اللجنة العلمية# الدفعة الرابعة ❈صيدلة❈
1.54K subscribers
1.89K photos
137 videos
1.85K files
577 links
اللجنة العلمية الدفعة الرابعة كلية الصيدلة السريرية .
[Ph.D 4th]
جامعة 21 سبتمبر
-(محاضرات -مراجع -كتب -ملازم -ملخصات -نماذج إختبارات -أسئلة وأجوبة-تطبيقات طبية- تسجيلات محاضرات)-

البوت الخاص بالقناة👈 @PhD4_21Uni_bot
Download Telegram
الحمدلله من لا نحصي ثناءً عليه، ولا نحيط بشيءٍ من علمه إلا بما شاء، ولا نَمَلُّ من التدبر في عجيب خلقه وبديع آياته......
وله الحمد مِلْئ السماوات أن أتانا رمضان قبل الموت؛ فمُنِحنا الفرصة للتوبة قبل الندم والترجِّي للعودة { حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ رَبِّ ٱرۡجِعُونِ }......

فيا من شغلته الدنيا عن الآخرة؛ فجعلت مِن ذنوبه زَبَدَ بحرٍ يكاد لا يُرى بجانبه حسناتٌ ما هي له إلا كقطرات....
- نعم... هذه الرسالة لنا نحن... نحن من نسينا الله فنسينا { نَسُوا۟ ٱللَّهَ فَنَسِیَهُمۡۚ }..... بل وأنسانا أنفسنا { نَسُوا۟ ٱللَّهَ فَأَنسَىٰهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ }.... فما كان لنا بعد ذلك بُدٌّ من معصيته، ولا حياءٌ من مراقبته... فأصبح البشر رقيبنا، ورِضاهم غايتنا، ووجودهم أُنْسُنَا... فما كان من الله إلا أن ابتلانا مُعاقِباً لنا لعلنا نتذكَّر أو نخشى... نتذكر بأنه الرقيب علينا، وأنه سبحانه أحقُّ بأن يُرجى رضاه، وأن الأُنْسَ بتذكر مدى قُرْبِهِ منا { وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَیۡهِ مِنۡ حَبۡلِ ٱلۡوَرِیدِ }

وها نحن الآن بعد أن امتنّ علينا ربنا بأن بلَّغنا رمضان بين خيارين:
- فإما أن نعود إليه مُخبتين إليه مُشفقين منه { إِنَّ ٱلَّذِینَ هُم مِّنۡ خَشۡیَةِ رَبِّهِم مُّشۡفِقُونَ }؛ وما لنا ألا نخاف ممن بيده الموت والحياة... ممن هو أقرب إلينا من حبل الوريد... ممن لا يحتاج سبباً ليتوفَّانا كمرضٍ أو عِلَّةٍ أو سَقَما، بل كُن فإذا به يصير. وحينها فسيجعلنا الله برحمته من ورثة جنة النعيم.
- أو أن ندعه يمر علينا كالعابر في سبيله؛ وإننا إن فعلنا ذلك- والعِياذ بالله- فهيهات أن يأتي اليوم الذي يُزيح به الله ال "ران" عن قلوبٍ ما خشيت الله حقَّ خشيته { كَلَّاۖ بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا۟ یَكۡسِبُونَ }... فهذا ال "ران" حِجابٌ يحول بين من طُبِع على قلبه ومفاتيح الهداية والرحمة.....
نعم هذه المفاتيح هي رمضان، هي العشر من ذي الحجة وهي فاتِحةٌ للأقفال التي تحول بين المسلم وتدبر آيات الله، تحول بينه والاستماع للنُّصح والمواعظ، وتحول بينه وبين الهداية { أَفَلَا یَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَاۤ }؛ إذاً فهاته الأقفال هي الرّان من ما طبعت على قلب مؤمنٍ إلا وحجبت عنه نور الهداية بل وأذهبت عنه البصيرة.
فمعاذ الله إنه لطيفٌ خبير، أن يطبع الرّان على قلوبنا نتيجة اللهو التقصير.

- نعم هي أوهامٌ تسوِّل بها لنا نفوسنا تلك التي تذرنا في طُغياننا عامِهون .......
فعندما نُسأل عن الموت:
تجد المسنين منا يقولون بقي لنا سنين معدودات، أما الشباب فيقولون أصبحنا بنصف أعمارنا، والمراهقون لا يُلقون بالاً مُغترِّين بطاقة تلك الفترة.
ولكن هل تلك الإجابة صحيحة؟ إن لم تكن فما هي إذاً؟
لندع الإجابة لكتاب الله { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلࣱۖ فَإِذَا جَاۤءَ أَجَلُهُمۡ لَا یَسۡتَأۡخِرُونَ سَاعَةࣰ وَلَا یَسۡتَقۡدِمُونَ }
إذاً فآجالنا مُحدّدة وليست ذات علاقة بتاتاً بأي معيار وضعي أو دنيوي كعمر الشخص أو حالته الصحية. 
{ هَلۡ یَنظُرُونَ إِلَّا ٱلسَّاعَةَ أَن تَأۡتِیَهُم بَغۡتَةࣰ وَهُمۡ لَا یَشۡعُرُونَ }
إذا فتالله ما يفصل بين إنسانٍ (كبيراً كان أم صغيرا، شيبةً أو شابا) وأجله إلا لحظة واحدة؛ وهذا هو أدقّ معنى لكلمة "بغتة" في القرآن الكريم.
فأخطأت يا إنسان حين نسيت حالك في الدنيا..... فلست إلا في اختبار. { ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَیَوٰةَ لِیَبۡلُوَكُمۡ أَیُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلࣰاۚ  }
وأخطأت حين عددت لنفسك أياماً وشهورأ وسنيناً تعيشها.... فما هي إلا لحظة تمر بلا انتظار. { بَلۡ تَأۡتِیهِم بَغۡتَةࣰ فَتَبۡهَتُهُمۡ فَلَا یَسۡتَطِیعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمۡ یُنظَرُونَ }
وأخطأت حين ركنت إلى المسيئين ..... فهم وسيلة لِتَمَسّكَ النار { وَلَا تَرۡكَنُوۤا۟ إِلَى ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ }.

- إذاً ختاماً فما الحلّ وأين المخرج ومتى البدأ؟
الحل في تغيير ما في النفوس { إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُغَیِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ یُغَیِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ }.
والمخرج في صيام وقيام هذا الشهر- إيماناً واحتسابا- الذي أنعم الله به على الناس عموماً والمذنبين خصوصا { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُتِبَ عَلَیۡكُمُ ٱلصِّیَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ }.
والبداية هي الآن في أولى ليالي هذا الشهر الكريم
{ شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِیۤ أُنزِلَ فِیهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدࣰى لِّلنَّاسِ وَبَیِّنَـٰتࣲ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ }
يقول أحد السلف الصالح: إن مشقة الطاعة تذهب ويبقى ثوابها، وإن لذة المعاصي تذهب ويبقى عقابها. فنسأل من الله التواب الرحيم مُقَلِّبَ الأفئدة والأبصار أن يثبت قلوبنا على دينه وأبصارنا على طاعته؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.

#رمضان_كريم