إني وقفتُ ببابِ الدَّارِ أسألُها
عن الحبيبِ الذي قد كانَ لي فيها
فما وجدَتُ بها طيفاً يُكلِّمُني
سِوى نوحِ الحَمام في أعاليها
يا دارُ أينَ أحبَّائي؟لقد رحلوا
ويا تُرى أيُ أرضٍ خيَّموا فيها ؟
لا تسأل الدار عن من كان يسكنها
البابُ يخبرُ أن القومَ قد رحلوا

أَفاطِمُ لَوْ خِلْتِ الْحُسَيْنَ مُجَدَّلا
وَقَدْ ماتَ عَطْشاناً بِشَطِّ فُراتِ
إِذاً لَلَطَمْتِ الْخَدَّ فاطِمُ عِنْدَهُ
وَأَجْرَيْتِ دَمْعَ الْعَيْنِ فِي الْوَجَناتِ
أَفاطِمُ قُوْمي يا ابْنَةَ الْخَيْرِ وَانْدُبي
نُجُومَ سَماوات بِأَرْضِ فَلاةِ

قتلُ النفوسِ مُحرمٌ لكِنهُ
‏حلٌ إذا كانَ الحَبيبُ الفاعلُ
‏أرضىٰ ويغضَبُ قاتِلي فتَعجَّبوا
‏يَرضى القَتيل وليسَ يَرضىٰ القاتِلُ.

إنّي لأنظر في الوجودِ بأَسرهِ
‏لأرى الوجوهَ، فلا أرى إلاّك
‏قالوا ويخلقُ أربعينَ مُشابهاً
‏من أربعينك لا أريدُ سِواك .

معقوله گلبك طاوعك
خلاك تكره صوتي
غشوك مدري بيا حچي
وما بيك حنيه بعد
ما تهم حتى بموتي
گتلك اموت عليك انا
وانتَ أبـد ما قصرت
بيدك جـبت تابوتي !

فَلَيتَكَ تَحلو وَالحَياةُ مَريرَةٌ
‏وَلَيتَكَ تَرضى وَالأَنامُ غِضابُ
‏وَلَيتَ الَّذي بَيني وَبَينَكَ عامِرٌ
‏وَبَيني وَبَينَ العالَمينَ خَرابُ

أموتُ من شوقي إليك و أنكرُ
و تَظلُّ تسألني و تعرف جيداً
أنّي أحبك فوقَ ما تتصورُ
قد يُفسدُ البوح الحكايةَ طالما
لا يصدقُ العشّاقُ مهما عبّروا
أنا كلما حاولتُ فيكَ قصيدةً
أجدُ الحروفَ ببعضها تتعثّرُ
إن قلتُ لا أهوى كذبتُ
و إن أقلْ أهوى كذبتُ
لأنَّ حُبَّكَ أكبرُ
الحبُّ تأويلٌ
و كم من آيةٍ ضاعت مفاتنها و نحنُ نفسّرُ

‏هلّ للحبيب حنينٌ هزّ مضجعهُ ؟
‏أم نام سهوًا وفي جفنَيهِ أحداقي !
‏لله جفنُ ذوى من طولِ ليلتهِ
‏يجودُ بالوجدِ في أنّاتِ مُشتاقِ

وكم مَرَّ بي سائلٌ مُشفِقًا
فأهمس أني على ما يُرامُ
فقلب الغريبِ أتى سائلًا
وقلبكَ مَرَّ مرورَ الكرامُ

وَأنتظرتَك
بَين صَفنات الليّالي
وجَرح دَخان الجگاير
وبين لچماتي وحَسرتي
وحيرتي وكَسرة الخاطِر
وبين مَدري
و وين صايَر ؟
وأنتظرتَك هلبَت تمُر طيف
إيضمضُم دموعي إعلّه باچر .

تمنيتُ مَن أهوى فلما لَقيتُهُ
بُهِتُّ فلم أملك لساناً ولا طَرفا

وقد كان في قلبي أمورٌ كثيرةٌ
فلما التقينا ما نطقتُ ولا حرفا

وأطرقتُ إجلالاً له ومَهَابةً
وحاولتُ أن يَخفَى الذي بي فَلَم يَخفَا

فلو أنني مُلِّكتُ من ثغرهِ الذي
تَمَكَّن فيه الدُّرُّ قبلته ألفا.

قُل لي ثباحُ الخيرِ سيّدتي
واملأ بفيض هواكَ أوردتي
قُل لي ثباح الخيرِ يا أملي
أشعِل فتيلَ العشق في لُغتي

يا أَقْتَلَ الناسِ أَلْحاظاً وأَعذَبهُمْ
رِيقاً مَتَى كَانَ فِيكَ الصَّابُ والعَسَلُ
في صَحْنِ خَدِّكَ وهيَ الشَّمْسُ طالِعةٌ
وَرْدٌ يَزِيدُكَ فيه الرَّاحُ والخَجَلُ
إيمانُ حُبِّكَ في قلبي تُجَدِّدُهُ
مِنْ خَدِّك الكُتْبُ أو مِنْ لَحْظِكَ الرُّسلُ
إن كُنْتَ تُنْكِر أَنّي عَبْدُ دَوْلَتِكُمْ
مُرْنِي بما شِئْتَ آتيهِ وأَمْتَثِلُ
لَوِ اطَّلعْتَ على قَلْبي وَجَدْتَ بِهِ
مِنْ فِعْلِ عَيْنَيكَ جُرْحاً لَيْسَ يَنْدَمِلُ .