هو حرام عليا إني مش بكلم أمي ولا أبرها؟ أنا متزوجة وبابا وماما كانوا منفصلين وهي مكنتش بتسأل علينا، ودلوقتي أنا معتبراها مش موجودة.

ج/ نعم حرام والحرام لا يقابَل بالحرام.
بارك الله فيكِ وزادك حرصا.

الشيخ هيثم سمير عبد الحميد

#بر_الوالدين

في واحدة من أعجب القصص التي مرت بي أنّ التابعي الجليل ميمون بن مهران الذي روى عن أبي هريرة وعائشة وغيرهم، رزقه الله بابن عالم، وهو الحافظ عمرو بن ميمون بن مهران (ت145هـ)، وهو من رجال الصحيحين، وكان هذا الابن باراً بأبيه، وقد جاء في ترجمته:
(قال الحلبي: حدثني عمرو بن ميمون بن مهران، قال: خرجت بأبي أقوده في بعض سكك البصرة، فمررت بجدول، فلم يستطع الشيخ يتخطاه، فاضطجعت له، فمر على ظهري)[تاريخ دمشق لابن عساكر:61/352].

فانظر إلى هذه الصورة الرفيعة من خفض جناح الذل .. فحين جاء الأب الذي أرعدت السنون مشيته فما عاد يقوى أن يعبر جدول ماء .. تحول الابن إلى جسر يغمر نفسه في الطمي كي يخطو والده فوقه بقدميه..

يا الله .. عليك رحمات ربي يا عمرو بن ميمون .. أكنت محظوظاً أن لم تر شاباً يستكثر أن يدفع عربة والده المُقعد تحت سياط الظهيرة أمام مبنى الجوازات؟!

يا شيخنا عمرو بن ميمون .. أكانت فطرتك ندية فلم يعكرها خبر شاب يستثقل مرافقة والده في مستشفى .. ينظر لوالده المغطى نصفه والمكشوف نصفه الآخر لأنابيب الحياة.. ويسارق النظر لرسائل أصحابه في الجوال تستحثه للنزهة وتراوده بصور ربيعية .. فيتكلف الأعذار ليركب الريح مع أصحابه في مسامرات الضياع؟!.

الشيخ إبراهيم السكران

#بر_الوالدين

أبي وأمي يطلبون مني طلبات كثيرة وأنا أدرس وهم لم يراعوا ذلك، أحيانا أرد عليهم بأني بذاكر، ما الحكم وكيف أتصرف؟

ج / بالله عليك لا تفوتنك مصاريع باب الجنة ..

أنت الآن على ضربة معول من منجم "مثاقيل الحسنات" فلا تُلقِ ذراعك حين تلألأت أطراف الجواهر بين يديك..

أتعلم أن فئاماً من الشباب لا ينعمون بالنعمة التي أنت الآن في أعطافها.. قبض الله أرواح والديهم.. فكلما لفحتهم الذكريات تقطعت نياط قلوبهم يريدون لحظة يروون فيها نفوسهم من برهما ويبلّون ظمأ الإحسان للوالدين..

كم من شابٍ صلى على والديه تتقصف أضلاعه الآن يتمنى تلك الساعة التي يحمل فيها أكياساً لهما من السوق..
أو يفتح باب السيارة لهما ليقلّهما لبعض شأنهما..
أو يدخل عليهما بحفيدهما يتنازعان حمله والسرور يبرق في وجهيهما.. ويحاميان عنه ويد الطفل تعبث فيما حوله..
أو يكون هو وأشقاؤه خلف الوالد وهو يدخل وليمة أو مناسبة..
وكم من رجل يرى الآن في غرفة والدته الراحلة بقايا قنينات دوائها التي كان ينظم أقراصها لها.. يعصره الحنين عصراً على تلك اللحظات.. وما بيده شيء.. وربما وارى دمعةّ حرى تتلامع فيها لوعات الفقد والغياب.. ولا شيء أشجى على أشداء الرجال من دمعة خفية على ذكرى والديهم..

لي قريب لم يجد شيئاً يبلّ كبده إلا أن يأخذ "شيلة" والدته الراحلة كل ليلة وينام عليها ويستنشق رائحتها..

بالله لو قيل لمثل هذا كم تدفع لتعود والدتك؟ فسيقول الدنيا كلها..

أما ترى ربنا في كتابه يطلب منا أن نتذلل له سبحانه.. ومع ذلك قال عن الوالدين {وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ}

بالله عليك أتعرف شيئاً في كتاب الله شنّع عليه القرآن أكثر من الشرك؟

انظر كيف يذكر الله حق الوالدين بعد حق الله بالتوحيد، وكيف يذكر العقوق بعد الشرك:
قال الله {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً}

وقال سبحانه {قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً}
وقال سبحانه {وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً}

ما أكثر ما يلتمس المرء من رجل ذي خبرة أن يوصيه بشيء ينفعه.. والله جل وعلا يتحبب لعباده بلفظ الوصية فيقول {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ}
ويكرر سبحانه الطلب بنفس اللغة "الوصية" فيقول:
{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً..}

إنه الله.. الخالق سبحانه بعظمته.. "يوصينا" بوالدينا.. ماذا بقي من هول الحق لهما بعد ذلك؟!
ألم يلفت انتباهك أن الله إذا مدح أحداً ببر الوالدين ذكر النفوس المتجبرة؟
لماذا؟!
لأنها هي معدن العقوق.. قال الله عن يحيى {وَبَرًّا بِوالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيًّا}..
وقال سبحانه عن عيسى {وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا}..

وأما قولك غفر الله لك "يطلبون مني طلبات كثيرة" فالجواب: ارفع يديك شاكراً حامداً لله أنها "كثيرة"..

سابق الريح في تحقيق مطالبهما وسترى الخيرات تفتح لك.. وستشاهد من أبواب التوفيق ما لا يقع منك بحسبان..

أتعلم أن فئاماً من الناس يستثقل والداه أن يسألا أحداً شيئاً.. ويخفيان حاجياتهم عن أبنائهم.. والأبناء يتسقّطون أخبار أمنيات والديهم من أصدقائهما وأصفيائهما ليفرحونهما بها.. وأنت قد أنعم الله عليك بوالدين "يكرمانك" بأن يطلبا منك.. و"يتفضلان" عليك بأن يسألاك.. وأنت تتضايق من النعمة!

أرأيت بالله عليك رجلاً تهطل عليه من الله العطايا.. فيمد للناس صحائف الشكوى من تتابعها؟!

أتستشير كيف تتخلص من ضغط مطالب والديك.. ؟!
سألتك بالله هل أنت جادّ؟!
يا الله.. كم هو سؤالٌ قاسٍ عفا الله عنك..

الشيخ إبراهيم السكران

#بر_الوالدين
➜@fiqhal3laqat

أنا أبويا ابتلاء في حياتنا، رغم وجود الأب نعمة أكيد، لكن بالنسبالي لا.. كل ناس بتكرهه مفيش حد بيحبه خالص من العيلة ولا حتى في الشارع.. حتى لما يتقدملي عرسان مفيش حاجه بتم 😞 مش قادرة أستحمل الابتلاء ده، كل يوم مشاكل وهم ونكد وحزن 😢 تعبت نفسياً منه بجد! 😞 إيه الحل!

ج / كما قلتِ ..
هو ابتلاء ..

اختبار من رب العالمين سبحانه وتعالى، ولا يمكنك فعل شيء سوى خوض هذا الابتلاء بقوة، وعندما تخرجين منه بنجاح إن شاء الله ستجدين أثر ذلك في حياتك وفي نفسك ..

لا تملكين شيئًا سوى الدعاء الكثيف، والضراعات المتتالية، ومحاولة إصلاحه مرة بعد مرة بلا كلل، والصبر الجميل، وألا تقعي في إثم عقوقه قدر استطاعتك ..

لست طفلة صغيرة، فترة قصيرة إن شاء الله وستودعين ذلك البيت وهذا الضغط، لم يبق إلا القليل من الصبر، وعاقبة الصبر حميدة، أبشري!

وأقول دائمًا، نحن نعلّق آمالنا على المستقبل، ونرسل إليه كافة أمانينا وأحلامنا المتعثرة في الحاضر عبر بوابة الرجاء في رب العالمين سبحانه وتعالى، فأكبر الأخطاء أن نرسل بأيدينا إلى المستقبل لعنات الحاضر وكرباته وآلامه ..

مهما كان الضغط، حافظي على روحك ونفسيتك قدر الإمكان من التشوّه حتى تسعد بمستقبلها عندما يأتي إن شاء الله.

قاتلي أجواء الكآبة والمشاكل والغموم والهموم، ضعي بينك وبينها حواجز سميكة، انشغلي عنها وقاوميها بكل ما يحافظ على نضارة روحك وحياتها.

وأعظم ذلك صلة الإنسان بربه جل وعلا، وكل سبيل يقترب بها إليه، ثم ما سوى ذلك من الأسباب والهوايات وهكذا ..

الحياة معركة، ساحة قتال متعددة الجبهات، وأنتِ في البداية، لا تسقطي هكذا من أول جولة!

الشيخ كريم حلمي

#بر_الوالدين
#آباء_وأبناء
➜@fiqhal3laqat

من أغبى الأوهام المنتشرة اليوم توهم أن «بر الوالدين» مربوط بكمية الخدمات الحسية المادية، واحرقتاه من هذا الوهم! يبدو أن عصر الماديات في أحسن أحواله لا ينتج إلا تدينًا ماديًا أيضًا!

لا.. بر الوالدين ليس مقصورًا على الخدمات المادية. بر الوالدين هو «خفض جناح الذل» لهما قبل كل شيء. البر المعنوي يفوق قيمة البر المادي بقدر ما تفوق الوجاهة قيمة الخبزة.. ألا ترى الرجل الحر يتضور جوعًا وينشل لسانه قبل أن يكتب معروض استجداء؟! ألا ترى الحرة تجوع ولا تأكل بثدييها.

إنها القيم المعنوية التي قال عنها دنقل يومًا: «هي أشياء لا تشترى»، هذه النفحات المعنوية ليست إلا بعض أنفاس بيانية من دلالات «واخفض لهما جناح الذل»

مسلكيات (صـ١٦١)

#بر_الوالدين
➜@fiqhal3laqat

انتصر وانتصر في كل نقاش مع والديك ترجو العزة والعلو..بينما أنت تحصل وشاح الذل وتراب الأرض على وجهك

الشيخ محمد شلبي

#بر_الوالدين
➜@fiqhal3laqat

‏لا أستطيع حتى الآن أن أفهم هذا التبرُّم الذى كثيراً ما يشعُر به شابّ صغير إزاء أبيه أو أُمِّه مهما بلغَت حاجتهما إليه،
بينما يُبدى مُنتهى التسامح وسعة الصدر مع زميل أو صديق له فى مثل سِنّه مهما كانت سخافته وقلَّة شأنه !

- جلال أمين
[ ماذا علمتني الحياة ]

#بر_الوالدين

يا شيخ ! كثيرا ما أرى بعض الأولياء يأمرون أبناءهم بالمنكر وينهونهم عن المعروف بحجة الخوف عليهم من التشدد ويصل بهم الحد أن يهددوا أبناءهم إذا ما التزموا. فما حكمهم أولا؟ وماذا نقول لهؤلاء الأولياء؟

ج / الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعدُ؛

فإنَّ الأولياء لا يأمرون أبناءهم بالمنكر فيما نحسب محبّة في المنكر، أو كراهة لشرعِ الله سبحانه، وإنما لفرط خوفهم عليهم.

ولكن الابن في هذه الحالة أو الابنة = إذا كان المأمورُ به منكرًا فعلًا = فإنه لا يجوزُ أن يطيع أباه فيه، كأن يمنعه من واجبٍ عليه، أو أن يأمرُه بمحرمٍ عليه.

ولكن العبرة في الحكم على الشيءٍ بأنه واجبٌ أو محرمٌ باستفتاءِ عالمٍ ثقة، يقصُّ عليه أمرَه، لا بحكم الابن نفسِه.

وأما إذا كان المأمورُ به ليس محرمًا، كأن كان مباحًا أو مكروهًا أو خلاف الأولى، وكان عصيانُ الولد لأبيه أو البنت لأبيها = يشق عليه مشقة غير محتملة = فإنه يلينُ لأبيِه في هذا الأمر، ويرفق به، ولا يصطدم معه؛ إذ تركُ المستحبِّ خيرٌ من الوقوِعِ في العقوق .

وحينما يمنُّ الله عليكَ بالولد ستشعر بتفطر قلبِك على ولدك؛ فإنما أنتَ بضعة منه.

والله أعلم.

الشيخ محمد سالم بحيري

#بر_الوالدين

مخرجي من صلاة الجمعة إذا بأب شفيق يصيح بطفليه وقد رأى سيارة تسير بقربهما: السيارة السيارة.. ساعتها ذكرت حديث: لله أرحم بعبده من هذه بولدها، ورجوت أن ربا هذه رحمته فالمأمول من واسع فضله ألا يعذب عبدا معترفا بذنبه مقرا بعجزه عالما أنه لا ملجأ له إلا أن يرحمه ربه، وذكرت ما أودع الله في قلوب الوالدين من الرحمة فبها حنوا على صغارهم وبها سعوا في جلب كل نفع قدروا عليه لهم ودفع كل ضر قدروا على دفعه عنهم، وشعرت بأن من كانت هذه رحمتهم وحنوهم أحقاء بأن يوصي الله بهم هذه الوصية البالغة وعلمت كم نحن مقصرون في حق آبائنا إذ لم نوفهم عشر معشار ما يستحقون من الإكرام ولم نعطهم من الحب والرحمة ولا يسيرا مما أعطونا، فاللهم ارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء وارحم والدينا كما ربونا صغارا
الشيخ محمود مداد

#بر_الوالدين
#آباء_وأبناء
➜@fiqhal3laqat

القسوة هي عنوان حياتي. الكل قاسي حتى الام و الاب الاخ . انا لست حجرا و حتى الحجر يصيبه الصدع. ما العمل برأيك ؟

ج / عبري عن هذا في جلساتك بكل أدب ولباقة، بادري بإرسال الرسائل وتكون مختصرة ومهذبة..

اشكري كل من قدم معروفًا ولو حتى ناولك كأسًا أو معطفًا..
ثم إذا استنكر شكرك البالغ، استغلي الفرصة؛ وأرسلي رسالة تفيد جمال التواصل الحنون بين أفراد الأسرة..

ويمكنني مساعدتك في الكتابة في موقف من المواقف..!!

بادري، بادري، لا تقفي نادبة حظك..!

أفنان الجعر

#بر_الوالدين

صديقي أمه تصر على أن يدخل كلية معينة وهو لا يرغب فيها وهي تدعو عليه فهل يجب طاعتها؟

ج / لا يجب طاعتها في ذلك لأن طاعة الوالدين إنما تجب فيما لهما فيه منفعة ولا ضرر على الولد فيه، وما دام هو عاقلا بالغا فهو أدرى بمصلحة نفسه وليس عليها إلا النصيحة والتوجيه ثم هو يختار لنفسه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ويلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية وإن كانا فاسقين، وهو ظاهر إطلاق أحمد، وهذا فيما فيه منفعة لهما ولا ضرر، فإن شق عليه ولم يضره وجب وإلا فلا. انتهى

وعليه أن يتودد إليها ويسترضيها ويبين لها بلين ورفق وجهة نظره ويوسط من يقنعها ويستل سخيمتها من أب أو غيره، وينبغي أن يتشاورا بحثا عن المصلحة ولا يكون من أحدهما تشبث بالرأي مذموم بل يبحث كل منهما عن المصلحة بالاستشارة والاستخارة فإن استمر الخلاف فالرأي للولد وليس لها ولا لغيرها إجباره على ما لا يريد، ولا ريب أن في دراسته ما لا يحب وإلزامه بذلك ضررا بالغا عليه لا تلزم بمثله الشريعة.

س: طيب لو سمع كلامها يبقى مأجور؟
ج: نعم يرجى له عظيم الأجر إن ترك ما يحب هو لما تحبه أمه، وهذا وإن لم يكن لازما لكن إن طابت نفسه به فهو خير كبير وأرجو أن يرزقه الله حب ما أحبته أمه وأن يوفقه ببركة برها.

الشيخ محمود مداد

#بر_الوالدين

أبي فظ ولا يساعدني على بره، يادوب الحاجة اللي بيطلبها مني بعملهاله ومابصدق أدخل أوضتي وأقفل على نفسي، ولما يكون تعبان بجيبله الدواء والمية وأقيسله الضغط وأعمله اللي هو عايزه، بس عمري ما سألته مالك ولا تعبان ولا بفتح معاه كلام ولا الابتسامة بتطلع من قلبي وهو بيتضايق من إني بعامله زي الإنسان الآلي، أعمل إيه؟

ج/ ما تعاملوش زي الإنسان الآلي!
احتياجات الإنسان ليست مادية فقط..
الأب له احتياجاته النفسية والعاطفية أيضًا، وليست مجرد احتياجات.. بل حقوق عليك أداؤها..
والبر وحسن المعاملة يقتضي البشاشة والتفقّد والإحسان قبل الطلب ونحو ذلك..
وهذا ليس من أجل إرضاء والدك فقط..
لكن لإرضاء الله جَلَّ وعَلَا..
كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: (رِضَا اللَّهِ فِي رِضَا الْوَالِدَيْنِ، وَسَخَطُ اللَّهِ فِي سَخَطِ الْوَالِدَيْن) .

أما فظاظته!.. الآن لا تذكر إلا فظاظته؟!
تذكرت فظاظته وغاب عنك تعبه وهمّه وأرقه من أجلك؟!
تذكرت فظاظته وغابت عنك حرارة شمس -كشمس يومنا هذه- كانت تجفف ماء شبابه يومًا بعد يوم في عمله وتكسّبه.. وهو يقول: لا بأس .. لأجل اليوم الذي سيسقينا فيه أولادي الماء بأيديهم!
تذكرت فظاظته وغابت عنك كل لحظة تحمّل فيها تعنيفًا أو ظلمًا أو استذلالًا ليحافظ على حياتك أنت وكرامتك أنت.. وهو يقول: لا بأس .. لأجل اليوم الذي سيرفعني فيه أبنائي ويجبرون خاطري المكسور ويرفعون رأسي المتألمة المنحنية!

تذكرت فظاظته وغابت عنك الهموم تحرق قلبه من أجل توفير حياة كريمة لك، لا تشعر فيها بالذل أو المهانة.. وهو يقول: لا بأس .. لأجل اليوم الذي سأستريح فيه بين بسمات أبنائي وقلوبهم!

تذكرت فظاظته ونسيت كل لحظة ضحّى فيها براحةٍ هنيئة بعد يوم يُكسّر عظام الجسد تكسيرًا من أجل أن يحملك إلى طبيب يداويك أو محلٍ يحصّل منه ملابسك أو حاجاتك ويحصّل معها قلقه المتجدد تجاه قدرة مال جيبه على الصمود حتى نهاية الشهر.

تذكرت فظاظته الآن بعدما شببتَ أنت وشاب هو وودَّع شبابه الذي أنفقه عليك؟!

أعلم أن التربية في بلادنا ليست مثالية.. وأنها مليئة بالتشوّهات والأخطاء.. لكن كذلك الحياة في بلادنا.. تُشوِّه نفوس الآباء الذي يقاتلون من أجل حياة كريمة لهم ولأبنائهم.

عمومًا.. رضا الأب جنة! .. وما علمنا الجنة إلا قد حُفّت بالمكاره .. لا تأتي للإنسان على بساط الراحة والأريحية..
فاختر لنفسك كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: (الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، فَإِنْ شِئْت فَأضِعْ ذَلِكَ الْبَابَ أَوْ احْفَظْهُ).

لا تنظر له كوالد فقط .. انظر له كأنه الجنة.. وإذا صحّ منك الشوق لها فكل شئ في سبيلها هيّن، ولو سرت على الجمر إليها لسرتَ مبتسمًا مطمئنًا..

لا تخسر والدك.. فكّر بطريقة مختلفة .. اجتهد في توفير مساحة تقارب مشتركة .. اقترب منه أكثر .. تأمل فؤاده أكثر .. لعلك ترى صورة غير التي كنت تراها .. وترى إنسانًا غير الذي كنت تراه.

الشيخ كريم حلمي

#بر_الوالدين

ربما كان لك من أبويك أو من ذوي رحمك ممن تولوا شأنك في مفتتح عمرك من لم تساعده شئون دهره أو عصور نشأته على أن ينال حظا من العلم والمعرفة مثل ما نلت، فإياك أن يدعوك ذلك إلى تسفيهه أو تجبيهه أو السخرية به أو الإدلال بنفسك عليه؛ فإنك إن فعلت ‌خسرت ‌من ‌الأدب أضعاف ما كسبت من العلم،

على أنه ربما كان لكبيرك هذا الذي عققته وظلمته وكفرت بفضل نعمته عليك من العلم بتجارب الحياة ومقاتلها وموارد الأمور ومصادرها ما يبهر علمك الذي تعتد به وتدل بمكانك منه عليه.

- المنفلوطي، كتاب (النظرات)

#بر_الوالدين #تصحيح_مفاهيم