حَصَانٌ!
2.14K subscribers
44 photos
41 videos
6 files
25 links
Download Telegram
حَصَانٌ!
1400 من مستوطني الاحتلال اقتحموا المسجد الأقصى منذ الصباح فيما يسمى ذكرى "خراب الهيكل "
ذكرى "خراب الهيكل" في ظل الطوفان

تحل غداً الثلاثاء 13-8-2024 ذكرى خراب الهيكل المزعوم بحسب تقويم الأعياد التوراتي، وتشكل هذه الذكرى التي تأتي في التاسع من آب العبري عنوان الأحزان الأسطوري في العقل التوراتي إذ تزعم الرواية التوراتية أن تدمير الهيكل الأول كان فيه، وأن التدمير الثاني على يد الرومان جاء في نفس اليوم، وأن اليهود طردوا فيه من الأندلس، وأن اليهود طردوا فيه من بريطانيا، ما يحوله أقرب إلى يومٍ أسطوري للأحزان والمراثي وهو الطابع الغالب على معظم الأعياد اليهودية على مدى قرونٍ طويلة من الزمن.

مع مجيء الصهيونية أخذت الأعياد اليهودية تكتسب أبعاداً جديدة، إذ أخذت بعض الأعياد الدينية تتخذ أبعاداً قومية مختصة بالمشروع الصهيوني وتاريخه المعاصر، ودخلت إلى قائمة الأعياد مناسبات قومية مثل الذكرى العبرية لاحتلال القدس والذكرى العبرية لتأسيس الكيان الصهيوني "يوم الاستقلال"، وذكرى المحرقة، كما بدأ توجه جديد لإعادة تفسير أعياد الأحزان والمراثي بمعانٍ إيجابية محملة بالأمل ومعاني القوة والغلبة، وكانت ذكرى خراب الهيكل إحدى تلك الأعياد التي جرى العمل على إضفاء معنىً جديد عليها.

هذا المسعى لتحميل يوم الأحزان والمراثي بمعاني الأمل والقوة اصطدم بعقبةٍ مبكرة إذ تقاطعت ذكرى خراب الهيكل في عام 1929 مع ذكرى المولد النبوي لتنطلق منها ثورة البراق في 16-8-1929، وتحولت محاولة للسيطرة على حائط البراق وجواره إلى عقدة ردعٍ مبكر نتيجة ما ألحقته من خسائر بالجماعة الاستيطانية الصغيرة نسبياً حينها، فانتهت إلى يوم الأحزان الأسطوري عوضاً عن تحميله بالأمل.

مع صعود الصهيونية الدينية ومشروع الإحلال الديني تجاه المسجد الأقصى أخذت تحاول تعزيز يوم الأحزان الأسطوري بمعاني القوة والغلبة والوعد المستقبلي، لتبني على فكرة توراتية مفادها أن المسيح المخلص الذي تنتظره هذه الجماعات سيولد في هذا اليوم، وأن الأمل سينبعث من رحم الأحزان، فأخذت تحول هذا اليوم إلى يوم لتجديد العهد باستعادة الهيكل المزعوم، وفرض السيادة الصهيونية على #المسجد_الأقصى من خلال اعتباره يوم الحشد الأعظم للاقتحامات، وقد فرضت فيه بالفعل أكبر اقتحامين في تاريخ المسجد الأقصى في عامَي 2022 و2023 على التوالي باقتحام 2,200 متطرف صهيوني للمسجد الأقصى المبارك، وأداء الطقوس التوراتية فيه، ورفع الأعلام الصهيونية وأداء النشيد القومي الصهيوني "نشيد الأمل" في الأقصى، والانبطاح على ثراه بأداء طقوس "السجود الملحمي"، وقد ترافق عدوان عام 2022 مع انطلاق معركة وحدة الساحات التي افتتحها الاحتلال قبل يومين فقط من ذكرى خراب الهيكل في حينه باغتيال الشـ.ـهـ.ـيد تيسير الجعبري من سر.!يـ.ـا القدس، وفرض الاقتحام الأكبر للمسجد الأقصى في تاريخه تحت وقع القصف والنار، فيما تمكنت سر.!يـ.ـا القدس من إيصال صواريخها إلى سماء القدس أثناء الاقتحام.

اليوم تستبق جماعات الهيكل المتطرفة عدوان "ذكرى خراب الهيكل" بالدعوة إلى أنشطة تحفيزية، في إطار محاولتها لتجاوز آثار #طوفان_الأقصى وما قد يفرضه التفجر المتتالي للمعارك من بوابة الأقصى، فدعت إلى سلسلة بشرية حول أسوار البلدة القديمة والمسجد الأقصى مساء أمس الأحد 11-8 حققت حضوراً خجولاً زعمت تلك الجماعات أنه وصل 1,500 مشارك؛ ثم جددت الدعوة الليلة إلى مسيرة أعلام مسائية حول البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وصولاً إلى الدعوة إلى اقتحامٍ مركزي صباح غدٍ الثلاثاء، وهو يوم تسعى فيه جماعات الهيكل في الحد الأدنى إلى استدامة أرقامها السابقة بـ 2,200 مقتحم، وأن تحافظ على يوم ذكرى خراب الهيكل باعتباره اليوم الذي يشهد أكبر اقتحامٍ من حيث العدد، باعتباره يوماً لتجديد العهد لبناء الهيكل في مكان الأقصى.

في مواجهة ذلك، ما تزال المـ.ـقـ.ـاومة الفلسطينية تخوض معركتها التي أطلقتها لمنع حسم مصير المسجد الأقصى، والتي تمكنت فيها من فرض المفاجأة الاستراتيجية الأكبر على الاحتلال الصهيوني في تاريخه، ومن الصمود أمامه ومنعه من الحسم في مواجهة قطاع غزة رغم الفارق الشاسع في العتاد والإمكانات المادية، وهي المعركة التي فرض فيها الاحتلال على أهل غزة أفدح الأثمان الإنسانية إذ عجز عن هزيمة المـ.ـقـ.ـاومة عسكرياً.

اليوم وإذ يجدد الصهاينة محاولة المضي قدماً في حسم مصير المسجد الأقصى رغم الطوفان، وإذ يسعون إلى مغالبة عقدة الثقة التي فرضتها عليهم المواجهات المتتالية من بوابة الأقصى، وإذ تقف المـ.ـقـ.ـاومة من موقعها لهم بكل ما تستطيع في غزة، فإن التحدي الأول أمامنا كفلسطينيين وعرب ومسلمين هو أن يستجمع المسجد الأقصى قدراً أكبر من القوة العابرة للحدود داخل فلسطين وخارجها لتتخذ منه رمزاً لمعركة وجودية مع الكيان الصهيوني، فمختلف مكونات المعادلة التي استجابت لتحدي الإحلال الديني في الأقصى كانت من داخل فلسطين المحتلة في غالبيتها المطلقة حتى الآن: من العمليات ذات الدافع الفردي إلى الاندفاع الشعبي العفوي في هباتٍ متتالية وانخراط