كنا نتوجع حين يُذكر اسم جنين أو طولكرم في دروب التهجير، وأزقة الصمود..
واليوم نُضيف مُخيميّ بلاطة وعسكر في نابلس، فصولًا جديدة في دفتر الجرح الفلسطيني..

وسط غفوةٍ إعلامية طويلة، نُسَطّر مأساةً لا يكاد يصل صداها إلى أحد، نزوحٌ جديد، ودمارٌ يزحف على البيوت، وتجويعٌ ممنهج، واعتقالاتٌ تطال الكبير والصغير..
بات صوت المخيم يبهت وأحلامه تضيق وتحوّل إلى ظلالٍ باهتة، لا ترى شيئًا.

صلّوا على طه وزلزِلوا خَيبَرْ
اليومَ نُبصِرُ خَرابَها الأَكبَرْ

• أَريب | 💚

يَخوضونَ المَنايا دونَ خَوفٍ
وَهَل يَخشَى أُولو البأسِ المَنايا!

اللهُمَّ وأيّما غازٍ غزاهم من أهلِ مِلّتك، أو مُجاهِدٍ جاهدهم من أتباعِ سُنّتك ليكون دينك الأعلى وحِزبك الأقوى وحظّك الأوفى فلَقّه اليُسر، وهيّئ له الأمر، وتولّه بالنّجح، وتخيّر له الأصحاب، واستقوِ له الظّهر، وأسبغ عليه في النّفقة، ومتّعه بالنّشاط..

وعلى الضّفة الأخرى من صراع الحرب..
تقفُ غزّةُ وحدها في العراء، تنزفُ بصمتٍ، وتُذبحُ على مَرأى العالم.. لا تصحو الضّمائرُ لصوت طفلٍ يستغيث، ولا لمشهدِ أُمٍّ يعلو غُبار الرّكام فوق جُثّتها.. كأنّ الإنسانيّة قد بُتِرت، والعجز بات لغة العَصر؛ لا استنكار، ولا حتّى شجبٌ، مجرّد صمتٍ كثيفٍ، أثقل من الدّمار..

وفي قلب المشهد، يغيب الأقصى.. فقد أُغلق منذ اثني عشر يومًا، لا يُؤذَّن فيه، ولا تُقام صلاة، ولا تُرفع أكفُّ الدعاء بين جنباته. كأنّ الصمت امتدَّ من غزّة إلى قبلة الأرواح، ليخنق ما تبقّى من نبضٍ في هذه الأمة..

فالحَقُّ يؤْخَذُ عنوةً بِكِفاحِنا
والأمرُ سهلٌ إنْ أَتى القَسّامُ..

وإنَّكَ تعلمُ المَكنونَ في نفسي
ترى ضنكي وضعفَ الحالِ مِن يأسي
فَهَبْ لي مِن لَدُنْكَ هُدًى يُخلِّصني..

أقبِّلُ نُبْلَ أقدامٍ .. بها يتشرَّفُ الشَّرفُ
‏بِعزّةِ أرضِنا انغرسَتْ .. فلا تكبو وترتجفُ

1447 هـ
نشرق اليوم على بوابة عامٍ هجريٍّ جديد، فتنفض الذاكرة عنها غبار الغفلة، وتتجه القلوب صوب يثرب، صوب الهجرة الأولى حيث عبر الحبيب ﷺ الصحراء لاجئًا بالإيمان، فصار التاريخ يبدأ من خطاه.

اللهمّ اجعله عامًا تُغاث فيه القلوب كما تُغاث الأرض بالمطر، عامًا يُرفع فيه الحصار، ويزول فيه الجوع، ويتوقف فيه القتل والدمار، ويُردّ فيه أهلنا في غزّة والضّفة إلى ديارهم أعزّاء منصورين، عامًا تُفتح فيه أبواب بيت المقدس، وتُكسر فيه قيود الأسر..

كُل عامٍ ونحنُ نشهدُ أنَّ لا إله إلاّ الله،
وأنَّ حبيبنا مُحمّد رَسُول الله 💕

كان رجل الظل في معركةِ فلسطين، خادمها، وصاحبُ الدعمُ الأول وتسليح مقاومتها وإسناد شعبها.
القسام ينعى شهيد فلسطين الكبير
القائد الجنرال "الحاج رمضان"

«اللهُمَّ صلِّ على إمام المجاهدين، وقائدِ الأحرارِ الميامين، وأشجعِهم في الميادين، عددَ ما قذفتْ قذائفُ الياسين، وانطلقتْ رصاصاتُ المجاهدين في صدورِ الصهاينةِ المعتدين، صلواتٌ تُزلزل بها عروشَ الظالمين، وتثبّت بها أقدامَ عبادك المجاهدين، وتنصر بها أهلَ الحقّ يومَ الدين».

تل أبيب.. التي باتت قِبلةَ حُكّام العرب، يحجّون إليها، يطلبون منها صكوكَ الغفران، أو صكوكَ اعتمادٍ لأنظمتهم!

• سيّد الطوفان يحيى السنوار | 💚

كان اللّٰهُ في عَون كُلّ مَن يَسلُك الطّرِيق وَحدَهُ، يتألّم وَحدَهُ، يسقُط وينهَض وَحدَهُ، يتخطّىٰ وَحدَهُ، يبكي آخِر اللَّيلِ وَحدَهُ.

مَعيّة اللّٰه تُرافِقُ كُلَّ مَن لَا صَاحِبَ لَهُ! ❤️‍🩹

فنحن تربُ بِلادٍ ضَمَّها رَجُلٌ
الضيفُ يُدعى وَفيهِ المَجْدُ يََكتَمِلُ..

يا ربّ نُؤجر على الأرق وكثرة التفكير في أصغر الأمور لأكبرها دون إرادة منّا، والخوف المُبهم تجاه حتى الأشياء المجهولة..
يا ربّ نُؤجر على كلّ مرة جافانا فيها النعاس لدرجة التعب ولَم تُسعفنا رؤوسنا القلقة للنوم!

أينما نولّي، فثمّ وجهُ الموت، والقصفُ، والفقدُ، والحرقُ..
كلّ الجهات رماد، كلّ الأصوات صراخ، وكلّ البيوت أطلالٌ تنتحبُ فوقها الأرواحُ..
غزّة تصرخ، تُباد وتُنتزع من الحياة شبرًا شبرًا، نخلةً نخلة، صوتًا صوتًا، قلبًا قلبًا..

آتيك، وقد خارَت قُواي، وكلّ سعيي، أنتَ ربُّ العالمين وربّي، بكَ أستَجير، وعليك أتوكَّل، ولا حولَ ولا قوّة لي إلّا بك.

إلى مَن تكِلُني! وأنتَ وليِّي في الدُّنيا والآخرة، هيِّئ لي من أمري مخرجا، وألهمني الصّبر والسّلوان، وحلِّني بالحِكمة، وثبّتني، وثبّتني، وثبّتني.

اللهُمّ أسرانا لا يملكون من الأمرِ شيئًا، قلوبهم بين يديك، وأقدارهم لا يخطّها سواك.
اللهُمّ أنتَ مولاهُم ولا مَولى لِمن عاداهُم، احفظهم بعينك التي لا تنام، واكفِهم شرَّ كلّ طاغٍ لا يرحم.

في ودائعكَ يا الله أسرانا جمعًا.