مرحبًا يا انتِ ؟
أتذكُرينني ؟
انا الذي كنتُ كلّ انتصاراتكِ ، بينما اليوم صرتُ شخصًا لا توّدين بأن تتذكّرينه ..
كيف حالكِ ؟ ما زلتُ غارقًا في التفكير بكِ ، الا زلتِ تفكرين فيِّ ؟
ما زلت اشتاقكِ الا تشتاقينني ؟
ماذا صنعَت بكِ الأيّام يا اكبرَ هزائمي هل غيَّرتكِ ؟
انا لا زلتُ مكاني ، افكّرُ فيكِ اكثرَ من أيِّ وقتٍ مضى ، و اُحبّك اكثر من الحب الذي كان في قلبي بل يزداد حجمهُ في كُلّ ليلة .
ربما لا تعرفينني اليوم إن رأيتني ، رحيلكِ جعلَ منّي شخصًا كهلًا .
كبرت ثلاثين عامًا دون أن اشعُر ..
تقول لي أمّي انّ الألم يجعلُ منكَ شخصًا مختلفًا ، لا يشبهُك ، يشبهُ الاموات الذين فقدوا بريق وجههم ..
وابي يقول لي انّ الحزنَ بادٍ على ملامحك ، جعلك بليدًا لا تفقهُ من امورِ الحياةِ شيئًا ..
لا تأبهين لما يقولون وقولي لي انتِ ، هل تغيّرتِ؟ هل ازدادَ بريقُكِ ؟ ام أنّ حياةَ الزواج انهكتكِ ؟ جعلتكِ مليئةً بالمشاغل ؟
لقد اخبروني بأنكِ صرتي امًّا .. أعرفُ أنّ مشاعر الأمومةِ كانت أهمُّ من أيِّ شيء في حياتك .
ها قد حصلتِ عليها ، هنيئًا لكِ
ربما يراودكِ الفضول عمّا افعلهُ في أيّامي ..
لا شيءَ جديد ، شحوبٌ يزدادُ في كلِّ يوم ، ندوبٌ تتكاثر في اطرافِ القلب ، و هالاتٌ سوداء تتضاعف تحتَ عيناي . يقولون لي أنّ قلة النوم سببها ..
الم اخبركِ ؟ القلقُ يأكلني في كلِّ ليلة ، لا استطيعُ النوم اكثرَ من ساعتين ، اخافُ من المستقبلِ بكثرة ، مستقبلٌ لستِ فيه ما هو الا حفر نار شظاياها تأكلُ حاضري ..
لا عليكِ ، اتعايشُ مع الألم اكثر من قبل ، اتمنّى ان تكون ايّامكِ مليئةً بالسعادة يا المي ..
كوني بخير دائمًا .
وداعًا ..
ك ـ م

الصباح يأتي، لكنه لا يحمل لي الأمل، بل يُعيد لي كل ما فقدته. أتمنى لو أستطيع أن أغمض عيني وأعود إلى تلك اللحظات السعيدة، لكني أعلم أنني سأظل أواجه هذا الظلام.

البكاء الصامت....

البكاء الصامت....

تعود لوحدتك بعد خيبة كبيرة تسير إلى غرفتك بأقدام مثقلة تغلق على نفسك الأبواب تطفئ الأضواء ، ترمي نفسك فوق السرير بضعف تشعر أنك منهك وكأنك تحمل جبالاً فوق أكتافك ، تُغلق عينيك و تتنفس بعمق لتشعر أنك على قيد الحياة ، عقلك يضج بالأفكار و وقلبك يقتله شعور الغصة وتراكم المشاعر التي تكتمها ، فإذ بك تختنق بما كتمت وتتجمع كلماتك في حلقك كأنها حصوة عالقة في المنتصف فلا أنت تختنق ولا أنت تتنفس ، و بالكاد تمسك دموعك الغزيرة ، يبدأ قلبك يخفق بسرعة شديدة ، تظن أن الموت حان فتمسك قلبك بخوف وحنان وتهون عليك ما نزل بك ، تغلق عينيك بقوة كي لا ترى النهاية وتأخذ آخر نفس وتكاد تنطق الشهادة وإذ بقلبك يعود لنبضه الطبيعي....

ها أنت في حيرة هل تشكر الله لأنه لم يأخذ روحك أم تحزن لأنه كاد يأخذ منك الروح ويريحك من الذي أنت به ولم يفعل ؟!

تمسك هاتفك تقلب به بشعور فراغ باحثاً عن أحد تكلمه وتخبره همك الذي كدر قلبك و أكرب جسدك ، لكنك لا تثق بأحد لذلك تعود خائباً بعد أن كتبت رسالة ظلت في سراب ، تقلب هنا وهناك هرباً من البكاء ، تجاهلاً لقلبك الذي يحترق محاولاً إصمات عقلك الذي يقتلك بالحقائق المرة ، لكنك تفشل بجميع المحاولات...... فماذا الآن؟

تتمدد في زاوية سريرك تحضن نفسك بنفسك ترتجف برداً كلماتك تكاد تصرخ أخرجني من قلبك تكلم وأنت تصمت وتشعر أن قلبك يقتل ، لا كلام يعبر عن الذي تعيشه ، فتبدأ دموعك تنهمر بصمت ، دموع اللوعة و الخذلان دموع الفراق و الحب تنهمر كأمطار حارقة ، عينيك ناراً يتوهج دموعك دموع إستسلام لا تعابير في وجهك غير دموعك التي بللتك بالكامل، وفمك الصامت الحائر يرتجف وهنا، هذه دموع الصمت يا قرائي الأعزاء، لا أذاقكم الله إياها ، هل أنتهت الليلة هنا؟ لا وألف لا!

تبدأ أسألتك تحارب بعضها وتقتل بعضها، هناك سؤال هزم كل سؤال فات و أصبح الملك في حرب خضتها ، هل سأصل إلى ما تعبت الأجله ؟! أم أن إرهاقي اليوم وبعد غد هل سيتضاعف مع مرور الزمان؟ يا الله أيمكن أن أصل مدمرة لست أنا؟ ربما افقد نفسي في منتصف الطريق ، ربما سينتهي شغفي وسأفقد القدرة على الإستمرار و السعي نحو الأحلام لقد تعبت يا الله وتاهت سفني في بحور الحياة ، يا الله لا تضيع عبداً أفنى عمره ساعياً وراء الأحلام.

شعور. 9/4/2025