المدرسة الرفاعيّة للعلوم الشرعية والعربية
1.62K subscribers
119 photos
33 videos
125 files
156 links
منصة إسلامية تعليمية دعوية، تهدف إلى نشر العلم وتسهيل طلبه في كل أنحاء العالم، تأسست عام 1443 من هجرة النبي العدنان صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلم مدى الأزمان، تُقام فيها دروس علمية روايةً و درايةً على نهج أهل السنّة والجماعة عقيدةً وفقهًا وسلوكًا.
Download Telegram
سؤال جميل... 🌹
اذكر أسماء المعاهد الشرعية التي تدرّس عن بعد مجانًا لكي تسهّل طلب العلم على الإخوة والأخوات الذين لا يتوفر لهم الحضور المباشر..
#يابُني
نصيحة د. ماجد شمسي باشا لمن يريد التصدر للإقراء .. كلام يوزن بالذهب .

- طالما فتحتَ باب القراءةِ ، فسترى عجباً : سترى من يقبّل يدك ويتذلل لك للتشرف بالعرض عليك ، وبضعة أشهر سيخرج ليقول : "احذروا منه ، فهو مبتدع ضال يعبد القبر!" ناسياً أنه كان عبداً ذليلاً عندكم ، فلم يراعِ حرمةً لمدرس ، ولا احتراماً لتعليمكم إياه ، ولا معروفاً لقاء وقتكم معه .

- وسترى من تفرّغ له وقتك وجهدك وجدولك ، فينتظم لَك بضعة أيام أو أسابيع ، فإذا اعتدتَ عليه وبُني جدولك اليومي على حضوره ووجوده ؛ بدأ بالتغيب والانقطاع بلا أي عذر ، أو بعذر لكن لا يخبرك إياه إلا بعد وقت طويل ، ثم قد يعود بعد بضعة أشهر وقد لا يعود ليتوسل إليك أن يرجع للقراءة مرة أخرى ، وتكون خلال فترة الانقطاع قد استقبلتَ ما يزيد عن عشرين طالباً حتى ما عاد له فجوة في وقتك .

- وسترى من يأخذ من علمك ، وينهل من درايتك ، وبمجرد أن يتعلَّم منك كل شيء ؛ سيذهب إلى الشيخ مصباح ودن أو الشيخ الغلبان ويقرأ عليهما الفاتحة ، ويأخذ إجازة بالعشر ، فيرمي بإجازتك وباسمك عرض الحائط ، ويعتد بإجازتهما ، وقد لا يذكر اسمك بعد اليوم أبداً .

- وسترى من تمكث معه في الختمة أربع وخمس سنوات متواصلات ، وربما ستة أو سبعة ، ثم بعد الختم ؛ سيقطعك ويهجرك ، وسيُؤلمك هذا ؛ لأنك قد اعتدت عليه ، واعتدت على صوته ووجوده في حياتك ، واعتبرته مثل أخيك أو ابنك ، فالهجران مؤلم ، وعدم سؤال الطالب عن شيخه مؤلم أكثر .

- وسترى من يقرأ عليك مقابل هذا الأجر المادي الذي عليه افترضتَّه ، ثم لم يلبث أن يختم عليك ويتصدر للإقراء ، وينزل منشورات فيها لمز وغمز في الذين يأخذون الأجر على الإقراء ، ويلمّح بك ، ويغمز بك دون تصريح باسمك ، وكأنه صار ابن الجزري بالإجازة ، يرفع ويخفض ، يجرح ويعدّل .

- سترى كل هؤلاء في حياتك المستقبلية ، ليست نظرة تشاؤمية أبداً ، وإنما هو استعدادٌ للسيء الذي تكاثر في هذا الزمن ، وربما لم يكن في الأزمان السابقة ، أو ربما كان موجوداً لكن ليس بهذا الظهور ، لا أعلم ، لكن لا بد من تهيئة النفس لذلك ، خاصة وأنك -بحسب معرفتي بك- إنسان رقيق ، مؤدب ، مهذب ، خلوق ، أبيض ، صافٍ ، وديع ، حنون ، فأنا أهيّئ لك الطريق تمهيداً للصدمات ، حتى لا تقع فيما وقع به من قبلُك من القراء ، ولتتعامل مع هذه المشاهد التي ستحدث معك قطعاً بسياسة وحكمة .

- دمتَ لي حبيباً ، ودمتَ لنا قارئاً ، نفع الله بك ووفقك .(عبد الرحمن صابر)
#ذكرى_فتح_القسطنطينية

اشرأبَّتْ نفوسُ الصحابةِ والخلفاءِ والملوكِ وتطلَّعتْ - بل وسعتْ جاهدةً - للحصول على وسام (فتح القسطنطينية)، فلم يأذن ملكُ الملوكِ في القُرون الأُولى بذلك ...

وقصةُ فتحِها بدأتْ:
بأنَّ أحدَ أولادِ السلطانِ مراد الثاني (ت855) لم يمتثل أوامرَ العلماء، ولم يحفظ القرآنَ صغيرًا كعادة سلاطينِ آل عثمان، فأرسل السلطانُ عالمًا مفسِّرًا محدِّثًا فقيهًا اسمه أحمدُ بنُ إسماعيلَ الكُورانيُّ (ت893)؛ لتعليمِ وتأديبِ هذا الولد، وأعطى السلطانُ هذا الشيخَ قضيبًا ليضربَ ولدَه إذا خالف أمرَه.
فذهب الشيخُ - وهو أحدُ شُراح "صحيح البخاري" - ودخل على الولد والقضيبُ بيده، وقال: أرسلني والدُك لتعليمكَ وسأضربك إذا خالفتَ أمري، فضحك الولدُ مستهزئًا مِن هذا الكلام، فضربه الشيخُ ضربًا شديدًا حتى خاف منه الولد، وختم القرآنَ في مدَّةٍ يسيرة.

وكان هناك أيضًا في زمن هذا السلطان عالمٌ أخرُ مِن مواليد دمشقَ الشام، حفظ القرآن في السابعة مِن عمره، وهو مع إتقانه للعلوم الشرعية وعدَّةِ لغاتٍ كان مربيًا طبيبًا، ماهرًا بعلوم الكيمياء والصيدلة والرياضيات والفلك، اسمه محمدُ بنُ حمزةَ المعروفُ بآق شمس الدين (ت863).

فكان هذا العالمُ كذلك يتعهَّد ابنَ السلطان بالتربية، بل يغرس بعقله ورُوحِه أنه سينال وسامَ (فتحِ القسطنطينية).

ثم شاء الله سبحانه وتعالى أن يصيرَ هذا الولدُ سلطانًا وخليفةً للمسلمين بعدَ أبيه، ويُسمى بـ: (محمد الفاتح).

بدأ خلافتَه بأن طوَّرَ كتائبَ الجيش، ووضع سجلاتٍ خاصةً بالجند، وزاد مِن مرتباتِهم، ووفَّر لهم أحدثَ الأسلحةِ المتوفِّرة في ذلك العصر، وأمدَّهم بالخبرات الإدارية والعسكرية، واعتنى عنايةً خاصةً بالمدافع، وصار يُشرف هو شخصيًّا على صناعتها وتطويرها وتجريبها.
وعندما دقَّ في قلب هذا السلطان الصالح ناقوسُ بدايةِ الهجوم لتحقيق شرف (فتح القسطنطينية) عقد معاهداتٍ مع أعدائه؛ ليتفرَّغ لعدوٍّ واحد، مع أنَّ بعضَهم نقض هذا العهدَ وغدر به.

كانت مدينةُ القسطنطينية أفضلَ مُدنِ العالم تحصينًا، لما عليها مِن الأسوار والقلاع والحصون الحصينة، والمياهُ تُحطيها من جوانبها الثلاثة، ولأجل ذلك فشلتْ عشراتُ المحاولات مِن اختراقها !

حاول ملكها قسطنطين أن يُثنيَ السلطانَ عن هدفه، فقدَّم عروضًا مختلفةً، والسلطانُ يردُّ عليه بطلب تسليم المدينة سِلمًا، وأنه لن يتعرَّضَ لأحدٍ مِن أهلها، ولن يمسَّ كنائسَها بأذًى.

فضجَّتْ أوربة وكنائسُ الشرق، واتفقوا على إرسال المدد المختلف عبرَ البحر، وحاول العثمانيون صدَّ هذا الدعمِ ولم يستطيعوا، حتى إنَّ السلطان أرسل لقائد الأسطول العثماني:
(إما أن تستوليَ على هذه السُّفنِ وإما أنْ تغرقَها، واذا لم توفَّق في ذلك فلا ترجع إلينا حيًّا).

لكن السفنُ الأوروبية نجحتْ في الوصول إلى هدفها، ولم تتمكن السفنُ العثمانية مِن منعها، فغضب السلطانُ غضبًا شديدًا، واستدعى قائدَ الأسطول وعنَّفه واتهمه بالجبن.
فقال القائد معتذرًا: (إني استقبل الموتَ بقلبٍ ثابت، ولكنْ يؤلمني أنْ أموتَ وأنا متهمٌ بمثل هذه التهمة، لقد قاتلتُ أنا ورجالي بكلِّ ما كان في وسعنا مِن حيلة وقوة)، ورفع طرفَ عمامته وأرى السلطانَ عينَه المصابة، فأدرك السلطانُ أنَّ الرجلَ لم يُقصِّر، واكتفى بعزله.

وبعملٍ عسكريٍّ بارع، وتكتيكٍ حربيٍّ لم يُسبق إليه جعل السلطانُ السفنَ تمشي على اليابسة، وتُبحر على التِّلال والجبال، وأُصيب الرومُ بالدهشة والإحباط عندما استيقظوا ليرَوا أكثرَ مِن سبعينَ سفينةً في الخليج المحيط بمدينتهم !

كان السلطان يسعى كلَّ يومٍ لمباغتة العدوِّ بفنٍّ عسكري جديد، فكان يُفكِّر كيف يأتيهم مِن فوقهم ومِن تحتهم، وبدؤوا بخطةِ حفرِ الأنفاق للدخول إلى المدينة من تحت الأرض، ولكنْ ـ مع الأسف ـ اكتشف الرومُ ذلك، فقاموا بخطةٍ معاكسة، وحفروا باتجاه الصوت، ثم بنوا سراديبَ وغرفًا تحتَ الأرض؛ كي يخدعوا العثمانيين بها فيظنوا أنهم دخلوا المدينة، ثم قاموا بصبِّ الشحم والزيت المحمَّى، فاستشهد الكثيرُ من المجاهدين العثمانيينَ خنقًا وحرقًا، وأُسر الكثيرُ منهم، وقُطِّعتْ رؤوسُهم وأُلقيتْ مِن فوق أسوار القسطنطينية.

وفي الليلة التي فُتحتْ فيها القسطنطينية، عاد السلطان محمد الفاتح إلى خيمته، وجمع كبارَ رجال الجيش وألقى عليهم هذه الخطبة:
(إذا تمَّ لنا فتحُ القسطنطينية تحقَّق فينا حديثٌ مِن أحاديث رسول الله ومعجزةٌ من معجزاته، وسيكون مِن حظِّنا ما أشاد به هذا الحديثُ مِن التمجيد والتقدير، فأبلغوا أبناءَنا العساكرَ فردًا فردًا أنَّ الظفرَ العظيم الذي سنُحرِزه سيزيد الإسلامَ قدرًا وشرفًا، ويجب على كل جنديٍّ أنْ يجعلَ تعاليمَ شريعتِنا الغراءَ نُصبَ عينَيه، وليَتجنَّبوا الكنائسَ والمعابدَ ولا يمسُّوها بأذًى، ويَدَعوا القِسسَ والضعفاءَ والعجزةَ الذين لا يُقاتلون).
وعندَ الساعة الواحدة صباحًا مِن يوم الثلاثاء 20 جمادى الأولى سنة 857هـ الموافق 29 أيار 1453م بدأ الهجومُ العامُّ على المدينة.
أراد السلطانُ أن يكون شيخُه آق شمسُ الدين بجانبه أثناءَ الهجوم فأرسل إليه يستدعيه لكن الشيخُ كان قد أمر ألا يدخلَ عليه أحدٌ، ومنع حراسُ الخيمة رسولَ السلطان مِن الدخول، فغضب محمد الفاتح وذهب بنفسه الى خيمة الشيخ ليستدعيَه، فمنع الحراسُ السلطانَ أيضًا مِن دخول الخيمة بناءً على أمر الشيخ، فأخذ السلطانُ خنجرَه وشقَّ جدارَ الخيمة مِن جانبها ونظر إلى الداخل، فإذا بشيخه ساجدًا سجدةً طويلة، ثم رفع مِن سجدته، والدموعُ تنحدر على خدَّيه وهو يدعو بالنصر والفتحِ المبين.
عاد السلطان محمد الفاتح إلى مقرِّ قيادته فرحًا وقال: (ليس فرحي لفتح المدينة فقط، إنما فرحي بوجود مثلِ هذا الرجل معي).

ولم يأتِ وقتُ الظهيرة إلا وكان السلطان محمد الفاتح مع جنده داخلَ المدينة فاتحين مكبِّريين ومهللين، فجمعهم وقال: (لقد أصبحتُم فاتحي القسطنطينيةَ الذي أخبر عنهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهنَّأهم بالنصر، ونهاهم عن القتل، وأمرهم بالرِّفق بالناس، والإحسان إليهم).
ثم ترجَّل عن فرسه وسجد شُكرًا وحمدًا وتواضعًا لله تعالى ...

يقول العلامة محمود محمد شاكر: (سقطت القسطنطينيةُ عاصمةُ المسيحية، وارتفع الأذانُ فى طرف أوربةَ الشرقي، وأهتز العالمُ الأوربيُّ كلُّه هِزةً عنيفة، ممزوجةً بالخزيِ والخوفِ والرعب والحقد، ولكنْ قارن ذلك إصرارٌ مستميتٌ على دفع هذا الخزي، وإماطةِ هذا الخوف والرُّعب، بحميَّةٍ تأنف من الإستكانة لذلِّ القهر الذي أحدثه محمد الفاتح ورجالُه مِن المسلمين الظافرين.
ومِن يومئذ بدأتْ أوربةُ تتغيَّر لتخرجَ مِن هذا المأزق الضنْك، وبهمةٍ لا تفتر ولا تعرف الكللَ بدأ الرهبانُ وتلاميذُهم معركةً أُخرى أقسى مِن معارك الحرب، معركةُ المعرفة والعلم الذى هيأ للمسلمين ما هيأ مِن أسباب الظفر والغلبة.
لقد علموا أنَّ معركةَ السلاحِ لن تُغنيَ عهم شيئًا، وهذه أمواجُ المسلمين تتدفَّق في قلب أوربةَ غربًا، ويدخل الإسلامُ سِلمًا بلا إكراهٍ جماهيرَ غفيرة، كانوا بالأمس نصارى متحمِّسين فى قتال المسلمين).

يقول محمد وائل: فحصَّلوا العلومَ التي يحاربوننا بها الآن، بعدَ أنْ عملوا بهمَّةٍ وعزيمةٍ سنواتٍ طوال على تشويه ومحاربةِ دولةِ آل عثمان ...

وللاستزادة والتوسع تنظر التتمة الخامسة (سرد مختصر لأحداث فتح القسطنطينية) ص178، التي أودعتها عقبَ تحقيقي (قلائد العقيان) للعلامة مرعي كرمي الحنبلي
"#النبي ﷺ سكن #المدينة فزال عنها المرض وصارت محروسة بالملائكة، فكيف إذا سكن قلبك!".💔
🌹دقيقة ونبدأ بنور اليقين.. تفضلوا.. من كان حاضراً ومهتما🌹
هجرة الطائف
المدرسة الرفاعيّة للعلوم الشرعية والعربية
المجلس التاسع.. هجرة الطائف.. دخول مكة في جوار المطعم بن عدي.. وفد قبيلة دوس.
السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته كيف حالكم يا سادة حيّاكم اللّه تعالى وبيّاكم وجعل الجنّة مثواكم آمين
إذا كان معنا أحد الإخوة الأفاضل من ساكني مدينة إدلب فليتواصل معي من فضلكم
يا فتاح
المجلس العاشر (نور اليقين) الإسراء والمعراج
المدرسة الرفاعيّة للعلوم الشرعية والعربية
المجلس العاشر الإسراء والمعراج وعرض نفسه صلى الله عليه وسلم على القبائل.
كل عام وأنتم بخير وصحة وسلامة وعافية وستر من اللّه سبحانه وتعالى
كل عام وأنتم إلى اللّه تعالى أقرب وعلى طاعته أدوم إن شاء اللّه تعالى
⚘️فوائد حديثية..
نصيحة المحدث محمد زكريا الكاندهلوي رحمه الله لطالب الحديث في ترتيب قراءة كتب الحديث النبوي..
قال رحمه الله:
"ولا ينبغي أن يقتصر من الحديث على سماعه وكتبه دون معرفته وفهمه، فليعرف صحته وضعفه وفقهه ومعانيه ولغته وإعرابه، وأسماء رجاله محققاً كل ذلك، مقدماً الصحيحين، ثم سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة وابن حبان، ثم السنن الكبرى للبيهقي، ثم من المسانيد والجوامع، فأهم المسانيد مسند أحمد، وأهم الجوامع الموطأ.
قاله السيوطي تبعاً للنووي.
والأوجه عندي في ترتيب التحصيل أن يقدم الطالب:
١ الترمذي
٢ أبا داود
٣ البخاري
٤ مسلما
٥ النسائي
٦ ابن ماجه
٧ الموطأ
لأنَّ طالب الحديث أول ما يحتاج إليه تحقيق المذاهب وأنواع الحديث، ثم دلائلهم، ثم طرق الإستنباط، ثم جمع الروايات، ثم التنبيه على الضعاف، ثم التأييد بالآثار. وهكذا ترتيب وظائف الكتب المذكورة قبل.
فإن وظيفة الترمذي بيان المذاهب وأنواع الحديث.
ومقصد أبي داود جمع دلائل الأئمة.
ومعظم خواص البخاري طرق الإستنباط.
ودأب مسلم جمع الروايات بالطرق الكثيرة.
وأشار النسائي إلى علل الحديث.
وجمع ابن ماجه بين الصحاح والضعاف.
وأكثر ما في الموطأ الآثار.
ولا بد خاصة للحنفي أن يقدم الموطأ برواية محمد بن الحسن الشيباني، وشرح معاني الآثار للطحاوي، ولابد للمالكي تقديم الموطأ برواية يحيى بن يحيى الليثي".

📚 أوجز المسالك إلى موطأ مالك: (238/1) دار القلم
من صفحة أبو محمد الطيب جزاه اللّه تعالى خيرًا
- حفظَ لنا الصحابةُ رُضوان الله عليهم ما كان يأكله عليه الصلاة والسلام ، وأواني الكتب وبطونها مُشبعةٌ من ذلك ، وقد جمعتُها وبينتُ غريبَها ، فكتبتُ :

- أكلَ لحمَ الجزور ( الإبل ) ، والضأن، والدجاج ، ولحم الحبارى ( طائر برّي ) ، ولحم حمار الوحش، والأرنب ، وطعام البحر ، وأكل الشواء والمسلوقة ( وهو كل ما أمكن شواؤه وسلقه من اللحم والخضار ) ، وأكل الخَزِيرَة ( حساء فيه قطع لحم وماء ويُنثَر فوقه الدقيق ) ، وأكل الثريد ( وهو خبز مفتت مع لحم ومرق ) مع سمن وبدونه ، وأكل الكبد المشوية ، وأكل القديد ( اللحم المجفف ) ، وأكل الدباء المطبوخة ( اليقطين ) وكان يحبها.

- وأكل الحلوى ( خليط من التمر ) ، والعسل خالصاً ومخلوطاً بالماء، وكان يحبهما ، والرطب ، والتمر وشرب نقيعَه ، وأكل التمر بالزبد ، وأكل القثاء ( الخيار ) بالرطب ، وأكل البطيخ بالرطب ، وأكل التلبينة ( وهو شعير مطحون يُطبخ مع الماء أو الحليب ويضاف إليه العسل ) ، والسويق ( وهو قمح أو شعير محمَّص مطحون يُخلط بالعسل أو السمن ) ، فهما متقاربان ، والتلبينة أكثر سائلية .

- وشرب اللبن خالصاً ومشوباً ( أي مخلوطاً بالماء ) ، وأكل الأَقِط ( اللبن المجفف ) ، وأكل الجبن .

- وأكل التمر بالخبز ، وأكل الخبز بالخل ، والخبز بالزيت ، والخبز بالإهالة ( بالشحم المذاب ) .

- وكان يأكل بأصابعه الثلاث ويلعقها إذا فرغ ، وهو أشرف ما يكون من الأكلة ، فإن المتكبر يأكل بأصبع واحدة ، والجشع الحريص يأكل بالخمس ، ويدفع بالراحة ، وكان لا يأكل متكئاً .

- وما أكل على خِوان قط ، ولا في سُكْرُجَة ، وإنما كان يأكل على السُّفَر ، والخِوان طاولة خشبية قصيرة ، والسُّكْرُجة إناء صغير يُوضع عليه بعض الإدام أو المقبلات ، ولم يأكل منها النبي عليه الصلاة والسلام ؛ لأنها أوعية الأصباغ ( وهي البهارات ) ، والأصباغ للألوان، ولم تكن من سماتهم الألوان ، والسُّفَر جمع سُفرة ، وهي قطعة من الجلد أو الحصير مفروشة على الأرض ، يُوضع الطعام فوقها مباشرة .

- نسأل الله تعالى فرجاً عاجلاً لإخواننا في غزّة ، وأن يشفي مصابهم ، ويُشبع جائعهم ، ويُسقي شهيدهم من حوض النبي عليه الصلاة والسلام شربةً لا يظمؤون بعدها أبداً ، آمين بجاهِ سيّد الأولين والآخرين .

ومجرّد فضفضة ،،
د. ماجد بن حسّان شمسي باشا ،،