#قال_الله_ﷻ :
﴿ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا الله وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (8) ﴾[سورة آل عمران] .
#قال_العلامة_عبدالرحمن_السعدي رحمه الله تعالى :
يخبر تعالى عن عظمته وكمال قيوميته أنه هو الذي تفرد بإنزال هذا الكتاب العظيم، الذي لم يوجد، ولن يوجد له نظير أو مقارب في هدايته وبلاغته وإعجازه وإصلاحه للخلق، وأن هذا الكتاب يحتوي على المحكم الواضح المعاني، البين الذي لا يشتبه بغيره، ومنه آيات متشابهات تحتمل بعض المعاني، ولا يتعين منها واحد من الاحتمالين بمجردها حتى تضم إلى المحكم، فالذين في قلوبهم مرض وزيغ وانحراف لسوء قصدهم يتبعون المتشابه منه؛ فيستدلون به على مقالاتهم الباطلة، وآرائهم الزائفة، طلبًا للفتنة وتحريفًا لكتابه، وتأويلًا له على مشاربهم ومذاهبهم ليضلوا ويضلوا.
وأما أهل العلم الراسخون فيه الذين وصل العلم واليقين إلى أفئدتهم، فأثمر لهم العمل والمعارف فيعلمون أن القرآن كله من عند الله وأنه كله حق محكمه ومتشابهه، وأن الحق لا يتناقض ولا يختلف، فلعلمهم أن المحكمات معناها في غاية الصراحة والبيان، يردون إليها المشتبه الذي تحصل فيه الحيرة لناقص العلم وناقص المعرفة، فيردون المتشابه إلى المحكم فيعود كله محكمًا ويقولون: ﴿ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ ﴾؛ للأمور النافعة والعلوم الصائبة ﴿ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) ﴾؛ أي: أهل العقول الرزينة، ففي هذا دليل على أن هذا من علامة أولي الألباب وأن اتباع المتشابه من أوصاف أهل الآراء السقيمة والعقول الواهية والقصود السيئة.
وقوله: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا الله ﴾؛ إن أريد بالتأويل معرفة عاقبة الأمور وما تنتهي وتئول إليه تعين الوقوف على ﴿ إِلَّا الله ﴾ حيث هو تعالى المتفرد بالتأويل بهذا المعنى، وإن أريد بالتأويل معنى التفسير ومعرفة معنى الكلام كان العطف أولى؛ فيكون هذا مدحًا للراسخين في العلم، أنهم يعلمون كيف ينزلون نصوص الكتاب والسنة محكمها ومتشابهها.
ولما كان المقام مقام انقسام إلى منحرفين ومستقيمين دعوا الله تعالى أن يثبتهم على الإيمان فقالوا: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا ﴾؛ أي: لا تملها عن الحق إلى الباطل ﴿ بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ﴾ تصلح بها أحوالنا؛ ﴿ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (8) ﴾؛ أي: كثير الفضل والهبات. وهذه الآية تصلح مثالًا للطريقة التي يتعين سلوكها في المتشابهات، وذلك أن الله تعالى ذكر عن الراسخين أنهم يسألونه ألَّا يزيغ قلوبهم بعد إذ هداهم؛ وقد أخبر في آيات أخر الأسباب التي بها تزيغ قلوب أهل الانحراف وأن ذلك بسبب كسبهم كقوله: ﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ﴾ [الصف: ٥]؛ ﴿ ثُمَّ انصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُم ﴾؛ ﴿ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾ [الأنعام: ١١٠]؛ فالعبد إذا تولى عن ربه، ووالى عدوه، ورأى الحق فصدف عنه ورأى الباطل فاختاره ولاه الله ما تولى لنفسه، وأزاغ قلبه عقوبة له على زيغه، وما ظلمه الله ولكنه ظلم نفسه، فلا يلم إلا نفسه الأمارة بالسوء. والله أعلم.
﴿ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا الله وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (8) ﴾[سورة آل عمران] .
#قال_العلامة_عبدالرحمن_السعدي رحمه الله تعالى :
يخبر تعالى عن عظمته وكمال قيوميته أنه هو الذي تفرد بإنزال هذا الكتاب العظيم، الذي لم يوجد، ولن يوجد له نظير أو مقارب في هدايته وبلاغته وإعجازه وإصلاحه للخلق، وأن هذا الكتاب يحتوي على المحكم الواضح المعاني، البين الذي لا يشتبه بغيره، ومنه آيات متشابهات تحتمل بعض المعاني، ولا يتعين منها واحد من الاحتمالين بمجردها حتى تضم إلى المحكم، فالذين في قلوبهم مرض وزيغ وانحراف لسوء قصدهم يتبعون المتشابه منه؛ فيستدلون به على مقالاتهم الباطلة، وآرائهم الزائفة، طلبًا للفتنة وتحريفًا لكتابه، وتأويلًا له على مشاربهم ومذاهبهم ليضلوا ويضلوا.
وأما أهل العلم الراسخون فيه الذين وصل العلم واليقين إلى أفئدتهم، فأثمر لهم العمل والمعارف فيعلمون أن القرآن كله من عند الله وأنه كله حق محكمه ومتشابهه، وأن الحق لا يتناقض ولا يختلف، فلعلمهم أن المحكمات معناها في غاية الصراحة والبيان، يردون إليها المشتبه الذي تحصل فيه الحيرة لناقص العلم وناقص المعرفة، فيردون المتشابه إلى المحكم فيعود كله محكمًا ويقولون: ﴿ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ ﴾؛ للأمور النافعة والعلوم الصائبة ﴿ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) ﴾؛ أي: أهل العقول الرزينة، ففي هذا دليل على أن هذا من علامة أولي الألباب وأن اتباع المتشابه من أوصاف أهل الآراء السقيمة والعقول الواهية والقصود السيئة.
وقوله: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا الله ﴾؛ إن أريد بالتأويل معرفة عاقبة الأمور وما تنتهي وتئول إليه تعين الوقوف على ﴿ إِلَّا الله ﴾ حيث هو تعالى المتفرد بالتأويل بهذا المعنى، وإن أريد بالتأويل معنى التفسير ومعرفة معنى الكلام كان العطف أولى؛ فيكون هذا مدحًا للراسخين في العلم، أنهم يعلمون كيف ينزلون نصوص الكتاب والسنة محكمها ومتشابهها.
ولما كان المقام مقام انقسام إلى منحرفين ومستقيمين دعوا الله تعالى أن يثبتهم على الإيمان فقالوا: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا ﴾؛ أي: لا تملها عن الحق إلى الباطل ﴿ بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ﴾ تصلح بها أحوالنا؛ ﴿ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (8) ﴾؛ أي: كثير الفضل والهبات. وهذه الآية تصلح مثالًا للطريقة التي يتعين سلوكها في المتشابهات، وذلك أن الله تعالى ذكر عن الراسخين أنهم يسألونه ألَّا يزيغ قلوبهم بعد إذ هداهم؛ وقد أخبر في آيات أخر الأسباب التي بها تزيغ قلوب أهل الانحراف وأن ذلك بسبب كسبهم كقوله: ﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ﴾ [الصف: ٥]؛ ﴿ ثُمَّ انصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُم ﴾؛ ﴿ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾ [الأنعام: ١١٠]؛ فالعبد إذا تولى عن ربه، ووالى عدوه، ورأى الحق فصدف عنه ورأى الباطل فاختاره ولاه الله ما تولى لنفسه، وأزاغ قلبه عقوبة له على زيغه، وما ظلمه الله ولكنه ظلم نفسه، فلا يلم إلا نفسه الأمارة بالسوء. والله أعلم.
#قال_الله_ﷻ :
*( إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ
بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ )*
📝 يقول الإمام ابن القيم رحمه الله :
⬅ ( شبَّه سبحانه مَن لا يستجيب لرسوله ﷺ :*
*بأصحاب القبور ؛ وهذا من أحسن التشبيه ، فإنَّ أبدانهم قبورُ قلوبِهم ، فقد ماتت قلوبُهم ، وقُبِرت في أبدانهم !! ) .*
📚 إغاثة اللهفان : (١/ ٢٢)
*( إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ
بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ )*
📝 يقول الإمام ابن القيم رحمه الله :
⬅ ( شبَّه سبحانه مَن لا يستجيب لرسوله ﷺ :*
*بأصحاب القبور ؛ وهذا من أحسن التشبيه ، فإنَّ أبدانهم قبورُ قلوبِهم ، فقد ماتت قلوبُهم ، وقُبِرت في أبدانهم !! ) .*
📚 إغاثة اللهفان : (١/ ٢٢)
🌤*#صــــبــــاحــــيــــات*🌤
*#الأثنين ١٣ رجـــ⑦ـــب ١٤٤٣هـ*
#قال_الله_ﷻ :
*﴿فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون
الله وهبنا له إسحاق ويعقوب﴾*
اعـــتـــزال المعصية
ومـــكـــان المعصية
وأهــــــــل المعصية ( لوجه الله )
يفتح للعبد بابا بإذن الله تعالى
من هبات الله وعطائه
اللهم هب لنا بفضلك وإحسانك
حسن الخاتمة واجعل خير أعمالنا
خواتيمها .
*♡سُـــبْـــحَﭑنَﷲ͜وَبحَـــــــمّدِه♡*
*♡سُـــبْـــحَﭑنَﷲ͜ﭑلعَظِيّـــــــــﻣْ♡*
*#الأثنين ١٣ رجـــ⑦ـــب ١٤٤٣هـ*
#قال_الله_ﷻ :
*﴿فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون
الله وهبنا له إسحاق ويعقوب﴾*
اعـــتـــزال المعصية
ومـــكـــان المعصية
وأهــــــــل المعصية ( لوجه الله )
يفتح للعبد بابا بإذن الله تعالى
من هبات الله وعطائه
اللهم هب لنا بفضلك وإحسانك
حسن الخاتمة واجعل خير أعمالنا
خواتيمها .
*♡سُـــبْـــحَﭑنَﷲ͜وَبحَـــــــمّدِه♡*
*♡سُـــبْـــحَﭑنَﷲ͜ﭑلعَظِيّـــــــــﻣْ♡*