"إذا فشل مشروع من مشاريعك فقل إن الفلسطينيين سبب ذلك الفشل.."

‏• غسان كنفاني || أرض البرتقال.

لَكِنَّ العِيونَ عَبرَى والصُّدُور حَرّى..

شبائبُ رحمةِ اللهِ على كلِّ ثانيةٍ من أعماركم، وعلى كلِّ ذرّةٍ من أجسادكم الطاهرة.

عامٌ يا نبراس النّصر، عام يا وَتد القسّام!

السلام على الضيف، وجنوده، وحملة لوائه إلى يوم الدين..

لم يَكُن ضَيفًا؛
كانَ ظِلُّهُ مأوَى به نَحتَمي!

«وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا»

ليس الصراع اليوم على أرضٍ أو حدود فقط، إنما على ما فيك من إيمانٍ أيضًا، وعلى ما تبقّى من نورٍ في روحك المشتعلة بحب العدالة والقيم النبيلة.

إنهم لا يخافون سلاحك بقدر ما يخافون يقينك.. يريدون قلبك خاويًا، وروحك مشوّشة، وعقلك تائهًا بلا بوصلة. فالثبات أصبح مقاومة، والصدق بات تمرّدًا، والتمسّك بالأخلاق معركة.

فلا تستهِنْ بما تحفظه في داخلك، ففي هذا الزمان، البقاء على الفطرة بطولة ترعبهم..

«يُحبّون الحديث عن استقلال الدولة، ولكن يتحدّثون على مضض عن استقلال المواطنين. هذا الاستقلال، الذي لا توجد حرية بدونه، يُمكن "قمعُه، تدميرُه، سَلبُه، سحقُه" عبر الإرهاب أو عبر الإقناع المستمر "وغسيل الدماغ" على حدٍّ سواء. وبصرف النظر عن الطريقة المُستخدَمة؛ فالنتيجة واحدة: إنسان عالة مقهور، قد يكون أيّ شيء إلا أن يكون مواطنًا.»

• علي عزت بيجوفيتش || هروبي إلى الحرية.

«وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ»

غزّة صوتٌ لا يُكتم، ولا يُنسى، خوفٌ دائم يقطن القلوب، وجوعٌ يحاصر البطون والأرواح، وفقدٌ للأموال، وللأحباب، ونقصٌ من الثمرات، أرضٌ تمشي على أشلاء أبنائها، وسماءٌ تمطر نارًا لا غيثًا..

ورغم كل شيء، تصبر. صبر الضعيف، وصبر الثابت رغم الانهيار، وصبرُ من لا يرى النور لكنّه يؤمن أنه قادم.

تَبيتونَ في المَشتى مِلاءً بُطونُكُم
‏وجاراتُكُم غَرْثَى يَبِتْنَ خَمَائِصَا..

يُبادُ طفْلُهمُ الجَريحُ بلا صدى
ويُطاردُ الجوعُ الهَزيلَ بأضلُعِهْ..

يا ربِّ صلِّ على الذي ربطَ الحَجرْ
وعلى غزّةَ ما جوعها خُذلانُ بَشَرْ ﷺ

• أَريب | 🖤

إن حالَ الناسِ يُرثى له، جوعٌ نهشَ اللحم، ثم قضمَ العظم، ثم لا يكتفي حتى يُزهق الأرواح. وخوفٌ يُحيط بهم من كل صوب، وخذلانٌ يلفحهم كريحٍ لا ترحم. أنا لا أقول أنقذوهم من الموت والهلاك، بل أقول -وأعي ما أقول- أنقذوهم من الكفر، فقد حضرت أسبابه كلها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

غزّة لا تحتاجُ دعوةً عابرة، ولا منشورًا تُوهِمُ به نفسَك أنك أديتَ الواجب.
غزّة تحتاج كسرًا للحصار، وفعلًا يُرى على الأرض، لا حروفًا تُلقى في الهواء وتمضي.

انتهى زمنُ النصرة والتمكين، انتهى زمنُ فكّ الحصار، ورفع الظلم، وتحمّل التكليف. اليوم لم تعودوا على هامش الأحداث، بل في قائمة الخذلان وفي صفّ الأعداء. كلّ الأمة من كبيرها إلى صغيرها، من حُكّامها إلى علمائها، من خاذليها إلى صامتِيها "أنتم خصومُنا أمام الله" ويا لها من كلمات، ما أثقلها على من بقي في قلبه ذرة نخوة أو بقايا إيمان!

أيّ خصومة؟ أيُّ خذلان؟ وأيُّ عذابٍ سيقع عليكم من الله؟ لا عذر ولا مغفرة بعد اليوم، فالأشلاء واضحة، والدماء ناطقة، والحصار شاهد.

‏«توقفوا عن الدعاء لغزة، هذا يجعلكم تشعرون بالرضا الزائف.. قالوا "ليس أمامكم سوى الدعاء" وقد كذبوا! الدعاء ليس بديلًا عن واجبك الشرعي الذي تعرفه جيدًا‏».

• حازم صلاح أبو إسماعيل -فكّ الله أسره- | 🖤

«إذا أردتُم أن ننتصر في فلسطين ثوروا في أوطانكم، اخلعوا الاستعمار عن عرش نُفوسكم واطردوه من بلدانكم التي تعيش وهم "الاستقلال" إنّ جبهة الاستعمار واحدة، فلتكن جبهتنا جميعًا واحدة، ثوروا حتى لا نحرث في البحر ولا ندور في حلقةٍ مفرغة.»

• د. فتحي الشقاقي || رحلة الدم الذي هزم السيف.

اقطعْ رجاءكَ من حِسٍّ لسُلطانِ
يا من تُنادي لفرعونٍ وهامانِ

واللّٰهِ قَد كَثُرَتْ أعدادُنا عَبَثًا
فليسَ في الجَمعِ هذا نِصفُ إنسانِ

كمْ طِفلةٍ قَد قَضَتْ جُوعًا بخيمتِها
كانت تُغنّي "بِلادُ العُربِ أوطاني!"

يستغني الإنسان عن أخيه الإنسان، عن ابنه، عن زوجته، يُمكنه أن يعيش وحيدًا طَوال حياته، ولكنّه لا يستطيع أن يعيش جائعًا. الجوع بعدَ بضعة أيّام يُصبح عدوّ الإنسان الأوّل، إنه الحَرْبةُ الّتي تسيلُ على حَدِّها الحياة، ويَلمَع في شِباكها الموت. أعدى أعدائنا الجوع، ليسَ القذيفة الصّاروخيّة ولا الحزامُ النّاري؛ فذاك يقتل مرة، أما الجوع فيقتل ألف مرة. إنّها الحربُ الّتي لا تشبع، والغُول الّتي في كلّ مرّةٍ تزدادُ شراهة.. أما في هذه الدنيا كريمٌ تُزالُ به عن القلب الهموم، كما قال المتنبي؟

لا خير في الأمة.. أنجُ بنفسك!
قم فالدّينُ الذي لا يثور مع الجائعين، هو دينٌ من صُنعِ جلّاديك..
قُم في فعلٍ تنصر به غزّة، وتنجو أمام الله يوم القيامة..

اغتالوهم لأنهم يشبهونه.. لأنهم يحملون اسمه، وربما شيئًا من ملامحه.
العدو لا يقتل المقاتل وحده، بل يطعن روحه في زوجته، ويحرق قلبه في أطفاله.
هكذا يُشنق الوطن من أعمدته الصغيرة.

اغتيال زوجة وأبناء القائد حسين فيّاض