أحب الذين يكتفون بجانب قصي من كل محفل، الذين يأنسون بأنفسهم فلا يضعفون أمام سطوة الكثرة ولا ينجرفون مع اللحظات البراقة ولا يبتهجون بالثناء الأول، تجد أحدهم مترددًا قبل أن يأخذ زمام معرفة ما مستريحا إلى المجهولية التي تكتنفه، لكنه مع ذلك لا يلفت وجهًا عن مكروب، ولا يتململ حين تنهضه ميادين المروءة.

••°••°
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«وَما ماتَ حَتّى ماتَ مَضرِبُ سَيفِهِ
مِنَ الضَربِ وَاِعتَلَّت عَلَيهِ القَنا السُمرُ

وَقَد كانَ فَوتُ المَوتِ سَهلاً فَرَدَّهُ
إِلَيهِ الحِفاظُ المُرُّ وَالخُلُقُ الوَعرُ

فَأَثبَتَ في مُستَنقَعِ المَوتِ رِجلَهُ
وَقالَ لَها مِن تَحتِ أَخمُصِكِ الحَشرُ

غَدا غَدوَةً وَالحَمدُ نَسجُ رِدائِهِ
فَلَم يَنصَرِف إِلّا وَأَكفانُهُ الأَجر

تَرَدّى ثِيابَ المَوتِ حُمراً فَما أَتى
لَها اللَيلُ إِلّا وَهيَ مِن سُندُسٍ خُضرُ

كَأَنَّ بَني نَبهانَ يَومَ وَفاتِهِ
نُجومُ سَماءٍ خَرَّ مِن بَينِها البَدرُ»..

‏كان أعرابي يجالس الشعبي فيطيل الصمت، فسئل عن طول صمته فقال:
«أسمع فأعلم، وأسكت فأسلم» ..


••°••°
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

💡قـال ابن قُدامة  رحِمهُ الله:

" فإنَّني إذا كنتُ مع رسولِ الله ‏في حِزبه، متِّبعًا لسُنَّته ‏ما أُبالي من خَالفني ‏ولامَن خالفَ فيّ ولا أستوحشُ لفراقِ من فارقني، ‏وإنَّني لمُعتَقد أنَّ الخَلق كلّهم ‏لوخالفوا السُّنة وتركوها ‏وعادوني من أجلها لما ازددتُ لها إلا لزومًا ولا بها إلا اغتباطًا إن وفَّقني الله لذلك فإنَّ الأمُور كلَّها بيديه، وقلوب العبادِ بين إصبَعَيه ".

ذيل طبـقات الحنابلة.

💢💢💢

‏"أنا لا أُرجّي غير جبّار السماء ولا أهابُ
بيني وبين اللهِ من ثقتي بلطف الله بابُ

أبدًا ألوذ به وتعرفني الأرائك والرّحابُ
لي عنده من أدمعي كنزٌ تضيق به العيابُ

ياربّ بابك لا يردّ اللائذين به حجابُ
مفتاحه بيدي يقينٌ لا يُلم به ارتيابُ

‏ومحبةٌ لك لا تُكدّر بالرياء ولا تُشابُ
وعبادةٌ لا الحشر أملاها عليّ ولا الحسابُ

وإذا سألت عن الذنوب فإن أدمعي الجوابُ
هي في يميني حين أبسطها لرحمتك الكتابُ

💢💢💢

💡‏ابن القيِّم رحمه الله

وقال الحارث المحاسبيُّ :

الصَّادقُ : هو الذي لا يُبالي ، لو خرج كلُّ قدرٍ له في قلوبِ الخلقِ ، مِن أجل صلاح قلبه ، ولا يحبُّ اطِّلاع النَّاسِ على مثاقيلِ الذَّرِّ مِن حُسنِ عمله ..

مدارج السَّالكين ٢/ ٢٧٨


••°••°
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«فيا ربِّ، إن صدُّوا فبابُكَ واسعٌ
‏ويا ربِّ، إن ضاقت ففي وَعْدِك السّعَةْ

‏أعِدْني إلى روحي القديمة واحدًا
‏فقد جئتك مكسورًا وروحيْ موزَّعةْ

‏أعِذني من الحرمان، يا ربِّ فالفتى
‏عزيزٌ إذا ما كنتَ في دربه،  مَعَهْ

‏ويا ربِّ لاحت من عطاياكَ غيمةٌ
‏فمُرْها، فأضلاعيْ من الشوقِ مُشْرَعةْ»


••°••°
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يدورُ المرءُ في أفلاك الألفاظ والمعاني دهرًا ثمّ لا يجدُ سكنى نفسه، ولا تتفتّح مغاليق فكره، ولا يجري ماءُ روحهِ عذِبًا إلا في أفياء كتاب الله عزّ وجلّ.

••°••°
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

💡ابن القيِّم رحمه الله

مَن تحقَّق بمعاني الفاتحة علمًا ومعرفةً وعملًا وحالًا، فقد فاز مِن كماله بأوفر نصيبٍ، وصارت عبوديَّته عبوديَّة الخاصَّة الذين ارتفعت درجتهم عن عوامِّ المتعبِّدين، والله المستعان‏ ..

الفوائد ٢٠


••°••°
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"فأنتَ أكرَمُ مَنْ يُدعَى، وأرحَمُ مَنْ
يُرجَى وأمرُكَ فيما شِئتَ مُمتَثَلُ"


••°••°
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ولستُ أدري أأصل إلى مرادي أم أُخترم دون غرضي؟

فأسألهُ أن يُصلحَني أولا، ثمَّ يصلحَ بي، ويهديني، ثمَّ يهدي بي..

تتساءل النَّفس، وتُجيب هي ..


••°••°
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

-

‏والإنسان مُذ أهبِط إلى هذه الدنيا حتى يفارقها وهو في مجاهدةٍ يكابد سطوة التراب وعثرات الطين ومراصد الشيطان والتواءت النفوس وخبايا الأفئدة الموصدة على ما فيها من غيوب وسرائر!
‏ومن كان في خفارة المعية ونور الهداية والاستعانة؛ فإن الله سبحانه وبحمده يتمم له نوره ويبلغه غايته.

- وجدان العلي.
••°••°
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

-

الحمدُ للهِ حمدًا دائمًا أبدًا..

يبقى الأدبُ يصوِّرُ الخواطرَ، ويأسو الجِراحَ، ويؤلِّفُ بين الألسنةِ والقلوبِ حتى تتصافَحَ الأيادي ويعودَ البناءُ كما كان؛ أبيًّا لا يُنالُ، قويًّا لا يلِينُ.

آثار الإبراهيمي (210/5).



••°••°
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"ودَفَنَّا الشَّوقَ في أعماقِنا
‏ومَضَينا في رضاءٍ واحتساب"



••°••°
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

💡-الإمام ابنُ رجب رحمه الله

مَن كَرُمَتْ عليه نفسُهُ؛ هان عليهِ كُلُّ ما يَبْذُلُ في افتكاكها من النَّارِ.

لطائف المعارف |


••°••°
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

💡-الإمام ابنُ رجب رحمه الله

يا مَنْ يَطْمَعُ في العتق مِن النَّارِ ثُمَّ يَمْنَعُ نفسَهُ الرَّحمةَ بالإصرار على كبائر الإثم والأوزار! تاللهِ؛ مَا نَصَحْتَ نفسك، ولا وَقَفَ في طريقك غيرك. توبق نفسك بالمعاصي، فإذا حُرِمْتَ المغفرة؛ قُلْتَ أَنَّى هذا؟ قُلْ هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُمْ.

فَنَفْسَكَ لُمْ وَلَا تَلُمِ المَطايا
وَمُتْ كَمَدًا فَلَيْسَ لَكَ اعْتِذارُ..

إِنْ كُنْتَ تَطْمَعُ في العتق؛ فَاشْتَرِ نَفْسَكَ مِنَ اللَّهِ، فـ ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾

لطائف المعارف |

••°••°
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ