن أحق وأولى بموسى منكم"، فصامه صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه (رواه البخاري).

فهذه فرصة أخرى لكل الطاعات والمكرمات، وتنمِّية رصيدنا في ميزان العمل الصالح، فرصة لتزكية الروح، وتهذِّيب النَّفْس وتقوِّية الإيمان، {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} (البقرة: 148) واشحذوا الهمم؛ فلهذه الأمة نفحات في أيام دهرها، يقول أنس بن مالك -رضي الله عنه-: "اطلبوا الخيرَ دهرَكم كلَّه، وتعرَّضُوا لنفحات رحمة الله تعالى، فإن لله -عز وجل- نفحات من رحمته، يصيب بها من يشاء من عباده".
أين نحن من الطوفان؟

الإخوة والأخوات الكرام: إن ثقتنا في نصر الله لدينه وتمكينه للفئة المؤمنة وعباده الصالحين ثقة راسخة في الوجدان، لا تشوبها شائبة ولا يعتريها شك؛ لأنها يقين نتعبد به لله تعالى، وجزء من إيماننا العميق بقدرة الخالق المتعدية لحدود العقول البشرية وطاقات الكون كله، فهو سبحانه الذي تعهد بذلك {كَتَبَ الله لَأَغْلِبَنَّ أَنَا۠ وَرُسُلِي} (المجادلة: 21) . ولكن يبقى السؤال الذي يجب ألَّا يفارق نفس كل مؤمن في جميع أوقاته، وهو: أين أنا من نصرة دين الله تعالى ودعم عباده المجاهدين؟

نعم أيها الأحباب ..إن إخواننا في فلسطين الأبية يجاهدون نيابة عن الأمة بأسرها، فعلينا أن نبحث لأنفسنا عن دور وجهد لدعم هذا الجهاد العظيم والمشاركة في معركة العزة، التي تدور رحاها في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، حتى وإن لم نستطع الجهاد والتضحية بالنفس على أرض النزال، فإن الثبات على مقاطعة كل من يدعم العدو بمال أو جهد أو إعلام أثبت بما لا يدع مجالًا للشك أنه وسيلة فاعلة نافذة مؤثرة وموجعة للأعداء وأذنابهم في ربوع الأرض، وشتى المجالات، فقد بلغت خسائر بعض الداعمين للكيان الصهيوني مليارات الدولارات وانخفضت قيمة أسهم بعضهم بنسب غير مسبوقة، حتى بدأت بعض هذه الكيانات الداعمة للاحتلال في إغلاق فروعها والانسحاب من الأسواق العربية والإسلامية.

اقرأ المقال كاملا على الموقع أو استخدم نافذة العرض الفوري من التليجرام بالأسفل
الرابط: ikhwan.online/article/263574

#رسالتنا

#إخوان_أونلاين #إخوان_أون_لاين #ikhwanonline #الإخوان #الإخوان_المسلمون

@ikhwanonline
@ikhwaneg
رابعة .. البطولةُ والفداءُ

جيلٌ يأبى الانكسار

﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ - (التوبة: 111).

        أحبابَنا الكرام: يطلُّ علينا شهرُ صفر الخير فيذكِّرنا بتضحيات اﻷمة وعطاءاتها جيلاً بعد جيل، ضرب فيها نفرٌ من أبنائها في الحاضر - كما في الماضي - أعظمَ الأمثلةِ في البذل والعطاء والصبر والثبات، وكان آخر تلك النماذج المشرّفة القائدُ البطلُ إسماعيل هنية، الذي ختم الله له حياةً حافلةً بالجهاد؛ ليلقى الله شهيدًا ثابتًا على الحقِّ، صابرا على ما أصابهُ من بأساء وضرّاء .

        لقد أراد اللهُ لهذه الأمة أن تطالعَ هذه النماذجَ المشرّفةَ، التي بذَلت التضحياتِ الغالية في سبيل الله على طريق التحرر من الاستبداد والاحتلال، فكلاهما كان -ومازال- عائقَا أمام حرية الإنسان الذي أراده الله حرًّا كما خلقه، كريمًا كما أراد، يأبى الظلمَ ويرفض الاستعباد والاستضعاف. يقول تعالى ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ (النساء: 97)، وصدق الجنْديُّ المجهولُ ربعِيُّ بن عامر الذي خلَّدهُ التاريخُ  بمقولةٍ واحدةٍ ملؤُها العزَّةُ والإباء، عبَّر فيها عن مقاصدِ الإسلامِ، فقال لهرمز : "جِئنا لنخرجَ العبادَ من عبادةِ العبادِ إلى عبادةِ رب العباد، ومن ضيقِ الدُّنيا إلى سعةِ الدُّنيا والآخرة"، وعبّر  عنها الفاروقُ عمر -رضي الله عنه-  بقوله: "متى استعبدْتُم النّاسَ وقد ولدَتهم أمهاتُهم أحراراً؟".

        لقد مُنِيَت شعوبُنا الإسلاميةُ في العصور المتأخِّرة بالاحتلالِ الأجنبيِّ الذي جثَم على صدورها؛ فأذلَّ الأعناقَ ونهب الثرواتِ واستباح الحرماتِ، وما إن خرج من عدد من البلدانِ الإسلاميةِ والعربيةِ حتى خلَّف وراءه من يقومُ بالأدوارِ نفسِها ويحقّقُ الأهدافَ ذاتَها، وهم نفرٌ من أبناءِ جِلْدتِنا ينفِّذونَ أجندةِ المستعمرِ  ويسيرون في ركابه، ويضعفُونَ كيانَ الأمَّةِ ويعيثون في الأرض فسادًا.

        وقد ضرَبتْ أمَّتُنا، في القديمِ والحديثِ، نماذجَ رائعةً في التضحيةِ والفداءِ والبطولةِ في مواجهةِ الاستعمارِ  والاستبدادِ، فكان ديْدَنُها في مواجهةِ الاحتلالِ الأجنبي المقاومةَ بكلِّ الوسائلِ المتاحةِ والذَّودِ عن حياضِ الأمّةِ بكل السبلِ الممكنةِ، وها نحنُ نقفُ بين يدَيْ تضحياتٍ جسامٍ وبطولاتٍ عظامٍ، يقوم بها ثُلَّةٌ من الأحرارِ  على أرضِ الرباطِ في فلسطينَ الأبيّةَ وعلى أرض غزةَ العزة، يجودون فيها بالنُّفوسِ رخيصةً وبالدماءِ سخيّةَ؛ من أجلِ تحريرِ الأرضِ والحفاظِ على العِرض، تتَقدَّمُهُم تضحياتُ القادةِ الذين لحِقَ رهْطٌ منهم موكبَ الشهداءِ، بدايةً من الإمامِ المؤسسِ حسن البنا، ومرورًا بالشيخِ أحمد ياسين مؤسّسِ حركةِ حماس، ووصولا إلى القائدِ الربانيِّ إسماعيل هنية: ﴿فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ ( آل عمران:  170)

 

من رابعة إلى غزَّة ….  تضحيةٌ وثباتٌ في مواجهةِ الاستبدادِ ومقاومةِ المُحتَل

        وكما ضربتْ أمتُنا مثالَ التضحيةِ والفداءِ في مواجهةِ الاحتلالِ في أرضِ الرباطِ، فقد ضربتْ الأمّةُ أمثلةَ التضحيةِ والثباتِ أمامَ الاستبدادِ؛ فكان...

اقرأ المقال كاملا على الموقع أو استخدم نافذة العرض الفوري من التليجرام بالأسفل
الرابط: ikhwan.online/article/263924

#رسالتنا

#إخوان_أونلاين #إخوان_أون_لاين #ikhwanonline #الإخوان #الإخوان_المسلمون

@ikhwanonline
@ikhwaneg
في ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم لن نبرح منهجه

{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا}(سورة الفتح: 29)

        أيام قلائل وتطل علينا ذكرى مولد البشير النذير ﷺ الذي كان مجيئه إيذاناً ببداية عهد جديد سرى فيه نور الحق وانكشف فيه الباطل وتأسست للحق دولة تحميه  ونشأت أمة توحدت خلف المصطفى- صلى الله عليه وسلم- تنشر الحق والخير والعدل بين الناس، وترفع الظلم والبغي والعدوان عن العالمين.

        وقد قادت هذه الأمةُ الواحدةُ قاطرةَ الحضارة الإنسانية على مدار  أكثر من ألف عام، فكانت بمثابة الأستاذ الذي علم البشرية، والمرشد الذي دل على الطريق القويم، وحملت الخير للناس جميعاً ورفعت راية العدل والتوحيد الخالص بين العالمين؛ فأمرت بالمعروف ونهت عن المنكر، مصداقاً لقول الله تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) (آل عمران: 110).

        لقد مرت الأمة الإسلامية عبر تاريخها الطويل بمحن كثيرة تربص فيها الأعداء بوحدتها وحاولوا مراراً تفكيكيها وتفتيتها وإضعافها، بالغزو الصليبي تارة والمغولي تارة، وبالموجة الاستعمارية الحديثة تارة أخرى، وهي في كل مرةٍ تمرض لكنها لا تموت، تضعف ولكنها ما تلبث أن تعود إلى وحدتها التي هي سر قوتها ومكمن عزتها.

        واليوم وقد اشتدت التحديات تجاه الأمة الإسلامية وتزايدت الضغوط التي تستهدف وحدتها وتسعى بكل قوة لإنهاكها بالاحتلال مرة وبالغزو الثقافي مرة أخرى، بعد أن تركت مقاومة عدوها والذود عن أرضها والدفاع عن مقدساتها، مصداقاً لقول المصطفى- صلى الله عليه وسلم- الذي رواه أبو داود في صحيحه: (يُوشِكُ أن تَدَاعَى عليكم الأممُ من كلِّ أُفُقٍ، كما تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها، قيل: يا رسولَ اللهِ! فمِن قِلَّةٍ يَوْمَئِذٍ؟ قال: لا، ولكنكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيْلِ، يُجْعَلُ الْوَهَنُ في قلوبِكم، ويُنْزَعُ الرُّعْبُ من قلوبِ عَدُوِّكم؛ لِحُبِّكُمُ الدنيا وكَرَاهِيَتِكُم الموتَ).

        إلا أنه وفي وسط هذا الواقع الأليم وتلك المرحلة الفاصلة التي تمر بها أمة الحبيب- صلى الله عليه وسلم- خرجت طائفة من المؤمنين الصادقين في أكناف بيت المقدس يواجهون الاحتلال الغاشم ويرهبون عدو الله وعدوهم ويثخنون فيه ويسقطون هيبته ويضعفون شوكته رغم قلة إمكاناتهم وحصارهم من عدوهم وممن ظنوا أنه صديقهم.

        إنها رسالة صادقة من الأحرار على أرض الرباط تؤكد أن وحدة الأمة تبدأ من دفع العدوان وصد الطغيان، فوجدنا رجالا ونساء وأطفالا يحبون الموت كما يحب عدوهم الحياة فأذاقوهم الويلات ونطق حالهم بأبلغ رسالة إلى أمتهم بأن التخلص من حب الدنيا هو بداية الطريق وأن الموت في سبيل الله إنما هو أمنية عزيزة لكل مؤمن صادق الإيمان.

        هذا هو نهج النبي الهادي- صلى الله عليه وسلم- الذي يتوجب على الأمة أن تهتدي وتتمسك به في ذكرى مولده، لتحافظ على وحدتها وتستدعي مكامن قوتها حتى تعود من جديد هادية للعالمين ورافعة لراية العدل والإحسان ومبشرة بمنهج الإسلام الشامل ليعيش الناس حياتهم على منهاج الله وتحت راية عدالته ورحمته سبحانه.

 

مقاومة على منهاج النبوة

        إن دروس الثبات والعزة التي تتلقاها الأمة من غزة العزة في انتزاع الحقوق رغم التضحيات والمعاناة والألم ورائحة الموت التي تملأ القطاع، إنما هي الدرس البليغ الذي يتسق مع منهاج النبوة، بل هو الدرس البليغ لكل أحرار العالم الذي يؤكد أنه ما ضاع حق وراءه مُطالب.

        إن أصحاب القضية يعرفون هدفهم ويبصرونه بكل وضوح سواء على مستوى المقاومة أو على مستوى الحاضنة الشعبية، فبينما يحمل الأبطال السلاح ليذيقوا الصهاينة ألواناً من العذاب بعد أن...

اقرأ المقال كاملا على الموقع أو استخدم نافذة العرض الفوري من التليجرام بالأسفل
الرابط: ikhwan.online/article/264387

#رسالتنا

#إخوان_أونلاين #إخوان_أون_لاين #ikhwanonline #الإخوان #الإخوان_المسلمون

@ikhwanonline
@ikhwaneg
طوفان اﻷقصى.. عام مضى وأمل لا يتبدد

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه،

يقول تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (التوبة: 33)

        بينما تتعرض الأمة لمحنة من أشد المحن ضراوة في تاريخها، ومن أكثرها قسوة في وقعها وأثرها، ما زالت لم تفقد يوما بوصلتها على طريق الحق، ولم يتطرق لها اليأس رغم الطعنات الغادرة والأزمات المتعاقبة، يعتصم أبناؤها بحبل الله المتين ونوره المبين، يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا، يحدوهم الأمل ويترقبون النصر يقينا في قوله تعالى : {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} (الروم: 47).

        إن الثقة في نصر الله تعالى لعباده المؤمنين حقيقة لا مراء فيها، وإن قل العدد والعدة وغاب النصير، وهو مرهون بتأييد الله يهبه لمن يشاء، ليظل سنة ماضية لا تتغير ويقينا راسخا لا يتردد وحقيقة لا تتبدد ولا تنسخ، ما إن اطمأنت بها القلوب وسكنت لها الأفئدة وخلصت معها النوايا واستنفد المؤمنون فيها الأسباب.

        لقد مر عام على الطوفان تزايدت خلاله التضحيات وتكاثرت معه الآلام، إلا أن ملامح النصر ظلت بادية في الأفق تترقبها عيون المخلصين وتتلمسها قلوب المؤمنين وتتجلى فيها كرامات الأولياء، وتظهر فيها بطولات الرجال الصامدين والنساء المرابطات على ثغور الأمة، تمامًا كما ترقب المسلمون في مثل هذه الأيام انتصارات حطين بقيادة البطل صلاح الدين الأيوبي.

             ولعل من حكمة الله تعالى أن يأتي النصر على ضعف  في العدة وقلة في المؤونة، واستنفاد لكل الأسباب، وافتقار إلى جنب الله،  يقول الأستاذ سيد قطب- رحمه الله- في مقال له بعنوان (قانون النصر الذي لا يتخلف): "تلك سنة الله في الدعوات، لا بد من الشدائد، ولا بد من الكروب، حتى لا تبقى بقية من جهد ولا بقية من طاقة، ثم يجيء النصر بعد اليأس من كل أسبابه الظاهرة التي يتعلق بها الناس، يجيء النصر من عند الله، فينجو الذين يستحقون النجاة، ينجون من الهلاك الذي يأخذ المكذبين، وينجون من البطش والعسف الذي يسلطه عليهم المتجبرون، ويحل بأس الله بالمجرمين، مدمرًا ماحقًا لا يقفون له، ولا يصده عنهم ولي ولا نصير".

الطوفان حرب تحرير  وبداية استقلال

        إننا اليوم ونحن نقف على أعتاب عام مر منذ بداية طوفان الأقصى لا نجد أنفسنا أمام معركة عابرة ولا حلقة في سلسلة المواجهات مع الاحتلال الصهيوني الغادر، ولكننا أمام علامة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية ومنطلق إلى تحرير كامل الأرض، ونقطة البداية لزوال الاحتلال من أرض فلسطين المقدسة التي بارك الله حولها.

        لقد أمعن الاحتلال في قتل الأطفال والنساء وانتهاك الحرمات أملا في إضعاف شوكة المقاومة، وإنهاك قوتها، وانفضاض الحاضنة الشعبية من حولها، ولكنها تزداد- بفضل الله- كل يوم قوة وتجتمع عليها كل يوم قلوب أهل فلسطين معلنين بثباتهم وصمودهم الأسطوري أن المقاومة وجهاد العدو هو الخيار الأوحد لتحرير الأرض، وأن أي محاولات لجر القضية إلى دوامة المفاوضات المزعومة والسلام الهش والتطبيع مع المجرمين، إنما هو سراب لم يقبله الفلسطينيون ولن يسمحوا بتمريره أو استهلاك مزيد من الوقت فيه.

لبنان وفلسطين قضية واحدة

        في ثنائية القتل والعدوان الصهيوني ها هي لبنان -الدولة العربية العضو في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة- يتغول عليها عدوها الغاشم الفاجر وينتهك سيادتها منذ احتلاله فلسطين عام 1948 وظل يتغول عليها جوًا وبرًا وبحرًا وينتهك سيادتها ويستولي على جزء من أراضيها وتحوم طائراته في أجوائها على مدار الساعة قبل طوفان الأقصى وبعده، واليوم يوسع عدوانه ويحشد قواته لغزوها واحتلالها وإحداث فتنة بين مكونات شعبها.

        والشعب اللبناني بكافة طوائفه ومكوناته وقواه- منذ...

اقرأ المقال كاملا على الموقع أو استخدم نافذة العرض الفوري من التليجرام بالأسفل
الرابط: ikhwan.online/article/264818

#رسالتنا

#إخوان_أونلاين #إخوان_أون_لاين #ikhwanonline #الإخوان #الإخوان_المسلمون

@ikhwanonline
@ikhwaneg