قناة د. عبداللطيف التويجري
2.97K subscribers
30 photos
1 video
4 files
4 links
في زحمةِ الحياة كلمات مضيئة، تبعثُ الأمل، وتحثُ على العمل، وتُرشد إلى الهدى، هنا أبحث عنها وأشارككم رَسمها بين فائدةٍ ونقل وتعليق، واللهَ أسأل الهداية والسداد، والبركة والرشاد.

للتواصل: a44t@hotmail.com
Download Telegram
◉ اسمٌ على مسمىٰ!

الإمام الذهبي "ذهبي" على اسمه رحمه الله تعالى، فقد بلغ شدة إنصافه أنه تكلم في ابنه عبدالرحمن فقال عنه: (إنه حفظ القرآن ثم تشاغل عنه حتى نسيه).

ومن إنصافه أيضًا: بيانه في رجوعه إلى الحق حيث قال: (وقد ذكرتُ في تاريخي الكبير أن سلمان الفارسي عاش (٢٥٠) سنة، وأنا الساعة لا أرتضي ذلك ولا أصححه).
من جماليات الدنيا أن يُنعم الله تعالى على المرء بأصدقاء مخلصين يقاسمهم مشاعره، ويشاطرهم همومه.

تأمل كيف ستكون الحياة بائسة من غير صداقة مخلصة يتعاضد أصحابها أمام رياح الزمن العاتية؟!

هؤلاء ذخرٌ في الشَّدة والرخاء، وشامةٌ في البذل والعطاء، وبركةٌ في الخير والنماء.
كم نحن بحاجة في هذا الزمن لتعليم الأجيال فضل الإيمان وعظم منزلته وكبير أثره.

علموا أولادكم أن من أعظم النعم نعمة الهداية للإيمان، وأن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بطاعة الله وينقص بمعصيته.

علموا أولادكم أن أعظم شيء يُفاخرون به ويعتزون: هو الإيمان بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد ﷺ رسولًا.
من جديد الإصدارات، رسالة في قول الله تعالى: ﴿وَأَتِمُّوا الحَجَّ وَالعُمرَةَ لِلَّهِ﴾ لشيخ الإسلام ابن تيمية، تُنشر لأول مرة.

شكر الله لفضيلة الدكتور عبدالرحمن العامر -محقِّق هذه الرسالة- إهداءَه، وبارك الله في علمه وعمله ونفع به 🤍
(لا أذاقك الله طعم نفسك فإنك إن ذقتها لم تُفلح!).

قاله يوسف بن الحسين الرازي للجنيد، نقله الذهبي في السير [٢٤٩/٤] ونقل أنه كان نسيج وحده في إسقاط التصنع، وتذييل النفس.

ويقصد بطعم النفس: (حب تعظيم الذات، والتلذذ بمدح النفس والاحتفاء به).
إن استطعتَ أن تكون خفيف الظهر من اقتحام نوايا الناس، أو الظن السيئ بأقوالهم وأفعالهم فأنت في خيرٍ عظيم، وأثر من فعل ذلك خطير في الحال والمآل.

يقول مكحول: «رأيتُ رجلًا يبكي في صلاته فاتهمته بالرياء؛ فحُرِمت البُكاء سنة!».
ما أحوجنا لهذا الدعاء القرآني العظيم؛ لأن العبد في كل أحواله لا يزال داخلاً في أمر وخارجًا من الآخر؛ ومتى كان خروجه ودخوله لله وفي الله صادقًا مُخلصًا أفلح ونجح وانتصر، فردد دائمًا:

﴿وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرًا﴾.
بعضهم يردد فكرة أن هناك أقوالاً في الفقه كانت مخفية عنا قصدًا، ولم نكن نعرفها إلا بعد الانفتاح المعلوماتي الجديد.
وهذا كلام غير صحيح؛ لأن مسائل الخلاف محفوظة منذ تاريخ تدوين الفقه، والفقيه يفتي بما يراه حقاً عنده، وقد يكون الكسل البحثي عند (المعترض) بعدم مطالعة كتب الفقه ومراجعتها والسؤال عنها.
لا داعي للمثالية في حياتنا فكلنا "بشر" نخطي ونتوب، ونضعف ونقوى، ونغضب ونندم، ويعترينا ما يعتري البشر من همومٍ وأحزان.

والفائز حقًّا من يسأل الله دائمًا العفو والعافية، والتجاوز عن التقصير: ﴿وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون﴾.
في قوله تعالى: ﴿ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون﴾.

فسر ابن عباس رضي الله عنهما الألم هنا: بـ(الوجع) وجاء في تفسير الإمام الطبري لهذه الآية أن المعنى: أي لا تضعفوا في طلب القوم، فإنكم إن تكونوا تتوجعون، فإنهم يتوجعون كما تتوجعون، وترجون من الله -من الأجر والثواب- ما لا يرجون.
من علامات حياة القلب: أنه إذا فاته ورده من القرآن أو الذكر أو الصلاة، وجد لفوات ذلك ألمًا عظيمًا، وهذا مشاهد عند أصحاب القلوب الحيَّة، والعقول السليمة، وهو من نعم الله تعالى على العبد أن يرزقه قلبًا صحيحًا طاهرًا، نسأل الله الكريم من فضله.
حتى نكون في هذه العشر من الفائزين.

من أعظم الاستعداد لمواسم الطاعات؛ أن تكثر من سؤال الله الإعانة على الطاعة فيها والعبادة، فمن هذه اللحظة لا يفتر لسانك عن الدعاء، بأن يجعلك الله من أسعد عباده ببركات أيام العشر وخيراتها وأنوارها..

فو الله لا قيمة للخطط الشخصية ولا التفرغ ولا رسم الجداول إذا لم يعنك الله ويشرح صدرك للطاعة والعبادة..

فالسر كله في عون الله للعبد، وهذا العون لا يُستجلب إلا بالافتقار والانطراح بين يدي الله وسؤاله الإعانة والسداد ..

و(معونة الله) إذا رُزقها العبد فقد أخذ بمجامع الفلاح والسعادة، وإذا أرسل الله معونته لأحد فلا تسل عن شيء بعدها.

وكثير من النفوس تشتكي من ضعف النشاط في مواسم الخيرات وعدم الاستمرار على عمل الطاعات والعبادات، وعلاج ذلك يكون باستمطار عون الله، فالعبادة مهما كانت لاتكون إلا بإعانة الله لك، وكلما زادت المعونة ارتقى العبد في سلّم العبادة، ومن هنا نعلم شدة الحاجة لقول الله: ( إياك نعبد وإياك نستعين ).
وجاء عن مُعَاذٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُول اللَّه ﷺ، أَخَذَ بِيَدِهِ وَقالَ: يَا مُعَاذُ واللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ، ثُمَّ أُوصِيكَ يَا مُعاذُ لاَ تَدَعنَّ في دُبُرِ كُلِّ صلاةٍ تَقُولُ: اللَّهُم أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ، وحُسنِ عِبَادتِك.
وعن أبي هريرة أَنَّ رَسُول اللَّه ﷺ قال: أتُحِبُّونَ أنْ تَجْتَهِدُوا في الدعاءِ؟ قولوا اللهمَّ أَعِنَّا على شُكْرِكَ، وذكرِكَ، و حُسْنِ عِبادَتِكَ. قال ابن القيم : " فجمع ﷺ بين الذكر والشكر، كما جمع سبحانه وتعالى بينهما في قوله تعالى (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) فالذكر والشكر جماع السعادة والفلاح ، .. وأنفع الدعاء طلب العون على مرضاته، وأفضل المواهب إسعاف العبد بهذا المطلوب، وجميع الأدعية المأثورة مدارها على هذا، وعلى دفع ما يضادّه، وعلى تكميله، وتيسير أسبابه".
وقال ابن تيمية: " تأملت في أنفع الدعاء؛ فإذا هو سؤال الله العون على مرضاته".

ما رأيكم أن نبدأ من هذه اللحظة، ونطبق وصية النبي ﷺ المباركة لمعاذ، ونجعل هذا الدعاء وردًا ثابتًا لنا دبر كل صلاة، وفي كل حين، أجزم أننا إن فعلنا ذلك فسنرى من ألطاف الله ومعونته ما يُدهش الألباب، ستخف علينا الطاعات، وستستجد عندنا عبادات لم نحسب له حسابًا، فالله إن تقربت منه شبراً تقرب منك ذراعًا، وإذا أعطاك أدهشك.

ويسرني أن أضع بين يديكم هذه الكلمة، وعنوانها: القوة في مواسم العبادة، ذكرت فيها بعض المعالم والإشارات حول هذا الموضوع..

أسأل الله أن ينفع ويبارك بها، ويجعلها حجة لنا لا علينا..

https://youtu.be/AIwCnOji-ms?si=TYzmE3ZvSdY-5fXK
◉ أصول النعم!

يكاد يتفق العقلاء أن ركائز أصول النعم تجتمع في الآتي:

• الإيمان.
• الأمان.
• القناعة.
• العافية.

‏وأن من نعيم الدنيا المعجل توفرها لدى الإنسان، ومن اللطيف اجتماع الحديث عن جل هذه الأمور في «سورة النحل» الذي سماها قتادة وغيره بسورة «النِعم».
تعاملت معه من أرقى الناس، وعسله يشرف عليه بنفسه، أحسبه من الصادقين والله حسيبه.