📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
(الحَلَالُ بَيِّنٌ ، والحَرَامُ بَيِّنٌ ، وبيْنَهُما مُشَبَّهَاتٌ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ، فَمَنِ اتَّقَى المُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ ، ومَن وقَعَ في الشُّبُهَاتِ : كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى ، يُوشِكُ أنْ يُوَاقِعَهُ، ألَا وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى ، ألَا إنَّ حِمَى اللَّهِ في أرْضِهِ مَحَارِمُهُ ، ألَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً : إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ ، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ ، ألَا وهي القَلْبُ).
#الراوي : النعمان بن بشير
#المصدر : صحيح البخاري
📝 #شـرح_الـحـديـث 🖍
👈 هذا أحدُ الأحاديثِ الَّتي عليها مدارُ الإسلامِ ؛ فهو حديثٌ عظيمٌ ، وأصلٌ مِن أصولِ الشَّريعةِ ، وهو مِن جوامعِ كَلِمِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. حثَّ فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على الورَعِ ، وتركِ المتشابهاتِ في الدِّينِ ، فقال :
▪️الحلالُ بيِّنٌ ، أي : إنَّ الحلالَ ظاهرٌ واضحٌ ، وهو كلُّ شيءٍ لا يوجدُ دليلٌ على تحريمِه مِن كتابٍ أو سنَّةٍ ، أو إجماعٍ أو قياسٍ ؛ وذلك لأنَّ الأصلَ في الأشياءِ الإباحةُ ، وكذلك الحرامُ ظاهرٌ واضحٌ ، وهو ما دلَّ دليلٌ على تحريمِه ، سواءٌ كان هذا الدَّليلُ مِن الكتابِ ، أو كان مِن السُّنَّةِ ، أو كان دليلُ التَّحريمِ مِن الإجماعِ.
▪️ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : وبينهما مُشبَّهاتٌ لا يعلَمُها كثيرٌ مِن النَّاسِ ، أي : وبين الحلالِ والحرامِ قسمٌ ثالثٌ ، وهو المُشتبِهاتُ ، أي : الأمورُ الَّتي تكونُ غيرَ واضحةِ الحُكمِ مِن حيث الحِلُّ والحُرمةُ ، فلا يعلَمُ الكثيرون هل هي حلالٌ أو حرامٌ ، ويدخُلُ في ذلك جميعُ الأمورِ المشكوكِ فيها ؛ مثل : المالِ المشبوهِ أو المخلوطِ بالرِّبا ، أو غيرِه مِن الأموالِ المُحرَّمةِ ، أمَّا إن تأكَّدَ أنَّ هذا مِن عينِ المال الرِّبويِّ ، فإنَّه حرامٌ صِرفٌ دون شكٍّ ، ولا يُعَدُّ مِن المُشتبِهاتِ.
▪️ثمَّ قال : (فمَنِ اتَّقى الشُّبهاتِ ، فقد استبرَأ لدِينِه وعِرضِه) ، أي : مَن اجتنَبها فقد طلَب البَراءةَ لنفسِه ، فيسلَمُ له دِينُه مِن النَّقصِ ، وعِرضُه مِن القدحِ والذِّمِّ والسُّمعةِ السَّيِّئةِ ، أمَّا مَن وقَع في الشُّبهاتِ واجترَأ عليها ، فقد عرَّض نفسَه للخطَرِ ، وأوشَك على الوقوعِ في الحرامِ ، كراعٍ يَرعَى حولَ الحِمَى ، وهو : المكانُ الَّذي جعَله الملِكُ لرعيِ مواشيه ، وتوعَّد مَن رعى فيه بغيرِ إذنه بالعقوبةِ الشَّديدة ؛ فالرَّاعي حول الأرضِ الَّتي حماها الملِكُ لنفسِه ، وجعلها خاصَّةً له ، قد تدخُلُ ماشيتُه في الحِمى ، فيستحِقُّ عقوبةَ السُّلطان ، كذلك مَن يتهاونُ بالشُّبهاتِ ، فإنَّه على خطَرٍ ؛ لأنَّها ربَّما كانت حرامًا ، فيقَعُ فيه ، وأنَّه ربَّما تساهَل في الشُّبهاتِ فأدَّى به ذلك إلى الاستهتارِ واللَّامبالاِة ، فيقعُ في الحرامِ عمدًا ؛ فإنَّ الشُّبهةَ تجُرُّ إلى الصَّغيرة ، والصَّغيرةُ تجُرُّ إلى الكبيرةِ ، نسأل اللهَ السَّلامةَ.
▪️ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (ألا وإنَّ لكلِّ ملِكٍ حِمًى ، ألا وإنَّ حِمى اللهِ محارمُه) ، أي : إنَّ حِمَى اللهِ هي المعاصي الَّتي حرَّمها على عبادِه ، فمَن دخَل حِماه بارتكاب شيءٍ مِن المعاصي هلَك ، ومَن قارَبه بفِعل الشُّبهاتِ كان على خطَرٍ.
#وقوله : (ألا وإنَّ في الجسدِ مُضغةً ، إذا صلَحَت صلَح الجسدُ كلُّه ، وإذا فسَدَت فسَد الجسدُ كلُّه ، ألا وهي القلبُ) ، فهذه كلمةٌ #جامعةٌ لصلاحِ حركاتِ بني آدَمَ وفسادِها ، وأنَّ ذلك كلَّه بحسَبِ صلاحِ القلب وفسادِه ، فإذا صلَح القلبُ صلَحَت إرادتُه ، وصلَحَت جميعُ الجوارحِ ، فلم تنبعِثْ إلَّا إلى طاعةِ اللهِ ، واجتنابِ سَخَطِه ، فقنِعَتْ بالحلالِ عن الحرامِ ، وإذا فسَد القلبُ فسَدَت إرادتُه ، ففسَدَتِ الجوارحُ كلُّها ، وانبعثَتْ في معاصي الله عزَّ وجلَّ ، وما فيه سَخَطُه ، ولم تقنَعْ بالحلالِ ، بل أسرَعَتْ في الحرامِ بحسَبِ هوى القلبِ ومَيلِه عنِ الحقِّ.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/2731
(الحَلَالُ بَيِّنٌ ، والحَرَامُ بَيِّنٌ ، وبيْنَهُما مُشَبَّهَاتٌ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ، فَمَنِ اتَّقَى المُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ ، ومَن وقَعَ في الشُّبُهَاتِ : كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى ، يُوشِكُ أنْ يُوَاقِعَهُ، ألَا وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى ، ألَا إنَّ حِمَى اللَّهِ في أرْضِهِ مَحَارِمُهُ ، ألَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً : إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ ، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ ، ألَا وهي القَلْبُ).
#الراوي : النعمان بن بشير
#المصدر : صحيح البخاري
📝 #شـرح_الـحـديـث 🖍
👈 هذا أحدُ الأحاديثِ الَّتي عليها مدارُ الإسلامِ ؛ فهو حديثٌ عظيمٌ ، وأصلٌ مِن أصولِ الشَّريعةِ ، وهو مِن جوامعِ كَلِمِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. حثَّ فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على الورَعِ ، وتركِ المتشابهاتِ في الدِّينِ ، فقال :
▪️الحلالُ بيِّنٌ ، أي : إنَّ الحلالَ ظاهرٌ واضحٌ ، وهو كلُّ شيءٍ لا يوجدُ دليلٌ على تحريمِه مِن كتابٍ أو سنَّةٍ ، أو إجماعٍ أو قياسٍ ؛ وذلك لأنَّ الأصلَ في الأشياءِ الإباحةُ ، وكذلك الحرامُ ظاهرٌ واضحٌ ، وهو ما دلَّ دليلٌ على تحريمِه ، سواءٌ كان هذا الدَّليلُ مِن الكتابِ ، أو كان مِن السُّنَّةِ ، أو كان دليلُ التَّحريمِ مِن الإجماعِ.
▪️ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : وبينهما مُشبَّهاتٌ لا يعلَمُها كثيرٌ مِن النَّاسِ ، أي : وبين الحلالِ والحرامِ قسمٌ ثالثٌ ، وهو المُشتبِهاتُ ، أي : الأمورُ الَّتي تكونُ غيرَ واضحةِ الحُكمِ مِن حيث الحِلُّ والحُرمةُ ، فلا يعلَمُ الكثيرون هل هي حلالٌ أو حرامٌ ، ويدخُلُ في ذلك جميعُ الأمورِ المشكوكِ فيها ؛ مثل : المالِ المشبوهِ أو المخلوطِ بالرِّبا ، أو غيرِه مِن الأموالِ المُحرَّمةِ ، أمَّا إن تأكَّدَ أنَّ هذا مِن عينِ المال الرِّبويِّ ، فإنَّه حرامٌ صِرفٌ دون شكٍّ ، ولا يُعَدُّ مِن المُشتبِهاتِ.
▪️ثمَّ قال : (فمَنِ اتَّقى الشُّبهاتِ ، فقد استبرَأ لدِينِه وعِرضِه) ، أي : مَن اجتنَبها فقد طلَب البَراءةَ لنفسِه ، فيسلَمُ له دِينُه مِن النَّقصِ ، وعِرضُه مِن القدحِ والذِّمِّ والسُّمعةِ السَّيِّئةِ ، أمَّا مَن وقَع في الشُّبهاتِ واجترَأ عليها ، فقد عرَّض نفسَه للخطَرِ ، وأوشَك على الوقوعِ في الحرامِ ، كراعٍ يَرعَى حولَ الحِمَى ، وهو : المكانُ الَّذي جعَله الملِكُ لرعيِ مواشيه ، وتوعَّد مَن رعى فيه بغيرِ إذنه بالعقوبةِ الشَّديدة ؛ فالرَّاعي حول الأرضِ الَّتي حماها الملِكُ لنفسِه ، وجعلها خاصَّةً له ، قد تدخُلُ ماشيتُه في الحِمى ، فيستحِقُّ عقوبةَ السُّلطان ، كذلك مَن يتهاونُ بالشُّبهاتِ ، فإنَّه على خطَرٍ ؛ لأنَّها ربَّما كانت حرامًا ، فيقَعُ فيه ، وأنَّه ربَّما تساهَل في الشُّبهاتِ فأدَّى به ذلك إلى الاستهتارِ واللَّامبالاِة ، فيقعُ في الحرامِ عمدًا ؛ فإنَّ الشُّبهةَ تجُرُّ إلى الصَّغيرة ، والصَّغيرةُ تجُرُّ إلى الكبيرةِ ، نسأل اللهَ السَّلامةَ.
▪️ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (ألا وإنَّ لكلِّ ملِكٍ حِمًى ، ألا وإنَّ حِمى اللهِ محارمُه) ، أي : إنَّ حِمَى اللهِ هي المعاصي الَّتي حرَّمها على عبادِه ، فمَن دخَل حِماه بارتكاب شيءٍ مِن المعاصي هلَك ، ومَن قارَبه بفِعل الشُّبهاتِ كان على خطَرٍ.
#وقوله : (ألا وإنَّ في الجسدِ مُضغةً ، إذا صلَحَت صلَح الجسدُ كلُّه ، وإذا فسَدَت فسَد الجسدُ كلُّه ، ألا وهي القلبُ) ، فهذه كلمةٌ #جامعةٌ لصلاحِ حركاتِ بني آدَمَ وفسادِها ، وأنَّ ذلك كلَّه بحسَبِ صلاحِ القلب وفسادِه ، فإذا صلَح القلبُ صلَحَت إرادتُه ، وصلَحَت جميعُ الجوارحِ ، فلم تنبعِثْ إلَّا إلى طاعةِ اللهِ ، واجتنابِ سَخَطِه ، فقنِعَتْ بالحلالِ عن الحرامِ ، وإذا فسَد القلبُ فسَدَت إرادتُه ، ففسَدَتِ الجوارحُ كلُّها ، وانبعثَتْ في معاصي الله عزَّ وجلَّ ، وما فيه سَخَطُه ، ولم تقنَعْ بالحلالِ ، بل أسرَعَتْ في الحرامِ بحسَبِ هوى القلبِ ومَيلِه عنِ الحقِّ.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/2731
📖 #شـرح_الـحـديـث 🖌
يَحْكي أبو بَكْرَةَ نُفَيْعُ بنُ الحَارِثِ رضِيَ اللهُ عنه في هذا الحديثِ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال يومَ النَّحْرِ في حَجَّةِ الوَداعِ : إنَّ الزَّمانَ في انْقِسامِهِ إلى الأعْوامِ ، والأعْوامَ إلى الأشْهرِ ، عادَ إلى أصلِ الحِسابِ والوَضْعِ الَّذي اختارهُ الله ووَضَعَهُ يَومَ خَلَقَ السَّمواتِ والأرضَ.
🔅السَّنةُ اثْنَا عَشَرَ شَهرًا منها أربعةٌ حُرُمٌ ؛ ثلاثةٌ مُتَوَالِياتٌ : ذو القَعْدَةِ للقُعودِ عنِ القتال ، وذُو الحِجَّة للحَجِّ ، والمُحَرَّمُ لتَحريمِ القِتالِ فيهِ ، وواحدٌ فَردٌ ، وهو رَجَبُ مُضَرَ ؛ لأنَّها كانتْ تُحَافِظُ على تَحريمِهِ أشدَّ منْ مُحافظةِ سائرِ العربِ ، ولمْ يَكُنْ يَسْتَحِلُّهُ أحدٌ منَ العربِ ، الَّذي بين جُمَادَى وشَعْبانَ.
▪️فسألَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أيُّ شَهرٍ هذا؟ وأيُّ بلدٍ هذا؟ وأيُّ يومٍ هذا؟ وفي كُلِّ مَرَّةٍ يُجيبونَهُ : الله ورسولُهُ أعلَمُ ؛ مُراعاةً للأدبِ وتَحَرُّزًا عنِ التَّقدُّمِ بينَ يَدَيِ الله ورَسولِهِ وتَوقُّفًا فيما لا يُعْلَمُ الغَرَضُ مِنَ السُّؤالِ عنه ، فَسكتَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى ظَننَّا أنَّه سَيُسَمِّيهِ بغيرِ اسمهِ. فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنِ الشَّهرِ : إنَّه ذو الحِجَّةِ ، والبلدُ مَكَّةُ ، واليومُ يومُ النَّحْر.
▪️ثُمَّ قال : فإنَّ دِماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم عَليكمْ حَرامٌ كَحُرْمَةِ يَومِكم هذا في بَلدِكم هذا في شَهرِكم هذا ، وهذا فيه تَأكيدٌ شَديدٌ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على تَحريمِ هذِه الثَّلاثةِ ، وهي : الدِّماءُ وتَشْمَلُ النُّفوسَ وما دونَها ، والأموالُ وتَشْمَلُ القَليلَ والكَثيرَ ، والأعراضُ وتَشْمَلُ الزِّنا واللِّواطَ والقَذْفَ ونَحوَه ؛ فكُلُّها محرَّمَةٌ أشدَّ التَّحريمِ ، وحَرامٌ على المُسلمِ أنْ ينتَهِكَها منْ أخيهِ المُسلمِ.
#وقوله : سَتَلْقَوْنَ ربَّكم فَسَيَسْألُكم عنْ أعمالِكم ، أي : يومَ القِيامة ، وهذا تَأكيدٌ لِمَا سبقَ منْ ذِكْرِ حُرمةِ الدِّماءِ وما عُطِفَ عليها ، أي : إذا تَأكَّدَ لَدَيْكُمْ شِدَّةُ حُرْمَةِ ذلك ، فاحْذَروا أنْ تَقَعوا فيه ، فإنَّكُمْ سَوفَ تُلاقونَ ربَّكم ، فَيَسْألُكُمْ عنْ أعمالِكم ، وهو أعلمُ بها منكم ، والسُّؤالُ يَتضمَّنُ الجَزاء.
▪️ثُمَّ قال : ألا فلا تَرْجِعُوا بَعدي ضُلَّالًا ، أي : إيَّاكُم أنْ تَضِلُّوا بَعدي وتُعرِضوا عَمَّا تَركتُكم عليه ، مِنَ التَّمَسُّكِ بِكتابِ ربِّكم وسُنَّةِ نَبيِّكم ؛ فإنَّكم إنْ مِلْتُمْ عنْ ذَلِكُمْ ضَلَلْتُمُ الطَّريقَ وارْتَكَبْتُمْ أعظَمَ ما حذَّرتُكمْ منه ، وأصبحَ يَضرِبُ بَعضُكم رِقابَ بَعضٍ ، وهذا هو الضَّلال.
ثُمَّ قال : ألَا لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ ، أي : الحاضِرُ الَّذي حَضرَ وسَمِعَ كَلامَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُبَلِّغِ الغائِبَ ؛ فَلعلَّ بَعضَ مَنْ يُبَلَّغُهُ يَكونُ أوْعَى ، أي : أكثرَ وَعْيًا وتَفهُّمًا له مِنْ بَعضِ مَنْ سَمِعَهُ.
▪️ثُمَّ خَتَمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خُطْبَتَهُ بقولِهِ : ألَا هلْ بلَّغْتُ ، أي : بلَّغْتُ ما فُرِضَ عليَّ تَبليغُهُ مِنَ الرِّسالةِ ، وهو اسْتفهامٌ على جِهةِ التَّقْريرِ ، أي : قد بلَّغْتُكُمْ ما أُمِرْتُ بتبليغِهِ لكم ، فلا عُذْرَ لَكم.
ويَحْتَمِلُ أنْ يَكونَ على جِهةِ اسْتعلامِ ما عِندَهُمْ ، واسْتِنْطَاقِهِمْ بذلك ، وكرَّرَ كَلامَهُ لِيكونَ أكثرَ وَقْعًا وتَعظيمًا.
#في_الحديث :
1⃣ إشارةٌ إلى بُطلان النَّسِيء ، وتَأكيدُ وُجودِ الأشهُرِ الحُرُمِ مع تَحدِيدِها.
2⃣ وفيه : تَأكيدُ تَحريمِ دِماءِ المُسلمين ، وأموالِهم ، وأعراضِهم.
3⃣ وفيه : الأمرُ بِتَبليغ العِلمِ ونَشرِه ، وإشاعَةِ السُّنَنِ والأحكام.
4⃣ وفيه : مشروعيَّةُ التَّحمُّلِ قَبْلَ كَمالِ الأهْلِيَّةِ ، وأنَّ الفَهْمَ لَيسَ شَرْطًا في الأداء.
5⃣ وفيه : أنَّ العِلمَ والفَهْمَ مُمتدٌّ في الأُمَّة ، ولَيسَ مُقْتَصِرًا على مَنْ سَمِعَ النَّبيَّ أو رَآهُ.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://www.dorar.net/hadith/sharh/22921
يَحْكي أبو بَكْرَةَ نُفَيْعُ بنُ الحَارِثِ رضِيَ اللهُ عنه في هذا الحديثِ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال يومَ النَّحْرِ في حَجَّةِ الوَداعِ : إنَّ الزَّمانَ في انْقِسامِهِ إلى الأعْوامِ ، والأعْوامَ إلى الأشْهرِ ، عادَ إلى أصلِ الحِسابِ والوَضْعِ الَّذي اختارهُ الله ووَضَعَهُ يَومَ خَلَقَ السَّمواتِ والأرضَ.
🔅السَّنةُ اثْنَا عَشَرَ شَهرًا منها أربعةٌ حُرُمٌ ؛ ثلاثةٌ مُتَوَالِياتٌ : ذو القَعْدَةِ للقُعودِ عنِ القتال ، وذُو الحِجَّة للحَجِّ ، والمُحَرَّمُ لتَحريمِ القِتالِ فيهِ ، وواحدٌ فَردٌ ، وهو رَجَبُ مُضَرَ ؛ لأنَّها كانتْ تُحَافِظُ على تَحريمِهِ أشدَّ منْ مُحافظةِ سائرِ العربِ ، ولمْ يَكُنْ يَسْتَحِلُّهُ أحدٌ منَ العربِ ، الَّذي بين جُمَادَى وشَعْبانَ.
▪️فسألَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أيُّ شَهرٍ هذا؟ وأيُّ بلدٍ هذا؟ وأيُّ يومٍ هذا؟ وفي كُلِّ مَرَّةٍ يُجيبونَهُ : الله ورسولُهُ أعلَمُ ؛ مُراعاةً للأدبِ وتَحَرُّزًا عنِ التَّقدُّمِ بينَ يَدَيِ الله ورَسولِهِ وتَوقُّفًا فيما لا يُعْلَمُ الغَرَضُ مِنَ السُّؤالِ عنه ، فَسكتَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى ظَننَّا أنَّه سَيُسَمِّيهِ بغيرِ اسمهِ. فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنِ الشَّهرِ : إنَّه ذو الحِجَّةِ ، والبلدُ مَكَّةُ ، واليومُ يومُ النَّحْر.
▪️ثُمَّ قال : فإنَّ دِماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم عَليكمْ حَرامٌ كَحُرْمَةِ يَومِكم هذا في بَلدِكم هذا في شَهرِكم هذا ، وهذا فيه تَأكيدٌ شَديدٌ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على تَحريمِ هذِه الثَّلاثةِ ، وهي : الدِّماءُ وتَشْمَلُ النُّفوسَ وما دونَها ، والأموالُ وتَشْمَلُ القَليلَ والكَثيرَ ، والأعراضُ وتَشْمَلُ الزِّنا واللِّواطَ والقَذْفَ ونَحوَه ؛ فكُلُّها محرَّمَةٌ أشدَّ التَّحريمِ ، وحَرامٌ على المُسلمِ أنْ ينتَهِكَها منْ أخيهِ المُسلمِ.
#وقوله : سَتَلْقَوْنَ ربَّكم فَسَيَسْألُكم عنْ أعمالِكم ، أي : يومَ القِيامة ، وهذا تَأكيدٌ لِمَا سبقَ منْ ذِكْرِ حُرمةِ الدِّماءِ وما عُطِفَ عليها ، أي : إذا تَأكَّدَ لَدَيْكُمْ شِدَّةُ حُرْمَةِ ذلك ، فاحْذَروا أنْ تَقَعوا فيه ، فإنَّكُمْ سَوفَ تُلاقونَ ربَّكم ، فَيَسْألُكُمْ عنْ أعمالِكم ، وهو أعلمُ بها منكم ، والسُّؤالُ يَتضمَّنُ الجَزاء.
▪️ثُمَّ قال : ألا فلا تَرْجِعُوا بَعدي ضُلَّالًا ، أي : إيَّاكُم أنْ تَضِلُّوا بَعدي وتُعرِضوا عَمَّا تَركتُكم عليه ، مِنَ التَّمَسُّكِ بِكتابِ ربِّكم وسُنَّةِ نَبيِّكم ؛ فإنَّكم إنْ مِلْتُمْ عنْ ذَلِكُمْ ضَلَلْتُمُ الطَّريقَ وارْتَكَبْتُمْ أعظَمَ ما حذَّرتُكمْ منه ، وأصبحَ يَضرِبُ بَعضُكم رِقابَ بَعضٍ ، وهذا هو الضَّلال.
ثُمَّ قال : ألَا لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ ، أي : الحاضِرُ الَّذي حَضرَ وسَمِعَ كَلامَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُبَلِّغِ الغائِبَ ؛ فَلعلَّ بَعضَ مَنْ يُبَلَّغُهُ يَكونُ أوْعَى ، أي : أكثرَ وَعْيًا وتَفهُّمًا له مِنْ بَعضِ مَنْ سَمِعَهُ.
▪️ثُمَّ خَتَمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خُطْبَتَهُ بقولِهِ : ألَا هلْ بلَّغْتُ ، أي : بلَّغْتُ ما فُرِضَ عليَّ تَبليغُهُ مِنَ الرِّسالةِ ، وهو اسْتفهامٌ على جِهةِ التَّقْريرِ ، أي : قد بلَّغْتُكُمْ ما أُمِرْتُ بتبليغِهِ لكم ، فلا عُذْرَ لَكم.
ويَحْتَمِلُ أنْ يَكونَ على جِهةِ اسْتعلامِ ما عِندَهُمْ ، واسْتِنْطَاقِهِمْ بذلك ، وكرَّرَ كَلامَهُ لِيكونَ أكثرَ وَقْعًا وتَعظيمًا.
#في_الحديث :
1⃣ إشارةٌ إلى بُطلان النَّسِيء ، وتَأكيدُ وُجودِ الأشهُرِ الحُرُمِ مع تَحدِيدِها.
2⃣ وفيه : تَأكيدُ تَحريمِ دِماءِ المُسلمين ، وأموالِهم ، وأعراضِهم.
3⃣ وفيه : الأمرُ بِتَبليغ العِلمِ ونَشرِه ، وإشاعَةِ السُّنَنِ والأحكام.
4⃣ وفيه : مشروعيَّةُ التَّحمُّلِ قَبْلَ كَمالِ الأهْلِيَّةِ ، وأنَّ الفَهْمَ لَيسَ شَرْطًا في الأداء.
5⃣ وفيه : أنَّ العِلمَ والفَهْمَ مُمتدٌّ في الأُمَّة ، ولَيسَ مُقْتَصِرًا على مَنْ سَمِعَ النَّبيَّ أو رَآهُ.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://www.dorar.net/hadith/sharh/22921
⚠️ أحاديث.منتشرة.لا.تصح.tt ❌
قول علي بن أبي طالب لحذيفة بن اليمان رضي الله عنهما : ((يا حذيفة ، لا تحدِّث الناس بما لا يعرفون ؛ فيطغوا ويكفروا ، إنَّ من العلم صعبًا شديدًا محمله ، لو حملتْه الجبال ، عجزت عن حمله ، إنَّ عِلمنا - أهل البيت - مستنكَر ، يبطل ويقتل راويه ، ويُساء إلى من يتلوه بغيًا وحسدًا)).
#وقوله : ((إنَّ أمْرَنا - أهل البيت - صعب مستصعب ، لا يتحمَّله إلا ملَك مقرَّب ، أو نبي مرسل , أو عبد امتَحن الله قلبه للإيمان ، لا يعي حديثنا إلا حصون حصينة ، أو صدور أمينة ، أو أحلام رزينة)).
#الدرجة : ⛔️ ليس له وجود في كتب الحديث ، وهو من وضع الرافضة
📚 تـحـقـيـق مـوقـع الـدرر الـسـنـيـة 📚
https://dorar.net/fake-hadith/174
قول علي بن أبي طالب لحذيفة بن اليمان رضي الله عنهما : ((يا حذيفة ، لا تحدِّث الناس بما لا يعرفون ؛ فيطغوا ويكفروا ، إنَّ من العلم صعبًا شديدًا محمله ، لو حملتْه الجبال ، عجزت عن حمله ، إنَّ عِلمنا - أهل البيت - مستنكَر ، يبطل ويقتل راويه ، ويُساء إلى من يتلوه بغيًا وحسدًا)).
#وقوله : ((إنَّ أمْرَنا - أهل البيت - صعب مستصعب ، لا يتحمَّله إلا ملَك مقرَّب ، أو نبي مرسل , أو عبد امتَحن الله قلبه للإيمان ، لا يعي حديثنا إلا حصون حصينة ، أو صدور أمينة ، أو أحلام رزينة)).
#الدرجة : ⛔️ ليس له وجود في كتب الحديث ، وهو من وضع الرافضة
📚 تـحـقـيـق مـوقـع الـدرر الـسـنـيـة 📚
https://dorar.net/fake-hadith/174
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
دعاء.يقال.بعد.الطعام.tt
أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا فَرَغَ مِن طَعَامِهِ -وقالَ مَرَّةً : إذَا رَفَعَ مَائِدَتَهُ- قالَ : ((الحَمْدُ لِلَّهِ الذي كَفَانَا وأَرْوَانَا ، غيرَ مَكْفِيٍّ ولَا مَكْفُورٍ)). وقالَ مَرَّةً : ((الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّنَا ، غيرَ مَكْفِيٍّ ولَا مُوَدَّعٍ ولَا مُسْتَغْنًى ، رَبَّنَا)).
#الراوي : أبو أمامة الباهلي
#المصدر : صحيح البخاري
📄 #شــرح_الـحـديـث 🖊
كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعلِّمُ أصحابَه السُّنَّةَ بأقوالِه وأفعالِه ، وَكانتْ لَه أذكارٌ مَأثورَةٌ عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، ومِن هَذهِ الأذكارِ الذِّكرُ قبْلَ الطَّعامِ وبعْدَه.
وفي هذا الحَديثِ يُخبرُ الصَّحابيُّ أبو أُمامَةَ صُدَيُّ بنُ عَجْلانَ الباهليُّ رضِيَ اللهُ عنه : أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ إذا فَرغَ وَانتَهى مِن طَعامِهِ وأكْلِه -وَقال مَرَّةً : إذا رَفَعَ مائِدَتَه ، والمائدةُ : اسمٌ لِمَا يُبسَطُ ويُفرَشُ للطَّعامِ ، وقد تُطلَقُ ويُرادُ بها الطَّعامُ- قالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :
● «الحَمدُ لِلهِ الَّذي كَفانا» ؛ مِن الكِفايةِ ، وهي أعمُّ مِنَ الشِّبَعِ والرِّيِّ ، أي : كَفانا جَميعَ ما نَحتاجُ إليه.
● «وأروانا» ؛ من الرِّيِّ ، وهو أخذُ الكفايةِ وما يُحتاجُ إليه من الماءِ.
● «غَيرَ مَكْفيٍّ» يَعني : غَيرَ مَردودٍ عليه نِعمَتُه وفَضلُه إذا فَضلَ مِنَ الطَّعامِ شَيءٌ على الشِّبعِ.
● «وَلا مَكفورٍ» ، غيرَ مجحودٍ فَضْلُه ولا تُنكَرُ نِعمَتُه وفَضلُه.
● وَقالَ مرَّةً : «الحَمدُ للهِ رَبِّنا ، غَيرَ مَكفيٍّ» ، أي : نَحمَدُ اللهَ حمدًا دائمًا مستمرًّا غير مَردودٍ عليه نِعمَتُه وفَضلُه ، أو أنَّه سبحانه غيرُ مُحتاجٍ لشَيءٍ فيُكفى هذه الحاجةَ.
● «وَلا مُودَّعٍ» أي : غيرَ مَتْروكٍ ، أو ألَّا يَكونَ هذا الطَّعامُ آخِرَ طَعامِنا.
● «وَلا مُستغنًى عنه» ، يعني : أنَّ اللهَ تعالَى لا يَقدِرُ أحَدٌ أنْ يَستَغنِيَ عنه سُبحانه ؛ فهو المُنعِمُ المتفضِّلُ الَّذي له الحمدُ على كلِّ حالٍ ، أو أنَّ هذا الطَّعامَ لا يُستَغنى عنه ، ونَطلُبُ منك يا ربَّنا أن تَرزُقَنا وتَكفِيَنا منه.
#وقوله : «رَبَّنا» مَنصوبٌ على أنَّه نِداءٌ مُضافٌ ، وحرْفُ النِّداءِ مَحذوفٌ ، والتقديرُ : يا رَبَّنا ، ويجوزُ أنْ يكونَ مَرفوعًا على أنَّه مُبتدأٌ مؤخَّرٌ ، والتقديرُ : ربُّنا غيرُ مَكفيٍّ ولا مُودَّعٍ ولا مُستغنًى عنه.
#وفي_الحديث :
⊙ الإرشادُ إلى حَمْدِ اللهِ تعالَى على نِعَمِه وأفضالِه.
⊙ وفيه : تَعليمُ المُسلمين أَدعيةَ الحمدِ والشُّكرِ للهِ سُبحانَه بعْدَ الطَّعامِ.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/151256
دعاء.يقال.بعد.الطعام.tt
أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا فَرَغَ مِن طَعَامِهِ -وقالَ مَرَّةً : إذَا رَفَعَ مَائِدَتَهُ- قالَ : ((الحَمْدُ لِلَّهِ الذي كَفَانَا وأَرْوَانَا ، غيرَ مَكْفِيٍّ ولَا مَكْفُورٍ)). وقالَ مَرَّةً : ((الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّنَا ، غيرَ مَكْفِيٍّ ولَا مُوَدَّعٍ ولَا مُسْتَغْنًى ، رَبَّنَا)).
#الراوي : أبو أمامة الباهلي
#المصدر : صحيح البخاري
📄 #شــرح_الـحـديـث 🖊
كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعلِّمُ أصحابَه السُّنَّةَ بأقوالِه وأفعالِه ، وَكانتْ لَه أذكارٌ مَأثورَةٌ عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، ومِن هَذهِ الأذكارِ الذِّكرُ قبْلَ الطَّعامِ وبعْدَه.
وفي هذا الحَديثِ يُخبرُ الصَّحابيُّ أبو أُمامَةَ صُدَيُّ بنُ عَجْلانَ الباهليُّ رضِيَ اللهُ عنه : أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ إذا فَرغَ وَانتَهى مِن طَعامِهِ وأكْلِه -وَقال مَرَّةً : إذا رَفَعَ مائِدَتَه ، والمائدةُ : اسمٌ لِمَا يُبسَطُ ويُفرَشُ للطَّعامِ ، وقد تُطلَقُ ويُرادُ بها الطَّعامُ- قالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :
● «الحَمدُ لِلهِ الَّذي كَفانا» ؛ مِن الكِفايةِ ، وهي أعمُّ مِنَ الشِّبَعِ والرِّيِّ ، أي : كَفانا جَميعَ ما نَحتاجُ إليه.
● «وأروانا» ؛ من الرِّيِّ ، وهو أخذُ الكفايةِ وما يُحتاجُ إليه من الماءِ.
● «غَيرَ مَكْفيٍّ» يَعني : غَيرَ مَردودٍ عليه نِعمَتُه وفَضلُه إذا فَضلَ مِنَ الطَّعامِ شَيءٌ على الشِّبعِ.
● «وَلا مَكفورٍ» ، غيرَ مجحودٍ فَضْلُه ولا تُنكَرُ نِعمَتُه وفَضلُه.
● وَقالَ مرَّةً : «الحَمدُ للهِ رَبِّنا ، غَيرَ مَكفيٍّ» ، أي : نَحمَدُ اللهَ حمدًا دائمًا مستمرًّا غير مَردودٍ عليه نِعمَتُه وفَضلُه ، أو أنَّه سبحانه غيرُ مُحتاجٍ لشَيءٍ فيُكفى هذه الحاجةَ.
● «وَلا مُودَّعٍ» أي : غيرَ مَتْروكٍ ، أو ألَّا يَكونَ هذا الطَّعامُ آخِرَ طَعامِنا.
● «وَلا مُستغنًى عنه» ، يعني : أنَّ اللهَ تعالَى لا يَقدِرُ أحَدٌ أنْ يَستَغنِيَ عنه سُبحانه ؛ فهو المُنعِمُ المتفضِّلُ الَّذي له الحمدُ على كلِّ حالٍ ، أو أنَّ هذا الطَّعامَ لا يُستَغنى عنه ، ونَطلُبُ منك يا ربَّنا أن تَرزُقَنا وتَكفِيَنا منه.
#وقوله : «رَبَّنا» مَنصوبٌ على أنَّه نِداءٌ مُضافٌ ، وحرْفُ النِّداءِ مَحذوفٌ ، والتقديرُ : يا رَبَّنا ، ويجوزُ أنْ يكونَ مَرفوعًا على أنَّه مُبتدأٌ مؤخَّرٌ ، والتقديرُ : ربُّنا غيرُ مَكفيٍّ ولا مُودَّعٍ ولا مُستغنًى عنه.
#وفي_الحديث :
⊙ الإرشادُ إلى حَمْدِ اللهِ تعالَى على نِعَمِه وأفضالِه.
⊙ وفيه : تَعليمُ المُسلمين أَدعيةَ الحمدِ والشُّكرِ للهِ سُبحانَه بعْدَ الطَّعامِ.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/151256
📖 #شـرح_الـحـديـث 🖌
يَحْكي أبو بَكْرَةَ نُفَيْعُ بنُ الحَارِثِ رضِيَ اللهُ عنه في هذا الحديثِ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال يومَ النَّحْرِ في حَجَّةِ الوَداعِ : إنَّ الزَّمانَ في انْقِسامِهِ إلى الأعْوامِ ، والأعْوامَ إلى الأشْهرِ ، عادَ إلى أصلِ الحِسابِ والوَضْعِ الَّذي اختارهُ الله ووَضَعَهُ يَومَ خَلَقَ السَّمواتِ والأرضَ.
🔅السَّنةُ اثْنَا عَشَرَ شَهرًا منها أربعةٌ حُرُمٌ ؛ ثلاثةٌ مُتَوَالِياتٌ : ذو القَعْدَةِ للقُعودِ عنِ القتال ، وذُو الحِجَّة للحَجِّ ، والمُحَرَّمُ لتَحريمِ القِتالِ فيهِ ، وواحدٌ فَردٌ ، وهو رَجَبُ مُضَرَ ؛ لأنَّها كانتْ تُحَافِظُ على تَحريمِهِ أشدَّ منْ مُحافظةِ سائرِ العربِ ، ولمْ يَكُنْ يَسْتَحِلُّهُ أحدٌ منَ العربِ ، الَّذي بين جُمَادَى وشَعْبانَ.
▪️فسألَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : "أيُّ شَهرٍ هذا؟ وأيُّ بلدٍ هذا؟ وأيُّ يومٍ هذا؟" وفي كُلِّ مَرَّةٍ يُجيبونَهُ : الله ورسولُهُ أعلَمُ ؛ مُراعاةً للأدبِ وتَحَرُّزًا عنِ التَّقدُّمِ بينَ يَدَيِ الله ورَسولِهِ وتَوقُّفًا فيما لا يُعْلَمُ الغَرَضُ مِنَ السُّؤالِ عنه ، فَسكتَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى ظَننَّا أنَّه سَيُسَمِّيهِ بغيرِ اسمهِ. فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنِ الشَّهرِ : إنَّه ذو الحِجَّةِ ، والبلدُ مَكَّةُ ، واليومُ يومُ النَّحْر.
▪️ثُمَّ قال : "فإنَّ دِماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم عَليكمْ حَرامٌ كَحُرْمَةِ يَومِكم هذا في بَلدِكم هذا في شَهرِكم هذا" ، وهذا فيه تَأكيدٌ شَديدٌ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على تَحريمِ هذِه الثَّلاثةِ ، وهي : الدِّماءُ وتَشْمَلُ النُّفوسَ وما دونَها ، والأموالُ وتَشْمَلُ القَليلَ والكَثيرَ ، والأعراضُ وتَشْمَلُ الزِّنا واللِّواطَ والقَذْفَ ونَحوَه ؛ فكُلُّها محرَّمَةٌ أشدَّ التَّحريمِ ، وحَرامٌ على المُسلمِ أنْ ينتَهِكَها منْ أخيهِ المُسلمِ.
#وقوله : "سَتَلْقَوْنَ ربَّكم فَسَيَسْألُكم عنْ أعمالِكم" ، أي : يومَ القِيامة ، وهذا تَأكيدٌ لِمَا سبقَ منْ ذِكْرِ حُرمةِ الدِّماءِ وما عُطِفَ عليها ، أي : إذا تَأكَّدَ لَدَيْكُمْ شِدَّةُ حُرْمَةِ ذلك ، فاحْذَروا أنْ تَقَعوا فيه ، فإنَّكُمْ سَوفَ تُلاقونَ ربَّكم ، فَيَسْألُكُمْ عنْ أعمالِكم ، وهو أعلمُ بها منكم ، والسُّؤالُ يَتضمَّنُ الجَزاء.
▪️ثُمَّ قال : "ألا فلا تَرْجِعُوا بَعدي ضُلَّالًا" ، أي : إيَّاكُم أنْ تَضِلُّوا بَعدي وتُعرِضوا عَمَّا تَركتُكم عليه ، مِنَ التَّمَسُّكِ بِكتابِ ربِّكم وسُنَّةِ نَبيِّكم ؛ فإنَّكم إنْ مِلْتُمْ عنْ ذَلِكُمْ ضَلَلْتُمُ الطَّريقَ وارْتَكَبْتُمْ أعظَمَ ما حذَّرتُكمْ منه ، وأصبحَ يَضرِبُ بَعضُكم رِقابَ بَعضٍ ، وهذا هو الضَّلال.
ثُمَّ قال : "ألَا لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ" ، أي : الحاضِرُ الَّذي حَضرَ وسَمِعَ كَلامَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُبَلِّغِ الغائِبَ ؛ فَلعلَّ بَعضَ مَنْ يُبَلَّغُهُ يَكونُ أوْعَى ، أي : أكثرَ وَعْيًا وتَفهُّمًا له مِنْ بَعضِ مَنْ سَمِعَهُ.
▪️ثُمَّ خَتَمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خُطْبَتَهُ بقولِهِ : "ألَا هلْ بلَّغْتُ" ، أي : بلَّغْتُ ما فُرِضَ عليَّ تَبليغُهُ مِنَ الرِّسالةِ ، وهو اسْتفهامٌ على جِهةِ التَّقْريرِ ، أي : قد بلَّغْتُكُمْ ما أُمِرْتُ بتبليغِهِ لكم ، فلا عُذْرَ لَكم.
ويَحْتَمِلُ أنْ يَكونَ على جِهةِ اسْتعلامِ ما عِندَهُمْ ، واسْتِنْطَاقِهِمْ بذلك ، وكرَّرَ كَلامَهُ لِيكونَ أكثرَ وَقْعًا وتَعظيمًا.
#في_الحديث :
1⃣ إشارةٌ إلى بُطلان النَّسِيء ، وتَأكيدُ وُجودِ الأشهُرِ الحُرُمِ مع تَحدِيدِها.
2⃣ وفيه : تَأكيدُ تَحريمِ دِماءِ المُسلمين ، وأموالِهم ، وأعراضِهم.
3⃣ وفيه : الأمرُ بِتَبليغ العِلمِ ونَشرِه ، وإشاعَةِ السُّنَنِ والأحكام.
4⃣ وفيه : مشروعيَّةُ التَّحمُّلِ قَبْلَ كَمالِ الأهْلِيَّةِ ، وأنَّ الفَهْمَ لَيسَ شَرْطًا في الأداء.
5⃣ وفيه : أنَّ العِلمَ والفَهْمَ مُمتدٌّ في الأُمَّة ، ولَيسَ مُقْتَصِرًا على مَنْ سَمِعَ النَّبيَّ أو رَآهُ.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://www.dorar.net/hadith/sharh/22921
يَحْكي أبو بَكْرَةَ نُفَيْعُ بنُ الحَارِثِ رضِيَ اللهُ عنه في هذا الحديثِ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال يومَ النَّحْرِ في حَجَّةِ الوَداعِ : إنَّ الزَّمانَ في انْقِسامِهِ إلى الأعْوامِ ، والأعْوامَ إلى الأشْهرِ ، عادَ إلى أصلِ الحِسابِ والوَضْعِ الَّذي اختارهُ الله ووَضَعَهُ يَومَ خَلَقَ السَّمواتِ والأرضَ.
🔅السَّنةُ اثْنَا عَشَرَ شَهرًا منها أربعةٌ حُرُمٌ ؛ ثلاثةٌ مُتَوَالِياتٌ : ذو القَعْدَةِ للقُعودِ عنِ القتال ، وذُو الحِجَّة للحَجِّ ، والمُحَرَّمُ لتَحريمِ القِتالِ فيهِ ، وواحدٌ فَردٌ ، وهو رَجَبُ مُضَرَ ؛ لأنَّها كانتْ تُحَافِظُ على تَحريمِهِ أشدَّ منْ مُحافظةِ سائرِ العربِ ، ولمْ يَكُنْ يَسْتَحِلُّهُ أحدٌ منَ العربِ ، الَّذي بين جُمَادَى وشَعْبانَ.
▪️فسألَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : "أيُّ شَهرٍ هذا؟ وأيُّ بلدٍ هذا؟ وأيُّ يومٍ هذا؟" وفي كُلِّ مَرَّةٍ يُجيبونَهُ : الله ورسولُهُ أعلَمُ ؛ مُراعاةً للأدبِ وتَحَرُّزًا عنِ التَّقدُّمِ بينَ يَدَيِ الله ورَسولِهِ وتَوقُّفًا فيما لا يُعْلَمُ الغَرَضُ مِنَ السُّؤالِ عنه ، فَسكتَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى ظَننَّا أنَّه سَيُسَمِّيهِ بغيرِ اسمهِ. فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنِ الشَّهرِ : إنَّه ذو الحِجَّةِ ، والبلدُ مَكَّةُ ، واليومُ يومُ النَّحْر.
▪️ثُمَّ قال : "فإنَّ دِماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم عَليكمْ حَرامٌ كَحُرْمَةِ يَومِكم هذا في بَلدِكم هذا في شَهرِكم هذا" ، وهذا فيه تَأكيدٌ شَديدٌ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على تَحريمِ هذِه الثَّلاثةِ ، وهي : الدِّماءُ وتَشْمَلُ النُّفوسَ وما دونَها ، والأموالُ وتَشْمَلُ القَليلَ والكَثيرَ ، والأعراضُ وتَشْمَلُ الزِّنا واللِّواطَ والقَذْفَ ونَحوَه ؛ فكُلُّها محرَّمَةٌ أشدَّ التَّحريمِ ، وحَرامٌ على المُسلمِ أنْ ينتَهِكَها منْ أخيهِ المُسلمِ.
#وقوله : "سَتَلْقَوْنَ ربَّكم فَسَيَسْألُكم عنْ أعمالِكم" ، أي : يومَ القِيامة ، وهذا تَأكيدٌ لِمَا سبقَ منْ ذِكْرِ حُرمةِ الدِّماءِ وما عُطِفَ عليها ، أي : إذا تَأكَّدَ لَدَيْكُمْ شِدَّةُ حُرْمَةِ ذلك ، فاحْذَروا أنْ تَقَعوا فيه ، فإنَّكُمْ سَوفَ تُلاقونَ ربَّكم ، فَيَسْألُكُمْ عنْ أعمالِكم ، وهو أعلمُ بها منكم ، والسُّؤالُ يَتضمَّنُ الجَزاء.
▪️ثُمَّ قال : "ألا فلا تَرْجِعُوا بَعدي ضُلَّالًا" ، أي : إيَّاكُم أنْ تَضِلُّوا بَعدي وتُعرِضوا عَمَّا تَركتُكم عليه ، مِنَ التَّمَسُّكِ بِكتابِ ربِّكم وسُنَّةِ نَبيِّكم ؛ فإنَّكم إنْ مِلْتُمْ عنْ ذَلِكُمْ ضَلَلْتُمُ الطَّريقَ وارْتَكَبْتُمْ أعظَمَ ما حذَّرتُكمْ منه ، وأصبحَ يَضرِبُ بَعضُكم رِقابَ بَعضٍ ، وهذا هو الضَّلال.
ثُمَّ قال : "ألَا لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ" ، أي : الحاضِرُ الَّذي حَضرَ وسَمِعَ كَلامَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُبَلِّغِ الغائِبَ ؛ فَلعلَّ بَعضَ مَنْ يُبَلَّغُهُ يَكونُ أوْعَى ، أي : أكثرَ وَعْيًا وتَفهُّمًا له مِنْ بَعضِ مَنْ سَمِعَهُ.
▪️ثُمَّ خَتَمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خُطْبَتَهُ بقولِهِ : "ألَا هلْ بلَّغْتُ" ، أي : بلَّغْتُ ما فُرِضَ عليَّ تَبليغُهُ مِنَ الرِّسالةِ ، وهو اسْتفهامٌ على جِهةِ التَّقْريرِ ، أي : قد بلَّغْتُكُمْ ما أُمِرْتُ بتبليغِهِ لكم ، فلا عُذْرَ لَكم.
ويَحْتَمِلُ أنْ يَكونَ على جِهةِ اسْتعلامِ ما عِندَهُمْ ، واسْتِنْطَاقِهِمْ بذلك ، وكرَّرَ كَلامَهُ لِيكونَ أكثرَ وَقْعًا وتَعظيمًا.
#في_الحديث :
1⃣ إشارةٌ إلى بُطلان النَّسِيء ، وتَأكيدُ وُجودِ الأشهُرِ الحُرُمِ مع تَحدِيدِها.
2⃣ وفيه : تَأكيدُ تَحريمِ دِماءِ المُسلمين ، وأموالِهم ، وأعراضِهم.
3⃣ وفيه : الأمرُ بِتَبليغ العِلمِ ونَشرِه ، وإشاعَةِ السُّنَنِ والأحكام.
4⃣ وفيه : مشروعيَّةُ التَّحمُّلِ قَبْلَ كَمالِ الأهْلِيَّةِ ، وأنَّ الفَهْمَ لَيسَ شَرْطًا في الأداء.
5⃣ وفيه : أنَّ العِلمَ والفَهْمَ مُمتدٌّ في الأُمَّة ، ولَيسَ مُقْتَصِرًا على مَنْ سَمِعَ النَّبيَّ أو رَآهُ.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://www.dorar.net/hadith/sharh/22921
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
كانَ مِن دُعَاءِ رَسُولِ اللهِ ﷺ : (اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعمَتِكَ ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ ، وَفُجَاءَةِ نِقمَتِكَ ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ).
#الراوي : عبد الله بن عمر
#المصدر : صحيح مسلم
📑 #شـرح_الـحـديـث ✏️
▪️مِنْ لُطْفِ اللهِ سُبحانَه وتَعالى بالعَبْدِ إِدامَةُ العافِيةِ عليه ، وَكُلِّ ما يَدورُ في مِنوالِها ، مِن دَوامِ نِعَمِه على العَبْدِ وابْتِعادِ النِّقَمِ المفاجِئَةِ عنه ، وحِفْظِه مِن جَميعِ سُخْطِ الرَّبِّ سُبحانَه وتَعالى.
▪️وفي هذا الحديثِ أنَّه كان مِن دُعاءِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : الاستِعاذةُ مِن ذَهابِ نِعَمِه سُبحانَه وتَعالى الدِّينِيَّةِ والدُّنيَويَّةِ النَّافعةِ في الأُمورِ الأُخْرويَّةِ ، والاستِعاذَةُ مِن زَوالِ النِّعمِ تَتَضَمَّنُ الحِفْظَ عَنِ الوُقوعِ في المعاصي لِأَنَّها تُزيلُها.
▪️ثُمَّ عَطَفَ على الاستِعاذَةِ الأُولى الاستعاذةَ من تَحَوُّلِ العافِيَةِ ، أي : وأعوذُ بك مِنْ تَبَدُّلِ ما رَزَقْتَني مِنَ العافِيَةِ إلى البَلاءِ.
👈 والاستعاذةَ من فُجاءَةِ النِّقمَةِ مِن بَلاءٍ أو مُصيبَةٍ ، فالنِّقْمَةُ إذا جاءَتْ فَجأَةً ، أَي : بَغتةً ، لم يَكُنْ هُناكَ زَمانٌ يُستَدْرَكُ فيه.
▪️#وقوله : (وجَميعِ سَخَطِكَ) وهو تَعميمٌ شامِلٌ لِكُلِّ ما سَلَفَ ولِغَيرِه.
#وفي_الحديث :
الحِرصُ عن الابتِعادِ عَن مَواضعِ سُخطِه سُبحانَه وتَعالى .
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/20430
كانَ مِن دُعَاءِ رَسُولِ اللهِ ﷺ : (اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعمَتِكَ ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ ، وَفُجَاءَةِ نِقمَتِكَ ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ).
#الراوي : عبد الله بن عمر
#المصدر : صحيح مسلم
📑 #شـرح_الـحـديـث ✏️
▪️مِنْ لُطْفِ اللهِ سُبحانَه وتَعالى بالعَبْدِ إِدامَةُ العافِيةِ عليه ، وَكُلِّ ما يَدورُ في مِنوالِها ، مِن دَوامِ نِعَمِه على العَبْدِ وابْتِعادِ النِّقَمِ المفاجِئَةِ عنه ، وحِفْظِه مِن جَميعِ سُخْطِ الرَّبِّ سُبحانَه وتَعالى.
▪️وفي هذا الحديثِ أنَّه كان مِن دُعاءِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : الاستِعاذةُ مِن ذَهابِ نِعَمِه سُبحانَه وتَعالى الدِّينِيَّةِ والدُّنيَويَّةِ النَّافعةِ في الأُمورِ الأُخْرويَّةِ ، والاستِعاذَةُ مِن زَوالِ النِّعمِ تَتَضَمَّنُ الحِفْظَ عَنِ الوُقوعِ في المعاصي لِأَنَّها تُزيلُها.
▪️ثُمَّ عَطَفَ على الاستِعاذَةِ الأُولى الاستعاذةَ من تَحَوُّلِ العافِيَةِ ، أي : وأعوذُ بك مِنْ تَبَدُّلِ ما رَزَقْتَني مِنَ العافِيَةِ إلى البَلاءِ.
👈 والاستعاذةَ من فُجاءَةِ النِّقمَةِ مِن بَلاءٍ أو مُصيبَةٍ ، فالنِّقْمَةُ إذا جاءَتْ فَجأَةً ، أَي : بَغتةً ، لم يَكُنْ هُناكَ زَمانٌ يُستَدْرَكُ فيه.
▪️#وقوله : (وجَميعِ سَخَطِكَ) وهو تَعميمٌ شامِلٌ لِكُلِّ ما سَلَفَ ولِغَيرِه.
#وفي_الحديث :
الحِرصُ عن الابتِعادِ عَن مَواضعِ سُخطِه سُبحانَه وتَعالى .
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/20430
وجوب المحافظة على صلاة الجماعة
عَنْ عبدِ اللهِ بن مسعُود ، قالَ : مَن سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا ، فَلْيُحَافِظْ علَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بهِنَّ ، فإنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ سُنَنَ الهُدَى ، وإنَّهُنَّ مَن سُنَنَ الهُدَى ، ولو أنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ في بُيُوتِكُمْ كما يُصَلِّي هذا المُتَخَلِّفُ في بَيْتِهِ ، لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ ، ولو تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ ، وَما مِن رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فيُحْسِنُ الطُّهُورَ ، ثُمَّ يَعْمِدُ إلى مَسْجِدٍ مِن هذِه المَسَاجِدِ ، إلَّا كَتَبَ اللَّهُ له بكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً ، وَيَرْفَعُهُ بهَا دَرَجَةً ، وَيَحُطُّ عنْه بهَا سَيِّئَةً ، وَلقَدْ رَأَيْتُنَا وَما يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ ، وَلقَدْ كانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى به يُهَادَى بيْنَ الرَّجُلَيْنِ حتَّى يُقَامَ في الصَّفِّ.
#الراوي : عبد الله بن مسعود
#المصدر : صحيح مسلم
🗒 #الشرح 🖋
المُحافَظةُ على الصَّلواتِ أَمْرٌ شرعيٌّ واجبٌ على كلِّ مسلم ، وقد أَمَر الله وأوصْى بالمحافظةِ عليها وعلى الجَماعة ، وفي ذلك أجرٌ وفَضْلٌ للمُسلم ، وفي الجَماعة مُضاعَفة الأجر لسبعةٍ وعِشرين ضِعْفًا ، وقد حضَّ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم جميعَ مَن يسمع النِّداءَ على إتيان المسجدِ.
وهذا الحديثُ يُوضِّحُ أهميَّة صلاةِ الجَماعة ؛ فقوله :
¤ "مَن سرَّه" ، أي : مَن يُفرِحه ، ومَن يُحِبُّ.
¤ "أنْ يَلقى اللهَ غدًا مسلمًا" ، أي : كاملَ الإسلام.
¤ "فليُحافِظ على هؤلاء الصَّلواتِ حيث يُنادى بهنَّ" ، أي : فليُحافِظ على صلواتِ الفرائضِ الخَمْس في وقتِها وفي المسجد ؛ "فإنَّ الله شَرَع لنبيِّكم صلَّى الله عليه وسلَّم سُنَنَ الهُدى ، وإنِّهنَّ مِن سُنَنِ الهُدى" ؛ وسُنَن الهُدْى : هي طُرُق الوصول إلى الهداية والرَّشاد.
#قوله : "ولو أنَّكم صلَّيتُم في بُيُوتكم كما يُصلِّي هذا المتخلِّف في بيتِه لتَرْكتُم سُنَّة نبيِّكم ، ولو تَرْكتُم سُنَّة نبيِّكم لَضللتُم" ، وهذا تحذيرٌ شديدٌ مِن تَرْك صلاةِ الجَماعة والاكتفاءِ بالصَّلاة في البيت مُنفرِدًا ؛ إذ إنَّ صلاةَ الجماعةِ في المساجِدِ مِن سُنَّة النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلم ، وفي صلاةِ الجَماعةِ فوائدُ عظيمةٌ ، مِثْل : التَّلاقي بين المسلمين ، وإظْهارُ اتِّحادهم وقوَّتهم ، وغير ذلك.
#وقوله : "وما مِن رَجل يتطهَّر فيُحسِن الطَّهُورَ" ، أي : يُحسِن الوضوءَ بإسْباغه ، "ثمَّ يَعمِدُ إلى مَسجدٍ مِن هذه المساجِدِ" ، أي : يَقصِدَ ويتَّجِهَ إلى الصَّلاةِ في المساجد.
¤ "إلا كتَب اللهُ له بكلِّ خُطوةٍ يَخْطوها حسنةً ، ويَرفَعُه بها درجةً ، ويَحُطُّ عنه بها سيئةً" ، وهذا مِن حُسْن الجزاءِ والمَثوبة من الله ، وللحضِّ على فِعْل ذلك.
ثم قال ابنُ مَسعودٍ رضِي اللهُ عنه :
¤ "ولقد رأيتُنا وما يَتخلَّف عنها إلَّا مُنافِقٌ مَعلومُ النِّفاق" ، أي : عَلمتُ من أَمْر أصحاب النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه لا يَتْركُ صلاةَ الجَماعة إلَّا المُنافِقُ حقيقةً ، أو مَن يُخاف عليه الوقوعُ في النِّفاقِ.
¤ "ولقد كان الرَّجلُ يُؤتَى به يُهادى بين الرَّجُلين حتى يُقام في الصِّفِّ" ، أي : يُؤتَى به ، وهو مُستنِدٌ بين رَجُلين حتى يَقِف في الصَّفِّ وهو مُستنِدٌ أيضًا ، وذلك مِن شدَّة حِرْصهم على صلاةِ الجَماعة.
#وفي_الحديث :
⊙ الحثُّ على المُحافَظة على أداءِ صلاةِ الجماعة في المساجدِ.
⊙ وفيه : بيانُ حِرْصِ الصَّحابةِ على أداءِ الصَّلواتِ في الجماعةِ.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/22933
عَنْ عبدِ اللهِ بن مسعُود ، قالَ : مَن سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا ، فَلْيُحَافِظْ علَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بهِنَّ ، فإنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ سُنَنَ الهُدَى ، وإنَّهُنَّ مَن سُنَنَ الهُدَى ، ولو أنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ في بُيُوتِكُمْ كما يُصَلِّي هذا المُتَخَلِّفُ في بَيْتِهِ ، لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ ، ولو تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ ، وَما مِن رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فيُحْسِنُ الطُّهُورَ ، ثُمَّ يَعْمِدُ إلى مَسْجِدٍ مِن هذِه المَسَاجِدِ ، إلَّا كَتَبَ اللَّهُ له بكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً ، وَيَرْفَعُهُ بهَا دَرَجَةً ، وَيَحُطُّ عنْه بهَا سَيِّئَةً ، وَلقَدْ رَأَيْتُنَا وَما يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ ، وَلقَدْ كانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى به يُهَادَى بيْنَ الرَّجُلَيْنِ حتَّى يُقَامَ في الصَّفِّ.
#الراوي : عبد الله بن مسعود
#المصدر : صحيح مسلم
🗒 #الشرح 🖋
المُحافَظةُ على الصَّلواتِ أَمْرٌ شرعيٌّ واجبٌ على كلِّ مسلم ، وقد أَمَر الله وأوصْى بالمحافظةِ عليها وعلى الجَماعة ، وفي ذلك أجرٌ وفَضْلٌ للمُسلم ، وفي الجَماعة مُضاعَفة الأجر لسبعةٍ وعِشرين ضِعْفًا ، وقد حضَّ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم جميعَ مَن يسمع النِّداءَ على إتيان المسجدِ.
وهذا الحديثُ يُوضِّحُ أهميَّة صلاةِ الجَماعة ؛ فقوله :
¤ "مَن سرَّه" ، أي : مَن يُفرِحه ، ومَن يُحِبُّ.
¤ "أنْ يَلقى اللهَ غدًا مسلمًا" ، أي : كاملَ الإسلام.
¤ "فليُحافِظ على هؤلاء الصَّلواتِ حيث يُنادى بهنَّ" ، أي : فليُحافِظ على صلواتِ الفرائضِ الخَمْس في وقتِها وفي المسجد ؛ "فإنَّ الله شَرَع لنبيِّكم صلَّى الله عليه وسلَّم سُنَنَ الهُدى ، وإنِّهنَّ مِن سُنَنِ الهُدى" ؛ وسُنَن الهُدْى : هي طُرُق الوصول إلى الهداية والرَّشاد.
#قوله : "ولو أنَّكم صلَّيتُم في بُيُوتكم كما يُصلِّي هذا المتخلِّف في بيتِه لتَرْكتُم سُنَّة نبيِّكم ، ولو تَرْكتُم سُنَّة نبيِّكم لَضللتُم" ، وهذا تحذيرٌ شديدٌ مِن تَرْك صلاةِ الجَماعة والاكتفاءِ بالصَّلاة في البيت مُنفرِدًا ؛ إذ إنَّ صلاةَ الجماعةِ في المساجِدِ مِن سُنَّة النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلم ، وفي صلاةِ الجَماعةِ فوائدُ عظيمةٌ ، مِثْل : التَّلاقي بين المسلمين ، وإظْهارُ اتِّحادهم وقوَّتهم ، وغير ذلك.
#وقوله : "وما مِن رَجل يتطهَّر فيُحسِن الطَّهُورَ" ، أي : يُحسِن الوضوءَ بإسْباغه ، "ثمَّ يَعمِدُ إلى مَسجدٍ مِن هذه المساجِدِ" ، أي : يَقصِدَ ويتَّجِهَ إلى الصَّلاةِ في المساجد.
¤ "إلا كتَب اللهُ له بكلِّ خُطوةٍ يَخْطوها حسنةً ، ويَرفَعُه بها درجةً ، ويَحُطُّ عنه بها سيئةً" ، وهذا مِن حُسْن الجزاءِ والمَثوبة من الله ، وللحضِّ على فِعْل ذلك.
ثم قال ابنُ مَسعودٍ رضِي اللهُ عنه :
¤ "ولقد رأيتُنا وما يَتخلَّف عنها إلَّا مُنافِقٌ مَعلومُ النِّفاق" ، أي : عَلمتُ من أَمْر أصحاب النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه لا يَتْركُ صلاةَ الجَماعة إلَّا المُنافِقُ حقيقةً ، أو مَن يُخاف عليه الوقوعُ في النِّفاقِ.
¤ "ولقد كان الرَّجلُ يُؤتَى به يُهادى بين الرَّجُلين حتى يُقام في الصِّفِّ" ، أي : يُؤتَى به ، وهو مُستنِدٌ بين رَجُلين حتى يَقِف في الصَّفِّ وهو مُستنِدٌ أيضًا ، وذلك مِن شدَّة حِرْصهم على صلاةِ الجَماعة.
#وفي_الحديث :
⊙ الحثُّ على المُحافَظة على أداءِ صلاةِ الجماعة في المساجدِ.
⊙ وفيه : بيانُ حِرْصِ الصَّحابةِ على أداءِ الصَّلواتِ في الجماعةِ.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/22933
تابع / من.الأعذارُ.المُسقِطَةُ.لصلاةِ.الجماعةِ.tt
#الوحل_والطين
قال ابنُ عبَّاسٍ لِمُؤَذِّنِهِ في يَومٍ مَطِيرٍ : (إذا قُلْتَ أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ ، فلا تَقُلْ حَيَّ علَى الصَّلاةِ ، قُلْ : صَلُّوا في بُيُوتِكُمْ) ، فَكَأنَّ النَّاسَ اسْتَنْكَرُوا ، قالَ : (فَعَلَهُ مَن هو خَيْرٌ مِنِّي ، إنَّ الجُمْعَةَ عَزْمَةٌ وإنِّي كَرِهْتُ أنْ أُحْرِجَكُمْ فَتَمْشُونَ في الطِّينِ والدَّحَضِ).
#الراوي : عبد الله بن عباس
#المصدر : صحيح البخاري
📋 #شـرح_الـحـديـث 🖌
الصَّلاةُ عِمادُ الدِّين ، ولا يَسَعُ المسلمَ تَرْكُها في حَضَرٍ ولا سَفرٍ ، ولا سِلمٍ ولا حَرْبٍ ، ولكنَّ الشَّرعَ الحَنيفَ راعَى أحوالَ الناسِ في الاضْطرارِ والشِّدَّةِ والخَوفِ والأمن.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ التابعيُّ محمَّدُ بنُ سِيرِينَ أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما قال لمُؤَذِّنِه في يَومٍ شَديدِ المطَرِ :
¤ إذا انتَهَيتَ في أذانِكَ إلى : «أشهدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ ، فلا تقُلْ : حيَّ على الصَّلاةِ» ، وقُلْ مكانَها : «صلُّوا في بُيوتِكُمْ» ؛ حتى يَسمَعَ الناسُ هذه الرُّخصةَ فلا يَخرُجوا ، وكان ذلك في صَلاةِ الجُمُعةِ كما سَيأْتي في آخِرِ الرِّوايةِ ، فكأَنَّ الناسَ أنكَروا ما صرَّح به مِن رُخصةِ تَركِ الجَماعةِ لأجْلِ المطَرِ ، فقال لهم ابنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما :
¤ «فَعَلَه مَن هو خَيرٌ مِنِّي» يَقصِدُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، ثمَّ أوضَحَ ابنُ عبَّاسٍ الأسبابَ ، فقال :
● «إنَّ الجُمُعةَ عَزْمةٌ» ، أي : واجبةٌ على كلِّ مَن سَمِعَ النِّداءَ من الرِّجالِ المُكلَّفِينَ المُقيمينَ ، وإنِّي كَرِهتُ أنْ أُحرِجَكُم ، أي : أشُقَّ عليكم وأجْعَلَكم في ضِيقٍ ، وهناك الرُّخصةُ والسَّعةُ التي تُيسِّرُ عليكم.
#وقيل : معنى : «أُحرِجَكم» أكونَ سَببًا في اكتِسابِكم للإثمِ عندَ حَرَجِ صُدورِكم ؛ فرُبَّما يقَعُ مِن أحَدِكم تَسخُّطٌ ، أو كَلامٌ غيرُ مَرْضيٍّ ؛ وذلك لِمَشيِكم في الطِّينِ الذي يُؤدِّي إلى الانزِلاقِ والوُقوع ؛ فالمطَرُ مِن الأعذارِ التي تُصَيِّرُ العزيمةَ رُخصةً ، ومِن الأعذارِ المُسقِطةِ لصَلاةِ الجماعةِ.
#وقوله : «صَلُّوا في بُيوتِكُم» #قيل : إنَّما هو على الاختِيارِ لا العَزيمة ، وهو راجِعٌ إلى مَشيئةِ المصَلِّي واختيارِه ؛ فإنْ شاء بقِيَ في بَيتِه ، وإنْ شاء خرَجَ إلى المسجِدِ.
#وفي_الحديث :
¤ بيانُ جانبٍ مِنَ التَّخفيفِ والتَّيسيرِ على النَّاسِ في مِثلِ هذه الأحوالِ.
¤ وفيه : أنَّ المطرَ مِنَ الأعذارِ المُسقطةِ لصَلاةِ الجُمُعةِ والجَماعةِ.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/23112
#الوحل_والطين
قال ابنُ عبَّاسٍ لِمُؤَذِّنِهِ في يَومٍ مَطِيرٍ : (إذا قُلْتَ أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ ، فلا تَقُلْ حَيَّ علَى الصَّلاةِ ، قُلْ : صَلُّوا في بُيُوتِكُمْ) ، فَكَأنَّ النَّاسَ اسْتَنْكَرُوا ، قالَ : (فَعَلَهُ مَن هو خَيْرٌ مِنِّي ، إنَّ الجُمْعَةَ عَزْمَةٌ وإنِّي كَرِهْتُ أنْ أُحْرِجَكُمْ فَتَمْشُونَ في الطِّينِ والدَّحَضِ).
#الراوي : عبد الله بن عباس
#المصدر : صحيح البخاري
📋 #شـرح_الـحـديـث 🖌
الصَّلاةُ عِمادُ الدِّين ، ولا يَسَعُ المسلمَ تَرْكُها في حَضَرٍ ولا سَفرٍ ، ولا سِلمٍ ولا حَرْبٍ ، ولكنَّ الشَّرعَ الحَنيفَ راعَى أحوالَ الناسِ في الاضْطرارِ والشِّدَّةِ والخَوفِ والأمن.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ التابعيُّ محمَّدُ بنُ سِيرِينَ أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما قال لمُؤَذِّنِه في يَومٍ شَديدِ المطَرِ :
¤ إذا انتَهَيتَ في أذانِكَ إلى : «أشهدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ ، فلا تقُلْ : حيَّ على الصَّلاةِ» ، وقُلْ مكانَها : «صلُّوا في بُيوتِكُمْ» ؛ حتى يَسمَعَ الناسُ هذه الرُّخصةَ فلا يَخرُجوا ، وكان ذلك في صَلاةِ الجُمُعةِ كما سَيأْتي في آخِرِ الرِّوايةِ ، فكأَنَّ الناسَ أنكَروا ما صرَّح به مِن رُخصةِ تَركِ الجَماعةِ لأجْلِ المطَرِ ، فقال لهم ابنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما :
¤ «فَعَلَه مَن هو خَيرٌ مِنِّي» يَقصِدُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، ثمَّ أوضَحَ ابنُ عبَّاسٍ الأسبابَ ، فقال :
● «إنَّ الجُمُعةَ عَزْمةٌ» ، أي : واجبةٌ على كلِّ مَن سَمِعَ النِّداءَ من الرِّجالِ المُكلَّفِينَ المُقيمينَ ، وإنِّي كَرِهتُ أنْ أُحرِجَكُم ، أي : أشُقَّ عليكم وأجْعَلَكم في ضِيقٍ ، وهناك الرُّخصةُ والسَّعةُ التي تُيسِّرُ عليكم.
#وقيل : معنى : «أُحرِجَكم» أكونَ سَببًا في اكتِسابِكم للإثمِ عندَ حَرَجِ صُدورِكم ؛ فرُبَّما يقَعُ مِن أحَدِكم تَسخُّطٌ ، أو كَلامٌ غيرُ مَرْضيٍّ ؛ وذلك لِمَشيِكم في الطِّينِ الذي يُؤدِّي إلى الانزِلاقِ والوُقوع ؛ فالمطَرُ مِن الأعذارِ التي تُصَيِّرُ العزيمةَ رُخصةً ، ومِن الأعذارِ المُسقِطةِ لصَلاةِ الجماعةِ.
#وقوله : «صَلُّوا في بُيوتِكُم» #قيل : إنَّما هو على الاختِيارِ لا العَزيمة ، وهو راجِعٌ إلى مَشيئةِ المصَلِّي واختيارِه ؛ فإنْ شاء بقِيَ في بَيتِه ، وإنْ شاء خرَجَ إلى المسجِدِ.
#وفي_الحديث :
¤ بيانُ جانبٍ مِنَ التَّخفيفِ والتَّيسيرِ على النَّاسِ في مِثلِ هذه الأحوالِ.
¤ وفيه : أنَّ المطرَ مِنَ الأعذارِ المُسقطةِ لصَلاةِ الجُمُعةِ والجَماعةِ.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/23112
📚 #أحـاديـث_الـحـج 📚
فضل.وادي.العـقيق.tt
سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بوَادِي العَقِيقِ يقولُ : ((أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِن رَبِّي ، فَقالَ : صَلِّ في هذا الوَادِي المُبَارَكِ ، وقُلْ : عُمْرَةً في حَجَّةٍ)).
#الراوي : عمر بن الخطاب
#المصدر : صحيح البخاري
📖 #شـرح_الـحـديـث 🖋
كان الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم يَتتبَّعون هَدْيَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في كلِّ أحوالِه ، ويَصِفون أفْعالَه في حَضَرِه وسَفَرِه ، ويَمتثِلونها ، ويُبيِّنون ما هو سُنةٌ وما هو عادةٌ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي عمرُ بنُ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه سَمِع النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو خارجٌ إلى حَجةِ الوداعِ وهو في وادي العَقيقِ -ويقَعُ قُرْبَ البَقيعِ ، بيْنه وبيْن المسجدِ النَّبويِّ (2 كم) تَقريبًا ، ومعْنى العَقيقِ : الذي شَقَّه السَّيلُ قَديمًا- يُخبِرُ أنَّه أتاهُ آتٍ ؛ إمَّا جِبرِيلُ عليه السَّلامُ ، أو آتٍ في المَنامِ -ورُؤيا الأنبياءِ حقٌّ ووَحْيٌ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ- ، فَقالَ له : صَلِّ في هذا الوادي المُبارَكِ ، أي : وادي العَقيقِ ، #قيل : المرادُ رَكعَتَا الإحرامِ.
👈 ووَصَفَ الواديَ بالبَركةِ ؛ لأنَّ أهلَ المدينةِ يَستبشِرونَ به إذا سالَ ، ويَستِدلُّون به على غَزارةِ الأمطارِ.
#وقوله : «وقُلْ : عُمرةً في حَجَّةٍ» ، أي : جَعَلتُها عُمرةً في حَجَّةٍ ، و«في» إمَّا بمعنى «مَعَ» ، أي : عُمرةً وحَجَّةً معًا ، فيكونُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَد أحرَمَ بهما معًا ، أو تكونُ «في» على أصْلِها بمعْنى الظَّرفيَّةِ ، أي : عُمرةً مُدرَجةً في حَجَّةٍ ، فيكونُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ أحرَمَ أوَّلًا مُفرِدًا بالحَجِّ وحدَه ، ثمَّ أدخَل عليه العُمرةَ ، فصارَ قارِنًا.
#وقيل : إنَّ بهذه الرُّؤيا وبتَلبيتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعُمرةٍ في حَجَّةٍ ؛ حَكَمَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بنَسْخِ ما كان في الجاهليَّةِ مِن تَحريمِ العُمرةِ في أشهُرِ الحجِّ ؛ لأنَّ رُؤيا الأنبياءِ وَحْيٌ وصِدقٌ.
#وفي_الحديث :
• فَضلُ وادي العَقِيقِ ، وبَركَتُه ونَفْعُه.
• وفيه : أنَّ رُؤيا رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَقٌّ وصِدقٌ.
• وفيه : مَشروعيَّةُ القِرانِ بيْن الحجِّ والعُمرةِ.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/3298
فضل.وادي.العـقيق.tt
سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بوَادِي العَقِيقِ يقولُ : ((أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِن رَبِّي ، فَقالَ : صَلِّ في هذا الوَادِي المُبَارَكِ ، وقُلْ : عُمْرَةً في حَجَّةٍ)).
#الراوي : عمر بن الخطاب
#المصدر : صحيح البخاري
📖 #شـرح_الـحـديـث 🖋
كان الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم يَتتبَّعون هَدْيَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في كلِّ أحوالِه ، ويَصِفون أفْعالَه في حَضَرِه وسَفَرِه ، ويَمتثِلونها ، ويُبيِّنون ما هو سُنةٌ وما هو عادةٌ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي عمرُ بنُ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه سَمِع النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو خارجٌ إلى حَجةِ الوداعِ وهو في وادي العَقيقِ -ويقَعُ قُرْبَ البَقيعِ ، بيْنه وبيْن المسجدِ النَّبويِّ (2 كم) تَقريبًا ، ومعْنى العَقيقِ : الذي شَقَّه السَّيلُ قَديمًا- يُخبِرُ أنَّه أتاهُ آتٍ ؛ إمَّا جِبرِيلُ عليه السَّلامُ ، أو آتٍ في المَنامِ -ورُؤيا الأنبياءِ حقٌّ ووَحْيٌ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ- ، فَقالَ له : صَلِّ في هذا الوادي المُبارَكِ ، أي : وادي العَقيقِ ، #قيل : المرادُ رَكعَتَا الإحرامِ.
👈 ووَصَفَ الواديَ بالبَركةِ ؛ لأنَّ أهلَ المدينةِ يَستبشِرونَ به إذا سالَ ، ويَستِدلُّون به على غَزارةِ الأمطارِ.
#وقوله : «وقُلْ : عُمرةً في حَجَّةٍ» ، أي : جَعَلتُها عُمرةً في حَجَّةٍ ، و«في» إمَّا بمعنى «مَعَ» ، أي : عُمرةً وحَجَّةً معًا ، فيكونُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَد أحرَمَ بهما معًا ، أو تكونُ «في» على أصْلِها بمعْنى الظَّرفيَّةِ ، أي : عُمرةً مُدرَجةً في حَجَّةٍ ، فيكونُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ أحرَمَ أوَّلًا مُفرِدًا بالحَجِّ وحدَه ، ثمَّ أدخَل عليه العُمرةَ ، فصارَ قارِنًا.
#وقيل : إنَّ بهذه الرُّؤيا وبتَلبيتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعُمرةٍ في حَجَّةٍ ؛ حَكَمَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بنَسْخِ ما كان في الجاهليَّةِ مِن تَحريمِ العُمرةِ في أشهُرِ الحجِّ ؛ لأنَّ رُؤيا الأنبياءِ وَحْيٌ وصِدقٌ.
#وفي_الحديث :
• فَضلُ وادي العَقِيقِ ، وبَركَتُه ونَفْعُه.
• وفيه : أنَّ رُؤيا رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَقٌّ وصِدقٌ.
• وفيه : مَشروعيَّةُ القِرانِ بيْن الحجِّ والعُمرةِ.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/3298
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
فضل سورة البقرة وآل عمران
(اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما ، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ).
قال مُعاوِيةُ : بَلغني أنَّ البَطَلَةَ : السَّحَرَةُ. [وفي رواية] : غير أنَّه قالَ : وكَأنَّهُما في كليهما ، ولَم يذكُر قَول مُعاوِيَةَ بَلَغَنِي.
#الراوي : أبو أمامة الباهلي
#المصدر : صحيح مسلم
📝 #شـرح_الـحـديـث ✏️
🍃 قِراءةُ القُرآن فيها الخيرُ والبركةُ لمَنْ يَقرأ ؛ فهو حبلُ اللهِ المَوصولُ ، وفيه النَّجاةُ يومَ القيامة ، والحَصانةُ من كَيدِ السَّحرةِ في الدُّنيا ، وخاصَّةً سُورَةَ البقَرةِ وآلِ عِمرانَ.
وفي هذا الحديث يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :
● "اقرؤوا القرآنَ" ، أي : اغتنِموا قِراءتَه ، وداوموا عليها.
● "فإنَّه يأتي يومَ القيامةِ" ، أي : يتمثَّل يومَ القيامةِ بصورةٍ يراها النَّاسُ ، كما يجعل اللهُ لأعمالِ العبادِ صورةً ووزنًا ؛ لتُوضَع في الميزَان.
● "شافعًا لأصحابِه" ، أي : يَشفعُ لقَارِئيه ، الَّذين يَقرؤونه مُتَدَبِّرين له ، عامِلين بما فيه ، وكرَّرَ "اقرؤوا" ؛ حثًّا على قراءة سُوَرٍ مُعَيَّنَة ، وتأكيدًا لِخُصُوصِيَّتِهَا في الشَّفاعة.
● "الزَّهْرَاوَيْنِ" ، أي : المُنِيرَتَيْن ، وسُمِّيَتا الزَّهراوين ؛ لأنَّهما نُورَانِ ، أو لكثرة أنوارِ أحكام الشَّرع والأسماءِ الحُسنَى فيهما ، ولا شكَّ أنَّ نُورَ كلامِ اللهِ أَشَدُّ وأكثرُ ضياءً ، وكُلُّ سورةٍ مِنْ سُور القرآنِ زهراء ؛ لِمَا فيها من أحكامٍ ومواعِظَ ، ولِمَا فيها من شِفاءِ الصُّدور ، وتنويرِ القلوب ، وتكثيرِ الأَجرِ لِقارئها.
● "البقرةَ ، وآلَ عِمرانَ" ، أي : #خصوصا البقرة ، وآلَ عمران.
● "فإنَّهما تَأْتِيَانِ" ، أي : تَحْضُران ، أو تتصوَّران بثَوابِهما الَّذي استحقَّهُ التَّالي والقارئُ العاملُ بهما ، والإتيانُ هنا مَحمولٌ على الحَقيقة ولكن كيفَ يشاءُ اللهُ تعالى.
● "كأنَّهما "غَمامتانِ" ، أي : سَحابتان ، تُظِلَّانِ صاحبَهما عن حَرِّ الموقفِ ، وإنَّما سُمِّيَ غَمامًا لأنَّه يَغُمُّ السَّماء ، أي : يَستُرُها ، "أو غَيايتان" ، الغَيايةُ : كُلُّ ما أَظَلَّ الإنسانَ فَوق رأسه ، من سحابةٍ ، وغيرِها.
● "أو كأنَّهما فِرْقانِ" ، أي : طائفتان ، وجماعتان.
● "مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ" وهي جماعةُ الطَّيرِ الباسِطةُ أجنحَتَهَا ، والمرادُ أنَّهما يَقيان قارِئَهما من حَرِّ الموقفِ ، وكَربِ يومِ القيامة.
● "تُحاجَّانِ عن أصحابِهِمَا" ، أي : تُدافِعان الجحيمَ والزَّبانيَة ، أو تُخاصمانِ الرَّبَّ ، أو تُجادلان عنهم بالشَّفاعة ، أو عِند السُّؤال ، إذا لم يَنطق اللِّسانُ ، وأَطْبَقَتِ الشَّفَتَان ، وضاعتِ الحُجَجُ.
👈 #وقوله : "اقْرَؤُوا سورةَ البقرةِ" ، تخصيصٌ بَعْدَ تخصيصٍ ؛ فإنَّه عمَّم أولًا بالقُرآنِ كلِّه ، ثم خصَّصَ الزَّهراوين ، ثم خصَّ البقرة ؛ دَلالةً على عِظَمِ شأنِها ، وكبيرِ فضلِها.
● "فإنَّ أَخْذَها" ، أي : المواظبة على تِلاوتِها ، والتَّدبُّرَ في معانيها ، والعَمَلَ بما فيها.
● "بَرَكَةٌ" ، أي : زِيادةٌ ، ونماءٌ ، وَمَنْفَعَةٌ عظيمةٌ لِقارئِهَا.
● "وَتَرْكَهَا حَسْرةٌ" ، أي : تلهُّفٌ وتأسُّفٌ على ما فاتَ مِنَ الثَّواب.
● "ولا يَسْتَطِيعُهَا" ، أي : لا يقدِرُ على تحصيلِهَا ، وَعَدَمُ الاستِطاعةِ عِبارةٌ عَن الخِذلان ، وعدمِ التَّوفيق لتلاوتِها.
● "البَطَلَةُ" ، أي : السَّحرةُ ، والمقصودُ أنَّهم لا يستطيعون قِراءتَها ؛ لِزيغِهم عَنِ الحقِّ ، وانهماكِهم في الباطل ، أو أنَّهم لا يستطيعون دَفْعَها ، واختراق تَحصينِها لِمَن قَرَأَهَا ، أو حَفِظَهَا ؛ فهي حِصنٌ لقارئها وحافِظِهَا مِنَ السِّحْر.
👈 #وقيل : البَطَلَةُ : أصحابُ البِطالة والكُسَالَى ؛ فإنَّهم لا يستطيعون حفظها ، ولا قراءتها ؛ لطولها ، ولتعوُّدهمُ الكسل.
#وفي_الحديث :
⊙ الحثُّ على قراءة القرآن ، وفضيلةُ سُورة البقَرة وآل عمران ، وعظم سورة البقرة خصوصًا.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/26869
فضل سورة البقرة وآل عمران
(اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما ، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ).
قال مُعاوِيةُ : بَلغني أنَّ البَطَلَةَ : السَّحَرَةُ. [وفي رواية] : غير أنَّه قالَ : وكَأنَّهُما في كليهما ، ولَم يذكُر قَول مُعاوِيَةَ بَلَغَنِي.
#الراوي : أبو أمامة الباهلي
#المصدر : صحيح مسلم
📝 #شـرح_الـحـديـث ✏️
🍃 قِراءةُ القُرآن فيها الخيرُ والبركةُ لمَنْ يَقرأ ؛ فهو حبلُ اللهِ المَوصولُ ، وفيه النَّجاةُ يومَ القيامة ، والحَصانةُ من كَيدِ السَّحرةِ في الدُّنيا ، وخاصَّةً سُورَةَ البقَرةِ وآلِ عِمرانَ.
وفي هذا الحديث يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :
● "اقرؤوا القرآنَ" ، أي : اغتنِموا قِراءتَه ، وداوموا عليها.
● "فإنَّه يأتي يومَ القيامةِ" ، أي : يتمثَّل يومَ القيامةِ بصورةٍ يراها النَّاسُ ، كما يجعل اللهُ لأعمالِ العبادِ صورةً ووزنًا ؛ لتُوضَع في الميزَان.
● "شافعًا لأصحابِه" ، أي : يَشفعُ لقَارِئيه ، الَّذين يَقرؤونه مُتَدَبِّرين له ، عامِلين بما فيه ، وكرَّرَ "اقرؤوا" ؛ حثًّا على قراءة سُوَرٍ مُعَيَّنَة ، وتأكيدًا لِخُصُوصِيَّتِهَا في الشَّفاعة.
● "الزَّهْرَاوَيْنِ" ، أي : المُنِيرَتَيْن ، وسُمِّيَتا الزَّهراوين ؛ لأنَّهما نُورَانِ ، أو لكثرة أنوارِ أحكام الشَّرع والأسماءِ الحُسنَى فيهما ، ولا شكَّ أنَّ نُورَ كلامِ اللهِ أَشَدُّ وأكثرُ ضياءً ، وكُلُّ سورةٍ مِنْ سُور القرآنِ زهراء ؛ لِمَا فيها من أحكامٍ ومواعِظَ ، ولِمَا فيها من شِفاءِ الصُّدور ، وتنويرِ القلوب ، وتكثيرِ الأَجرِ لِقارئها.
● "البقرةَ ، وآلَ عِمرانَ" ، أي : #خصوصا البقرة ، وآلَ عمران.
● "فإنَّهما تَأْتِيَانِ" ، أي : تَحْضُران ، أو تتصوَّران بثَوابِهما الَّذي استحقَّهُ التَّالي والقارئُ العاملُ بهما ، والإتيانُ هنا مَحمولٌ على الحَقيقة ولكن كيفَ يشاءُ اللهُ تعالى.
● "كأنَّهما "غَمامتانِ" ، أي : سَحابتان ، تُظِلَّانِ صاحبَهما عن حَرِّ الموقفِ ، وإنَّما سُمِّيَ غَمامًا لأنَّه يَغُمُّ السَّماء ، أي : يَستُرُها ، "أو غَيايتان" ، الغَيايةُ : كُلُّ ما أَظَلَّ الإنسانَ فَوق رأسه ، من سحابةٍ ، وغيرِها.
● "أو كأنَّهما فِرْقانِ" ، أي : طائفتان ، وجماعتان.
● "مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ" وهي جماعةُ الطَّيرِ الباسِطةُ أجنحَتَهَا ، والمرادُ أنَّهما يَقيان قارِئَهما من حَرِّ الموقفِ ، وكَربِ يومِ القيامة.
● "تُحاجَّانِ عن أصحابِهِمَا" ، أي : تُدافِعان الجحيمَ والزَّبانيَة ، أو تُخاصمانِ الرَّبَّ ، أو تُجادلان عنهم بالشَّفاعة ، أو عِند السُّؤال ، إذا لم يَنطق اللِّسانُ ، وأَطْبَقَتِ الشَّفَتَان ، وضاعتِ الحُجَجُ.
👈 #وقوله : "اقْرَؤُوا سورةَ البقرةِ" ، تخصيصٌ بَعْدَ تخصيصٍ ؛ فإنَّه عمَّم أولًا بالقُرآنِ كلِّه ، ثم خصَّصَ الزَّهراوين ، ثم خصَّ البقرة ؛ دَلالةً على عِظَمِ شأنِها ، وكبيرِ فضلِها.
● "فإنَّ أَخْذَها" ، أي : المواظبة على تِلاوتِها ، والتَّدبُّرَ في معانيها ، والعَمَلَ بما فيها.
● "بَرَكَةٌ" ، أي : زِيادةٌ ، ونماءٌ ، وَمَنْفَعَةٌ عظيمةٌ لِقارئِهَا.
● "وَتَرْكَهَا حَسْرةٌ" ، أي : تلهُّفٌ وتأسُّفٌ على ما فاتَ مِنَ الثَّواب.
● "ولا يَسْتَطِيعُهَا" ، أي : لا يقدِرُ على تحصيلِهَا ، وَعَدَمُ الاستِطاعةِ عِبارةٌ عَن الخِذلان ، وعدمِ التَّوفيق لتلاوتِها.
● "البَطَلَةُ" ، أي : السَّحرةُ ، والمقصودُ أنَّهم لا يستطيعون قِراءتَها ؛ لِزيغِهم عَنِ الحقِّ ، وانهماكِهم في الباطل ، أو أنَّهم لا يستطيعون دَفْعَها ، واختراق تَحصينِها لِمَن قَرَأَهَا ، أو حَفِظَهَا ؛ فهي حِصنٌ لقارئها وحافِظِهَا مِنَ السِّحْر.
👈 #وقيل : البَطَلَةُ : أصحابُ البِطالة والكُسَالَى ؛ فإنَّهم لا يستطيعون حفظها ، ولا قراءتها ؛ لطولها ، ولتعوُّدهمُ الكسل.
#وفي_الحديث :
⊙ الحثُّ على قراءة القرآن ، وفضيلةُ سُورة البقَرة وآل عمران ، وعظم سورة البقرة خصوصًا.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/26869