وممن نسخ الكتب لغرض الإنفاق والصدقات الإمام طاشكبري زاده (٩٦٨هـ) فقد جعل لنفسه عادة أن يكتب في كل سنة نسخة من #تفسير_البيضاوي ويبيعها بثلاثة آلاف درهم!
ثم ينفق ذلك المبلغ على طعام الطلبة في ليالي رمضان!

فتأمل تقدير العلم؛ يُدفَع في نسخة واحدة من البيضاوي لأنها بخط إمام عالم ٣٠٠٠ درهم، ما يعادل نصاب الفضة ١٥ مرة، فقد حظي تفسير البيضاوي باهتمام قل نظيره، وتسابق الناس لفهمه والعلماء للتحشية عليه.

ويحكى من تقدير العلماء للنسخ الثمينة التي بخط إمام كبير أن العلامة ملا خسرو الحنفي (٨٨٥هـ) كان مع ما له من أشغال القضاء والتدريس يكتب كل يوم ورقتين من كتب السلف بخط حسن، فخلّف بعد موته كتبًا كثيرة بخطه، ووجد منها نسختان من شرح #المواقف للسيد الشريف، اشتراهما بعض العلماء بستة آلاف درهم!

"اعرف أيضًا فسادَ طريقة قوم نصبوا أنفسهم للاعتراض على رؤساء العلماء وعظماء الحكماء بكل غثٍّ وسمين وباطل وهجين، ظنًّا منهم أنهم لمَّا جعلوا أنفسهم أضدادًا لأولئك الأكابر فقد انخرطوا في سلكهم وانجذبوا إلى جانبهم!

كلا.. فلم يحصلوا من ذلك إلا على إظهار بلادتهم الوافرة، وغباوتهم الظاهرة، وكمالهم في النقصان، وأخذهم مجامع الجهل والنسيان".

الفخر الرازي (٦٠٦هـ)

من المعلوم في #المذهب_الحنفي أن القياس الخفي - وهو الاستحسان- مقدَّم على القياس الجلي إلا مواضع تُعرف في مظانها.

وقد أحسن فخر الإسلام البزدوي (٤٨٢هـ) التمثيل لبيان فهم الحنفية لهذا التقديم بقوله:

"وقدمنا الثاني وإن كان خفيًّا على الأول وإن كان جليًّا؛ لأن العبرة لقوة الأثر دون الظهور والجلاء!!
ألا يرى أن الدنيا ظاهرة والعقبى باطنة، وقد ترجح الباطن بقوة الأثر، وهو الدوام والخلود والصفوة، وتأخر الظاهر لضعف أثره".

_ شوقي إليك كلهفة باحث منهوم ينتظر تحميل مخطوط عظيم فلا يسعفه النت!

لا أحد يبلغ مناه في الدنيا وحاجته، وفي الآخرة كلٌّ ينال فوق مناه!

إمام الهدى الماتريدي

قال الإمام سفيان الثَّوري: إذا رأيت الرجل يعمل العمل الذي قد اختُلف فيه _وأنت ترى غيره _ فلا تَنْهَه!


#منهجيات

في الحديث: المرء مع من أحب.

قال الإمام النووي رحمه الله: لا يشترط في الانتفاع بمحبة الصالحين أن يعمل عملهم؛ إذ لو عمله لكان منهم ومثلهم.. ثم إنه لا يلزم من كونه معهم أن تكون منزلته وجزاؤه مثلهم من كل وجه.

#أحب_الصالحين_ولست_منهم

يزيد في الخلق ما يشاء، فسبحان الله:
____________

حَكى العلّامة طاشكُبري زاده في " الشقائق النعمانية " في ترجمة العالم الفاضل المولى مُصلح الدين مصطفى، الشهير بالبَغل الأحمر ( لأنه كان سمينا عظيم الجُثّة لا يحمله إلا الفرَس الشديد ) :

كان رحمه الله مُحِبًّا للعِلم في الغاية، وحافظا لجميع المسائل، مُهتمًّا باشتغال الطلبة عليه، صارفًا جميع أوقاته في التدريس.

قال: حَكى عَمّي رحمه الله تعالى أنه كان يُلْقِي كل يوم عشرةَ دروس مِن عشرة كتب من الكتب المعتبَرة، وكان يَحفظ جميع المسائل في جميع العلوم.

قال: واشتغلتُ عنده مقدارَ سنتين، وما قدرتُ على ترك الدرس خوفًا منه، لشدةِ اهتمامه، وكان رحمه الله يقول: ما ذُكِرَتْ عنده مسألةٌ من الفنون الأدبية والعقلية والعلوم الشرعية الأصلية والفرعية إلا وهي في حِفظه بألفاظها وعباراتها، حتى إنه كان يَعْرِف اختلاف النسخ.

وغَضِبَ يوما على بعض الطلبة، لعنادِه في مسألة، وقال له: ما مِن مسألةٍ مِن كتاب المقصود في الصرف إلى الكشاف للزمخشري إلا وهي في خاطري، والمسألةُ التي ذكرتَها غيرُ مذكورة في كتابٍ أصلا.
قال: وكلامه هذا حق صادق لا ريب فيه.

#تمييز:

الكَرْدَري _نسبة لكَرْدَر من نواحي خوارزم_ علَمٌ يتكرر في المذهب، وأشهر من لُقّب به عند الحنفية ثلاثة، اثنان منهم شمس الأئمة!

فالأول: شمس الأئمة الكردري عبد الغفور بن لقمان بن محمد تاج الدين أبو المفاخر (٥٦٢ هـ)
له تصنيف في أصول الفقه، والمفيد والمزيد شرح التجريد، وشرح الجامعين الصغير والكبير بحيث يذكر لكل باب أصلا ثم يخرج عليه المسائل ومصنفات أخرى.



والثاني: شمس الأئمة الكردري محمد بن عبد الستار بن محمد العمادي (٦٤٢هـ) تلميذ صاحب الهداية وقاضيخان وغيرهم.
برع في العلوم، وفاق على أقرانه، وأقر له بالفضل والتقدم أهل زمانه حتى قيل: إنه أحيى أصول الفقه بعد اندراسه من زمن القاضي أبي زيد الدبوسي، فأي شرف!
قال عنه البابرتي: أستاذ أئمة الدنيا مظهر كلمة الله العليا.
له رسالة في الرد على منخول الإمام الغزالي المشتمل على التشنيع القبيح على الإمام أبي حنيفة.


والثالث: حافظ الدين الكردري محمد بن محمد بن شهاب الشهير بالبزازي (٨٢٧هـ)صاحب الفتاوي البزازية المسماة بالوجيز، وله كتاب في مناقب الإمام الأعظم نافع للغاية.
يحكى أنه قيل لأبي السعود العمادي: لمَ لا تجمع المسائل المهمة وتؤلف فيها كتابًا؟ فقال: أستحي من صاحب البزازية!


والحقيقة أن هذه العجالة لا تليق بأكابر مثلهم.

#المذهب_الحنفي

والشيء بالشيء يُذكر:

أشهر من لُقِّب بشمس الأئمة عند #الحنفية:

الحلواني عبد العزيز بن أحمد (٤٥٦هـ).

والسرخسي أبو بكر محمد بن أحمد (٤٨٣هـ) صاحب المبسوط.

والزرنجري بكر بن محمد (٥١٢ هـ) الملقب بأبي حنيفة الأصغر، وابنه عماد الدين (٥٨٤هـ).

والكردري عبد الغفور بن لقمان (٥٦٢هـ) والكردري محمد بن عبد الستار (٦٤٢هـ).

والأوزجندي محمود بن عبد العزيز جد قاضيخان.

أما عند الإطلاق فهو شمس الأئمة السرخسي.

#المذهب_الحنفي

تعليقات الفاضل أبي الحسنات اللكنوي (١٣٠٤هـ) على كتائب الكفوي نفيسة مفيدة، لا من حيث إفادتها التراجم فحسب، بل لأنها تعلّم الباحث كيف يتعامل مع الأقوال التاريخية ويتتبعها، ومن أين يستمد الفوائد، وكيف يجمع إلى سعة الاطلاع القدرة على النقد والتمحيص، مع هدوء النفس ولطف القلم ورسوخ الأدب.

وقصدي بتعليقات اللكنوي ما ذكره بعد ترتيبه كتائب أعلام الأخيار للكفوي (٩٩٠هـ)، فقد قام بإعادة ترتيبه ألفبائيًا وتلخيصه وتحريره وسماه: الفوائد البهية في تراجم الحنفية فجاء كتابا نفيسا زيّنه بتعليقات وتراجم إضافية طُبعت معه باسم التعليقات السنية.

في الترمذي بسنده عن أبان بن عثمان، قال: سمعت عثمان بن عفان، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة:

بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم ثلاث مرات، فيضره شيء".

وكان أبان قد أصابه طرف فالج، فجعل الرجل ينظر إليه، فقال له أبان: ما تنظر؟ أما إن الحديث كما حدثتك، ولكني لم أقله يومئذ ليمضي الله علي قدره!

"ولا يزال طالبُ العلم عندي نبيلًا حتى يخوض فيما جرى بين السلف الماضين، ويقضي لبعضهم على بعض".

التاج السبكي

#منهجيات

واتخذ لنفسك وردا خلف الصلاة، تقرأ فيها القرآن وتذكر الله تعالى وتشكره على ما أودعك من الصبر وأولاك من النعم!
الإمام الأعظم لأبي يوسف القاضي

من مهمات ما ينتبه له #طالب_العلم عند مطالعة كلام مصنِّف أن ينظر في مقصده من هذا التصنيف:
هل هو تقرير مذهبه، أو الرد على خصومه، أو شرح متن يلتزم فيه بمذهب صاحبه، أو جدال أهل البدع..؟ فإن لكل مقام مقالًا.

#منهجيات

ورث الإمام الأجل محمد بن الحسن الشيباني عن أبيه ثلاثين ألف درهم، أنفق منها نحو خمسة عشر ألفًا على النحو والشعر، وخمسة عشر ألفًا على الحديث والفقه!

لم يبنِ بها بيتًا ولا اشترى بستانًا ولا جعلها تجارة!
كانوا ينفقون عمرهم ومالهم وأوقاتهم في سبيل #العلم!