رواياتي📖📚
35.9K subscribers
18.7K photos
17 videos
400 files
1.01K links
⚠️ اجمل واحدث الروايات والكتاب

أكبر مكتبه للروايات

📖روايات الف شكل ولون


للتواصل @wessam1412

للطلبات @Rwayati_bot

رابط القناه

https://t.me/+PcBTfMKDS4ab2Mv1
Download Telegram
فاطمة: هووي غيرن السيرة دي، انا عايزة أعرس

ريموندا: دا الفالحة ليه

فاطمة: اسكتي يا المخطوبة يا عواليق

وتين: مخطوبة كمان؟؟! ماشاء الله والله

فاطمة: شفتي كيف وبتجي تفتح خشمها فيني

ريموندا: فاطمة أحسن ليك

فاطمة: خلاص خلاص سكت، يا وتين حنتصل ليك بعدين ظابط؟ ارقدي نومي هسي انتِ منتهية

وتين: طيب تمام

فاطمة: خلي بالك من نفسك

ريموندا: نومي كويس تمام؟

وتين: حاضر حاضر يلا سلام

*قفلت منهم وقفلت البيانات والموبايل وختت راسها تحت المخدة غمضت عيونها واخدتها نومة طويلة، ما صحت منها إلا صباح اليوم التاني...*

______BMN____________

*في الزنزانة*
*كلهم رفعوا راسهم يعاينوا ليها، لقوها بتعاين في يد خالة سلافة وعيونها حمر ودموعها جارية، وبتقول"دم لااااا دم دم" رحاب قامت مسكتها من كتفها وبقت تحاول تهدي فيها، اتنفضت منها وقعدت في الأرض ولسة مستمرة في صراخها دا، جات ضابط هددتهم وقالت ما أسمع ولا صوت، رحاب جابت ليها موية وخلتها تشرب منها غصباً عنها، بعد شربت قدرت تهدأ شوية، سكتت وبقت ترجف ولسة بتهاتي"دم،دم" رحاب ضمتها عليها وبقت تهدي فيها لمن سكتت وحستها اتحسنت شوية....*

رحاب: أحسن؟!

*اكتفت بهز راسها بس*

رحاب: اقرأ ليك قرآن؟! عشان تطمئني؟!

عدن: أ أي

رحاب: طيب، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..( وبقت تتلي ليها آيات من سورة البقرة)

عدن:....

رحاب: اتحسنتي؟!

عدن: اي الحمدلله

رحاب: طيب الحمدلله

*مر الوقت بسرعة، لحد ما جاء المساء، عدن ختت راسها على رجلين رحاب...*

عدن بزعل: رحاب من بكرة حتمشي تخليني أنا تاني حأقعد كيف؟

رحاب: حتكونوا حاضرين معاي في بالي دائماً إن شاء الله وأنا حأزوركم

عدن: طب تاني الحيتلي ليي القرآن منو؟

رحاب: قلبك

عدن: كيف؟

رحاب: حتتليه بقلبك انتِ، عشان تتطمئني

عدن: بس صوتي ما حلو زيك

رحاب: لما تتليه بقلبك، وبنيّة مؤمنة خالصة، تلقائياً حتلقي صوتك بقى ليك مريح شديد، التلاوة فعلاً ما كل حد بيقدر يتليها، بس أقري بقلبك قبل لسانك

عدن: بالجد حظك، حتشوفي الحياة أحلى بعد كدا

رحاب: منو قال؟ ما معروف ربنا الكاتبه شنو ربنا قال (إنا خلقنا الإنسان في كبد) يعني التعب دا جزء من حياة الإنسان لابد

عدن: طيب ليهه ما ممكن نرتاح من التعب دا كلهه؟!

رحاب: عشان نصبر، عشان ربنا قال(إنما يُوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) عشان الجنة هي الأبقى والدنيا فانية، طيب أحكي ليك حكاية

عدن: أها

رحاب: بتعرفي الصحابي أبا ذر الغفاري رضي الله عنه؟

عدن: لالأ

رحاب: دا اللي هو الصحابي اللي عاش وحيداً ومات وحيداً وسيبعث وحيداً يوم القيامة، وإسمه جندب بن جنادة بن غفّار، من أول خمسة سابقين في الإسلام، وأول من حيّ النبيﷺ بتحية الإسلام

عدن: عليه الصلاة والسلام، تمي..

رحاب: في واحدة من قصص السيرة، إنه النبي صلى الله عليه وسلم كان في مجلس مع صحابته، أبا بكر، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، رضي الله عنهم، فالنبي صلى الله عليه وسلم سأل أبا بكر وقال ليه ماذا تحب من الدنيا، فسيدنا أبا بكر جاوب: أحب من الدنيا ثلاث، الجلوس بين يديك والنظر إليك وإنفاق مالي عليك، وسأل النبي عمر قال ليه وانت؟ قال ليه أحب ثلاثاً الأمر بالمعروف ولو كان سراً والنهي عن المنكر ولو كان جهراً، وقول الحق ولو كان مراً، فسأل النبي سيدنا عثمان قال ليه وانت؟ قال أحب ثلاث: إطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام، كذلك سأل سيدنا علي وقال ليه وانت؟ قال ليه أحب ثلاث: اكرام الضيف، والصوم بالصيف، وضرب العدو بالسيف، لما جاء سأل سيدنا أبا ذر قال ليه وانت يا أبا ذر؟ تفتكري قال ليه شنو؟؟!

عدن: شنو؟؟!

رحاب: قال ليه أحب من الدنيا ثلاثاً: الجوع والمرض والموت، فاا النبي ﷺ عليه وسلم قال ليه ولماذا؟؟؟! فجاوبه: أحب الجوع ليرق قلبي، وأحب المرض ليخف ذنبي، وأحب الموت لألقى ربي، شفتي قوة الإيمان دي كيف؟ طب يا عدن ربنا حتى في الشقاء جعل لينا أجر عظيم حنعترض؟

عدن وهي بتمسح في دموعها: فعلاً، الحمدلله على كل حال، حقيقي أنا مبهورة بيك شديد

رحاب: ما تنبهري، دا المفروض نكون كلنا عارفنه كمؤمنين

عدن: أنا أوعدك من يوم الليلة حأتغير، وتاني ما عايزة من الدنيا دي غير ربنا يكون راضي عني وبس

رحاب: دا الكلام العايزة أسمعه، وربنا يوفقك وينصرك

عدن: آمييين

رحاب: نصلي قيام ليل؟

عدن: ورح

رحاب: تمام، يلا...

*سحبوا الإبريق ناحيتهم واتوضوا، رحاب ادتها لأنه لبسها يسمح ليها تصلي بيه، كان واسع وفضفاض، لبست شراباتها ووقفوا صلوا سواء، أول ما خلصوا عدن رقدت على رجول رحاب تاني، ورحاب بدت تتلي القرآن وهي بتسمع ليها، شوية شوية أخدهم النعاس وناموا...*

*صباح اليوم التاني*

*صحت وهي بتدعك في عيونها كعادتها قبل الضوء، عاينت لعدن اللي كانت راقدة فيها ونايمة بإرتياح، حاولت تخت ليها راسها على المصلاية من غير ما تحس، بس حست على طول وقامت معاها...*

عدن: أأ الدنيا أصبحت
رحاب: اي بعد شوية حيصلوا الصبح، عايزة أقوم أصليه

عدن: طيب نصلي سواء

رحاب: طيب تمام

*قاموا وغسلوا وشوشهم واتوضوا وصلوا، تلوا آيات من سورة مريم، بعدها قعدوا يتونسوا لحدي ما النور طلع والشمس بدأت تشرق، كل الفي الزنزانة صحوا وصبحوا على بعض، مرت زي ساعتين ونص، جات ضابط داخلة الزنزانة ووشها كله تعابيره غضبانة، كل الفي الزنزانة شافوها وسكتوا وخافوا...*

الضابط: السجينة 211 رحاب أنور

رحاب بتوتر: أ أيوة

الضابط: اتفضلي معاي، دا موعد محكمتك

رحاب: هسي؟

الضابط: أيوة اتحركي ما تضيعي لينا الزمن

*بقت تعاين لعدن ودموعها جروا على طول، لبست عبايتها وبقت ماشة بخطوات بطيئة لبرة، وكل مرة بتلتفت تعاين ليهم وعيونها غرقانة بالدموع، وهم بعاينوا ليها بنفس النظرة كانت نفسها تحضنهم بس الضابط ما سمحت ليها، مسحت دموعها بعد ما طلعت معاها لبرة وركبت معاها في سيارة الشرطة، وصلوا المحكمة، نزلت ومشت بخطوات بطيئة ناحية باب المحكمة، دخلت وقلبها بدأ يدق بسرعة، كان الجو هاديء، قعدوها في الكرسي الأمامي زي مع الحضور، ووقفت قدامها الضابط، شاكوش المحكمة ضرب، والمحامي جاء واتقدم على منصة المرافعة، غمضت عيونها وبقت بتهمهم بالدعاء، طول الجلسة وهي مغمضة عينيها وبتدعي، ودموعها جارية من غير استئذان، شهود، ودلائل، كله وهي بتدعي، فتحت عيونها أول ما سمعت "وبذلك المحكمة تنفي إدانة المتهمة رحاب أنور وتثبت أنها بريئةٌ من هذه التهمة" أول حاجة عملتها سجدت سجدة شكر، بكت زين على الأرض، ورفعت راسها وهي بتحمد ربنا شديد، مسحت دموعها ووقفت على حيلها، عينها وقعت على السيد جلال الدين وهو طالع من المحكمة، جرت ناحيته ووقفته قبل يطلع....*

رحاب: أ أستاذ..

جلال الدين: مبارك، بقيتي حرة بعد كدا

رحاب: أستاذ، الفضل بيرجع ليك بعد ربنا، ما عارفة أجزيك كيف حقيقة، وربنا يجزاك كل خير

جلال الدين: أنا عملت واجبي، في النهاية دا ولا حاجة من العمله لي المرحوم أبوك ربنا يرحمه

رحاب: يديك العافية

جلال الدين: الله يعافيك

رحاب: أستاذ، ممكن اسألك آخر سؤال قبل ما تمشي؟!

جلال الدين: أكيد اتفضلي

رحاب: أنا ما فاهمة قصة الموظف دا شنو بالضبط

جلال الدين: كنتِ وين في المحاكمة قبيل؟

رحاب: قاعدة، بس انشغلت بالدعاء أكتر من إني أسمع شيء

جلال الدين: دا واحد من أعداء صابر صاحبنا اللي كان عرس ولده قبل سنة، عنده عداوة قديمة معاه، بس ما عارفنها شنو

رحاب: طيب لدرجة يقتل ناس أبرياء؟؟

جلال الدين: واحد مريض فقط، والعدالة أخدت مجراها في حقه

رحاب: الحمدلله، أستاذ، انت كنت بتحقق في الموضوع من متين وكيف؟؟

جلال الدين: ما المهم، المهم حالياً إنك حرة وأنا قدرت احقق العايزة

رحاب: جزاك الله خير مرة تانية

جلال الدين: العفو، أنا استأذن، نتلاقى تاني إن شاء الله

رحاب: إن شاء الله

*طلع وخلاها بعد كان آخر زول واقف معاها في المحكمة، طلعت من المحكمة وهي مبسوطة، بس زعلانة في نفس الوقت، طلبت من الضابط تاخدها معاها على القسم...*

الضابط: انتِ شكلك مجنونة الله طلعك قسم شنو تاني؟!

رحاب: عايزة أسلم على زميلاتي الكانوا معاي، أنا ما عارفة العمر قدر كيف إذا حأتلاقى تاني معاهم ولا لأ، معليش بس أخديني

الضابط: طيب كويس يلا...

*ركبت معاهم السيارة ومشوا القسم، جرت على الزنزانة تبعتهم دخلت، سلمت عليهم واحد واحد، بكت معاهم قدرتها، وطلعت وكأنها طالعة بتودع في أهلها، منو الما بكى؟ عدن، سارة، خالة سلافة، حتى ندى اللي كانت بتكرهها بكت، حست بالضياع وبالوحدة أول ما طلعت، هي صح طلعت، بس وين حتمشي؟ ولمنو؟ حتى خطواتها كانت ضايعة ومتثاقلة، الطريق كان ليها موحش شديد، في نص الطريق دا، خطواتها خذلتها، وقفت وحست برأسها تقيل،وبإنها ما قادرة تتوازن، شوية شوية شافت القدامها كله طشاش، كانت بتحاول تتماسك وتتوازن، بس قوتها خذلتها وبقت ما شايفة حاجة ووقعت...*

______BMN____________

*في الڤيلا*
*صحت من النوم وجنبها بنتها الصغيرة اللي صحت معاها على طول، شالتها وباستها في خدها وصبحت عليها، نزلت بيها تحت حممتها وغلت ليها حليب شربتها، غسلت هي وشها وقعدت تلعبها، كانت فرحانة بيها شديد، بس وريف كانت طول الوقت بتبكي، ما بتسكت إلا مرات، وكأنها فاقدة لشيء، تقريباً ما خلت ليها اي شيء، قريب الظهر كدا نامت، فتحت موبايلها وفتحت البيانات، لقت رسالة من أحمد مضمونها"أميرتي، صباح الخير، آسف لأني طلعت بدري الليلة كنت مضطر، خليك جاهزة بعدين حأسوقك انتِ ووريف مشوار" انبسطت شديد ورسلت ليه رسالة كتبت فيها"حاضر يا سيدهم، بحبك" على كدا قفلت البيانات والتلفون، سمعت صوت الجرس بيدق تحت نزلت ومشت فتحت الباب علشان تشوف منو، أول ما فتحته لقت...*

يتبع....
استكــــــــانــــــــة🙌
خدينتي من الجنة«6»
بقلم: رحاب يعقوب
{مــــــورفـــــينـا}

﴿وَإِن تَعُدّوا نِعمَةَ اللَّهِ لا تُحصوها إِنَّ اللَّهَ لَغَفورٌ رَحيمٌ﴾

*فتحت عيونها ببطء، والرؤية لسة كانت مشوشة، شوية شوية الرؤية اتضحت قدامها، بقت بتعاين في المكان بتفحص، عرفت إنها في غرفة صغيرة في بيت، صنقرت على السرير الكانت راقدة فيه ببطء، كانت حاسة بفتور حاد في جسمها، وبإنه دمها دا كان بيغلي غليان، كانت عايزة تنزل من على السرير، نزلت رجليها على الأرض ببطء، ومن قبل ما تقيف على حيلها باب الغرفة فتح، كانت مرأة شايلة معاها كباية عصير ورغيف في صحن، جات عليها وختتهم على التربيزة، سلمت عليها وقعدت جنبها...*

_: كويسة هسي انتِ يا بتي؟؟!

رحاب: الحمدلله أحسن

_: بس لسة عيونك واقعة ارتاحي عليك الله البيت بيتك

رحاب: لالا العفو بس

_: ما تخافي نحن زي أهلك والله.. هاك أكلي الجبنة دي وأشربي العصير حتنفعك في الهبوط دا

رحاب: بس..

_: أكلي عشان عايزة اتفاهم معاك

رحاب: طيب...

*أكلت شوية وشربت من العصير، وحمدت ربنا...*

_: ما تاكلي يا بتي

رحاب: لأ الحمدلله والله

_: إسمك منو يا بتي؟!

رحاب: رحاب

_: أهلك وين؟؟!

رحاب: متوفيين

_: ربنا يرحمهم ويغفر ليهم إن شاء الله، طيب انتِ ساكنة وين ومع منو؟!

رحاب: ما مع زول، أنا كنت مسجونة

_بخلعة: سجمي!!، مسجونة كيف؟ كنتِ في السجن وطلعتي يعني؟!

*اكتفت بإنها تهز ليها رأسها*

_: وماف زول عارفك كنتِ مسجونة ولا شنو؟

رحاب: أنا أصلاً خلاف أمي وأبوي ما عندي أهل، أهلي مخلني من زمان شديد

_: طيب مسجونة لشنو ومن متين؟! وعمرك كم انتِ؟

رحاب: من سنة، عمري 19 سنة، قبل سنة كنت مع أمي وأبوي ربنا يرحمهم في عرس... إلخ

_: لاحول ولا قوة إلا بالله والله يا بتي إيمانك قوي ووالدينك عرفوا يربوا صح والحمدلله الحق انتصر، صغيرة يا بتي على كل المشاكل دي انتِ

رحاب: بس نقول الحمدلله يا خالة

_: الحمدلله، عاد يا بتي ما تشوفي تعب تاني إن شاء الله، صحتك ما كويسة هسي انتِ، ربنا ينصرك ويشفيك، وحتمشي وين انتِ؟!

رحاب: مفكرة أرجع بيتنا تاني

_: بيتكم دا وين؟!

رحاب: في بحري

_: يعني هنا

رحاب: هسي أنا في بحري يعني؟!

_: اييي، معناتها قريب سبحان الله، كدي وصفي لي بالضبط

رحاب: في شارع(....) جنب بقالة(...)

_: يا سبحان الله قرييبة يا بتي ما بعيدة، فرق حلتين من هنا

رحاب: سبحان الله

_: خلاص الليلة خليك هنا ارتاحي ومن بكرة اتيسري يا بتي إن شاء الله

رحاب: بسس

_: يوم الليلة دا بس عشان تقدري تكوني مرتاحة، اعتبريني زي أمك يا بتي

رحاب: تسلمي والله...

_: ربنا يسلمك، أنا خالتك حليمة ساكنة في بيتي المتواضع دا ومعاي زوجي ضياء وولدي محمد

رحاب: اتشرفنا يا خالة

حليمة: شرف الله قدرك، أنا حأديك ملابس من عندي تغيري بيها طيب؟

رحاب: تسلمي

حليمة: الله يسلمك

*طلعت برة اخدت مدة وجات راجعة شايلة معاها ملابس، أدتها ليها وساقتها للحمام، اخدت حمامها استحمت وغيرت ملابسها، ادتها طرحة كبيرة لفتها في راسها وغسلت عبايتها، أثناء ما هي بتشر فيها سمعت صوت زول بيقول السلام عليكم، اتلفتت وراها ناحية الصوت ولقته شاب كدا، طويل وظاهر عليه عشريني، أول ما شافته نزلت عيونها وبسرعة جرت على الغرفة جوة، أخدت نفس واستغفرت كتير، وبقت بتلعب في أصابعها من التوتر...*

*لسة كان واقف محله، كان لسة سرحان في الحتة الكانت واقفة فيها بالضبط، شوية قاطع شروده صوت أمه اللي كانت واقفة قصاده بتناديه، مسح وشه بيده واستغفر، وباس أمه في رأسها وسلم عليها سلام حلو شديد...*

حليمة: هاا ولدي يومك كان كيف؟! الشغل ماشي معاك كويس؟!

محمّد: بخير الحمدلله كله كويس الحمدلله

حليمة: الحمدلله، خلاص أدخل غير ملابسك دي عشان أخت ليك الأكل ومارقةة التحفيظ

محمد: طيب حاضر يا ستهم

حليمة: تسلم يا ولدي

*مشى على غرفته اخد ملابس استحمى وغيرهم وقعد في الأرض، قعد في على دُرجه اللي كان مرتّب بشكل حلو وراقي، كل غرفته كانت مرتبة بالشكل دا، أول كتاب فكّر فيه كتاب المصحف، شال وقرا منه بصوت عاالي وصوت عذب ومريح شديد، فضل يقرأ لحدي ما جات داخلة عليه أمه بالأكل...*

*بقت قاعدة وبتفكر، بتفكر في حااجات كتيرة، بيتهم، ماضيهم، كل تفاصيلها الحلوة مع أهلها اللي اختفت في لحظة، نزلت دمعة حارّة على خدها مسحتها بسرعة، باب الغرفة فتح وكانت دي الخالة، شايلة معاها عباية سوداء مطبقة وطرحة...*

حليمة: بنيتي، أنا مارقة التحفيظ لو بتمرقي نمش سواء أحسن

رحاب: تحفيظ قرآن؟!

حليمة: آيي

رحاب: طيب تمام طوالي

حليمة: سمح هاك دي عباية ألبسيها

رحاب: خلاص تمام، خالتي معليش عندك شرابات؟ شرابي دا مبلل وما ينفع ألبسه

حليمة: آييي حاضر دقيقة

رحاب: يحضر لك الخير

حليمة: جمعاً يا بتي..(طلعت جابت ليها شرابات سوداء وأدتها ليها)

رحاب: جزاك ربنا خير

حليمة: يجزي الجميع

رحاب: خالتي، ما سألتك الجابني عندكم منو؟!
حليمة: محمد ولدي، قال لقاك في الشارع واقعة وماف زول عارفك فقام جابك

*على طول اتذكرت الشاب الشافته قبل شوية، دنقرت راسها واتنهدت...*

رحاب: ااأ.. جزاه الله خيراً

حليمة: جزى الجميع حبيبتي، يلا عشان نمش نحصل

*لبست سرعة وطلعت معاها، بعد وصلوا دخلت ووقفت بتعاين للحلقات اللي كان بتتلي بصوت واحد سور مختلفة، سمعت واحدة من الحلقات بتتلي سورة الرعد، السورة الوحيدة اللي ما حافظاها من القرآن، على طول مشت عليهم ووقفت قصادهم، الشيخة اللي كانت بتتلي ليهم قطعت القراية في آية وقالت ليها "اتفضلي يا بتي"، قعدت معاهم وواحدة من البنات مدت ليها مصحف، فضلوا يتلوا قدر المستطاع لحدي ما الزمن خلص، كانت فرحانة شديد إنها بتتلي القرآن في جماعة لأول مرة تحس بشعور الإنتماء، ختت المصحف على طاولة كبيرة وبقت بتفتش على الخالة حليمة بعيونها، أثناء ما هي بتفتش وقعت عينها على بنت شايلة ليها طفلة صغير وبتلعب فيه، في اللحظة دي اتذكرت أختها وبقت تفكر، حيكون الحاصل عليها شنو؟! وين هي حالياً؟! ياريت لو كانت معاها، لأنه هي آخر حاجة فضلت ليها من أمها وأبوها، دموعها جرت من غير استئذان، نزلت راسها في الأرض عشان ماف حد ينتبه ليها، رفعت راسها على صوت بنتين بيقولوا ليها بصوت واحد"الحلو ماله زعلان؟!" لقتهم مادين ليها وردتين في نفس الوقت، بقت بتعاين فيهم مستغربة من غير ما تنطق أي حرف...*

_: معقولة بسس؟ العيون البريئة والحلوة دي بتبكي؟!

_: وحلاتي يا ناس ماشاء الله معقولة يا أم عيون حلوين بتبكي؟

_: اسمك منو يا حلوة؟!

رحاب: رحاب

_: حتى إسمك حلو زيك، وأنا ميرا

_: وأنا دعاء

رحاب: اتشرفنا

ميرا: مالك قايلاها بزعل كدا يا حلوو؟

دعاء: هسي زعلانة كدا ليه وريني؟ ياخ اضحكي خلي الدنيا تضحك الدنيا دي ما فيهاش حاجة

ميرا: أيونن اسمعي كلام جنو منو دي ياخ أول مرة تقولي حاجة صح يا دعاء

دعاء: ميرا احترمي نفسك

ميرا: أبيت

دعاء: مرمر

ميرا: مرمر في عينك قلت ليك ما تقولي لي مرمر

دعاء: نينينييي، المهم يا السمحة(عاينت لرحاب لقتها بتضحك)

دعاء: وحلاتيي عان حليوة كيف وهي بتضحك

ميرا: حبيبي ياخ اي كدا، هاك الوردة دي يلا ما تكسفينش

رحاب: تسلمي

دعاء: وأنا وأنا

رحاب: تسلمي كمان يا حلوة

ميرا: وأنا شينة مش؟ لالا ظااابط ظاابط

رحاب: حاشا والله..

دعاء: ميرا قايلاها راجلك خلي العولاق

ميرا: حسبي الله يا دعاء فاضحاني في أي محل، رحوبة الحلوة، نتلاقى بكرة طيب

رحاب: إن شاء الله

دعاء: نقابي وينه سجميي

ميرا: حتى أنا حقي ما لاقياه

رحاب: منتقبات؟

ميرا: آيي يا جميلة

رحاب: ماشاء الله، ربنا يثبتكم

دعاء: آميين يارب يثبتنا كلنا، كدي أرح نشوفها محل كنا قاعدين بجن

ميرا: ورح...

*سلموا عليها بالأحضان ومشوا، بقت بتبسم كل ما تتذكر فيهم، وبتعاين للوردات الأدوها ليها، أول مرة تلاقيهم، بس حبتهم وكأنه بتعرفهم من سنين، كانوا لطيفات شديد، لمحت خالة حليمة من بعيد بتأشر ليها مشت عليها بسرعة ورجعت معاها البيت، أول ما دخلوا دخل وراهم محمد...*

حليمة: محمد، كنت في الصلاة؟!

محمد: ايي

حليمة: وأبوك؟!

محمد: لسة في الجامع

حليمة: طيب تمام

*رحاب غطت وشها بطرحتها ودخلت بسرعة للغرفة، نزل راسه ومشى على غرفته، لسة ملامحها عالقة في باله، من أول مرة شافها وهي ماخدة تفكيره، براءتها، خجلها واستحياءها...*

محمد مع نفسه: استغفر الله يا محمد من متين كمان بقيت بتفكر في بنات الناس

*طلع موبايله وركب سماعاته وشغل سورة البقرة بصوت هزاع البلوشي، وغمض عيونه عشان يقدر يتدبر بتمهل...*

*دخلت جوة غرفتها وهي متوترة، استغفرت كتير، بقت بتعاين للغرفة بتمعن، لحدي ما لمحت دفتر ومعاه قلم، تلقائياً مشت عليهم وشالتهم، فتحت الدفتر وقلبت صفحاته، لقته فاضي تماماً، كتبت بخط عريض وحلوو "إن جزاؤنا إن شاء الله للجنّة"، وختت القلم وبقت تتأمل في الجملة وتتبسّم...*

______BMN____________

*في الڤيلا*
*فتحت الباب ولقتها بت قمحاوية لابسة جيب شورت أسود، وتيشيرت باللون الرمادي أكمامه نص، جادعة الطرحة في رقبتها وفاكة شعرها، ملامحها كانت مألوفة بالنسبة لشجن، بقت بتعاين فيها وبتتذكر هي شايفاها وين...*

_: هااي شجن، مافي اتفضلي ولا شنو؟؟!

شجن: أا اتفضليي

*دخلت جوة وبقت بتعاين في الڤيلا بتفحص، قعدت في كرسي الجلوس وخلفت رجل على رجل وهي لسة بتعاين في المكان حوليها...*

_: هاااه والله لكن أحمد عازيك عديل كدا

شجن: ممكن اسألك من إسمك؟

_: معقولة ما عرفتيني، أنا ابرار بت جيران ناس أحمد، بتذكر إني لاقيتك وانتِ عروس

شجن: اهاا اتذكرتك، معليش عشان طولت، استريحي دقيقة بس

*مشت على المطبخ كبت ليها عصير وشالته ليها، كانت مشغولة بتلفونها، قفلته وزحت شعرها من وشها بيدها بتمايع، شالت من العصير وشربت، شجن كانت بتعاين ليها بعدم ارتياح، وهي ساكتة..

أبرار: أممم أحمد وين؟!

شجن: في الشغل

أبرار: بيطول عشان يجي؟

شجن: بيرجع المساء
أبرار: أووه بعيدة يخ، المهم أنا حأرجع بكرة تاني إن شاء الله علشان أقابله

شجن: ليه؟

أبرار: والله أنا عايزة وظيفة وطبعاً أحمد زولي وكدا...

شجن: ما تقولي ليه زولي معليش يعني

أبرار: ااه Sorry يا بيبي ما قصدي، يعني انا بفتش عن وظيفة وطبعاً ما لقيت وأحمد قبل كدا قال لي الباب مفتوح ليكك وعايزة أشوفه لو عنده لي وظيفة في الشركة

شجن: طيب قابليه في الشركة

أبرار: أووه انتِ عندك مشكلة في جيتي هنا؟

شجن: لا العفو والله

أبرار: طيب ما مشكلة، حأجي بكرة بدري علشان أشوفه، يلا جااو

شجن: مع السلامة..

*طلعت وفاتت، شجن مزاجها اتقلب في لحظتها وبقت ما مرتاحة ليها، طلعت غرفتها وقعدت تلعب وريف، سرّحت ليها شعرها ومكيجتها وصورتها، عدلت ليها مزاجها شديد، بقت بتتكلم معاها ووريف بتقول ليها في كلام ما مفهوم...*

شجن: حبيبي يا ناس، قولي ماما

وريف: شلحلولبم...

*وهي بتضحك وتتونس معاها كدا أحمد جاء داخل، سلم عليهم وباس وريف في خدها وشجن في راسها، خت في التسريحة كيس كبير كدا و اخد ملابس ومشى اخد دوش وغير ملابسه، جاء وقعد جنبهم، بقى بيلعب في وريف معاها...*

أحمد: بتي الحلوة دي عندي ليك مفاجأة

شجن: مفاجأة شنو؟؟!

أحمد: ثواني..(جاب الكيس القبيل وفضاه في السرير، كانت ألعاب كتيرة من عرايس ودباديب وحاجات)

شجن: واااي حلوين حلوينن شديد واااي

احمد: زي أميرتي وبتها

شجن: امسك يا بكاش بتك دي أنا نازلة اجيب ليك الأكل وجاية

أحمد: أنا مليان فل أقسم بالله

شجن: أحمدد

أحمد: جادي معاك والله اتغديت في الشركة

شجن: احمد عليك الله ما تكتر من أكل برة دا

أحمد: من عيوني.. قربي لي جاي

شجن: ابيت

أحمد: يا زولة

شجن: قلت أبيت

*سحبها عليه وقعدها فوقه، مسكها شديد بيديه وبقوا يضحكوا سواء...*

أحمد: قلتي لي أبيت؟

شجن: أحمد البت قاعدة معانا

احمد: ويعني؟ ما أبوها بيحب في أمها

شجن: أحمد ياخ

أحمد: شجن ياخ

شجن: ما تحاكيني، صحي قبيل جات بت جيرانكم ديك

أحمد: بت جيراننا منو؟؟!

شجن: أبرار ولا ما أدري ايش

أحمد: اااا، ليه مالها؟!

شجن: قالت عايزة تقابلك عشان عايزة وظيفة وانت قلت ليها الباب مفتوح ليك في أي وقت

أحمد: اهاااا

شجن: أحمد البت دي أنا ما ارتحت ليها يعني ليه تجي في البيت ما كان تقابلك في الشركة

أحمد: والله ياخ هي بتكون معتبرة الوضع ايزي يعني عشان نحن اتربينا سواء وكدا فااا بتعتبرني زي أخوها

شجن: ما ايزي ولا حاجة انت متزوج هسي

أحمد: وبعدين مع مرتي البتغير من أقل حاجة دي؟

شجن: أحمد انا جادة، هسي بكرة قالت جاياك عشان تتكلم معاك

أحمد: تجي ساي أصلاً بس أشوف ليها وظيفة وتاني ما ليها شغل عندنا

شجن: اممم سمح

أحمد: يلا أفرديها بالله ما بحب تكرفسي وشك دا كدا

شجن: ابيت

أحمد: الله قمنا لأبيت تاني؟

شجن: أبيت بس

أحمد: كويس أنا بوريك يا شافعة

*بقى يدغدغ فيها وهي بتضحك، وبيحكي ليها عن يومه في الشركة، فرهدت شديد بعد ما حكت واتكلمت معاه...*

"أنت الذي إذا أتاني الكونُ كارهاً، أجد في قلبك الحبُ موطناً... شجن🌸"

"أحبّكِ، كأنَّكِ ذاكَ النورُ الذي يكون في آخر النفق.. أحمد💘"

______BMN____________

*من ناحية*
*كانت قاعدة قدام المرايا بتسرح في شعرها، أول ما خلصت مشت على طول لغرفة أبوها وسألته إذا محتاج شيء، قال ليها إنه ما محتاج شيء إلا سلامتها بس، باسته في راسه وطلعت مشت غرفتها، فتحت تلفونها ولقت ريموندا وفاطمة مرسلين ليها كمية من الرسائل، دخلت الواتس وفتحت معاهم مكالمة فيديو على طول...*

فاطمة: شينة دي وين انتِ؟!

وتين: والله مع ابووي

فاطمة: صحي بقى كيف هسي؟؟!

وتين: كوويس الحمدلله

ريموندا: السمحات أنا في العيادة بتكلّم معاكم بعدين

فاطمة: هيي يوو مافي موضوع جايينك العيادة

ريموندا: شنو؟ ياهو الفضل يا فاطمة والله

فاطمة: ااااي

ريموندا: فااطمة انا عارفاك جاية ليه اصلاً(وعاينت ليها بنظرة خبث)

فاطمة: ما عشان الفي بالك يا ريموندا صفّي النية

وتين: هيي هيي دقيقة فهموني بتتكلموا في شنو انتوا؟

فاطمة: خليها ياخ دي فهمها وسخان ساي

ريموندا: أنا فهمي بقى وسخان هسي؟ عوالييق المهم مع السلامة ما فاضية(وتييت قفلت الخط)

فاطمة: وتين يا حلوو أجهزي حأجي أسوقك

وتين: سجمي نمش وين؟

فاطمة: قلت ليك العيادة لريموندا

وتين: ما جادة يا فاطمة طبعاً

فاطمة: كل الجداد وسواسيوه، بالله خلي كترة الكلام

وتين: ما عارفة أمي يمكن ما تخليني

فاطمة: أديني أمك دي انتِ خولاقة أصلاً

وتين: طيب هاك..

زينب: ألوو السلام عليكم

فاطمة: وعليكم السلام، يا خالتي ازيك

زينب: تماام الحمدلله، وانتِ كيف؟!

فاطمة: تمام الحمد لله والله، خالتي عليك الله ما تخلي وتين دي تطلع معاي شوية كدا وتجيك راجعة

زينب: ويين؟!

فاطمة: تمشي معاي لعيادة بت عمي بس ما بتتأخر بجيبها ليك أنا بيدي

زينب: سمح

فاطمة: واااي بحبك بحبك يا خالتي مححح

زينب وهي بتضحك: هاك صاحبتك طيب
فاطمة: أها يا دلاهة وافقت بس دايرة تتحججي

وتين: غااايته

فاطمة: خليك جاهزة بسس

وتين: سمح

*قفلت التلفون ومشت شالت ليها فستان كدا أبيض مشجر باللون المسترضى، وطرحة واسبورت باللون المسترضى، استحمت ولبست سريع، لبست كمامتها وركبت سماعتها كالعادة، جاتها فاطمة بسرعة وساقتها، جاتها بعربية، وتين استغربت وسألتها...*

وتين: بتسوقي عربية يا فاطمة؟!

فاطمة: بريي دي حقة أبوي وهو ماف كان جاء لقاها ماف حيسلخني

وتين: سجمك، كان توريه

فاطمة: أيا يمة لو بيخليني بسوقها بالدس كدا قال ليك

وتين: غااايته

*وصلوا العيادة وطوالي دخلوا لريموندا في مكتبها، كان معاها مريضين كدا، وتين سحبت فاطمة علشان يطلعوا برة وما يعملوا ليها شوشرة وازعاج، طلعوا برة وقعدوا في كراسي الانتظار...*

وتين: بت فاطمة عايزة أمشي الحمام

فاطمة: شفتي انا والله كسلاااانة، أمشي لفي بالجهة التانية ديك بتلقي ليك سلم بيوديك تحت أنزلي بتلقي الحمام

وتين: فاطمة بطلي كسل هسي دا وصف شنو ورحح

فاطمة: كسلانةة والله أنا

وتين: غاايته بس حمدك يارب

*مسكتها تلفونها وسماعتها ومشت بالوصف القالته ليها لحدي ما لقت الحمام، طلعت وغسلت يدينها بالصابون في حوض كان برة، نفضت يدينها من الموية، أول ما جات ترجع في السلم لقت فؤاد في وشها، استغربت ونططت عيونها...*

وتين: فؤااد؟!

فؤاد: وتين؟

وتين: جيت من وين؟!

فؤاد: شغال في العيادة دي، وانتِ؟ خير إن شاء الله

وتين: لأ جيت مع صاحبتي عشان دايرين نقابل حد

فؤاد: اهااا تمام، كيفك؟ عمي عدلان كيفه؟!

وتين: تمام الحمد لله وانت كيف؟!

فؤاد: بخيير الحمدلله

وتين: حمدلله

فؤاد: هو انتِ نحن كل مرة حنقيف في السلم كدا

وتين: هي ما انتبهت والله، نطلع فوق

فؤاد: أصلاً طالع، يلا

*طلعوا فوق ووقفوا بعيد من السلم شوية..*

فؤاد: وتين، تجي معاي مكتبي شوية؟ قبل ما تمشي

وتين: ااا، طيب

*مشت معاه على مكتبه...*

وتين: يا دكتور فؤاد

فؤاد: فؤاد بس لو سمحتي

وتين: ما علينا، انت ما شغال في المستشفى الكنت عملت لأبوي فيها العملية؟!

فؤاد: أي لكن ما طوالي أحياناً في حالة الطواريء أو الإلزام شغال في العيادة دي أكترر

وتين: آهااا

فؤاد: وتين، بتقري في جامعة شنو؟

وتين: الخرطوم

فؤاد: ماشاء الله، في ياته مستوى؟!

وتين: الأول

فؤاد: برلومة يعنيي

وتين: يب

فؤاد: طيب ممكن تحكي لي عمّي من متين بيعاني من القلب

وتين: سنوات والله المرض دا معاه، بدأ يعاني منه من كنت في سنة سابع تقريباً، كان شغال في شركة كدا وخلاها اشتغل في مغلق عادي عشان القلب تعبه وضغوط الشركة كبيرة

فؤاد: ربنا يشفيه ويعافيه وما يشوف شر

وتين: آمييين

فؤاد: طيب ما تنسوا تجيبوه لي الأسبوع الجاي مقابلة

وتين: تمام، يلا مع السلامة

فؤاد: مع السلامة

*طلعت منه وهي بتبتسم، فجأة انتبهت لروحها وقالت"وتين بسم الله من متين كمان انتِ بترتاحي لزول كدا"، مشت بسرعة جنب مكتب ريموندا ولقت...*

يتبع...
استكــــــــانــــــــة🙌

ياخوانا الرواية فيها أبطال ما بتتركز على حد معين، اي الرئيسية هي رحاب بس كل واحد بقصته وفي النهاية اكيد حيجمعهم رابط، يبقى كل شيء قدام حيتوضح، وشكراً بحب🤎🌏.
خدينتي من الجنة«7»
بقلم: رحاب يعقوب
{مــــــورفـــــينـا}

{فَاستَجَبنا لَهُ وَنَجَّيناهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذلِكَ نُنجِي المُؤمِنينَ﴾

*بسرعة مشت لجنب مكتب ريموندا، لقت ناس كتيرة متلمية حولين شيء، أخدها الفضول ورجلينها ساقوها ناحيتهم، مشت عليهم بخطوات متباطئة وسمعتهم بيقولوا "يا لطيف اسعفوها سريع دي بتستفرغ بشكل ما طبيعي" هنا قلبها انقبض، فجأة باب مكتب ريموندا فتح وكانت ريموندا ومعاها ممرضين اتنين جاريين بسرعة خيالية ناحية السلم، اتوترت زيادة من حركة ريموندا وكانت عايزة تلحقها بس ما قدرت، اتنهدت وخشت بين الناس وهي بتقول ليهم "لو سمحتوا ممكن تبعدوا شوية"، لما وصلت للحاجة الكانوا متلميين حولينها اتصمغت محلها، عقدت حواجبها وضربت على صدرها بهلع...*

وتين: فاطمة؟؟؟! سجمي يا بت فاطمة مالك في شنو ودا شنو بتستفرغي كدا؟؟؟! وانتوا ياخي ياخوانا انتوا بدال ما تسعفوها...

*بسرعة قومتها من الأرض وسندتها عليها، طلعت من بين اللمة و بقت بتنادي بأعلى صوتها "يا جماعة يا سسترات ساعدونا يا ناس" بقت جارية بيها بسرعة وهي بتفتش في حد يساعدهم، فجأة فؤاد طلع من مكتبه وكان متجه على السلم، ندهت عليه بصوت عالي وجرت بيها ناحيته، كانت بتتنفس بسرعة من الخوف وبتتكلم معاه...*

وتين: دك دكتور فؤاد الله يخليك ساعدنا أسعفها بلييز اتصرف لينا بلييز

فؤاد: دقيقة دي فاطمة؟

وتين: أأ ااي بلييز ساعدها

فؤاد: بسم الله كمان مالها؟

*على طول شالها ومشى بيها بسرعة غرفة العمليات الصغيرة وهو بينده "يا ممرض،يا سستر"، دخل وراه ممرض شايل أكياس وحاجات، فضلت واقفة منتظراهم برة لمدة ما عارفة قدرها كم، كانت متوترة جدًا، وبتتحرك بإستمرار تمشي وتجي، لحدي ما باب الغرفة فتح وكان دا الممرض، جرت عليه بسرعة قبل ما يطلع ويمشي، وهي بتسأله بخوف ولهفة...*

وتين: لو لو سمحت حصل شنو فاطمة كويسة هي كويسة؟؟!

الممرض : أهدي وروقي الحمدلله كويسة حاليًا، بس هي أكلت حاجة ما نفعت معاها فسببت ليها تسمم

وتين: شنو؟؟ تسمم؟؟

الممرض: بس حاليًا كويسة أخدت دربات ووضعها رايق

وتين: طيب ممكن أدخل أشوفها؟

الممرض: أكيد، اتفضلي

وتين: طيِّب شكرًا

*دخلت بخطوات خفيفة لجوة عشان ما تسبب إزعاج، لقت فؤاد واقف جنب سرير فاطمة وبيتكلَّم معاها، كان بيتكلَّم معاها بلطف شديد وببشاشة، وهي راقدة وواضح جدًا من عيونها الما قادرة تشيلها عنَّه إنها مبسوطة وبتسمع ليه، وقفت محلَّها من غير حركة لأنها ما حبَّت تقطع ليهم كلامهم ولحظتهم دي، إلتفت علشان تطلع بس وقفها صوت فؤاد وهو بيقول ليها...*

فؤاد: وتين؟.

*إلتفتت عليه وهي متوترة*

وتين: نعم.

فؤاد: كنتِ واقفة من متين؟ وماشة ليه؟.

وتين: جيت أطمئن على فاطمة بس المُمرض قال لي ممكن أدخل و...

فؤاد: طيِّب تعالي لها أصلًا كنت طالع أنا، بالمناسبة هي كويسة بس صاحبتك إهمال منَّها أكلت شيء ما نفع معاها فسبب ليها تسمم.

فاطمة: فؤاد الله ما قلت ليك ما قاصدة.

فؤاد: الحذر واجب برضه يا ننَّا المرة الجاية تعايني لتاريخ الصلاحية قبل ما تاكلي حاجة.

فاطمة: حاضر بطِّل خلاص من قبيل واقع فيني نصائح.

فؤاد: الله يقدِّرك ما تلتزمي بيهم.

فاطمة بتأفأف: حاضر حاااضر يا فؤاد افف

*ضحك على نرفزتها دي وطلع، رفعت نقابها وهي بتبتسم وبتعاين ناحية الباب، جات عليها وتين وقفت قدامها وربَّعت يدينها وهي بتهز برجلها على الأرض...*

وتين: هووي يا ها، خلاص حبيب القلب ببَّح عايني لي هنا

*عاينت ليها وضحكت وزحفت ليها علشان تقعد جنبها...*

فاطمة: حبيب القلب في عينك بطِّلي وتعالي اقعدي جاي

*قعدت جنبها وهي بتضحك معاها وبتشاغلها بحواجبها...*

وتين: شنو يااا ما اتعرفنا لكن

فاطمة: بطِّلي الفهم الوسخان دا يا تينا

وتين: والله البيشوفكم لحظة دخلت ليكم دا ما بيكون فهمه نظيف أبدًا

فاطمة: تينااااا

وتين: خلاص سكت سكت، انتِ يا سجم أنا لحظة خليتك داك كنتِ كويسة أكلتي شنو مسافة مشيت وجيت؟

فاطمة: حلاوة جوز هند من شافع صغيِّر كدا جاء أداني ومشى.

وتين: واااي الليلة، بيعرفك من وين جاء أداك؟

فاطمة: شكله كان بيوزع ساي لأنَّه أدَّا بت تاني معاي وحصل ليها نفس الحاجة بس هي أهلها لحقوها وشالوا الحلاوة جدعوها من الشافع.

وتين: وأنا جيت لقيت الناس لاميين فيك يعاينوا دا بدل يلحقوك ويدخلوك لريموندا.

فاطمة: بري ما قدرت أقوم ذاتي وريموندا شكلها كان معاها زول جوة.

وتين: الله سترك والله، ما شفتي روحك ما كنتِ واعية عديل وما قادرة توقفي استفراغ

فاطمة: آيي بتجيني الحالة دي ع طول لمن اتسمم.

وتين: أجر وعافية يا زولة وتاني بطِّلي الشلاقة وزي ما قال ليك تعايني للصلاحية قبل ما تخمِّي أي حاجة فهمتي؟

فاطمة: أها يا فؤاد 2 قلنا حاضر.

وتين: ظاابط، بعدين ريموندا طلعت مستعجلة وما قدرت ألحقها واتفاهم معاها عساه خير.

فاطمة: بتكون عملية مستعجلة بتجيها حالات طواريء كتير
وتين: بيكون، كدي أتصل ليها أشوف الحاصل وهي حتجي متين عشان عايزة أرجع البيت ذاتي.

فاطمة: يا بتي ما بدري ترجعي شنو هسي؟

وتين: بري يا بت المساء دا أمي بتكون تعبانة عايزة تنوم أنا أقعد جنب أبوي.

فاطمة: أيواااا

*شالت تلفونها ودخلت جهات الإتصال بتفتش على رقم ريموندا، لمن لقته ضغطت إتصال مرَّة ومرَّتين ماف رد، المرة التالتة فتحت الخط وردَّت..*

*محتوى المكالمة*
ريموندا: ألوو

وتين: ألوو، ريمو يا بت

ريموندا: أهليين يا تينا

وتين: كويسة انتِ؟ مشيتي وين وفي شنو إن شاء الله خير؟

ريموندا: كويسة، لالا ماف حاجة حالة طواريء بس وهسي خلَّصت وجاية العيادة.

وتين: أهااا تمام

ريموندا: أوكي.

*قفلت الخط وفضلت قاعدة حوالي ساعة مع فاطمة بتتونس معاها، بعدها إتصلت لريموندا وكلمتها إنها وصلت العيادة، سندت فاطمة عليها وودتها مكتب ريموندا، أول ما ريموندا شافتها اتفزعت وضربت على صدرها وسألتها...*

ريموندا: سجمي فاطمة مالها؟

فاطمة: هي أنا كويسة بس أكلت حلاوة جوز صلاحيتها منتهية.

ريموندا: فالحة وكمان تقولي كويسة لا وعادي كمان، أرقدي على الأريكة دي أضرب لزول من ناس بيتكم يجي يسوقك.

فاطمة: هيي والله حيقوموا الدنيا ويقعدوها ريموندا لأ، بعدين أنا جايَّة بسيارة بابا حيضبحني.

ريموندا: استغفر الله يا شليقة، أصلًا حأطلع بعد شوية كدا ارقدي وتين رقديها.

*رقدتها على الأريكة براحة وريموندا إتصلت وطلبت ليها عصير ليمون، وتين استأذنتهم وطلعت من العيادة، ركبت مواصلات وهي مركبة سماعتها ومشغلة أغنية إنجليزية هادئة، وهي سرحانة بشباك الحافلة، لمحت ليها مكتبة، على طول وقَّفت سائق الحافلة ونزلت، وقفت قدام المكتبة وهي بتتأملها لمسافة، كانت جميلة جدًا، دخلت للمكتبة وانبهرت أكتر بجمالها، رصَّة الكتب بطريقة حلوة في رفوف زجاجية لولبية، والإضاءة الخافتة المُريحة البتخلي الكاتب يقرأ بهدوء وإسترخاء، والترابيز المرصوصة بنظام الكافيه، كانت مكتبة وكافيه في نفس الوقت، خطفت قلبها بحقيقة وبقت تتأمل الكتب، محتارة تشيل شنو و تخلي شنو، وهي بتلف كدا وقعت عينها على كتاب "إيكادولي" على طول شالته وبقت بتتأمل فيه، ما مصدقة إنها لقته لأنها من زمان بتفتش عليه، عاينت لسعره ولقت لحسن الحظ معاها مبلغ بكفِّيها عشان تشتريه، اشترته وطلعت من المكتبة، وقفت قدامها مسافة وحفظت الشارع بتاعها، جات حافلة مارَّة من قدامها وقفتها وركبت وهي بتبتسم مبسوطة، فتحت الكتاب وبقت مندمجة معاه ومع سطوره، واستمرت كدا لحدِّي ما وصلت بيتهم...*

_BMN___
*صباح اليوم التاني*
*في الڤيلا الجميلة*

*صحت على صوت المنبه من نومها وهي مبسوطة وبتبتسم، نزلت من السرير وفتحت النور تبع الغرفة، مشت على خزانتها فتحتها وشالت منها بيجامتها البنفسجية المفضَّلة والبتحبَّها، اتأملت فيها مدَّة كدا وضمتها عليها ومشت بيها الحمام، كانت حاسة بطاقة إيجابية في الصباح دا خصيصًا، أخدت دوش وغيَّرت ملابسها واتوضت، طلعت وقبل ما تمشي تلبس توبها عشان تصلِّي، وقفت مسافة بتعاين ليه وهو نايم وحاضن بتَّه الصغيرة، ابتسمت ابتسامة عريضة ومشت عليه، بقت تصحِّي فيه بكل هدوء علشان يقوم، فتَّح عيونه بتكاسل وهو بيقول ليها...*

أحمد: آييي.

شجن: قوم الصلاة ها.

أحمد: طيِّب قايم.

شجن: أحمد قوم بطِّل.

*بعَّد وريف منَّه وغطاها كويس،قام بتكاسل وفرك عينيه، نزل من السرير ومشى الدولاب فتحه وأخد منه ملابس، مشى على الحمام وهو بيترنَّح، ضحكت عليه واستغفرت شالت توبها لبسته وفرشت مصلايتها وكبَّرت بتصلي، بعد سلَّمت لمت مصلايتها وقلعت توبها وعلى طول قعدت في تسريحتها وبدت تسرح في شعرها، عملتَّه ضفيرتين زي حركة بقدام ولمته كله ذيل حصان، رشَّت من البارفان المفضَّل بتاعها وختت شوية "Lip gloss" ونزلت تحت ع طول، مشت المطبخ وبدت تجهز في الشاي، في المسافة دي جاء نازل أحمد وبسرعة طلع عشان يحصِّل الصلاة، عملت شاي بالحليب وكانت ريحته جميلة شديد، كبته في الحافظة و جهَّزت كيك بالشوكولاتة وزينته بالمكسَّرات، جات سلستينا صبَّحت عليها، وبقت تعاين في منظر الكيك الرهيب...*

سلستينا: يا الله، والله الليلة دا شكله يوم حلو من بدايته، ماشاء الله عدييل يدّك ختيير "خطير" والله يسلم يدك.

شجن: احمم استحي استحي، أضوقك وكيف وكيف؟!.

سلستينا: أكيد دا كلامك.

شجن بتضحك: حاضر من عينيَّا.

*قطعت ليها من الكيك وكبَّت ليها من حافظة الشاي، قعدت في المصطبة وبقت تاكل في الكيك وتشرب في الشاي وبتشاغلها بحواجبها وبتقول ليها "أنا نكلم مستر أحمد يودي أنت سفرة في تلفزيون والله" وهي بتقول ليها "أصلًا حأمشي استنوا لي"، في الأثناء دي جاء أحمد داخل وبسرعة مشى ناحية الغرفة، قطَّعت الكيك ورصَّته بطريقة ظريفة في الصحن، وختت كبايتين في الصينية، انتظرت لحد ما أحمد جاء طالع شالت الصينية ومشت ختتها على الطاولة، كان بيصلح في لياقة قميصه، جاء وقعد معاها في الطاولة وصبح عليها، ركَّز معاها مسافة وهي كانت بتصب
في الشاي، لمَّا خلصت رفعت عيونها لقته سرحان فيها فرقعت ليه بأصابعها...*

شجن: سرحان وين انت؟ شيل شايك دا عشان ما يبرد.

أحمد: في أميرتي، ممكن اسأل؟.

شجن: اسأل.

أحمد: من أيِّ وردٍ خُلقتِ؟.

شجن بخجل: أحمد ياخ..

أحمد: عايني قرِّبي كرسيك دا بجاي.

شجن: أبيت بطِّل قلة أدب وتفاهة وأشرب شايك دا لأن برد ويلا.

أحمد: بالله وتاني؟.

شجن: احمد الله يهديك أشرب.

أحمد بيضحك: حاضر يا ستَّهم.

*بدوا ياكلوا في الكيك ويشربوا معاه الشاي، وهو كلُّ شوية يغازلها ويشغلها ليها بالكيك وطعمه، بعد خلَّصوا عاين لساعته ولقى إنه مواعيده قرَّبت، قام على حيله علشان يمشي، وشجن قامت معاه، جات سلستينا طالعة من المطبخ ومشت على الحمام، أحمد بقى يعاين فوق فجأة، شجن عاينت معاه...*

شجن: بتعاين لشنو انت كدا؟

أحمد: عايني هناك جنب الساعة

شجن: وين في شنو؟

*في لحظة ركَّزت مع الساعة خطف قُبلة من خدَّها، قبَّلت عليه وعاينت ليه وهي مستغربة، لقته بيضحك عليها، لزته من كتفه ولوت خشمها...*

شجن: أمشي يا بعيد بالله

أحمد: يعني أقرِّب أكتر من كدا؟

شجن: أحححممممدددد

أحمد بيضحك: طيِّب أهو أهو ماشي

شجن: يلا يلا قدامي

أحمد: طيِّب ما أنا كمان عاوز

شجن بنفاذ صبر: أحمد.

أحمد: لا خلاص، غايته أحمد ياحليلك مرتك هارشاك.

شجن بتضحك: أنا مسيطرة، يلا قدامي.

*وصلته لحد الباب وهي بتضحك ومبسوطة، بس ملامحها فجأة اتحولت لما أحمد فتح الباب ولقى أبرار قدامه، اتذكَّرت إنها قالت أمس حتجي عشان تقابله قلبَّت عيونها وبقت بتعاين ليها من غير ما تتكلم...*

أبرار: أحمدووووو

أحمد: أبرار إزِّيك

أبرار: تمام الحمدلله كيفك انت؟؟!

أحمد: اهو الحمدلله عال العال

أبرار: هاااي شجن إزيِّك؟

شجن: الحمدلله، وانتِ؟!

أبرار: كويسة والله

شجن بإبتسامة مصطنعة: دائمًا.

أبرار: تسلمي يا بيبي، أحمد ما عايزة أعطِّلك أكتر بس...

أحمد بيقاطعها: آي عارف عارف نمشي الشركة ونتفاهم لأني حأتأخر.

شجن: أوكي ماشي، يلا باي شجن.

*مشى ركب السيارة وهي ركبت وراه، شجن كانت بتراقبها بعيونها بعدم ارتياح، وكل الغاظها في الموضوع إنَّها ركبت معاه قدام من غير استحاء، اتنهدت بضيق وقفلت الباب واستغفرت، وركبت فوق علشان تشوف وريف وبتحاول تتناسى وما تخت الموضوع في بالها...*

*أثناء ما هو سايق السيارة بقت تعاين ليه وكانت بتحاول تفتح معاه موضوع...*

أبرار: أحمد مشتاقين والله، ههه قبيل ما قدرت أقولها ليك قدام مرتك وبتاع.

أحمد: يا زولة أنا هسي متزوج ما تنسي.

أبرار: أنا عارفة إنَّك متزوج يعني قايلني ناسية بس قلتها ليك من باب أخويَّة يخ ما تفهم غلط.

أحمد بيضحك: لالا يا زولة معقول فاهم أنا

أبرار: بالمناسبة يخ، شجن دي مُزَّة ماشاء الله بيسحروها ليك حصنها.

أحمد: ما تخافي بحصنها.

أبرار: ربَّنا يسعدكم.

أحمد: آمييين، ويعرس ليك كمان.

أبرار بتضحك: آميين ياخ.

*فجأة عمَّ الصمت وهي شالت تلفونها فتحته وبقت تقلِّب فيه لحدي ما وصلوا الشركة...*

_BMN___
*من ناحية أخرى*
*في مكانٍ آخر*

*كانت قاعدة في غرفتها ومتغطية ببطانيتها وبتقلِّب في تلفونها، في الأثناء دي وصلتها مكالمة وردَّت عليها بسرعة وكأنَّها كانت مستنياها...*

_: ألو، أها يا حلو كيفك؟ أها خطتنا ماشة كيف وكيف؟! لالا تمام تمام لازم الفي بالي يتنفَّذ، وانتِ حتاخدي مكافئتك وأنا أكون قدرت على العايزاه، لالا تمام تمام، انتبهي كويس، يلا...

_BMN___

*في إحدى بيوت بحري المتواضعة*

*كانت قاعدة على مصلايتها وضامَّة يدينها على صدرها وبتتلي، كالعادة بتتلي بصوت مُريح وعذب جدًا، فضلت بتتلي لحدي ما ضوء الصباح دخل عليها من الشباك قامت على حيلها وطبَّقت مصلايتها ختتها على التربيزة، طلعت برَّة وعاينت للمطبخ الكان مقاصدها على طول، لقت الخالة حليمة جوة وواضح عليها إنَّها بتشتغل على حاجة، على طول قفلت باب غرفتها ومشت المطبخ، صبَّحت عليها بإبتسامة خفيفة...*

رحاب: صباح الخير يا خالتي

حليمة: صباح النور يا بتي، كيف أصبحتي؟

رحاب: بخير الحمدلله وانتِ كيف أصبحتي؟!

حليمة: الحمدلله كويسة، مالك صاحية بدري كدا؟.

رحاب: عشان صلاة الصبح

حليمة: كان ترقدي تنومي بعد صليتي يا بتي انتِ التعب لسَّة في عيونك.

رحاب: لالا ما قدرت والله، ممكن أساعدك يا خالتي؟!

حليمة: يا بنيتي أمشي أرقدي ارتاحي.

رحاب: لالا يا خالتي بس معليش تخليني أساعدك؟

حليمة: بسوِّي في الشاي بس محمَّد ولدي مشى يجيب البسكويت.

رحاب: خلاص كويس أنا برصَّ ليك الكبابي داك دولاب الكبابي صح؟

حليمة: تسلمي يا بتي ما بتقصري.

رحاب: ربَّنا يسلمك، انتِ تستاهلي كلَّ الخير دي ولا شيء.

حليمة: يا سلاام ربَّنا يجعل والديك من أهل الجنة يارب عرفوا يربوا والله.

رحاب: اللهمَّ آميين يارب.
*بقت ترتب في الكبابي على الصينية وبتتونس مع خالة حليمة، كانت مبسوطة وهي بتتكلم معاها، حسَّت بإنَّه وكأنَّه أمها لسة عايشة من طريقة كلامها معاها وحنِّيتها عليها، في الأثناء دي دخل محمَّد وهو شايل كيس بسكويت من غير انتباه وفجأة، على طول حنت راسها وقبَّلته على الجهة التانية والطرحة إنسدلت على وشها، وهو أدَّاها ظهره وهو مادِّي لأمه كيس البسكويت...*

محمَّد: سلام ورحمة الله..

رحاب: وعليكم السلام ورحمة الله.

*طلع برة على طول بعد السلام مشى غرفته، دي المرة التالتة يلاقيها من غير قصد، والمرة التالتة اللي هو بيفكِّر فيها ويستغفر، هو ليه ما قادر يشيلها من باله؟ هي منو؟ ما حصل قابلها غير مرَّة واحدة طيِّب ليه بيفكر فيها كل دا؟ استغفر ربَّه وقعد على السرير، سحب واحد من كتبه الكانت مرصوصة على الرف قدامه، وكان إسمه "مع المصطفين الأخيار" فضل يقرأ فيه لحد ما سمع باب غرفته فتح، رفع راسه وكانت أمه شايلة ليه صينية الشاي، على طول جاء عليها وشالها منها قبل ما توصلها ليه...*

محمَّد: تسلمي لي يا ستهم

حليمة: ربنا يسلمك يا ولدي، أها انت الليلة ماشي المنظَّمة؟!

محمد: آي الساعة 8 كدا

حليمة: لالا ربَّنا يوفقك يا ولدي، فخورة بيك والله لأنَّك بتحب عمل الخير زي أبوك، ربَّنا يحفظك يا ولدي.

محمَّد: آميين ويحفظك يا ستهم.

حليمة: يلا أمشي أنظِّف.

محمَّد: طيِّب جاي أساعدك.

حليمة: الليلة البنيَّة دي حالفة تساعدني كمان، خلِّيك عشان ما تحس بالإحراج.

محمد: طيِّب.

حليمة بمزاح : والله يا ولدي عاملة زيَّك ما شفت سبحان الله، النعرسها ليك بعدين.

محمَّد بإستغراب: لا دقيقة كيف؟؟

حليمة: بهظر معاك ها

محمَّد بيضحك: عارف عارف

حليمة: يلا ها ما تعطِّلني من شغلي

*ضحكوا الإتنين سواء وطلعت خلَّته، لقت رحاب واقفة بتفتش عليها بعيونها...*

حليمة: ها يا بتِّي جيتك معليش كنت واقفة بتونس مع محمَّد ولدي.

رحاب: لالا ولا يهمك، المكنسة وينها يا خالتي؟

حليمة: بالحوش البغادي، دقيقة النجيبه لأنه ضياء نايم بغادي.

*مشت جابت مكنسة ومعاها جردل وبشكير، شالته منَّها رحاب وعلى طول بدت تنظف، من المطبخ، قشَّت ومسحت كل حاجة وما خلت الخالة تشتغل شيء، إلا غرفة محمَّد وحتة ابوه النايم فيها، لحد ما جات الساعة 7:40 ص كانت مخلِّصة كل شيء للخالة، شكرتها شديد ودعت ليها كتير، مشت الغرفة وشالت هدومها الكانت مغسلاها ومعاها عبايتها، وجات للخالة حليمة...*

رحاب: خالتي، بعد دا العفو ممكن أمشي بيتنا؟!

حليمة: طوالي كدا يا بتي؟! أقعدي شوية

رحاب: ما عايزة أطول اكتر من كدا وعايزة أعمل حاجات كتيرة والله

حليمة: طيِّب حتقعدي مع منو؟ عاد يا بتِّي تقعدي براك؟!

رحاب: ما بتجيني حاجة إن شاء الله ++ الجيران الساكنين جنبنا بيعرفوني ولمن نكون مافيشين بيحرسوا لنا البيت على طول، أنا متأكدة حيعملوا معاي كدا ما بيقصروا إن شاء الله

حليمة: متأكدة يا بتي؟!

رحاب: أكيد

حليمة: ودعتك الله، لكن خلاص عايني انتِ النهار تعالي لي هنا، أكان مشيتي بالليل تنومي هناك ومعاك جيرانكم ما مشكلة.

رحاب: حاضر إن شاء الله من عينيَّا.

حليمة: تسلم عينيك، خلاص أمشي اتجهزي عشان تمرقي مع محمَّد ولدي يقدِّمك.

رحاب: ااا، لالأ يا خالتي بمشي براي ما ضروري

حليمة: هو أصله كدا كدا مارق يا بتي بعدين عشان تحفظي الشارع كويِّس.

رحاب: طيِّب جزاك الله خيرًا يا خالتي

حليمة: جزا الجميع، يلا أجهزي لأنه حيطلع الساعة 8 هو.

رحاب: طيِّب.

*مشت الحمام أخدت ليها حمام سريع ولبست طلعت، مشت الغرفة لبست شراباتها وجزمتها وطلعت على طول مشت للخالة الحليمة اللي كانت قاعدة في الراكوبة وماسكة جلابية بتخيطها...*

رحاب: خالتي أساعدك؟.

حليمة: لالا يا بتي بخيط في الزرارة ها انتِ ما قصرتي معاي ربنا يجزاك كل خير.

رحاب: ولو يا خالتي دا أقلَّ من واجبي جزا الجميع، خالتي.

حليمة: نعم حبيبتي.

رحاب: ممكن أجي بعدين وأمشي معاك للمركز الأمس؟.

حليمة: طوَّالي حبيبتي من غير ما تطلبي ذاته.

رحاب: تسلمي يا خالتي.

حليمة: ربَّنا يسلمك.

*لمَّا عاين الساعة 7:43 ص ختَّ الكتاب على الرف وفتح دولابه عشان يشيل ملابس، طلَّع تيشيرت أخضر غامق مع بنطلون أسود، وساعة سوداء، غيَّر ملابسه من غير يستحمَّ لأنَّه استحمى قبل صلاة الصبح، جدع ملابسه في سبت الملابس تبعه، رشَّ شوية من عطره المميز وشال شنطته السوداء تبعة الظهر وطلع، شاف أمَّه من بعيد بس لمح رحاب واقفة معاها، مشى جنب الراكوبة ووقف وهو منزِّل راسه لأن الراكوبة كانت فاتحة يعني ما مقفَّلة...*

محمَّد: يا ستَّهم، أنا طالع، عايزة حاجة

حليمة: لالا يا ولدي سلامتك، بس عايزاك توصِّل رحاب دي في طريقك لبيتهم جنب (..) "وصَّفت ليه بالضبط".

محمَّد: خير حاضر.

حليمة: تسلم يا ولدي، يلا يا بتي.

رحاب: طيِّب مع السلامة.

حليمة: ودعتك الله يا بتي لحدِّي بعدين

رحاب: يلا في أمان الله...
*طلَّعت بعديها وبقت ماشة وراء محمد، ما حاولت ترفع راسها من الأرض ولا حتى هو حاول يلتفت يعاين ليها، فضلت ماشية معاه من غير ما يتكلَّموا مع بعض، لحدِّي ما وصلت شارعهم، شارعهم الما بيغباها، ريحته وصوته وصوت الأطفال وكلَّ حاجة مميَّزة فيه...*

رحاب: أأ جزاك الله خيرًا، أنا خلاص وصلت.

محمَّد: جزا الجميع، طيِّب سلام.

رحاب: طيِّب.

*واصل طريقه وهي لسة واقفة، لسَّة واقفة بتتأمل شارعهم الإشتاقت ليه واشتاقت لكلِّ حاجة فيه، البيوت الجنبهم والحولينهم، صوت الأطفال بيلعبوا، فجأة جوا عليها الأطفال جاريين وبيصرخوا، بصوت واحد بيقولوا "ملكتنا جات نورَّت الحلة جات"، جوا عليها وهم بيضمُّوها، كانوا بيتزاحموا كلَّهم علشان يتسابقوا البيضمَّها أول منو، فرحت شديد وكانت نفسها تضمَّهم كلَّهم سواء في اللحظة ديك، بعد مجازفات قدرت تمرق من بيناتهم وتمشي بيتهم، احتارت هي حتدخل كيف أو تفتح الباب كيف، جاء واحد من الشفع نطَّ بالحيط وفتَّح ليها الضلفة كلَّها، دخلت جوَّة وهي بتبكي، كانت مشتاقة لكلِّ زاوية فيه، الأطفال دخلوا معاها لجوة، أخدت جولتها وهي بتحضن كلُّ زاوية في البيت، دموعها بلَّلت طرحتها، بلَّلت خدَّها، وحتى الشفع كانوا بيبكوا معاها...*

*لقد أهدرت قدرًا من الدموع، كانت كفيلة بأن تروي بحر، كفيلة بأن تهدَّ حائطًا بأكمله💔...*

_: ملكتنا ما تبكي انتِ بتبكي ليه يا ملكتنا

_: ملكتنا ما تبكي ع عليك الله والله انتِ ما حلوة لمن تبكي

_: ما تبكي يا ملكتنا ليه ملكتنا ما قاعدة تضحك زي زمان؟!

*كانوا بيمسحوا ليها في دموعها بكلُّ حنِّية وهم بيبكوا معاها، استغفرت ربها ومسحت دموعها، قامت غسَّلت وشها...*

رحاب: أهو يا حلوين ملكتكم إشتاقت ليكم وللبيت بس عشان كدا بتبكي، بس هسي أنا كويسة، يلا انتوا كمان أمسحوا دموعكم عشان نرجع حلوين تاني.

_: ما تبتي تاني حادل؟ "ما تبكي، حاضر"

رحاب: يا حبيبي انتِ حاااضر تعالي عندي.

*جرت عليها بلهفة وشالتها باستها، أثناء ما هم بيتونسوا معاها فجأة جوا سمعت صوت من وراها بيقول "رحاااابنا"، التفتت وراها وما قدرت تصدق الشايفاه عيونها، صاحبات عُمرها قدامها!! من تاني هي بتشوفهم!! سما وبنان ورشا من تاني!! نزلت الشافعة اللي كانت شايلاها وجرت عليهم وهم جوا جاريين عليها بكلَّ الشوق الفي الدنيا، ضمَّوها شديد وهم بيبكوا، وهي بتبكي معاهم، وكأنَّهم ما مصدقين إنهم اجتمعوا تاني، رشا باستها في خدَّها شديد وهي مبسوطة، أول ما فكوها دخلوا وقعدوا سواء...*

سما: رحاب انتِ كويسة بجد؟ انتِ بجد معانا هسي

بنان: يا الله ما مصدقة ما مصدقة وكأنِّي في حلم

رشا: آخخخ يا بت قلبي آخخخ

*قعدت معاهم وحكت ليهم كلُّ شيء، كلَّ التفاصيل، وهم كانوا بيحكوا ليها كلَّ حاجة حصلت معاهم خلال غيابها دا، وكيف أيامهم مرَّت من غيرها، اتمنوا الوقت ما يمشي ولا ثانية ويفضلوا في قعدتهم ديك بس، لما انتبهت للبيت استغربت هو كيف قاعد مرَّتب ونظيف في محلَّه، فسما كلمتها إنها كانت بتجي تنظفه مع أختها، فرحت شديد منَّها، شوية كدا البيت إتملأ وبقى مليان شديد، أمَّهات ناس سما اللي ما خلوا ليها أكل ولا هدايا ما جابوها ليها، كان يوم إحتفالي، حمدت ربَّنا على وجود الناس البيحبوها حولينها، وعرفت إنَّه كلَّ العام الفات دا كانوا بيفتِّشوا عنها بس ما لقوها، لمن جاء العصر الناس رجعت بيتها إلا سما فضلت معاها، فجأة بعد صلَّوا العصر اتذكَّرت إنَّها كان المفروض تمشي مع خالة حليمة المركز، كلَّمت سما بالموضوع وسما قالت إنَّها حتمشي معاها، لبست على طول وساقتها معاها وطلعوا، بقت ماشة بتعاين للشارع زين، لحد ما وصلت، عرفت إنها حفظت الطريق، مشوا للخالة حليمة وكانت جاهزة على طول مرقت معاهم، وصلوا المركز ولقوا الحلقات يادوب بدت التلاوة، من بعيد لمحت ميرا بتلوح ليها، مسكت سما من يدها ومشت قعدت جنبها في الحلقة، جات الشيخة سلَّمت عليهم وبدت تتلي، فضلوا يتلوا وسمعوا الجزء الفات بعد ما خلَّصوا، بعدها كان الزمن المحدد خلَّص وكل المركز طلع، جات خالة حليمة ودَّعت رحاب ووصتها تجيها بكرة وطلعت، فضلت هي وسما وميرا ودعاء في المركز، طلعوا همَّ الأربعة بعد ميرا ودعاء لبسوا نقاباتهم، بقوا ماشيين في الشارع وبيتكلموا...*

ميرا: بت رحاب أدينا رقمك عشان نقدر نتواصل بيه معاك عايزة أسمع باقي قصتك بعدين مادام وصلتي.

رحاب: ما عندي تلفون والله.

سما: بديكم رقمي الليلة أنا بيتنا هنا لصق بيتهم وحأجيها كل يوم المساء إن شاء الله.

ميرا: ظااابط

دعاء: رحوبة دا بيتكم صح الباب البني دا؟

رحاب: آيي.

دعاء: ظابط عشان لو الله سهل لينا يوم نجيك.

رحاب: إن شاء الله تشرفوا في أيَّ وقت.

ميرا: نحن بنجي بس وحنشرف غصبًا عن الشرف ذاته.

سما بتضحك: ياخ زولتي وربَّنا

ميرا: مححح ياخ كدا ولا بلاش

دعاء: ارح ارح قدامي خلي العولاق.

ميرا: أبيت.

دعاء بنفاذ صبر: ميرا

ميرا: نينيننني ورح ورح.
*ضحكوا كلهم على تصرفات ميرا بعدها هي ودعاء واصلوا طريقهم ورحاب وسما دخلوا البيت، فجأة أول ما دخلوا سما صرخت صرخة قوية...*

يتَّبع...
خدينتي من الجنة«8»
بقلم: رحاب يعقوب
{مــــــورفـــــينـا}

﴿ فَقُل رَبُّكُم ذو رَحمَةٍ واسِعَةٍ وَلا يُرَدُّ بَأسُهُ}

*سما صرخت صرخة قوية، خلت رحاب تنفزع وترجع خطوتين لوراء، وبقت تتلفت وهي خايفة...*

رحاب: س سما في شنو بسم الله؟!

سما بترجف: ع عايني ض ضب قدامك في الحيطة

رحاب: ضب؟؟؟؟؟!

سما: اا اي عايني ليه الليلة واااي رحاب زحيه والله ما أخش لو ما زحيتيه

رحاب بتنفِّث: اااه استغفر الله العظيم يا سما افتكرتك شفتي ليك شبح عديل ياخ

سما: ياخ دا أكعب من الشبح ذاته

رحاب: طيِّب دقيقة..

*شالت عصاية كانت مرمية على طرف الحوش ومشت عليه، بقت بتطرِّد فيه بالعصاية لحد ما طلع برَّة خالص، هنا سما أخدت نفس طويل وفرغته، جدعت العصاية ودخلوا جوَّة، سما مشت على الحمام وخلَّت موبايلها مع رحاب، فجأة الموبايل بدأ يرن، ورنَّ كذا مرة بس رحاب ما قدرت ترد عليه...*

رحاب بتكلم نفسها: سما اتأخرت طيب هسي التلفون دا يمكن مهم، أرد ما أرد أرد ما أرد، استغفر الله

*في الآخر لمَّا شافت إصرار المتصل رفعت الشاشة ولقت المتِّصل رقم من غير إسم، ردَّت عليه، جاها صوت غليظ وغريب، كان واضح إنَّه صوت راجل، سكتت من غير ما تتكلم وبقت بتسمع ليه...*

*محتوى المكالمة*

_: ألو،(بيتنهد) سما، لمتين يا سما؟! لمتين حنفضل بالطريقة دي؟ على العموم يا سما، أنا خلاص قررت إنِّي أسافر، بس حبيت أكلِّمك، حأفضل أحبِّك يا سما، حتى لو ما كنتِ يوم لي، حأفضل مُخبِّيك جوة قلبي، ربَّنا يسعدك وين ما كنتِ، ويا بخته الإنتِ من نصيبه، يلا سلام...

*تيييت، الخط فصل، بقت بتعاين في الشاشة بس، دا شنو؟! ودا منو؟! واللي سمعته دا بيعني شنو؟!، قطع شرودها وتساؤلاتها دي صوت سما اللي كانت بتطرقع لها بأصابعها...*

سما: بسبس، سرحانة وين انتِ يا بتنا؟؟!، وماسكة تلفوني كدا في زول إتَّصل؟!

رحاب: أأ، لالا ولا شيء، آيي في زول إتَّصل.

سما: منو؟

رحاب: حد ما بعرفه؟!

سما: رديتي عليه؟!

رحاب: آيي

سما: قال ليك شنو؟!

رحاب: كدي تعالي أقعدي..( ومسكتها من يدَّها قعدتها جنبها) سما انتِ عندك علاقة مع حد؟

*اتوترت وملامح وشها اتغيرت، وبقت تحوِّل نظرها في الغرفة..*

سما: ك كيف يعني علاقة؟

رحاب: علاقة حب يعني.

سما: علاقة شنو مثلًا، لالا

رحاب: سما عايني لي، بتخبِّي على الكل إلَّا علي، نسيتي إنِّي بعرفك أكتر من نفسي؟ أحكي لي إذا في شيء

سما: ماف حاجة ياخ ما تشغلي بالك ساي، الإتَّصل ليك منو؟؟! وقال ليك شنو؟!

رحاب: إتصل لي واحد ما عرفت هو منو لأني ما سألته، كلَّ القاله لي "لمتين حنفضل كدا يا سما" وقال لي إنَّه مسافر، قال كلام عنِّك أي حد بيسمعه حيفتكر إنَّه بيحبِّك أكيد، ودعا ليك، بس حسيت صوته مكسور وهو بيتكلم، ما انتظر أرد عليه حتى وقفل.

سما بفزع: كيييف؟! أيهم مسافررر؟؟! رحاب متأكدة من الكلام دا؟؟؟

رحاب: يا بت بسم الله، دا السمعته والله هو قال كدا، روقي يا بت مالك؟!

سما وعيونها زغللت بالدموع: ك كيف يعني؟!!، كيف يعني أيهم مسافر؟!، كيف يعني أيهم يمشي يخليني؟!

رحاب: يا بت بسم الله الرحمن الرحيم كدي تعالي أقعدي أمسحي دموعك دي وفهميني الحاصل شنو وأيهم دا منو؟

سما: رحاب، دا الزول الأنا بحبَّه يا رحاب، دا عالمي دا كلُّ شيء..

رحاب بتفاجأ: ااا؟(نفضت راسها) طيِّب كدي أحكي لي قصتك معاه شنو وبتحبِّيه من متين واستغفري أمسحي دموعك دي.

*أخدت نفس وفرغته، ومسحت دموعها...*

سما: استغفر الله، طيِّب يا رحاب أيهم دا أخو صاحبتي معاي في الجامعة، خرِّيج ليه سنة تقريبًا عمره 24 سنة، أول مرَّة شفنا فيها بعض في تاني أسبوع من الجامعة لمن جاء عشان يسوقها بعد نهاية الدوام ووصَّلني معاها البيت، من الوقت داك بقينا نشوف بعض كتير، وعرف من صاحبتي إسمي وكدا، اللهمَّ حتى هو بقى صاحبي وكدا، بس تواصلنا كان محدود، شوية شوية بقينا أصحاب شديد وبتاع، في الآخر عرفت من كلام أخته أو من تلميحاتها إنَّه هو بيحبَّني، وناوي يخطبني، بس أنا ما بناسبه يا رحاب، هم ماشاء الله وضعهم كويس وأيَّ حاجة وأنا لو وافقت بيه حيقولوا عايزة تستغلَّه ماديَّاً، وخصوصًا إنَّه عنده بت عمه رامية عليه أختها بتاعة أمور كتابة وشنو، خايفاه تأذيه يا رحاب، انتِ فاهمة معاي؟!

رحاب: بجد ما عارفة أقول شنو، بسس يا سما انتِ تفكيرك دا غلط، غلط إنِّك تفكِّري بالماديَّات، أحسن من علاقتكم تبقى صُحبة وفي إطار ما شرعي تبقى في حدود ترضي ربَّنا وترضيكم، لأنَّه ربَّنا قال (ولا متخذاتِ أخدان)، والخدن يعني الصاحب أو المرافق، مادام هو عايزك بالحلال وافقي يا سما.

سما: رحاب انتِ فاهمة إنَّه علاقتنا دي ممكن تتسبب في أذاه؟ وأنا ما بقدر أكون السبب في أذاه.
رحاب: ربَّنا يقولك: ﴿وَهُوَ القاهِرُ فَوقَ عِبادِهِ} وفي الحديث القدسي (واعلم يابن آدم أنَّه لو اجتمعت الإنس والجنُّ على أن يضرُّوك بشيء لم يكتبه الله لك ما استطاعوا أن يضرُّوك) وكمان:(إحفظ الله يحفظك) عارفة يعني شنو يا سما؟! يعني طالما انتِ وهو مؤمنين ومستمسكين بربَّنا قوِّي مافي حاجة ولو كانت من أعظم العظائم قادرة إنَّها تمسَّكم، لأن ربَّنا فوق كل شيء، فاهماني؟!

*سما اكتفت بإنها تهز ليها رأسها بس*

رحاب: عايزة منِّك بس تتوكَّلي على ربَّنا عشان هو ما حيخذلك، وتوافقي بيه إذا انتِ راضية بيه وبتحبيه، قبل ما تخطوا أول خطوة وهي الخطوبة لازم تكونوا محصنين، تتذكَّري كنَّا بنتحصَّن كيف؟!

سما: بالمعوذتين والإخلاص وآية الكرسي (وقُل أعوذ بكلمات الله التامة) ونسمع البقرة كلُّ يوم.

رحاب: حبيبي أنا، تعالي تعالي الحضن.

*حضنتها شديد، وفكَّتها...*

سما بإبتسامة عريضة: ياخي ليه بس ما كنتِ معاي من زمان كنت محتاجة حد ينصحني بحنيتك وحبِّك دا.

رحاب: معاك بنان ورشا.

سما: هيا يمَّة ديل بس شغالات يزيدن في الطين بلَّة ويقولن لي خليهم يموتوا كي وخلِّي يخطبك وحتخسريه ولاب لاب

رحاب بتضحك: الله يهديهم ويهدي الجميع

سما: آمييين، طيِّب هسِّي المفروض أتصل أديه موافقتي يعني.

رحاب: أكيد، إذا مستعدة، بس موافقتك بس يا زولة ونسة وجر هواء ما عايزين سامعة؟!

سما بتضحك: من عيوني يا إمام المسجد

*ضحكوا مع بعض زيين وسما شالت تلفونها وطلعت بيه، دخلت على الهاتف وأول رقم لاقته في سجِّل المكالمات عرفت إنه دا أيهم، ابتسمت إبتسامة عريضة وزفرت بتوتر، ضغطت إتصال وهي متوترة وفرحانة في نفس الوقت، احاسيسها كانت مخلوطة ببعض الساعة ديك ولاسيما لمن سمعت صوته وهو بيقول "ألو" حسَّت بروحها اتبكمت أخدت سكتة للحظة وقاطع شرودها صوته...*

*محتوى المكالمة*

أيهم: ألوو؟ سما

سما: أأ الو، أيهم كيفك؟

أيهم: بخير الحمدلله، وانتِ كيفك؟!

سما: كويسة الحمدلله، عايزة أقول ليك.

أيهم: قولي

سما: أنا موافقة..

أيهم بإندهاش مخلوط بفرح: أأ، عيدي تاني؟ سما عيدي

سما: موافقة، موافقة إنِّي أكون ليك وتخطبني.

أيهم بصرخة: ياهووو، ياخي ما عارف أوصف بشنو ولا شنو، سما خلاص وافقتي؟!

سما بتضحك: شافع، أيوة وافقت

أيهم: ما عارف أقول شنو، بس مبسوط إنِّك حتبقي لي، وألف مبارك لينا، عقبال ما تبقي حلالي تماماً.

سما: يبارك فيك، يارب بس بعد الجامعة طبعًا

أيهم: أييوة طبعًا، لو ما مخلِّصة جامعة ذاته ما عايزك.

سما: نعم ياخويا عيد عيد؟

أيهم بيضحك: بهظِّر بهظِّر، يومين بس حأكون عند أبوك، خليك عارفة وكلميه ظط؟!

سما: حيوصل إن شاء الله قبل أكلمه، عارف براك،

أيهم بيضحك: أيوة عارف عارف.

سما: أيهم.

أيهم: حبيب أيهم.

سما بتضحك: انت لو سمعتك رحاب ما حتخليك والله

أيهم: رحاب منو؟!

سما: صاحبتي، هي الأقنعتني أديك الموافقة، وطبعًا زولة ملتزمة وبتاع.

أيهم: والله لو ما قلتي ملتزمة كنت قلت ليك وصلي ليها محباتي ياخ، لكن وصِّلي ليها تحياتي خلاص.

سما بنهرة: أييييهم.

أيهم بيضحك بصوت: خلاص آسف آسف.

سما: المهم، قبل ما تجي تكون مُحصِّن نفسك ومحصِّن أهلك كلَّهم معاك طيب؟ عارف تحصِّن بشنو صح؟ عايزة حماية ربَّنا تكون حافانا ونعمل الخطوبة ونحن مطمئنين ومأمِّنين من شر كل الخلق.

أيهم: طيِّب حاضر يا ستَّهم طلباتك أوامر.

سما بتبتسم: يلا، انت حتعمل لي مشاكل مع الشيخة دي ياخ.

أيهم بيضحك: طيِّب حاضر، يلا مع السلامة.

سما: يلا.

*تيييت، قفلت الخط، انتهت المكالمة، وانتهت معاها لحظة إتمنَّت إنها ما تنتهي أبدًا، على طول دخلت جوة لرحاب وهي مليانة حماس فُل، كلمتها إنَّها أدته الموافقة، رحاب قامت حضنتها شديد ونططوا سواء، باركت ليها وعلى طول شالت منها الموبايل اتصلت على بنان ورشا وكلمتهم، ما تمت خمسَ دقائق من قفلت منَّهم إلا وسمعوا الباب بيدق، رحاب جرت بلهفة شديدة وفتحت ليهم الباب، ودييك يا الصراخات والفرح، على طول جروا لسما جوة ووقعوا فيها أحضان وصريخ ومباركات، كانت ليلة من جميلة ومليانة بالجو اللطيف، ورجوع الشعور الحلو لرحاب من تاني...*

بنان: بجد ما قادرة أعبِّر يعني خلاص كدا سما البايرة بورتها حتفك؟

سما بتحدِّر ليها: بناااان

بنان: خلاص خلاص معليش عشان ما تقومي فينا ها، آخخخ يارب عقبال لي.

رشا: أقسم بالله يا ريري رجلك باردة راجيين اللحظة دي من متين نحن من جيتي جبتي معاك الفرح

بنان: قال ليك إسمها "بنية الخيرات" يا بتي.

رشا: صحي حبوبتك ما غلطت لمن سمتك كدا.

رحاب: كلُّه بفضل ربَّنا أول أنا ما عملت شيء

رشا: ويَّا من التواضع

سما: هيي ها البنيَّة دي بتخجل ولا ما عارفاتنها؟ قومن اتخمدن يلا.

رحاب: طيِّب ورح نتوضأ ونتحصن قبل ما ننوم تمام؟!

بنان: تماااام قوماكم
*قاموا طلعوا برة ورحاب شالت مفتاح البيت وطلعت وراهم، اتوضوا ودخلوا، رحاب قفلت أبواب البيت وبعد اتأكدت إنها قفلت كل شيء مشت الغرفة طلعت الأغطية وغطَّت صاحباتها اللي ناموا وسبقوها، طفت اللمبة وجات قعدت على السرير ضمَّت يدينها سواء ونفَّثت فيهم وقرت ومسحت على جسمها كلَّه، وقبل ما ترقد قرت دعاء (باسمك ربِّي وضعتُ جنبي وبك أرفعه) ورقدت اتغطت ببطانيتها وعلى طول غمضَّت عيونها وشالها النوم العميق..( وانتوا يا حلوين أعملوا زيَّها قبل ما تنوموا دائمًا)*

_BMN_____
*في إحدى شركات الخرطوم الفخمة*

*في مكتب جميل مصمَّم بطريقة هندسية راقية، كان قاعد على كرسيه بإستكانة وماسك أوراق بيتابع في مضمونها بعيونه وكان مركِّز جدًا معاها، بيرتشف في كباية الشاي الأحمر المفضَّلة عنده والمناسبة لكل أوقات العمل الضاغطة والساعات المتأخرة، قطع تركيزه صوت الباب بيدق، ختَّ كل شيء في يده وأخد لفَّة بكرسيه عشان يبقى مواجه الباب بحيث كان مدِّيه ظهره، عاين للباب بنظره وكأنَّه عارف منو وراه وهو بيقول "إتفضَّل" دخلت وهي بتلوح ليه بيدَّها، إبتسم لأنَّه كان عارف ممكن تكون هي وتوقعه طلع صح...*

أبرار: هايي، مساء الخير.

أحمد: مساء النور، إتفضَّلي.

أبرار: ثانكس ( وجات بسرعة قعدت على الكرسي).

أحمد: أها كيف الأمور؟ كيف لقيتي الشغل؟ إن شاء الله تمام؟

أبرار: Surely الشغل حلو وحماس مرَّة يخ.

أحمد: ظريف، بالتوفيق.

أبرار: آميين، كيفك انت؟

أحمد: الحمدلله، أهو لسة مع الشغل والشغل ما عايز يخلص.

أبرار: بجد كدا الله يعينك يخخ.

أحمد: آمييين.

أبرار: أحمد أنا دوامي خلَّص، بس جيت عشان أتكلم معاك في موضوع لو فاضي أو عندك شوية وقت ممكن؟

أحمد: اتفضَّلي.

أبرار: أحمد، أنا بجد كدا عايزة اسألك، انت ما نفسك تزور أهلك؟ ما نفسك تجي تشوف خالتو وعمو؟ ما نفسك تجي تشوف أيمن؟

*أحمد ملامحه اتحولت بسرعة ومسح وشه بيده وزفر بضيق*

أحمد: أبرار لو عندك موضوع تاني ممكن أتناقش فيه معاك، غير كدا أنا بعتذر جدًا لأنِّي مشغول وما فاضي.

أبرار: أحمد، أنا عارفة إنَّه الموضوع صعب عليك وخصيصًا إنَّك تضغط على كرامتك، بس في النهاية هم بيفضلوا أهلك، بلييز تعال زورهم ولو مرة.

أحمد بتنرفز: أبرار لوو سم...

أبرار بتقاطعه: انت عارف الحاصل عليهم شنو ممَّا مشيت انت؟ والله بجد ما شفت حالتهم، خالتي راقدة ليها شهرين بفقر الدم، وربِّي خالتي بقت ضعيفة وصحتها كل يوم ماشة تسوء، وما بتاكل ومهمومة طول الوقت، طول الوقت تهاتي أحمد أحمد، لا بقت تمرق على الجيران، شفت أيمن نزل في دراسته كيف؟! أيمن ما بقى مركِّز همه كلَّه في أمك وأبوك، وإنَّه هو البقى مسؤول منهم ومفكر يخلي الدراسة كله كله، وعمو بقى مجهجه عمو وشه بقى شاحب، وربِّي البيت كلَّه محتاج ليك هسي، أحمد أنا ما بقدر أستحمل أشوفهم كدا لو انت هاين عليك، بلييز بس مرة، بس مرَّة حاول تجي، علشان تطمنهم بس (ودموعها جرت بس مسحتهم بسرعة)

أحمد بيتنهد: أبرار ممكن تخليني شوية بإنفراد؟

أبرار: أكيد أصلًا أنا طالعة، بس فكِّر كويس يا أحمد قبل كل شيء.

*وعلى طول قامت طلعت وسدت الباب وراها، رجع بظهره لوراء وغمَّض عيونه واتنَّهد، فتح عيونه واستغفر، رجع مسك الورق مرَّة تانية، بس المرة دي هو بيقرأ محتواها من غير تركيز، انتباهه كان مشتت جدًا، على طول خت الأوراق على تربيزته وقام طلع من الشركة، ركب السيارة ومباشرةً دوَّر على البيت، أول ما وصل الڤيلا دخل وهو متضايق، طلع على غرفته لقى شجن ووريف نايمين، ما حبَّ يعمل ليهم إزعاج فتح الفلاش وفتح الخزانة شال ملابس نوم خفيفة دخل الحمام أخد دوش وطلع، رقد في السرير وهو بيفكِّر في كلام أبرار دا هل ممكن يكون صح؟ ولا دي واحدة من خدع أمَّه الجديدة؟ مسح راسه وقلب على جنبته اليمين وبقى يستغفر لحدِّي ما النوم شاله..*

_BMN_____
*كانت في غرفتها خاتَّة سماعتها في أضانها وبتحضر في فيلم أجنبي كالعادة، كانت بتنزِّل ستارة التلفون كل مرة وكأنَّها مستنية مكالمة أو رسالة من حد، في عز اندماجها مع الفيلم جاتها مكالمة من " المُساعد الخفي" ابتسمت وعلى طول قامت على حيلها وردَّت على المُكالمة..*

_: ألو، أيوة أها الأمور ماشية كيف؟! لالا تمام معناتها عمَّا قريب حنحصل على العاوزنَّه، يلا باي..

_BMN_____
*صباح اليوم التاني*

***صحت بتكاسل وهي بتفرك عينها، عاينت للساعة في التلفون جنبها ولقتها 5:20 ص، بفزعة قامت من السرير سرعة وجرت على دولابها، سحبت ليها تيشيرت وبنطلون بسرعة وشالت فرشة أسنانها وجرت على الحمَّام، أخدت دوش واتسوكت اتوضت بسرعة وطلعت لبست عبايتها ووقفت صلَّت، بعد صلَّت أمَّها جابت ليها عصير ومعاه كيك، أكلت شوية من الكيك وشربت العصير عشان ترضي أمَّها، ظبَّطت شكلها وضمَّت أمها وبسرعة مرقت، وقفت مستنيَّة المواصلات لأنَّها عارفة إنَّه مُحاضرة اليوم دي بالذات لو ما جات على الوقت طق أو لو
تأخرت دقيقة بس زيادة فهي ما حتحضرها، لمَّا وصلت لهناك لقت الدكتور دخل، حاولت تقنعه بإنَّها ما لقت مواصلات بس هو فضل يهز ليها رأسه بالرفض، في الآخر استسلمت ومشت قعدت برَّة في بينش وهي منزِّلة راسها بتبكي، قطع بكاها صوت حد بيقول ليها "يا حلو"، رفعت راسها ولقتهم بنتين منقبات، مسحت دموعها وهي بتعاين ليهم، من غير تنطق بكلمة، قعدوا جنبها وهم بيواسوها..***

_: بتبكي ليه بس يا حلو؟! الدنيا دي فيها شنو عشان تبكي ليها وتزعلي وتتنشني ياخخ

_: مالك يا جميلة ممكن تحكي لينا عادي نحن أخواتك.

وتين: مافي حاجة بس الدكتور ما قبل يدخِّلني المُحاضرة.

_ بتضحك: جادة بتبكي عشان دا بس؟ ياخ أهو نحن الإتنين قدامك والإتنين مطرودات.

_: كلَّه بسبب نقنقك الكتير دا

_: أسكتي على أساس انتِ الهادية مكمِّلة الهداوة

_: نيننني اسكتي منِّي

*وتين ضحكت على حركاتهم وكلامهم*

_: عسل دا أيووة كدا أضحكي.

_: إسمك منو يا حلوة؟

وتين: وتين

_: حلوو وأنا دعاء

_: وأنا ميرا

دعاء: قصدها مرمريتا

ميرا: دعاء ما تخليني أقوم عليك.

دعاء بتحاكي في صوتها: دعاء ما تخليني أقوم عليك.

ميرا: حسبي الله، هسي الواحد لو معرِّس كان كلم ليك راجله

دعاء: أها بس حاشرة العرس في أيي حاجة.

ميرا: عرسوا لي حياة القراية دي قاسية وأنا ما بقدر.

*وتين كانت بتضحك وتتهزَّ من غير ما تطلع صوت*

دعاء: شغالة هزاز البت

ميرا: هزاز دا توب وشكرًا

دعاء: مشششم حمانا الله من البايرات.

*فجأة وتين ضحكت بصوت وختت يدَّها على فمَّها وكتمت الضحكة تاني*

وتين: معليش لكن والله ما قادرة عليكم انتوا الإتنين

دعاء بتضحك: ضحكتك عسل والله

ميرا: ضحكة رقاصات بس أخير من حقتك الله لا سمَّع زول ليها.

دعاء: ميرا حسبي الله حسبببببيييييي الله خاربة سمعتي في أيِّ محل.

ميرا: ولو ياخ الواجب

وتين بتضحك: هيي كفاكم دا ضحك كتير ياخ

ميرا: أضحكي أضحكي هي الدنيا دي فيها شنو ياخ أضحكي ساي.

دعاء: بالضببط كدا

وتين: هسِّي أفرق بيناتكم كيف بالنقاب؟

دعاء: مرمريتا بتحب تلبس النقاب الماليزي الكيف كيف دا وأنا بلبس العادي.

ميرا: مرمريتا في عينك++ أنا عيوني بتشبه الأتراك يخخ واضحة.

دعاء: لالا خلاص يا بت عائلة أوغلو.

ميرا: دعاء اتلهي.

دعاء: ما عندي شغلة غيرك معليشش

وتين بتضحك: هو انتوا حياتكم كلَّها مقضِّنها مناقرات كدا؟

ميرا: شفتي كيف؟!

وتين: ربَّنا يحفظكم ياخ.

دعاء وميرا بصوت واحد: آميين ويحفظك يا حلوة.

وتين: آمييين.

ميرا: دعاء، أرح نشوف شغلتنا وين مادام ماف موضوع

دعاء: آيي أحسن ننجز

ميرا: تيتي، ولا بيدلعوك بشنو؟!

وتين: تينا

ميرا: تينا يا حلوة، نبقى نتلاقى بكرة إن شاء الله لازم، اتشرفنا يا حلوة.

وتين: أكيد إن شاء الله، عظيم الشرف والله.

دعاء: يلا يا حلوة.

*ودعوها ومشوا، بقت قاعدة براها ما عارفة تعمل شنو، فتحت موبايلها لقت رسائل من ريموندا وفاطمة وبقيَّة صاحباتها، ردت عليهم وقفت الداتا، وقامت بقت حايمة في الجامعة، لقت لوحات وإبداعات فنيَّة في قسم خاص، عرفت إنَّها دخلت قسم تاني، لأنَّها كانت ما بتعرف الجامعة كويِّس لأنَّها محصورة أو حاصرة نفسها على قسمها قسم الصيدلة، بقت بتتجول على القسم، متَّعت نظرها زيين، وصورت كلُّ شيء شافته وسرَّ نظرها، في كانت لوحة صغيرة من اللوحات لفتت نظرها، مرسوم فيها سنفور غضبان وهو بيبتسم، قالت في نفسها "سبحان الله، حتى سنفور غضبان بقى فرحان" تلقائيًا من غير ما تشعر شالت قلم شين وكتبت بخط إنجليزي حلو على جنبة صغيرة كدا "Don't be sad" بقت بتتأمَّل في الجملة وفي الرسمة، فجأة قطع تأملها دا صوت من وراها بيقول "لو سمحتي"..*

يتَّبع...
خدينتي من الجنة«9»
بقلم: رحاب يعقوب

﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اصبِروا وَصابِروا وَرابِطوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ}

*كانت واقفة في المطبخ بتحضِّر في الشاي المُقنَّن، اللي كانت ريحته مالية المحل، وبتهمهم بآيات من سورة مريم مع نفسها، فجأة سمعت صوت وراها بيقول "وه" اتفزعت وقبَّلت وراها لقتها سما..*

رحاب: فزعتيني استغفر الله

سما: معليش معليش، يا الله دا شنو؟ ريحة شاي من يد ريري؟

رحاب بإبتسامة: آي

سما: احيييَّا ياخي، أحبَّك يا لوز.

رحاب: وأنا أيضًا يا سكر.

سما: صاحية من الصبح انتِ؟

رحاب: آي

سما: عيييك نحن من صلينا الصبح تاني ما فهمنا أيييَّا حاجة

رحاب بتضحك: حاصل.

سما: أنا حأشرب الشاي وأمش البيت طوالي، بجيك بعدين ظابط؟!

رحاب: إن شاء الله.

سما: عااااايني السيِّدات الكسلانات يادابهم قاموا.

رحاب بتضحك: خليهم خليهم

*قفلت النار بتاعة البوتجاز وأمنته وكبَّت الشاي في السيرمس، سما رصَّت الكبابي في الصينية وختت بسكويت في وشالوا الصينية والسيرمس وطلعوا، قعدوا في الحوش وشربوا الشاي وهم بيتونَّسوا، بعد خلَّصوا دخلوا رتَّبوا الغرفة ورحاب غسلت عدة الشاي ورتبتهم، ودَّعوها وفاتوا، شالت فستان رمادي سادة من أكمامه كاملة، لونه كان هادي وجميل جدًا، ضمَّت الفستان شديد وشمَّت ريحته، رجعت بذاكرتها لوراء، يوم نجحت وأمَّها أهدتها الفستان دا، كان تبع أمَّها لما كانت في عمرها، سمَّته فستان التفوق، وفعلًا كان فستان التفوق، يوم سجدت من الفرح، وأبوها كبَّر الله تلاتة مرات وبشَّر، يوم بكت مع أمها زيين، كانت دموع الفرح مالية العيون، وزغاريت أمَّهات صاحباتها الفرحوا ليها أكتر من بناتهم، والليلة البيت خالي من أصواتهم، الليلة البيت هاديء تماماً، دموعها جرت من غير استئذان، حسَّت بطعنة قويَّة في قلبها، قبضت بقوة على صدرها وبقت تستغفر، والدموع بتسيل من غير تقيف، استغفرت كتير وقرت آيات من البقرة ومسحت على صدرها، مسحت دموعها واتنَّهدت بتعب، وكلَّ القالته في اللحظة ديك "يا حيُّ يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كلَّه ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين" شالت ملابسها ومشت على الحمام، أخدت حمام ومشت قعدت قدام التسريحة، أخدت مسافة بتتأمَّل فيها وبتتذكر لمن أمَّها كانت بتسرح ليها فيها وهي صغيرة، ابتسمت إبتسامة باهتة وضمت يدينها مسافة وهي بتدعي ليهم، عاينت لنفسها في المراية، لشكلها الإتغير، ملامحها البقت باهتة، والهالات تحت عيونها، وحتى شعرها بدأ يتساقط، أبدًا ما زعلت وبكت بالعكس قالت لنفسها الجملة المعتادة "ولو كان، نسيتي حلم أبوك؟!" وابتسمت، سرحت شعرها وطلعت غسلت يديها، لبست عبايتها وطرحتها اللي كانت كبيرة ومغطية نص جسمها، والشراب والإسبورت وطلعت، لمَّا وصلت لبيت ناس الخالة حليمة، قبل ما تدق الباب فتح وكان الطالع محمَّد، اتوترت في اللحظة ونزلت راسها للأرض، حتى هو اتوتر ولفت وشه بالجهة التانية منَّها، أداها السلام وردت عليه، وبسرعة طلع وبقى ماشي دغري في طريقه، اتنهدت واستغفرت ودقت الباب ودخلت، بقت حايمة بتفتش على الخالة حليمة وهي بتنده عليها، سمعت صوتها وهي بترد عليها جاي من المطبخ، على طول مشت المطبخ وسلَّمت عليها، استلمت منَّها الشغل طوالي، الخالة حليمة انبسطت شديد ودعت ليها دعوات مارقة من قلبها، فجأة خطر للخالة سؤال..*

حليمة: صحي يا بتِّي انتِ امتحنتي تالت؟

رحاب: آي.

حليمة: ماشاء الله وجبتي كم؟!

رحاب: 94.9.

حليمة: الله أكبر تبارك الله يا بتي ربَّنا يحفظك

*فجأة رحاب بقت بتعاين لخالة حليمة وعيونها بتلمع، شافت في خالة حليمة أمَّها وهي بتكبِّر ليها وتبارك، ابتسمت ورجعت تغسِّل..*

رحاب: يبارك فيك إن شاء الله.

حليمة: طيِّب كنتِ شايلة شنو؟

رحاب: علمي أحياء.

حليمة: ماشاء الله تبارك الله، ما دخلتي الجامعة صح؟

رحاب: يب، لسَّة ما كنت قدمت وحصل معاي الحصل.

حليمة: معليش يا بتي، تدخلي هسي وطوالي ياك لسَّة صغيرة وعمرك مناسب، ومصاريف الجامعة علي أنا دي.

رحاب: بس يا خالتي...

حليمة: ما عايزة أسمع منِّك كلمة، دا كلام أمك يا بت.

*ما صدقت الكلام البتسمعه بسرعة حضنت خالتو حليمة وبقت تشكرها وتحمد ربَّنا كتير..*

حليمة: يا بت ها، لا شكر على واجب مش أمِّك أنا؟.

رحاب: أكيد.

حليمة: بسس كدا تمام، نفسك تقري شنو يا بتِّي؟

رحاب: تمريض.

حليمة: عاد بنسبتك دي وتمريض مش يشيلوك ساي ويشيلوك في راسهم كمان ولا مش كدا (وضحكت معاها)

رحاب بتضحك: عسسسل.

حليمة: خلاص بكرة إن شاء الله بمش معاك جامعة الخرطوم، دي قرأ فيها محمَّد ولدي، وفي مجالات الطب دي قوية والله.

رحاب: إن شاء الله، تسلمي يا خالتي.

حليمة: ربَّنا يسلمك.

رحاب: خالتي.

حليمة: نعم حبيبتي.

رحاب: بس أنا برضه عايزة أشتغل وأعتمد على نفسي.

حليمة: كيفن يا بتِّي؟، كدا دا ما ضغط عليك، وانتِ لازم تركِّزي في قرايتك، لالا ما قلنا أنا أمك خلاص يا بت.
رحاب: كونك خدمتيني وحتمشي معاي بكرة عشان أقدِّم دي براها بالدنيا يا خالتي، وكونه تعليمي بيهمِّك فا انتِ أكيد أمِّي، بس برضه الإعتماد على النفس فضيلة، يعني أنا محتاجة اعتمد على نفسي علشان أثبت وأكافح في الحياة دي، دي كانت الوصية البيوصيني أبوي بيها على طول.

حليمة: ما عارفة أقول ليك شنو، بس انتِ كل مرة بتفاجئيني بوعيك رغم صغر سنِّك، أعملي البريِّحك يا بتِّي، وربَّنا يفتحها ليك محل ما تقبلي قادر يا كريم.

رحاب بإبتسامة: اللهمَّ آمييين.

"هذا التعب الذي يستوطن قلبها، غدًا سيكون آيةً على انتصارها 🖤."

_BMN_
*في الڤيلا الفخمة*

*صحت من النوم بتكاسل وهي بتتساءب، نزلت من السرير وهي بتمدد جسمها وبتطقطق رقبتها، لقت بتها الصغيرة لسة نايمة وبراءة العالم عليها، باستها في خدها بوسة على الخفيف وابتسمت، شالت التلفون وعاينت للساعة، وتاني عاينت للغرفة بتفحص، مشت لخزانتها فتحتها وشالت منها فستان أزرق نيلي مخطط مربَّعات بالأبيض، اكمامه نص ومنفوخة وماسكة على اليد في النهاية، مشت الحمام أخدت دووش وطلعت، قعدت قدام التسريحة وهي بتعاين لشعرها، ما كان عندها في بالها تسريحة معينة، خلت شعرها مفكوك وختت على الجنبة بينسة عشان ما يتنكش من قدام، شالت الموبايل واتَّصلت عليه، مرة ومرتين وتلاتة ماف رد، قعدت بملل جنب بتها النايمة وفتحت الداتا، دخلت الواتسب ولقت منَّه رسالة مضمونها "أميرتي، صباح عيونك قبل كلِّ حاجة، الليلة اضطريت اطلع بدري عشان عندي أشغال مهمَّة شديد، يلا خلِّي بالك من نفسك ومن وريف، بحبِّك"، ابتسمت وردت عليه بـ "صباح النور، طيِّب ماشي وانت كمان انتبه على نفسك كويس، وأنا كمان" طلعت من الدردشة حقته لقت رقم غريب مرسِّل ليها رسالة وكاتب "قدري الليلة الجاييك منو؟" ردت عليه "معليش بس ما عرفتك منو؟" كان أونلاين وعلى طول ردَّ ليها "انتِ بس هسي أفتحي الباب وحتعرفي" استغربت وعقدت حواجبها وبقت تسأل نفسها، دا منو؟ وممكن يطلع منو؟!، بسرعة نزلت ومشت فتحت الباب، فإذا بها هي بتصرخ بأعلى صوتها وبتنطط..*

شجن: متااااااب؟؟؟؟! متاب دي انتِ؟؟؟؟!!!

متاب: يا هبلة تعالي الحضن يلا

*ضمُّوا بعض شديد، وللحظة دموع شجن كانت حتنزل، بس مسكتهم وكانت حتطير من الفرح..*

متاب: خنقتيني ها خنقتيني زحي

*فكتها وختت يدينها على خدها وكانت بتتفحصها من فوق لتحت وكأنَّها ما مصدقة إنه دي هي قدامها..*

شجن: متاب دي بجد انتِ؟!.

متاب: لالا أنا خيالها حبَّيت أزورك وأعمل ليك سربرايز بس

شجن: متاب بطِّلي ياخ.

متاب: زحي يا عديمة الذوق خليني أدخل بدل تدخليني تخليني واقفة زي دا.

*دخلت ورمت نفسها على الأريكة وهي بتتنهد، شجن قفلت الباب وعلى طول جات قعدت جنبها..*

متاب: أحيييَّا يا تعبي ما قادرة

شجن: أخبارك شنو يا بت كيف عاملة؟!

متاب: كويسة الحمدلله انتِ كيفك وعاملة شنو ياختي.

شجن: والله أهو عايشة بس الحمدلله

متاب: هيييَّا انتِ ياهِك عاايشة بحق وحقيقة مالك زهجانة كدا؟

شجن: عاد يا متاب ما تشوفي البيت والبتاع دا والله زهجانة وما عندي موضوع.

متاب: كرر عليَّا ياخ، بتعملي شنو خلال يومك غير بتحضري وبتكوني مع بتِّك لغاية ما أحمد يجي؟

شجن: ولااا شيء والله يا متاب.

متاب: حااارة أقسم بالله.

شجن: شديد بس الحمدلله، اها انتِ الليلة جيتي كيف ودا رقم منو الدخلتي لي بيه دا خلعتيني.

متاب: جيت مععع ناس خالتي أصلًا كنَّا مخططين نجي الخرطوم من زمان الليلة دا وجينا لكن سكتَّ عشان أعملها ليك سربرايز وكدا، أمَّا الرقم دا بتاع خالتي دخلت ليك بيه ساااهي عشان أخلعك آآآيييي ساهي عديل.

شجن بتضحك: استغفر بطِّلي عولاقك دا يا جن.

توضيح:
*متاب هي صاحبة شجن المفضَّلة من أيام الجامعة أو زي ما بيقولوا هي الأنتيم، عندها مكانة خاصَّة عند شجن غير عن كل صاحباتها الباقيات، المقرَّبة والبتحكي ليها أسرارها دائمًا*

متاب: شجن البت وينها أنا عايزة أشوفها أنا جيت من هناك عشان أشوفها ما عشانك انتِ.

شجن: شوووف بالله كويِّس استني لي ذاته ما بجيبها ليك الليلة.

متاب: شفتي بمشي بقلعها براي أكان أحوم البيت دا كلَّه.

شجن: مششم تقالعي في بتِّي؟

متاب: ما بتِّك براك وبقالع.

شجن: والله بس غايته، كدي صحي أمشي أشوفها يمكن تكون صحت بعد دا.

متاب: نزِّليها معاك.

شجن: أبيت يا زولة

متاب: بجيك عادي وأقلعها منِّك الموضوع إيزي.

شجن: حمدك ورضاك يارب، سمح.

*متاب عملت ليها حركات بوشها ضحكتها وعلى طول مشت الغرفة، لقت إنها فعلًا صحت وكانت على وشك تبكي، بس لحقتها وشالتها بقت بتلولي فيها، غسَّلت ليها وشها ورقدت ليها شعرها ونزلت بيها لتحت، على طول متاب استلمتها منَّها ووقعت فيها بوس لحدِّي ما بقت تبكي..*

شجن: عاد لكن سكتيها يلا.

متاب: انتِ ما عليك بتسكت هسي.

شجن: ماشة أسخِّن ليها حليب وأجي.

متاب: سمح.