شبكة قنوات " أَبْوَابَ الإِيمانِ "
Photo
السؤال: هل فرح يزيد بمقتل الإمام الحسين (عليه السلام)؟
10 أغسطس 2025 بواسطة
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية لا بأس أنْ يعلم السائل بأنَّ يزيد (لعنه الله تعالى) هو من أمر بقتل الإمام الحسين (عليه السلام) كما نصَّ عليه الكثير من العلماء.
قال اليعقوبيُّ في ملك يزيد بن معاوية: (وكان غائباً، فلما قدم دمشق كتب إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ـ وهو عامل المدينة ـ : إذا أتاك كتابي هذا، فاحضر الحسين بن علي، وعبد الله بن الزبير، فخذهما بالبيعة لي، فإنْ امتنعا فاضرب أعناقهما، وابعث لي برؤوسهما، وخذ الناس بالبيعة، فمن امتنع فأنفذ فيه الحكم، وفي الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير، والسلام) [تاريخ اليعقوبيّ ج2 ص241].
وقال أحمد بن أعثم الكوفيّ والموفَّق الخوارزميّ ـ واللفظ للأوَّل ـ ما نصُّه: (من عبد الله يزيد بن معاوية أمير المؤمنين إلى الوليد بن عتبة، أمَّا بعد: فإنَّ معاوية ... قد كان عهد إليَّ عهداً وجعلني له خليفةً من بعده، وأوصاني أنْ أحدثَ آل أبي تراب بآل أبي سفيان، لأنهم أنصار الحق وطلاب العدل، فإذا ورد عليك كتابي هذا فخذ البيعة على أهل المدينة والسلام. قال: ثمَّ كتب إليه في صحيفةٍ صغيرةٍ ـ كأنَّها أُذن فأرة ـ : أمَّا بعد: فخذ الحسين بن علي، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر بن الخطَّاب أخذاً عنيفاً ليست فيه رخصة، فمن أبى عليك منهم فاضرب عنقه وابعث إليَّ برأسه) [الفتوح ج5 ص9، مقتل الحسين ج1 ص٢٦٢].
إذا بان هذا، فاعلم بأنَّ العلماء نقلوا في كتبهم فرح يزيد واستبشاره حين بلغه مقتل الإمام الحسين (عليه السلام).
فقد روى الطبريّ عن أبي عُبيدة معمر بن المثنَّى أنَّ يونس بن حبيب الجرميّ حدَّثه قال: (لما قتل عبيد الله بن زياد الحسين بن علي (عليه السلام) وبني أبيه بعث برؤوسهم إلى يزيد بن معاوية فسرَّ بقتلهم أوَّلاً، وحسنت بذلك منزلة عبيد الله عنده، ثمَّ لم يلبث إلَّا قليلاً حتَّى ندم على قتل الحسين، فكان يقول: وما كان عليَّ لو احتملت الأذى وأنزلته معي في داري وحكَّمته فيما يريد، وإنْ كان عليَّ في ذلك وكَفٌ ووهنٌ في سلطاني، حفظاً لرسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) ورعاية لحقه وقرابته، لعن الله ابن مرجانة...) [تاريخ الطبريّ ج4 ص388، تاريخ دمشق ج10 ص94]، وغيرهما.
وإذا قال قائل: كما روى العلماء فرح يزيد واستبشاره بقتل الإمام الحسين (عليه السلام) فقد رووا بكاءه وحزنه؟
فنقول: إنَّ هذا من أكاذيبه الواضحة، فإنَّ السبب في فعله هذا هو سخط الرعية عليه لقتله الحسين (عليه السلام).
والشاهد على هذا: ما نقله المؤرِّخ الطبريّ من كلام يزيد نفسه، حيث قال: (فبغَّضني [يعني ابن زياد] بقتله إلى المسلمين، وزرع لي في قلوبهم العداوة، فبغضني البر والفاجر، لما استعظم الناس من قتلي حُسيناً، مالي ولابن مرجانة لعنه الله وغضب عليه) [تاريخ الطبريّ ج3 ص 365].
وقد أجاب مركزنا عن هذا السؤال بالتفصيل تحت عنوان (هل صح أنَّ يزيد بكى على الحسين؟) فراجع واغتنم.
هذا، ويؤيِّد فرح يزيد (لعنه الله تعالى) ورضاه بقتل الإمام الحسين (عليه السلام): إنشاده لأبيات ابن الزبعرى التي عبَّر من خلالها عن كامل رضاه وسروره من جهة، وشدَّة حقده وكفره من جهة أُخرى.
قال المطهَّر بن طاهر المقدسيُّ: (ثمَّ بعث به وبأولاده إلى يزيد بن معاوية، فذُكر أنَّ يزيد أمر بنسائه وبناته فأقمن بدرجة المسجد حيث توقف الأسارى لينظر الناس إليهنَّ، ووضع رأسه بين يديه وجعل ينكت بالقضيب في وجهه وهو يقول:
ليت أشياخي ببدر شهدوا .. جزع الخزرج من وقع الأسل ..
لأهلوا واستهلوا فرحاً .. ولقالوا يا يزيد لا تسل) [البدء والتاريخ ج6 ص12].
وقال سبط ابن الجوزيّ: (وأمَّا المشهور عن يزيد في جميع الروايات: أنّه لما حضر الرأس بين يديه جمع أهل الشام وجعل ينكت عليه بالخيزران ويقول أبيات ابن الزبعرى:
ليت أشياخي ببدر شهدوا .. وقعة الخزرج من وقع الأسل ..
قد قتلنا القرن من ساداتهم .. وعدلنا قتل بدر فاعتدل ....
إلى قوله: قال الشعبي: وزاد فيها يزيد فقال:
لعبت هاشم بالملك فلا .. خبر جاء ولا وحي نزل ..
لست من خندف إنْ لم أنتقم .. من بني أحمد ما كان فعل) [تذكرة الخواص ص ٢٣٥].
وقال أبو الفرج الأصفهانيُّ: (ووضع الرأس بين يدي يزيد (لعنه الله) في طست، فجعل ينكته على ثناياه بالقضيب وهو يقول:
نفلِّق هاماً من رجالٍ أعزَّةٍ .. علينا وهم كانوا أعق وأظلما ....
إلى قوله: وقيل: إنه تمثل ـ أيضاً ـ والرأس بين يديه بقول عبد الله بن الزبعرى:
ليت أشياخي ببدر شهدوا .. جزع الخزرج من وقع الأسل ..
قد قتلنا القرم من أشياخهم .. وعدلناه ببدر فاعتدل) [مقاتل الطالبيين ص119].
والنتيجة النهائية من كلِّ ذلك، ثبوت فرح يزيد (لعنه الله تعالى) واستبشاره بمقتل الإمام الحسين (عليه السلام)، كما صار واضحاً .. والحمد لله ربِّ العالمين.
#رد_الشبهات
10 أغسطس 2025 بواسطة
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية لا بأس أنْ يعلم السائل بأنَّ يزيد (لعنه الله تعالى) هو من أمر بقتل الإمام الحسين (عليه السلام) كما نصَّ عليه الكثير من العلماء.
قال اليعقوبيُّ في ملك يزيد بن معاوية: (وكان غائباً، فلما قدم دمشق كتب إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ـ وهو عامل المدينة ـ : إذا أتاك كتابي هذا، فاحضر الحسين بن علي، وعبد الله بن الزبير، فخذهما بالبيعة لي، فإنْ امتنعا فاضرب أعناقهما، وابعث لي برؤوسهما، وخذ الناس بالبيعة، فمن امتنع فأنفذ فيه الحكم، وفي الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير، والسلام) [تاريخ اليعقوبيّ ج2 ص241].
وقال أحمد بن أعثم الكوفيّ والموفَّق الخوارزميّ ـ واللفظ للأوَّل ـ ما نصُّه: (من عبد الله يزيد بن معاوية أمير المؤمنين إلى الوليد بن عتبة، أمَّا بعد: فإنَّ معاوية ... قد كان عهد إليَّ عهداً وجعلني له خليفةً من بعده، وأوصاني أنْ أحدثَ آل أبي تراب بآل أبي سفيان، لأنهم أنصار الحق وطلاب العدل، فإذا ورد عليك كتابي هذا فخذ البيعة على أهل المدينة والسلام. قال: ثمَّ كتب إليه في صحيفةٍ صغيرةٍ ـ كأنَّها أُذن فأرة ـ : أمَّا بعد: فخذ الحسين بن علي، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر بن الخطَّاب أخذاً عنيفاً ليست فيه رخصة، فمن أبى عليك منهم فاضرب عنقه وابعث إليَّ برأسه) [الفتوح ج5 ص9، مقتل الحسين ج1 ص٢٦٢].
إذا بان هذا، فاعلم بأنَّ العلماء نقلوا في كتبهم فرح يزيد واستبشاره حين بلغه مقتل الإمام الحسين (عليه السلام).
فقد روى الطبريّ عن أبي عُبيدة معمر بن المثنَّى أنَّ يونس بن حبيب الجرميّ حدَّثه قال: (لما قتل عبيد الله بن زياد الحسين بن علي (عليه السلام) وبني أبيه بعث برؤوسهم إلى يزيد بن معاوية فسرَّ بقتلهم أوَّلاً، وحسنت بذلك منزلة عبيد الله عنده، ثمَّ لم يلبث إلَّا قليلاً حتَّى ندم على قتل الحسين، فكان يقول: وما كان عليَّ لو احتملت الأذى وأنزلته معي في داري وحكَّمته فيما يريد، وإنْ كان عليَّ في ذلك وكَفٌ ووهنٌ في سلطاني، حفظاً لرسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) ورعاية لحقه وقرابته، لعن الله ابن مرجانة...) [تاريخ الطبريّ ج4 ص388، تاريخ دمشق ج10 ص94]، وغيرهما.
وإذا قال قائل: كما روى العلماء فرح يزيد واستبشاره بقتل الإمام الحسين (عليه السلام) فقد رووا بكاءه وحزنه؟
فنقول: إنَّ هذا من أكاذيبه الواضحة، فإنَّ السبب في فعله هذا هو سخط الرعية عليه لقتله الحسين (عليه السلام).
والشاهد على هذا: ما نقله المؤرِّخ الطبريّ من كلام يزيد نفسه، حيث قال: (فبغَّضني [يعني ابن زياد] بقتله إلى المسلمين، وزرع لي في قلوبهم العداوة، فبغضني البر والفاجر، لما استعظم الناس من قتلي حُسيناً، مالي ولابن مرجانة لعنه الله وغضب عليه) [تاريخ الطبريّ ج3 ص 365].
وقد أجاب مركزنا عن هذا السؤال بالتفصيل تحت عنوان (هل صح أنَّ يزيد بكى على الحسين؟) فراجع واغتنم.
هذا، ويؤيِّد فرح يزيد (لعنه الله تعالى) ورضاه بقتل الإمام الحسين (عليه السلام): إنشاده لأبيات ابن الزبعرى التي عبَّر من خلالها عن كامل رضاه وسروره من جهة، وشدَّة حقده وكفره من جهة أُخرى.
قال المطهَّر بن طاهر المقدسيُّ: (ثمَّ بعث به وبأولاده إلى يزيد بن معاوية، فذُكر أنَّ يزيد أمر بنسائه وبناته فأقمن بدرجة المسجد حيث توقف الأسارى لينظر الناس إليهنَّ، ووضع رأسه بين يديه وجعل ينكت بالقضيب في وجهه وهو يقول:
ليت أشياخي ببدر شهدوا .. جزع الخزرج من وقع الأسل ..
لأهلوا واستهلوا فرحاً .. ولقالوا يا يزيد لا تسل) [البدء والتاريخ ج6 ص12].
وقال سبط ابن الجوزيّ: (وأمَّا المشهور عن يزيد في جميع الروايات: أنّه لما حضر الرأس بين يديه جمع أهل الشام وجعل ينكت عليه بالخيزران ويقول أبيات ابن الزبعرى:
ليت أشياخي ببدر شهدوا .. وقعة الخزرج من وقع الأسل ..
قد قتلنا القرن من ساداتهم .. وعدلنا قتل بدر فاعتدل ....
إلى قوله: قال الشعبي: وزاد فيها يزيد فقال:
لعبت هاشم بالملك فلا .. خبر جاء ولا وحي نزل ..
لست من خندف إنْ لم أنتقم .. من بني أحمد ما كان فعل) [تذكرة الخواص ص ٢٣٥].
وقال أبو الفرج الأصفهانيُّ: (ووضع الرأس بين يدي يزيد (لعنه الله) في طست، فجعل ينكته على ثناياه بالقضيب وهو يقول:
نفلِّق هاماً من رجالٍ أعزَّةٍ .. علينا وهم كانوا أعق وأظلما ....
إلى قوله: وقيل: إنه تمثل ـ أيضاً ـ والرأس بين يديه بقول عبد الله بن الزبعرى:
ليت أشياخي ببدر شهدوا .. جزع الخزرج من وقع الأسل ..
قد قتلنا القرم من أشياخهم .. وعدلناه ببدر فاعتدل) [مقاتل الطالبيين ص119].
والنتيجة النهائية من كلِّ ذلك، ثبوت فرح يزيد (لعنه الله تعالى) واستبشاره بمقتل الإمام الحسين (عليه السلام)، كما صار واضحاً .. والحمد لله ربِّ العالمين.
#رد_الشبهات
😢5
#آداب_الزيارة
🔹قناة التليجرام ↙️
https://t.me/h_320_h
🔹شبكة أبواب الأيمان ↙️
https://solo.to/abouab_alaiman
🔹قناة التليجرام ↙️
https://t.me/h_320_h
🔹شبكة أبواب الأيمان ↙️
https://solo.to/abouab_alaiman
❤4
شبكة قنوات " أَبْوَابَ الإِيمانِ "
Photo
ماذا خرج الإمام السجَّاد مع أبيه وهو مريض؟
2 أغسطس 2025
السؤال: المعروف أنَّ محمَّد بن الحنفية (عليه السلام) لم يخرج إلى كربلاء بسبب المرض، فلماذا خرج الإمام السجَّاد مع أبيه وهو مريض؟
بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية لا بأس أنْ يُعلم بأنَّ الإمام السجَّاد (عليه السلام) كان يعاني من المرض في يوم عاشوراء، الأمر الذي حال بينه وبين المشاركة في القتال مع أبيه الحسين (عليه السلام) وسائر أهل بيته وأصحابه.
قال أبو مخنف: (قال هشام: حدَّثني أبي، عن النوار بنت مالك قالت: أقبل خولّي برأس الحسين، فوضعه تحت إجانةٍ في الدار، ثمَّ دخل البيت فأوى إلى فراشه، فقلت له: ما الخبر ما عندك؟ قال: جئتك بغنى الدهر، هذا رأس الحسين معك في الدار ... إلى قوله: وأقام عمر بن سعد يومه ذلك والغد، ثمَّ أمر حُميد بن بكير الأحمريّ، فأذَّن في الناس بالرحيل إلى الكوفة، وحمل معه بنات الحسين وأخواته ومن كان معه من الصبيان وعلي بن الحسين مريض) [مقتل الحسين ص203، تاريخ الطبري ج5 ص455، الكامل في التاريخ ج3 ص185، نهاية الأرب ج20 ص464]، وغيرها.
وروى الشيخ المفيد عن حُميد بن مُسلم، وفيه: (ثمَّ انتهينا إلى عليِّ بن الحسين (عليه السلام) وهو منبسطٌ على فراش وهو شديد المرض، ومع شمر جماعةٌ من الرجالة، فقالوا له: ألا نقتل هذا العليل؟ فقلت: سبحان الله، أيقتل الصبيان؟ إنّما هو صبيٌّ، وإنه لما به، فلم أزل حتَّى رددتهم عنه) [الإرشاد ج2 ص112].
إذا بان هذا ـ عزيزي السائل ـ فاعلم بأنَّ الثابت في المصادر أنَّ الإمام السجَّاد (عليه السلام) حين خروجه إلى كربلاء لم يكن مريضاً وإنما طرأ عليه المرض في أيام كربلاء، مما أفقده القدرة على الجهاد مع أبيه (عليه السلام)، فإنَّ كلَّ من نصَّ على خروجه لم يذكر شيئاً عن مرضه (عليه السلام) وإلَّا لبان واشتهر في كلمات أهل التاريخ والسِّير.
من ذلك:
1ـ ما قاله أبو مخنف: (وأمَّا الحسين، فإنه خرج ببنيه وإخوته وبني أخيه وجلّ أهل بيته إلَّا محمَّد بن الحنفية، فإنه قال له: يا أخي، أنت أحبُّ الناس إليَّ وأعزَُهم عليَّ ولستُ أدَّخر النصيحة لأحدٍ من الخلق أحق بها منك، تنحَّ بتبعتك عن يزيد بن معاوية وعن الأمصار ما استطعت ... قال له الحسين: فإنّي ذاهبٌ يا أخي) [مقتل الحسين ص8، أنساب الأشراف ج5 ص303، تاريخ الطبري ج4 ص253]، وغيرها.
2ـ وما قاله ابن قتيبة الدينوريّ: (ولما أصبح الوليد بلغه خبره، فوجَّه في أثره حبيب بن كوين في ثلاثين فارساً، فلم يقعوا له على أثر، وشغلوا يومهم ذلك كله بطلب ابن الزبير. فلمَّا أمسوا، وأظلم الليل مضى الحسين (رضي الله عنه) أيضاً نحو مكَّة، ومعه أختاه، أم كلثوم، وزينب، وولد أخيه، وإخوته أبو بكر، وجعفر، والعبَّاس، وعامَّة من كان بالمدينة من أهل بيته إلَّا أخاه محمَّد بن الحنفية، فإنَّه أقام) [الأخبار الطوال ص228].
3ـ وما رواه الشيخ الصدوق بسنده عن أبي عبد الله الصادق عن أبيه، عن جدِّه (عليهم السلام)، وفيه: (فانتبه الحسين (عليه السلام) من نومه باكياً، فأتى أهل بيته، فأخبرهم بالرؤيا وودَّعهم، وحمل أخواته على المحامل، وابنته وابن أخيه القاسم ابن الحسن بن علي (عليهم السلام) ثمَّ سار في أحد وعشرين رجلاً من أصحابه وأهل بيته، منهم: أبو بكر بن علي، ومحمَّد بن علي، وعثمان بن علي، والعبَّاس بن علي، وعبد الله بن مُسلم بن عقيل، وعلي بن الحسين الأكبر، وعلي بن الحسين الأصغر) [الأمالي ص217].
هذا، ويُفهم من بعض النصوص التصريح بكون مرضه (عليه السلام) بدأ في كربلاء وليس قبله، وهو ما ذكره العلَّامة ابن شهر آشوب، فقال: (قال أحمد بن حنبل: كان سبب مرض زين العابدين (عليه السلام) في كربلاء أنه كان أُلبس درعاً ففضل عنه، فأخذ الفضلة بيده ومزَّقه) [مناقب آل أبي طالب ج3 ص284]. وكأنَّه يوحي إلى عينٍ أصابته، نظير ما روي في حق محمَّد بن الحنفية [يُنظر: اللهوف ص164].
وأمَّا عن طبيعة المرض الذي أُصيب به (عليه السلام) فهناك جوابٌ مفصَّل لمركزنا تحت عنوان (مرض الإمام زين العابدين)، فراجع واغتنم.
والنتيجة النهائيَّة من كلِّ ذلك، أنَّ الإمام السجَّاد (عليه السلام) لم يكن مريضاً حينما خرج مع الركب الحسينيّ، وإنما مرض في أيام كربلاء؛ ولذلك فلا يصح السؤال المذكور، لكونه مبنياً على فرضية وقوع المرض قبل كربلاء.. والحمد لله ربِّ العالمين.
#رد_الشبهات
2 أغسطس 2025
السؤال: المعروف أنَّ محمَّد بن الحنفية (عليه السلام) لم يخرج إلى كربلاء بسبب المرض، فلماذا خرج الإمام السجَّاد مع أبيه وهو مريض؟
بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية لا بأس أنْ يُعلم بأنَّ الإمام السجَّاد (عليه السلام) كان يعاني من المرض في يوم عاشوراء، الأمر الذي حال بينه وبين المشاركة في القتال مع أبيه الحسين (عليه السلام) وسائر أهل بيته وأصحابه.
قال أبو مخنف: (قال هشام: حدَّثني أبي، عن النوار بنت مالك قالت: أقبل خولّي برأس الحسين، فوضعه تحت إجانةٍ في الدار، ثمَّ دخل البيت فأوى إلى فراشه، فقلت له: ما الخبر ما عندك؟ قال: جئتك بغنى الدهر، هذا رأس الحسين معك في الدار ... إلى قوله: وأقام عمر بن سعد يومه ذلك والغد، ثمَّ أمر حُميد بن بكير الأحمريّ، فأذَّن في الناس بالرحيل إلى الكوفة، وحمل معه بنات الحسين وأخواته ومن كان معه من الصبيان وعلي بن الحسين مريض) [مقتل الحسين ص203، تاريخ الطبري ج5 ص455، الكامل في التاريخ ج3 ص185، نهاية الأرب ج20 ص464]، وغيرها.
وروى الشيخ المفيد عن حُميد بن مُسلم، وفيه: (ثمَّ انتهينا إلى عليِّ بن الحسين (عليه السلام) وهو منبسطٌ على فراش وهو شديد المرض، ومع شمر جماعةٌ من الرجالة، فقالوا له: ألا نقتل هذا العليل؟ فقلت: سبحان الله، أيقتل الصبيان؟ إنّما هو صبيٌّ، وإنه لما به، فلم أزل حتَّى رددتهم عنه) [الإرشاد ج2 ص112].
إذا بان هذا ـ عزيزي السائل ـ فاعلم بأنَّ الثابت في المصادر أنَّ الإمام السجَّاد (عليه السلام) حين خروجه إلى كربلاء لم يكن مريضاً وإنما طرأ عليه المرض في أيام كربلاء، مما أفقده القدرة على الجهاد مع أبيه (عليه السلام)، فإنَّ كلَّ من نصَّ على خروجه لم يذكر شيئاً عن مرضه (عليه السلام) وإلَّا لبان واشتهر في كلمات أهل التاريخ والسِّير.
من ذلك:
1ـ ما قاله أبو مخنف: (وأمَّا الحسين، فإنه خرج ببنيه وإخوته وبني أخيه وجلّ أهل بيته إلَّا محمَّد بن الحنفية، فإنه قال له: يا أخي، أنت أحبُّ الناس إليَّ وأعزَُهم عليَّ ولستُ أدَّخر النصيحة لأحدٍ من الخلق أحق بها منك، تنحَّ بتبعتك عن يزيد بن معاوية وعن الأمصار ما استطعت ... قال له الحسين: فإنّي ذاهبٌ يا أخي) [مقتل الحسين ص8، أنساب الأشراف ج5 ص303، تاريخ الطبري ج4 ص253]، وغيرها.
2ـ وما قاله ابن قتيبة الدينوريّ: (ولما أصبح الوليد بلغه خبره، فوجَّه في أثره حبيب بن كوين في ثلاثين فارساً، فلم يقعوا له على أثر، وشغلوا يومهم ذلك كله بطلب ابن الزبير. فلمَّا أمسوا، وأظلم الليل مضى الحسين (رضي الله عنه) أيضاً نحو مكَّة، ومعه أختاه، أم كلثوم، وزينب، وولد أخيه، وإخوته أبو بكر، وجعفر، والعبَّاس، وعامَّة من كان بالمدينة من أهل بيته إلَّا أخاه محمَّد بن الحنفية، فإنَّه أقام) [الأخبار الطوال ص228].
3ـ وما رواه الشيخ الصدوق بسنده عن أبي عبد الله الصادق عن أبيه، عن جدِّه (عليهم السلام)، وفيه: (فانتبه الحسين (عليه السلام) من نومه باكياً، فأتى أهل بيته، فأخبرهم بالرؤيا وودَّعهم، وحمل أخواته على المحامل، وابنته وابن أخيه القاسم ابن الحسن بن علي (عليهم السلام) ثمَّ سار في أحد وعشرين رجلاً من أصحابه وأهل بيته، منهم: أبو بكر بن علي، ومحمَّد بن علي، وعثمان بن علي، والعبَّاس بن علي، وعبد الله بن مُسلم بن عقيل، وعلي بن الحسين الأكبر، وعلي بن الحسين الأصغر) [الأمالي ص217].
هذا، ويُفهم من بعض النصوص التصريح بكون مرضه (عليه السلام) بدأ في كربلاء وليس قبله، وهو ما ذكره العلَّامة ابن شهر آشوب، فقال: (قال أحمد بن حنبل: كان سبب مرض زين العابدين (عليه السلام) في كربلاء أنه كان أُلبس درعاً ففضل عنه، فأخذ الفضلة بيده ومزَّقه) [مناقب آل أبي طالب ج3 ص284]. وكأنَّه يوحي إلى عينٍ أصابته، نظير ما روي في حق محمَّد بن الحنفية [يُنظر: اللهوف ص164].
وأمَّا عن طبيعة المرض الذي أُصيب به (عليه السلام) فهناك جوابٌ مفصَّل لمركزنا تحت عنوان (مرض الإمام زين العابدين)، فراجع واغتنم.
والنتيجة النهائيَّة من كلِّ ذلك، أنَّ الإمام السجَّاد (عليه السلام) لم يكن مريضاً حينما خرج مع الركب الحسينيّ، وإنما مرض في أيام كربلاء؛ ولذلك فلا يصح السؤال المذكور، لكونه مبنياً على فرضية وقوع المرض قبل كربلاء.. والحمد لله ربِّ العالمين.
#رد_الشبهات
👍5❤3
#آداب_الزيارة
🔹قناة التليجرام ↙️
https://t.me/h_320_h
🔹شبكة أبواب الأيمان ↙️
https://solo.to/abouab_alaiman
🔹قناة التليجرام ↙️
https://t.me/h_320_h
🔹شبكة أبواب الأيمان ↙️
https://solo.to/abouab_alaiman
❤4🕊1
شبكة قنوات " أَبْوَابَ الإِيمانِ "
Photo
معنى لقب (يعسوب الدين) لمولانا أمير المؤمنين (عليه السلام)؟
15 يوليو 2025 بواسطة
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
المستفاد من كلمات أهل اللغة أنَّ كلمة (اليعسوب) تأتي بمعنى الرئيس والكبير والسيِّد والمقدَّم والملك وما أشبه ذلك من المعاني، وأنَّ الأصل فيها هو أمير النحل وسيِّدها، وبعدها استعملت في كلِّ رئيسٍ وأمير؛ ولذلك يُطلق عليه اليعسوب.
وهو لقبٌ من ألقاب أمير المؤمنين (عليه السلام) التي لقَّبه بها رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) كما سيتَّضح.
قال سبط ابن الجوزيّ - في أسمائه وألقابه (عليه السلام) -: (ويسمَّى يعسوب المؤمنين؛ لأنَّ اليعسوب أمير النحل، وهو أحزمهم، قالوا: يقف كلَّ يومٍ على باب الكوارة عند رجوع النحل من المرعى، كلَّما مرَّت به نحلة شمَّ فاها، فإنْ وجد منها رائحةً منكرةً علم أنَّها قد رعت حشيشةً خبيثةً، فيقطعها نصفين ويلقيها على باب الكوارة ليتأدَّب بها غيرها، وكذا أمير المؤمنين (عليه السلام) يقف على باب الجنَّة، فيشمُّ أفواه الناس، فمن وجد في فيه رائحة محبَّته أدخله الجنَّة، ومن وجد في فيه رائحة بغضه ألقاه في النَّار، فلهذا سمِّي قسيم الجنَّة والنَّار. قال في الصحاح: اليعسوب ملك النحل، ومنه قيل للسيِّد يعسوب قومه. والمؤمنون يتشبَّهون بالنحل، لأنَّ النحل تأكل طيباً وتضع طيباً، وعليٌّ (عليه السلام) أمير المؤمنين) [تذكرة الخواص ج1 ص١١٩].
وقال ابن أبي الحديد في قوله «أنا يعسوب المؤمنين» ما لفظه: (هذه كلمةٌ قالها رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) بلفظين مختلفين، تارة: «أنت يعسوب الدين» وتارة: «أنت يعسوب المؤمنين»، والكلُّ راجعٌ إلى معنىً واحدٍ، كأنَّه جعله رئيس المؤمنين وسيِّدهم، أو جعل الدين يتبعه، ويقفو أثره، حيث سلك كما يتبع النحل اليعسوب، وهذا نحو قوله: «وأدرِ الحقّ معه كيف دار») [شرح نهج البلاغة ج19 ص٢٢٤].
وقال الطريحيُّ (طاب ثراه) - في حديث أمير المؤمنين (عليه السلام) «كنتُ للمؤمنين يعسوباً» -: (اليعسوب: أمير النحل وكبيرهم وسيِّدهم، تضرب به الأمثال؛ لأنه إذا خرج من كوره تبعه النحل بأجمعه، والمعنى: يلوذون بـي كما تلوذ النحل بيعسوبها، وهو مقدَّمها وسيِّدها. ومثله ما ورد في الخبر عن النبي (صلَّى الله عليه وآله) قال لعلي: «أنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكفَّار»، ومن هنا قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام) أمير النحل) [مجمع البحرين ج2 ص121].
1ـ روى أبو بكر البزَّار بسنده عن محمَّد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جدِّه أبي رافع، عن أبي ذر، عن النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) أنه قال لعلي بن أبي طالب: «أنت أوَّل من آمن بي، وأنت أوَّل من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصدِّيق الأكبر، وأنت الفاروق، تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين) [مسند البزار ج9 ص342، المعجم الكبير ج6 ص269، الاستيعاب ج4 ص1744] وغيرها.
2ـ وروى أبو نعيم بسنده عن أبي مسعر، قال: دخلتُ على عليٍّ (رضي الله عنه) في الرحبة وبين يديه ذهب، فقال: «أنا يعسوب المؤمنين، وهذا يعسوب المنافقين، وقال: بـي يلوذ المؤمنون، وبهذا يلوذ المنافقون» [معرفة الصحابة ج1 ص86].
3ـ وروى الشجريُّ بالإسناد عن جعفر بن محمَّد، عن أبيه محمَّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «أنت الصدِّيق الأكبر، وأنت الفاروق، تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظالمين» [ترتيب الأمالي الخميسية ج1 ص58].
4ـ وروى ابن عقدة الكوفي بسنده عن علي بن موسى، عن أبيه، عن جعفر، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): «يا عليُّ! إنَّك سيِّد المسلمين، وإمام المتَّقين، وقائد الغر المحجَّلين، ويعسوب المؤمنين» [ينظر: أمالي الطوسيّ ص٣٤٥، فضائل أمير المؤمنين ص17].
5ـ وروى الشريف الرضيّ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: «أنا يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الفجَّار» [نهج البلاغة ج4 ص ٧٥، غرر الحكم ص262].
والنتيجة المتحصَّلة من كلِّ ذلك، أنَّ لقب يعسوب الدين أو المؤمنين من الألقاب النبويَّة لأمير المؤمنين (عليه السلام) والتي تعني كونه السيِّد والقائد والأمير، كما في النحل التي تتبع قائدها وأميرها.. والحمد لله ربِّ العالمين.
#رد_الشبهات
15 يوليو 2025 بواسطة
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
المستفاد من كلمات أهل اللغة أنَّ كلمة (اليعسوب) تأتي بمعنى الرئيس والكبير والسيِّد والمقدَّم والملك وما أشبه ذلك من المعاني، وأنَّ الأصل فيها هو أمير النحل وسيِّدها، وبعدها استعملت في كلِّ رئيسٍ وأمير؛ ولذلك يُطلق عليه اليعسوب.
وهو لقبٌ من ألقاب أمير المؤمنين (عليه السلام) التي لقَّبه بها رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) كما سيتَّضح.
قال سبط ابن الجوزيّ - في أسمائه وألقابه (عليه السلام) -: (ويسمَّى يعسوب المؤمنين؛ لأنَّ اليعسوب أمير النحل، وهو أحزمهم، قالوا: يقف كلَّ يومٍ على باب الكوارة عند رجوع النحل من المرعى، كلَّما مرَّت به نحلة شمَّ فاها، فإنْ وجد منها رائحةً منكرةً علم أنَّها قد رعت حشيشةً خبيثةً، فيقطعها نصفين ويلقيها على باب الكوارة ليتأدَّب بها غيرها، وكذا أمير المؤمنين (عليه السلام) يقف على باب الجنَّة، فيشمُّ أفواه الناس، فمن وجد في فيه رائحة محبَّته أدخله الجنَّة، ومن وجد في فيه رائحة بغضه ألقاه في النَّار، فلهذا سمِّي قسيم الجنَّة والنَّار. قال في الصحاح: اليعسوب ملك النحل، ومنه قيل للسيِّد يعسوب قومه. والمؤمنون يتشبَّهون بالنحل، لأنَّ النحل تأكل طيباً وتضع طيباً، وعليٌّ (عليه السلام) أمير المؤمنين) [تذكرة الخواص ج1 ص١١٩].
وقال ابن أبي الحديد في قوله «أنا يعسوب المؤمنين» ما لفظه: (هذه كلمةٌ قالها رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) بلفظين مختلفين، تارة: «أنت يعسوب الدين» وتارة: «أنت يعسوب المؤمنين»، والكلُّ راجعٌ إلى معنىً واحدٍ، كأنَّه جعله رئيس المؤمنين وسيِّدهم، أو جعل الدين يتبعه، ويقفو أثره، حيث سلك كما يتبع النحل اليعسوب، وهذا نحو قوله: «وأدرِ الحقّ معه كيف دار») [شرح نهج البلاغة ج19 ص٢٢٤].
وقال الطريحيُّ (طاب ثراه) - في حديث أمير المؤمنين (عليه السلام) «كنتُ للمؤمنين يعسوباً» -: (اليعسوب: أمير النحل وكبيرهم وسيِّدهم، تضرب به الأمثال؛ لأنه إذا خرج من كوره تبعه النحل بأجمعه، والمعنى: يلوذون بـي كما تلوذ النحل بيعسوبها، وهو مقدَّمها وسيِّدها. ومثله ما ورد في الخبر عن النبي (صلَّى الله عليه وآله) قال لعلي: «أنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكفَّار»، ومن هنا قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام) أمير النحل) [مجمع البحرين ج2 ص121].
1ـ روى أبو بكر البزَّار بسنده عن محمَّد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جدِّه أبي رافع، عن أبي ذر، عن النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) أنه قال لعلي بن أبي طالب: «أنت أوَّل من آمن بي، وأنت أوَّل من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصدِّيق الأكبر، وأنت الفاروق، تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين) [مسند البزار ج9 ص342، المعجم الكبير ج6 ص269، الاستيعاب ج4 ص1744] وغيرها.
2ـ وروى أبو نعيم بسنده عن أبي مسعر، قال: دخلتُ على عليٍّ (رضي الله عنه) في الرحبة وبين يديه ذهب، فقال: «أنا يعسوب المؤمنين، وهذا يعسوب المنافقين، وقال: بـي يلوذ المؤمنون، وبهذا يلوذ المنافقون» [معرفة الصحابة ج1 ص86].
3ـ وروى الشجريُّ بالإسناد عن جعفر بن محمَّد، عن أبيه محمَّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «أنت الصدِّيق الأكبر، وأنت الفاروق، تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظالمين» [ترتيب الأمالي الخميسية ج1 ص58].
4ـ وروى ابن عقدة الكوفي بسنده عن علي بن موسى، عن أبيه، عن جعفر، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): «يا عليُّ! إنَّك سيِّد المسلمين، وإمام المتَّقين، وقائد الغر المحجَّلين، ويعسوب المؤمنين» [ينظر: أمالي الطوسيّ ص٣٤٥، فضائل أمير المؤمنين ص17].
5ـ وروى الشريف الرضيّ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: «أنا يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الفجَّار» [نهج البلاغة ج4 ص ٧٥، غرر الحكم ص262].
والنتيجة المتحصَّلة من كلِّ ذلك، أنَّ لقب يعسوب الدين أو المؤمنين من الألقاب النبويَّة لأمير المؤمنين (عليه السلام) والتي تعني كونه السيِّد والقائد والأمير، كما في النحل التي تتبع قائدها وأميرها.. والحمد لله ربِّ العالمين.
#رد_الشبهات
❤8
#آداب_الزيارة
🔹قناة التليجرام ↙️
https://t.me/h_320_h
🔹شبكة أبواب الأيمان ↙️
https://solo.to/abouab_alaiman
🔹قناة التليجرام ↙️
https://t.me/h_320_h
🔹شبكة أبواب الأيمان ↙️
https://solo.to/abouab_alaiman
❤10
شبكة قنوات " أَبْوَابَ الإِيمانِ "
Photo
السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه،
يتّضحُ الجوابُ ببيانِ أمور:
الأمرُ الأوّلُ: التخطيطُ الإلهيُّ لفاجعةِ الطفِّ:
تؤكّدُ الرواياتُ الشريفةُ على أنّ التخطيطَ لفاجعةِ الطفِّ كانَ إلهيّاً، وأنّ اللهَ تعالى قد عهدَ للإمامِ الحُسين (عليهِ السلام) وأمرَه بتنفيذِ مشروعٍ لحفظِ الدينِ عن الاندراسِ ينتهي باستشهادِه واستشهادِ مَن معَه وبأسرِ نسائِه وغيرِ ذلكَ منَ الحوادثِ الفظيعةِ والشنيعةِ التي حصلَت.. روى المحدّثونَ عن الإمامِ الصادقِ (عليهِ السلام) قالَ: « إنّ اللهَ عزَّ وجلَّ أنزلَ على نبيّه (صلّى اللهُ عليهِ وآله) كتاباً قبلَ وفاتِه، فقالَ: يا مُحمّد، هذهِ وصيّتُك إلى النجبةِ مِن أهلِك، قالَ: وما النجبةُ يا جبرئيل؟ فقالَ: عليٌّ بنُ أبي طالب وولدُه (عليهم السّلام)، وكانَ على الكتابِ خواتيمُ مِن ذهبٍ فدفعَه النبيُّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) إلى أميرِ المؤمنينَ (عليهِ السلام) وأمرَه أن يفكَّ خاتماً منه ويعملَ بما فيه، ففكَّ أميرُ المؤمنينَ (عليهِ السلام) خاتماً وعملَ بما فيه، ثمَّ دفعَه إلى ابنِه الحسنِ (عليهِ السلام) ففكَّ خاتماً وعملَ بما فيه، ثمَّ دفعَه إلى الحُسينِ (عليهما السلام)، ففكَّ خاتماً فوجدَ فيه: أن أخرُج بقومٍ إلى الشهادةِ، فلا شهادةَ لهم إلّا معك، وأشرِ نفسَك للهِ (عزّ وجلّ)، ففعلَ، ثمَّ دفعَه إلى عليٍّ بنِ الحُسين (عليهما السلام) ففكَّ خاتماً فوجدَ فيه: أن أطرِق واصمُت والزَم منزلَك واعبُد ربّكَ حتّى يأتيكَ اليقين، ففعل...». ينظر: الكافي ج1 ص281، الإمامةُ والتبصرةُ ص38، الأماليّ للصّدوق ص487، عللُ الشرائعِ ج1 ص171، كمالُ الدين ص231، ص669، الأماليُّ للطوسيّ ص441، وغيرُها.
فيظهرُ مِن هذهِ الروايةِ وغيرِها: أنَّ خروجَ الإمامِ الحُسين (عليهِ السلام) كانَ امتثالاً للأمرِ الإلهيّ الذي عهدَ به إليه بالوصيّةِ الشريفةِ، وذلكَ لتنفيذِ مشروعٍ عظيم لحفظِ الدينِ والملّةِ عن الاندراسِ والأفول، ويكونُ ذلكَ باستشهادِه واستشهادِ أصحابِه.
وروى الكُلينيّ في [الكافي ج1 ص261] عن ضريسٍ الكناسيّ، عن الإمامِ الباقرِ (عليهِ السلام)، قالَ: « فقالَ له حمرانُ: جُعلتُ فداك، أرأيتَ ما كانَ مِن أمرِ قيامِ عليٍّ بنِ أبي طالب والحسنِ والحُسين (عليهم السّلام) وخروجِهم وقيامِهم بدينِ الله (عزَّ ذكرُه)، وما أصيبوا مِن قتلِ الطواغيتِ إيّاهم والظفرِ بهم حتّى قُتلوا وغلبوا؟ فقالَ أبو جعفرٍ (عليهِ السلام): يا حمران، إنَّ اللهَ تباركَ وتعالى قد كانَ قدّرَ ذلكَ عليهم وقضاهُ وأمضاه وحتمَه على سبيلِ الاختيارِ ثمَّ أجراه، فبتقدّمِ علمٍ إليهم مِن رسولِ الله (صلّى اللهُ عليهِ وآله) قامَ عليٌّ والحسنُ والحُسين (عليهم السّلام)، وبعلمٍ صمتَ مَن صمتَ منّا، ولو أنّهم ـ يا حمران ـ حيثُ نزلَ بهم ما نزلَ بهم ما نزلَ مِن أمرِ اللهِ (عزَّ وجل) وإظهارِ الطواغيتِ عليهم سألوا اللهَ (عزَّ وجل) أن يدفعَ عنهم ذلكَ وألحّوا عليهِ في طلبِ إزالةِ مُلكِ الطواغيتِ وذهابِ مُلكِهم إذن لأجابَهم ودفعَ ذلكَ عنهم، ثمَّ كانَ انقضاءُ مُدّةِ الطواغيتِ وذهابِ مُلكِهم أسرعَ مِن سلكٍ منظومٍ انقطعَ فتبدّد، وما كانَ ذلكَ الذي أصابَهم ـ يا حمرانُ ـ لذنبٍ اقترفوه، ولا لعقوبةِ معصيةٍ خالفوا الله فيها، ولكن لمنازلَ وكرامةٍ منَ الله، أرادَ أن يبلغوها، فلا تذهبنّ بكَ المذاهبُ فيهم ».
قالَ الشيخُ الصدوقُ في [الاعتقاداتِ ص7]: « فهذا اعتقادُنا في الإرادةِ والمشيئةِ، ومخالفونا يشنّعونَ علينا في ذلك، ويقولونَ أنّا نقولُ: إنَّ اللهَ تباركَ وتعالى أرادَ المعاصي، وأرادَ قتلَ الحُسين (عليهِ السلام). وليسَ هكذا نقولُ، ولكنّا نقول: إنَّ اللهَ تباركَ وتعالى أرادَ أن تكونَ معصيةُ العاصينَ خلافُ طاعةِ المُطيعين، وأرادَ أن تكونَ المعاصي غير منسوبةٍ إليه مِن جهةِ الفعل، وأرادَ أن يكونَ موصوفاً بالعلمِ بها قبلَ كونِها، ونقولُ: أرادَ اللهُ أن يكونَ قتلُ الحُسينِ (عليهِ السلام) معصيةً له خلافَ الطاعة، ونقولُ: أرادَ اللهُ أن يكوَن قتلهُ منهيّاً عنه غيرُ مأمورٍ به، ونقولُ: أرادَ اللهُ (عزّ وجلّ) أن يكونَ قتلهُ مُستقبحاً غيرَ مُستحسن، ونقولُ: أرادَ اللهُ تعالى أن يكونَ قتلهُ سخطاً للهِ غير رضىً، ونقولُ: أرادَ اللهُ (عزّ وجلّ) أن لا يمنعَ مِن قتلِه بالجبرِ والقُدرة، كما منعَ منهُ بالنهي والقول، ولو منعَ مِن قتلِه بالجبرِ والقُدرة كما منعَ منهُ بالنهي والقول، لاندفعَ القتلُ عنه (عليهِ السلام) كما اندفعَ الحرقُ عن إبراهيم، حينَ قالَ الله (عزّ وجلّ) للنارِ التي أُلقيَ فيها: {يا نارُ كوني برداً وسلاماً على إبراهيم}، ونقولُ: لم يزَل اللهُ (عزّ وجلّ) عالماً بأنّ الحُسينَ (عليهِ السلام) سيقتلُ ويدركُ بقتلِه سعادةَ الأبد، ويشقى قاتلهُ شقاوةَ الأبد، ونقولُ: ما شاءَ اللهُ كانَ، وما لم يشأ لم يكُن ».
يتّضحُ الجوابُ ببيانِ أمور:
الأمرُ الأوّلُ: التخطيطُ الإلهيُّ لفاجعةِ الطفِّ:
تؤكّدُ الرواياتُ الشريفةُ على أنّ التخطيطَ لفاجعةِ الطفِّ كانَ إلهيّاً، وأنّ اللهَ تعالى قد عهدَ للإمامِ الحُسين (عليهِ السلام) وأمرَه بتنفيذِ مشروعٍ لحفظِ الدينِ عن الاندراسِ ينتهي باستشهادِه واستشهادِ مَن معَه وبأسرِ نسائِه وغيرِ ذلكَ منَ الحوادثِ الفظيعةِ والشنيعةِ التي حصلَت.. روى المحدّثونَ عن الإمامِ الصادقِ (عليهِ السلام) قالَ: « إنّ اللهَ عزَّ وجلَّ أنزلَ على نبيّه (صلّى اللهُ عليهِ وآله) كتاباً قبلَ وفاتِه، فقالَ: يا مُحمّد، هذهِ وصيّتُك إلى النجبةِ مِن أهلِك، قالَ: وما النجبةُ يا جبرئيل؟ فقالَ: عليٌّ بنُ أبي طالب وولدُه (عليهم السّلام)، وكانَ على الكتابِ خواتيمُ مِن ذهبٍ فدفعَه النبيُّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) إلى أميرِ المؤمنينَ (عليهِ السلام) وأمرَه أن يفكَّ خاتماً منه ويعملَ بما فيه، ففكَّ أميرُ المؤمنينَ (عليهِ السلام) خاتماً وعملَ بما فيه، ثمَّ دفعَه إلى ابنِه الحسنِ (عليهِ السلام) ففكَّ خاتماً وعملَ بما فيه، ثمَّ دفعَه إلى الحُسينِ (عليهما السلام)، ففكَّ خاتماً فوجدَ فيه: أن أخرُج بقومٍ إلى الشهادةِ، فلا شهادةَ لهم إلّا معك، وأشرِ نفسَك للهِ (عزّ وجلّ)، ففعلَ، ثمَّ دفعَه إلى عليٍّ بنِ الحُسين (عليهما السلام) ففكَّ خاتماً فوجدَ فيه: أن أطرِق واصمُت والزَم منزلَك واعبُد ربّكَ حتّى يأتيكَ اليقين، ففعل...». ينظر: الكافي ج1 ص281، الإمامةُ والتبصرةُ ص38، الأماليّ للصّدوق ص487، عللُ الشرائعِ ج1 ص171، كمالُ الدين ص231، ص669، الأماليُّ للطوسيّ ص441، وغيرُها.
فيظهرُ مِن هذهِ الروايةِ وغيرِها: أنَّ خروجَ الإمامِ الحُسين (عليهِ السلام) كانَ امتثالاً للأمرِ الإلهيّ الذي عهدَ به إليه بالوصيّةِ الشريفةِ، وذلكَ لتنفيذِ مشروعٍ عظيم لحفظِ الدينِ والملّةِ عن الاندراسِ والأفول، ويكونُ ذلكَ باستشهادِه واستشهادِ أصحابِه.
وروى الكُلينيّ في [الكافي ج1 ص261] عن ضريسٍ الكناسيّ، عن الإمامِ الباقرِ (عليهِ السلام)، قالَ: « فقالَ له حمرانُ: جُعلتُ فداك، أرأيتَ ما كانَ مِن أمرِ قيامِ عليٍّ بنِ أبي طالب والحسنِ والحُسين (عليهم السّلام) وخروجِهم وقيامِهم بدينِ الله (عزَّ ذكرُه)، وما أصيبوا مِن قتلِ الطواغيتِ إيّاهم والظفرِ بهم حتّى قُتلوا وغلبوا؟ فقالَ أبو جعفرٍ (عليهِ السلام): يا حمران، إنَّ اللهَ تباركَ وتعالى قد كانَ قدّرَ ذلكَ عليهم وقضاهُ وأمضاه وحتمَه على سبيلِ الاختيارِ ثمَّ أجراه، فبتقدّمِ علمٍ إليهم مِن رسولِ الله (صلّى اللهُ عليهِ وآله) قامَ عليٌّ والحسنُ والحُسين (عليهم السّلام)، وبعلمٍ صمتَ مَن صمتَ منّا، ولو أنّهم ـ يا حمران ـ حيثُ نزلَ بهم ما نزلَ بهم ما نزلَ مِن أمرِ اللهِ (عزَّ وجل) وإظهارِ الطواغيتِ عليهم سألوا اللهَ (عزَّ وجل) أن يدفعَ عنهم ذلكَ وألحّوا عليهِ في طلبِ إزالةِ مُلكِ الطواغيتِ وذهابِ مُلكِهم إذن لأجابَهم ودفعَ ذلكَ عنهم، ثمَّ كانَ انقضاءُ مُدّةِ الطواغيتِ وذهابِ مُلكِهم أسرعَ مِن سلكٍ منظومٍ انقطعَ فتبدّد، وما كانَ ذلكَ الذي أصابَهم ـ يا حمرانُ ـ لذنبٍ اقترفوه، ولا لعقوبةِ معصيةٍ خالفوا الله فيها، ولكن لمنازلَ وكرامةٍ منَ الله، أرادَ أن يبلغوها، فلا تذهبنّ بكَ المذاهبُ فيهم ».
قالَ الشيخُ الصدوقُ في [الاعتقاداتِ ص7]: « فهذا اعتقادُنا في الإرادةِ والمشيئةِ، ومخالفونا يشنّعونَ علينا في ذلك، ويقولونَ أنّا نقولُ: إنَّ اللهَ تباركَ وتعالى أرادَ المعاصي، وأرادَ قتلَ الحُسين (عليهِ السلام). وليسَ هكذا نقولُ، ولكنّا نقول: إنَّ اللهَ تباركَ وتعالى أرادَ أن تكونَ معصيةُ العاصينَ خلافُ طاعةِ المُطيعين، وأرادَ أن تكونَ المعاصي غير منسوبةٍ إليه مِن جهةِ الفعل، وأرادَ أن يكونَ موصوفاً بالعلمِ بها قبلَ كونِها، ونقولُ: أرادَ اللهُ أن يكونَ قتلُ الحُسينِ (عليهِ السلام) معصيةً له خلافَ الطاعة، ونقولُ: أرادَ اللهُ أن يكوَن قتلهُ منهيّاً عنه غيرُ مأمورٍ به، ونقولُ: أرادَ اللهُ (عزّ وجلّ) أن يكونَ قتلهُ مُستقبحاً غيرَ مُستحسن، ونقولُ: أرادَ اللهُ تعالى أن يكونَ قتلهُ سخطاً للهِ غير رضىً، ونقولُ: أرادَ اللهُ (عزّ وجلّ) أن لا يمنعَ مِن قتلِه بالجبرِ والقُدرة، كما منعَ منهُ بالنهي والقول، ولو منعَ مِن قتلِه بالجبرِ والقُدرة كما منعَ منهُ بالنهي والقول، لاندفعَ القتلُ عنه (عليهِ السلام) كما اندفعَ الحرقُ عن إبراهيم، حينَ قالَ الله (عزّ وجلّ) للنارِ التي أُلقيَ فيها: {يا نارُ كوني برداً وسلاماً على إبراهيم}، ونقولُ: لم يزَل اللهُ (عزّ وجلّ) عالماً بأنّ الحُسينَ (عليهِ السلام) سيقتلُ ويدركُ بقتلِه سعادةَ الأبد، ويشقى قاتلهُ شقاوةَ الأبد، ونقولُ: ما شاءَ اللهُ كانَ، وما لم يشأ لم يكُن ».
😢4
شبكة قنوات " أَبْوَابَ الإِيمانِ "
Photo
الأمرُ الثاني: لا يُسألُ اللهُ تعالى عَن فعلِه:
إنّ السؤالَ عن علّةِ عدمِ إرسالِ اللهِ تعالى العذابَ الفوريَّ على جيشِ عُمرَ بنِ سعد (لعنَهم الله)، هوَ سؤالٌ سيّالٌ يُطرحُ في كثيرٍ منَ المواردِ التي تسلّطَ فيها الظالمونَ على أنبياءِ اللهِ ورسلِه وأوليائِه، لماذا لم يُهلِك اللهُ تعالى بني إسرائيلَ عندما قتلوا الكثيرَ منَ الأنبياءِ حتّى أنّهم كانوا يقتلونَ في اليومِ سبعينَ نبيّاً؟ ولماذا لم يُهلك اللهُ تعالى كفّارَ قريشٍ إذ هتكوا حُرمةَ خاتمِ الأنبياءِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) مرّاتٍ كثيرةً بالسبِّ والشتمِ والضربِ والإهانةِ وغيرِ ذلك؟ ولماذا لم يُهلِك اللهُ جيشَ يزيد بنِ معاوية لمّا ضربَ الكعبةَ بالمنجنيق؟ ولماذا لم يُهلِك اللهُ تعالى الغاصبينَ إذ هجموا على بيتِ السيّدةِ الزهراءِ (عليها السّلام) وفعلوا ما فعلوا؟ ولماذا ولماذا؟!
والجوابُ عن جميعِها: لا شكَّ بوجودِ علّةٍ داعيةٍ لذلك؛ إذ أفعالُ اللهُ تعالى معلّلة بالأغراضِ والغايات، ولا تصدرُ عنه الأفعالُ بلا غايةٍ، ولكنَّ الإنسانَ غيرُ مُكلّفٍ بمعرفةِ علّةِ فعلِ اللهِ تعالى، قالَ اللهُ تباركَ وتعالى: {لَا يُسأَلُ عَمَّا يَفعَلُ وَهُم يُسأَلُونَ}، وحينئذٍ لو جاءَت النصوصُ ـ القرآنيّةُ والقُدسيّةُ والمعصوميّةُ ـ في بيانِ العلّةِ والحكمةِ فنُسلّم لها، وإن لم ترِدنا نصوصٌ فيها فنسلّمُ لها أيضاً ونذعنُ بوجودِ علّةٍ خافيةٍ عنّا.
الأمرُ الثالث: نزولُ العذابِ موقوفٌ على إرادةِ المعصوم:
لا يخفى أنّ الملائكةَ والجنَّ والحيوانَ وسائرَ ما خلقَه اللهُ مأمورونَ باتّباعِ الإمامِ (عليهِ السلام) ومُنقادونَ لإرادتِه، والإمامُ هوَ الحُجّةُ عليهم، كما دلّت عليهِ البراهين. والملائكةُ الموكّلونَ بالعذابِ هُم مِن جُملةِ المخلوقاتِ التي تأتمُّ بالمعصومِ، وترجعُ إليه، وتأتمرُ بأمرِه وتنزجرُ بنواهيه كما هوَ واضحٌ، فلا يسعُها إنزالُ العذابِ دونَ إذنِه وإرادتِه وطلبِه، وهُم معصومونَ لا يفعلونَ إلّا وفقَ ما يمليهِ عليهم تكليفُهم منَ الانصياعِ لحُجّةِ اللهِ تعالى؛ لأنّ اللهَ تعالى أمرَ خلقَه بالانصياعِ لأوامرِ حُجّتِه.
وقد جاءَت جملةٌ منَ الرواياتِ أنّ الملائكةَ عرضَت النصرَ على سيّدِ الشهداءِ (عليهِ السلام)، وطلبَت الإذنَ لقطعِ دابرِ القومِ الظالمين، وكذلكَ جاءَت الجنُّ وعرضَت النُّصرة، ولكِن لم يأذَن الإمامُ (عليهِ السلام) لهم، كما أنّ النصرَ رفرفَ فوقَ رأسِه الشريفِ وخُيّرَ بينَ النصرِ والشهادةِ فاختارَ الشهادة..
نقلَ السيّدُ ابنُ طاوس في [اللهوفِ ص41] عن الشيخِ المُفيد بإسنادِه عن أبي عبدِ اللهِ جعفرٍ بنِ مُحمّدٍ الصّادقِ (عليهم السلام) قالَ: « لمّا سارَ أبو عبدِ اللهِ الحُسين بنِ عليّ (عليهما السلام) مِن مكّةَ ليدخُلَ المدينةَ لقيَه أفواجٌ منَ الملائكةِ المسوّمينَ والمُردفينَ في أيديهم الحرابُ على نُجبٍ مِن نجبِ الجنّة، فسلّموا عليه وقالوا: يا حُجّةَ الله على خلقِه بعدَ جدِّه وأبيه وأخيه، إنَّ اللهَ (عزّ وجلّ) أمدَّ جدَّك رسولَ الله (صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم) بنا في مواطنَ كثيرة، وإنّ اللهَ أمدّكَ بنا، فقالَ لهم: الموعدُ حُفرتي وبُقعتي التي أستشهدُ فيها وهيَ كربلاء، فإذا وردتُها فأتوني، فقالوا: يا حُجّة الله، إنَّ اللهَ أمرَنا أن نسمعَ لكَ ونُطيع، فهل تخشى مِن عدوٍّ يلقاكَ فنكونُ معك؟ فقالَ: لا سبيلَ لهم عليَّ ولا يلقوني بكريهةٍ أو أصلُ إلى بُقعتي، وأتَتهُ أفواجٌ مِن مؤمنِي الجنّ، فقالوا له: يا مولانا، نحنُ شيعتُك وأنصارُك فمُرنا بما تشاء، فلو أمرتَنا بقتلِ كلِّ عدوٍّ لكَ وأنتَ بمكانِك لكفيناكَ ذلك، فجزاهُم خيراً، وقالَ لهم: أما قرأتُم كتابَ الله... فقالَت الجنّ: واللهِ يا حبيبَ الله ِوابنَ حبيبِه، لولا أنَّ أمرَك طاعةٌ وأنّه لا يجوزُ لنا مُخالفتُك لخالفناكَ وقتلنا جميعَ أعدائِك قبلَ أن يصلوا إليك، فقالَ لهم (عليهِ السلام): نحنُ واللهِ أقدرُ عليهم منكُم، ولكِن ليهلكَ مَن هلكَ عن بيّنةٍ ويحيى مَن حييَّ عن بيّنة ».
وروى ابنُ قولويه في [كاملِ الزياراتِ ص171] والشيخُ الصدوقُ في [الأمالي ص737، وكمالِ الدين ص672] والشيخُ النعمانيّ في [الغيبةِ ص322] بالإسنادِ عن أبانَ بنِ تغلب، قالَ: قالَ أبو عبدِ الله (عليهِ السلام): « إنّ أربعةَ آلافِ ملكٍ هبطوا يريدونَ القتالَ معَ الحُسينِ بنِ عليّ (عليهما السلام)، لم يُؤذَن لهُم في القتالِ، فرجعوا في الاستئذانِ، فهبطوا وقد قُتلَ الحُسين ( عليهِ السلام) .. ».
وروى الشيخُ الكُلينيّ في [الكافي ج1 ص260] بالإسنادِ عن عبدِ الملكِ بنِ أعين، عن أبي جعفرٍ (عليهِ السلام) قالَ: « أنزلَ اللهُ تعالى النصرَ على الحُسينِ (عليهِ السلام) حتّى كانَ بينَ السماءِ والأرض، ثمّ خُيِّر النصرَ أو لقاءَ الله، فاختارَ لقاءَ اللهِ تعالى ».
إنّ السؤالَ عن علّةِ عدمِ إرسالِ اللهِ تعالى العذابَ الفوريَّ على جيشِ عُمرَ بنِ سعد (لعنَهم الله)، هوَ سؤالٌ سيّالٌ يُطرحُ في كثيرٍ منَ المواردِ التي تسلّطَ فيها الظالمونَ على أنبياءِ اللهِ ورسلِه وأوليائِه، لماذا لم يُهلِك اللهُ تعالى بني إسرائيلَ عندما قتلوا الكثيرَ منَ الأنبياءِ حتّى أنّهم كانوا يقتلونَ في اليومِ سبعينَ نبيّاً؟ ولماذا لم يُهلك اللهُ تعالى كفّارَ قريشٍ إذ هتكوا حُرمةَ خاتمِ الأنبياءِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) مرّاتٍ كثيرةً بالسبِّ والشتمِ والضربِ والإهانةِ وغيرِ ذلك؟ ولماذا لم يُهلِك اللهُ جيشَ يزيد بنِ معاوية لمّا ضربَ الكعبةَ بالمنجنيق؟ ولماذا لم يُهلِك اللهُ تعالى الغاصبينَ إذ هجموا على بيتِ السيّدةِ الزهراءِ (عليها السّلام) وفعلوا ما فعلوا؟ ولماذا ولماذا؟!
والجوابُ عن جميعِها: لا شكَّ بوجودِ علّةٍ داعيةٍ لذلك؛ إذ أفعالُ اللهُ تعالى معلّلة بالأغراضِ والغايات، ولا تصدرُ عنه الأفعالُ بلا غايةٍ، ولكنَّ الإنسانَ غيرُ مُكلّفٍ بمعرفةِ علّةِ فعلِ اللهِ تعالى، قالَ اللهُ تباركَ وتعالى: {لَا يُسأَلُ عَمَّا يَفعَلُ وَهُم يُسأَلُونَ}، وحينئذٍ لو جاءَت النصوصُ ـ القرآنيّةُ والقُدسيّةُ والمعصوميّةُ ـ في بيانِ العلّةِ والحكمةِ فنُسلّم لها، وإن لم ترِدنا نصوصٌ فيها فنسلّمُ لها أيضاً ونذعنُ بوجودِ علّةٍ خافيةٍ عنّا.
الأمرُ الثالث: نزولُ العذابِ موقوفٌ على إرادةِ المعصوم:
لا يخفى أنّ الملائكةَ والجنَّ والحيوانَ وسائرَ ما خلقَه اللهُ مأمورونَ باتّباعِ الإمامِ (عليهِ السلام) ومُنقادونَ لإرادتِه، والإمامُ هوَ الحُجّةُ عليهم، كما دلّت عليهِ البراهين. والملائكةُ الموكّلونَ بالعذابِ هُم مِن جُملةِ المخلوقاتِ التي تأتمُّ بالمعصومِ، وترجعُ إليه، وتأتمرُ بأمرِه وتنزجرُ بنواهيه كما هوَ واضحٌ، فلا يسعُها إنزالُ العذابِ دونَ إذنِه وإرادتِه وطلبِه، وهُم معصومونَ لا يفعلونَ إلّا وفقَ ما يمليهِ عليهم تكليفُهم منَ الانصياعِ لحُجّةِ اللهِ تعالى؛ لأنّ اللهَ تعالى أمرَ خلقَه بالانصياعِ لأوامرِ حُجّتِه.
وقد جاءَت جملةٌ منَ الرواياتِ أنّ الملائكةَ عرضَت النصرَ على سيّدِ الشهداءِ (عليهِ السلام)، وطلبَت الإذنَ لقطعِ دابرِ القومِ الظالمين، وكذلكَ جاءَت الجنُّ وعرضَت النُّصرة، ولكِن لم يأذَن الإمامُ (عليهِ السلام) لهم، كما أنّ النصرَ رفرفَ فوقَ رأسِه الشريفِ وخُيّرَ بينَ النصرِ والشهادةِ فاختارَ الشهادة..
نقلَ السيّدُ ابنُ طاوس في [اللهوفِ ص41] عن الشيخِ المُفيد بإسنادِه عن أبي عبدِ اللهِ جعفرٍ بنِ مُحمّدٍ الصّادقِ (عليهم السلام) قالَ: « لمّا سارَ أبو عبدِ اللهِ الحُسين بنِ عليّ (عليهما السلام) مِن مكّةَ ليدخُلَ المدينةَ لقيَه أفواجٌ منَ الملائكةِ المسوّمينَ والمُردفينَ في أيديهم الحرابُ على نُجبٍ مِن نجبِ الجنّة، فسلّموا عليه وقالوا: يا حُجّةَ الله على خلقِه بعدَ جدِّه وأبيه وأخيه، إنَّ اللهَ (عزّ وجلّ) أمدَّ جدَّك رسولَ الله (صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم) بنا في مواطنَ كثيرة، وإنّ اللهَ أمدّكَ بنا، فقالَ لهم: الموعدُ حُفرتي وبُقعتي التي أستشهدُ فيها وهيَ كربلاء، فإذا وردتُها فأتوني، فقالوا: يا حُجّة الله، إنَّ اللهَ أمرَنا أن نسمعَ لكَ ونُطيع، فهل تخشى مِن عدوٍّ يلقاكَ فنكونُ معك؟ فقالَ: لا سبيلَ لهم عليَّ ولا يلقوني بكريهةٍ أو أصلُ إلى بُقعتي، وأتَتهُ أفواجٌ مِن مؤمنِي الجنّ، فقالوا له: يا مولانا، نحنُ شيعتُك وأنصارُك فمُرنا بما تشاء، فلو أمرتَنا بقتلِ كلِّ عدوٍّ لكَ وأنتَ بمكانِك لكفيناكَ ذلك، فجزاهُم خيراً، وقالَ لهم: أما قرأتُم كتابَ الله... فقالَت الجنّ: واللهِ يا حبيبَ الله ِوابنَ حبيبِه، لولا أنَّ أمرَك طاعةٌ وأنّه لا يجوزُ لنا مُخالفتُك لخالفناكَ وقتلنا جميعَ أعدائِك قبلَ أن يصلوا إليك، فقالَ لهم (عليهِ السلام): نحنُ واللهِ أقدرُ عليهم منكُم، ولكِن ليهلكَ مَن هلكَ عن بيّنةٍ ويحيى مَن حييَّ عن بيّنة ».
وروى ابنُ قولويه في [كاملِ الزياراتِ ص171] والشيخُ الصدوقُ في [الأمالي ص737، وكمالِ الدين ص672] والشيخُ النعمانيّ في [الغيبةِ ص322] بالإسنادِ عن أبانَ بنِ تغلب، قالَ: قالَ أبو عبدِ الله (عليهِ السلام): « إنّ أربعةَ آلافِ ملكٍ هبطوا يريدونَ القتالَ معَ الحُسينِ بنِ عليّ (عليهما السلام)، لم يُؤذَن لهُم في القتالِ، فرجعوا في الاستئذانِ، فهبطوا وقد قُتلَ الحُسين ( عليهِ السلام) .. ».
وروى الشيخُ الكُلينيّ في [الكافي ج1 ص260] بالإسنادِ عن عبدِ الملكِ بنِ أعين، عن أبي جعفرٍ (عليهِ السلام) قالَ: « أنزلَ اللهُ تعالى النصرَ على الحُسينِ (عليهِ السلام) حتّى كانَ بينَ السماءِ والأرض، ثمّ خُيِّر النصرَ أو لقاءَ الله، فاختارَ لقاءَ اللهِ تعالى ».
😢5
شبكة قنوات " أَبْوَابَ الإِيمانِ "
Photo
ونقلَ السيّدُ ابنُ طاووس في [اللهوفِ ص61] عن معالمِ الدينِ للنرسيّ أنّه « روى عن مولانا الصادقِ (عليهِ السلام) أنّه قالَ: سمعتُ أبي يقول: لمّا التقى الحُسينُ (عليهِ السلام) وعمرُ بنُ سعد (لعنَه الله) وقامَت الحربُ، أنزلَ اللهُ تعالى النصرَ حتّى رفرفَ على رأسِ الحُسينِ (عليهِ السلام)، ثمّ خُيّرَ بينَ النصرِ على أعدائِه وبينَ لقاءِ الله، فاختارَ لقاءَ الله ».
والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
#رد_الشبهات
والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
#رد_الشبهات
😢7
#آداب_الزيارة
🔹قناة التليجرام ↙️
https://t.me/h_320_h
🔹شبكة أبواب الأيمان ↙️
https://solo.to/abouab_alaiman
🔹قناة التليجرام ↙️
https://t.me/h_320_h
🔹شبكة أبواب الأيمان ↙️
https://solo.to/abouab_alaiman
😢6
#آداب_الزيارة
🔹قناة التليجرام ↙️
https://t.me/h_320_h
🔹شبكة أبواب الأيمان ↙️
https://solo.to/abouab_alaiman
🔹قناة التليجرام ↙️
https://t.me/h_320_h
🔹شبكة أبواب الأيمان ↙️
https://solo.to/abouab_alaiman
❤8
#آداب_الزيارة
🔹قناة التليجرام ↙️
https://t.me/h_320_h
🔹شبكة أبواب الأيمان ↙️
https://solo.to/abouab_alaiman
🔹قناة التليجرام ↙️
https://t.me/h_320_h
🔹شبكة أبواب الأيمان ↙️
https://solo.to/abouab_alaiman
❤5
#آداب_الزيارة
🔹قناة التليجرام ↙️
https://t.me/h_320_h
🔹شبكة أبواب الأيمان ↙️
https://solo.to/abouab_alaiman
🔹قناة التليجرام ↙️
https://t.me/h_320_h
🔹شبكة أبواب الأيمان ↙️
https://solo.to/abouab_alaiman
❤8
#آداب_الزيارة
🔹قناة التليجرام ↙️
https://t.me/h_320_h
🔹شبكة أبواب الأيمان ↙️
https://solo.to/abouab_alaiman
🔹قناة التليجرام ↙️
https://t.me/h_320_h
🔹شبكة أبواب الأيمان ↙️
https://solo.to/abouab_alaiman
❤3
#آداب_الزيارة
🔹قناة التليجرام ↙️
https://t.me/h_320_h
🔹شبكة أبواب الأيمان ↙️
https://solo.to/abouab_alaiman
🔹قناة التليجرام ↙️
https://t.me/h_320_h
🔹شبكة أبواب الأيمان ↙️
https://solo.to/abouab_alaiman
❤3
#آداب_الزيارة
🔹قناة التليجرام ↙️
https://t.me/h_320_h
🔹شبكة أبواب الأيمان ↙️
https://solo.to/abouab_alaiman
🔹قناة التليجرام ↙️
https://t.me/h_320_h
🔹شبكة أبواب الأيمان ↙️
https://solo.to/abouab_alaiman