رواياتي📖📚
35.6K subscribers
18.7K photos
17 videos
428 files
1.01K links
⚠️ اجمل واحدث الروايات والكتاب

أكبر مكتبه للروايات

📖روايات الف شكل ولون


للتواصل @wessam1412

للطلبات @Rwayati_bot

رابط القناه

https://t.me/+PcBTfMKDS4ab2Mv1
Download Telegram
رواية : ( إِليَّ تنتمينْ )

بقلمي🖊️ : Rere Hamed

Part 1

~( لمحة من الماضي )~

تنهدت ملاك بضيق عندما كانت جالسة على طاولة قراءتها تقرأ دروسها.....لقد ملّت حقاً فقد اصبح هذا روتينها المعتاد كل يوم ...اااخ تبا كم تكره الروتين ..... علت نغمة هاتفها ونظرت إليه بعدم اكتراث....تفاجئت عندما وجدت المتصل هدى ....ماذا تريد منها في هذا الوقت ؟! فقد كانت الساعة قد تجاوزت التاسعة مساء...التقطت هاتفها واجابت

ملاك : اهلين خالتو
هدى : ملاك ! كريم !!

قلبت ملاك عيناها بضجر فقد شعرت بأن هناك مكروه ما فهدى لا تتصل بها إلا بسبب ذلك الاحمق

ملاك : مالو ؟
هدى : ليو 4 ايام م رجع البيت وابوهو راجع الليلة من السفر ولو عرف انو بيبيت برة ويخليني براي في البيت ما حيحصحل خير...وانتي عارفة انو يعني....يعني كريم اكيد م حيكون كويس وبتصل عليو م برد اكيد عارفاو وين صح ؟
ملاك : امممم م عارفة وين بالظبط لكن اعتقد في شقتو
هدى : طيب ممكن تمشي تشوفيو وتطمني عليو ؟ انتي بتعرفي طبعا انو مانعني ادخل في حياتو وخصوصا اني الاحقو
ملاك : بس دا ولدك يا خالتو وانا ما بقدر أعمل شي لازم تمشي انتي....واذا ما عارفة عنوان الشقة انا بوريك ليو
هدى : ملاك لو بقدر ما كان اتصلت عليك وبعدين ابوهو حيجي بعدا قرب يصل ولو جا ولقاني ماف اكيد حيعرف اني وين ولو جا هناك وشاف كريم في حالة من حالاتو البكون فيها وهو في شقتو اكيد م حيحصل خير....ملاك الله يرضى عليك عشاني بس المرة دي لازم تنقذيني

تنهدت ملاك بقلة حيلة ....يبدو ان لا مهرب أبدا بأن تعيش بسلام بعيدا عن حماقاته !

ملاك : طيب ي خالتو حأمشي اتطمن عليو
هدى : تسلمي حبيبة م بتقصري والله واول م تتطمني عليو اتصلي علي وطمنيني واذا لقيتيو سكران ولا حاجة خليو مكانو وانا بحاول اغطي عليو من ابوهو
ملاك : طيب يلا مع السلامة
هدى : مع السلامة

انهت المكالمة ووضعت هاتفها على المنضدة بملل.....حسنا هذه هي حياتها.....كان كريم كل محورها....كريم فعل ....كريم ذهب....كريم شرب كثيرا... كريم تشاجر مع أحد ما....كريم في قسم الشرطة....ليس هناك اخبار اسوأ مما تسمعها بسببه !....هزت رأسها بقلة حيلة ونهضت متوجهة نحو خزانة ملابسها فقد كانت ترتدي بيجامة.......اخذت بنطالا اسود وتي شيرت اسود اللون.....أخذت معطفها ذو اللون البنفسجي وارتدته فقد كان الجو بارداً في الخارج......اخذت هاتفها وخرجت من غرفتها.......توجهت الى غرفة اخيها وفتحت بابه بهدوء وتنفست الصعداء حينما وجدته نائماً.....أغلقت الباب وتوجهت إلى غرفة أختها وفتحت الباب ولكنها لم تجدها....تذكرت انها اليوم ستنام في منزل صديقتها ....أغلقت الباب وتوجهت إلى الطابق السفلي....انقطعت انفاسها ونظرت بتوتر الى والدتها التي كانت تجلس على الأريكة وتشاهد التلفاز....تباً لقد نسيت أمرها تماما ! التفتت الأخرى نحوها ونظرت إليها وعندما رأت انها ترتدي حذائها علمت انها تريد الخروج .....

منال : ملاك ؟ طالعة وين بعدا ؟
ملاك بتوتر : ااا...اممم ما انا نسيت دفتري عند نور ولازم اجيبو منها سريع واجي
منال : يا بت دفتر شنو التمشي للبت عشان تجيبيو الوقت اتأخر ماف داعي خليها تجيبو ليك بكرة بس
ملاك : م لكن يا امي الدفتر مهممم وعندي فيو شغل كتيير ولو م جبتو بكرة الاستاذ حيعاقبني وممكن يفصلني اقل شي اسبوعين !
منال : يا بت مافي داعي اديني رقمو بتصل عليو بكرة بكلمو
ملاك : يا ماما ياخ عليك الله والله دقايق وبرجع حاطلب ترحال واوقفو عشان يرجعني في نفس الثانية !

نظرت اليها منال بريبة وقد شعرت ان ابنتها تخفي امرا ما

منال : م تتأخري اوعك !
ملاك : حاااضر

ركضت نحو الباب وخرجت من المنزل واتصلت بسائق الأجرة ليأتي ويقلها.......

ترجلت ملاك من السيارة عند مجمع سكني فخم بعد أن اعطت السائق ثمنه....توجهت إلى إحدى المباني وعندما وصلت إلى البوابة وجدت حارس المبنى أمامها وبجانبه كلبا حراسة....اومأ لها الحارس مشيرا لها بأن تتفضل بالدخول فاتحا لها البوابة.....ابتسمت بسخرية فالحارس قد حفظها لكثرة مجيئها إلى هنا حتى الكلاب توقفت عن الاقتراب منها وشم رائحتها ! دخلت الى المبنى وتوجهت نحو المصعد ودخلت اليه.....أخذت نفساً عميقاً واقسمت بداخلها أن هذا الأمر سينتهي الآن يكفي لعباً مع هذا الغبي الذي يدعى كريم ! توقف المصعد وخرجت منه متوجهة نحو إحدى شقق الطابق.....انحنت بجسدها نحو السجادة الصغيرة التي توجد امام الباب لتجد تحتها نسخة من مفتاح الباب فكريم من وضعه لها واخبرها انه للحالات الطارئة .....تباً له ولحالاته الطارئة ! فتحت باب الشقة ودخلت....كان الظلام يعمّ المكان ورائحة السجائر المخلوطة برائحة عطره الرجولي تفوح من المكان....وهذا م أكد لها انه موجود هنا....اضاءت الانارة ونظرت نحو الأريكة.....ورأته هناك....كان جالسا ومعطيا ظهره لها .....
كان ممسكا بكأس ملئ بالخمر وارتشفه كله بجرعة واحدة ووضع الكأس الزجاجي على المنضدة بقوة

كريم : مهند حتقيف هناك لي بكرة يعني ولا شنو ؟

هزت رأسها بقلة حيلة فقد علمت من نبرة صوته أنه حقا بعالم اخر الآن من كثرة الشرب....توجهت نحوه ببطء حتى وقفت امامه عاقدة يديها نحو صدرها ونظرت إليه بغضب....رجع هو الآخر بجسده إلى الخلف مستنداً برأسه على الأريكة....لاحظت خصلات شعره المبعثرة بفوضوية ....يبدو انه مرر يديه على رأسه مرارا ....كان يرتدي بنطالا من الجينز وقميصا اسود اللون فاتحاً زرائره مظهراً عضلات صدره وبطنه المثيرة........نظر هو إليها مطولاً ورمش عدة مرات وابتسم بسخرية

كريم : شكلو شربت كتير
ملاك : اي فعلا شربت كتير ! لكن م اعتقد دي اول مرة !

عقد الآخر حاجبيه باستغراب بعد ان سمع صوتها....هل ما يراه الآن حقيقة ؟! هل حقا ان الواقفة امامه الآن ملاك ؟!

كريم : انتي بالجد ملاك ولا انا بقيت مجنون للدرجة دي
ملاك : لا لا انت م بقيت مجنون انا الجنيت بي سببك والله

ضحك كريم بصوتٍ عالي........لو تعلم كم اشتاق إليها وللسانها السليط.......زفرت ملاك بضيق فيجب عليها العودة للمنزل الآن ولا وقت لديها للعب معه.....توجهت نحوه وامسكت بمعصمه وحاولت جعله يقف على قدميه

ملاك : يلا قوم على حيلك
كريم : واداني وين ؟!
ملاك : كريم قوم لازم تاخد دش تصحصح
كريم : امممم لكن بي شرط !
ملاك : لا لا م حاخش معاك الحمام يلا قوم م عندي زمن
كريم : تؤ يا الله ياخ انتي لي قاسية كدا ؟

حاول النهوض ولكن قدميه لم تستطع حمل ثقله فارتمى مجددا على الأريكة واغمض عينيه بألم بسبب الصداع....علمت ملاك انه لن يستطيع النهوض لوحده وهو بتلك الحالة لذلك انحنت نحوه وحاوطت خصره بيدها ووضعت يده حول رقبتها لجعله يستند عليها وارغمته على النهوض مجدداً والمشي معها نحو غرفته وتباً كم كان ثقيلاً وطويل القامة بالنسبة لها........التفت كريم اليها مستغلاً قربها منه واضعا انفه بين خصلات شعرها واخذ يشتمها بعمق لاعناً نفسه بهمس.....همس لها بالقرب من اذنها

كريم : انا مشتاق ليك ! لي بعدتي عني ؟! بي سبب غلطة خليتيني ومشيتي كأني م كنت بسوى شي عندك ....خليتيتي اموت ألف مرة ......دايما كنتي ....
ملاك : كريم م وقتو هسي لازم تخش الحمام وتاخد دش عشان تصحصح فاهم ؟! وزح وشك دا مني ريحة الخمرة البتشربا دي كريهة شديد

دخلا إلى غرفته وتوجهت به نحو الحمام ولم تجب على كلامه البذئ الذي كان يهمس به اليها ....جعلته يستلقي على حوض الاستحمام وفتحت الماء البارد لينهمر على كريم الذي انتفض بقوة لاعناً اياها ....ضحكت ملاك بسخرية على منظره المرتجف والتفتت خارجة من الحمام مغلقة الباب ورائها....توجهت الى المطبخ واعدت كوباً من القهوة وبعد دقائق عادت الى غرفته واضعة الكوب على الطاولة وجلست على سريره منتظرة اياه ليخرج...سمعت صوت باب الحمام يغلق ونظرت نحوه لترى كريم يخرج منه وهو لا يرتدي شيئاً سوى منشفة حول خصره....كانت قطرات الماء تنساب على جسده وخصلات شعره الطويلة المبتلة التي تصل الى اذنه جعلت قطرات الماء تنساب على وجهه....اخفضت رأسها عنه بخجل ونهضت آخذة هاتفها وهي تتجنب النظر نحوه

ملاك : انا حأمشي بعدا ....عملت ليك قهوة ولازم تشربا عشان تصحصح شوية وم تصحا
بي صداع وبكرة لازم ترجع البيت عشان ابوك جا

التفتت متوجهة نحو الباب لتخرج وتفاجئت عندما امسك كريم بمعصمها جاذباً اياها نحوه والصق جسدها بالحائط واقترب منها حتى اختلطت انفاسهما....نظرت اليه بريبة....كيف له ان يستيقظ بهذه السرعة ؟! هل كان يمثل دور السكير لتأتي فقط إلى هنا ؟! نظرت إلى عينيه بغضب ورأت انهما لا تحملان شيئاً سوى الألم المطلق

ملاك : كريم انت بتسوي فشنو ؟ زح من قدامي خليني امشي !
كريم : اذا انا م بهمك لي جيتي لحدي هنا ؟
ملاك : لأنو خالتو هدى اتصلت علي وقالت لي انو لازم اجي اتطمن عليك عشان ابوك جايي من السفر هسي
كريم : كلو م بهم ....المهم انك جيتي عشاني

رفع يده نحو خدها ليلامسه ولكنها حركت رأسها في الاتجاه الآخر

ملاك : كريم لو سمحت....احنا اتناقشنا في الموضوع دا قبل كدا انا وانت م بينا شي واعتقد انك وعدتني انو تاني م تقرب مني بأي شكل من الأشكال
كريم بنبرة متألمة : م بقدر......حاولت لكن م بقدر ابعد منك
ملاك : يبقى تحاول تاني !
كريم : ملاك صح احنا م كنا مرتبطين وكنا اصدقاء مقربين وبس....ودا شي كان حاصل في العلن بس.....لكن أنا متأكد انو قلبك كان بقول شي تاني زي ما قلبي كان وللٱن بقول.....كان المفروض انو انساك لكن م قادر انساك....وريني انساك كيف وانتي كل ثانية في عقلي ؟! ها؟!
ملاك : كريم انا عمري ما شفتك اكتر من صديق بالنسبة لي ....ومهما كان البينا خلاص انتهى وخلاص انا م دايرة علاقة معاك تاني بأي شكل من الأشكال
كريم : لي ؟!
ملاك بجمود : لأني بقرف منك !

هذه الكلمات الثلاث كن كافيات لطعنه في قلبه بقوة.....
أحقا تشمئز منه لهذه الدرجة ؟! لم لا تسامحه فحسب فجميع البشر يخطئون ! لم لا تفهم انه حقا حاول الابتعاد عنها ونسيانها ولكنه لم يستطع بل بعدها يزيده تعلقا بها اكثر واكثر ! نظر إليها بحزن وألم وكم شعرت هي بالأسف نحوه وغضبت حقا من نفسها بسبب كلماتها الجارحة التي ترميها عليه.......كانت تعلم أنه يتألم بسببها....هي من اوصلته لهذه الشخصية أمامها وأيضاً هي تجعله سيئاً اكثر بسبب ما تتفوه به ولكن.......هو لا يبتعد عنها إلا عندما تؤذيه بكلماتها ويصيبه انهيار عصبي.... ابتعد عنها معطيا ظهره لها وتوجه بهدوء إلى خزانة ملابسه....نظرت اليه ملاك مطولاً وزفرت بضيق

ملاك : بكرة لازم ترجع البيت وللمرة الألف بطل تشرب كتير لأنو كدا انت م بتأذي نفسك وبس بتأذي الناس الحواليك كلهم وأولم أمك
كريم بنبرة أرعبت اوصالها : خليني براي في اللحظة دي قبل م اغلط واندم

كانت تعلم أن مقصده أنه سيؤذيها ولكن بلسانه.....فهو لا يتجرأ على مد يده عليها وسيقطع يده قبل أن يفعل ذلك....هو فقط خائف عليها من غضبه فإذا انفجر غاضبا سيتحول إلى شخص آخر ليس فيه ذرة تشعرها بأنه كريم نفسه.. ...كانت تغضبه دائما ولكن تعلم متى عليها التراجع والصمت لكي لا تطلق شياطينه وتندم على ذلك.......التفتت بعدها وخرجت تاركة إياه....وما أن اقفلت باب غرفته ورائها سمعت صوته وهو يلعن ويحطم كل شئ في غرفته....حقاً لم تتفاجئ وشكرت نفسها أنها خرجت سريعاً تاركة إياه وإلا كان هذا سيكون صوت عظامها وهي تتحطم .....خرجت من المبنى أخيرا وكانت سيارة الاجرة تنتظرها وصعدت ....كانت تفكر بعمق في طريق العودة......لا تستطيع نسيان تلك الليلة....عندما أتت الى كريم في هذه الشقة ذاتها بعد ان تشاجرت مع والدتها....فقد كان دائماً من تذهب إليه عندما تشعر بالضيق .....تذكرت عندما أخذت المفتاح من تحت السجادة الصغيرة وفتحت الباب ودخلت إلى الداخل ولكنها نظرت بصدمة واوقعت المفتاح من يدها عندما رأت كريم جالساً على الأريكة ولا يرتدي قميصه وكانت هناك فتاة جالسة على قدميه في حضنه وواضعة يدها على خده وتهمس له بالقرب من اذنه.....نظرت إليها الفتاة وسألت كريم عنها والتفت كريم نحوها بتساؤل ولكن الدم غادر وجهه عندما رأى ملاك واقفة هناك والدموع تنزل من عينيها بغزارة.......لم تسمع كلمة واحدة منه ولم تعطه ثانيةً واحدةً للتفسير لأنها ركضت بسرعة خارجة من شقته....... ركضت وركضت بالرغم من أن جسدها كان ثقيلاً على قدميها بسبب الصدمة .....كان حقاِ اكثر موقف مؤلم مرت به.....حسناً هي لم تكن حبيبته بل كانت صديقته المقربة منذ الطفولة فحسب.....فبالرغم من فارق العمر بينهما فقد كان يكبرها بأربع سنوات.... لم تكن تثق بأحد سواه......كانت لا تجد الأمان إلا معه....لا تظهر ضعفها وآلامها إلا إليه ....كان يعلم جميع أسرارها.. ....ولكنه لم يعلم سرا واحدا عنها....انها احبته.......حقاً احبته من قلبها .....كيف لا تحبه وقد كان السوبر مان الخاص بها ؟ كيف لا تحبه وقد كان كالأب والأخ لها ؟ كيف لا تحبه وقد كان مصدر الأمان والراحة لها ؟ كيف لا تحبه وقد كان الصديق الذي تخبره بكل شئ ؟ ولكن كل هذا الحب....تلاشى بعد تلك الحادثة.....لا تنكر أنها تعذبت كثيراً في تلك الفترة.....ولكن بسبب قوة ارادتها استطاعت نسيانه.....فهو لا يستحق أبدا ان تحبه.....كانت صديقتها نور دائما ما تحذرها منه وتقول لها بأن لا تقترب منه كثيراً وانه ليس بالشخص الجيد وكم كانت هي غبية لأنها لم تسمع كلامها ولم تصدق ما يقال عنه بل كانت دائما ما تدافع عنه في غيابه عندما يذكره احدٌ بسوء ....وقد اقسمت ان كريم صفحة انطوت بالنسبة لها ولا تريد اي علاقةٍ به مجددا !
اخذت هاتفها واتصلت بهدى والدته لتخبرها انه بخير وأنه غدا سيعود للمنزل......وصلت إلى منزلها وترجلت من السيارة ودخلت.....لم تجد والدتها تنتظرها......حسناً كان هذا جيداً فهي لم تكن مستعدة للجدال معها مجدداً بسبب تأخرها.....صعدت إلى الطابق العلوي ودخلت الى غرفتها وخلعت معطفها وحذائها واستلقت على سريرها واحتضنت وسادتها واغمضت عيناها واخذت تهمس لنفسها بأنها قوية ويجب عليها نسيان ما حدث اليوم مثلما نست الأيام التي مضت وان لا تنسى الوعد الذي قطعته لنفسها...................

يتبع ...........
‎#ْاليَّ_تنتمين

بقلمي 🖊️ : Rere Hamed

Part 2

~( بيننا حدود )~

ألقت الشمس اشعتها على نافذة غرفتها كأنها تداعب وجهها وتخبرها أن الوقت قد حان للاستيقاظ........
كانت فتاةً في منتهى الجمال ....ذات ملامح جريئة...عينان واسعتان ....وحاجبان مقوسان....لون عدساتها بني داكن وانف صغير حاد......وشفتان ورديتان ومنتكزتان......وشعرها الاسود الذي ينسدل على ظهرها.....وكانت ذات لون بشرة حنطي...ومما اكمل تفاصيلها جسدها الأنثوي....كان طولها متوسط .......واما عمرها فهي في السابعة عشر من العمر.....كان شكلها الملائكيّ متوافقاً تماما للإسم الذي أطلقه اباها عليها (ملاك)

شعرت بحرارة الشمس الدافئة على وجهها ......تململت ببطء وفتحت عيناها....رائع انها في عالم الواقع الآن....فهي حقاً تشعر بالملل لاستيقاظها كل يوم للذهاب للمدرسة....نظرت إلى الساعة المعلقة بأعلى الحائط وتفاجأت عندما علمت أن الوقت قد تأخر لذهابها للمدرسة......قفزت عن فراشها وركضت إلي الحمام.......اخذت دقائق حتى ارتدت بعد الاستحمام زيها الذي يتكون من قميص أبيض وتنورة زرقاء ...رفعت خصلات شعرها في كعكة فوضوية وارتدت حذائها الرياضي الأبيض.....حملت حقيبتها السوداء وركضت إلى السلالم وتوجهت للطابق السفلي حيث تجد هناك كل صباح عائلتها تتناول الإفطار وبعدها يذهب كل أحد لشؤونه الخاصة.......

اما عائلتها فتتكون من والدها (جمال) ...رجلٌ في الخمسينات من العمر....فارع الطول ذو لون أسمر داكن ....ملامح وجهه تدل على قوة شخصيته.......كان يدير إحدى شركات عائلته التي توجد بخارج البلاد مما جعله نادراً ما يكون مع عائلته....... متعلق بأبنائه جداً ويفعل أي شي فقط لمصلحتهم.....أما والدتها فهي امرأةٌ فائقة الجمال...عمرها اثنان واربعون عاماً....اسمها (منال) ....لونها حنطي كلون ابنتها ملاك......ومن ينظر إليها لا يصدق انها في عقدها الرابع.....امرأةٌ عنيدة ...وتكون مثالاً للنساء اللواتي يحببن انفسهن واموالهن.....دائمةُ الشجار مع ابنتها ملاك ...فهما لا يتفقان البتة ! .....
وأما إخوتها ...فأكبرهم فتاةٌ في منتهى الجمال والرقة لها عينان ناعستان ذواتا لون بني......اسمها (جوهرة) ...عمرها خمسٌ وعشرون عاماً ....حديثة الزواج ....تصغرها فتاة اسمها (جوان)....كانت ملامحها الهادئة طبق الأصل عن ملامح والدتها....في الثالثة والعشرين من العمر...تخرجت للتو من الجامعة وهي طبيبة الآن....يصغرها فتى اسمه (أمجد) ....وهو الإبن الوحيد لهم....طالب جامعي....عمره عشرون عاماً...وهو مهندس معماري....فتى فارع الطول اسمر اللون...اخذ ملامح والده...تصغره ملاك والتي تكون صغيرة العائلة......

توجهت ملاك إلى مائدة الطعام وجلست ....وكان يبدو على ملامحها التعب والإرهاق والملل ....

ملاك : صباح الخير
جميعهم : صباح النور
منال : كالعادة بتصحي متأخرة
ملاك : ما مشكلة وما تنسي سواقة ولدك الرهيبة ديك حتوصلني في 10 دقايق بس

نظرت إلى أخيها أمجد الذي ابتسم لها بشقاوة كأنها امتدحته للتو ....هزت رأسها بسخرية ونظرت الى والدتها مجدداً

ملاك : بابا حيجي متين اشتقت ليييو
منال : كالعادة م محدد

إنزعجت ملاك من ردها....فهي حقا تعشق اباها وكم تشتاق إليه.....فهو الوحيد الذي يفهم ما تفكر به وما تريده في هذا المنزل....نظر أمجد اليها وابتسم بسخرية

امجد : مالك صارة وشك دا من الصباح دا كلو عشان الثانوي؟!
جوان : عاين دي بالله طيب احنا نقول شنو ؟! احنا قعدتنا هنا زاتو المفروض تتخلعو منها !
ملاك : خلوني في حالي مليت الصراحة من اسطوانتكم الكل يوم بتعيدوها لي دي
منال : بطلو شكل الشفع دا واكلو اكلكم !

صمت الجميع وبدأوا بتناول طعامهم.....التفت ملاك ناظرة إلى جوان التي كانت تعبث بهاتفها

ملاك : جوان عرس ريم تحضيراتو ماشة كيف ؟!

لم تجبها جوان وهي مستمرة بالنظر إلى هاتفها

ملاك : جوان !
جوان : ها ؟
ملاك : عرس ريييم تحضيراتو ماشة كيف ؟!
جوان : كويسة الحمد لله
ملاك : وريم كيفا سلمي لي عليها
جوان : كويسة الحمد لله

زفرت ملاك بضيق....فهي حقاً كانت متشوقة لسماع تفاصيل قصة التحضيرات ولكن مع جوان وهاتفها يصبح ذلك مستحيلاً !

منال : الليلة الخميس وعندي لمة في مزرعة هدى صحبتي وسايقاك معاي يا ملاك
ملاك : سوقي جوان ما عندي اخلاق ليهم
منال : جوان بايتة مع ريم الليلة وانا سايقاك عشان هدى سألتني لي م بجيبك معاي اللمات زي م بجو ناس ربا
ملاك : يلا كدا ي دووووب م بمشي
منال : تمشي ولا على كيفك ! واذا خلصتي أكلك قومي يلا على مدرستك !

نهضت ملاك بحزن آخذة حقيبتها وخرجت من المنزل ....نظر أمجد إلى والدته مطولاً ثم نهض وأخذ مفاتيحه وخرج لاحقاً بملاك.....كانت ملاك متكئة بجسدها على السيارة....شعرت بذلك الشعور مجدداً ! اعتراها خوف ونظرت حولها ....فهي دائماً ما تشعر أن احداً ما يراقبها عندما تخرج من المنزل....واحياناً عندما تكون في غرفتها ايضاً ....
بدأ يراودها هذا الشعور منذ ثلاثة اسابيع ...أتى أمجد ونظر اليها بتعجب وابتسمت الاخرى له لتخبره انها بخير.....صعدا السيارة وتوجها لمدرستها.....

دخلت الى مدرستها......ورفعت عيناها فرأت صديقتها تركض نحوها بجنون ....كأنها لم تكن معها البارحة ....احتضنتها وابتعدت عنها ونظرت اليها......كانت (نور) صديقتها منذ الصغر....كانت لها بمثابة الأخت....فتاة جميلة سمراء اللون.....ذات ملامح هادئة.....

نور : مالك متضايقة ؟؟
ملاك : الليلة امي سايقاني معاها مزرعة هدى صحبتا
نور : طيب مالو يعني ؟
ملاك : يخ كريهاات م بحبهم وكلهم شايفين روحم وونستم عبارة عن انا عندي وانا راجلي اشترى لي ! ولا العجب بناتم ناس ربا ! نفففس الطينة.....ولا ولد هدى المكرهني العيشة دا
نور : قصدك كريم ؟!
ملاك : امممم
نور : اخر مرة لاقيتيو متين ؟
ملاك : قبل شهرين كدا كان وصل امو لي بيتنا
نور : والله لو ما سماحتو دي كان قلت ليك انا بكرهو لكن بغش فمنو انا ؟!
ملاك : ياخ عليك الله يا نور م تجيبي لي سيرة المخلوق دا ...المهم ارح الحصة حتبدا بعد دا !

توجهتا للفصل.....وكانتا تدرسان في المجال العلمي (أحياء).....انقضى اليوم الدراسي وعادت ملاك الى المنزل...اخذت حماماً دافئاً واستلقت على فراشها لتنام.....وبعد ساعتين...اتت والدتها وايقظتها لتحضّر نفسها لذهابها معها .....نهضت ملاك بضيق وتكاسل.... حتى النوم الذي يشعرها بالسعادة لا تنعم به ؟!...ارتدت بنطالاً اسود اللون وقميصاً ذو لونٍ ازرق هادئ عاريَ الكفتين وحذاءً اسود اللون وتركت شعرها منسدلاً وجمعت خصلات شعرها المتمردة بارتدائها ربطة شعر بيضاء اللون........
توجهت للأسفل وجلست منتظرة والدتها.....وبعد دقائق ...رأت والدتها متوجهة نحوها وهي ترتدي ملابساً جريئة وواضعةً الكثير من المكياج في وجهها كأنها في العشرينات من العمر ! لم تنطق بشئ وتوجهت معها وصعدتا في السيارة وتوجهتا إلى المزرعة......

وصلتا بعد طريق طويل إلى المزرعة....فتح لهما الحارس البوابة ودخلت منال بسيارتها واوقفتها....ترجلت ومعها ملاك التي كانت تنظر حولها بإعجابٍ كبير....كان المكان مليئاً بالخضرة والأشجار المتنوعة وازهار عديدة الألوان تعكس خضرة المكان....... تسللت إلى أنفها رائحة الشواء التي جعلت لعابها يسيل.....وصلتا اخيراً ورأت ملاك صديقات والدتها وكانت كل واحدة منهن ترتدي أغلى الثياب واغلى المجوهرات حقاً ارادت الضحك على اشكالهن أهي في عرض للأزياء والأموال ؟! ام أنها في حفلة مبيتٍ للمراهقات ؟! كن يجلسن ومعهن بناتهن في مقاعد خشبية راقية وبجوارهن مائدة الطعام التي كان الخدم يضعون عليها كل ما لذ وطاب.....بدأت منال باحتضان صديقاتها ورحبن بها.....أما ملاك ألقت سلامها ببرود على الجميع بما فيهم ربا وصديقاتها التي شعرت بأنهن يردن إحراقها بنظراتهن .....كم شعرت بالإشمئزاز منهن.....فهي حتى لا تعلم لما يكرهنها هكذا؟
جلست الى جانب والدتها وبدأ الحديث.......وكالعادة ! كان حديثهن عن الأموال فحسب

ربا : عن اذنك ي خالتو هدى احنا ماشين القطية الهناك نقعد فيها برانا انتو اخدو راحتكم
هدى : اتفضلو

نهضت ربا ومعها الفتيات وذهبن......اما ملاك فلم تنهض...نظرت اليها هدى وابتسمت

هدى : ملاك مالك م قمتي معاهم؟
ملاك : م بحبهم

تفاجأ الجميع من ردها وشعرت والدتها بالإحراج ونظرت الى ابنتها بنظرة تهديد

منال : ي بت قومي امشي معاهم

نظرت ملاك إلى والدتها ورأت نظرة التهديد والوعيد في عينيها....حسناً يبدو أن هناك نقاش طويل ينتظرها عندما تعود للمنزل....ولم تعلم حتى لما قالت ما أتى في بالها فحسب ! زفرت بضيق ناهضة وتوجهت نحو المكان التي تجلس فيه الفتيات....وعندما اقتربت سمعتهم يتحدثون....

شهد : انتو ي بنات ملاك دي حاسة بشنو ؟
نهى : انا زاتي م عارفة نافشة ريشا وعلى شنو ما بعرف
مزن : انتو شفتو سلاما ؟
ربا : خلوها ملاك دي انا بعرفا دي وحدة(......)ساي
مزن : انا زاتي قلت كدا والله

تعالت ضحكاتهن بسخرية.....شعرت ملاك بالضيق الشديد عن ما قيل عنها....لماذا يعتقدن انها فتاة رخيصة ؟ وما الذي فعلته حتى يطلقن عليها هذا اللقب ؟ شعرت بالدموع تتجمع في عينيها وابتعدت بعيداً عن المكان.....لم تعلم حتى إلى أين هي ذاهبة فقد كانت المزرعة ضخمة لدرجة أنها شعرت بأنها تائهة......كانت تمشي ببطء وهي تنظر بشرود نحو الأرض....خلعت حذائها لتشعر برطوبة العشب التي جعلتها تشعر بتحسن....كان صوت حفيف الأشجار التي تحركها نسمات الهواء البارد يقطع السكون في المكان....وبعد مدة ليست بقليلة.....سمعت صوت حوافر الفرس التي تضرب الأرض بشدة وهو يركض قادماً نحوها.....التفتت ناظرة ورائها ورأت شاباً ممتطياً الفرس يتقدم نحوها......عقدت حاجبيها بتركيز وعلمت من يكون عندما اقترب منها وتوقف بجانبها وقفز عن ظهر الفرس.....كان في الإحدى والعشرين من عمره....كان شاباً جذاباً بطريقة ساحرة.....
ذو بشرة سمراء وجسد رياضي جعل القميص الأسود الذي يرتديه يظهر عضلاته المفتولة....كان شعره كثيفاً اسود اللون ومجعداً بعض الشئ يصل طوله إلى اذنيه .....عينان سوداوان وحادتان كعينا الصقر....كان لديه نظرات ثاقبة ....باردة غير مبالية....ذو انف حاد....لديه غمازتان بارزتان....
كان في منتهى الغرور......الإبن الوحيد لوالديه......منذ الصغر......وقد تعلم على يد والده ان كل شئ ٍ يريده يستطيع الحصول عليه.......مما جعله انساناً متقلب المزاج حاد الطباع......يميل الى العصبية....يفعل ما يريده ولو على حساب غيره....ولكن شخصيته الدكتاتورية تمحى عندما يتعلق الأمر بها ....

كريم بابتسامة هادئة : الزعل ابداً م جايي معاك

لم تجبه ملاك واشاحت بنظرها بعيداً عنه ومدت يدها نحو رأس الفرس الذي بجانبها واصبحت تمررها عليه ببطء
.....شعر بالانزعاج لتجاهلها له فاقترب منها اكثر واصبح قريباً منها لدرجة خطيرة لا تبعدهما سوى سنتيمترات عن بعضهما.....نظرت الى وجهه ورأت تلك الابتسامة اللعينة المرسومة على شفتيه ......تلك الابتسامة التي بسببها يذوب قلب كل فتاة تراها.....ونظراته الثاقبة التي ينظر بها الى وجهها.....انه حقاً يشعرها بالخوف احياناً بنظراته الباردة الثاقبة هذه ! كأنه يريد قراءة افكارها.......اشاحت بنظرها مجدداً

ملاك : اهلين
كريم : كيفك
ملاك : تمام الحمد لله
كريم بنبرة متألمة : اشتقت ليك

نظرت اليه مجدداً ورأت ملامح وجهه التي تغيرت من البرود الى ابتسامة صادقة اظهرت غمازتيه المثيرتين...لم تجبه واكتفت بالصمت فقد ملت من هذه الإسطوانة التي يعيدها هو في كل مرة يتقابلا فيها.......انزعج الآخر من صمتها وعادت ملامحه إلى البرود .....شعر بأن هناك امر ما قد أزعجها فبمجرد النظر إلى عينيها يعلم ما يدور في رأسها

كريم : مالك زعلانة؟
ملاك : ماف شي القال ليك منو زعلانة؟
كريم : انا بعرفك ..... وريني منو الضايقك ؟
ملاك : م دخلك
كريم بنبرة حادة : الف مرة حذرتك ما تستخدمي اسلوب الاستفزاز دا معاي!
ملاك : هو يا ريت لو بدي نتيجة معاك
كريم : صدقيني لو زول تاني م كنت حامررا ليو ساي واستغلالك للموضوع دا بدا يزعلني ويزهجني
ملاك : غيّر الموضوع بكون احسن

التفتت مجدداً إلى الفرس ذو اللون الأسود وابتسمت وقالت بهمس : حتى الحصان اسود !
كريم : قلتي شنو م سمعتك
ملاك : بتكلم مع الحصان م معاك انت
كريم : عجبك ؟

اومأت له بنعم واستمرت بتمرير يدها على رأسه

كريم : تجربي ؟

التفتت ملاك ناظرة إليه باستغراب

ملاك : اجرب شنو ؟!
كريم : تاخدي لفة
ملاك : لا لا بخاف اقع
كريم : م حتقعي حامسكك قوي
ملاك : لا لا لا
كريم : قلت ليك حامسكك بطلي هبل
ملاك : قلت لا يعني لا انا اساساً.......

لم تكمل جملتها حتى وشهقت بصوتٍ عالي عندما احاط كريم خصرها بيديه ورفعها عالياً مجلساً إياها على ظهر الفرس......لم يعطها فرصة حتى للاعتراض لأنه صعد بسرعة جالساً خلفها ومدّ يديه حولها ممسكاً بلجام الفرس وركله بخفة ليبدأ بالمشي ببطء

ملاك بانفعال : يعني في حاجة اسمها ذوق !
كريم : للأسف الكلمة دي ما في قاموسي
ملاك بغضب : واضح جدا ! طول عمرك بتعمل الحاجة العايزا انت ومتخيل الناس دي كلها لعبة عندك او كلهم تحت أمرك تحركم زي ما داير
كريم : انتي اول وحدة

التفتت ناظرة إليه في عينيه بغضب وابتسم هو بسخرية ....كم يعجبه الأمر عندما تكون غاضبة......اشاحت وجهها ناظرة امامها مجدداً

ملاك : عايزة انزل
كريم : لا
ملاك : كريييم نزلني انا جادة معاك انا م مرتاحة
كريم : قلت ليك م حتقعي
ملاك : اي طبعا م حاقع وانت مستغل الوضع وحاضني كدا عايزة انزل قلت ليك م مرتاحة
كريم : انتي م مرتاحة من شنو بالظبط ؟ من انو انا ماسكك عشان م تقعي ولا عشان انتي اول مرة تركبي حصان وخايفة ؟
ملاك : من انو انت ماسكني اها ارتحت ؟ يلا نزلني

أتستهزأ به ؟ حسنا سيعطيها سبباً للخوف الآن....ركل فرسه بقدميه بقوة ليبدأ الفرس في الركض بأقصى سرعة وشحبت ملامح ملاك خوفاً

ملاك : انت مجنووون ؟ وقفو !!

ابتسم كريم بمكر ولم يوقفه ..... كان تيار الهواء القوي يجعل شعرها يتناثر على وجه كريم وتفوح رائحتها منه.....ابتلع كريم ريقه فهذه احدى نقاط ضعفه....اخفض رأسه مقترباً منها اكثر ليشتم رائحتها بشكل افضل....وتباً كم جعله هذا يسافر إلى عالم آخر.....عالم ذكريات الماضي....الماضي الذي لا يتقبل نهاية ما حدث به......رجع إلى عالمه بصوت ملاك وهي تصرخ بصوتٍ عالي

ملاك : كريم عليك الله وقفو اسفة لاني استفزيتك عليك الله وقفو كترتها والله !

علم انه تمادى في الامر وأوقف الفرس حالاً ورأى حالتها....كان صدرها يعلو ويهبط وصوت انفاسها العالية التي تدل على خوفها تملأ المكان.....لم تلتفت إليه ولم تنطق بكلمة فعلم أنها تنتظره لينزلها......لفتت نظره ربطة شعرها الذي تكاد تنزلق من شعرها.....ترجل من الفرس ومد يده نحوها......
لم تنظر إليه وامسكت بيده وشعر هو ببرودتها واحاط جسدها بيده الأخرى منزلاً إياها واستغل عدم انتباهها آخذاً ربطة شعرها خلسة واضعاً إياها في جيبه بسرعة قبل ان تلتفت إليه.....كانت غاضبة بشدة.....عقد حاجبيه باستغراب عندما كانت واقفة في مكانها معطية ظهرها إليه ولم تتحرك تقدم نحوها ببطء ووقف أمامها وتفاجأ عندما وجد الدموع تملأ عينيها ! أحقا هي تبكي الآن؟!

كريم : ملاك؟!!!

صفعته على خده ....حقا كان يستحق مئة صفعة لجعلها تصعد على متن الفرس بدون اذنٍ منها واستغلاله للموقف واحتضانها وايضاً إخافتها بجعله يركض بأقصى سرعته

ملاك : للمرة الأللللف يا كريم! راعي أنو بينا حدود !

وفي الحال ومن دون ان تنظر اليه ...ابتعدت عنه وتوجهت إلى حيث تجلس والدتها وصديقاتها.....طفح الكيل ! ستعود إلى منزلها ولو لوحدها !

أما هو فقد كان مصدوماً مما حدث......أحقاً صفعته للتو؟! لم يتجرأ أحد قبلها على مد يده عليه.....سمع صوت خطوات خلفه وادار وجهه.....وكانت ربا.....ما بالُ هذه الأخرى؟ نظر اليها وإلى مشيتها المتمايلة......كانت ترتدي فستاناً يظهر اكثر مما يخبئ......وقفت امامه وفي وجهها ابتسامة ....كانت قد رأت كل م حدث قبل قليل ...

ربى : كريم كيفك
كريم ببرود : تمام

رأت نظرة اللامبالاة في عينيه........اقتربت منه اكثر وامسكت بيديه......رفع الآخر حاجبه وتفاجأ اكثر عندما اقتربت منه اكثر واضعةً شفتيها بالقرب من اذنه هامسة له

ربا : كريم انا بحبك

ابعدها الآخر بيديه عنها ورجع خطوة للوراء وقد رأت نظرة الإشمئزاز في عينيه

كريم : ربي ما وقتك افصليها
ربى : دا كلو عشان ملاك صح؟

نظر اليها ورأى ملامح الغيرة تعلو وجهها

كريم : ودخلك شنو انتي ؟
ربى : كريم انت ما ملاحظ انك مهتم بيها اكتر من اللازم ؟ كريم انت بتحبها ؟
كريم : م بخصك خليك في حالك بكون احسن
ربى : امممم تمام انا بوريها

استدارت تريد الذهاب......ولكنه لحق بها ووقف امامها وامسك بكتفيها معتصراً اياهما حتى تأوهت الأخرى بألم

كريم : ربا....والله العظيم ...تلمسي شعرة منها ولا تأذيها تكوني جنيتي على روحك .....ما تختبريني في الموضوع دا

دفعته الأخرى بغضب وركضت الى مكان الفتيات....دفعت الباب بقوة والدموع تملأ عينيها

ربي : قسماً بالله ملاك دي الا اوريها !
نهى : مالا عملت شنو ؟
ربا : كريم بحبها
نهى : طيب هي ذنبا شنو؟
ربا : افهم انك واقفة معاها ؟ انتي عارفاني بحب كريم لأي درجة !
شهد : خلاص اهدي
ربا : اسمعوني هنا ملاك دي انا لو م ادبتها م برتاح.....وعندي فكرة في بالي
مزن : سامعنك اها....

اما عن ملاك...تقدمت نحو والدتها بعد ان وصلت ونظرت اليها

ملاك : امي انا راجعة البيت
منال : ي بت مالك بسم الله متين جينا ؟
ملاك : امي قلت ليك راجعة البيت حترجعي معاي ولا لا ؟
منال : ي بت اختك انا تتكلمي معاي كدا ؟

زفرت ملاك بملل واخذت حقيبتها وتوجهت نحو البوابة

منال : ملاك والله تطلعي م اخليك !

لم تبالي ملاك بوالدتها وذهبت بخطوات متسارعة.......كان كريم قادماً نحوهم ورئاها وهي تهرول مسرعة نحو البوابة......ركض خلفها وصاح لتتوقف ولكنها لم تتوقف......وقف امامها مانعاً اياها من الذهاب ونظر اليها بتعجب

ملاك : كريم لا اله الا الله زح من قدامي
كريم : ماشة وين ؟
ملاك : البيت حيكون وين يعني ؟
كريم : براك بالليل دا وفي الحتة المقطوعة دي ؟
ملاك : اي براي
كريم : لا ما حترجعي براك انا حوصلك
ملاك : لا شكرا
كريم : م باخد اذن منك انا

نظرت اليه ورأت نظراته المتحدية......فكرت قليلاً وقالت في نفسها لما لا ؟ فبالطبع لن يفكر بأن يقترب منها بعد ان صفعته ! فعلا لا تستطيع الذهاب لوحدها
ابتعد الآخر من امامها بعدما علم من صمتها انها وافقت وتوجه لسيارته السوداء (BMW).......ذهبت ملاك ورائه بهدوء......فتح الباب الأمامي لها لتجلس بجانبه....نظرت اليه بحدة وصعدت....هز رأسه بقلة حيلة من عنادها واغلق الباب وصعد هو الآخر ...
عم الصمت الأجواء في الطريق......كانت ملاك تنظر عبر النافذة متجاهلةً إياه تماماً....اما كريم فكان يختلس لها النظرات بين الحين والآخر......كم كره صمتها في تلك اللحظات.......لم يعتد على هدوئها......في الماضي كان عندما يوصلها لمنزلها تقوم هي بتشغيل الأغاني بصوتٍ عالي ويغنيان معاً بجنون ويأخذون بعض الصور والفيديوهات لهما سويةً وينتهي الأمر دائماً بتغيير وجهتهما آخذاً إياها إلى مكان آخر ليقضيا مزيداً من الوقت معاً.....تنهد بضيق وذكريات الماضي تغزو عقله وصوت ضحكاتها التي افتقدها تتردد في مسامعه

كريم : ماشة البيت طوالي؟

التفتت ملاك نحوه عاقدة حاجبيها بعدم فهم

ملاك : اكيد
كريم : ما نفسك في آيس كريم أو سينامون رولز؟
ملاك بعد أن اشاحت نظرها نحو النافذة مجدداً : لأ عايزة أمشي البيت

اومأ كريم رأسه وساد الصمت لثوان مجدداً حتى قطع هو الهدوء مشغلاً إخدى أغانيهما المفضلة بصوت عال......
نظرت ملاك إليه لثوان معدودة وتجاهلته مجدداً! وتباً لو تعلم كيف طعنت قلبه للتو

كريم : آسف

نظرت اليه ملاك بدهشة ....ألديه انفصام في الشخصية ؟ نظر اليها الآخر بابتسامة صادقة تعلو وجهه وهو ينتظر جواباً.....لم تنطق الأخرى بشئ واكتفت بهز رأسها علامة على قبولها الإعتذار فاذا رفضت مسامحته سيكون عذراً له ليمارس جنونه عليها وربما يقوم بخطفها هذه المرة ! اشاحت بنظرها مجدداً للطريق ...نظر اليها الآخر مطولاً ولم ينطق بشئ اخر حتى وصلا إلى منزلها......ترجلت دون ان تنطق بكلمة

كريم : شنو يعني حتى شكرا مافي؟
ملاك : شكرا
كريم : العفو لو احتجتي لي في اي وقت انا موجود دايماً

ابتسم لها واغلقت هي باب سيارته وتوجهت إلى منزلها....اما كريم فقد تبعها بنظراته الثاقبة وهو يفكر بعمق......الى متى سيستمر هذا ؟!

دخلت ملاك الى المنزل ولم تجد احداً...توجهت في الحال إلى غرفتها واخذت حماماً دافئاً....استلقت على فراشها واخذت هاتفها واخبرت نور بكل ما حدث معها....

نور : وااي طبعا ي ملاك درااااما.....اول شي ربا وكرورا ديل فهمم شنو ؟ ولا كرييم !
ملاك : اي الكريه دا كمان
نور : كريه ؟ ي بتي انا لو عمل لي كدا بغمر وكنت حأقول ليو ارح نعرس ونختصر الموضوع دا
ضحكت ملاك بصوت عال واردفت : طول عمرك تافهة وتفكيرك كلو عرس بس...المهم انا نعست تصبحي على خير
نور : وانتي من أهلو

اغلقت هاتفها واطفأت الإنارة ووضعت رأسها على الوسادة واستسلمت فورا للنوم.......

فتحت عيناها متفاجئة عندما أمسك احد ما بشعرها موقظاً إياها واطلقت صرخةً دوى صوتها في المنزل................

يتبع.........
‎#ْاليَّ_تنتمين

بقلمي : Rere Hamed

Part 3

~( حتماً يخفي أمراً ما )~


تفاجئت عندما شعرت بأحد ما أمسك بشعرها واطلقت صرخةً دوى صوتها في المنزل....

ملاك بألم : ااييي فكينييييي
منال : انتي ي بت قليلة ادب ولا شنو ؟ الليلة دخلتيني جوة ضفوري والله م أخليك لمن تتأدبي!

بدأت ملاك بالبكاء وصرخت بأعلى صوتها

ملاك : فكيني!

صفعتها الأخرى بقوة مجدداً إلى أن ارتمت ملاك عن سريرها لتقع على الأرضية بقوة على يدها

منال : اصبري لي ي ملاك والله لو م ربيتك من اول جديد م يبقى اسمي منال

خرجت من غرفتها واغلقت الباب بقوة ....اما الأخرى فاخذت تبكي بشدة......لم ضربتها؟ أليست هي من أجبرها على الذهاب معها ؟ الحق عليها فهي تعلم انها تكرههم.... وبعد دقائق حملت نفسها ناهضة وتأوهت من الألم الذي يسري في يدها....استلقت على فراشها.....وبكت كثيراً تلك الليلة حتى استسلمت للنوم......

استيقظت ملاك ناظرة إلى الساعة ورأت أنها تجاوزت العاشرة ! ومن يلومها ؟ فقد كانت متعبة حقاً......توجهت للحمام ....وبعد دقائق توجهت للطابق السفلي ووجدت والدتها وأمجد وجوان يتناولون الطعام.....فقد كان هذا يوم الجمعة والجميع يأخذ استراحة من اعماله......جلست بجانب جوان

ملاك : صباح الخير
منال : قولي مساء الخير !

لم تجبها ملاك ولم تنظر لها حتى......مدت يدها تريد الأكل ولكن يدها آلمتها بشدة وأرجعتها سريعاً.....نظر إليها أمجد ووجدها تمسك يدها وتعتصرها ويبدو على وجهها ملامح الألم...

منال : الليلة متلمين في بيت حبوبتكم وداد قالو عمتكم ابتهال نزلت السودان ليها فترة واستقرت هنا
جوان : دي القلتو كانت في امريكا 18 سنة وراجلا مات ؟
منال : اي ياها
امجد : الله يرحمو......عندا اولاد ؟
منال : ولد قريب من عمرك وبت قريبة من عمر ملاك

شعرت ملاك بالحزن عليهم....فهي حقاً لا تستطيع العيش بدون والدها....
مر الوقت...وصعد كل احد لغرفته للإستعداد للذهاب....كانت ملاك واقفة امام خزانتها تفكر ماذا ترتدي.....انتقت فستاناً قصيراً بسيطاً وانيقاً زهريّ اللون وحذاءً ابيض اللون......تركت شعرها منسدلاً واخذت عطرها المميز ووضعت القليل منه على عنقها ....دق الباب...

أمجد : ملاك دايرك في موضوع
ملاك : اتفضل

دخل امجد الى غرفتها واقفل الباب وجلس على فراشها واشار لها بأن تجلس بجانبه......جلست ناظرة إليه بتساؤل

امجد : ملاك حأسألك سؤال وقولي الصراحة
ملاك : اها
امجد : انتي اتشلكتي مع امي ؟
ملاك : ايوا
امجد : ضربتك ؟

هزت رأسها بنعم....زفر الآخر بضيق فقد ملّ حقاً منهما

امجد : اها والسبب شنو المرة دي ؟

وحكت له ملاك كل شئ ...لكن بالطبع تجاوزت قصة كريم وربا وصديقاتها....

امجد : دا م سبب تضربك فيو لكن انتي خلي عندك اسلوب شوية وانتي عارفة انو امي مع صحباتا بتبقى كائن تاني !
ملاك : اي عارفاها انا واصلا حتكون ضربتي بس عشان سمعتا قدام صحباتا ! انا م عارفة هي لي بتكرهني ؟
امجد : ماف ام بتكره بتها طلعي الأفكار دي من راسك......ويلا اجهزي عشان نطلع وخلاص الموضوع دا انسيو ويتقفل هنا
ملاك : اوكي

ابتسم امجد برضىً على اخته وخرج من غرفتها...وتوجه مباشرة لغرفة والدته.......دق الباب واذنت له منال بالدخول....وجدها جالسة امام المرآة وتضع على وجهها المكياج

أمجد : امي
منال : اممم
امجد : ملاك حكت لي بالحصل ...وانتي كالعادة كل م هي تغلط تتعاملي معاها بالضرب !
منال : دي وحدة قليلة ادب ساي وم بنفع معاها الا الضرب عشان تتأدب
امجد : امي م اي شي بتحلا بالضرب ! وابوي اللف مرة قال ليك البت دي م تمدي يدك عليها ! بالطريقة دي حتجيبي ليها نفسيات وهي في عمر م بتحمل ابدا الضرب.....صدقيني لو استمريتي حتكرهك لانو هي فاكرة انك بتكرهيها ولمن تندمي حتلقي الزمن فات فأحسن ليك تصلحي امورك معاها من هسي

لم يسمع منها إجابة حتى ! هز رأسه بقلة حيلة وخرج مباشرةً الى غرفته......اما منال كأنها لم تسمع م قاله امجد.....
مر الوقت وخرجوا جميعاً وصعدوا السيارة وتوجهوا لمنزل جدتهم...

وصلوا إلى منزل الجدة.....كان منزلا من ثلاثة طوابق...لونه ابيض...كان ذو طراز قديم ولكنه انيق....دخلوا إلى المنزل ورحبت بهم جدتهم البالغة من العمر 68 عاماً....لم يصل أحد قبلهم وجلسوا يتبادلون الحديث مع جدتهم....
وبعد قليل جاء عمهم (مأمون) البالغ من العمر 37 عاماً.....وعائلته تتكون من زوجته (نسيبة) وابنتيه التوأم البالغتان من العمر 7 اعوام (ليان ولليان)...وجاء بعدهم عمهم الأكبر (عبد الرحمن) البالغ من العمر 52 عاماً...وكان يمثل الإبن الأكبر للعائلة....تتكون عائلته من زوجته (إيناس) ......واما اكبر ابنائه شاب يدعى (إياد) عمره 27 عاماً ......طويل القامة ذو بشرة سمراء.....كان يعمل مع والده واعمامه في شركتهم التي اسسها جدهم الذي توفى قبل ثلاث سنوات........يصغره شاب اسمه (أحمد) عمره 25 عاماً......مربوع القامة ذو لون بشرة حنطيّة........
ويعمل هو ايضاً في الشركة.....وتصغره فتاة تدعى (تالين) عمرها 22 عاماً....سمراء اللون......تدرس ادارة الأعمال وهي في السنة الأخيرة لها في الجامعة......
سأل الجميع عن (منذر) وكان اصغر اخوة عماد....شاب عمره 26 عاماً.....كان طويل القامة جدا وجسده نحيل ....ذو شخصية كوميدية.....يميل الى الضحك اكثر من الجد... ما زال يدرس في الجامعة بسبب اهماله .....كان محبوبا لدى الجميع.....جاء منذر من الطابق العلوي....وكم فرح الجميع لوجوده.....اخذوا يتبادلون الحديث....وبعد دقائق....دق الجرس...وقد علم الجميع بأنها أختهم ابتهال.....فتح منذر الباب ووجدها امامه....احتضنته ابتهال وبدأت في البكاء.....آخر مرة رأته كان عمره ثماني سنوات....كان عمرها 39 عاماً وتمثل الإبنة الوحيدة لهم....تزوجت منذ ان كانت في الاحدى والعشرين من عمرها....كانت امرأة قوية الشخصية....حكيمة وحذرة عندما يتعلق الأمر بأبنائها.....كان لديها ابن يدعى (يزن) شاب عمره 21 عاماً.....كان فارع الطول ذو جسد رياضي...وعينان ساحرتان بنيّتا اللون...وذو شعر بنيّ اللون......انفه حاد.....كان شاباً بارداً وخجولاً مع من لا يعرفهم....تصغره فتاة تدعى (أروى)..عمرها 17 عاماً....فتاة في منتهى الخجل فائقة الجمال ذات خدود ممتلئة وفي عينيها براءة الأطفال......دخلوا الى الداخل بعد ان القو سلامهم لمنذر......ركضت ابتهال نحو والدتها وبدأتا بالبكاء...بل بكى الجميع حتى إخوتها ...بدأ يزن يلقي التحية على كل فرد من الأسرة......لم يكن يرفع عينيه ليراهم حتى.....وصل الى ملاك.....رفع يده ومدت ملاك يدها نحوه وامسكت بيده مصافحةً اياها

ملاك : اهلين وحمد لله على السلامة

رفع يزن ناظره الى ملاك....وكم اصابته الدهشة !! تصلب كل جسده ... انها هي ! نعم انها هي ! أهذا حلم ؟ احقا هي قريبته ؟؟ نظرت اليه ملاك بتساؤل ....فيزن لم يترك يدها ونظرته اليها كانت غريبة بعض الشئ ....ابعدت يدها عنه ببطء....نظر اليها يزن مطولا وادار وجهه عنها وجلس امامها.....وكان ينظر اليها بنظرات ثاقبة.....

وداد : ليكم اسبوعين نزلتو وي دوب نعرف اول امس ي ابتهال ؟
ابتهال : والله ي امي قبل م نجي السودان تلفوني اتسرق وارقامكم كلها ضاعت وم عرفت بيتكم دا لانو جديد بالنسبة لي....نزلنا في حي....شارع .....بيت رقم.....

علت ملامح ملاك واخوتها ووالدتها بالدهشة....انه المنزل الذي امامهم مباشرة ! سمعوا قبل اسبوعين ان جيراناً جدد قد سكنوا ولكنهم لم يذهبوا للتعرف اليهم بسبب مشاغلهم.... والغريب انهم حقا لم يروهم ولو يوما.....فقط كانوا يرون ان المنزل مضاء بالإنارة...ولكن لا يعملون من فيه !

منال : وبعلي احنا ساكنين في البيت القدامكم طوالي ! لكن م شفناكم !
ابتهال : بالله انتو البيت الأخضر القدامنا ؟ والله ي منال م كنا بنطلع اصلا والبلد جديدة على اولادي ديل والليلة اول مرة نطلع !

عبد الرحمن : كللو م مهم المهم انك رجعتي

وبدأ الجميع يتبادل الحديث....جلست اروى بحانب ملاك والفتيات وبدأن بالحديث للتعرف على اروى....وجلس يزن بالقرب من اياد واحمد ومنذر...كان يزن يختلس النظرات من حين لآخر الى ملاك ولكنها لم تنتبه ......

في (ماليزيا)......
استيقظت جوهرة من قيلولتها ....نظرت الى جانبها ووجدت زوجها (عبد الله) يغط في نومٍ عميق.....ابتسمت وارادت النهوض للإستحمام ولكنه امسك بمعصمها وجذبها الى حضنه واحتضنها واخذ يقبل ثنايا وجهها.....

عبد الله بابتسامة : صباح الخير
جوهرة : صباح النور

مرر يده على خدها

عبدالله : تعرفي اني مستعد اقضي اليوم كلو اتأمل فيك؟

شعرت جوهرة بالخجل الشديد ونهضت عنه وتوجهت للحمام...ضحك الآخر عليها ...وبعد دقائق...خرجت من الحمام ولم تجده.....توجهت إلى المطبخ لتعد الطعام.......تسلل عبد من ورائها ببطء يريد إخافتها....

جوهرة : عارفاك بي وراي
عبد الله : عرفتيني كيف ؟

وقف ورائها مباشرة واستدارت له ووضعت يديها حول عنقه...
جوهرة : بحس بيك لمن تكون قريب مني

ابتسم الآخر وسرق قبلة من شفتيها....ابتعد عنها ورأى الخجل يعلو ملامحها....

عبد الله : متين حتبطلي خجل ؟

لم تجبه الأخرى واكتفت بالإبتسام....اخذها الآخر في قبلة اخرى يعبر فيها عن مدى حبه لها..........

اما في منزل الجدة....فقد حان وقت الغداء ....جلس الجميع في المائدة

ابتهال : صحي ي منال مبروك لي جوهرة قالو لي في شهر العسل
منال : الله يبارك فيك وعقبال اولادك
ابتهال : عقبال الجميع يا رب
إيناس : اميين وبعد كم شهر كدا عرس اياد ولدي
اياد : لا لا لسة بدري ي امي
عبد الرحمن : بدري شنو البت خاطبا ليك 11 شهر وانت جاهز واحنا جاهزين م عندنا شي والبت اهلا قالو م عندهم مشكلة
مامون : ي جماعة خلو بي راحتو يمكن لسة م مطمن دا عرس م لعب !
اياد : اوديك ويين انا يا عمي
منذر : اياد انتم السابقون ونحن اللاحقون انا حأعرس بعديك
وداد : سابقين شنو ولاحقين شنو كدي كمل دراستك دي بالأول ي ولد ! لي هسي يزحف في الجامعة زي السلحفاة
منذر : أمي ماف داعي للإحراج ياخ

ضحك الجميع عليهم....نهضت ملاك عن المائدة وتوجهت نحو المغسلة....انحنت بجسدها الى المغسلة لغسل وجهها....رفعت رأسها وتفاجأت......رأت انعكاس ذلك الفتى الذي يدعى يزن وهو يقف خلفها ينظر لها عن كثب بنظرة ارعبت اوصالها....حقا ارعبتها......فنظراته لها تحمل لغزا ما بالنسبة لها حتى انها تحاول ان تتذكر هل عرفته من قبل ام ماذا ؟
طال الأمر لثوانٍ ...فقط ينظر لها بنظرات جامدة وهي تنظر له عبر انعكاس المرآة بتساؤل...كأن الاثنين اصابهما البكم في تلك اللحظات....حتى تشجعت هي وشعرت بأنه حقا تمادى والتفتت ناظرة اليه بتساؤل....

ملاك : في حاجة ؟

انتظرت رده ولكنه لم يجب...وفجأة تغيرت نظرته........كأنه كان في عالم لوحده وعاد...ابتسم لها كأن شيئا لم يحدث

يزن : بس عايز اغسل يدي

"بالله ؟ شايفني غبية ولا بي ريالتي ؟ بتعاين لي بي نظرات مخيفة كدا كأني قتلت زول من اهلك لي ؟؟! "

هذا م صرخ به عقلها الداخلي ولكنها ابتسمت له وابتعدت عن المغسلة ومرت بجانبه وخرجت وهي تفكر.......حتماً إنه يخفي أمراً ما! ....اما عن الآخر...تنهد بعمق وارجع بيده خصلات شعره للوراء وتوجه للمغسلة وغسل وجهه عدة مرات....كأنه يريد استعادة رشده...وضع كلتا يديه على حافة المغسلة وانحنى عليها قليلا واخذ يفكر بعمق...قطع تفكيره صوت اقدام خلفه...التفت ورأى احمد ابن خاله ورائه.....ابتسم له وخرج دون ان ينطق بحرف متوجهاً لغرفة المعيشة....جلس في كرسي وكانت ملاك امامه تتحدث مع الفتيات ولم تعره اي انتباه....هذا كان جيداً له....فهو ليس ماهر بهذه الأمور.....فقط استمر بالتحديق بها كأن لا احد غيرهما في هذا المكان حتى أتى منذر وأمجد وأحمد وإياد وجلسوا بجانبه يحاولون التعرف عليه.....كان منذر حقا فتى احمق بمعنى الكلمة فقد كان يزن يضحك من قلبه وهو معه....رفع رأسه بعدما اطلق ضحكةً نحو ملاك ورآها تنظر اليه بابتسامة....كانت حقاً ضحكته جذابة ....حسناً هو يعلم ذلك فالفتيات اللواتي تعرف عليهن في امريكا كن دائماً ما يتغزلون به وبصوت ضحكته .....تداركت نفسها والتفتت الى الفتيات متهربة من نظراته التي استقرت عليها مجدداً....وهكذا انقضى اليوم العائلي ....ودع عبد الرحمن ومامون وعائلتيهما الجميع وعادوا الى منازلهم....كانت الساعة العاشرة مساء عندما خرجوا....بقي فقط عائلة منال وعائلة ابتهال.....وعندما ارادت ملاك واخوتها ووالدتها الذهاب اوقفتهم وداد

وداد : منال انتو م تبيتو الليلة ابتهال زاتا بايتة هنا الليلة
منال : والله ي ريت لكن امجد دا شغال بكرة وجوان دي عرس صحبتا قرب واليوم كلو بتكون معاهم
وداد : طيب خلي ملاك هي زاتا م اتعرفت على اروى زي الناس خليها تبيت
منال : م عندي مشكلة انا
ملاك : م عندي هدوم لكن يا حبوبة
ابتهال : ما مشكلة اطلعي مع يزن ورا ناس امك جيبي حاجاتك وتعالي

نظرت ملاك الى يزن الذي كان ينظر لها ببرود...... اومأت لهم بنعم وخرجوا بعد ان قاموا بتوديعهم....

في مكان آخر.....
توقفت سيارة المارسيدس البيضاء أمام المبنى الذي توجد فيه شقة كريم.....ترجل منها شاب كان في الثانية والعشرين من عمره....كان طويل القامة مفتول العضلات......بشرته بيضاء كبشرة والدته ذات الجنسية الكندية.....عينان ذواتا لون رمادي....حاجبان مقوسان وأحدهما مقطوع بالقرب من نهايته بسبب ندبة جرح قديم ترك أثره ....أنف حاد .....كانت وسيما لحد اللعنة جاعلا قلب كل فتاة تراه يذوب بمجرد النظر إليه.....وكم كان زيراً للنساء....حقا هو وكريم سينالا جائزة أجمل وافضل الفتيان عندما يتعلق الأمر بالنساء....ولكن مهند كان مختلفا قليلا عن كريم....فشخصيته مرحة وكوميدية ويجعل كل من يجلس معه يشعر بالسعادة .....وأفضل فرق بينه وبين كريم أنه إذا غضب يعلم كيف يتحكم بغضبه عكس كريم.....رمى بسيجارته مطفئا إياها بقدمه وتوجه نحو البوابة ملقيا مفاتيحه للحارس ليصف له سيارته.....
فتح باب الشقة وتباً كم كان الضباب يعم المكان بسبب ذلك الأحمق الذي أصبح يغرق نفسه في السجائر ويتنفس دخانها أكثر من الهواء نفسه.....علم أنه غاضب لسبب ما....فهو يعلم صديقه جيداً.....ويعلم أيضا أن لا سبب ٱخر لغضبه سوى ملاك.......توجه إلى غرفته ولم يتفاجئ حتى عندما رأى كل شيئٍ محطماً فهذه ليست أول مرة.....نظر نحو كريم الذي وجده مستلقياً على فراشه ومستندا بظهره على السرير وممسك بربطة شعر بيضاء في يده اليمنى وفي يده الأخرى سيجارة.....نظر إليه كريم بعدم اكتراث واشاح وجهه عنه بغضب ....ابتسم مهند بسخرية وجلس على الكرسي الذي بجانب سريره

مهند : ٱسف أني قطعت خلوتك لكن وضعك بقى ما عاجبني وكل ما لم ماشي للأسوأ......بقيت بتتنفس بالسجاير وبقيت بتشرب الويسكي اكتر من الموية وما نفسي اقولا لكن انا بالجد خايف عليك....
وتاني م تحلم أنك تشرب لانو هددت البجيبو ليك الويسكي ديل وتاني م تحلم يجيبوها إلا بي إذني ورجاء م تتمادى وتحاول تهددم انت التاني وتطلعني حشرة قدامم عشان م اندمك وبعدين موضوع انك تكسر الحاجات دا انساو انت عارف العفش بقى بي كم ؟ لاقي القروش دي في الشارع انت ؟ صدقني ابوك لو عرف الحاصل معاك دا حيقفل كل حساباتك ويطردك من بيتو وحتى المجمع السكني الكاتبو بي اسمك دا تاني م حتلقاهو مأوى ليك وتاني جنيه م حتلقاهو في جيبك ....وانا خلااص فاض بي انو كل مرة ابوك بتصل وبسألني منك وانا اكذب وافتش كذبة جديدة عشان انقذك وم يضطر يجي هنا وخلاص بطل المهزلة العايشا دي حياتك م ممكن تكون معتمدة على بت يعني دايرني اجرا من شعرا واجيبا ليك وتجي تقعد معاك تأكلك وتشربك وتضحكك وتونسك وتطلعك من كهفك دا وتخليك ترجع الجامعة ؟ كريم لحدي هنا استوب بديت تزهجني واسطوانتك بقت مملة

ابتسم كريم بسخرية ونظر إليه

كريم : مشكلكتم شنو الأيام دي مع اسطواناتي ؟
مهند : ميتينك يا كريم انا من قبيل برغي بقول فشنو
كريم : كنت بتقول فشنو ؟

لعن مهند نفسه ممسكا بهاتفه واتصل بأحد المطاعم التي بقربهم وطلب من جميع الأكل الذي يحبه كريم.....اتصل أيضا بحارس المبنى طالبا منه احضار ديكور جديد للغرفة غدا ....اغلق هاتفه ونظر إلى كريم مجدداً

مهند : ما باقي إلا اتصل لي وزارة الصحة تجي تشطف الضباب الحاصل دا واخليهم يرموك في مصحة عقلية ويعملو ليك إعادة تأهيل .....واسمعني هنا ! هسي حيجي الأكل وحتاكلو كلو غصصباً عنك وحتنوم بعديها طوالي والليلة بايت هنا انا اشوف نهايتك وين وبكرة الصباح غصصصباً عنك تقوم تمشي معاي الجامعة وترجع لي قرايتك فاهم ولا لا ؟
كريم : حاضر يا أمي

رمى مهند بخشبة من بقايا الأثاث المحطم نحوه لاعناً إياه.....حسنا هذا جيد فقد كان يشعر أنه لن ينجح هذه المرة في اقناعه ....وحقاً لم يكن هناك أحد يستطيع جعل كريم يعود لوعيه ومنطقه سوى مهند .....عم الصمت أرجاء المكان لدقائق حتى عاود كريم التكلم

كريم : صدقني يا مهند .....حيجي يوم وتقع في الحب....ويومها يمكن تفهمني وتفهم طريقة تفكيري
مهند : انا والحب ؟ مستحيل......الحب للضعيفين انا الحمد لله ماف بت بتلزمني تكون في عقلي دايما واكون لاصق فيها زي العجل اللقى أمو.....ولو كان بامكاني افكر مجرد تفكير أني أحب كان وقعت زمان بالبنات الفي حياتي

ضحك كريم بصوت عالي مستهزئاً به ولم يعجب ذلك مهند الذي نظر إليه باشمئزاز

كريم : كل واحد فينا وليو يومو.....وصدقني يومك الإتأخر دا م حيجيك بالساهل ويوم يجي حيكون اجمل يوم ممكن اضحك واستمتع فيو بي سبب الشخصية الحأشوفك اتغيرت ليها وحتقول كريم قال

ابتلع مهند ريقه بتوتر......حسنا كلام كريم جعله يخاف قليلا....فهو كان دائما ضد ما يسمى الحب ولايؤمن بوجوده ولا يؤمن بتبادله بين الطرفين .... لديه مشكلة شخصية مع الكارثة التي تسمى الحب

كان الطريق طويلاً بالنسبة لملاك...منذ متى كان طويلاً هكذا ؟! تنهدت وهي مستمرة بالنظر عبر النافذة....طوال الطريق لم تلتفت اليه ولكن كانت تشعر بنظراته بين الحين والٱخر عندما كان ينظر إليها بخلسة....اخذت تفكر بعمق....هذا الفتى ورائه قصة ما وستعلم ما هي قريباً.....لم يتبادلا الحديث ابداً حتى وصلا....ترجلت ملاك من السيارة وأتى امجد ناحية يزن ....تحدث معه قليلا ثم دخل الى منزله....تنهد يزن بعمق وأرجع رأسه للخلف .....اخذ يفكر لدقائق لم يشعر بها ...كانت كالثواني بالنسبة له حتى رأى ملاك تخرج من منزلها وهي تحمل حقيبة صغيرة....توجهت نحوه وصعدت

ملاك : معليش اتأخرت عليك

اومأ لها بدون ان ينطق بكلمة....حقا ما هذا البرود القاتل؟ حقا كان البرود عدوها فهي تكره البرود الذي كان عدواً لشخصيتها....بدأ يزن يقود لطريق العودة في صمت تام واخرجت ملاك هاتفها لتعبث به قليلا فهي لا تستطيع الجلوس صامتة دون فعل شئ....بعد قليل شعرت بالنعاس وأطفأت هاتفها ورجعت بجسدها للخلف واغلقت عيناها ....نظر اليها يزن وعلم انها استسلمت للنوم من طريقة تنفسها....لم يشح نظره عنها واستمر بالنظر اليها حتى سمع صوت بوقٍ قويّ لشاحنة متوجهة نحوهم.....كادت تصدمهم الشاحنة لولا انه تدارك المقود بسرعة مبتعداً عنها جاعلاً ملاك تصرخ بصدمة.....توقف بجانب الطريق وهو حقا مرعوب.....نظر الى ملاك التي كانت تبادله النظرات ذاتها المليئة بالصدمة والخوف......

ملاك : في شنو بالك وين انت ؟
يزن : وانا كنت عارف انو حتطلع لي شاحنة عشان تقتلنا؟
ملاك : لو كنت منتبه زي الناس م كان حصل الحصل !
يزن : والحصل شنو هسي ؟
ملاك : كنا حنموت ي استاذ
يزن : وما متنا

اشاحت بوجهها عنه متجنبة النظر اليه....تباً تماسكي ولا تنطقي بحرف......لا تنفجري في وجهه بسبب بروده......نظرت إليه بطرف عينيها خلسة......كان يضع يداً على فمه ويده الأخرى يقود بها وتباً كم كان جذاباً وساحراً بهيئته الرجولية.......
هامت به لدقائق حتى التفت هو نحوها وتداركت نفسها مشيحة بنظرها نحو النافذة......ابتسم هو بداخله ناظراً نحو الطريق مجدداً

وصلا اخيرا ....كان الطريق جحيماً بالنسبة لملاك....دخلا الى المنزل ووجدا جدتهما وابتهال ومنذر واروى يتبادلون الحديث...جلسا معهم وشاركوهم....حقا لقد احبت ملاك اروى......كانت فتاة في منتهى الرقة واللطافة....اقنعتها ملاك بأن تدرس معها بنفس ثانويتها وانها حقا متحمسة لتعريفها لصديقتها نور.....

ملاك : عمتو ابتهال علييك الله سجلي اروى معاي في نفس الثانوي والله ثانويتنا قوية وانا حأساعدا تحصل الفاتا
ضحكت ابتهال وقالت : م عندي مشكلة بكرة الصباح نمشي نسجلا ونشوف كمان موضوع جامعة يزن الحيحول ليها دي
ملاك : خلاص تمام يلا عن اذنكم ماشين ننوم

توجهت الفتاتان لغرفة وتبادلا الحديث طويلا قبل ان تناما....اما عن يزن....فقد توجه مع منذر لينام معه... دخلا الى غرفة منذر ...واستلقى يزن على الفور لينام ....وتوجه منذر نحو الشرفة

منذر : عن اذنك عندي مكالمة كدا

اومأ له يزن واغمض عينيه لينام....وبعد دقائق سمع صوت منذر وهو يتحدث بالهاتف

منذر : يااااخ دي كذابة سااي انا م قلت عنك كدا يااخ انا بحبك انتي وبس ......ياخ والله بحبك معقولة انا اقول انو وشك زي تربيزة اللحام ؟؟

ضحك يزن على ما سمعه...يبدو ان لديه خالٌ زير نساء ! لم ينم حتى بسبب مكالماته التي لا تنتهي ! وكانت كلها مع الفتيات ...حتى تعدت الساعة الثالثة صباحا ....دخل منذر الى الغرفة ووجد يزن ما زال مستيقظاً

منذر : دا شنو انت لسة صاحي؟!
يزن : وهو انت خليتني انوم ؟
منذر : ااااا؟ سمعت مكالماتي؟؟
يزن : مكالمة ؟ قصدك مكالمااات.....لا خليت فلانة وشها زي تربيزة اللحام ولا فلانة وشها حامض
منذر : ااا ا....انا ...انا نعست تصبح على خير

استلقى على فراشه وغطى وجهه هارباً منه.....اما يزن ضحك عليه وقلد طريقته وهو يتحدث بالهاتف ويحاول التقرب من الفتيات بطرق فاشلة......

في الصباح .......
استيقظ يزن متأخراً ووجد منذر يغط في نوم عميق...توجه إلى الحمام وبعد ان ارتدي ملابسه توجه للأسفل...وجد جدته ووالدته واخته وملاك جالسين يتناولون طعام الإفطار......توجه ناحيتهم وجلس على المائدة...رفع نظره الى ملاك التي كانت تتناول طعامها غير مكترثة به

يزن : صباح الخير
جميعهم : صباح النور

بعد دقائق اتى منذر وانضم اليهم...

وداد : يزن وشك دا مالو التقول م نمت امس ؟
يزن : لا لا نمت بس تعبان شوية
وداد : يكون منذر دا ساهر بيك بي مكالمتو الكتيرة مع البنات دي

بصق منذر الماء عن فمه ونظر الى والدته بصدمة....ضحك الآخرون عليه

منذر : عن اذنكم ماشي الجامعة

ونهض مسرعاً وركض الى الخارج وضحك الجميع عليه

ابتهال : يلا بعد دا نقوم نمشي

نهض الجميع وتهيؤوا للخروج وصعدوا السيارة وتوجهوا لثانوية ملاك وتم تسجيل اروى معها بنفس فصلها....وبعدها توجهوا إلى الجامعة......طوال الطريق كان يزن يختلس النظرات لملاك بالمرآة....كانت ملاك تشعر بنظراته ولكنها لم تنظر اليه حتى وصلوا الجامعة....تجمدت ملامح ملاك عندما رأت الجامعة واختفى لون وجهها...وقد لاحظ يزن ذلك وبدأت الأسئلة تتناوب في دماغه....دخلوا الى الجامعة وجلست اروى وملاك في احد مقاعد حرم الجامعة وتوجه يزن ووالدته ليكملا عملية تسجيله

اروى : يخ انا عطششت وين الكافيتيريا ؟
ملاك : على يمينك
اروى : خلاص انتظريني هنا عشان لو ناس ماما جو م يلقونا الاتنين مافيشات وانا بمشي اجيب حاجة نشربا ونجي
ملاك : طيب

تركت اروى ملاك لوحدها وامسكت ملاك بهاتفها واخذت تعبث به....شعرت بشخصٍ يتقدم نحوها حتى وقف أمامها ...رفعت ملاك رأسها ببطء فكانت تعلم انه هو وكانت تشعر بنظراته عليها منذ ان جلستا هي واروى هنا ..............

يتبع.....
‎#ْاليَّ_تنتمين
بقلمي......Rere Hamed
Part 4

~(حب من النظرة الأولى)~

توقفت اروى عند مدخل الكافتيريا الملحقة بالجامعة وهي تنظر حولها......كان المكان مزدحماً بطلبة الجامعة......اخذت نفساً عميقاً وذهبت بخطوات سريعة نحو الثلاجة المليئة بالمياه المعلبة.....اصطدمت بفتاة ما حتى وقعت هي ارضاً......رفعت ناظريها الى الفتاة التي وجدت ان قميصها قد انسكب عليه مشروبٌ غازيٌ ذو لونٍ أحمر كانت تحمله الفتاة.......يبدو انها تسببت بسكبه عليها عندما اصطدمت بها....نظرت اليها الفتاة بغضب وصرخت بصوت عالٍ جاعلةً جميع من في الكافتيريا ينظر اليهما

الفتاة : ما بتشوفي انتي ؟!
اروى : م....معليش م قاصدة والله اتعترت
الفتاة : معليش ؟! معليش حتسوي لي شنو ؟! خربتي منظري الله يخرب عيشتك يا غبية !

اخذت من صديقتها التي كانت تقف بجانبها مشروبها وتقدمت نحوها ....نظرت لها اروى بصدمة لأنها علمت انها تريد سكبه عليها ....وقفت الفتاة امامها وابتسمت بسخرية

الفتاة : يلا جربي الشعور كيف يا حلوة

اغمضت اروى عينيها بخوف لثوان.......فتحتهما مجدداً عندما شعرت أن الفتاة تأخرت بسكبه عليها ورأت شاباً ما يقف امامها مما جعل المشروب ينسكب عليه بدلاً عنها.....رفعت ناظرها اليه ولكنها لم تستطع رؤية وجهه.........نظرت مجدداً الى الفتاة التي وجدت ان وجهها شحب وشعرت بارتجافها......

الفتاة : م....مهند انا اسفة م قصدي والله اني اكبو فيك.....خ.....خلاص حامسحو ليك

اخذت منديلاً من حقيبتها وتوجهت نحو مهند لمحاولة اصلاح خطئها ولكنها تفاجأت عندما دفعها عنه بقوة

مهند بحدة : حسابك معاي بعدين

التفت ناظراً الى اروى التي ما تزال جالسةً على الأرض وتنظر إليه بحزن بسبب قميصه الذي تلوّنَ بالكامل.....ابتسم بداخله عندما رأى جمالها.....كانت حقاً جميلة بملامح وجهها البريئة كالأطفال ....ابتسم لها ومد يده نحوها لمساعدتها ......امسكت اروى بيده بعد تردد وساعدها على النهوض وابتسم اكثر عندما قارن يدها الصغيرة بيده....لم يفلت يدها بل امسك بها بقوة وقام بجرها ورائه للخارج متخطياً همسات الجميع حولهما.....توجه بها نحو احد المقاعد وجلس مرغماً اياها لتجلس بجانبه وجلست بالفعل وسحبت يدها من يده بحركة سريعة........نظرت إلى وجهه مجدداً وابتلعت ريقها وهي تنظر إلى آية الجمال التي أمامها.......كيف لرجل ان يملك هذا الجمال؟ عيناه ذواتا اللون المميز......انفه الحاد..... شفتاه......فكه....حاجباه والندبة المميزة على حاجبه الأيمن......اخفضت رأسها بخجل عندما تداركت نفسها لأنه كان مميلاً رأسه وينظر إليها بابتسامة كأنه يريد حفظ تقاسيم وجهها.......

اروى : شكرا
مهند : على شنو ؟
اروى : لانك ساعدتني قبل شوية
مهند : اممم شكرك م مقبول
اروى : لي ؟
مهند : لانو م حلوة تشكري زول بدون م تعايني في وشو

رفعت اروى عينيها نحوه وتاهت لوهلة في عينيه الرمادية ......اشاحت بنظرها عندما ابتسم هو ونظرت بحزن إلى قميصه

أروى : آسفة على الحصل للقميص كلو بسببي
مهند : ما مشكلة عادي بتحصل وكويس اني اتدخلت
أروى بعدم فهم : لي؟
مهند : عشان بي سبب الحاجة حالياً قاعد معاك

تلون وجهها باللون الأحمر خجلا واشاحت بوجهها عنه واصبحت تفرك يديها بتوتر....وكم احب مهند خجلها البرئ

مهند : اسمك منو ؟
اروى : اروى

مد يده نحوها ليصافحها

مهند : وانا مهند ....اتشرفنا

ابتسمت له اروى وصافحته ..... وسرعان ما تذكرت انها تأخرت ويجب عليها العودة الى ملاك فهي بانتظارها....نهضت قافزة حتى تفاجئ مهند وابتعدت عنه

اروى : معليش لازم ارجع منتظرني وشكرا مرة تانية.......مع السلامة !

لم تسمع رده حتى وركضت مبتعدة عنه....رفع يديه واضعاً اياهما على رأسه وابتسم وهو ينظر لها وهي تركض....أحقاً هذا ما يسمونه بالحب من اول نظرة ؟ تبا يبدو أن يومه الذي توعد له كريم به قد أتى وتباً كم أتاه سريعاً قهقه بسخرية على نفسه ولكنه توقف عن الضحك عندما تذكر أنه لم يأخذ رقم هاتفها....تبا كيف نسي الأمر ؟ لا لن يسمح بذلك ! لن يسمح لها بالذهاب هكذا وجعل قصتهما تنتهي بهذه الطريقة ! لن يجعل يومه ينتهي وهو في بدايته ..... خطى بخطوات سريعة متجهاً الى نفس الطريق الذي ركضت نحوه......

رفعت ملاك رأسها ببطء وهي تعلم انه هو فقد شعرت بنظراته عليها منذ ان جلستا هي واروى.......كان يقف امامها ويرتدي قميصاً اسود اللون.......وكم كان مثيراً.....حقاً اللون الأسود يليق به لدرجةٍ خطيرة ! من ينكر جماله ورجوليته ؟ رأت تلك الإبتسامة اللعينة تعلو وجهه تخبرها بمدى سعادة رؤيتها

كريم : لو كنت عارف انك حتزوريني كان فرشت الأرض ورود
ملاك : بالله !
كريم : والله...انجل الجابك هنا شنو ؟!

ابتسمت بسخرية.........كان دائماً يناديها بإنجل عندما يكون هادئاً.......لا أحد سواه يطلق عليها هذا الإسم........كان يخبرها في الماضي بأن لا تسمح لأحد بإطلاقه عليها سواه.......
أنه خاص به فقط

ملاك : اعتقد ماف سبب يخليني اشرح ليك سبب وجودي

ضحك كريم بصوتٍ عالٍ مستهزئاً بجرائتها......تباً لا احد يتحدث معه بهذه الطريقة سواها......ابتسم ابتسامة جانبية وطأطأ برأسه وابتعد عنها بهدوء فعلاقتهما لن تتحمل المزيد والمزيد من الجدال العقيم.......

كان مهند قد رأى كل ما حدث من بعيد وتفاجئ بعض الشئ عندما رأى ملاك في جامعتهم فهو لم يلتقي بها لسنوات .....توجه نحو كريم الذي كان يقف بعيداً عن ملاك ويراقبها بصمت

مهند : كريم ملاك الجابا هنا شنو ؟
كريم : ما عارف سألتها لكن استفزتني كالعادة
مهند : خليها م تضغط عليها في النهاية ماف زول بلوما ليها حق تعمل فيك اكتر من كدا كل م تقرب منها
كريم : مهند صدقني وشك الحلو دا م نفسي اشوهو ليك
مهند : لا لا كللو ولا وشي انا المفروض اي زول قبل م يعاين لي يدفع لي قروش

ضحك كريم ونظر إلى قميصه بتساؤل

كريم بسخرية : دا منو الكبا العصير فيك كدا ؟ شكلو زول م عجبو وشك
مهند : اااا....قصة طويلة انسى

اراد كريم الرد عليه ولكنه عقد حاجبيه باستغراب وصمت عندما رآه ينظر باتجاه ملاك بصدمة....التفت هو ايضاً ناحيتها ورأى فتاة ما قادمة نحو ملاك .....التفت مجدداً الى مهند ونظر اليه بتساؤل

كريم : دي منو ؟
مهند : ااااا ؟
كريم : دي منو المع ملاك و انت بتعاين ليها بالطريقة دي ؟.....م بتذكر اني شفتها مع ملاك قبل كدا
مهند : م بعرفا.......اول مرة اشوفا شبهتا بس ارح نشرب قهوة

اومأ له كريم باستغراب والتفتا متوجهان نحو المقهى.....التفت مهند ونظر اليها لآخر مرة.......فهو لا يستطيع التحدث معها وملاك بجانبها وبالطبع كريم لن يسمح له بذلك ....تباً لحظه السئ ....

جلست اروى بجانب ملاك واعتذرت لها عن مدى تأخرها بسبب كثرة الناس في الكافيتيريا...بعد دقائق اتصل يزن بأروى ليطلب منهما القدوم خارجاً بعد ان انتهى هو وابتهال من اجراءات تسجيله....خرجتا وصعدتا على السيارة ورأتا السعادة في وجه ابتهال ويزن

ملاك : اها خلاص سجلوك ؟
يزن : اي الحمد لله
ملاك : مبرووك اها شالوك شنو
يزن : ادارة اعمال
ملاك : اها ونزلت سنة كم؟ ان شاء الله اقتنعو بي معدلك وجامعتك الجايي منها ؟
يزن : اي الحمد لله نزلت رابع يعني فاينل

تجمدت ملامح ملاك...فهو في كلية كريم وايضاً معه في السنة نفسها!

في صباح اليوم التالي....
توجهت ملاك الى الطابق السفلي للإفطار بعد ان ارتدت زيها المدرسي...لم تجد احدا في المائدة سوى والدتها.....

ملاك : وين امجد وجوان ؟
منال : جوان طلعت من بدري لي ريم وامجد من امس بايت مع اصحابو
ملاك : والحيوصلني المدرسة منو ؟؟
منال : اكلي وبعدا امشي لي عمتك خلي يزن يوصلكم انتي واروى

اومأت لها ملاك وتناولت طعامها...خرجت من منزلها وتوجهت لمنزل عمتها...دقت الباب وفتحت لها عمتها الباب

ابتهال : صباح الخيير اتفضلي
ملاك : صباح النور

دخلتا الى الداخل وجلست ملاك

ابتهال : اروى دي لسة نايمة والله كدي امشي اصحيها عشان تلبس سريع سريع من قبييل بصحيها م دايرة تصحا
ملاك : وااي بالغت لكن !
ابتهال : اصلا كسلانة كدا معذباني عذااب

ضحكت ملاك وتوجهت ابتهال الى الطابق العلوي لتوقظ اروى...اتت رائحة عطر رجولي وتسللت الى انف ملاك..اغمضت عينيها واخذت تشتمه من زكاوته....سمعت صوت اقدام قادمة من اعلى الدرج....رفعت عينيها ورأت يزن قادما نحوها ....كان يرتدي قميصا رمادي اللون وبنطالا اسود وحذاءً رياضياً اسود...كان ينظر بتركيز لساعته البنية التي يحاول ارتدائها...رفع رأسه ووجد ملاك واضعة يدها على خدها وغائصة في النظر اليه...اراد الضحك على منظرها...كانت كمن يشاهد التلفاز...حتى انها لم تنتبه لابتسامة يزن بسخرية عليها......حمحم يزن وانتفضت ملاك وانزلت رأسها خجلا .....ما الذي فعلته؟ تقدم يزن نحوها

يزن : صباح الخير
ملاك : ص...صباح النور
يزن : اروى م صحت لسة ؟
ملاك : لا
يزن : شكلك حتنتظري كتير ...... يلا عن اذنك

اومأت له ملاك وخرج يزن....ابتلعت ريقها وابتسمت....لا تعلم حتى لم ابتسمت ؟ تذكرت انه لا احد غير يزن سيوصلهم ! لذا ركضت الى الخارج وصرخت له عندما وجدته ركب سيارته ويريد الذهاب...اوقف السيارة عندما سمع ندائها وركضت نحوه....انزل زجاج النافذة

يزن : في حاجة ؟
ملاك : معليش بس امجد بايت برة وماف زول يوصلنا وعربية امي ساقتا جوان
يزن : خلاص طيب اوكي اركبي لمن اروى تجي

ابتسمت له وتوجهت للمقعد الخلفي

يزن : تعالي جنبي

ابتلعت ملاك ريقها بتوتر واخفضت رأسها

ملاك : وأروى ؟
يزن : م مشكلة عادي تركب ورا

حسنا هذا الفتى حقا يلقي طلباته كأوامر .....اومأت له وصعدت جالسة بجانبه وتبا كم كانت تشعر بالتوتر ....لم ترفع ناظرها إليه ....كانت تفرك يديها وتعقد اصابعها مع بعضها البعض وتهز رجلها اليمنى بتوتر.....
كانت تشعر بنظراته نحوها ويبدو أن اللعين كان مستمتعا من توترها وما أكد لها عندما رفعت عيناها نحوه وجدته مستندا بكل أريحية على مقعده وواضعا يده على خده وعلى شفتيه ابتسامة لن تفهم أهي ابتسامة صادقة ام ساخرة ؟

يزن : كيفك
ملاك : الحمد لله

اشاحت بنظرها عنه وكم دعت في قلبها أن تأتي أروى وتنقذها من هذه المهزلة

يزن : انا كوييس الحمدلله
ملاك : ا....ااا.....معليش م سألتك
يزن : م مشكلة نعيد المشهد تاني.....كيفك

ضحكت ملاك وابتسم هو لبدئها بالتجاوب معه

ملاك : الحمد لله انت كيفك ؟
يزن : الحمد لله مشتاقين بس
ملاك : بالاكتر يخ

وضحكت بسخرية ولكن هو لم يعجبه الأمر .....أتظنه يمزح معها ؟ تبا فقط لو تعلم ......

يزن : قايلة انو لو قابلتي زول امس م ممكن تشتاقي ليو ؟

نظرت إليه ووجدت أن ملامح وجهه تدل على أنه جاد....لم تعلم ماذا تقول له ....حقا فاجئها لم تعلم أنه كان جاد....ومجددا.....هذا الفتى يشعرها بشئ غريب يتصرف وينظر لها كأنه يعرفها منذ مدة وليس يومين !

ملاك : انا......

سمعا صوت باب السيارة الخلفي وهو يفتح وقد تفاجئا الاثنين ملتفتين إلى الوراء وكانت أروى......صعدت وكم شكرتها ملاك بداخلها لاخراجها من هذا الموقف.....نظرت إلى يزن الذي كان ينظر إليها بابتسامة لم تفهمها واومأ لها برأسه كأنه يخبرها أن حديثهما لم ينتهي بعد....

اروى : ملااك صباح الخير
ملاك : صباح النور
يزن : انتي م حتخلي حركاتك دي يعني؟؟كل مرة تساهري في الافلام وتصحي متأخرة!
اروى : ياا يزووون ياااا حبيبي م تحسسني اني خلاص نزلت المدرسة لي شهر والمفروض اقرا وانوم بدري وبتاع !
يزن : اروى انتي ممتحنة شهادة ! يعني تاني ماف كلام زي دا والليلة انا حاشيل منك اللابتوب دا

تأففت اروى بضجر وضحكت ملاك عليها...توجهوا الى المدرسة .....ترجلت الفتاتان بعد ان ودعتا يزن ودخلتا الى المدرسة...اتت نور ناحيتهم وقامت ملاك بتعريف اروى عليها وتوجهن للفصل.....

اما عن يزن....فقد وصل الى الجامعة.....شعر بتوتر فهذه اول مرة يخالط فيها المجتمع السوداني...ترجل من سيارته ودخل الى الجامعة...رأى نظرات الفتيات الجريئة عليه وتهامسهن ...نظر الى ساعته ووجد انه تبقى له ثمانية دقايق لمحاضرته الأولى...نظر حوله ليجد احدهم ليسأله عن قاعته...وقع نظره على شاب يجلس في احدى المقاعد وكان يعبث بهاتفه.....توجه ناحيته

يزن : لو سمحت ممكن توريني وين قاعة ادارة اعمال رابع؟
الشاب : انت جديد صاح ؟
يزن : اي اول يوم
الشاب : انا بقرا معاك اسمك منو
يزن : اسمي يزن
الشاب : وانا كريم اتشرفنا !
يزن : الشرف لي والله
كريم : تعال معاي طيب

ابتسم له يزن وتوجها للقاعة ....دخلا الى الداخل وتفاجئ عندما وجد مجموعة من الشبان توجهوا ناحية كريم واخذوا يتبادلون السلام معه....يبدو انه فتى ذو شعبية كبيرة ! اشار كريم الى يزن وقدمه الى اصدقائه ...رحبوا به واخذوا يسألونه عن نفسه.....

مهند : وانا اقوووول جوطة البنات الحاصلة برة دي شنو ؟ طلع في واحد سمح جديد جا ينافسني
يزن : انت بنافسوك كمان ؟ من هسي انا خسران
كريم : يخ دا عايش لانو حلو انت لو شفت اخواتو حتقول شنو ؟
مهند : هوي هوي
كريم : هوي شنو تشبه لي اختك الحلوة ديك

ضحك يزن عندما بدأ مهند وكريم يتشاجران ....حقا من يلتقي بهما أول مرة يزعم أنها عدويين وليسا صديقين

بدأت المحاضرة وجلس الجميع في المقاعد....جلس يزن بجانب كريم ومهند ....وكم كانت المحاضرة مملة !.....كان الجميع اما يتثاؤب واما يعبث بهاتفه بخلسة ومنهم من استلقى لينام ...انحنى كريم الى يزن وهمس له...

كريم : صدقني لو كنت عارفك جايي هنا كان من الباب انتظرتك وقلت ليك ماا تجي دا موت بطئ

ابتسم يزن ...حقا كان هذا مملا...ومن ناحية اخرى كم كان فرحا لأنه كون صداقات من اول يوم له...وكم شعر بالراحة من كريم للطافته معه.......

كانت اروى راكضة ناحية ملاك ونور ...اصطدمت بفتاة حتى وقعت ارضا....لا تعلم ما مشكلتها مع الاصطدام بالآخرين ! فهمت الآن انها حقا عديمة التركيز كما يقول لها يزن دائما

ربا : انتي عميانة ؟؟ م بتشوفي ؟؟؟

نهضت اروى ونظرت لها بغضب

اروى : قاصداك انا عشان تكوركي فيني كدا ؟؟
ربا : دي ماالا دي

نظرت اليها من اعلى لأسفل وضحكت بسخرية ونظرت الى صديقاتها

ربا : شكلو في كلب مشرد نسى طريق شارعو

ضحكت الفتيات عليها...وقفت ملاك امام ربا وصرخت بأعلى صوتها

ملاك : ربا ! احترمي نفسك احسن ليك !
ربا : اووووو عرفنا سيد الكلب دا منو ...وبعدين اذا م احترمت نفسي حتعملي شنو ؟ حتربيني وحدة زيك تربية شوارع ؟؟

صفعت ملاك ربا بقوة ...امسكت ربا بخصلات شعر ملاك وبدأتا يتضاربن بشدة...اتت المديرة وفصلت بينها وطلبت من كل واحدة التوجه لفصلها الى ان تحقق في امرهما لاحقا....توجهت ربا وصديقاتها الى فصلهن...كان وجهها مليئا بالخدوش والكدمات....صرخت بشدة وركلت الكرسي ليسقط ارضا

ربا : تصبر لي والله العظيم أأدبا التافهة دي !
مزن : اهدي ي ربا اهدي بتتأدب والله
ربا : اسمعوني انا عندي فكرة وحتتنفذ بككرة دي...انا حادمرا م بصبر تاني !

انقضى اليوم الدراسي وأتى امجد ليقلهما معه...توجهوا للمنزل...اخذت حماما دافئا واستلقت للنوم على الفور....

في اليوم التالي ...
كانت ملاك ونور واروى في الفصل....انتهى اليوم الدراسي منذ قليل ولكن لم يأت احد ليقل ملاك واروى ولا ليقل نور...كانت ملاك تحاول حل معادلة ما في الفيزياء...طلبت اروى من نور الذهاب معها للحمام...خرجتا وتركتا ملاك وحدها....وبعد دقائق....اتت فتاة الى ملاك...

الفتاة : اممم انت ملاك ؟
ملاك : اي
الفتاة : اروى ونور بنادوكي قالو ليك تعالي الشارع الورا المدرسة دايرين يوروكي حاجة

اومأت لها ملاك واندهشت...لم ذهبتا الى هناك ؟ اخذت حقيبتها وخرجت من الفصل...نظرت حولها ووجدت المدرسة فارغة وان الجميع قد رحل....توجهت للخارج حيث الطريق الخلفي للمدرسة....كان طريقا ضيقا ومخيفا...لم يكن هناك احد فيه...التفتت تريد الرجوع ولكنها تفاجئت عندما اصطدمت بشاب غريب .........

يتبع........
‎#ْاليَّ_تنتمين
بقلمي........Rere Hamed

Part 5

~( مكيدة) ~

تفاجأت عندما رأت شابا طويل القامة واقفا امامها....كانت على وجهه ابتسامة لم تفهم معناها...شعرت بالخوف عندما نظرت في عينيه...تقدم خطوة للامام ورجعت هي خطوة للخلف وقد اعتلت على وجهها ملامح الخوف....تقدم منها اكثر ببطء....التفتت هي الأخرى لتطلق العنان لقدميها وتركض ولكنها اصطدمت بشاب اخر حتى وقعت ارضا....نظرت اليهم بخوف وبدأت الدموع تملأ عيناها....

ملاك : دايرين مني شنو انتو ؟ خلوني امشي !
الشاب : لسة بدري ي حلوة خلينا نتفاهم شوية !

امسك بمعصمها وصرخت هي الأخرى ورفعها عن الأرض بقوة ...امسكها الأخر محاوطاً جسدها لمنعها من القدرة على المقاومة وتوجها بها نحو الجدار والصقا ظهرها به....مسك الأخر بكلتا يداها واقترب منها حتى اختلطت انفاسهما بينما ابتعد الآخر بعيداً....لم تعلم ملاك ماذا تفعل واخذت تصرخ بصوت عال....رفعت ركبتها وضربت الشاب في معدته بقوة....تأوه الآخر بألم وابتعد عنها وهو يضع يداه على معدته...لم تشعر ملاك الا بقدميها تطلق العنان لتهرب....حاول الآخر امساكها ولكنها دفعته بقوة متجاوزة اياه وفرت هاربة ....التفتت خلفها ولم تجد احد يلاحقها...لم تتوقف عن الركض حتى وصلت الى باب مدرستها ودخلت ......انهارت جالسة على الأرض فقدماها لم تعد تحملانها....كانت انفاسها تعلو وتهبط وضربات قلبها تتسارع......سمعت صوت نور واروى تصرخان وتركضان نحوها وجلستا بجانبها على الأرض

نور : ملاك ؟؟ بسم الله مالك وكنتي وين ؟؟

رمت ملاك بنفسها في حضن نور واخذت تبكي بشدة...حاولت نور ان تستفسر منها ما حدث ولكن حتى ملاك لم تستطع التحدث فكل ما يخرج منها كان صوت شهقاتها المتقطعة.....احتضنتها نور اكثر واخذت تبكي معها حتى وهي لا تعلم ما بها...لقد آلمها منظرها هكذا فحسب...لم تعلم اروى ما تفعل وكانت تنظر اليهما بدهشة حتى انها حاولت تهدئتهما ولم تستطع....رفعت نور برأس ملاك من حضنها ووضعت يداها على وجهها ومسحت دموعها

نور : خلاص ي ملاك قولي بسم الله واتنفسي حاولي تتنفسي !

بدأت ملاك بأخذ نفس عميق لتهدأ حتى شعرت ان الهواء عاد لرئتيها اخيراً....اخذت الكثير من الوقت حتى هدأت.......واخبرتهم بما حدث معها

نور : كيف يعني ؟؟ والبت النادتك دي منو م عرفتيها ؟؟

هزت ملاك رأسها نافية

اروى : انا متأكدة انو الكلام دا وراو ربا ! ماف زول عندو مشكلة معاك غيرا

سمعت الفتاتان صوت بوق سيارة قوي ....

نور : السواق وصل بعدا ...انتو حيجيكم زول ولا اوصلكم معاي ؟؟
اروى : حيجينا امجد انتي خلاص امشي انا مع ملاك م تخافي

نظرت الى ملاك التي أومأت لها بالذهاب...نهضت وحملت حقيبتها وخرجت .....ساعدت اروى ملاك على النهوض واخذت تزيل لها الغبار عن ملابسها ورتبت لها شعرها فهي لا تريد من امجد ان يعلم بهذا...بعد دقائق وصل امجد واعتذر لهما عن سبب تأخره...سأل ملاك عن شكلها وعن عيناها المتورمتان بالبكاء ولكن اروى اجابته مسرعة بأنها بكت لان إحدى صديقاتها ستسافر غدا ولن تعود مجدداً إلى البلاد.....صعدوا السيارة وتوجهوا للمنزل............

كان يزن يجلس مع كريم واصدقائه في كافيتيريا الجامعة....كانت تجلس معهم فتاة بجانب كريم ملتصقة به واضعة رأسها على كتفه....كانت احدى معشوقاته اللواتي لا يحصى عددهن.....

الفتاة بغنج : كيموووووو لي بقيت م بتتصل علي !

نظر اليها كريم وابتسم بسخرية ووضع يده على خدها وابتسمت الأخرى من حركته

كريم : لاني زهجت منك وبقيتي مملة الصراحة وتاني م اشوف اسمك على شاشة تلفوني ولا وشك في باب شقتي وقومي يلا وريني ضهرك وطيري من خلقتي

تبدلت ملامح الفتاة للدهشة وشحب لون وجهها واخذ اصدقائه يضحكون عليها بصوت عال

مهند : تؤ تؤ تؤ يا الله يخ والله لو كان في رقم قياسي في موسوعة جينيس لي قصف الجبهات كان كتبو اسمك فيها

ضحك الفتيان ونهضت الفتاة وركضت بعيداً ...ضحك كريم باستمتاع بصوت عالٍ ونظر إلى يزن...كان ينظر إليه بغضب ....ابتسم له كريم

كريم : اووووو مالك والله ضحكني م ضحكك انت ؟
مهند : زعلتني والله يا يزون
يزن : كريم دا شنو البتعمل فيو دا دي مش حبيبتك ؟ لي بتعاملا كدا ؟
كريم بسخرية : اي اي دي حبيبتي

ضحك الجميع ونظر اليه يزن بتساؤل

كريم : يزووون ! اصحى واوعى شوية احنا في العالم الواقع ما في عالم الروايات والافلام الرومانسية

مهند : البت دي طلعت بتخونو واتخييييل مع منو
يزن : مع منو ؟؟
مهند : معاي انا

ضحك الفتيان بصوت عال ولكن يزن لم يفهم قصده....ابتسم فقط وهز رأسه بلا فائدة....يبدو انه اوقع نفسه مع اشخاص خرجوا للتو من المصحة العقلية

كريم : ارحكم الليلة معاي البيت
مهند : انا اصلا راجع راجع معاك
كريم : انا مفكر اطرد البواب واديك غرفتو والله وتجي تعيش معانا رايك شنو ؟
مهند : عرض مغري والله استأذن واديك الرد
كريم : داير اخطبك انا ؟؟ يزن اها قلت شنو ديل عارفم حيمشو حيمشو م عندهم موضوع