الباحث حامد الطاهر _القناة الرسمية
3.37K subscribers
5.98K photos
3.13K videos
489 files
1.69K links
قناة علمية تاريخية
Download Telegram
حين يكون ثمن شهرتك تفرقة المسلمين.
ومقابل غناك وثرائك هدم الرموز وتحطيمهم.
وثمن بقائك على الساحة الافتراء والسب، والطعن في دعاة الأمة وعلمائها .
فأنت حدادي خائن ،مستعمل بمشيئتك أو رغما عنك او بجهل منك وحماقة من قبل أعدائك لمحاربة دينك وأهله باسم الدين.
الحدادية فرقة خائنة .
قال :يا أبت ،من هم الحدادية باختصار ؟
فقال :
قوم يحاربون الإسلام باسم الإسلام ، من أجل طاغوت لهم لا يعرف شيئا عن الإسلام حتى قراءة سورة الإخلاص.
كتب الإعلامي المصري الأستاذ تهامي منتصر :
"سعد" الهلالي.. أزهري أتلفه الهوي
والأزهر رمي طوبته !!

أود أن أؤكد في السطور الأولي أن صديقي القديم د. سعد الهلالي ليس بالفقيه المعتبر علميا ولا يعد في الجامعة الأزهرية عالما بضوابط التصنيف العلمي ولا وزن له بين زملائه بل ولا قيمة لما يهرف به بين الأنام ...
سعد كان صديقا لي منذ افتتحنا قناة أزهري الفضائية..في أول ظهور له جاء حاملا شنطة سوداء بسوستة فيها كتاب وقلم وساندويتش طعمية ... رحبت به وأدخلته علي خالد الجندي وكان مديرا للبرامج بالقناة ..رحب به الجندي وقدمه للمشاهدين بصفته عالما في الفقه المقارن ..انبهر خالد به انبهار القروي بالأوتوموبيل في ميدان رمسيس ١٩٤٠م .. وفي الأسبوع الثاني حضر الهلالي وجلست بينهما قبل بدء برنامج( المجلس) علي الهواء .. نظر إليه خالد الجندي نظرة صياد اصطاد عصفورة ضلت عشها ..وقال له :
وأنا هنا أقسم أني شاهد سامع وأنقل حرفيا ...
ماذا قال خالد الجندي للعصفورة التايهة التي سقطت في شباكه ؟
قال : اسمع يادكتور سعد ..أنا شامم فيك ريحة نجم وسوف أصنع منك نجما يعشقه الناس. بس بشرط !
خير يا شيخ خالد !
تسمع كلامي يادكتور سعد ..سيبك بقي من كلام المشايخ والأزهريين المكرر ده؛ قال الله وقال الرسول مجرد محفوظات ..أنا عاوزك تبحث عن الآراء الشاذة في الفقه الصادمة للمشاهدين ..المهم تحدث بلبلة ولغط ( وصحيحها لغطا ) لكن خالد اعتبر بعلمه الذي قرأه في نص مليون كتاب أن الباء في (بلبلة ) حرف جر فقال لغط علي نحو مانطق.
نظر د.سعد في وجه الجندي المتهلل بصيده الثمين .. وقال أمرك ياشيخ خالد أبحث والله المستعان .
المستعان علي آيه ياسعد ؟؟
علي إثارة الفتنة وشغل الناس بأفكار وفتاوي هدامه !
أكد خالد علي سعد رأيه وطلبه عاوزين نحرك المياة الراكدة في الفقه الإسلامي وننضف العقول الأزهرية بقي ...
حاضر ياشيخ خالد ..أمرك
ومن يومئذ تحول سعد من أستاذ مساعد بجامعة الأزهر إلي عازف في برنامج خالد الجندي يأتمر بأمره وينتهي عن ما يغضب خالد ....
وبدأمشوار العبث ..واللعب ..واختراع العجلة ..والقول بآراء ليست صادمة فقط بل تخرجه من زمرة طلاب الأزهر إلي مدرسة خالد الذي تعرفونه !!
واشتهر سعد كما تنبأ له خالد ....
وفي يوم سافر خالد إلي زوجته السعودية المقيمة بالنمسا ليطمئن علي ابنته .. وهنا لابد من بديل يقدم البرنامج ( المجلس ) بدلا عنه فأمر صاحب القناة ومالكها المهندس حسن طاطاناكي أن يقدم البرنامج تهامي منتصر...
وقدمت الحلقة مع د.سعد الهلالي وقد ظن أني معه في مدرسة الجندي الخاصة .. وبدأ يعزف علي طريقته وكنت مستعدا له بالاطلاع المناسب فاستوقفته خمس مرات أراجعه واعترض فتلبسه عفريت من الجن أظنه شمهورش .. فظل يتنفس الهجير والضجر من ساعة النحس التي أوقعته في تهامي منتصر.....
انتهت الحلقة ..فأقسم سعد لن يكررها حتي يعود شيخه وأستاذه من النمسا .. ورفعت الحلقة علي موقع القناة فلما عاد الجندي أمر بحذفها من الموقع ...
وانطلق مهرجان الفتاوي الصادمة علي نحو ماسمعتم من سعد الأزهري الذي أتلفه الهوي !!!!!
فهل غاب عن سعد غضب الناس عليه ؟
كلا هو يعرف أنه من المغضوب عليهم من الناس ومن جامعة ومشيخة الأزهرالشريف ولكن الصياد أحكم قبضته عليه ثم أخذ بيده إلي المتحدة وخصص له برنامجا يوميا ب ٩٠٩٠ يدور في الفلك مع موسي ولميس واللباس افندي مع مرتب فخم ضخم ..وهنا أعرض سعد عن غضبكم فرحا بما أوتي من مال وشهرة !!
ومازال السيرك منصوبا...
ومدرسة المشاغبين كاملة العدد
تهامي منتصر
إعلامي

تهامي منتصر
#صور | توثق كمين "كسر السيف" المركب الذي نفذته كتائب القسام ضد قوات الاحتلال قرب الحدود شرق بيت حانون، شمال قطاع غزة قبل يومين.
Forwarded from رصد العدو
سديروت …

🚨🚨🚨🚨
منقول
إياك أن يُخيفُكَ الباطِل وعلوه!
وإياك أن تَترُكَ الحقَ وإن أذهلكَ انحساره؛ فهو امتحانٌ من الله؛ ليميزَ به الخبيثَ من الطيب، ويصطفي به الثُلة التي سينصرها؛ فاطلب من الله الثبات، وقف صامدًا أمامَ رياح الباطل: ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾.
🍃حروبُ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم ليست دمويَّة :🍃
حقنُ الدِّماءِ عند إعلانِ الإسلام
عن كتاب؛ أخلاق الحروب في السنة النبوية، للدكتور راغب السّرجاني
قد يكون قتلُ أحد الأعداء أمرًا حتميًّا نتيجةَ جرائمِه السّابقةِ في حقِّ المسلمين، ولكنَّ الأخلاقَ النَّبويَّةَ الرّفيعةَ كانت تتَّجِه إلى إعطاءِ هذا العدوِّ فرصةً أخيرةً إذا أعلن إسلامَه، مع أنَّ هذا الإعلانَ غالبًا ما يكونُ لتجنُّبِ القتل، ولكنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقبلُ إسلامَ الشَّخصِ مهما كان تاريخُه العدائي، وليس في هذا إكراه في الدين، لأنَّ الأصلَ في الأمور بالنِّسبةِ لهؤلاء أنَّ الحكمَ بقتلِهم قد صدرَ بالفعل، وقبولُ إسلامِهم والعفوُ عنهم بعد صدورِ هذا الحكمِ هو منَّةٌ من رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم.
ومن أفضلِ الأمثلةِ على هذا الأمرِ ما رأيناه منه صلى الله عليه وسلم عندما أنكرَ على أسامة بن زيد رضي الله عنه قتلَه لمشركٍ محاربٍ بعد أن أعلنَ إسلامه، مع أنَّ كلَّ الظُّروفِ كانت تشيرُ إلى أنَّ المشركَ لم يعلِن إسلامَه إلا تَقِيَّة، فقد روى الإمام مسلم أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بَعثًا من المسلمين إلى قومٍ من المشركين، وإنَّهم التقوا فكان رجلٌ من المشركين إذا شاء أن يقصدَ إلى رجلٍ من المسلمين قصدَ له فقتله، وإن رجلاً من المسلمين قصد غفلته قال -أي الراوي-: وكنا نُحَدَّث أنه أسامة بن زيد، فلمّا رفع عليه السيف، قال: لا إله إلا الله، فقتلَه، فجاء البشيرُ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فسأله فأخبرَه، حتى أخبرَه خبرَ الرَّجل كيف صنع، فدعاه فسأله فقال: (لِمَ قَتَلْتَه؟!) قال: يا رسول الله أوجع في المسلمين، وقتل فلانًا وفلانًا، وسمَّى له نفرًا، وإنّي حملتُ عليه فلمّا رأى السَّيف؛ قال: لا إله إلا الله.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أقتلته؟!) قال: نعم. قال: (فكيفَ تصنعُ بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟!) قال: يا رسول الله استغفر لي. قال: (وكيف تصنعُ بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟)، قال: فجعل لا يزيده على أن يقول: (كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟).
.......


فالرَّجلُ الذي في القصَّةِ كان قد أوجعَ في المسلمين، وقتل بالفعلِ عددًا من الصَّحابة، وحارب أسامةَ بن زيد رضي الله عنه، ولمَّا سقط السَّيفُ من يده، وشعرَ أنَّ أسامةَ سيقتله قال: لا إله إلا الله، إنَّ أيَّ إنسانٍ في مكانِ أسامةَ لعلَّه سيأخذُ نفسَ القرارِ الذي أخذَه أسامة، فكلُّ الظُّروفِ توحي أنَّه من العجيبِ أن يدخلَ الإيمانُ فجأةً في قلبِ المقاتلِ المشركِ عند رؤيةِ السَّيف، لكنَّ منهجَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في حقنِ الدِّماء كان ينتهزُ الفُرصَ -ولو كانت واهيةً غير مقنعة- ليَرحمَ بها المقاتلَ ويعفوَ عنه.
وفي موقفٍ مشابهٍ أنكر الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم على خالد بن الوليد مثل هذا الأمر؛ فقد روى ابن عمر رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا؛ فقالوا: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتلُ ويأسر، ودفعَ إلى كلِّ رجلٍ منّا أسيرَه، فأمَرَ كُلَّ رجل مِنَّا أن يقتلَ أسيره، فقلت: والله لا أقتلُ أسيري، ولا يقتلُ رجلٌ من أصحابي أسيرَه، فذكرنا ذلك للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ ‏خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ) ‏مَرَّتَيْنِ.
لقد كان هذا تعليمًا للأمَّةِ كلِّها، وتحذيرًا شديدًا من القتل في غير محلِّه، بل هو في الوقتِ نفسِه حرصٌ شديدٌ من النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم على تفادي القتلِ عند أوَّلِ فرصةٍ تسنحُ بذلك، ممّا يؤكِّدُ لنا أن القتالَ في الإسلامِ إنَّما هو أمرٌ لا يكونُ إلا عند الحاجةِ الماسَّةِ إليه، ومتى وُجِدَت أيَّةُ فرصةٍ للخروجِ من القتالِ وحفظِ الدِّماء؛ كان الأخذُ بها هو منهجُ الإسلامِ ومنهجُ الرّسول صلى الله عليه وسلم .
وقد كان ما فعله خالد رضي الله عنه اجتهادًا شخصيًّا رآه وأخذ به، غير أنَّ مَن معه من الصَّحابة رضي الله عنهم لم يوافقوه فيما رأى، بل أنكروا عليه، ولم يُنفِذُوا أمرَه في هذا الشَّأن، ولا شكَّ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قَبِل عذرَ خالد لأنَّه لم يُقم عليه حدًّا، ولم يُغرِّمه دية، ولكن كان لابد من هذا التَّعليقِ الشَّديدِ كي لا يتكرَّرَ الفعلُ مرَّةً أخرى.
ومن أجملِ مواقفِ السّيرةِ ما حدث مع أبي سفيان زعيم مكَّةَ يوم ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم لفتحِها، بعد خيانةِ قريش وبني بكر لصلح الحديبية، وفي هذا الموقف قَبِل رسول الله صلى الله عليه وسلم إسلام أبي سفيان مع أنَّ الظُّروفَ المصاحبةَ لإعلانِ إسلامه قد تُشكِّك أيَّ إنسانٍ في مصداقيَّةِ هذا الإعلان.
ولكي نُقدِّرَ عظمةَ الأخلاقِ النَّبويَّةِ لابدَّ من العودةِ إلى تاريخِ أبي سفيان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين؛ لندركَ الظُّروفَ التي حقن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم دمَه.
لم يكن أبو سفيان رجلاً عاديًّا من رجالِ قريش، لكنَّه كان من الرِّجالِ المعدودين الذين يُشارُ إليهم بالحكمةِ وحسنِ القيادة، ولم يكن رجلاً محايدًا عندما ظهرت دعوةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنَّما كان مهاجمًا لها، محاولاً بكل الطُّرقِ أن يُوقِفَ مَدَّها، وأن يُجهِض نموَّها، ولقد ذكر الطَّبري أنَّ أبا سفيان كان ممَّن اجتمعوا في دار الندوة يخططون لقتلِ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبيل هجرته إلى المدينةِ المنوَّرة.
ولمّا كانت غزوة أحد، خرج أبو سفيان يقودُ ثلاثة آلاف مشركٍ لحربِ المسلمين، وكانت من أكبرِ الأزماتِ التي مرَّت بالمسلمين؛ فبعد الانتصارِ في أوَّلِ المعركةِ، تحوَّلَ النَّصرُ إلى مصيبة، وصارت الدَّولةُ للمشركين، واستشهد من المسلمين سبعون، وقَتَل أبو سفيان يومها سلمة بن ثابت رضي الله عنه، وقيل إنَّه هو الذي قتل حنظلة غسيل الملائكة وقال: حنظلة بحنظلة، أي أنَّ هذا الصحابيَّ بابنه حنظلة الذي قُتِلَ في بدر.


ظلَّ أبو سفيان زعيمًا لمكَّة حتى السَّنةِ الثّامنة من الهجرة، وكان صُلح الحديبية قد تمَّ منذ سنتين، وانضمَّت فيه قبيلةُ بني بكر لحلف المشركين، بينما انضمت قبيلةُ خزاعة لحلف المسلمين، ثمَّ حدثت الخيانةُ المعروفةُ من بني بكر، وقتلت عددًا من قبيلة خزاعة، وساعدتها قريش على ذلك، فنُقِضَ بذلك صلحُ الحديبية، ومن ثمَّ قرَّر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة بجيشٍ قوامه عشرة آلاف مؤمن.
إنَّها قصَّةٌ طويلة، وتفصيلاتُها كثيرة، وما يهمُّنا فيها أنَّ أبا سفيان كان يتولَّى كبرَ الأمر في حربِ المسلمين، وكان على رأس المهدِّدين لأمنِ الدَّولةِ الإسلاميَّة.
ضع كلَّ هذه الخلفيّاتِ المعقَّدةَ في ذهنِك، وأنت تحلِّلُ الطَّريقةَ التي تَعامَلَ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي سفيان عندما قابله في الطَّريقِ من المدينة إلى مكَّةَ أثناء التَّوجُّهِ لفتحِ مكَّةَ المكرَّمة.
إنَّنا ذكَرنا هذا التّاريخَ الطَّويلَ من العداءِ لنفقَه قيمةَ الخُلُقِ النَّبويِّ، وعظمةَ الرُّؤيةِ الإسلاميَّةِ للأمور.
لقد دارت الأيّام، وأصبح أبو سفيان في موقفٍ ضعيفٍ جدًا، ووجد نفسه عاجزًا عن الحركة، بل عن التَّفكير، وذلك عندما بُوغِتَ بالجيوشِ الإسلاميَّةِ على بعد عدَّةِ كيلومترات من مكة، وعلم أبو سفيان -يقينًا- أنَّه على رأسِ قائمةِ المطلوبين، فقد كان حريصًا في أكثر من مرَّةٍ على استهدافِ المسلمين، ورسولِهم صلى الله عليه وسلم ، وأصابت أبا سفيان حالةٌ من الرُّعبِ والهلع، ووجد أمامَه أحد أصدقائِه القدامى الذين آمنوا وانضمّوا إلى الصَّفِّ المسلم، وهو العبّاسُ بنُ عبدِ المطَّلب رضي الله عنه، عمُّ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، فاستغاثَه واستنجدَ به قائلاً: ما الحيلة؟ فداك أبي وأمي؟
قال العبّاسُ رضي الله عنه يخاطب أبا سفيان: "والله لئن ظَفِرَ بك لَيَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ".
وهذا هو التَّصرُّفُ الطَّبيعيُّ في تصوُّرِ العبّاس رضي الله عنه، وفي تصوُّرِ أيِّ مُطَّلِعٍ على تاريخ أبي سفيان مع المسلمين، ولكنَّ العبّاسَ رضي الله عنه لصداقتِه القديمةِ مع أبي سفيان، أو لرغبتِه الأكيدةِ في حفظِ دماء قريش، قرَّرَ أن يشفعَ لأبي سفيان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رضي الله عنه لأبي سفيان: "اركب معي هذه البغلة؛ حتى آتي بك رسول الله صلى الله عليه وسلم أستأمنُه لك"، فركب أبو سفيان مع العبّاس رضي الله عنه.
يتبع👈
.......


يقولُ العبّاس: "فخرجت به، فكلّما مررتُ بنارٍ من نيران المسلمين فقالوا: ما هذا؟ فإذا رأوا بغلةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها عمُّه قالوا: هذه بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها عمُّه، حتى مرَرنا بنارِ عمر بن الخطاب، فقال: من هذا؟ وقام إليَّ، فلما رآه على عجز البغلة عرفه، فقال: والله عدوُّ الله، الحمد الله الذي أمكن منك، فخرج يشتدُّ نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل، وركضت البغلة فسبقته بقدر ما تسبق الدّابّة البطيئة الرَّجل البطيء، فاقتحمت عن البغلة، فدخلتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل عمر فقال: هذا عدوُّ الله أبو سفيان، قد أمكن الله منه في غيرِ عهدٍ ولا عقد؛ فدعني أضربُ عنقَه، فقلتُ: قد أجرتُه يا رسول الله، ثم جلستُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فأخذتُ برأسه، فقلت: والله لا يناجيه الليلة رجل دوني، فلما أكثر عمر قلتُ: مهلاً يا عمر، فوالله لو كان رجلاً من بني عديٍّ ما قلتَ هذا، ولكنّه من بني عبد مناف.
فقال: مهلاً يا عباس، لا تقل هذا؛ فوالله لإسلامُك حينَ أسلمتَ كان أحبَّ إليَّ من إسلام الخطابِ أبي لو أسلم؛ وذلك أنّي قد عرفتُ أنَّ إسلامَك كان أحبَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلامِ الخطّاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يا عباس، اذهب به إلى رحلك، فإذا أصبح فائتنا به). فذهبتُ به إلى الرّحل فبات عندي، فلمّا أصبحت غدوتُ به، فلمّا رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ويحك يا أبا سفيان، ألم يأنِ لك أن تعلم أن لا إله إلا الله؟!) قال: بأبي أنت وأمي، ما أحلمك، وأكرمك، وأوصلك، وأعظم عفوك! لقد كاد أن يقع في نفسي أن لو كان إله غيره لقد أغنى شيئًا بعد. فقال: (ويحك يا أبا سفيان، ألم يأنِ لك أن تعلمَ أنّي رسول الله؟!)، قال: بأبي أنت وأمي، ما أحلمك، وأكرمك، وأوصلك، وأعظم عفوك! أما هذه والله فكان في النَّفسِ منها حتى الآنَ شيء، قال العباس: فقلت: ويلك أسلم، واشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسولُ الله قبل أن تُضربَ عنقُك. قال: فشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله".
لقد ضرب لنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في هذا الموقفِ مثلاً من أروعِ أمثلةِ المروءة والشَّهامة، كذلك من أروع أمثلة التَّجرُّدِ للهِ والحرصِ على الدَّعوة، كما أظهر حرصًا عجيبًا على حقن الدِّماءِ قلَّ أن تراه في التّاريخ أو الواقع.
إنَّ الذي فعلَه العبّاس رضي الله عنه ليس إكراهًا في الدّين، بل هو رحمةٌ بأبي سفيان، ورحمةٌ بكلِّ قريش، إنَّ قتلَ أبي سفيان في هذا الموقف لا يستنكرُه أحد، ولا ترفضُه أعرافُ الدُّولِ لا في القديم ولا في الحديث؛ فهو يُصَنَّفُ في القانون الدَّوليِّ الحديثِ على أنَّه مجرمُ حرب؛ لأنه دبَّرَ منذ سنتين محاولةَ "قتلٍ جماعيٍّ" لأهل المدينة المنورة، ونَقَضَ منذ أيام قليلةٍ عهدًا بينه وبين المسلمين راحَ ضحيَّة نقْضِهِ عددٌ من الرِّجال والنِّساء قتلى، بل إن الذي يمكن أن يتوقَّعَه أيُّ متابعٍ للأحداثِ أن يرفضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إسلامَ أبي سفيان في هذا الموقف، ويظنَّ -ظنًا أشبه باليقين- أنَّه ما فعل ذلك إلا تَقِيَّةً وخوفًا من القتل.. لكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يُظهِر شكًّا في إيمان أبي سفيان، بل قَبِلَهُ منه ببساطة، ولم يناقشه أو يستوثق منه، بل عفا عنه في لحظةٍ واحدة، لقد تناسى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في لحظةٍ واحدةٍ كلَّ الذِّكرياتِ المؤلمةَ والجراحَ العميقة، فقلبُه صلى الله عليه وسلم لا تغزوه الأحقاد، ولا سبيلَ للشَّيطانِ عليه.
وليُراجع العالمُ كيفَ يتعاملُ الزُّعماءُ والملوكُ مع معارضيهم ليدركوا عظمةَ نبيِّ الرَّحمةِ صلى الله عليه وسلَّم.
......