دايزي.
13.1K subscribers
276 photos
1 video
2 links
يَستقيم قلبّي فِي كُل الأمُور و إليكِ يميل .
Download Telegram
كان قلبي كبيرًا، ليتك كنت تعرفني، قبل أن أعرف الأيام التي جعلتني هكذا. كنت بسامًا، ضاحكًا، طلق المحيا، رحب الصدر، كريم السجايا، ليتك كنت تعشقني عندما كنت هكذا.
ليتك قبل أن تعرفني، قررت أن تعرفني مبكرًا، فتنتشلني من ايدي غربتي إلى حنايا رحابتك. ليت التمني يعيد ما مضى، ليته يفيد ولو قليلًا. كنت ساتمنى أن أحبك قبل أن أصبح أنا، قبل أن يموت هذا القلب، قبل أن أموت أنا.
كنت سأحبك أكثر قليلًا، كنت سأهبك روحي لو لم أفقدها مبكرًا، كنت سأبني لك في صدري منزلاً، كنت سأحبك أكثر، كنت سأزورك ليلًا متنكرًا بحلة البدر، أو أهبك أملًا جديدًا عند كل فجر، أو أهواك لعل محبتي تضيف الى مرارة قهوتك سكر.
كنت سأمنحك حبًا أكبر، أكبر من هذا الذي أملكه الآن، هذا الذي بالكاد يكفي لعينيك، كنت سأمنحك قلبًا أكبر، إنما لم يعد بين اضلعي متسعٌ لقلبٍ آخر.
ليتك كنت تعرفني عندما كان لي قلبًا آخر، عندما كنت شخصًا آخر، عندما كنا أنا والهوى طفلان، ليت قلبي وقلبك كانا حينها خليلان، أو على الأقل صديقان، نتبادل التحية كل صباح، نضيف للحياة لونًا آخر، نضيف للعالم جمالًا آخر، نزرع فيه أملًا صغيرًا بأنه كان يمكن أن أظل طفلًا، لو أنني عرفتك مبكرًا، كان يمكن أن أظل أنا، لو أنني أحببتك مبكرًا.
أتاك يحمل بين جنبيه ملئ الأرض حنينًا، لم يكن يرجو سوى أن يرى الباب مفتوحًا، وقلبك ملهوفًا، كقلبه مثلًا أو أقل قليلًا، كان يمكن أن يرضى بأقل من ذلك، كان حقًا يحبك، لكن أنَّا لصخرةٍ كقلبك أن تفهم، أن تشعر، أن تعي شيئًا. هو رقيقٌ كلمسة طفلٍ، و أنت قاسٍ كصفعة خيبة، هو حنونٌ كظل شجرة و أنت رمضاءٌ ونار. لم يكن يريد منك شيئًا مستحيلًا، كان يرجو ألا يتعرض لخيبةٍ أخرى فقط، كان يمكنك الانسحاب مبكرًا، كان يمكنك أن تخبره أنك خيبة مؤجلة ليس إلا، كان يمكن أن يمضي في طريقه لو أنك تركته يمضي، لو لم تمسك يده، لو لم تُشعره بأنه قد وصل.
من قال أن فاقد الشيء لا يعطيه!
لقد منحت غيري كل ما تمنيت أن أحظى به، أعطيت الحب بلا مقابل وأنا
القلب المليء بالندوب، منحت الدفء بلا حدود وأنا أرتعش من البرد ، زرعت
الطمأنينة في نفوسهم وأنا في قمة إحساسي بالخوف، كنت أرصف لهم
دروب المحبة والود وأنا التائه أبحث عن الطريق..
في كل مرة كنت أبذل شيئا جميلا من نفسي لأحد، كأني أقول لها ستعود
لك كل الأشياء الجميلة التي منحتها للآخرين، كنت وكأني أعتذر لها عن
بشاعة هذا العالم، كنت وكأني أقدم لها اعتذارا عن كل السوء الذي
صادفته..
فاقد الشيء يفرغ قلبه بالكامل على طاولة الحياة، ويمنح فوق طاقته لأنه
يعرف مرارة فقد هذا الشعور.
أحياناً تحزنني أمور تافهة .. وأعلم أنها تافهة
أحياناً تبكيني أشياء لا تستحق .. وأعلم أيضاً أنها لا
تستحق .
لكن ما لا أحتمله أن تخبرني أنني أبالغ .. وأنه يتوجب علي ألا
أحزن .. أن تهاجمني فقط لأنني أحزن .. دون أن تأخذ اعتباراً
لهشاشة قلبي التي تجعلني هكذا
الشخص الوحيد الذي يستحق أن تبقى بقربه .. هو من لا
یعنیه سبب حزنك .. بقدر ما يعنيه أنك حزين ..
شكرا لمن لا يشعرنا أننا نبالغ .. لمن يحتوينا وكأننا محقين دوماً
حتى وإن كنا خلاف ذلك .. لمن ينظر لما يؤلمنا بفؤاده لا بعقله
لمن يكترث بشأن شعورنا .. لمن يحترمه .. لمن لا يحلل أسبابه .
لمن يعلم أن ما في قلوبنا يكفينا ولا يزيد الأمور سوءاً علينا .