حِممٌ تُلقى مِن السَماء
براكينُ تَتفجر في الأرض!
إنّ هذا الدويّ الرهيب الذي يقصم سواد الليل، ليس دوي القنابل وحده.. إنما معه دوي حقدهم علينا وغدرهم لنا ويأسهم منا.

الله في أُمةٍ، جار الزمان بها
‏يفنى الزمان ولا يفنى لها ألمُ!

مجزرة رابعة - مصر

صلّى الإلهُ على النبيِّ وآلِهِ
‌‌وعلى الشُّهَداءِ الغُيُرِ الأحرارِ

• أَريب | 💚

يا ربّ كُلّ دَعوة تَوارت في أفئدتنا صُب عَليها القُبول صَبًا..

اللهمَّ لا تجعل إحسانَك إليَّ بحسب ثنائي عليك، ولا رأفتَك بي على قدرِ تضرُّعي إليك؛ فتسلبَني كريم ما خوَّلتني، وتنزعَ عنِّي جميلَ ما عوَّدتني، وتحرمَني موهبتَك أن تُفيضَها عليَّ، وتمنعَني رحمتَك أن تُنزلها إليَّ!

مهما خُيّلت لكم دباباتهم بأنها تسعى ستلقفُ غزّة ما يأفكون وسيُغلبوا وينقلبوا خاسرين.

ياربِّ وسِّع لي في عقلي؛ فلا يتمنى تعجيل ما كُتِب لي مُتأخرًا، ولا يرغب في تأخير ما رزقته عاجلًا، ووسِّع لي في قلبي؛ فلا يرى ما في يديه قليلًا، ولا يرى ما صرفتَ عنه كثيرًا، ووسِّع لي في بصيرتي وبصري؛ فلا أروي أرضًا لا تُزهر، ولا أحبُّ قلبًا لا يعرف الحبَّ، ولا أصادق من لا يصون الودَّ.

ياربِّ! يا واسع..

أنصار الله ترفعهم أكفّ الغزّيين على عرش قلوبها، فيترفّعون: إنما ننصركم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا. يُلبس القوم جهادَهم عباءة الثّناء المُستحق. تراهم يخجلون، يربّتون بإخلاصهم على جراحنا: أنتم سادة المجاهدين!

‏أغبطكم، ما أبهاكم، قد كنّا كفرنا بالعروبة، حتى تكلّم ⁧ اليمن⁩..

أسبوع على استشهاد أنس، أعظم صحفيٍ على الإطلاق، أهمُ من غطّى الحربَ في غزّة، أَشجعُ الرجال، وأكثرُ المحبوبينَ في شعبه، ماذا فعلتم لأجله؟ من منكم لديه القدرة على الإجابة! ماذا فعلت الجزيرة لأجل أنس؟ ماذا فعلت الصحافة العالمية؟ ماذا فعلَ زُملاء أنس خارج القطاع؟ ماذا فعلت الشعوب؟ ماذا فعلَ من يُتابعهُ حولَ العالم؟ كم مسيرةٍ خرجت لأجله؟ كم حراكٍ حقيقي حدث؟ كم رسالة تنديدٍ كُتبت لأجله؟ ماذا فعلتم يا جُبناء؟ من منكم يستطيعُ إجابتي على سؤالٍ واحد..
راحَ أنس، وبقي عارُ صمتكم فقط!
لا شيء.. فقط خسرنا أنس وتيتم أطفال أنس.

"نعوذ بك أن تفتر عزائمنا في أوجّ السعي، أن تتلاشى أقدامنا عند عتبة الوصول، أن يداهمنا اليأس في ذروة الأمل، أن نضيّع الوجهة وقت اشتداد اليقين، وأن نخلط الكسل بالعجز والتوكل بالتواكل، أو نركن للوقوف بين يديّ المحاولة".

في هذا الزّمن الّذي يُختَبَر فيه الإنسانُ بعِلمه، فيُرى أثرُ ما حصّل في أفعاله، وتُقام به الحُجّة عليه، أكرمني ربّي بالتخرّج من كلية الطب -تخصص التمريض- في جامعة النّجاح الوطنيّة، ومنَّ عليّ اليوم بالنجاح في امتحان مزاولة المهنة بمعدل 82.

ولستُ أُهدي تخرّجي إلى أهلي وأصدقائي في غزّة؛ فبئس الهدية هيَ إنْ لم تكن تُطعم من جوع، أو تقي من برد، أو تصرفُ أذى الصاروخ، أو تقوّي يدًا تضربُ باسم الله.

الحمدُللهِ الّذي تَحبّب إليّ وهو غَنيٌّ عنّي، ولولا فَضْلُه ما تعلّمْنا، ولولا هُداهُ ما اهتَدَينا، ولولا رحمته ما صَبَرْنا ولا شَكَرْنا. فله الحمدُ أوّلًا وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا، وسرًّا وعلانية.

فأرضيَ مشكاةٌ مصابيحها بها
رجالٌ تزيد الأرض عزّا لنفخرا

اللهمّ تقبّل رجالَ غزّة، الذين أذلّوا ترسانة الاحتلال، وتنكّر لهم العربان.

مصعب اشتية، المختطف لدى أجهزة السلطة، يواصل إضرابه عن الطعام لليوم الثاني على التوالي.

اللهمّ ثبّت قلب مصعب، واشد عضده، واجعل كيد الظالمين في نحرهم، وارزقه الحرية عاجلًا غير آجل..

«صلّى عليك اللهُ ما لفظَ الفدى
حرفًا من الأذكارِ والقرآن!» ﷺ

• أَريب | 💚

إنها ليلة مباركة، وأجمل من يحييها اليوم صواريخ توضّأت في اليمن، صلّت في سماء القدس، وبالنيابة عن كلّ أحرار العالم دوّت في يافا المحتلّة أجمل الأذكار: الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام.

فَلَو شئت أَن أَبكي دَمًا لبكيته
عليك ولَكِن ساحةُ الصَبر أَوسَع..

القصف يشتد والمجازر تتوالى وليلة أخرى تُثقِل كاهل غزّة بالدم والأشلاء، صفّارات الإسعاف لا تهدأ تتّجه نحو مجزرة قصف منزلٍ، تعقبها أخرى باستهداف خيامٍ، لتتسع رقعة الدم وتشمل القطاع على امتداده..
عدّاد الشهداء لا يتوقف، كما لو أنه يعدّ أرقامًا لا أرواحًا كانت قبل لحظات تتشبّث بخيط نجاةٍ واهٍ، وتساؤولاتٍ لا تنتهي "هل اقتربت الهدنة؟ هل هناك نهاية لهذا الجحيم؟"
لكن العدو لم يرتوِ بعد من دماء الجوعى الذين سلّط عليهم لشهورٍ نار حقده الدفين.. صواريخ، قذائف، وأطنانٌ من المتفجرات تنهال كالسّيل فلا تستثني أحدًا، في زمنٍ تجرّد فيه البشرُ من إنسانيتهم وباتت صرخات الفاقدين ومشاهد اشتعال الخيام خبرًا عابرًا يمرّون عليه في كل ليلة.

صنعاء تُقصف، صنعاء تشاطر غزّة أوجاعها..
اللهمّ اجعلهم في درعك الحصينة فإن لنا فيها أهل يحبوننا ونحبهم ولا تفجعنا بعزيز منهم يا الله.

"نعوذ بك أن تفتر عزائمنا في أوجّ السعي، أن تتلاشى أقدامنا عند عتبة الوصول، أن يداهمنا اليأس في ذروة الأمل، أن نضيّع الوجهة وقت اشتداد اليقين، وأن نخلط الكسل بالعجز والتوكل بالتواكل، أو نركن للوقوف بين يديّ المحاولة".

أنا أعرف جيدًا كيف أبتسم وسط البكاء، وكيف أقول لك تصبح على خير ولا أنام، أعرف جيدًا كيف أختبىء وأنت لا تعلم سِوى أنَّني بخير..