في كل يوم أستعيدُ صلابتي
‏و أعيدُ ترتيبي و حُسنَ تصرفي
‏و أقولُ في نفسي : كفاكَ تَذُلّلًا
‏لمُدلَّلٍ ، مُتَعَجِرفٍ ، مُتفلسفِ
‏ولكنَّني لما أراك يُصيبني
‏شَغَفُ المشُوقِ ورقَّةُ المُتصَوِّفِ .

الجرحُ جُرحيَ والآلامُ آلامي
والذَّنبُ ذنبيَ والآثامُ آثامي
ولاأُحَمّلُ غيري ماجنَتْهُ يدي
أنا الذي سارَ رأسي خلفَ أقدامي
أنا الذي ذابَ وجدًا في مُعذَِبهِ
وراح يسبحُ في بحرِ الهوى الطّامي
هذا الذي تُغرِقُ العوّامَ لُجَّتُهُ
فكيفَ أنجو ومثلي غيرُ عوّامِ

ارفق بنفسكَ.. لا تعتَد على السَّأَمِ
لعلَّ في العُمرِ تعويضًا عن الألَمِ
أسهرتَ عينَكَ كلَّ الليلِ باكيةً
لأجلِ عينٍ طوالَ اللَّيلِ في حُلُمِ!
تَرجو البقاءَ لهُ والسَّهمُ في يَدِهِ
وإن رماكَ خَلقتَ العُذرَ من عَدَمِ!
ألا ترى أنّهُ لا يَستحقُّ هَوًى
ولا عتابًا.. ولا الدّعواتِ في الظُّلَمِ؟
بلى.. ولكنّ للعشّاقِ مملكةً
قلبي على عرشِها.. عقلي من الخَدَمِ!
ما زلتُ أعطيهِ أعذارًا تُبرّئُهُ
من كلّ جُرمٍ.. وأرمي النَّفسَ بالتُّهَمِ
والآنَ أجلسُ وحدي عندَ مَقعدِنا
أحدّثُ النَّفسَ عمّا كانَ في القِدَمِ
كم كنتَ تُقسمُ لي ألَّا يُفرّقَنا
شيءٌ سوى الموتِ، هل كَفَّرتَ عن قَسَمِ؟
باسمِ النصيبِ.. أسلتَ الدَّمعَ مُنهمرًا
وما من الشَّوقِ أبكي.. بل من النَّدَمِ!

اللهم إنا نسألك في هذه الليلة المباركة ليوم عرفة المبارك باسمك العظيم الأعظم، الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وبأسمائك الحسنى كلها ما علمنا منها وما لم نعلم، أن ترفع عنا البلاء والغلاء، وأن تقضي حوائجنا، وتفرج كروبنا، وتغفر ذنوبنا، وتستر عيوبنا، وتتوب علينا، وتعافينا وتعفو عنا، وتصلح أهلينا وذرياتنا، وتحفظنا بعين رعايتك، وتحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وترحمنا برحمتك الواسعة، رحمة تغنينا بها عمن سواك، وأن ترزقنا اللهم نصرًا نمحو به بؤسنا، وعزًا نطهّر به غمّنا.

اللهم اقسم لي في هذه الليلة المباركة ليوم عرفة المبارك خير ما قسمت، واختم لي في قضائك خير ما ختمت، واختم لي بالسعادة فيما ختمت.. .اللهم افتح لي في هذه الليلة باب كل خير فتحته لأحد من خلقك وأوليائك وأهل طاعتك ولا تسده عني وارزقني رزقا تغيثني به من رزقك الطيب الحلال.

نبارك لكم ونهنئكم بقدوم عيد الله الاكبر عيد الاضحى المبارك ، كل عام و أنتم بخير

((ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ))

كل طيرٍ ان هام شوقًا يغني
فوق عودٍ والقلب يصبو إليه
وأنا في الأنام من فرط وجدي
طار قلبي والعود غنّى عليه