أَبُو عُمَيْر - عِمْرَان الزُبَيْدي
13K subscribers
451 photos
175 videos
18 files
260 links
اثبتوا فالحق جلي
Download Telegram
كل من يداهن أو يتمسّح بالأشعرية من السلفية يغيظني، ولكن أكثرهم إغاظة لي هو الذي يدعي أنه من الحنابلة!.

يعني كيف تداهن قومًا يعتقدون عقائد من جلدوا إمامنا وعذّبوه في زمانه؟!.

قهر والله!.

المسألة توحيد وصفاء عقيدة لا نقاش، ولكن هذا أمر إضافي يدعو لبغض هؤلاء القوم.
- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم (واللفظ لأبي بكر) (قال إسحاق: أخبرنا سفيان. وقال الآخران: حدثنا) ابن عيينة عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة؛ قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" قال الله عز وجل: إذا هم عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه فإن عملها فاكتبوها سيئة. وإذا هم بحسنة فلم يعملها فاكتبوها حسنة. فإن عملها فاكتبوها عشرا".

- صحيح مسلم
على أنّ الأمر يبدو مدعاة للسخرية -وهو كذلك- ولكن هذا الحال يبيّن لك أنّ هؤلاء القوم وصلت بهم المادية إلى مرحلة من البهيمية المتطرفة!.

لأنّه حتى البهائم في كثير من فصائلها لا يمكنها التعايش مع غيرها؛ بل أحيانًا حتى مع نفس الفصيل لا تتقبل التعايش!.
إنّا لله وإنّا إليه راجعون ...
لله ما أعطى ولله ما أخذ

توفّيِ إلى رحمة الله تعالى جدّي لوالدي الحاج حميْدي ابن حسن ابن محمد العبد الله أبو عامر.

أسأل الله أن يرحمه رحمةً واسعة وأن يغفر له ويتجاوز عنه ويسكنه فسيح جنانه.

وما الغصّة إلّا أن حرمنا من رؤيته منذ 14 سنة، وأسأل الله أن ينتقم ممن كان السبب، ولكن ما يصبّر القلب هو أنها دنيا فانية واللقاء في دار الخلد دار النعيم بإذن الله..

والحمد لله رب العالمين
الله يرضى عليك، قبل أن تجتهد في الدفاع عن الأشاعرة دون تلقيبهم بالجهمية أو إنزال أحكام السلف على الجهمية عليهم؛ فلا تستخدم النقاط التالية لأنه من العيب الشديد أن تناقش مسألة علمية كهذه فتقول فيها كلامًا حتى المبتدئين في العقيدة يستحون من قوله!.

1- الجهمية كانوا ينكرون الصفات والأشاعرة يتأولونها.

هذه العبارة ليست فقط خاطئة؛ بل معيبة وكارثية وتدل أنّ قائلها لم يقرأ كتابًا واحدًا للسلف في العقيدة في حياته!.

قول السلف أنّ الجهمية قد أنكروا الصفات ليس معناه أنّهم أتوا إلى آيات الصفات وأنكروا وجودها في القرآن، لأنه لو فعلوا ذلك فمناط تـ * ـفيرهم سيكون إنكار بعض آيات القرآن وهذا لا يحتاج إلى رد عليهم أصلًا!.

إنما السلف قالوا أنّ الجهمية قد أنكروا الصفات لأنّهم كانوا يتأولون الصفات، ولازم تأويلاتهم المنحرفة هو إنكار صفات الله سبحانه وتعالى.

قالجهمية -لعنهم الله- قد تأولوا آيات الصفات والأحاديث وقالوا كلامًا هو عينه كلام الأشاعرة، مثلًا: كانوا يقولون أنّ الله لم يكلم موسى عليه السلام؛ بل خلق كلامًا في الشجرة، وقالوا أنّ يد الله معناها القدرة أو النعمة، وقالوا أنّ الله لا ينزل في آخر الليل بل رحمته، وغير ذلك الكثير.

ولتنظر في كتاب السنة لعبد الله بن أحمد، ورد الدارمي على المريسي وخلق أفعال العباد للبخاري، وفصل ما تأولته الجهمية في جامع الترمذي؛ لتعرف ماذا كان يفعل الجهمية وكيف كانت ردود السلف عليهم.

2- أنّ الإنسان لا يكون جهميًا حتى يتأول جميع الصفات.

وهذه العبارة تدل أنّ قائلها لا يعرف عمق المسألة وأبعادها.

فلو نظرت في كتب السلف العقدية سترى أنهم كانوا يقولون:

من قال أنّ القرآن مخلوق فهو جهمي .... من قال أنّ الله ليس فوق عرشه فهو جهمي .... من قال أنّ ألفاظنا بالقرآن مخلوقة فهو جهمي و و و إلخ.

يعني السلف رضوان الله عليهم لم يكونوا ينتظرون أنّ ينكر الإنسان جميع الصفات حتى يقولوا عنه جهمي، أندري لماذا؟!.

لأنّ السلف -رضوان الله عليهم- يعلمون أنّ الذي يقول أنّ القرآن مخلوق -مثلًا- فهو قال ذلك بناء على مقدمة فلسفية كلامية خبيثة، وهذه المقدمة تقتضي أن يتعامل العامل بها مع باقي صفات الله سبحانه وتعالى على نفس النحو.

بمعنى:

الذي يقول القرآن مخلوق هو لماذا يقول ذلك؟!.

لأنه ينفي أنّ الله يتكلم بصوت وحرف، وهو ينفي ذلك بناءّ على مقدمة فلسفية كلامية لعينه لا داعي لذكرها حتى لا يتشوش القارئ،، وهذه المقدمة الكلامية التي نفى صفة الله تعالى بالكلام لأجلها تلزمه بأنّ ينفي باقي الصفات مثل النزول، والاستواء والضحك، والمجيء وغير ذلك.

فالمسألة ليست أنّ الجهمية لم تعجبهم صفة معينة فأولوها؛ بل هم عندهم مبادئ كلامية فلسفية تقتضي ضرورةً تأويل باقي الصفات.

3- الأشاعرة وافقوا أهل السنة في أبواب وخالفوهم في أبواب.

هذه من أعجب التبريرات التي رأيتها في حياتي للدفاع عن الجهمية الأشعرية والله!.

فأقول: هات لي فرقة واحدة منحرفة واحدة بدّعها السلف أو كـ * ـروها ولم تكن موافقة لأهل السنة في بعض الأبواب، أتحداك!.

المرجئة موافقون لنا في كل شيء إلا في مسائل الإيمان، ومع ذلك هم مبتدعة.

القدرية موافقون لنا في كل شيء إلا أنهم خالفونا في القدر، ومع ذلك الغلاة منهم كـ * ـلر وما دونهم مبتدعة.

وقس على ذلك الخوارج والمعتزلة والكلابية والسالمية وغيرهم من الفرق، جميعهم يوافقون أهل السنة في كثير من الأبواب ويخالفوننا في بعض الأبواب!.

فعلى أي أساس تستثني الأشاعرة؟! وهم الذين خالفونا في الأسماء والصفات، والإيمان، والقدر، والنبوّات، وغير ذلك الكثير!.

فرجاءّ، قبل أن تخوض في هكذا نقاشات أفهم المسائل كما ينبغي؛ لأننا والله قد مللنا من توضيح الواضح!.

والله المستعان.
لم أتخيّل في حياتي أن يصل اليأس بالرجال إلى هذا الحد!.

حسبنا الله ونعم الوكيل
يا الله كم يستفزني قول القائل حين يأتي على تفسير آية من كتاب الله، ويكون قول السلف فيها غريبًا -بالنسبة لعموم الناس في عصرنا- فينسب تفسيرهم إلى الإسرا**يليات!.

أي جرأة وأي وقاحة مع السلف هذه يا ناس!.

التفسير الذي يتعاقب عليه أئمة السلف كابر عن كابر ويتلقونه بالقبول دون نكير يستحيل أن يكون مما سمعوه من أهل الكتاب، يستحيل ذلك!.

والله مستفزين!

يشعرونك أنّ السلف مجموعة من الدراويش السُذّج الذين لا يفرقون بين ما هو من كلام أهل الكتاب وبين ما هو التأويل الصحيح لآيات الله، ثمّ يأتي رجل بعد 1400 عام ليخطئهم ويتحذلق ويتفلسف تارةّ بقواعد اللغة وتارةً بتأويلات متأخرين!.
وَلَقَد هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) سورة يوسف.

• قال عبد الرزاق في التفسير (١٢٩٩): عن ابن عيينة، عن عثمان بن أبي سليمان، عن ابن أبي مليكة، قال: شهدت ابن عباس وهو يسأل عن هم يوسف ما بلغ؟ قال: «حل الهميان، وجلس منها مجلس الخاتن فنودي يا ابن يعقوب أتزني فتكون كالطائر وقع ريشه، فذهب يطير فلا ريش له؟».

• وقال (١٢٩٤): عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله تعالى: ﴿ولقد همت به وهم بها}، قال: «جلس منها مجلس الرجل من امرأته حتى رأى صورة يعقوب في الجدار».

• قال سعيد بن منصور في تفسيره (١١١٧): نا سفيان، عن عبيد الله بن أبي يزيد، سمع ابن عباس، يسأل ما بلغ من هموم يوسف، قال: «حل الهميان، وجلس منها مجلس الخاتن».

• قال ابن أبي حاتم في تفسيره (١١٤٧٧): حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: «﴿لولا أن رأى برهان ربه﴾ [يوسف ٢٤] قال: مثل له يعقوب فضرب بيده على صدره، فخرجت شهوته من أنامله».

وقبل أن يتحفز أحدهم للمعارضة بأقوال ومقاطع المعاصرين أو حتى المتأخرين، إليك التالي:

لا يوجد أي أثر عن السلف رضوان الله عليهم بخلاف هذا التفسير، ولا يوجد أي إمام معتبر في زمنهم استنكر ذلك، هذا من جهة.

من جهة أخرى لمن يقول أنها من أهل الكتاب، فأثر ابن عباس رضي الله عنه واضح وصريح أنه قد [سئل] عن معنى الهم، ومن الطبيعي أن يجيب بعلم وهو أعلم هذه الأمة بتفسير كتاب الله، ولن يجيب بما هو من عند أهل الكتاب دون أن ينبه.

وهذا التفسير الجليل للسلف لا يسيئ إلى نبي الله يوسف ﷺ بشيء، إذ أنه صلوات ربي وسلامه عليه لم يقع في الخطيئة، والهم هنا قبل الوقوع، وهو قد كفّ عن ذلك بعد أن رأى برهان ربه تبارك وتعالى.

• قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام: وابن عباس ومن دونه لا يختلفون في أنه هم بها، وهم أعلم بالله وبتأويل كتابه وأشد تعظيما للأنبياء من أن يتكلموا فيهم بغير علم.
وفي لفظ قال: جاء عن بعض الصحابة والتابعين أنه حل الهميان وجلس منها مجلس الخاتن وقد أنكر قوم هذا القول !والقول ما قال متقدموا هذه الأمة، وهم كانوا أعلم بالله أن يقولوا في الأنبياء عليهم السلام من غير علم.

نقله عنه النحاس والسمعاني وغيرهم.

• قال الطبري في تفسيره بعدما ذكر الآثار فوق وغيرها مما توافق معناها: ((وأما آخرون ممن خالف أقوال السلف وتأولوا القرآن بآرائهم)).
ثم ذكر اعتراض بعض الناس برأيهم ورد عليها وقال: ((هذا مع خلافهما جميع أهل العلم بتأويل القرآن، الذين عنهم يؤخذ تأويله)).

• قال الزجاج في تفسيره: ((والذي عليه المفسرون)) أنه هم بها وأنه جلس منها مجلس الرجل من المرأة إلا أن الله تفضل بأن أراه البرهان.

• قال النحاس في تفسيره: ((الذي عليه أهل الحديث والمتقدمون)) أنه هم بها حتى مثل له يعقوب ﷺ.. .ثم ذكر أثر ابن عباس.

• قال الثعلبي في تفسيره بعدما ذكر الآثار فوق وغيرها: فهذه أقاويل ((المفسرين من السلف الصالحين)).
ثم ذكر أقوال المخالفين من المتأخرين.
ورد عليهم وقال: وهذه التأويلات التي حكيناها كلها غير قوية ولا مرضية لمخالفتها ((أقوال القدماء من العلماء الذين يؤخذ عنهم التأويل، وهم قد أخذوا عن الذين شهدوا التنزيل)).

أخيرًا، أي كلام لمتأخر أو معاصر بخلاف تفسير السلف فهو رد مهما كان اسمه وقدره وجلاله، فلا نقدم قول أحد على الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين، ولا يظنن أحد أنه سينزه الأنبياء أكثر منهم وهم من شهدوا التنزيل وتعلموا التأويل عن رسول الله ﷺ.

والحمد لله رب العالمين.
ما البديل؟!.

إذا تركت الاستماع للأغاني فما البديل؟!.
إذا تركت مشاهدة المسلسلات والأفلام فما البديل؟!.
إذا تركت الجلوس على المقاهي فما البديل؟!.
إذا امتنعت عن الذهاب إلى الأعراس المختلطة فما البديل؟!.
إذا لم أخرج مع صديقاتي لنسيح في الأسواق فما البديل؟!.
إذا لم نذهب في العُطل إلى المصايف المختلطة والمليئة بالمنكرات فما البديل؟!.

الناظر في هذه الاعتراضات حين ينكر على الناس منكرهم قد يجد في نفسه ضعفًا وشفقةّ على المعترض لا من حيث أنه عاصٍ ويريد له التوبة والفلاح؛ بل من حيث أنّ اعتراضه فيه وجهة نظر يجب أخذها بعين الاعتبار وتوفير البدائل؛ وإلا فإنكارنا المنكر حينئذ ليس له فائدة لأننا لم نوفّر البدائل، وهذه هي أم المصائب اليوم التي يسوّغ بها الشيطان للناس ركوبهم المحرمات، والله المستعان.

ولتفكيك هذا الاعتراض المغلّف بالعاطفة حتى لا يشعر الذي ينكر المنكر بالضعف ولا يشعر الواقع في المنكر أنّ حجته معتبرة، فأقول:

عليتا أولًا أن نصيغ السؤال بطريقة واضحة مجودة من كل عاطفة ومسكنة على النحو التالي:

أنا أعصي الله تبارك وتعالى، ولن أكف عن عصيانه ومخالفة أمره حتى تأتي لي ببديل يوفر لي لذة مباحة تغنيني عن لذة المعصية، فهل عندك البديل؟!.

أو:

حين تقف بين يدي الله تبارك وتعالى ويسألك عن سبب مخالفتك أمره تجيبه قائلًا: يا رب، أنت لم توفّر لي ما هو مباح يعطيني لذة مشابهة للذة الحرام حتى أترك ما حرمته علي، فكيف تلومني؟!.

قل لي الآن: كيف هو الحال؟!.

ثانيًا: الذي يعترض بهذا الاعتراض يشعرك بأنّ الأصل في المسلم أنه يولد على المعصية ثمّ علينا نحن أن نوفّر له البديل ليتركها!.

والحق أنك ولدت على الفطرة النقية بصحيفة بيضاء وأنت من ركبت المعصية بإرادتك منذ البداية وأصررت عليها ولم تأبه لحكم الله فيها حتّى أدمنتها، فأنت الملام!.

ثالثًا: علينا أن ندرك أننا في دار تكليف لا دار ترفيه!.

أنت تعيش في هذه الدنيا لتحقيق غاية الوجود، عبادة الله تبارك وتعالى والامتثال لأمره والانتهاء عما نهى عنه، ومن الطبيعي أن يكون هناك كثير من الأمور التي تشتهيها النفس وتتشوّف إليها ولكن الله حرمها ليعلم من يقدم طاعته على طاعة هواه وإلا فكيف يكون التكليف والاختبار لو كان كل ما نشتهيه متاحًا؟!.

رابعًا: حتى لو كنت ضعيفًا أمام معصية ما، وترى أنك لا تقوى على تركها، وفي كل مرة تسعى للخلاص منها تعود إليها؛ فإياك ثم إياك ثم إياك أن تبرر لنفسك ركوبك لها إياك، فوالله إنّ هذا أشد وأخطر من ارتكاب المعصية ذاتها!.

الاعتراف بالذنب والإقرار بالمعصية وعدم تسويغ الوقوع فيها والندم والحسرة واحتقار النفس بسببها هي من أهم الأمور التي ينال بها العبد لطف الله تعالى ورحمته وعونه وهدايته.

فالله تبارك وتعالى يحب رؤية انكسار العبد له وافتقاره إليه. أما المكابرة وتسويغ مخالفة أمره بأي عذر كان؛ فهذا يستوجب العقوبة والطمس والختم وعدم التوفيق منه تبارك وتعالى.

فاحذر يا أخي أشد الحذر!.

أخيراً، البديل هو أن ترافق أهل التدين والصلاح، وأن تشغل نفسك بما ينفعك من علوم الشريعة وحتى علوم الدنيا النافعة، وما أكثر هذا المحتوى على يوتيوب ومواقع التواصل، وأن تشعر بالمسؤولية وتحمل هم الإسلام والمسلمين في كل مكان، فالإنسان حينما يسخّف ويسفّه من دوره في الحياة كمسلم فمن الطبيعي أن يتوجه إلى كل ما هو مضيعة للوقت وسخيف. هذا من جهة.

من جهة أخرى، بالمناسبة! دينك لا يمنعك من مجالسة الأصدقاء في مكان لا منكرات فيه، ولا يمنعك من ملاعبة إخوتك وزوجك وأهلك وممازحتهم، ولا يمنعك من مزاورة الأقارب والأحباب، ولا يمنعك من أخذ عائلتك في نزهة إلى أماكن خالية من المحرمات، صحيح هي قليلة ولكنها موجودة، وغير ذلك الكثير.

الخلاصة: إيجاد البديل لما أنت غارق فيه من المنكرات يبدأ من استيعابك لحقيقة أنك عبدٌ لله تبارك وتعالى أولًا، ثمّ إدراك قيمتك ودورك كإنسان مسلم ثانيًا، والعزم على التوبة والتوكل على الله أولًا وآخرًا.

وتذكّر: الجنة محفوفة بالمكاره والجحيم محفوفة بالشهوات، فانظر إلى خطواتك أين تتجه؟!.

والحند لله رب العالمين.
.........

28 - ذو القعدة - 1444 هـ

#اثبتوا_فالحق_جلي
مِن لطيف وبديع ما قيل في قوله سبحانه وتعالى {قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ} سورة طه:

أنّ سيّدنا موسى عليه الصلاة والسلام عندما أجاب الله سبحانه في هذه الآية لم يقل "هم هؤلاء" بل "هم أولاء".

وذلك أنّ الفرق بين "هؤلاء" و "أولاء" هي هاء التنبيه؛ لذلك قال سيّدنا موسى عليه الصلاة والسلام "أولاء" تأدّبًا مع الله جلّ وعلا؛ لأنّ الله تبارك وتعالى لا يُنبّه.
[باب في أسماء النبي ﷺ]

حدثني ‌زهير بن حرب ‌وإسحاق بن إبراهيم ‌وابن أبي عمر (واللفظ لزهير)، قال إسحاق: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا ‌سفيان بن عيينة، عن ‌الزهري، سمع ‌محمد بن جبير بن مطعم ، عن ‌أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحى بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على عقبي، وأنا العاقب والعاقب الذي ليس بعده نبي».

- صحيح مسلم
قُل لِّمَنِ ٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85)

قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبۡعِ وَرَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87)

قُلۡ مَنۢ بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيۡءٖ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيۡهِ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ فَأَنَّىٰ تُسۡحَرُونَ (89)

بَلۡ أَتَيۡنَٰهُم بِٱلۡحَقِّ وَإِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ (90)

[المؤمنون]
يا إخوة التوحيد والعقيدة ...خذوها نصيحة من أخ محب لكم:

أنا أتفهم حميّتكم على العقيدة، وأتفهم شدتكم على أهل البدع عمومًا والجهمية الأشعرية خصوصًا. وأتفهم نفرتكم ممن يداهنهم، وأتفهم أنّ كثيرًا منكم قد يخرج عن شعوره بسبب ما يتهموننا به من كوننا خوارج تارةً ومداخلة تارةً وعملاء للمخابرات تارةًّ أخرى وغير ذلك من الشتم والسب واللعن ... هذا كله أتفهمه وأستوعبه وأدركه، ولكن ....

ولكن هناك فئة من الشباب ليست بالقليلة يسلكون مسلكًا يظنون أنّ فيه قوة وما هو إلا سذاجة وبلاهة وأنا أعتذر ولكن هذه هي الحقيقة!.

يعني أنا لا أفهم؟ ما الفائدة من أن تسرد عددًا من أسماء علماء الأشعرية ثم تتبعها بقولك هؤلاء كلاب وهؤلاء أنجـ // ـاس وزنادقة وعليهم لعنة الله!.

وإذا رأيت أسمائهم في منشور تنهال عليهم بالشتم والسب والتحقير.

قل لي ما المنفعة المرجوة من ذلك؟!.

الإنسان العاقل حين يقوم بفعل يفكر قبل ذلك ويسأل نفسه: ما الفائدة المرجوة مما سأفعل؟ وهل فعلي هذا منفعته غالية أم مضرته؟!.

وأنا والله لا أرى في هكذا أفعال إلا قلة حكمة وعدم فقه للواقع وسذاجة لا متناهية!.

يا إخوة، نحن هدفنا الدعوة إلى التوحيد والعقيدة النقية، عقيدة أهل الحديث والأثر، دون مداهنة ولا تمييع ولا محاباة.

وهذا الهدف اليوم محارب من قِبل الحركيين والمدجنة والجهمية المتخفّين، وزد على ذلك أنّ عموم المسلمين متأثرين بالإنسانوية بشكل كبير، ويكاد الاستعلاء العقائدي عندهم غائب، وقد نشئوا على تعظيم جميع العلماء من مختلف الفرق دون تمييز.

ثمّ تأتي أنت بكل سذاجة لتمارس أفعالًا صبيانية تنفّر الناس عنك بسببها في ظل هكذا واقع مليئ بالتشويش والضبابية والسيولة العقائدية؟!.

ويا ليت الأمر يقف عندك؛ بل أنت تؤذينا بكلامك وأفعالك هذه لأنك محسوب علينا، وتعطي بذلك لخصومنا هدايا لا يحلمون بها لينفروا الناس عنا ويقولوا لمتابعيهم: انظروا إلى هؤلاء الخوارج التكـ * يريين الطاعنين في العلماء!.

ورجاءّ، لا يُفهم من كلامي أنني أدعو إلى التقية في قول الحق أو السكوت عن بيانه في وقته، ولا أظنني بحاجة للتدليل على موقفي من الأشاعرة وعلمائهم، ولكن الأمر يحتاج إلى حكمة وذكاء وتؤدة بعيدًا عن العصبية الضارة والهمجية في الطرح!.

نحن موقفنا قوي ولله الحمد، ولدينا من الحجج والبراهين والدلائل ما يغنينا عن هكذا تصرفات لا تصدر إلا من ضعيف الحجة.

حكمك على الأشاعرة وموقفك منهم يكفي ليعرف الناس موقفك من أعيانهم، وإذا سُئلت عنهم فأجب بصراحة وحكمة، وبعد ذلك فأنت لست بحاجة لتسلك هكذا مسلك همجي يضر ولا ينفع.

سامحوني إن كانت النصيحة قاسية نوعًا ما، ووالله ما فعلت ذلك إلا محبة بكم، ولشعرة في لحية أحدكم أثقل عندي من جمبع علماء الأشاعرة، ولكن هذا من أجلكم والله.

والحمد لله رب العالمين.
"يا عبادي" ... وكيف لا يلين الفؤاد لهكذا نداء، كيف؟!.

لبّيك سبحانك لبّيك ...
لماذا يرفض الإسلام مفاهيم الوطنية والتعايش -بمفهومه الحداثي- ونماذج الدولة الحديثة؟!.

ببساطة لأنّ جميع هذه القيم والمفاهيم تصطدم مع ثوابت شرعية لا مجال للتنازل عنها أو تأويلها!.

- كيف؟!.

من أهم عقائد الإسلام هي عقيدة الولاء والبراء، وهذه العقيدة غير مقبولة عند الطاغوت الوطني القومي.

إذ إنّ الوطنية قائمة على الولاء والبراء الجغرافي والقومي والعرقي، وهذا مناقض للولاء والبراء الشرعي من كل وجه.

على سبيل المثال:

أنا مسلم من سوريا، فمن منطلق عقيدتي في الولاء والبراء الإسلامي فالمسلم الأعجمي الذي يعيش في جنوب أفريقيا أو الهند أو الأرجنتين هو أقرب إليّ من السوري النصراني ولا مقارنة!.

فالأول مسلم تربطني به رابطة الإخوة الإيمانية، وواجبٌ عليّ موالاته ومعاداة من يعاديه بأمر إلهي واضح وجازم، والثاني مشرك نـ * س لا يربطني به إلا الموقع الجغرافي أو العرقي. نعم أنا لن أظلمه أو أعتدي عليه ما دام لديه عهد وميثاق وفق شريعتي، ولكنه يبقى عدوًا لله سبحانه وتعالى.

أما طاغوت الوطنية اللعين فهو قائم على أن توالي من يعيش معك ضمن حظيرة سايكس بيكو -بغض النظر عن دينه أو عقيدته- وتعادي من يتعدى على هذه الحظيرة، وتجعلك تحب المشرك الذي يعيش معك في هذه الحظيرة أكثر من المسلم الذي جاء إلى حظيرتك من الخارج سواء شعرت بذلك أو لم تشعر.

وخطر طاغوت الوطنية لا يتوقف ها هنا، فالهدف الأساسي من تربيتك وتنشئتك على الاعتقاد بهكذا طاغوت هو محاصرة الإسلام في بقعة جغرافية محددة على شكل كبائن -حدود الدول- يولّى عليها مجموعة من العملاء دون الخروج عنها.

بتعبير أوضح؛ هم فعلوا ذلك لأنهم يعلمون أنّ الإسلام لم يأتِ للاستيلاء على بقعة جغرافية محددة والوقوف عندها من أجل مصالح دنيوية مادية؛ بل هو دين وشريعة ربانية تسعى لبسط حكم الملك (الرب سبحانه وتعالى) في ملكه (الأرض كل بقاع الأرض) وعلى أملاكه (البشر كل البشر مؤمنهم ومشركهم) وإخراج العباد من الظلمات إلى النور.

والوطنية تعمل على غسل عقلك دون الإيمان بذلك، وتجعلك تعتقد أنّ هذه الأرض لا يمكن أن تكون كلها لربك الذي تعبده؛ بل لكل بقعة من الأرض إله وعبيد لهذا الإله، ولا يحق لأي إله أن يتعدى على أراضي وعبيد غيره من الآلهة!.

ولأنهم يعلمون أنّ المسلم لن يتقبل هكذا فكرة بهذا الوضوح والفجاجة؛ فها هم يسعون -وقد نجحوا إلى حد ما مع الأسف- إلى ترسيخ مفاهيم تغريبية لعينة تخدم غايتهم في عقلك وقلبك، مثل: التعايش السلمي، ونبذ الطائفية، والحكم الديموقراطي المدني.

هذه المفاهيم التي تبدو للوهلة الأولى إنسانية وجميلة ولكن في باطنها يسكن الشيطان والخبث!.

فالتعايش السلمي ونبذ الطائفية هدفها الحقيقي كسر الاستعلاء التوحيدي والعقائدي عند المسلمين اجتماعيًا، وأمّا الديموقراطية الخبيثة والمولودة من الرحم الموبوء، رحم العلمنة واللبرلة، أو نموذج الدولة الحديثة بشكل عام؛ فهدفها تنحية الحكم الشرعي الذي يغذّي عند المسلمين هذا الاستعلاء ويبقيهم محاصرين ضمن حدود معينة لكيلا يفكروا بالخروج عنها.

وهذا كله قائم أساسًا على فكرة قرمطية سفسطائية تنبذ وجود حقيقة مطلقة، وأنّ جميع الأديان والأفكار والتيارات هي نتاج عقول بشرية لا أكثر ولا أقل. ولا يمكن بأي حال من الأحوال من أن نسمح لفكرة بشرية واحدة أن تنحي ما دونها وتسود العالم!.

وعلينا أن ندرك أمرًا، نبذنا لمفهوم التعايش السلمي الحداثي لا يعني أننا متعطشون لسفك الدماء وأذية غير المسلمين، فنحن ولله الحمد لدينا شرعة ومنهاج رباني عظيم قويم بيّن لنا فيه كيف نتعامل مع جميع البشر، مؤمنهم ومشركهم، مسالمهم ومحاربهم.

ولكن نحن نرفض فكرة التعايش العصرية التي تقف من حميع الأديان والمعتقدات موقفًا متساويًا ضاربة بعرض الحائط وجود حقيقة مطلقة تقتضي بأنّ الإسلام هو الحق وما دونه باطل يجب دحره وإخراج معتقديه من ظلمة الباطل إلى نور الحق المبين.

الحديث يطول، ولكن هذه أفكار رئيسية يجب أن نفهمها جميعًا حتى لا نقع في مستنقع التغريب الذي وقع فيه حتى بعض المشايخ ومن يسمون أنفسهم بمفكرين إسلاميين، والله المستعان!.
حصر عوض الله تبارك وتعالى عن البلايا والمصائب والحرمان في إطار العوض الدنيوي بالتوازي مع تغييب العوض الأخروي عن الطرح؛ من أسوء ما أراه في الكلام الوعظي التصبيري لعموم المسلمين!.

الآن لو قلت لأحد المسلمين قد نُصِب عليه في ماله مثلًا: ما الذي تفضله، أن يعوضك الله بنفس المال أم يدخرها لك كحسنات في الآخرة؟!.

غالب الناس ستختار المال دون تردد ولا تفكير!.

هو لا يفكر بأنّ مصيره الأخروي أعظم من كل شيء في الوجود، لا يفكر أو يضع احتمالًا أنه من الممكن أن يُعذب لرجحان كفة السيئات في صحيفته يوم القيامة، لا يفكر بأنّ هذه الحسنات قد ترفعه عدة درجات في الجنة. وهذا يعني نعيم أكبر.

ولا أقصد بعدم تفكيره أنه لا يريد ذلك أو يتمناه؛ بل هو يدركه ويريده ولكن ليس لإرادته تأثير حقيقي على حياته ونظرته للواقع وتعامله مع البلايا والنوازل.

وأنا هنا لا أذم رجاء المسلم في كرم الله تعالى أن يعوضه في الدنيا والآخرة، بالعكس؛ هذا جيد ومطلوب، ولكن الحاصل اليوم هو التركيز على الدنيا بشكل يكاد لا يكون للآخرة أية حضور حقيقي ملموس في تعامل كثير من الناس مع كل شيء في هذه الحياة.

والله المستعان
اليوم قرأت منشورين فيهما اقتباس لموعظة دينية نافعة، وفي الأسفل مكتوب:

- عبد الله ابن عون.

هكذا دون لفظة إمام كما يُفعل مع شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رضي الله عنهما، فقلت في نفسي: يا ترى كم من مسلم يعرف قدر صاحب هذا الإسم الجليل؟! لا أظن إلا القليل!.

الإمام عبد الله ابن عون ابن أرطبان هو من التابعين الأجلّاء، إمام أهل البصرة في زمانه، محدّث حافظ جيل فقيه، إمام في كل شيء،: في العلم والورع، والزهد، والعبادة.

ويكفيك أن تعرف من شيوخه: الإمامان الحسن البصري ومحمد ابن سيرين من جبال أهل البصرة، والإمامان إبراهيم النخعي والشعبي من جبال أهل الكوفة، والإمامان سعيد ابن جبير ومجاهد من جبال أهل مكة، وغيرهم كثير.

ومِمّن أخذ عنه الحديث والعلم: الأئمة الكبار الأعلام سفيان الثوري وشعبة وابن المبارك ويحيى بن سعيد القطان ويزيد ابن هارون، وغيرهم كثير رضوان الله عليهم أجمعين.

قال الإمام ابن المبارك: "ما رأيت أفضل من ابن عون" وقال: "ما رأيت مصليًا مثل ابن عون".

وقال الإمام شعبة: "شكّ ابن عون أحب إليّ من يقين غيره" أي في رواية الحديث، فانظر إلى أي درجة هو ثقة في الحفظ رضوان الله عليه!.

قال الإمام الجليل يونس بن عبيد: "إني لأعرف رجلا منذ عشرين سنة يتمنى أن يسلم له يوم من أيام ابن عون فما يقدر عليه".

ويا إخوة هكذا تزكية يقولها أمثال هؤلاء الأئمة ليست كتزكية المتأخرين والمعاصرين وتوسّعاتهم ومبالغاتهم!.

يعني من يقرأ في كتب الجرح والتعديل سيترف أنّ مثل هكذا إطلاقات لا تقال في كل أحد، فكيف لو أطلقها كبار الأئمة ورؤوس العلم والعدل والزهد والتقوى؟!

أنصحكم بقراءة ترجمته وستبهرون بحياة هذا الإمام الجليل وترق قلوبكم لها!.

رضي الله عن الإمام ابن عون وجمعنا به وسائر أئمة الحق ومصابيح الهدى من سلفنا الصالح ومن تبعهم بإحسان في الفردوس الأعلى.