أَبُو عُمَيْر - عِمْرَان الزُبَيْدي
13K subscribers
452 photos
175 videos
19 files
262 links
اثبتوا فالحق جلي
Download Telegram
أحاديث لها شواهد في القرآن والأخبار المتواترة يستنكرها البعض !
حصر مفهوم "الأخذ بالأسباب" في المآدّيات والأمور المحسوسة من أظهر صور السطوة المادية الغربية على تشكيل عقلية المسلم اليوم!.

فالمسلم اليوم -إلا من رحم ربي- لا يتعامل مع الدعاء أو الاستغفار أو الصلاة على رسول الله ﷺ أو الذِكر عمومًا على أنها أشياء تندرج تحت مفهوم الأخذ بالأسباب؛ إذ أنه غالبًا لا يلجأ لهكذا أمور إلا حينما تنعدم الأسباب المادية، أو بعد أخذه بالأسباب المادية وهو ينتظر نتيجة ذلك؛ فيلجأ للذِكر والدعاء كسُبُل تكميلية لسعيه!.

ومصداق ذلك أنه حين يشتكي لك إنسان من قلّة الرزق، ويريد منك نصيحة أو فكرة أو مساعدة تعينه على الخروج من ضائقته، فإن لم تكن لديك فكرة ما، وقلت له عليك بالاستغفار والدعاء؛ فلن تجد في قلبه طمأنينة وراحة كما لو أشرت عليه بفكرة مادية محسوسة واضحة يأخذ بها.

رغم أنه لو تأملّ لوجد أنّ بدعائه واستغفاره فهو يلجأ إلى واجد الأسباب المادية المحسوسة -سبحانه وتعالى- التي يطمئن لها!.

فاليقين باستجابة الدعاء وتأثير الذِكر يتحصل -بإذن الله وتوفيقه- حينما تتعامل معهما كما تتعامل مع يقينك بأنك لو قمت بعمل مادّي ما اليوم؛فستأخذ أجرتك عليه بمجرد انتهاءك منه!.

الخلاصة: الدعاء والذِكر لا يجب أن يفارقا قائمة الأخذ بالأسباب لديك؛ بل يجب أن يكونا على رأس القائمة، فهما سبيلك لنيل رضى خالق الأسباب المادية تبارك وتعالى.

والحمد لله رب العالمين.
1 - المُحرّم - 1445 هجري.

أسأل الله أن تكون سنة خير وبركة وعافية وهداية وتوفيق علينا كأفراد وعلى أُمّة الإسلام ككل.

وخير ما يبتدئ به المرء عامه هو تجديد العهد مع الربّ سبحانه وتعالى:

أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ مُحَمّدًا ﷺ عبده ورسوله.
اختبار أم عقوبة؟!

عدم التوفيق والابتلاءات والحرمان من النعم ليست دائمًا اختبارًا لصبرك؛ بل قد تكون عقوبة من الله تبارك وتعالى على ظلمك لنفسك وإسرافك في الذنوب.

قد يبدو الكلام بدهيًا لأكثر الناس، ولكن أذكّر نفسي وإياكم به لأمر قد نغفل عنه!

الكثيرون -ولا أستثني نفسي- حين يتعرضون لهكذا نوازل لا يفكرون سوى بالاحتساب والصبر والرضى بقدر الله تبارك وتعالى، وهذا حق ومطلوب وهو الأصل، ولكنهم يقفون عند ذلك، ولا تذهب قلوبهم وعقولهم إلى فكرة محاسبة النفس والنظر في أحوالهم مع الله تبارك وتعالى.

يا ترى هل هناك شيء في حياتي قد فعلته أو قلته لأجله نزلت بي عقوبة الله تبارك وتعالى؟!

قطيعة رحم؟ تقصير في الصلاة؟ غيبة ونميمة؟ مال حرام؟ ظلمت أحدًا؟ استماع للأغاني؟ مشاهدة مسلسلات وأفلام؟ مشاركة صور نساء على حساباتي؟ عادة سرية؟ ذنب صغير أصر عليه؟ رياء؟ فساد النية؟ ... وإلى ما هنالك من أمور نظلم بها أنفسنا.

هذه المحاسبة للنفس أشبه بالعامل المشرف على آلة معينة؛ فإذ بها تقف عن العمل فجأة! فحتمًا هو لن يقول لنفسه سأصبر حتى تعمل من تلقاء نفسها؛ بل سيبحث عن موضع الخلل ويسعى لإصلاحه.

وأنا وأنت علينا فعل ذلك بالضبط، فبدل التساؤل عمَّ إذا كان ما نزل بنا هو ابتلاء إلهي أم عقوبة؟! علينا أن نصبر ونحتسب ونرضى بقضاء الله وقدره، ثمّ نقف مع أنفسنا ونحاسبها.

فإن كان ابتلاءً، فها نحن قد احتسبنا وصبرنا ورضينا.

وإن كان عقوبةً، فها نحن قد سعينا لإصلاح حالنا مع الله تبارك وتعالى رجاء أن يرفع عنا سخطه سبحانه.

الخلاصة: قف مع نفسك وحاسبها قبل أن تقف حياتك أو تستمر في وقوفها.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعتذر عن الغياب، فقد كنت في اجتماع عاجل مع مجلس الحدادية للتنسيق مع أجهزة المخابرات العربية والعالمية من أجل وضع خطط مستقبلية تناقش استراتيجيات للطعن في علماء الأمة الجهمية.

أدري بأنّ هذا الأزرق ممل ومظلم بدوني، ولكن ماذا نفعل؟.

لدينا أجندات خارجية تدفعنا لتعظيم علماء السلف -الذين أسسوا العلوم الشرعية، وحفظوا سنة النبي ﷺ وقعّدوا القواعد وفرّعوا عليها- والحث على اتباعهم، وإسقاط من خالف توحيدهم وعقيدتهم لحفظ عقيدة المسلمين من زنادقة المتكلمين.
أنا فاشل! كيف أصير ناجحًا؟!

حين تدرك أنّ هذه الدنيا [مجرد] أرض خِصبة لغرسك، وحصاد هذا الغرس ستراه في الآخرة!

حين تدرك أنّ كل قولٍ أو فعلٍ تقوم به في هذه الدنيا مهما كان صغيرًا أو كبيرًا، إن كان القصد من وراءه الله تبارك وتعالى؛ فهو نجاح، وإن لم يكتمل أو لم يتحقق حتى!

- اجتهدت في دراستك لتصير طبيبًا حتى تداوي الناس وتعالج الفقراء بغير أجر لوجه الله تعالى، ولكنك لم تنل المجموع الكافي فدخلت تخصصًا ضعيفًا وِفق المعايير المادية؟ أنت ناجح!

- دخلت المدرسة وكان في نيتك طلب العلم في سبيل الله لتنفع نفسك وأهلك وأُمّتك، ولكنك لم تستطع إكمال الدراسة لأي ظرفٍ كان؟ أنت ناجح!

- تعمل نجّارًا، حدّادًا، سبّاكًا، عامل نظافة، أيًّا كان عملك، وبين عينيك الكسب الحلال الذي يرضاه الله تبارك وتعالى واجتناب المال الحرام؛ أنت ناجح!

- اشتركت في نادٍ رياضي وفي نيّتك تقوية بدنك حفاظًا عليه كونه أمانة من الله تعالى، ولتكون عونًا للمسلمين إذا ما نوديً إلى الثغور، ولكنك أُصِبت أو حدث معك شيءٌ طارئ حال دون الوصول لهدفك؟ أنت ناجح!

لو أردت ضرب الأمثلة عمّا أقصده فلن أنتهي اليوم، ولكن ضع هذه القاعدة في عقلك واغرسها في قلبك:

المؤمن الموحّد سليم العقيدة لا يمكن أن يكون فاشلًا مهما كان حاله أو مكانته الاجتماعية أو عمله ما دام مخلصًا في نيّته جادًّا في سعيه!

فكم من الناس قد طلبوا العلم والثراء والمناصب؛ لأجل الشهرة والمكانة الاجتماعية والسلطان، وفعلًا قد نالوا ما سعوا إليه، ولكنّ عملهم وسعيهم وبذلهم في ميزان الآخرة ذهب أدراج الرياح، لأنّهم لم يقصدوا بما طلبوا وجه الله تبارك وتعالى!

فأنت لست فاشلًا، أنت ناجخ!

عليك فقط أن تضع نصب عينيك المعايير الربانية لمفهوم النجاح والفشل، ثمّ وجّه البوصلة نحو الصراط المستقيم، وتوكل على العزيز الرحيم.

ولا تنسَ، قدرك مكتوب من قبل أن يُخلق الخلق!

فلن تنال شيئًا لم يًكتب لك ولو اجتمع الإنس والجن على إعطاءك إياه،! ولن يذهب عنك شيءٌ قد كُتب لك ولو اجتمع الإنس والجن على منعك عنه، وما عليك إلًا السعي والإخلاص في القصد.

والحمد لله رب العالمين
كلّما جئت لأكتب شيئًا أحسبه نافعًا؛ تهافتت عليّ حماقات المدجنة وتناقضاتهم في دفاعهم عن أئمة الجهمية، وفقدت تركيزي من الغيظ والإعياء من سذاجتهم وغبائهم.

عقلي لا يستطيع استيعاب وجود مسلم لديه ذرة عقل وذرة حب لله سبحانه وتعالى، ثمّ يُعظّم جهميًا زنديقًا ملحدًا أنكر وجود ربه فوق عرشه وعطل صفاته وجعله عدمًا!

جهلة ورب العرش إنكم جهلة!
في اللحظة التي ستغفل فيها عن ذِكر الآخرة والتفكّر بنعيم الجنّة ومتاعها السرمدي، سيتوجه عقلك وقلبك إلى التفكير بما ليس عندك وعند غيرك من نعيم الدنيا "الزائل" ومتاعها وملذاتها؛ حتى تصل إلى مرحلة عدم الرضى بقسمة الله تبارك وتعالى لك والسخط على ما قدّره عليك سبحانه.

فكلّما اشتهيت شيئًا تذكّر بأنك ستنال مثله وأضعافه وأفضل منه في جنان الخلد بإذن الله، وكن متيقنًا من ذلك كيقينك بأنك لو قلت "سبحان الله" فهناك شجرة في الجنة تُغرس لك في لحظتها!

إنما هي سنوات معدودات يا صاح ستمر كلمح البصر!
بالنسبة لما طرحه حسن الحسيني من شبهات على التابعي الجليل القاضي شريح وإمام الأئمة ابن خزيمة رضي الله عنهما وما وقعوا فيه من زلات، وظنّه أننا نعذر من نشاء بالهوى!

قلت: والله مصيبة أن نصل إلى زمان يستخدم فيه من يدعون السلفية شبهات الأشعرية الجهمية لإثبات عقيدتهم الباطلة!

ولماذا؟ للدفاع عن أئمة الجهمية!

تخيّل أننا صرنا مضطرين للدفاع عن أئمة الحق والهدى بسبب أدعياء السلفية! والله المستعان.

فأمّا القاضي شريح رضي الله عنه، فالمسألة وما فيها:

قال عبد الرزاق في تفسيره 2511 - عَنِ الثَّوْرِيِّ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي وَائِلٍ , قَالَ: قَرَأَهَا شُرَيْحٌ {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} قَالَ شُرَيْحٌ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَعْجَبُ مِنْ شَيْءٍ إِنَّمَا يَعْجَبُ مَنْ لَا يَعْلَمُ» قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ يَقْرَأُ: «بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ».

فالمعارض يقول: "لماذا عذرتم القاضي شريح وقد أنكر صفة العجب لله تبارك وتعالى، ولم تعذروا فلان وعلان من أئمة الجهمية الأشعرية؟!

قلنا: نحن قد عذرنا القاضي شريح رضي الله عنه لأنّ السلف رضوان الله عليهم قد عذروه أولًا، ولأنّ كان لديه شبهة قوية تدرأ عنه الحكم عليه بناءً على ما وقع فيه ثانيًا، ولأنه مات رحمه الله تعالى قبل وجود شيء اسمه جهمية أصلًا ثالثاً!

القاضي شريح التابعي الجليل قد توفاه الله تبارك وتعالى في سنة 78 للهجرة، وهذا يعني أنه لم يدرك زمن الجهمية، ولا زمن كتب الكلام والفلسفة التي ولدت لنا من رحمها الموبوء المعتزلة والجهمية وأفراخهم لعنهم الله.

واستدلالي بزمن وفاة القاضي شريح هو من باب بيان بطلان قياس ما وقع فيه القاضي شريح على تحريف وتعطيل الجهمية لصفات رب البرية؛ إذ أنّ هؤلاء الزنادقة المارقين قد أنكروا صفات الله تبارك وتعالى بناءً على مقدمات فلسفية كلامية فاسدة لم يكن للقاضي شريح علم بوجودها أصالةً، وهذا يعني أنّ ما وقع فيه في صفة العجب ليس من جنس إنكار الجهمية للصفات، هذا أولًا.

ثانيًا: الشبهة التي كانت عند القاضي شريح رضي الله عنه أنه كان يقرأ قوله سبحانه وتعالى: "بل عجبتَ ويسخرون" بفتح التاء، وهذا يعني أنّ كلمة "عجبت" في هذه الآية في قراءته عائدة إلى رسول الله ﷺ وليس إلى الله تبارك وتعالى كما في قراءة حمزة: "بل عجبتُ ويسخرون" والتي فيها كلمة "عجبت" عائدة إلى الله تبارك وتعالى.

فالقاضي شريح قال ما قاله كونه كان يقرأ قراءة مختلفة عن تلك التي فيها نسبة العجب لله تبارك وتعالى، ومن المعلوم اختلاف الناس في زمن الخلفاء الراشدين على مسألة القراءات حتى قام سيدنا عثمان رضي الله عنه بتوحيد الرسم القرآني.

ثالثًا: لو تأملت كلام القاضي شريح لوجدت بأنه قد أنكر المعنى الذي ينكره المسلمون جميعًا عن الله تبارك وتعالى؛ حيث قال رحمه الله: "إنّ الله لا يعجب من شيء، إنما يعجب من لا يعلم".

فهو رضي الله عنه أنكر معنى العجب الممتنع عن الله، والذي هو التعجب الذي يسبقه جهل وعدم علم.

فنحن أهل السنة والجماعة نثبت لله التعجب الذي معناه التعجب من الشيء لخروجه عن نظائره والذي لا يستلزم فيه عدم علم مسبق أو جهل. (في التعليقات منشور يتحدث عن هذا الأمر بتفصيل أكبر)

فالقاضي شريح قد أشتبه عليه الأمر وفهم من صفة العجب التعجب من الشيء الذي يسبقه جهل، وهذه شبهة قوية يُعذر بسببها بالإضافة لقراءته المختلفة.

رابعًا: من الجهل بمكان أن تضع جميع الصفات في ميزان واحد من حيث الظهور والخفاء!

فظهور صفة القدرة أو العلو -مثلا- التين دلت عليهما مئات النصوص الواضحة الجلية في الكتاب والسنة ليس كظهور صفة العجب والضحك لله تبارك وتعالى والتي لا تكاد تجدها إلا في السنة وفي أحاديث قليلة للغاية!

وبناءً على هذا فلا يبعد عدم بلوغ النص للقاضي شريح رضي الله عنه، خاصة في ذلك الزمن الذي لم تكن فيه المصنفات والمؤلفات التي تجمع النصوص كما هو الحلل في القرن الثاني والثالث الهجري.

ومن طلب "أ ب ت" علم شرعي يعلم أنّ هناك نصوصًا وأحكامًا قد خفيت عن بعض أصحاب رسول الله ﷺ، فكيف بمن لم يصحب رسول الله ﷺ؟!

بل وهناك علماء وأئمة قد عاشوا في زمن التصنيف وقد خفي عنهم إجماعات ونصوص شرعية!

فبعد كل هذا تأتي وتقارن ما وقع فيه التابعي الجليل شريح مع الطوام والمصائب التي وقع فيها فلان وعلان من مشاهير الأشعرية من إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة مثل علو الله فوق عرشه ورؤيته سبحانه يوم القيامة، وتعطيل صفاته عمومًا، وتصريحهم بكل وقاحة وسفالة أنّ ظواهر نصوص الكتاب والسنة كفر، وهم الذين بلغتهم النصوص كلها وقاموا بتحريفها وتعطيلها عنادًا واستكبارًا وانتصارًا لأصولهم الفلسفية الكلامية الباطلة؟!

أي جريمة هذه بالله عليكم!

أمّا ما يتعلق بالإمام ابن خزيمة رضوان الله عليه، فلن أقف كثيرًا عند هذه الشبهة لأنّ طرحها من إنسان سلفي كارثة والله!
كارثة أن تأني لإمام جبل قد ألّف كتابًا كاملًا في إثبات صفات الله تبارك وتعالى جميعها دون استثناء، ورد فيه على الجهمية الزنادقة الذين عطلوا صفات الله تبارك وتعالى، وسماه التوحيد، والذي سماه إمام الجهمية الأشعرية فخر الرازي بكتاب الشرك لما فيه من إثبات لظواهر الصفات والنصوص! ثمّ تقيس ما وقع فيه من وهم مع من أنكر وجود الله في السماء، ولم يترك صفة من صفات الله إلا وحرفها بالتأويل وعطلها بالتفويض!

أين عقولكم أنتم أين؟!

أمّا ما وقع فيه الإمام ابن خزيمة هو أنه قد أتى إلى حديث: "خلق الله آدم على صورته" وقام بتأويله تأويلًا خاطئًا.

فأقول: ابن خزيمة رضوان الله عليه لم يتأول هذا الحديث لأنّه ينكر صفة الصورة لله تبارك وتعالى كما يظن بعض الجهلة، فكيف هذا وهو الذي عقد بابًا كاملًا في كتابه التوحيد سماه "باب ذكر صورة ربنا عز وجل"؟!

إنما استشكل عليه الحديث من حيث صحته أولًا، ثمّ من حيث ظاهره الذي توهم منه تشبيه صورة الله تبارك وتعالى بصورة آدم عليه السلام، فلجأ إلى التأويل -غفر الله له- تنزيهًا لله تبارك وتعالى من أن تكون صورته كصورة آدم تمامًا.

هذا كل ما في القصة!

فتخيّل يا رعاك الله أنّ هؤلاء القوم يتهموننا بالهوى لأننا عذرنا الأئمة هؤلاء بما وقعوا فيه بناء على ما بينت من الشبهات التي كانت لديهم والتوهمات، ويقارنون هذا بما وقع فيه أئمة الأشعرية الجهمية الذين لم يتركوا صفة لله تبارك وتعالى ظاهرة ولا خفية إلا وأنكروها حرفوا معناها وصرحوا بأنّ ظواهر الصفات محاااااالة محاااااالة محاااااالة على الله تبارك وتعالى!!!

وفي هذا كفاية لمن أراد الحق إن شاء الله.

والحمد لله رب العالمين
الله المستعان.

{يَعجب ربك: يرضى هذا العمل منه ويثيبه عليه}.

هذا المعنى لصفة العَجَب باطل ولا يصح؛ بل هذا تأويل فاسد وتعطيل يُخرج الصفة عن معناها الظاهر.

وعلى هذا أقول:

التعجّب نوعان:

1- التعجّب مِن الشيء لخفاء أسبابه عن المُتَعَجِّب.

2- التعجّب مِن الشيء لخروجه عن نظائره.

- فأمًا المعنى الأول فهو ممتنع عن الربّ سبحانه وتعالى؛ لأنّه جلّ وعلا عليم بكل شيء، عليم بما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون.

وهذا المعنى يُوصف به المخلوق فحسب، فنحن نندهش مِن فعل الشيء لأننا نجهل سبب فعله أو كيفيّة فعله.

فعلى سبيل المثال؛ لو جاء لاعب خِفّة، وقام بإخراج حمامة مِن قبعته، فنحن نتعجب مِن ذلك لأننا نجهل كيف فعل ذلك، وهذا المعنى للتعجب ممتنع عن الرب سبحانه كما أسلفت.

- وأمّا المعنى الثاني فهو المعنى لتعجب الربّ سبحانه وتعالى مع تنزيهه عن كل نقص قد يُصاحب المعنى.

ومعنى التعجّب لخروج الشيء عن نظائره = هو أن تتعجّب مِن شيء تعظيمًا له كونه غير معتاد أن يفعله نظراء الفاعل.

على سبيل المثال؛ لو أنّك علمت بوجود شاب ملتزم مشهور بالتزامه لم يُكلّم النساء أبدًا ولم تراوده نفسه على معصية الربّ سبحانه في شيء مع النساء، فأنت تتعجّب مِن هذا الشاب ليس لأنك تجهل سبب عفافه وإحصانه فرجه ألا هو التزامه وتقواه ربه؛ بل تعظيمًا لفعل هذا الشاب كون هذا الأمر غير مُعتاد مِمّن هم في نفس عمره مِن الشباب، وهذا هو معنى التعجّب مِن الشيء لخروجه عن نظائره.

وهذا هو المعنى لعجب الربّ سبحانه، ويكون في حقّه سبحانه أكمل ما يكون دون قصور ولا نقص.

- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه:

{وأما قوله: "التعجب استعظام للمتعجب منه"، فيقال: نعم؛ وقد يكون مقرونًا بجهل بسبب التعجب، وقد يكون لما خرج عن نظائره.

والله تعالى بكل شيء عليم، فلا يجوز عليه أن لا يعلم سبب ما تعجب منه; بل يتعجب لخروجه عن نظائره تعظيمًا له.

والله تعالى يعظم ما هو عظيم; إما لعظمة سببه، أو لعظمته، فإنه وصف بعض الخير بأنه عظيم، ووصف بعض الشر بأنه عظيم}.

مجموع الفتاوى (6/123-124)

والحمدُ لله ربّ العالمين.
.........
12 - شعبان - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
وكيف ستسمعون به والسلفية المعاصرة لا تجري على ألسنة كثير منهم إلا أسماء علماء الأشعرية الجهمية؟!.

الدشتي، والبربهاري والسجزي، وابن بطة، وابن خزيمة وغيرهم من الحفاظ رضوان الله عليهم.

يا رجل حتى أئمة السلف الأعلام مثل ابن أبي ذئب وابن مهدي والقطان وحماد بن سلمة لا يعرفونهم كثير من طلبة العلم اليوم!

هؤلاء شعرة بيضاء في لحية الواحد منهم خير من ملء الأرض من علماء الأشعرية، وأنا ظالم لأئمة الهدى في قولي هذا!
اجلس مع نفسك جلسة صدق، وانظر إلى المشهد من بعيد، انظر إليه بتجرد واحجب عن بصرك كل الأسماء، ودعك من التفاصيل ....

هناك فريقان ..

الأول يستميت في الدفاع عن العقيدة النقية عمومًا وعن صفات ربك تبارك وتعالى خصوصًا، ويريد من المسلمين جميعًا تعظيم ربهم حق تعظيمه، وأن يُقدّموا حقوقه سبحانه على كل شيء، وأن يتبعوا نهج من اجتمعت على إمامتهم كل الفرق الإسلامية بلا استثناء، السلف الصالح رضوان الله عليهم.

الثاني، يعتقد نفس عقيدة الفريق الأول، ولكنه يهوّن من شأنها بقصد أو بغير قصد، ويرى أنّ قضايا الإلحاد والنسونة والعلمنة أهم وأولى، رغم أنّ الفريق الأول له جهود حتى في هذه السياقات ولا يستنكر على أحد يقف على ثغورها.

وكذلك يتهم الفريق الثاني الأول بالغلو لأنهم يدافعون عن صفات ربهم ولو كان ذلك على حساب علماء مشاهير إلا أنهم تعدّوا على صفات رب البرية بالتحريف والتعطيل. وتراهم يُخوّفون الناس من كتب السلف رضوان الله عليهم بشكل مباشر أو غير مباشر. بدعوى أنها قد تجعل الناظر فيها متشددا أو أنك لن تفهمها إن لم اقرأها عن طريقهم!

ثمّ سل نفسك:

يا ترى أي الفريقين يعظم أئمة السلف أكثر؟ أيهم الذي له جهود في تعريف المسلمين بأئمة الإسلام "الحق" أهل الحديث والأثر؟ أيهم تراه ليل نهار يستشهد بالآثار عنهم؟ أيهم له جهود كبيرة في شرح كتب السلف؟!

يا ترى أيهم على الحق؟!
قال رسول الله ﷺ: "يا أَهلَ القرآنِ أوتِروا فإنَّ اللَّهَ وترٌ يحبُّ الوِترَ".

[رواه أبو داود في سننه]
بالنسبة للكلام عن توافر الشروط وانتفاء الموانع ...

علماء، مجتهدين؛ بل أئمة قد وقعوا في بدع مكفرة مثل إنكار العلو ....

كتاب الله الذي فيه عشرات النصوص الواضحة الجلية عن كونه سبحانه في السماء لم يقم عليهم الحجة.

كتب الحديث والمليئة بأحاديث الصفات وإثبات علو الله فوق عرشه، والتي شرحوها لم تقم عليهم الحجة.

كتب السلف العقدية التي كان غالبها يتحدث عن الصفات وإثباتها؛ بل والرد على من أّولها أو فوّضها لم تقم عليهم الحجة.

الفطرة التي تأبى إلا أن يتوجه قلبك للسماء لعلمك بأنّ الله فوقها لم تقم عليهم الحجة.

أئمتهم المتقدمون أمثال الباقلاني والبيهقي الذين كانوا يثبتون العلو وبعض الصفات بالجملة لم يقيموا عليهم الحجة.

هذا كله لم يقم على أئمة الأشاعرة الجهمية الحجة في إثبات ما هو معلوم بالاضطرار من الدين مثل وجود الله فوق عرشه!

ثم يتحدثون عن توافر الشروط وانتفاء الموانع وكأننا نتحدث عن أعراب أميين غير بالغين فاقدي الأهلية العقلية كانوا يعيشون في الصحراء على مشارف الواحات رفقة ناقاتهم، ولم يصلهم شيء من دين الله!

هرطقة ورب العرش هرطقة!
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
التلاوة التي لا أمل من نشرها، وخاصة في أوقات الشد العصبي.

هدئ قلبك بكلام ربك جل في علاه.

القارئ أحمد النفيس، والتلاوة برواية خلف عن حمزة الكوفي رحمهما الله.