أَبُو عُمَيْر - عِمْرَان الزُبَيْدي
13K subscribers
448 photos
172 videos
17 files
258 links
اثبتوا فالحق جلي
Download Telegram
{وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ}.

عِندما مرّ سيّدنا موسى -عليه الصّلاة والسّلام- على بِئر مدين ووجد رعاة الغنم يسقون أغنامهم، ووجد ابنتي شعيبٍ واقفتين تنتظران دورهما، قام إليهما فسألهما: "ما خطبكما؟!".

فأجابتا: "لا نسقي حتّى يصدر الرعاء وأبونا شيخّ كبير" أي: لا نسقي حتّى ينتهي الرعاء مِن سقايتهم لأغنامهم.

السؤال هنا: "لِماذا بررتا ذلك بقولهما (وأبونا شيخٌ كبير)؟".

فسيّدنا كليم الله -صلّى الله عليه وسلّم- لم يسألهما "ألا يوجد معكما رجل يُعينكما؟!" ولكن سؤاله "ما خطبكما؟!" يتضمّن ذلك للفطِن.

فما الحاجة لتبرير سعيهنّ للسقاية بأنّ أبوما شيخٌ كبير ما دام سيّدنا موسى -عليه الصّلاة والسّلام- لم يُسألهما عن ذلك؟!.

ذلِك لفِطنتهنّ بأنّ المرأة مكانها بيتها، ولم يَكنّ ليخرجنَ للسقاية لولا حاجتهنّ المآسّة لذلك؛ لتقدّم أبيهما في العمر!.

وما يُعزّز هذا المعنى، هو أنّ سيّدنا موسى -عليه الصّلاة والسّلام- حينما ذهب لمقابلة الرجل الصالح شعيب؛ بادرت إحداهنّ بالقول لأبيها: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}.

فهي اقترحت على والدها أن يستأجر سيّدنا موسى -عليه الصّلاة والسّلام- ليكفيَ هذه العائلة مِن خروج النّساء إلى العمل بدل أبيهما الكبير في العمر.

وكما تقدّم في الآية الأولى: {ووجد مِن دونهم امرأتين تذودان}.

كانتا تقفان بعيدًا عن البِئر، وتذودان أغنامهما دون الاختلاط مع أغنام الرعاء خشية الأذيّة.

فهو الحياء، هو العفاف، هو السعي دون مُخالطة الرجال أثناء العمل الّذي اضطررن إليه اضطرارا، وحينما ساق الله سبحانه وتعالى لهما سيّدنا موسى -عليه الصّلاة والسّلام- بادرت إحداهما باقتراحٍ يُغنيهما عن الخروج إلى العمل ومناكفة الرجال!.

ولِفطنة الرجال الصالح شعيب، فهم اقتراح ابنته، وعرض على سيّدنا موسى -عليه الصّلاة والسّلام- أن يزوّجه إحدى ابنتيه، والمهر هو عمله في رعاية الغنم.

والحمد لله ربّ العالمين.
.........
17 - ربيع الأوّل - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
يا إلهي كم نحن ظالمون في حقّ أبناءنا وبناتنا!.

علّقناهم بالدنيا أيّما تعليق.

غرسنا في عقولهم وقلوبهم الهوس بالأسباب الدنيويًة مع تهميش معاني التوكّل على الله وحُسن الظنّ بالله.

صيّرنا لهم المدرسة والجامعة على أنّها معيار نجاح الإنسان وفلاحه في حياته.

هوّنًا لهم ما خُلِقوا لأجله، عبادة الله سبحانه وتعالى، وعظّمنا في المُقابل الالتزام بالشؤون الدنيويّة ولو على حساب آخرتهم.

أهملنا في توعيتهم عن البلاء، والتعامل مع البلاء، والصبر على البلاء، وكيف تنظر للبلاء؟.

في المقابل؛ صوّرنا لهم الدنيا بصورةٍ ورديّة مزركشة في حال تحصّلهم على الشهادة الفلانيًة أو الوظيفة الفلانيّة.

لم نعلّمهم أنّ الله تبارك وتعالى قد وعدنا بالبلاء الّذي سيختبرنا به: (ولنبلونكم بشيءٍ مِن الخوف والجوع ونقصٍ مِن الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين}.

فما إن تعصف بهم الدنيا سقطوا كأوراق الخريف الصفراء.

ثنينا ركبنا بجوارهم لنعلّمهم جدول الضرب ونحل لهم واجاباتهم المدرسيّة، وقَلّ مَن ثنى ركبتيه بجوار أولاده ليعلّمهم القرآن وسيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

كم مِنّا تحدّث مع أولاده عن عاقبة الفشل الأخروي بالمقدار الّذي يُحدّثهم فيه عن الفشل في الامتحان المدرسي أو الجامعي؟!.

كم مِنّا تحدّث مع أولاده عن النعيم الأخروي بالمقدار الّذي تحدّث فيه عن النعيم الدنيوي الحالم؟!.

علّمناهم أن يجتهدوا في دراستهم، ولكن لِمن؟!.

لأجل أنفسهم، لأجلنا كأباء وأمهات، لأجل المجتمع ونظرته، ولم نعلّمهم أن تكون نيّتهم في ذلك إرضاء الله سبحانه وتعالى والعمل بمقتضى أمره.

علّمناهم أنً مكانتك كإنسان تُقاس بمكانة شهادتك في نظر المجتمع وما تملكه مِن المال في البنك.

فصِرنا نُرهبهم إن قصًروا بعبارات "تريد أن تكون زبّالًا أو سبّاكًا؟!".

وكم مِن زبًالٍ وسبّاكٍ هو عِند الله أقرب مِن كثيرٍ مِن حملة الشهادات العليا!.

اتخذنا المجتمع طاغوتًا، وعلى أساسه ربّينا أولادنا وعشنا حياتنا، والله المستعان.

لا أدري إن كنت أبالغ؟ ولكن والله رغم قسوة الدنيا إلّا أنّها أهون مِمّا انتهجناه في عيشنا فيها ولها.
.........
18 - ربيع الأوّل - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
واعلم يا رعاك الله أنّ الالتزام والتديّن ليس سبيلًا لنيل جنّةٍ أرضيّةٍ لم تنلها بتقصيرك!.

إنّما الالتزام والتديّن هو سبيلٌ يرفع الإنسان به مِن قدرته على التحمّل والتعامل مع الدنيا وبلاياها بما يُرضي الله سبحانه وتعالى.

فأنتَ تعيش في دنيا وجِدتَ فيها لتُبتلى وتُمتحن وتُعاني {أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يعلمِ الله الّذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين}؟!.

فالبحث عن الراحة "الحسيّة" والرفاه الدنيوي مِن خلال الالتزام هو أول خطوةٍ في الانتكاس عند أوًل ابتلاءٍ تمرّ به!.

ما يجري على الملتزم مِن أمارات الدنيا هو نفسه ما يجري على المُقصّر، ولكنّ الفارق بينهما أنّ الملتزم يذوق حلاوة الإيمان والقرب مِن الله تبارك وتعالى الّذي يُنسيه مرار الدنيا ويُخفّف مِن وطأة البلاء على روحه وقلبه.

الالعزام سبيلٌ لنيل الجنًة السماويّة وليس سبيلًا للعيش في جنّةٍ دنيويّة لا وجود لها إلّا في أذهان الّذين غفلوا عن الأخرة.

فضع نصب عينيك أنّ التزامك بالفروض والسُنن، ومداومتك على الأذكار وتلاوة القرآن، وصيام النوافل وإخراج الصدقات، وغير ذلك مِن أمارات الالتزام؛ لن يُغيّر مِن القدر الّذي كتبه الله تعالى لك وعليك.

إنّما تفعل ذلك لضمان موطئ قدم في جنّةٍ عرضها السماوات والأرض بإذن الله.

فهذه الدنيا يومٌ لك ويومٌ عليك؛ فبالتزامك تحمد الله وتشكره على يومٍ كان لك، وتحمده وتثني عليه على يومٍ كان عليك؛ لأنّ البلايا بالنسبة للمؤمن الفطِن رِفعة درجاتٍ في الأخرة.

وإنّا للرحمن المستوي على عرشه.
................
18 - ربيع الأوّل - 1444 هـ
#اثباوا_فالحق_جلي
عن الغلو العقدي:

روى الإمام عبد الله بن أحمد رضي الله عنهما في كتاب السُنّة: «عن عبد الله بن المبارك، أنً رجلًا قال له: «يا أبا عبد الرحمن، قد خفت الله من كثرة ما أدعوه على الجهمية. قال: لا تخف، فإنهم يزعمون أن إلهك الذي في السماء ليس بشيء».

لِمن لا يعرف مَن هو الإمام عبد الله بن المبارك -رضي الله عنه- فهو مِن طبقة الإمام مالك، والثوري، وابن عيينة، والأوزاعي رضوان الله عليهم جميعًا.

قُلت: وقول الإمام -رضي الله عنه- (فإنّهم يزعمون أنّ إلهك الّذي [في السماء] ليس بشيء) هو قول الأشاعرة، فهم يقولون أنّه لا يوجد في السماء إله، وأنّ الله ليس فوق عرشه بذاته، وأنّ القول بوجود الله في السماء على العرش حقيقةً عندهم ضلالٌ وكفر!.

تخيّل لو أنّ هذا الرجل جاء وقال ما قاله -الدعاء على الأشاعرة- لأكثر شيوخ اليوم، ماذا سبفعلون معه؟!.

تالله لرأيتهم ينهرونه، ويُوبّخونه، ويُشنّعون عليه أيّما تشنيع، ويتّهمونه بالغلو!.

تخيّل يا رعاك الله أنّ غالب مشايخ اليوم يُريدون مِنّا أن نُعظّم ونُداهن أناسًا قالوا بهذا القول؛ بل كفّروا من قال أنّ الله في السماء حقيقةً!.

تخيًل يا رعاك الله أنّ غالب مشايخ اليوم يرون في هذا القول -الله ليس في السماء حقيقةً- هو "زلّة" مع أنّ الأخبار متواترة على إجماع سلف الأمّة وتشنيعهم على مَن أنكر وجود الله في السماء حقيقةً، وهذا مِمّا لا يخفى عن طالب علمٍ فضلًا عن عالم.

تخيّل يا رعاك الله أنّ غالب مشايخ اليوم لا يرون في الإنكار على القائلين بهذا القول ضرورةً! لِماذا؟! حتّى لا نشقّ صفّ الأمّة!.

وقول الإمام ابن المبارك -رضي الله عنه- هو قول السلف بالإجماع بلا استثناء.

أولئك الأبرار الواحد فيهم لا يثقل علماء الدنيا في عصرنا على كفّةٍ فيها شعرةٌ مِن لحيته البيضاء!.

دومًا ما يمتحوننا في أسماءٍ بعيمها بسبب تشنيعنا على عقيدة الأشاعرة، جميل!.

تريدونها امتحانًا؟! لكم ذلك!.

فليجرؤ ابن أمّه وأبيه أن ينبس ببنت شفة في هؤلاء ويقول عنهم غُلاة وتكفيرون:

قال الخلال في كتاب «السُنّة» : «أخبرني «الميموني» أنه قال: سألت أبا عبد الله، يعني «أحمد بن حنبل» ما تقول فيمن قال: إن الله [ليس] فوق العرش؟ قال: كلامهم كله يدل على الكفر.

وقال ابن أبي حاتم: «حدثنا محمد بن يحيى، عن صالح بن الضريس، قال: جعل عبد الله بن أبي جعفر الرازي، يضرب قرابةً [له] بالنعل على رأسه، يرى رأي جهم، ويقول: لا. حتى تقول: الرحمن على العرش استوى، بائن من خلقه» .

وقال ابن أبي حاتم أيضًا: حدثنا علي بن الحسن بن يزيد السلمي سمعت أبي يقول: سمعت هشام بن عبيد الله الرازي يقول: «حبس رجل في التجهم فتاب، فجيء به إلى هشام بن عبيد الله ليمتحنه، فقال له: أتشهد أنّ الله على عرشه بائن من خلقه. قال: لا أدري ما بائن من خلقه. فقال: ردُّوه فإنه لم يتب بعد».

قُلت: (والأشاعرة لا يقولون بأنّ الله سبحانه بائنٌ مِن خلقه؛ بل يقولون هو ليس منفصل عن العالم).

وروى أيضًا عن «عبد الرحمن بن مهدي» الإمام المشهور، قال: «أصحاب جهم يريدون أن يقولوا: إنَّ الله لم يكلم موسى، ويريدون أن يقولوا: ليس في السماء شيء، وأن الله ليس على العرش، أرى أن يستتابوا فإن تابوا وإلا قتلوا».

وقال الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: «من لم يقر بأن الله تعالى على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته، فهو كافر بربه يستتاب، فإن تاب، وإلا ضربت عنقه، وألقي على بعض المزابل حيث لا يتأذى المسلمون، والمعاهدون بنتن ريح جيفته، وكان ماله فيئا لا يرثه أحد من المسلمين، إذ المسلم لا يرث الكافر كما قال صلى الله عليه وسلم»

وقال الخلال في السنة 2109- سمعت أبا بكر المروذي يقول: أتيت أبا عبد الله ليلة في جوف الليل فقال لي: يا أبا بكر، بلغني أنّ نعيماً كان يقول: لفظي بالقرآن مخلوق، فإن كان قاله فلا غفر الله له في قبره.

قُلت: (والقول بأنّ لفظ القرآن مخلوق هو قول الأشاعرة).

وقال شيخ الحنابلة البربهاري (متوفّى 329 هـ) في شرح السنة [73] والإيمان بأن الله تبارك وتعالى هو الذي كلم موسى بن عمران يوم الطور وموسى يسمع من الله الكلام بصوت وقع في مسامعه منه لا من غيره، فمن قال غير هذا فقد كفر.

قُلت: (وهذا قول الأشاعرة فهم يقولون أنّ الله لا يتكلّم بصوت).

وقال الإمام أبو معمر القطيعي (ت 236 هـ): آخر كلام الجهمية انه ليس في السماء إله.

وروى عن أبي زرعة الرازي أنه سئل عن تفسير قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5] فقال: تفسيره كما تقرؤه، هو على العرش وعلمه في كل مكان، ومن قال غير هذا فعليه لعنة الله].

وروى ابن أبي حاتم في كتاب الرد على الجهمية عن سعيد بن عامر الضبعي إمام أهل البصرة علماً وديناً من شيوخ أحمد أنه ذكر عنده الجهمية فقال: هم أشر قولاً من اليـ @ ـود والنصارى، وقد اجتمع اليـ @ ـود والنصارى وأهل الأديان مع المسلمين على أن الله على العرش، وهم قالوا: ليس على شيء].
وعن الإمام عاصم بن علي بن عاصم -شيخ أحمد والبخاري وطبقتهما - قال: ناظرت جهماً؛ فتبين من كلامه أن لا يؤمن أن في السماء رباً.

والآثار في هذا الباب تُعدّ ولا تحصى؛ بل لا يُعرف شيءٌ أنكره السلف بهذا الزخم والشدًة والغِلظة أكثر مِن إنكارهم على مَن قال بعدم وجود الله بذاته فوق العرش.

هذا هو قول السلف، هذا هو قول تيجان رؤوسكم وأسيادكم، هذا هو القول الّذي نقوله وتتهموننا عليه بالغلو!.

تالله إنكم تسيئون للسلف الصالح لا لنا، فما نحن إلًا ناقلون مُتّبعون!.

والله أتحدى أيّ إنسانٍ أن يُنكر هذه الأقوال، وأتحداه أن يخرج ويقول هؤلاء غُلاة.

لكن لعدم قدرتهم على التجرؤ على أئمة السلف، يأتون ويشنّعون على ناقل كلام السلف، ويوهمون النًاس أنً ناقله يغلو في العقيدة.

والله المستعان.
..........
19 - ربيع الأوّل - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
المرأة الّتي تعتقد أنّ [الأصل] هو حقّها في الخروج للعمل وليس القرار في المنزل، وإن كانت محتشمة؛ هي أخطر مِن تلك الّتي تخرج متبرّجة ولا تعتقد بهذا الأصل!.

لأنً فرض هذا [الأصل] يلزم ضرورةً اقتداء النساء به، وهذا يؤدّي بدوره إلى زيادة أعداد المتبرّجات الخارجات، وحتًى الّتي لم تكن تتبرّج سوف تتأثّر نفسيًّا برؤية قريناتها يخرجن متبرّجات؛ فتتبرّج تَبعًا للجو العام!.

- الشيخ عبد الله الخليفي حفظه الله {بتصرّف يسير}.
...........
19 - ربيع الأوّل - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
أن يَكُفّ المُقصّرون عن معصية الله -تبارك وتعالى- في مجلسٍ أنتَ حاضره احترامًا لتديّنك الّذي لا تخجل مِن إظهاره [بنيّةٍ خالصةٍ لله] خيرٌ مِن مجلس يُعصى الله -تبارك وتعالى- فيه بحضورك منزوع التديّن؛ لأنّك خَجِلٌ مِن إظهاره!.

الحق يعلو ولا يُعلى عليه؛ فالله أحقّ أن تستحي منه وهو يُعصى أمامك ولا تُحرِكَ ساكنًا ولو كان بمفارقتك مجلسهم مُتعِضًا!.

.......
19 - ربيع الأوّل - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
الرجل الّذي يجعل مِن مواصفات الزوجة الّتي يريدها أن تكون [عاملة] هو أخطر مِن النسوية على المجتمع الإسلامي؛ بل هو المُعين الأوّل لتفشّي فكرهنّ المُنحرف!.

خروج زوجتك للعمل [كأصل] دليلٌ على عدم استحقاقيّتك للقوامة!.

ولا يعتذّر أحدهم بالظروف المعيشيّة في هذا الزمن، فهنالك ملايين الأسر المسلمة تعيش دون مناكفة نسائها للرجال في ميادين العمل، ولكننا جعلنا مِن الرفاهيّات والكماليّات وتقليد نمط العيش العام في ظلّ المنظومة الرأسماليّة القذرة [ضرورة] وما هي بضرورة!.

إباحة الشرع لعمل المرأة بالضوابط الشرعيّة جاء مراعاةً لظروفٍ قاهرة قد تمر بها الأسرة المسلمة؛ أمّا أن نجعل مِن هذه الرخصة [أصلًا] نختار مَن سنتزوّج على أساسه؛ فلا والله هذا ليس مِن الرجولة في شيء!.

وأنا أنصح إماء الله أن لا يرضين بهكذا زوجٍ عديم القوامة يجعل مِن عمل زوجته شرطًا للزواج مِنها، ويُخاطر بعِرضه في ميادين العمل دونما ضرورة حقيقيّة!.
.......
19 - ربيع الأوًل - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
يتردّدُ على لسان المحبّين والعاشقين قولهم:
"أَحِبُكُ بلا حدود"

وما كانت لوعة قلوبهم، وتفتّت أكبادهم، وأنين أرواحهم بعد الفراق إلّا لللامحدودية تلك!

فالحبُّ الذي لم تُحط به حدود الله؛ أقامت عليه الدنيا حدّ الفراق!

فلا تفتحوا أبواب أفئدتكم إلّا لمن جاور قلبك قلبه في ميثاقٍ غليظ أحلّه الله
فمقصلة الفراق لا تتجبّر إلّا على مواثيقٍ رقيقة عقدتها ألسنة العُشّاق!
فرفقًا بقلوبكم الهشّة من مقصلة الفراق!
أنا أُُذنِبُ وأتوب، ولكنني أعود للذنب كثيرًا، وأتوب مِنه كثيرًا؛ فهل أنا مُنافق؟ هل الله تعالى يُحبّني؟!.
تنبّهوا يا كِرام ونبّهوا مَن حولكم إلى أنّ القراءة في الصّلاة السرّيّة يجب أن تكون بتحريك اللّسان والشفتين، وخصوصًا في الأركان الواجبة كالفاتحة والتسبيح عند السجود والركوع والتشهد الأول والتشهد الأخير، ولا يجوز القراءة في القلب، وإلّا فالصّلاة باطلة.

يقول شيخ الإسلام ابن تيميّة -رضي الله عنه-: "يجب أن يحرِّك لسانه بالذكر الواجب في الصلاة من القراءة ونحوها مع القدرة، ومن قال: إنها تصحُّ بدونه يُستتاب، ويستحب ذلك في الذكر المستحب". مختصر الفتاوى المصرية (ص: 43).
.......
22 - ربيع الأوّل - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
لا أدري؟ ولكن لديّ شعورٌ بأنّ السواد الأعظم مِن النّاس بمختلف مراتبهم العلميّة ينظرون إلى حُلم تحكيم الشريعة على أنّه سبيلهم للخلاص مِن الطغاة والفاسدين، و لتحسين وضعهم المعيشي، ولتحسين صورة الأمّة الإسلاميّة في نظر العالم على اننا قادرون على الاختراع والابتكار والتطوّر، أو بعبارةٍ أخرى؛ تحكيم الشريعة سبيلٌ إلى تحقيق المصالح الدنيويًة للإنسان المُسلم!.

والله أعلم، أنّ هذا التفكير هو سببٌ قويٌّ مِن أسباب تأخّر التمكين!.

- وما مشكلتك مع هذا التفكير؟!.

مشكلتي معه أنّنا ما لهذا خُلِقنا وأُمِرنا بتحكيم الشريعة!.

وحتّى لا أُفهَمَ بشكلٍ خاطئ؛ مشكلتي ليست مع السعي إلى الحكم بشرع الله تبارك وتعالى، معاذ الله، فهذا حلمٌ يُراود كُلّ موحّد.

مشكلتي مع النيّة، مشكلتي مع الدافع، مشكلتي مع الهدف!.

التخلّص مِن طغاة بلادنا قبّحهم الله جميعًا، وتحسّن الوضع المعيشي، وخلق بيئة صحّيّة لنوابغ المسلمين للاختراع والابتكار، ونحو ذلك مِن المصالح الدنيويّة؛ هي ثمرات تحكيم الشريعة، وليست غايات تحكيم الشريعة، وشتّان بين الغاية والثمرة!.

وهنا يخطر على بالي سؤال مهم:

تخيّل أنّنا حررنا بلاد الإسلام مِن الطغاة، وأزلنا الحدود فيما بيننا، وحكّمنا الشريعة، وتحسّن الوضع المعيشي، وتقدّمنا تكتولوجيًّا وتطوّرنا حضاريًّا، ونحو ذلك مِن زخرف الحياة الدنيا، جميل؟!.

السؤال هنا:

هل سنسعى للـ "ج" في سبيل الله تعالى ونغزو بلاد الكفر ونفتحها؟! هل سنسعى لإعلاء كلمة الله تعالى في أراضي الكفر والشرك أم سنتوقف عند أراضينا؟! هل غايتنا من تحكيم الشريعة بسط حكم الله في أرضه، أرضه كُلّها حتّى لا يُعبد سواه فيها؟ أم أننا سنقف عند حدود بلادنا، ونقول ما شأننا ببلاد الآخرين؟ ما دمنا نعيش في رخاءٍ دنيوي؛ فلا حاجة لنا للمخاطرة وتخريب هذا الرخاء بـ " ج الطلب"!.

صدّقوني أنّ هذا الخلل العقائدي موجود حتّى عند أشهر العلماء في عصرنا هذا، فما بالك بالعوام؟!.

والله المستعان.
.......
22 - ربيع الأوّل - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
- هل تنكر يا أيّها المسلم أنّكم نشرتم دينكم في كثيرٍ مِن البلدان بالسيف؟!.

= لا، لا ننكر؛ بل نفتخر بذلك، ولو مش عاجبك اخبط راسك فالحيطة!.

وأه صحيح، أبشّرك، أننا بإذن الله حين ننال التمكين، سنفتح البلاد بالسيف إن لم يقبلوا الإسلام أو دفع الجزية!.

° حركات التبرير والترقيع تغيظني والله!.

نعم قلها بعِزّة دون خجل، المسلمون الأوائل ومن تبعهم امتثلوا لأمر ربّهم بالجهاد في سبيله، ودحر الكفر والكافرين، وبسط حكمه في الأرض بالعدل دون ظلمٍ وجور، ومن لم يعجبه فليضرب رأسه في الجدران!.

ملاحظة: هذه الإجابة تكون للجاحد المستهزئ، وليس لمن يُريد أن يفهم غاية الجهاد حقًا.
........
22 - ربيع الأوّل - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
«وأقربُ ما تكونُ من وجهِ ربِّها وهي في قَعرِ بيتِها».

- رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن المرأة المسلمة.

{رواه الترمذي، وابن خزيمة، وابن حبّان}.
........
22 - ربيع الأوّل - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
هل نحن نُربّي أحرارًا أم خوارج؟!.

{المقال مهم للغاية، وأتمنّى أن لا يتجاوزه أحد).

بدايةً، أودّ التنبيه [بشدّة] على أن لا يُسقط أحدٌ كلامي على حالنا اليوم مع الطواغيت قاتلهم الله، وأن يُدرِكَ القارئ أنّ هدفي مِمّا هو آت؛ هو التحذير مِن شرٍّ دفين تُغرس بذوره اليوم، وستُثمر دمارًا وفسادًا عظيمًا إن لم نتنبّه له؛ حتّى ولو مكننا الله تعالى مِن الحكم بشرعه!.

فأقول مستعينًا بالله العليّ العظيم:

كنت قد تحدّثت مِرارًا عن أهميّة المقصد والغاية الأسمى والأعظم مِن الحكم بشرع الله سبحانه وتعالى، وأنّه لدينا خللٌ كبير في نظرتنا إلى تحكيم الشريعة بجعلنا لها وسيلةً لتحقيق المنافع الدنيويّة في المقام الأوّل، وجعلنا مِن الغاية العظمى لتحكيم شرع الله سبحانه وتعالى مجرد هامش وبديهة لا يتم التركيز عليها في خطاب التحفيز والتجييش للسعي إلى الحكم بشرع الله تعالى. (لمن أراد مزيدًا مِن التوضيح، سأضع رابط صوتيّةٍ كنت قد تحدثت فيها عن هذا الأمر بشيءٍ مِن التفصيل}.

المهم، وفي ظِلّ وضعنا الراهن مع الطغاة والأنظمة القمعيّة اللّعينة، وتكالب الأعداء علينا مِن كُلّ حدبٍ وصوب، وخآصّة بعد الثورات الّتي اندلعت في ديار الإسلام، وفشلت فشلًا ذريعًا يأسى له القلب وتدمع له العين، ولكننا نؤمن بقوله سبحانه: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم} فلا ندري؟ رُبّ ضارةٍ نافعة، ولا عِلم لنا ما كتبه الله لنا، ولكن هو حتمًا خيرٌ على كل حال، والحمد لله ربّ العالمين.

وفي خِضمِّ هذه الأزمات والصراعات والحروب، والشرخ العظيم والدّامي الّذي صار بين الحُكًام والشعوب؛ خرج طائفةٌ مِن علماء السلاطين والمداخلة ليُبرّروا لطُغاتهم الفُحش والدمويّة والاستبداد، مُستتدين في ذلك إلى السُنّة النبويًة المباركة وأقوال السلف رضوان الله عليهم في التحذير مِن الخروج على الحاكم ونحو ذلك.

وبالتوازي مع بروز هذه الطائفة؛ برزت طائفةٌ مُضادة مِن كثيرٍ مِن الحركيين وحتّى العلماء والمشايخ للردّ على الطائفة الأولى.

وهنا تكمن لُبً المشكلة وبذرة الشرّ الدفين؛ ألا وهي الغلوّ الفاحش في الموقف مِن الحاكم!.

فعبيد الطغاة ودُماهم مِن مشايخ وسياسيين غلو في تقديس الحاكم وتبرير أفعاله الإجراميّة في حقّ الدّين والعباد، وغلو في قضيّة طاعة الحاكم حتّى أنّهم صاروا يُبررون له عدم حكمه بشرع الله تعالى؛ بل والوقوع في نواقض التوحيد!.

وهذه الطائفة صارت معروفة لجميع المسلمين، ولا حاجة لمزيد كلامٍ عنهم.

هدف منشوري هو الطائفة الثانية وتسليط الضوء على نهجهم الفاسد!.

هذه الطائفة المُضآدّة تفعل كما فعلت الطائفة الأولى ولكن في الاتجاه المعاكس، وغالت في دحض حجّتهم في طاعة الحاكم ونحوها!.

صاروا يُحفّزون عوام المسلمين ويُجيًشونهم ضدّ طغاة اليوم، وضدّ الطائفة المُغالية في تقديس الحاكم، دون أن يُبيّنوا لهم أنّ مسألة طاعة الحاكم حق، ولكنّ الطائفة الأولى استخدمت هذا الحق في الباطل!.

نحن الآن نعيش في زمنٍ صارت أحاديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن طاعة الأمراء والصبر على جورهم؛ مُضغةً تلوكها أفواه العوام وتسخر منها وتطعن فيها فضلًا عن "المفكّرين والمؤثّرين وبعض الشيوخ"!.

أحاديث مثل:

{قالَ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يَكونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لا يَهْتَدُونَ بهُدَايَ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فيهم رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ في جُثْمَانِ إنْسٍ، قالَ: قُلتُ: كيفَ أَصْنَعُ يا رَسولَ اللهِ، إنْ أَدْرَكْتُ ذلكَ؟ قالَ: تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ، وإنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ} رواه مُسلم.

{خِيارُ أئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ ويُحِبُّونَكُمْ، وتُصَلُّونَ عليهم ويُصَلُّونَ علَيْكُم، وشِرارُ أئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ ويُبْغِضُونَكُمْ، وتَلْعَنُونَهُمْ ويَلْعَنُونَكُمْ، قالوا: قُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، أفَلا نُنابِذُهُمْ عِنْدَ ذلكَ؟ قالَ: لا، ما أقامُوا فِيكُمُ الصَّلاةَ، لا، ما أقامُوا فِيكُمُ الصَّلاةَ، ألا مَن ولِيَ عليه والٍ، فَرَآهُ يَأْتي شيئًا مِن مَعْصِيَةِ اللهِ، فَلْيَكْرَهْ ما يَأْتي مِن مَعْصِيَةِ اللهِ، ولا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِن طاعَةٍ} رواه مسلم.

وغير ذلك مِن الأحاديث النبويّة المباركة، والآثار الورادة عن أئمة السلف مِن الصحابة والتابعين وأئمة أهل الحديث -رضوان الله عليهم- في وجوب طاعة الحاكم المسلم، وعدم الخروج عليه حتّى ولو كان يجور في حكمه!.

وهذه مصيبة والله مصيبة!.

صار الناس يُقرِنون بين طاعة الحاكم والعبوديّة للحاكم!.

صاروا يرون كُلً مَن ينبس ببنت شفة عن طاعة الحاكم على أنّه عبد للطغاة وبوق للأنظمة القمعيّة!.

صاروا لا يُفرّقون بين طاعة الحاكم [بما يُرضي الله] وكره ما يرتكبه مِن معاصي وجور دون الخروج عليه، وبين الطاعة المُطلقة للحاكم!.
صاروا يرون أنّ الحريّة لا تكون إلّا بالخروج على الحاكم إن كان جائرًا أو لم يُحقق المنافع الدنيويّة للناس!.

وأعيد وأكرر، لا يُسقط أحدكم كلامي على حالنا اليوم، أنا أتحدًث عن فسادٍ عقدي يشيع بين عوام المسلمين كالنًار في الهشيم، وسيكون له تبعات كارثيّة في حال أكرمنا الله تبارك وتعالى بالتمكين والحكم بشرعه!.

الناس لا تُدرك المفاسد المترتّبة على الخروج على [الحكًام المُسلمين]، وما سيؤول إليه الأمر مِن فسادٍ ودمارٍ وإراقةٍ للدًماء وهتكٍ للأعراض، ويعتقدون أنّ الصبر على الجور والظم -خآصّةً وهم لا يملكون القدرة العسكريّة على الخروج- هو دليلٌ على الرضوخ والرضى بالاستعباد!.

يعني أنا لا أفهم!!.

هبّ أنّ الله تبارك وتعالى أكرمنا بالحكم بشرعه، وتولّى أمرنا حاكمٌ مُسلم، ولكن هذا الحاكم لديه نوع مِن العدل، ونوع مِن الظلم والجور، ماذا ستفعل حينها يا مَن تُحرّض النّاس دون بيان الحق في مسألة طاعة الحاكم؟!.

قل لي ماذااا ستفعل؟! ستأتيهم بأحاديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وآثار السلف -رضوان الله عليهم- لئلا يغضبوا ويخرجوا على حاكمهم؟!.

والله لن يردّوا عليك؛ بل سيقذفونك بالأحذية ويعتبرونك مِن المداخلة الجدد!.

ومِمّا سيزيد الطين بِلوً، ويُعزز النَفَس التمرّدي عند الناس؛ هو أنّه غالبًا لن ننال التمكين -بإذن الله- إلّا بالسيف والتضحية والحرب والله المستعان.

بمعنى آخر؛ سترتبط الحريّة عندهم بالخروج على الطاغية، وبسبب عدم تفريقهم بين طاعة الأمير المسلم، وبين طاعة الحاكم الزنديق الكافر، وعدم توعيتهم بمسألة طاعة الحاكم [المُسلم] حتّى وإن كان يحكم بشرع الله تعالى ولكنًه جار في جانبٍ ما؛ هذا سيؤدّي ضرورةً إلى فسادٍ عظيم حتّى ولو استطعنا الحكم بشرع الله تعالى!.

النّاس يعتقدون أنّ الحكم بشرع الله تبارك وتعالى سيجعل الحياة ورديّة، وسيزول الظلم والشقاء والطغيان بإطلاق، وهذا عبث وعدم وعي وإدراك، وما عزّز هذا التصوًر هو انبهارهم بتجربتي أسيادنا عمر بن الخطاب، وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما، وحسِبوا أنّ تلك الاستثناءات ي تاريخ الحكم الإسلامي هي النمط العام لِمن سيحكم بالشريعة!.

المشكلة ليست في حكم شرع الله سبحانه وتعالى معاذ الله، المشكلة فيمن سيُقيمه!.

النًاس يظنًون أنّ أيّ حاكمٍ سيحكم بشرع الله تعالى سيفعل كما فعل العُمَرين رضي الله عنهما! ومِن أين لنا بمثل العُمَرين؟!.

هذا طبعًا عدا عن اعتقاد النًاس أنّ الحاكم هو المسؤول الأوحد عن كُلّ شيءٍ قي الحياة، وأنّه يجب ان يكون ملاكًا لا يحيد قيد أنملة عن الحق، وغير ذلك مِن التصوّر الطوباوي لتحكيم الشريعة والحاكم.

الحديث يطول في هذا الباب، ولكن أتمنّى أن لا أُفهم بشكلٍ خاطئ، وأن تكون الفكرة قد وصلت كما هي في قلبي وعقلي.

وإنّا لله الواحد القهّار
..........
23 - ربيع الأوّل - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
آمنت وسَلّمت -جدلًا- أنً المشايخ الّذين يُسمّونهم [مداخلة جُدد] أنّهم عملاء عند المخابرات، جميل؟!.

السؤال هنا:

هل السلف -رضوان الله عليهم- أيضًا كانوا يعملون عند المُخابرات؟!.

أُشفِقُ كثيرًا على مَن انطلت عليه كذبة [المداخلة الجُدد والمخابرات]!.... هم لا يعرفون سبب هجوم مشايخهم والمؤثّرين الّذين يُتابعونهم على مشايخنا، ويعتقدون أنّ كلام أشياخنا هو مِن عنديّاتهم، والله المستعان.

بالمناسبة!

لو تبيّن لي اليوم حقيقةً أنّ الشيوخ الّذين تابعتهم وانتفعت بعلمهم هم عملاء مُخابرات؛ فهذا لن يُغيّر في حياتي شيئًا والله!.

لا أُنكر فضلهم عليَّ معاذ الله، ولا أنكر أنّهم بسّطوا وبَسَطوا لي العلوم، ولكن ما لا يعلمه أولئك الّذين يُسمّون أنفسهم دعاةً ومؤقّرين دعويين، أنّ أعظم شيءٍ فعله مَن يفجرون معهم في الخصومة؛ هو أنّهم وجّهونا نحو كُتب السلف -رضوان الله عليهم- لا أكثرأ.

أتعتقدون بأنّنا سُذّج -كأتباعكم- حتّى نأخذ بكلام أشياخنا دون تأكّد وتيقّن وتثبّت مِن كلامهم بالرجوع إلى المصادر النقيّة الصافية؛ كُتب السلف رضوان الله عليهم؟!.

مساكين أنتم والله هه!.

نحن لدينا أدلّةٌ وبراهين قطعيّة مِن القرآن والسُنّة وكتب الجبال الرواسخ!.

أن تقتلعوا الجبال الحقيقيّة مِن باطن الأرض أهون مِن اقتلاع علمهم وكتتهم مِن عقولنا وقلوبنا!.

أخبروني، إن أسقطتم شيوخنا بهذه التُهم الفارغة؛ فكيف ستُسقطون هذه الكتب؟!.

- "الإيمان" للإمام أبي عبيد القاسم بن سلام {متوفّى 224 هـ}.

- "الإيمان" للإمام أبي بكر ابن أبي شيبة {متوفّى 235 هـ}.

- "أصول السُنّة" و "الردّ على الزنادقة والجهمية" للإمام أحمد بن حنبل {متوفّى 241 هـ}

- "خلق أفعال العباد" و "كتاب التوحيد" مِن صحيح الإمام البخاري {متوفّى 256 هـ}.

- "شرح السُنّة" للإمام المُزني {متوفّى 264 هـ}.

- "كتاب السُنّة" مِن سُنن الإمام أبي داود {متوفّى 275 هـ}.

- "الرد على الجهمية" و "النقض على بشر المريسي" للإمام الدارمي {متوفّى 280 هـ}.

- "السُنّة" للإمام أبي بكر بن أبي عاصم {متوفّى 287 هـ}.

- "السُنّة" للإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل {متوفّى 290 هـ}.

- "العرش" للإمام أبي جعفر بن أبي شيبة {متوفّى 297 هـ}.

- "السُنّة" للإمام الخلّال {متوفّى 311 هـ}.

- "التوحيد" و "إثبات صفات الربّ عزّ وجل" للإمام أبي خزيمة {متوفّى 311 هـ}.

- "شرح السُنّة" للإمام البربهاري {متوفّى 329 هـ}.

- "اعتقاد أئمة أهل الحديث" للإمام أبي بكر الإسماعيلي {متوفّى 371 هـ}.

- "الصفات" للإمام الدارقطني {متوفّى 385 هـ}.

- "التوحيد" و "الإيمان" و "الرد على الجهمية" للإمام ابن منده {متوفّى 395 هـ}.

- "شرح أصول اعتقاد أهل السُنّة والجماعة" للإمام اللائكائي {متوفّى 418 هـ}.

- "عقيدة السلف وأصحاب الحديث" للإمام الصابوني (متوفّى 489 هـ}.

° هذه الكُتب النفيسة والمُباركة وغيرها الكثير مِن كُتب وتصانيف السلف رضوان الله عليهم؛ طااااااااااافحةٌ بما حذّرتم النّاس مِن مشايخنا لأجله، طاااااااافحة بكل ما تحمله الكلمة مِن معنى!.

أخبروني ماذا ستفعلون معها؟! هل ستحرقونها كما تمنًى ويتأمّل وقالها بلسانه ذلك النكرة الّذي يعيش في أمريكا؟!.

أنا أرجو مِن كُلّ مُنصفٍ وعاقل يبحث عن الحق:

دعك مِمّا يقوله شيوخك ومِن أتباعهم، ودعك مِن شيوخنا ومِنّا نحن، واذهب إلى تلك الكتب مباشرةً، كتب أئمتنا وأسيادنا الّذين لا يجرؤ ابن رجل على أن يقدح فيهم، وانظر فيها واقرأها، وادرسها وتمعّن فيها، ثمّ عد وقارن بين ما رأيته في تلك الكتب وبين كلام أطراف الخصومة، وبإذن الله ستعرف مَن هو الّذي على حق، ومَن هو الكاذب المُدلّس المفتري الّذي يخدعك بكلامه المُنمّق!.

ولا تخف! الكتب سهلة الفهم والإدراك، وليست كما يصوّر لك البعض على أنّها عسيرة ومعقّدة ولغتها غير مفهومة وكأنّها طلاسم!.

فهي عِبارة عن آثار وأحاديث في مُجملها، آثار وأحاديث عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وعن صحابته رضوان الله عليهم، وعن التابعين وتابعيهم، وعن أئمة أهل الحديث والأثر رضي الله عنهم جميعًا، وتعليقات وشروحات سهلة الفهم بإذن الله.

وحتّى لو استشكل عليك فهم شيءٍ فيها؛ فهنالك مئات الشروح المُبسّطة والسلسة عليها بإذن الله.

يا الله ما أجمل الحق حينما يكون واضحًا وجليًّا عندك!.

الحمد لله على هذه النعمة العظيمة، الحمد لله على نعمة العقيدة النقيّة، الحمد لله ربّ العالمين.
..........
24 - ربيع الأوّل - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
لا أدري إن كان المقطع حقيقيًّا أم لا؟ ولكنّ القناة الًتي نشرته مِن القنوات القيّمة المعنّية بالقضايا الإسلاميّة (ألسنا على الحق} ويبدو لي حقيقيًّا.

عمومًا، هذا مقطعٌ لشاب اسمه طارق أخذ طائر الببغاء إلى مقبرةٍ؛ فانظروا ما أصاب الببغاء مِن فزع وجزع ونحيب!.

عن أبي هريرة -رضي اللهوعنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال:

{ ...... فإِذَا كان عَدُوا للهِ نزلَ بهِ المَوْتُ و عَايَنَ ما عَايَنَ ، فإنَّهُ لا يحبُّ أنْ تُخْرَجَ رُوحُهُ أبدًا ، و اللهُ يُبْغِضُ لِقَاءَهُ ، فإِذَا جلسَ في قبرِهِ أوْ أُجْلِسَ ، فيقالُ لهُ : مَنْ رَبُّكَ ؟ فيقولُ : لا أَدْرِي ‍ فيقالُ : لا دَرَيْتَ فَيُفْتَحُ لهُ بابٌ من جهنمَ ، ثُمَّ يُضْرَبُ ضَرْبَةً تسْمَعُ كلُّ دَابَّةٍ إلَّا الثَّقَلَيْنِ ، ثُمَّ يقالُ لهُ : نَمْ كما يَنامُ المَنْهوشُ فقُلْتُ لأَبي هريرةَ : ما المَنْهوشُ ؟ قال : الذي يَنْهِشُهُ الدَّوَابُّ و الحَيَّاتُ ثُمَّ يُضَيَّقُ عليهِ قَبْرُهُ}. [اخرجه البزًار بسندٍ صحيح].

فعلى كُلّ حال؛ سماع الدواب والطيور لصراخ المُعذّبين في قبورهم حقٌ أنبأنا به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

فإن كان المقطع حقيقيًّا أو لا؛ فلن ينفي ذلك ثبوت هذه الحقيقية الغيبيّة.

لذلك لا تُهمِلوا مرافقة القرآن يا كرام؛ فهو أنيس المؤمن في قبره، ولا تنسوا التعوّذ مِن عذاب القبر دُبُرَ كُلّ صلاة كما أوصانا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

اللهمّ إنّا نعوذ بك مِن عذاب القبر، اللهمّ أجرنا مِن فتنة القبر، اللهمّ الطف بنا وارحمنا وقِنا عذاب النّار يا أرحم الراحمين.
........
26 - ربيع الأوّل - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي