أَبُو عُمَيْر - عِمْرَان الزُبَيْدي
13K subscribers
424 photos
160 videos
16 files
241 links
اثبتوا فالحق جلي
Download Telegram
ذروة اللذة في السجود حين تستحضر أنّك ساجد والله تبارك وتعالى من فوقك جالسٌ على العرش بكل عظمة وجلال وكبرياء، وهو يراك خاضعًا له ويسمع تسبيحك باسمه جلّ في علاه.
أَبُو عُمَيْر - عِمْرَان الزُبَيْدي
ذروة اللذة في السجود حين تستحضر أنّك ساجد والله تبارك وتعالى من فوقك جالسٌ على العرش بكل عظمة وجلال وكبرياء، وهو يراك خاضعًا له ويسمع تسبيحك باسمه جلّ في علاه.
حدثني أبي رحمه الله، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر رضي الله عنه قال: «إذا جلس تبارك وتعالى على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد»

رواه عبد الله في السنة.

والكرسي يأتي بمعنى العرش

غضب الأئمة إذا أنكر أحد جلوس الرب سبحانه على العرش

حدثني أبي، نا وكيع، بحديث إسرائيل عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر رضي الله عنه قال: «إذا جلس الرب عز وجل على الكرسي» فاقشعر رجل سماه أبي عند وكيع فغضب وكيع وقال: أدركنا الأعمش وسفيان يحدثون بهذه الأحاديث لا ينكرونها

رواه عبد الله في السنة
والله جريمة!.

في مقطع نشره عمر عبد الكافي بعنوان: "حفيدي يسأل أين الله؟" أظهر فيه تجهمه بكل وقاحة وأجاب إجابةً شوهت فطرة حفيده الصغير، وإنا لله وإنا إليه راجعون!.

يبدأ المقطع بقول حفيده: "أنا وأصدقائي عندنا أسئلة عن الله ونريد منك أن تجيب عليها".

ثم سأله أين الله؟!.

فبدأ ذلك الجهمي المارق باللف والدوران بادئ الأمر وهو يقول أنّ الله هو خالق العالم وخالق النباتات والحيوانات والأرض والسماوات وكل شيء، وخلق الزمان والمكان، فبدل أن نشغل أنفسنا بأين الله؟ علينا أن نشكر الله على نعمه.

فسؤال أين الله؟ سؤال محدود فلا نستطيع أن ندرك ولا نعرف أين هو؟ لأنّ الله فوق الخيال.

وبعد أن أجاب هذه الإجابة القبيحة سأل حفيده كيف ستجيب أصدقاءك بعدما سمعت إجابتي؟!.

الطفل المسكين واضح أنه لم يفهم، وصار يتلعثم ويكرر كلام جده أنه علينا الانشغال بشكر الله وحمده ولا نسأل عن أين الله؟!.

وحسبنا الله ونعم والوكيل!.

وقبل أن يتفلسف أحد ليدافع عن هذا الجهمي، وأنه لماذا تتحدث عنه!.

فأقول: اذهبوا واسألوا هذا الجهمي لماذا تتشر مثل هذه الأمور؟! لماذا تعلّم حفيدك وأطفال المسلمين الكـ * ـر والزندقة؟!.

يعني هؤلاء الجهمية ينشرون عقائدهم ويعلمون الناس التجهم، ونحن إذا رددنا عليهم وحذرنا منهم نكون الملامين؟!.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.
يا عباد الله، يا إماء الله ...

لا تصغوا لمن يريد أن يقنعكم أنّ الله سبحانه وتعالى قد جعل بينكم وبينه واسطة.

لا تصغوا لهم، فوالذي نفسي بيده إنما يدورون حول الكفر والشرك بالله سبحانه وتعالى، قاتلهم الله أنّى يؤفكون!.

هؤلاء الضُُلّال الجُهّال إنما يستغلون عواطفكم وحبكم لأنبياء الله عموما ورسول الله ﷺ خصوصًا، هؤلاء يستغلون توقيركم لأولياء الله الصالحين وحبكم لهم؛ ليخدعوكم ويجعلوكم تسلكون مسالك الشرك التي هم غارقرن فيها!.

يستغلّون كل هذا ويُزيّنون باطلهم بشيء من التأويل الفاسد للمتشابه من آيات كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه ﷺ ابتغاء الفتنة.

انظروا إليهم كيف يشغلون أنفسهم بإقناع الناس بالتوسل بالأنبياء والرسل والصالحين أكثر من دعوتهم لهم إلى التوجه إلى الله تبارك وتعالى مباشرةً!.

يا إخوة ....

حينما كان رسول الله ﷺ وصحابته الكرام في غزوة بدر ضد المشركين، وهم أقل عتادًا وعددًا، وكانوا في ظروف صعبة وقاسية للغاية، ما الذي فعلوه؟!.

هل استغاثوا بغير الله؟ هل استغاثوا بالملائكة؟ هل توسلوا بذات رسول الله ﷺ؟! لا وربكم حاشاهم؛ بل فعلوا ما أخبر به ربكم تبارك وتعالى:

{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ)

استغاثوا بالواحد القهّار جل في علاه.

يا إخوة ....

كان الصحابة رضوان الله حين يسألون النبي ﷺ عن أمور ابتغاء معرفة حكم الله تبارك وتعالى فيها، فكان يأتبهم الجواب من الله سبحانه وتعالى بقوله:

"يسألونك ماذا ينفقون [قل] ما أنفقتكم من خير فللوالدين والأقربين ... الآية".

"يسألونك عن الخمر والميسر [قل] فيهما إثمٌ كبير ... الآية"

"ويسألونك عن المحيض [قل] هو أذىً .... الآية".

ولكن حين سألوا رسول الله ﷺ هل ربنا قريبٌ منا ويسمع دعاءنا؟!.

فأجابهم الله تبارك وتعالى:

{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}

أجابهم دون أن يقول لرسول الله ﷺ "قل" لهم إني قريب؛ بل أنا قريب منكم يا عبادي!.

يا إخوة التوحيد ....

كان المشركون في أوقات الرخاء يدعون أصنامهم وأوثانهم من دون الله تعالى، ويبررون شركهم بقولهم: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ}.

نحن لا نعبد تلك الأصنام، إنما اتخذناها وسائط لتشفع لنا عند الله!.

ولكن في وقت الشدائد والمصائب، يصف رب العالمين سبحانه حالهم ويقرعهم بقوله:

{قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (*) قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ}

كانوا أذا ركبوا البحر أو في السفر في البر وحدث لهم حادث وظنوا أن الموت مدركهم لا محالة؛ كانوا يفرّون إلى الله سبحانه وتعالى وحده، ويتضرعون إليه سبحانه، وينسون أصنامهم التي زعموا أنها واسطتهم مع الله تبارك وتعالى، ثمّ بعد أن ينجيهم يعودون لشركهم من عبادة الأوثان!.

يا إخوة .....

نحن أهل السنة والجماعة إذا جئنا ندعوا الله تبارك وتعالى؛ فندعوه جل في علاه مباشرةً دون واسطة بيننا وبينه، وإذا أردنا التوسل بشيء؛ فنتوسل بأسماء الله الحسنى وبصفاته العلا تبارك وتعالى، أو بالعمل الصالح لأنّ في هذا نص شرعي دال عليه، مثل التوسل بحبنا لرسول الله ﷺ، أو بأي عمل صالح قد قمنا به ونظن أننا أخلصنا فيه النية لله تبارك وتعالى؛ فتتوسل إلى الله به، وما دون ذلك من التوسل والاستغاثة بذوات الأنبياء أو الصالحين أو الملائكة؛ فكله شرك وكفر بالتوحيد والعياذ بالله.

يا معاشر الموخدين ...

ربكم سبحانه وتعالى يقول:

{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}

{ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً}

{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}

{وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}

الله سبحانه وتعالى قريبٌ منكم، عليمٌ بما تختلج به قلوبكم، يسمعكم ويراكم، يُبصر تقلّبكم في الساجدين وأكفّكم المرفوعة إليه بين الداعين.

هو سبحانه لا تخفى عليه خافية، فحتى أوراق الشجر المتساقطة يعلم بها، ويسمع دبيب النمل في ظلمات الأرض ويدبر أمرها ويهديها إلى رزقها؛ أفتُراه يغفل عنكم ويجعل بينكم وبينه واسطة وهو الذي قال -وقوله الصدق-- أنه أقرب إليكم من حبل الوريد؟!.

احذروا من إخوان عُبّاد اللات والعز،ى، فوربكم ساكن السماء المستوي على عرشه سبحانه وتعالى إنما يدعونكم إلى النار، والله يدعوكم إلى الجنة والمغفرة.

الله الله ربي ولا أشرك به شيئا .... الله الله ربي ولا أشرك به شيئا
إلى إماء الله اللاتي يتقدم لخطبتهن جهمي أشعري ...
قال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل: حدثني أحمد بن سعيد أبو جعفر الدارمي، قال:سمعت أبي يقول: سمعت خارجة، يقول:

"الجهمية كفار بلغوا نساءهم أنهن طوالق، وأنهن لا يحللن لأزواجهن لا تعودوا مرضاهم ولا تشهدوا جنائزهم، ثم تلا قوله تعالي {الرحمن على العرش استوى} [طه: ٥] وقال وهل يكون الاستواء إلا بجلوس"

السنة لعبد الله بن أحمد (١/١٠٥)

عن الفضيل بن عياض:
«من زوج كريمته مبتدعًا فقد قطع رحمها»

شرح السنة للبربهاري (ص137)
خرج عمر عبد الكافي ليرد على سيل التعليقات التي جاءته على المقطع الذي نشره عن سؤال أين الله؟!.

ورد بردود باردة قبيحة وفيها مكر!.

حيث قال أنه أجاب حفيده بما يناسب عمره، وأنه لكل سن جواب يناسب إدراكه، وأنه اتبع سنة رسول الله ﷺ في صرف حفيده عن هكذا أمور، واستشهد بحديث الرجل الذي سأل النبي ﷺ متى الساعة؟ فأجابه النبي ﷺ بأن ماذا أعددت لها؟.

ثم تعذّر بقوله أنّ مالكًا -أي حفيده-- لن يعقل كلامي إذا قلت له حديث الجارية، أو قلت له: "الرحمن على العرش استوى*، أو نقلت له قول الإمام مالك: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.

وقال أنه بناء على ما سبق أجاب بتلك الإجابة ليصرف ذهن حفيده إلى ما هو [أهم] والذي هو شكر الله على نعمه!.

قلت:

أولًا: قياس فعلك على فعل النبي ﷺ مع الرجل الذي سأله عن متى الساعة؟ باطل من كل وجه!.

إذ أنّ الرجل قد سأل النبي ﷺ عن شيءٍ غيبي لا يعرفه أحد حتى رسول الله ﷺ ،وإجابة النبي ﷺ كانت حكيمة ومناسبة للسؤال، وأما سؤال حفيدك فهو أمرٌ معلوم من الدين بالاضطرار وعليه مئات النصوص في الكتاب والسنة الدالة على إجابته.

ثانيًا: أنت لم تجب حفيدك إجابة "تناسب عقله" كما ادعيت؛ بل أجبته بكلام فلسفي فاسد على طريقة الجهمية، وكان واضحًا على حفيدك عدم إدراكه لإجابتك وتلعثمه وتخبطه حين حاول تكرار كلامك.

ثالثًا: أنت لم تصرف حفيدك عن الإجابة كما ادعيت؛ بل وضعت في عقله أنه [لا نستطيع] معرفة أين الله؟ فأنت جزمت له بإجابتك ولم تصرفه!.

رابعًا: معرفة الله تبارك وتعالى ومعرفة أسماءه وصفاته وأين هو؟ هو أهم شيء في الدين، وليس كما صورت أنّ هذه المسألة غير مهمة وأنّ الإجابة عنها تشغلنا عن شكر الله وحمده على نعمه.

خامسًا: سؤال حفيدك بحد ذاته دليل على أنه مفطور على البحث عن ربه سبحانه وتعالى، ولو أنك قلت له: "أنّ الله فوق السماوات السبع" واكتفيت بذلك، لما استشكل شيئًا؛ إذ أنه مجبول على الإيمان بعلو الله تعالى فوق جميع خلقه!.

ولكن لأنك من أهل الكلام والفلسفة ولا يخطر في بالك إلا فكرة التحيّز والتجسيم ونحو ذلك، فظننت الإجابة معقدة!.

أخيرًا: قد يغتر الكثيرون بنقله لأثر الإمام مالك رضي الله عنه، وقد سمعت كلامه في غير هذا الموضع عن هذا الأثر، وهو ماكر للغاية!. (المقطع في التعليقات عن كلامه في الأثر)

إذ أنه يفوض معنى الاستواء بكل وضوح، فهو يقول لك: "نعم الاستواء معلوم، وله معنى، ولكنّ معناه وفق مراد الله".

وهذا هو مذهب التفويض التجهمي لمن درس العقيدة وعرف عقائد القوم.

والله المستعان.
لماذا أنت شديد وحاد؟!.

في الأونة الأخيرة قد وصلتني عدة رسائل من أفاضل تنصحني في أمر حدّتي وشدني على بعض الناس، وجزاهم الله كل خير على النصيحة، ولكني أريد إيضاح شيء للجميع:

أنا يا إخوة لا أنكر أنني إنسان انفعالي وحاد في بعض الأحيان،، وبطبيعة الحال هذه شخصيتي في الواقع قبل المواقع، ولكنني لست أهوجًا تدفعه انفعالاته للبغي.

بمعنى:

أنا لا أتعامل مع كل الناس بنفس الأسلوب؛ فأنا أفرّق بين السني والمبتدع، وبين المبتدع بدعة مكفرة والمبتدع بدعة مفسقة، وبين المبتدع ومرتكب الكبيرة، وبين مرتكب الكبيرة ومرتكب الصغيرة، وبين المجاهر وغير المجاهر.

هذا هو نهج سلفنا رضوان الله عليهم.

يعني على سبيل المثال: حينما نشرت صوتية منذ أيام عن الدكتور أيمن البلوي، وعلى كم الغضب الذي كنت أشعر به لم أطعن فيه أو أسقطه أو أُحذّر منه؛ بل بالعكس، قلت بأنّ هذا الإنسان له فضل ويقف على ثغر رغم أنه يسيئ إلى مشايخنا! ويطعن فيهم!.

وكذلك الأمر فعلته مع الشيخ حسين عبد الرازق، وكتبت مقالًا حين هاجم مشايخنا ولم أسئ إليه أو أطعن فيه أو أُحذّر الناس منه؛ بل هو إنسان فاضل وله جهود ويقف على ثغر.

في المقابل، شخصيات مثل أحمد جهموش (دعدوش) وعبد الله رشدي، فهذان أمرهما مختلف؛ إذ أنهما جهميان صريحا التجهم، والتحذير منهما واجب والطعن في عقيدتهما واجبة.

فهناك فارق بين من يخالفنا في ذوات البشر، وبين من يخالفنا في ذات الرب سبحانه وتعالى، ولا يمكن أن أعامل هذا مثل ذاك!.

وهذا ما تعلمته من الشيخ الخليفي حفظه الله.

نعم، قد يغلب عليّ الحدة لأكثركم بسبب أنني في غالب الأحيان أنشر عن أناس مبتدعة بدع مكفرة وأرد عليهم، ولكن هذا لا يعني أنني أهوج ليس لديه منهج تعامل مع كل إنسان وحاله وما وقع به.

أحببت أن تعرفوا هذا حتى لا تصلكم صورة عني لا تمثّلني.

والحمد لله رب العالمين
علاج الخوف "الزائد" من المستقبل يكمن بالإيمان بالقدر حقًا، وليس مجرد كلامٍ تقوله إذا ما سُئلت عن أركان الإيمان!.

فإيمانك بأنّ كل حركة، كل كلمة، كل همسة، كل نَفَس، كل حادث يجري لك ومعك وعليك هو مُقدّر ومكتوب من لدن حكيمٍ عليم؛ أمر يغرس في القلب طمأنينة لا تضاهيها وعود الإنس والجن أجمعين، ولا تزعزعها انعدام أسباب الدنيا!.

فأنت تعلم أنّ من قدّر عليك كل شيء تعيشه هو علام الغيوب جل في علاه، هو العدل الحكم، هو الرحمن الرحيم، هو الذي حرم الظلم على نفسه وكتب على نفسه الرحمة، هو الحيّ القيّوم الذي لا تغفل عينه عن عباده، ولا تخفى عليه خافية.

وهو الذي قال في محكم تنزيله: "لا يكلّف الله نفسًا إلًا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت".

فكل ما مر ويمر وسيمر عليك هو في حيّز إمكانيانك واحتمالك، ويستحيل بأي شكل كان أن تعيش ما لا طاقة لك به؛ إذ أنّ هذا وعد الله، ومن أصدق من الله قيلًا؟!.

الأمر ليس سهلًا أدري، فالإيمان يتفاضل، وهو يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، وهنا مربط الفرس!.

لا تقل لي أنا لا أتحمل، أو لا طاقة لي، أو أنا خائف، وأنت لا تسعى لزيادة إيمانك!.

والله لو أننا سعينا في زيادة إيماننا كسعينا في زيادة أرزاقنا لما وصلنا إلى هذه المرحلة من اليأس والخوف!.

لو أننا نتعامل مع الطاعات والمعاصي كتعاملنا مع الربح والخسارة في التجارة؛ لاطمأنت قلوبنا، وازداد إيماننا، وبارك الله لنا في حياتنا.

وكلّما شعرت بالخوف يتسلل إلى قلبك؛ استحضر أنّك الآن تعيش شيئًا قد كتبه الله عليك، وما كلّفك به إلا وهو يعلم أنك قادرٌ عليه، وهو يراك بعينيه سبحانه ويسمع حديثك مع نفسك، ثمّ قل: "فوّضت أمري إلى الله وتوكلت عليه وكفى به وكيلًا".

والحمد لله رب العالمين.
مهما كان مجال اختصاصك، محتواك، الأمر الذي تبرع فيه، المجال الذي تجيد التكلّم فيه ....

من نقد الإلحاد أو النسونة أو العامنة أو الداروينية.

من بيان الأحكام الشرعية وتفصيلاتها الفقهية.

من فقه العلاقات الزوجية والاجتماعية.

من المواعظ والرقائق.

مهما كان ما تقدمه؛ فلا بد لك من أن تتكلم عن التوحيد بجميع أقسامه: الربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات.

لا بدّ من أن تعظّم من قدر التوحيد في قلوب من يتابع منشوراتك ويرى مقاطعك.

لا بدّ من أن تنبّه إخوانك إلى ما قد يخالف مقتصى التوحيد ويقدح فيه من أقوال وأفعال شائعة بين الناس.

لا أقول لك تحدث عن التوحيد بطريقة تخصصية؛ بل بإجمال، وفصّل إن اقتضى الأمر ذلك.

فوالله ما رأت عيني مشكلة في عصرنا هذا إلا ووجدت أنّ منبتها خللٌ في جانب من جوانب التوحيد أو ضعف قدره في قلوب الناس!.
سبحان الله!.

تأمّل كيف أنّ الإنسان أرق ما يكون عليه قلبه هو في وقت ما بعد منتصف الليل، وكيف يكون في أضعف حالاته لتزاحم الهواجس والمخاوف والأفكار عليه من كل حدب وصوب، وتكون مشاعره متدفقة ومشتعلة، وشعوره بالوحدة في ذروته والناس نيام.

ثمّ تأمّل هبوط ونزول الرب سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا في ذلك الوقت؛ ليقول لعباده:

{هل من سائلٍ فأُعطيَه؟ هل من داعي فأستجيبَ له؟ هل من تائبٍ فأتوبَ عليه؟ هل من مستغفِرٍ فأغفرَ له؟}

تأمّل كيف أنّ الرحمن الرحيم تبارك وتعالى هو بذاته ينزل إلى سماءنا الدنيا ليسألنا إن كنا نريد منه شيئًا وهو الغنيّ عنا جل في علاه!.

يا الله! يا رحمن! يا كريم!

نغفل عن ذِكره سبحانه، ثمّ هو بجلاله وكماله وعظمته يتودّد إلينا بنزوله ليذكّرنا ويستسئلنا عن حاجتنا منه!.

بصراحة لا أملك وصفًا يُعبّر عمّا أشعر به وأنا أكتب ما سبق!.

هو شيء يهيج به القلب حُبًا وخجلًا وتعظيمًا وتقديسًا للرب سبحانه وتعالى، والتأمل في الأمر يغني عن كل تعبير!.

فقم وأقبِل إلى ملك الملوك، الرحمن الرحيم، فهو يريدك أن تقف بين يديه، وأن يسمع صوتك المرتجف من ثقل هموم هذه الدنيا وأنت تتضرع إليه وتتذلل له وتدعوه سبحانه وتعالى.

بُح له بما في قلبك واطلب منه ما تتمناه من نعيم الدنيا والأخوة، فهو الكريم الغنيّ القدير جل في علاه.
في نهاية الأمر، ستموت حتمًا في وقتٍ من أوقات الصلوات الخمس!.

بمعنى آخر، هناك صلاة ستلقى الله بعد دخول وقتها حتمًا.

فإن كنت تضيّع الصلاة أو تقصّر في أدائها أو تؤخّرها؛ فهل أنت مستعد لتلقى الله سبحانه على ذلك؟!.

إن هي إلّا ذِكرى ....
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.

كلمتان حبيبتان إلى الرحمن تبارك وتعالى، فاذكروه بما يُحب جلّ في عُلاه..
أصعب شيء نواجهه نحن الذين ننتصر للعقيدة النقية الصحيحة هو سهولة تنفير عوام المسلمين الطيبين عنا؛ بل وحتى بعض طلّاب العلم!.

أو بتعبير آخر؛ سهولة إقناع المسلمين بالتهم الباطلة التي نتهم بها، وصعوبة إفهامهم أنّ ما نُتهم به باطل؛ لأنّ الأمر لا يمكن إيضاحه في سطر أو اثنين؛ بل يلزمه عشرات المقالات، والناس عمومًا كسولة في القراءة.

مثال توضيحي:

كيف تستطيع اتهامنا في سطرين لتُألّب الناس علينا؟!.

ببساطة قل لهم: هؤلاء يطعمون في علماء الأمة، وهؤلاء يتصيّدون لعلماء الأمة الزلات، وهؤلاء متفرغين فقط الردود على فلان وعلان، ولا تجد عندهم شيئًا نافعاً في أي شيء، وهؤلاء تركوا المخاطر التي تواجهها الأمة مثل الإلحاد والنسونة والعلمنة.

هذه الصياغة للتهم ناجعة جدًا على عواطف الناس، وأنا صدقًا أعذرهم لأنها فعلًا قوية وفعّالة، وخاصة أنهم يرونها من أناس يثقون بهم.

في المقابل، نحن إذا أردنا الدفاع عن أنفسنا فعلينا إيضاح ألف أمر وأمر لتفنيد هذه التهم!.

يعني كيف ستشرح للناس أنّ مشكلتنا ليست مع علماء الأمة؛ بل مع علماء فرقة معينة اسمها الأشعرية، وهم أصلا لا يعرفون الفرق بينهم وبين أهل السنة ومواطن الخلاف بيننا؟.

كيف ستشرح لهم أنّ هؤلاء الجهمية الأشعرية يخالفوننا في الأسماء والصفات، وفي القدر، والإيمان، والنبوّات ومصادر التلقي و و و؟!.

كيف ستفهمهم أن ما وقعوا فيه ليس مجرد زلّات فقهية أو عقدية فروعية أو عقدية خفية؛ بل في أمور هي من المعلوم من الدين بالاضطرار مثل إنكار علو الله والقول بخلق القرآن وتعطيل الصفات؟.

كيف ستشرح لهم قبح مقالاتهم ومآلاتها وتبين قول السلف فيها؟.

كيف ستبين لهم أنك تتحدث في جميع المخاطر من إلحاد ونسونة وعلمنة؟!.

كيف ستفعل كل ذلك في سطرين أو ثلاثة لتبرئ نفسك؟! والناس أصلا لن تكلف نفسها لتقرأ أو تبحث في حسابك لتعرف أنك لست كما يصفونك!.

على قدر حزني وقهري من رؤية الناس يدعون علينا ويشتموننا في تعليقاتهم على منشورات المفترين؛ على قدر تفهمي لحميتهم وعاطفتهم الصادقة البريئة النقية المحبة للإسلام وعلماء الإسلام، والتي استغلها بعض الناس بجهل أو على علم لتهييجهم علينا.

ولله المشتكى.
مشرفة فاضلة على دار تحفيظ للقرآن في فلسطين تواصلت معي؛ لأنها والمعلمات في الدار في حيرة بعد مشاهدتهن مقطعًا لعبد الله رشدي عن جوابه التجهمي في مسألة "أين الله؟" أثناء بحثهن عن جواب هذا السؤال ليجبن الطالبات في الدار بما يرضي الله.

فأرادت أن تعرف ما إذا كان جواب ذلك الإنسان صحيحًا؟ وذلك بعد أن علمن أنني أهاجم عبد الله رشدي وأُحذّر منه.

الشاهد من القصة:

يا ترى كم من الناس قد تلقفوا كلام ذلك الجهمي ولم يجدوا من ينبههم لخطر مقاطعه في العقيدة؟ كم من الناس تعلّموا وعلّموا من حولهم التجهم دون إدراكهم لذلك بسبب هذا المخلوق؟!.

مقاطعه تصل إلى جميع البلدان العربية، وما زال بعض السُذّج اليوم يدافعون عنه ويجعلونه سنًيا ويتحرّون توبته أكثر منه.

مقاطعه تنتشر بين الناس كالنار في الهشيم، وبعض الجهلة منشغلون بالرد على إخوانهم في العقيدة من أجل أئمة الجهمية، وما رأينا منهم حرفًا في التحذير من هذا المخلوق وأشباهه!.

مزهريّات!.

والله المستعان.
أخبار متداولة عن اعتقال السلطات السعودية الشيخ بدر المشاري!.

أرجو من الله أن لا يكون الخبر صحيحًا، وإن كان الأمر أقرب للصحة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

اللهم عليك بالظالمين، اللهم قد غرّهم حلمك فازدادوا بطشًا وطغيانًا، اللهم انتقم منهم واقطع دابرهم عاجلًا غير آجل يا منتقم يا جبار.
أحاديث لها شواهد في القرآن والأخبار المتواترة يستنكرها البعض !