لا تخذل أباك أبداً

كان أبي عاملاً بسيطاً، وكنت ككل الأطفال متطلعاً للمزيد من الحلوىٰ والألعاب، فمددتُ يدي يوماً وسرقتُ من جيب أبي، وتكررت سرقتي، واكتشفت أمي يوماً ما أفعله، فأخبرت أبي بالحكاية، فما كان منه إلا أن زاد مصروفي دون أن يكلمني في موضوع السرقة.

وتعجبتُ كثيراً مما فعله معي، إلىٰ أن قالت لي أمي يوماً: اذهب لوالدك في العمل لتعطيه هذا الحذاء، وهناك وجدتُ أبي يعمل باجتهاد شديد في حر الظهيرة، وعندما رآني أقبل يعانقني وهو يقول للناس مفتخراً: هذا ابني أحمد، وعدتُ للبيت.

وفي المساء قال لي أبي: أحمد، أنا أحبك جدّاً، وعندما تريد نقوداً زائدة أخبرني ولا تأخذ من جيبي، هل تعلم كيف زدتُ مصروفك؟ قررت أن أعمل ساعة يوميّاً زيادة بدلاً من الراحة وقت الظهيرة؛ لأوفر لك احتياجاتك، فرجاء لا تسرق ولا تخذل أباك أبداً، وأخذني في حضنه وتركني أبكي، ومن يومها زاد حبي لأبي، ولم أمد يدي للحرام أبداً. ص٦٦

#حديث_التربية
#عبدالله_محمد_عبدالمعطي
#فن_صناعة_الذكريات_مع_الأبناء