غُربة .
21.6K subscribers
470 photos
14 videos
1 file
2 links
كائن مُتورط، بطولته الدائمة التجاوز .
Download Telegram
‏"تموت أحاديثك الصغيرة في صدرك إذ لا قلب رحب يسمعها ولا روحٌ عطوف تبحث عنها و تنتظرها."
‏تعبت من تغطية الكلام بالكلام، وتضليل الوجع باللغة ومن التحايل على الوقت ومن التظاهر أن الرحلة ممتعة ومن التسلي عن المشقة باكتشاف الدروس المخبأة في التجارب ومن التجارب، ومن الحياة: تعتاد مكرها ولا تستقر ومن أملي والنار التي لا تهدأ ومن الطرق: أقطعها سيرًا على قلبي ولا أصل.
ولكنّنا في نهاية الأمر ضِعنا، ليس لأننا لا نعرف الطريق، بل لأن الطُرق التي نعرفها خانتنا، طُرق المداخل الواحدة غدت متاهات، لم تؤدِّ بنا أي طريق إلى وجهة واحدة صحيحة.
وَلستُ أبُوح بما قد كَتمتُ ولو حَزَّ في النَّفسِ حدُّ الألم .
‏حظينا بمحباتٍ كثيرة، بأوقاتٍ ساطعة وودودة، بآخرين يأنسون بنا ونحبهم، بلحظاتٍ أرقنا عليها كامل مشاعرنا، بأغنيات أطلعناها على أسرارنا، وأخرى اكتشفتها مصادفة، بحكاياتٍ صغيرة كبرت بتذكرنا إياها. حظينا بشخص واحد، كان ذات يوم هناك، في حرزٍ مهيب، غادر وكنا نحسبه منا.
ولكنني كنت عاجزة عن التفاعل مع كل ذلك. كنت أشعر بأنّني باردة للغاية، وخاوية تمامًا، مثلما يتحتم على دوامة الإعصار أن تشعر وهي تستمر بالدوران وسط كل تلك الجلبة التي تُحيط بها .
فقدتُ حماسي في كُل شيء، رغباتي كُلها تهجرني، حتى أني لا أرى أحلامًا ذات شأن، لا أرى سوى أحلاماً عادية.
لقد حصلت عليك، نلت حظوظي الجيدة أخيرًا، رأيت بعيني الربيع الذي طال انتظاري له، امتلكت حصتي من السرور، وبركة العمر، وانشراح الخاطر، لقد شعرت بمحبة الله لي منذ قدومك، جئت إلي حاملاً بين يديك دفء كل العالمين، لقد لمست بأطراف أصابعك أوجاعي التي تکدست فوق شغاف قلبي؛ حتى أدركتني العافية، أنت وحدك استطعت، لقد فعلها حبك، أوجدني في المكان الذي بوسعي أن أقول إنه مكاني ويخصني وحدي، وأن حدودك هي حدودي وأرضي وسمائي، وأنك تناسبني تمامًا كما لو أنك أنا، لاقت جميع شخصياتي في مدارك كل القبول، ولاقيتني عندك ربيعك وكل فصولك ومراحل السلام التي لطالما رجوتها.
‏"يحدث لي أحيانا، بصورة مباغتة، أن يبرز وسط إحساسي تعب رهيب من الحياة إلى حد لا يمنح إمكانية إختلاق فعل للسيطرة. تعب تواق، لا إلى الكف عن الوجود وهو مايمكن أو لا يمكن أن يحتمل وإنما إلى شيء أكثر فظاعة وأبعد غورا، إلى الكف حتى عن كوني وجدت، وهو ما لا توجد أي طريقة لإمكانية أن يكون"
‏"ربما لأنك تمشي على أطراف أصابعك، ربما لأنك تخرج بهدوء ولا تصفع الأبواب خلفك، ربما لأنك تترك بابك مواربًا بداعي التعاطف، فظن الجميع باستهانة بالغة الإشفاق أنك لا تملك قدمين كاملة وأياد قد تكسر بها الأبواب غضبًا وأنك قادر على أن تتخلى عن وداعتك وتهاجر لبلد بعيد بدل من أن تغلق الباب."
‏أخاف لأن العاطفة مرهونة دومًا بالقلق، لأن لا ضمانات على من يعرفه قلبي، ولا يعرفني قلبه.
‏"تود لو أن الحياة كانت أخف من هذا الثقل كله"
Forwarded from ٰ (سَارّه .)
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين عدد من ذكره وعدد من غفل عن ذكره.
Forwarded from ٰ (سَارّه .)
سورة الكهف .pdf
626.5 KB