نَيّر
1.86K subscribers
1.66K photos
34 videos
28 files
34 links
‏هيهات.. أنتَ أكرمُ مِن أن تُضيّع من رَبّيته.
Download Telegram
‏"وَرَضِيْعُهُ بِدَمِ الْوَرِيْدِ مُخَضَّبٌ فَاطْلُبْ رَضِيْعَهْ".
جسمك تنثره الحوافر
خويه مدري شلون أجمعه
باچر بيا حال أشوفك
گلي لا تخفي عليه
من يحز الشمر نحرك
هم تجي أمنا الزچية؟
لَقَدْ قَتَلُوا بِقَتْلِكَ الْإِسْلَامَ٫ وَعَطَّلُوا الصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ٫ وَنَقَضُوا السُّنَنَ وَالْأَحْكَامَ٫ وَهَدَمُوا قَوَاعِدَ الْإِيمَانِ٫ وَحَرَّفُوا آيَاتِ الْقُرَآنِ ..
‏- النَّاحِية المُقدَّسة .
السلامُ علىٰ عبدالله بن الحُسَين (سلامُ الله وصلواتهُ عليه).
فَهَوَيْتَ إلَى الأرْضِ جَريحاً تَطَؤُكَ الْخُيُولُ بِحَوافِرِها ..
Forwarded from نَيّر
السَّلامُ علىٰ صاحب الرأس الشريف، السَّلامُ علىٰ صاحب الشيب الخضيب.
وَلمّا عزم الحُسَين (سَلامُ اللّٰه وَصلواته عَليه) عَلَىٰ ملاقاة الحتوف بنفسه المُقدّسة، جاء ووقف بباب خَيمَة النساء، مودعًا حُرَمه مخدرات الرسالة، وعقائل الإمامة، فأخذ يُنادي: (يا زَينَب، ويا أُمّ كلثوم، ويا فاطمَة، ويا سَكينة، ويا فُلانة، عَليكُنَّ منّي السَلام، فهذا آخر الاجتماع).
فأقبلن إليه، ودُرنَ حوله، وهنّ ينادينَ: الوداع، الوداع، الفراق ، الفراق. وَقالت لهُ سَكينة: يا أبه، استسلمت للموت؟ فبكىٰ، وقال: كيف لا يستسلم للموت من لا ناصر لهُ ولا مُعين؟. فقالت: ردّنا إلىٰ حرم جدّنا رَسول اللّٰه (صَلَّىٰ اللّٰهُ عَليه وَعَلَىٰ آله) ؟ فقال: هيهات: لو تُرك القطا لنام. فتصارخن النساء، فسكتهنّ الحُسَين (سَلامُ اللّٰه وَصلواته عَليه). ورفعت سَكينة صوتها بالبكاء والنَحيب، فضمّها الحُسَين (سَلامُ اللّٰه وَصلواته عَليه) الىٰ صدره ومسح دموعها بكفه، وكان يحبّها حُبًّا شَديدًا.
ثُمَّ التفت الحُسَين (سَلامُ اللّٰه وَصلواته عَليه) عن يمينه، فلم ير أحدًا من الرجال، والتفت عن يساره، فلم ير أحدًا. وأخذ يدير بطرفه بين الخيام. فعندَ ذلك نهض الامام زَين العابدين (سَلامُ اللّٰه وَصلواته عَليه) عن فراشه، وخرج من الخيمة، وهو يتوكأ عَلَىٰ عصاه وكان مريضًا لا يقدر أن يقلّ سيفه، فأخذ يجره عَلَىٰ الأرض. فصاح الحُسَين (سَلامُ اللّٰه وَصلواته عَليه) بأم كلثوم: خذيه يا أختاه لئلّا تبقىٰ الأرض خاليةً من نسل آل مُحَمَّد ( صَلّىٰ اللّٰهُ عَليه وَعَلىٰ آله وَسلم). فقال زَين العابدين: يا عمَّتاه، ذريني أقاتل بين يدي ابن رسول اللّٰه ( صَلَّىٰ اللّٰهُ عَليه وَعَلَىٰ آله وَسلَّم)، وأم كلثوم تُمانعه وتُنادي خلفه: يا بُنيّ ارجع.. حَتَّىٰ أرجعته الىٰ فراشه.
ثُمَّ تَقَدَّم الحُسَين (سَلامُ اللّٰه وَصلواته عَليه) الىٰ باب الخيمة، ودعا بولده الرَضيع ليودّعه، وكان يلوعُ من شدَّة الظمأ، فجاءت به زَينب (سَلامُ اللّٰه وَصلواته عَليها) اليه. فتناوله، وأجلسهُ في حجره، وجعل يقبّله، وهوَ يقول: ويلٌ لهؤلاء القوم، اذا كان جدَّك المُصطفىٰ خصمهم.
أتىٰ الحُسَين (سَلامُ اللّٰه وَصلواته عَليه) به نحوَ القوم يطلب لهُ الماء، وأخذ يُنادي:«يا قوم، لقد قتلتُم اخوَتي وأولادي وأنصاري وأهل بَيتي، وما بقي عندي غير هذا الطفل، وقد جفَّ اللبنُ من ثدي أُمَّه، فإن لم تَرحموني، فارحموا هذا الطفل ».
فرماه حرملة بن كاهل الأسدي (لَعنةُ اللّٰه عليه) بسهم، فذبحهُ من الوَريد الىٰ الوَريد وهوَ في حجر أبيه.. فجاء به الىٰ الخَيمة، وقال لأخته زَينب الكُبرىٰ (سَلامُ اللّٰه وَصلواته عَليها): خذيه. ثُمَّ تلقىٰ الحُسَين (سَلامُ اللّٰه وَصلواته عَليه) دمهُ بكفَّه، حَتَّىٰ امتلأت، فرمىٰ به نحوَ السماء.
فَعن الامام أبي جعفر الباقر (سَلامُ اللّٰه وَصلواته عَليه): (انَّهُ لم تسقط من ذلك الدم قطرةٌ إلىٰ الأرض). وَعن حُجَّة آل مُحَمَّد (عَجَّل اللّٰهُ فرجَه) كما في زيارة الناحية المُقدسة: (السَلامُ عَلَىٰ عَبداللّٰه بن الحُسَين الطفل الرَضيع، المرمي الصريع، المتشحّط دما، المصعَّد دمهُ الىٰ السَماء، المذبوح بالسَهم في حجر أبيه، لعن اللّٰه راميه حرملة بن كاهل الأسدي وذويه).
ثُمَّ قال الحُسَين (سَلامُ اللّٰه وَصلواته عَليه): (هوّن ما نزل بي أنه بعين اللّٰه.. اللهُمَّ، لا يكُن أهون عليك من فصيل ناقة صالح. اللهُمَّ إن كُنت حبست عنّا النصر، فاجعل ذلك لما هوَ خيرٌ منه، وانتقم لنا من هؤلاء القوم الظالمين، واجعَل ما حَلَّ بنا في العاجل ذخيرة لنا في الآجل).
قالوا: ثُمَّ انَّ الحُسَين (سَلامُ اللّٰه وَصلواته عَليه) أمرَ عياله بالسّكوت، وودَّعهُم -ثانيًا- وكانت عَليه جُبَّة خزّ دكناء وعمامةً مورَّدة أرخىٰ لها ذؤابتين، والتحف ببردة رَسول اللّٰه (صَلَّىٰ اللّٰهُ عَليه وَعَلىٰ آله الأطهار وَسلَّم) ولبس درعه البتراء، وتقلَّد بسيفه، وطلب من أخته العَقيلة زَينب الكُبرىٰ ثوبًا عَتيقًا لا يرغب فيه أحد، ليلبسه تحت ثيابه، لئلّا يجرَّد منه، فإنّه مَقتول مسلوب. فأتوه بتبّان فلم يرغب فيه، لأنه من لباس من ضربت عليه الذلَّة، فأخذ ثوبًا خليقا، فخرقه، وجعله تحت ثيابه ودعا بسراويل حبرة، ففزرها، ولبسها، لئلَّا يُسلبها، فلَّما قُتل، أقبل بحر بن كعب (لَعنةُ اللّٰه عَليه) فسلبها منه، وترك الحُسَين (سَلامُ اللّٰه وَصلواته عَليه) مُجردًا.
قام الحُسَين (سَلامُ اللّٰه وَصلواته عَليه) وَركب فرسه، وتقدَّم نحو القوم، مصلتًا سيفه، آيسًا من الحياة، عازمًا عَلَىٰ الموت، ودعا الناس الىٰ البراز، فلم يزل يقتل كُلّ من برز إليه من عيون الرجال، حَتَّىٰ قتل منهُم مقتلةً عظيمة، وهوَ يقول:
أنا ابنُ عَليّ الطهر من آل هاشم
كفاني بهذا مفخرًا حين أفخرُ
وجَدّي رَسول اللّٰه أكرم مَن مَشىٰ
ونحنُ سراج اللّٰه في الأرض نزهرُ
وفاطمَةٌ أمّي ابنةَ الطهر أحمَد
وَعَمّي يُدعىٰ ذا الجناحين جعفرُ
وَفينا كتاب اللّٰه أُنزل صادعًا
وَفينا الهُدىٰ والوَحي بالخير يُذكرُ
وَنَحنُ أمان اللّٰه للناس كُلّهم
نسرُ بهذا في الأنامِ ونجهرُ
وَنَحنُ ولاة الحوضُ نُسقي ولاتنا
بكأسٍ وذاك الحْوض للسقي كوثرُ
وشيعتنا في الناس أكرم شيعةٍ
ومبغضنا يوم القيامةِ يخسرُ
ثُمَّ حمل عَلَىٰ الميمنة وهوَ يقول:
القَتلُ أولىٰ من ركوب العار
والعار أولىٰ من دخول النار
ثُمَّ حَمل عَلىٰ الميسرة وهوَ يقول:
أنا الحُسَينُ بنُ عَليّ
آليتُ أن لا أنثني
أحمي عيالات أبــــي
أمضي عَلَىٰ دين النَبيّ
قال بعض من حضر المعركة -مع عمر بن سعد-:( فو اللّٰه، ما رأيتُ مكثورًا -قطّ- قد قُتل ولدهُ وأهلُ بيته وصحبه، أربط جأشًا ولا أمضىٰ جنانًا، ولا أجرأ مقدمًا منه، ولم أرَ قبله ولا بَعده مثله. ولقد كانت الرجال لتشدّ عليه. فيشدّ عليها بسيفه، فتنكشف بين يديه انكشاف المعزى اذا شدَّ فيها الذئب. ولقد كان يحمل فيهم، وقد تكاملوا ثلاثين ألفًا، فينهزمون بينَ يَديه، كأنَّهُم الجراد المنتشر، ولم يثبت لهُ أحد، ثُمَّ يرجع الىٰ مركزه، وهوَ يقول: (لا حولَ ولا قوَّة إلّا باللّٰه العَليّ العَظيم). ولم يزل يقاتلهم، حَتَّىٰ قتل منهم مقتلةً عظيمة.