"قلبٌ عليلٌ ولا صحة لي، وبدنٌ سقيمٌ ولا قوّة لي، وقبرٌ موحشٌ ولا أنيس لي، وسفرٌ بعيدٌ ولا زادَ لي، وصراط رقيقٌ ولا جواز لي، ونارٌ حامية ولا بدن لي، وجنّة عالية ولا نصيب لي، وربٌ عادلٌ ولا حجة لي"

الشَّهادة هي المعادل الموضوعي للحياة، ونحنُ أمّةٌ لا تاريخ لها خارج الدَّم وخارج مسيرة الشَّهادة، بل وخارج المذابح والمجازر، ورغم ذلك لا ننكسِر ولا نَستسلِم ولا نُساوِم، وتبقى راياتُ جهادنا مشرعة.
الشَّهادةُ هي المعادل الموضوعي للحَياة، والشُّهداء هم عنوان الحَياة؛ لأنّهم لا يموتون بل ينزرعون في الأرض وتخضرّ بهم حياتنا.

• الشّهيد القائد د. فتحي الشّقاقي | 🖤

فاعفُ عنّي.. لأنّي دونَ عَفوك؛ مُتعَبٌ، مُثقَلٌ، تائهٌ، ذابلٌ، ضَعيفٌ، مُرتَجِف!

وما ضرَّهم ألَّا يعرفُهم عُمر؟ ولكنَّ الله يعرفُهم، وقَد أكرمَهم بالشَّهادة..

ربَّ فتيةِ الكهف، ارحم فتيةَ جنين..

على نَشرَةِ الأخبارِ في كلِّ ليلةٍ
نرى مَوتنا تَعلو وتَهوي مَعاوِلُه..

أَرَى الموتَ لا يَرضَى سِوانا فَرِيسَةً
كأَنَّا لعَمري أَهلُهُ وقَبائِلُه..

لنا يَنسجُ الأَكفانَ في كلِّ ليلةٍ
"لسَبعينَ" عامًا ما تَكلُّ مَغازِلُه..

لا خير في صباحٍ يعقب ليلةً دامية في غزة، قَتلت قواتُ الاحتلال نحو مئةِ شهيدٍ في غاراتٍ استهدفت منازلَ وخيامَ النازحين..
الحزنُ ثقيلٌ، أثقلُ من أن يُحتمل!

كفّوا لسان المراثي إنّها ترفُ..

‏الدُّعاء، أبلغ الودِّ، وأكمَلُ الشَّوقِ!

اللهُمَّ إنَّا نستودعك الوحيد في زنزانته، المخذول من أمَّته، المنسيُّ في عُزلته في أيِّ مكانٍ كان..

«وإذا لَيلُ الخَميسِ طَارِفُهُ بَدى
زِدْ بالصَّلاةِ على الحبيبِ مُحَمَّدا» ﷺ

«ياربّ صلِّ على النبي إمامنا
واعرضْ عليهِ صلاتنا وسلامنا» ﷺ

﴿قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا﴾

‏أحيانًا كلّ السّعي المَطلوب منكَ هوَ احتِرام التّوقيت الإلهيّ فقط..

كان الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام يُقاتل في المعارك بسيفين، لفرط مهارته، وكان غالبًا ما يُقاتل راجلًا دون فرس. وكانت درعه تَقي صدره فقط، لا ظهر لها، إذ لم يكن يُعطي ظهره لأعدائه. وكان هو حامل راية رسول الله ﷺ، المعروفة بـ"راية العقاب"، في المعارك.

وقد قال فيه حسان بن ثابت رضي الله عنه:
جبريلُ نادى معلنًا .. والنقعُ ليس بمنجلي
والمسلمون قد أحدقوا .. حول النبيّ المُرسلِ
لا سيفَ إلا ذو الفقار .. ولا فتى إلا علي.

«يا ربّ اهدِ الحَيارى
‏رُدَّ الغَائِبين،
وفُكّ الأسارى.»

وأعوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَن..

شهيدٌ جديدٌ في سجونِ الاحتلال..
اللهمَّ أسرانا، آوِهم برحمتك، وثبّت قلوبهم بقوّتك، وقوِّ عزائمهم، وواسِهم في غربتهم، وأعنهم على ما هم فيه. اللهمَّ خفّف عنهم وطأةَ القيد، وداوِ جراحَ أرواحهم، واجعلِ الفرجَ قريبًا لكربهم ومحنتهم، آمين!

«الليلُ في القلبِ.. لَا في عتمةِ الأُفقِ»

قومٌ إذا رُمتَ الرّثاء لفقدِهم
لشَممتَ رِيحَ المسكِ في الأقلامِ

كُتبَت تراجِمهُم بِنضحِ دمائهم
وكذَا تُخطّ تراجمُ الأعلامِ!