قناة "خدام الكلمة"
1.16K subscribers
419 photos
142 videos
49 files
531 links
البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تثبتوا ضد مكايد ابليس فان مصارعتنا ليست مع دم و لحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع اجناد الشر الروحية في السماويات من اجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل
اميـﹻﹻﹻ♰ﹻـﹻـن
Download Telegram
💠بسم الاب والابن والروح القدس💠
           ┏━━━━━━━━━━━━━━┓
      ♱المفاهيم بين اللغة اليونانية
واللغة العربية/الإسلامية وكيف
أثرت على فهم عقيدتنا المسيحية♱

           ┗━━━━━━━━━━━━━━┛

اعزائي نحن نعلم أن علم اللاهوت هو علم يوناني الأصل بل متجذر من عصر الرب يسوع المسيح وتلاميذه كون اللغة التي كانت شائعة الاستخدام هي اليونانية، وقد استخدم كعلم متواتر عبر أجيال طويلة حيث نقل من الكنيسة الأولى في بيئتها اليونانية إلى شعوب ولغات متعددة.
وبما أن كل ثقافة تختلف عن الأخرى في طريقة التعبير والتصور عن فكرة "الاله" واجه اللاهوتيون تحديا أساسيا "كيف يجدون مصطلحات لاهوتية مرادفة للمعاني العميقة في اللغة اليونانية وينقلونها إلى لغاتهم الخاصة وكان منها اللغة العربية".

وهنا ظهرت الإشكالية الكبرى أن بعض الألفاظ العربية لم تستطع أن تحمل بدقة نفس الدلالات الفلسفية واللاهوتية التي حملتها المصطلحات اليونانية. فمصطلح مثل "οὐσία" (أوسيا) اليوناني الذي يعني "الجوهر" أو "الطبيعة او الكيان الإلهي الواحد" ومصطلح "ὑπόστασις" (هيبوستاسيس) الذي يعني "الأقنوم" لم يكن من السهل إيجاد مقابلات عربية دقيقة لهما.

هذا التفاوت في النقل ولّد نوعا من الخلط بين الذات كجوهر إلهي واحد وبين الذات المخصوصة أي الأقنوم المتميز. ومن هنا استغل المسلمون والمعترضون على العقيدة المسيحية هذا الفارق اللغوي ليزعموا أن الإيمان المسيحي يقوم على التناقض أو الشرك. بينما المشكلة في حقيقتها ليست في العقيدة ذاتها بل في حدود الترجمة وتفاوت الدلالة بين اللغات.

لذلك فإن دراسة مسألة "الذات" و"الذات المخصوصة" ضرورية لفهم جذور الخلط عند المسلمين والمعترضين ولماذا يسيئون تفسير المصطلحات اللاهوتية.

هذا البحث يحاول أن يوضح بدقة كيف انتقلت المصطلحات من اليونانية إلى العربية وأين تكمن الإشكالات وما هو التفسير الصحيح بحسب تعليم الكنيسة الجامعة والآباء القديسين.

وهذا حسب اللاهوت:

1. اللاهوت اليوناني
2. اللاهوت العربي

1. في اللاهوت اليوناني (الأصلي)

οὐσία (ousia) =
الجوهر الطبيعة الإلهية الواحدة.

ὑπόστασις (hypostasis) =
أقنوم أي شخص حقيقي متميز داخل الجوهر الواحد لكن كترجمة عربية كونه لا يوجد مرادف لها ترجمت "الذات القائمة المخصوصة".

المجامع (نيقية + القسطنطينية) وضحت:

الله οὐσία واحدة (جوهر واحد).

في ثلاث ὑποστάσεις (أقانيم).

2. في اللاهوت العربي

لما ترجم المصطلح صار في التباس.

كلمة ذات بالعربية معناها "الكيان" أو "الوجود نفسه".

بينما كلمة أقنوم (معربة عن السريانية) صار يقال عنها: "الذات المخصوصة" أو "الكيان المتميز داخل الجوهر الواحد".

يعني:

"الذات" في العربية ≈ الجوهر في اليونانية.

"الأقنوم" في العربية ≈ الذات المخصوصة (الشخص المتميز).

من ناحية الفارق الثقافي بالعربية/الإسلامية "الذات الإلهية" = الجوهر الإلهي.

فصار اللاهوتيون العرب يقولوا: الله ذات واحدة يقصدوا = الله جوهر واحد.

أما لما يقولوا: أقنوم = يقصدوا "ذات مخصوصة" أو "شخص متميز" داخل الذات الإلهية الواحدة.

فالمدلول العربي لـ"ذات" مش مطابق للمدلول اليوناني الأصلي كتعبير عن المعنى ككل.

اليوناني يفرق بوضوح بين οὐσία (جوهر) و ὑπόστασις (أقنوم).

العربي صار يخلط أحيانا: "ذات" تستخدم مرة بمعنى الجوهر ومرة بمعنى الأقنوم وهاد يسبب التباس.

فالخطر اللاهوتي اننا عندما نقول: "الله ذات واحدة بثلاث خواص" أو "ثلاث ذوات" بدون توضيح بنوقع بإشكال:

يا إما بنقرب للسابليانية (خواص = صفات).

يا إما بنقرب للتثليث الوثني (ثلاث ذوات منفصلة).

عشان هيك الكنيسة دايما شددت على استخدام مصطلح:
"الله جوهر واحد في ثلاثة أقانيم."

فبرأيي الشخصي (بكل أمانة وبصدق):

انه من ناحية لغوية وثقافية فقط:

"الذات" بالعربية = الجوهر.

"الأقنوم" = الذات المخصوصة (الشخص).

لكن من الناحية اللاهوتية الأحوط والأسلم والاصح هو الالتزام بمصطلحات المجامع والاباء:

((((جوهر واحد، ثلاثة أقانيم))).

حتى ما ينفهم الإيمان غلط بسبب فروقات اللغة.
فمصطلح "ذات" و "ذات مخصوصة" و"خواص" غير دقيقة لاهوتيا وغير عميقة وغير معبرة يبقى فيها نوعا من العقم وتبقى من وجهة نظرنا لا تصلح للمناظرات ولا للحوارات لانه من الممكن ان يقوم الطرف المحاور ان يراوغ يتلاعب في المصطلحات.

وكما ذكرت سابقا ان بعض الاباء في علم اللاهوت الحديث قاموا باستخدام هذه المصطلحات فقط للتبسيط للناس العاديين كترجمة لكنها تبقى غير دقيقة .

أحبائي كونوا حذرين في اختيار المصطلحات اللاهوتية الاكثر دقة وامانة التي تلقيناها من ابائنا المعاصرين للتلاميذ.
=======اميـﹻﹻﹻ♰ﹻـﹻـن======
رجاء محبة شارك قناتنا لتصل
لأكبر عدد من أبناء الرب  
وللشعب الساكن في ظلمة   =====================
🔎 فهرس الكتاب المقدس
(العهد الجديد)
اضغط هنا
🔎✠فهرس♱القناة✠اضغط هنا
🔎 خدام✠الكلمة✠ |
🔎 القناة @diffa3at
4
اين وردت كلمة اقنوم في الكتاب المقدس؟
 

الحقيقه هذا السؤال ايضا من مجموعة الاسئلة التي تعبر عن عدم فهم سائلها للايمان المسيحي متسائلاً هل بالفعل وصف الكتاب المقدس المسيح بانه اقنوم ؟ او اين وردت كلمة اقنوم؟

الاجابه نعم ولكن لنتاكد من ذلك يجب ان ندرس كلمة اقنوم ونفهم معناها وما تقالبه بالسرياني ثم باليوناني 
 
اولا سرياني
كلمة اقنوم (ܩܢܽܘܡܶܗ) هي كلمة سريانية وليست عربية نهائيا
الأقنوم في اللاهوت المسيحي هي إحدى طبائع الله في الثالوث تحمل نفس الجوهر . الكلمة مشتقة من اللغة السريانية حيث لا يوجد نظير لها في العربية وقد تحمل عدة معاني منها «شخص» و«طبيعة» و«ذات» و«كيان» و«ماهية». «فالمسيح هو» أقنوم «هو إنسان وإله في الوقت نفسه ابن لمريم العذراء وابن لله في الوقت نفسه».

وهذه الكلمة لها عدة معاني عميقه لايوجد في العربي ما يضمهم معنا لهذا نستخدم الكلمة السرياني فهي تعني شخص ذات كائن مميز من نفس الجوهر الواحد غير المنفصل عن الاقنومين الاخرين. 
وهذه الكلمة جائت في السرياني في عدة اعداد تصف اقنوم المسيح 
John 5:26 -
ܐܰܝܟ݁ܰܢܳܐ ܓ݁ܶܝܪ ܕ݁ܠܰܐܒ݂ܳܐ ܐܺܝܬ݂ ܚܰܝܶܐ ܒ݁ܰܩܢܽܘܡܶܗ ܗܳܟ݂ܰܢܳܐ ܝܰܗ݈ܒ݂ ܐܳܦ݂ ܠܰܒ݂ܪܳܐ ܕ݁ܢܶܗܘܽܘܢ ܚܰܝܶܐ ܒ݁ܰܩܢܽܘܡܶܗ ܀ (John 5:26 )

اَيكَنَا جِير دلَابَا اِيت خَيِا بَقنُومِه هَاكَنَا يَهب اَڥ لَبرَا دنِهوُون خَيِا بَقنُومِه . (إنجيل يوحنا 5: 26)
"لأنه كما أن الآب له حياة في ذاته، كذلك أعطى الابن أيضا أن تكون له حياة في ذاته،"

هذا العدد يقول:
كما ان الاب له حياة في اقنومه كذلك اعطي الابن ان تكون له حياة في اقنومه 

وهذا العدد يعبر عن تمييز اقنوم الاب وتمييز اقنوم الابن في ذات الجوهر الالهي الواحد.

نلاحظ ايضا في سفر التثنية 6: 4
«اسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا رب واحد."
 
إنجيل مرقس 12: 29
"فأجابه يسوع: «إن أول كل الوصايا هي: اسمع يا إسرائيل. الرب إلهنا رب واحد."
فالرب الهنا هو رب واحد لا ينقسم ولا يتجزء ولكن ايضا هو اقانيم مميزة بدون انقسام.
 
العدد التالي 
Ephesians 2:15 -
 ܘܰܒ݂ܥܶܠܕ݁ܒ݂ܳܒ݂ܽܘܬ݂ܳܐ ܒ݁ܒ݂ܶܣܪܶܗ ܘܢܳܡܽܘܣܳܐ ܕ݁ܦ݂ܽܘܩܳܕ݂ܶܐ ܒ݁ܦ݂ܽܘܩܕ݁ܳܢܰܘܗ݈ܝ ܒ݁ܰܛܶܠ ܕ݁ܠܰܬ݂ܪܰܝܗܽܘܢ ܢܶܒ݂ܪܶܐ ܒ݁ܰܩܢܽܘܡܶܗ ܠܚܰܕ݂ ܒ݁ܰܪܢܳܫܳܐ ܚܰܕ݂݈ܬ݂ܳܐ ܘܰܥܒ݂ܰܕ݂ ܫܰܝܢܳܐ ܀ 

Ephesians 2:15 
وَبعِلدبَابُوتَا ببِسرِه ونَامُوسَا دڥُوقَادِا بڥُوقدَانَوهي بَطِل دلَترَيهُون 
نِبرِا بَقنُومِه لخَد بَرنَاشَا خَدتَا وَعبَد شَينَا .

في رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 2: 15
"أي العداوة. مبطلا بجسده ناموس الوصايا في فرائض، لكي يخلق الاثنين في نفسه إنسانا واحدا جديدا، صانعا سلاما،"

فالعدد يقول عن المسيح
مبطلا بجسده نامس الوصايا في الفرائض لكي يخلق الاثنين في اقنومه انسانا واحد جديدا صانعا سلاما 
وهذا العدد بالاضافه الي توضيحه للاهوت المسيح وبقوة وانه هو الخالق ايضا يشرح طبيعة المسيح الواحدة الناتجة عن اتحاد طبيعتين الطبيعة اللاهوتية والطبيعة البشرية. فبطبيعته البشرية ابطل ناموس الخطايا وبطبيعته الالهية الخالق  
 
العدد التالي 
Colossians 2:15 -
 ܘܒ݂ܰܫܠܳܚ ܦ݁ܰܓ݂ܪܶܗ ܦ݁ܰܪܣܺܝ ܠܰܐܪܟ݂ܰܘܣ ܘܰܠܫܰܠܺܝܛܳܢܶܐ ܘܰܐܒ݂ܗܶܬ݂ ܐܶܢܽܘܢ ܓ݁ܰܠܝܳܐܝܺܬ݂ ܒ݁ܰܩܢܽܘܡܶܗ ܀ (
Colossians 2:15 - وبَشلَاخ ڥَجرِه ڥَرسِي لَاركَوس وَلشَلِيطَانِا وَابهِت اِنُون جَليَايِت بَقنُومِه .

رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 2: 15
"إذ جرد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارا، ظافرا بهم فيه."

العدد يقول عن سلطان المسيح 
اذ جرد الرياسات والسلاطين اشهرهم جهارا ظافرا بهم في اقنومه
فالذي سيطر علي كل شيئ وقيد الشيطان هو اقنوم المسيح
 
العدد التالي ( وهو عدد مهم جدا ) 
Hebrews 1:3 - 
ܕ݁ܗܽܘܝܽܘ ܨܶܡܚܳܐ ܕ݁ܫܽܘܒ݂ܚܶܗ ܘܨܰܠܡܳܐ ܕ݁ܺܐܝܬ݂ܽܘܬ݂ܶܗ ܘܰܐܚܺܝܕ݂ ܟ݁ܽܠ ܒ݁ܚܰܝܠܳܐ ܕ݁ܡܶܠܬ݂ܶܗ ܘܗܽܘ ܒ݁ܰܩܢܽܘܡܶܗ ܥܒ݂ܰܕ݂ ܕ݁ܽܘܟ݁ܳܝܳܐ ܕ݁ܰܚܛܳܗܰܝܢ ܘܺܝܬ݂ܶܒ݂ ܥܰܠ ܝܰܡܺܝܢܳܐ ܕ݁ܪܰܒ݁ܽܘܬ݂ܳܐ ܒ݁ܰܡܪܰܘܡܶܐ ܀ (
Hebrews 1:3
دهُويُو صِمخَا دشُوبخِه وصَلمَا دِايتُوتِه وَاخِيد كُل بخَيلَا دمِلتِه وهُو بَقنُومِه عبَد دُوكَايَا دَخطَاهَين وِيتِب عَل يَمِينَا درَبُوتَا بَمرَومِا .
رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 1: 3
"الذي، وهو بهاء مجده، ورسم جوهره، وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته، بعد ما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي،"


وهذا العدد يقول 
الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته بعدما صنع باقنومه تطهيرا لخطايانا جلس في يمين العظمة في الاعالي
فهذا العدد يوضح ان اقنوم المسيح هو بهاء مجد ورسم جوهر الله

تابع لموضوع اين وردت كلمة اقنوم في الكتاب المقدس⬇️
2🥰1
تكملة اين وردت كلمة اقنوم في الكتاب المقدس؟


اذا الكتاب المقدس تكلم عن اقنوم المسيح بوضوح 
فعندما نتكلم عن الطبيعة فنحن هنا نتكلم عن طبيعة الله وهذا امر ليس من السهل وصفه او ادراكه بالمفهوم البشري ولكن باختصار الطبيعة لفظ يطلق ليعبر عن ماهية الشيئ وحقيقته وجوهره وتشمل كل الصفات الخاصه به ، وعندما اقول طبيعة الهية فاقصد ماهية الله وحقيقته وجوهره و كل صفات الطبيعة الالهية ايضا بدون استثناء
ولكن يوجد اختلاف فالطبيعة البشرية رغم انها طبيعة واحده الا لانها محدودة فهي تنقسم لاشخاص مميزين ومنفصلين رغم انهم طبيعة واحده اما عن الله فهو غير محدود ولا ينقسم ولا يتجزء ولكن يوجد فيه تمييز بدون انفصال 
واستخدمت كلمة اقنوم عندما اريد تمييز شخص في الذات الالهية الواحد مميز بدون انفصال لاننا نعبد اله واحد وله طبيعه واحده 

و كلمة أقنوم  باليونانيةHypostasis

ύπόστασiς
هي هيبوستاسيس، وهي مكونة من مقطعين: هيبو ύπό وهي تعنى تحت، وستاسيس στασiς وتعني" قائم" أو "واقف"، وبهذا فإن كلمة هيبوستاسيس تعني تحت القائم. ولاهوتيا معناها ما يقوم عليه الجوهر أو ما يقوم فيه الجوهر أو الطبيعة. والأقنوم هو كائن حقيقي له شخصيته الخاصة به.. ولكنه واحد في الجوهر والطبيعة والإرادة مع الأقنومين الآخرين بغير انفصال.

فنحن نؤمن بالله الواحد في ثالوث غير منقسم وغير منفصل. =======اميـﹻﹻﹻ♰ﹻـﹻـن======
رجاء محبة شارك قناتنا لتصل
لأكبر عدد من أبناء الرب  
وللشعب الساكن في ظلمة   =====================
🔎 فهرس الكتاب المقدس
(العهد الجديد)
اضغط هنا
🔎✠فهرس♱القناة✠اضغط هنا
🔎 خدام✠الكلمة✠ |
🔎 القناة @diffa3at
4🔥1🥰1
بين السابيلية والتعددية: كيف تجنّب يوحنا الانحرافات بصياغته الدقيقة
إعداد: فيلوباتير مجدي


من أكثر المواضع التي يُساء فهمها في إنجيل يوحنا قوله:
«καὶ Θεὸς ἦν ὁ Λόγος» (يو 1:1c).

فكثيرون ممّن يجهلون دقائق اللغة اليونانية يتوهمون أن غياب أداة التعريف (ὁ) مع كلمة Θεός في الجملة الثالثة C يعني أن يوحنا قصد "إلهًا آخر" أو "إلهًا أدنى". لكن الحقيقة أن قواعد اليونانية تكشف عكس ذلك تمامًا. ففي اليونانية القديمة وتحديدا اللهجة العامة الكويني، غياب أداة التعريف لا يُفهم دائمًا على أنه "نكرة"، بل يُستخدم لإبراز الصفة النوعية (qualitative). أي أن هذه الطريقة والاستخدام يصفان طبيعة المبتدأ أو الخبر، لا هويته كفرد محدّد. أي أن الكلمة هنا ليست مجرد "إله من بين آلهة"، بل هذه الحالة تصف طبيعة الكلمة الجوهرية الإلهية، أي يوضح ما هي طبيعتها الجوهرية، لذلك عندما يأتي الاسم النكري (بدون أداة) قبل الفعل (predicate nominative, pre-verbal), غالبًا لا يُفهم كنكرة بل كدالّ على طبيعة أو جوهر الكلمة.

كما يؤكد رونالد بيترز:
*"الكلمات المٌعرفة والغير مٌعرفة (النكرة) في اللغة اليونانية؛ لا تعتمد علي وجود أو غياب أداة التعريف"*¹.

لذلك θεός هنا لا تعني "إلهاً (من بين آلهة)" (indefinite)، ولا هي معرفة صرفًا بمعنى "الله" (the God)، بل هي qualitative أي أن الكلمة كان يتمتع بنفس جوهر وطبيعة الله ولكنه متمايز عن الله الآب من جهة الأقنومية.

وهنا تتجلّى الدقّة اللغوية واللاهوتية للنص اليوناني في اختيار يوحنا لصياغته. فلو كتب:
«ὁ Θεὸς ἦν ὁ Λόγος»
لكان المعنى أنّ الكلمة هو الآب نفسه، وهو ما يُسقط في السابيلية (إنكار التمايز بين الأقانيم).
ولو كتب:
«ἄλλος Θεὸς ἦν ὁ Λόγος»
لكان يُفهم أن الكلمة إله آخر مستقل، وهو ما يفتح الباب أمام التعددية.
ولو كتب:
«Θεὸς τις ἦν ὁ Λόγος»
لكان المعنى: كان الكلمةُ إلهًا ما / إلهًا غير معروف / أحد الآلهة، وهي صياغة تنكير مطلق تُضعف الدلالة اللاهوتية، وتوحي بأن اللوغوس مجرّد إله ضمن آلهة كثيرة أو شخصية إلهية مبهمة.

ولو كتب:
καὶ ὁ λόγος ἦν θεός
"وكان الكلمة إلهًا" لكانت هذه العبارة آريوسية.

لكن يوحنا، بحكمة بالغة، كتب: «Θεὸς ἦν ὁ Λόγος»، أي: الكلمة يشارك في الجوهر الإلهي نفسه، متميزًا عن الآب من حيث الأقنوم، لكنه واحد معه في الطبيعة والجوهر. كما يوضح دانيال والاس:

*"يقول بعض المشككين لماذا لم يضع يوحنا أداة التعريف؟ ويقولون أيضًا أن النص بدون إداة التعريف يجب أن يترجم: وكان الكلمة إلهًا. لكن فى الحقيقة وضع أداة التعريف هو دعم صريح لعقيدة سابيليوس القائلة بأن الآب هو نفسه الإبن"*².

لذلك قد أدرك الآباء الأوائل بدقة هذا الفارق النحوي. نجد أوريجانوس يقول:

«Ἐπὶ δὲ τοῦ “ὁ Θεὸς ἦν ὁ Λόγος” οὐ τὴν αὐτὴν σημασίαν ἔχει τὸ “Θεός” ὅτε μὲν μετὰ τοῦ ἄρθρου, ὅτε δὲ ἄνευ τοῦ ἄρθρου. Ὅταν μὲν γὰρ τὸ “ὁ Θεός” λέγηται, τὸν πάντων αἴτιον σημαίνει, ὅταν δὲ ἄνευ τοῦ ἄρθρου “Θεός”, ἴσως τὸν Λόγον καλεῖ. … Οἱ δὲ φοβούμενοι δύο θεοὺς ὁμολογεῖν, εἰς δόξας ἐμπίπτουσιν ἀσεβεῖς· ἢ τὸν Υἱὸν ἀναιροῦσιν ἴδιαν φύσιν ἔχοντα παρὰ τὸν Πατέρα, ἢ τὴν θεότητα τοῦ Υἱοῦ ἀρνοῦνται, χωρὶς αὐτὸν τῆς οὐσίας τοῦ Πατρὸς ὑποτιθέντες»

الترجمة:
*"وفي قول [الإنجيل]: ὁ Θεὸς ἦν ὁ Λόγος (“وكان الكلمة الله”)، لا تحمل كلمة Θεός نفس الدلالة عندما تأتي مع أداة التعريف (ὁ Θεός) كما عندما تأتي بدونها. فعندما يُقال ὁ Θεός، يُقصد به سبب كل شيء (العلة الأولى، أي الآب). وأما عندما يُقال Θεός بدون أداة التعريف، فيكون المقصود هو الكلمة. لكن الذين يخافون من الاعتراف بوجود إلهين، يسقطون في آراء غير تقية: فإما أنهم يُبطلون أن يكون للابن طبيعة خاصة متميّزة عن الآب، أو ينكرون ألوهية الابن، مفترضين أن الابن قائمًا خارج (منفصل عن) جوهر الآب"*³.

وبالمثل، شدّد كيرلس الكبير على أن صياغة يوحنا مقصودة:

«Εἰ γὰρ εἶπεν ὁ εὐαγγελιστὴς· ὁ Θεὸς ἦν ὁ Λόγος, ἂν ἠκούσθη ταῦτα, ἴσως ἂν ὑπελάμβανον τὸν Λόγον τὸν αὐτὸν εἶναι τῷ Πατρί· νῦν δὲ λέγων ἁπλῶς Θεός, δηλοῖ τὴν φύσιν, ὅτι Θεὸς ἐστίν, οὐχ ὁ Πατήρ»

الترجمة:
*"لو قال الإنجيلي: "وكان الله هو الكلمة (ὁ Θεός)"، لظن السامعون أن الكلمة هو ذات الآب. أما الآن إذ قال ببساطة "Θεός"، فإنه يوضح الطبيعة، أي أن الكلمة إله، لكنه ليس الآب"*⁴.

وذات التمييز أكده ذهبي الفم بوضوح، مبيّنًا قصد الإنجيلي:

«Ἰδοὺ πῶς πάλιν ἐγγίζει τὸν λόγον, καὶ πῶς τὸν ἄνωθεν ἀνίστησιν. Οὐκ εἶπεν· ἦν ὁ Λόγος ὁ Θεός, ἵνα μὴ τὸν Πατέρα ὑπολάβῃς· οὐδὲ ἄλλος Θεὸς, ἵνα μὴ πλείονας θεοὺς νομίσῃς· ἀλλὰ Θεός ἦν ὁ Λόγος»
2🥰1
الترجمة:
*"انظر كيف يقترب مرة أخرى من سرّ الكلمة، وكيف يرفعه إلى العُلا. لم يقل: "وكان الكلمة هو الله (ὁ Θεός)" لئلا تظن أنه هو الآب. ولم يقل: "إله آخر" لئلا تظن بوجود آلهة متعددة. بل قال: "وكان الكلمة الله (Θεός)"، ليُظهر أنه يشارك في الجوهر الإلهي، مع تمييزه عن الآب"*⁵.

في النهاية نجد أن عبارة يوحنا «καὶ Θεὸς ἦν ὁ Λόγος» تقف كصرح لغوي ولاهوتي لا يمكن هدمه بالجهل أو التأويل المبتور. فالنحو اليوناني لا يترك مجالاً للقول بأن الكلمة "إله أقل" أو "إله آخر"، بل يضعه بوضوح في دائرة الطبيعة الإلهية عينها. والآباء، من أوريجانوس إلى كيرلس وذهبي الفم، أجمعوا على هذا الفهم، رابطين بين دقة التعبير اليوناني وصيانة الإيمان المستقيم. إن الذي يتجاهل هذا العمق لا يعثر فقط على حدود اللغة، بل يسقط في فخاخ البدع القديمة: إما السابيلية التي تذيب الأقنوم في الآخر، أو التعددية التي تفتّت وحدة الجوهر. يوحنا بكلمة واحدة – «Θεός» بلا أداة – وضع حدود الإيمان: الكلمة إله، متميّز عن الآب، وواحد معه في الجوهر.

--------------

¹ Ronald D. Peters, The Greek Article: A Functional Grammar of ὁ-items in the Greek New Testament with Special Emphasis on the Greek Article (Leiden: Brill, 2014), 1.
² Daniel B. Wallace, Revisiting the Corruption of the New Testament, 118, 120–121.
³ Origen, Contra Celsum II.9, ed. Koetschau (GCS), PG 11:861; trans. ANF 4.
⁴ Cyril of Alexandria, In Joannis Evangelium, I, PG 73:161.
⁵ John Chrysostom, Homiliae in Joannem II, PG 59:32.

Philopater Magdy
2🔥1🥰1
6🥰1
••• "شَدِّدْ مَا بَقِيَ❤‍🩹" ( رؤ 3 : 2 )
3🥰1
في تقرير التوحيد وتنزيه الله عن التركيب والاحتياج

لما قيل: إن الله واحد، اختلف المحققون على ضربين:

القول الأول: قال قوم: معنى كونه واحدًا أن له ذاتًا متصفة بصفات حقيقية قائمة به؛ فقالوا: له يد لا كالأيدي، ورجل لا كالأرجل، ووجه لا كالوجوه، وعين لا كالأعين، واستندوا إلى أن الله "ليس كمثله شيء".

قلنا: هذا القول باطل، وذلك من وجوه:

1. إن إثبات ذات متصفة بصفات حقيقية مغايرة يستلزم التعدد، والتعدد تركيب، وكل مركب مفتقر إلى أجزائه، وما كان مفتقرًا استحال أن يكون إلهًا.

2. فإن سئل عن "رجل الله" مثلًا: هل هي قائمة بذاتها أو بالذات المغايرة؟

فإن قيل: قائمة بذاتها، كانت ذاتًا لا صفة، وهذا عين الشرك.

وإن قيل: قائمة بالذات المغايرة، فقد افتقرت إليها، والمحتاج لا يكون إلهًا.

وإن قيل: ليست مفتقرة ولا مستغنية، قلنا: وكيف تنكرون على من قال بقدم العالم إذا احتجّ بمثل حجّتكم؟ فإذا تساوت الحجة في النقيضين بطل الاستدلال بهما.

فتنزّه الله سبحانه عن هذا القول الذي يفضي إلى التركيب أو الاحتياج أو الشرك.

القول الثاني (مذهبنا): أننا نقول في توحيد الله إنه وجود بذاته حيّ بنفسه.

فهو من جهة واحد، لأن الوجود والحياة لا ينفصل أحدهما عن الآخر في حق الواجب.

وهو من جهة متعدد بالاعتبار، إذ لا يُفهم الوجود إلا مع الحياة، ولا تُفهم الحياة إلا مع ما يستلزمها من العلم والإرادة والقدرة.

فإذا قيل: كيف تثبتون لله السمع والعلم والقدرة والإرادة وأنتم تردّون الصفات الزائدة؟
قلنا: إن إثبات الحياة يقتضي هذه كلّها، إذ الحي الكامل لا يكون إلا عالمًا قادرًا مريدًا سميعًا بصيرًا. فالحياة صفة جامعة تغني عن إثبات الأعضاء والأجزاء.

في الأقانيم

فإن قيل: أنتم تقولون بالأقانيم: آب وابن وروح، فكيف توحّدون مع هذا التعدد؟

قلنا: الله واحد من جهة الجوهر، وكثرة من جهة الأقانيم. فالواحد لا يُفهم إلا بالكثرة، والكثرة لا تُفهم إلا بالواحد؛ فهما متلازمان بالاعتبار.

وإن قيل: الأقانيم أشخاص، فهل هي كأشخاص البشر؟
قلنا: ليس الأمر كذلك، فإن قاعدة التنزيه عندنا أن الله "ليس كمثله شيء"، فلا يتوهّم في الأقانيم تشخيص أو تمثيل. ولو ألزمتمونا بذلك، لألزمناكم أن اليد والوجه والرجل صفات أبعاض وأعضاء، وهي أشدّ تشبيهًا. فنقول: آب ليس كالآباء، وابن ليس كالأبناء، وروح ليس كالأرواح.

وإن قيل: هذا تركيب، إذ اجتمع آب وابن وروح.
قلنا: بل التركيب ما كان من أجزاء متغايرة محتاجة بعضها إلى بعض. وأما عندنا، فالطبيعة الإلهية واحدة، والكثرة في التمايز الاعتباري، لا في الانقسام الذاتي. فالجوهر واحد بالحقيقة، متميّز بالأقانيم بالاعتبار.

وقد أحسن الإمام البغدادي إذ قال: التوحيد الذي ظُنّ أنه خالص صار شركًا لما أدخل أصحابه على الله ذواتًا متمايزة فشاركته في الوحدة، وأما التثليث المضاف إلى التوحيد فقد خصّ الجوهر الأزلي بالصفات الثلاث فتميّزت ذاته عن سائر المخلوقات، فصار توحيدًا تامًّا.

Gerges Mokhles
3🔥1
"إِذَا اجْتَزْتَ فِي الْمِيَاهِ فَأَنَا مَعَكَ، وَفِي الأَنْهَارِ فَلاَ تَغْمُرُكَ."
(إشعيا ٤٣: ٢)
5🔥1
Forwarded from 𓆩✟𓆪
4
Forwarded from 𓆩✟𓆪
قناة "خدام الكلمة"
Photo
هذه الصورة دليل على ان النور المقدس ليس كذبة او خرافة لان هذه الصورة تحكي قصة حقيقية عن فيض النور من هذا العامود
.
النور المقدس - محاولات غير أرثوذكسية لإفاضتِه
سنة 1098م، شنّ الغرب المسيحي الحملات الصليبية واحتلَّ أورشليم سنة 1099م، و حكموها مدّة ٨٨ سنة، حينئذٍ أصبحت مفاتيح كنيسة القيامة مع الإفرنج Franks.

ولكن حدثان مهمّانِ حولاَّ سير الأمور، ففي سنة ١١٠٠م، تأخّر نزول النور على القبر كثيراً حين كان يقوم اللاّتين بالخدمة.
ثم في السنة التي تلتها أيّ ١١٠١م، لم ينزل النور البتة، فكان أن تنازل اللّاتين عن كنيسة القيامة و تمَّ تسليمها للروم مجدداً. ظلّ الأمر كذلك قرون عديدة، وقد أصدرت الأمم المتحدة قراراً سنة ١٩٥٠م يعطي الكنيسة للروم مع السماح لغيرهم بالصلاة فيها.

في التفاصيل:

نعرف أن البابا أوربان الثاني قد  Urban  II أعلن سنة ١٠٩٥م بدء الحملات الصليبية (الحملة الاولى)، و كانت إحدى أهداف هذه الحملات استعادة خشبة الصليب الموجودة داخل كنيسة القيامة. مشدداً أن واجبه الحفاظ على كنيسة القبر المقدس التي يحصل فيها إنبعاث النور كل سبت عظيم!
وقد احتل الصليبيين أورشليم سنة ١٠٩٩م. وجعلوا من أرنولف شوك Arnulf Choques أوّل أسقف لاتيني على المدينة وقد هرب الأسقف الرومي إلى قبرص. ثم أتى بعده Dainbert أسقفاً الذي كان مطران بيزا (إيطاليا).

سنة ١١٠٠م دخل الأسقف دامبرت القبر وصلى كالعادة ولكن لم يأتِ النور إلاّ عندما غادر المكان، أي السبت ليلاً؛ فأحسّ اللاتين أنهم يجب أن يتوبوا على كل الجرائم التي إقترفوها في حملتهم الصليبية.
السنة ١١٠١م، دخل أيضاً دامبرت القبر وركع وصلى وبكى ولكن هذه السنة لم يأتِ النور إطلاقاً؛ فقرر أن يستلم الروم كنيسة القيامة من جديد؛ فكان أن استلم رئيس دير مار سابا مفاتيح الكنيسة (بدل البطريرك المنفي إلى قبرص).
ويوم أحد الفصح لهذه السنة، بينما كان رئيس دير مار سابا يخدم، انبعث النور من القبر (بدل يوم سبت النور).
ومنذ ذلك الوقت صارت الكنيسة للروم الأرثوذكس مجدداً.
أخبرنا بكل ذلك المؤرخ الفرنسي فولشر Fulcher في كتابه عن تاريخ الحملات الصليبية. أكدّ على ذلك أيضاً أخبار مؤرخ آخر لاتيني بارتلوف Bartlof، ومؤرخ آخر إيطالي كافارو Caffaro، ومؤرخ آخر ألماني إيكيهارد Ekkehard، وراهب ألماني وليام مالسبري William Malmesbury، ومؤرخ أرمني وهو متّى الراهاوي، ومؤرخ فرنسي آخر جيبارت  Guilbert.

وقد حدث في سنة 1579، ان قام الأرمن بدفع المال للأتراك ليمنحوا البطريرك الأرمني حق الدخول للقبر المقدس حتى ينبثق النور بدل البطريرك الأرثوذكسي. فمنع حاكم أورشليم التركي البطريرك الأرثوذكسي من دخول كنيسة القيامة.
فوقف البطريرك الأورثوذكسي حزينًا مع لفيف من الأساقفة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات وجميع المؤمنين وقاموا بصلاة فيض النّور خارج الكنيسة.
رغم محاولات بطريرك الأرمن اليائسة، لم يُضئ النور المقدس في الضريح المقدس ولا في أيّ مكان داخل الكنيسة. وبدلًا من ذلك، انشقّ العامود الأوسط قرب باب الكنيسة من ناحية اليسارحيث كان يقف بطريرك الروم، وفاض النور منه.
امير تونوم شهد هذه المعجزة ومن عجبه صرخ قائلا "عظيم  هو ايمان المسيحين "
وهناك أيضا رجل عسكر تركي شاهد هذه الأعجوبة إذ كان واقفا على بناية بالقرب من بوابة كنيسة القيامة، فصرخ بأعلى صوته: "واحد هو الله، يسوع المسيح، واحد هو الإيمان، وهو إيمان المسيحيين الأرثوذكسيين"، و رمى نفسه من علو 10 أمتار، فلم يحدث له شيء من الضرر، وطبعت آثار أقدامه على الحجارة التي صارت تحته لينة كالشمع، وهي شاهدة على هذه الأعجوبة على الرغم من محاولة الأتراك لمحيها، لكنّهم لم يستطيعوا، فقاموا بحرق هذا الشهيد بالقرب من بوابة كنيسة القيامة في القدس، ثم جمع اليونانيون عظامه ووضعوها في دير "بناجيا"، وبقيت عظامه حتى القرن التاسع عشر الميلادي، وهي تنشر رائحة طيبة.

نلفت النظر أن عالِمان معاصران درسا هذا العامود: -1 الأستاذ إفجيني موروزوف  Evgeny Morozov عالم الشقوق والكسور Fracture mechanics سنة ٢٠٠٧م، و ٢- الأستاذ جورج ببادوبولوس  George Papadopoulos سنة ٢٠١٠م، وقد توصلا كليهما (رغم أنهما قاما ببحثان منفصلان) أن الشقّ في العامود ناتج من ضغط وشحن كهربائي كبير جداً مصحوب بقوة أو ضغط ناتج من زلزال أو هزّة أرضية قوية. ولكن من أين أتى الشحن الكهربائي سنة ١٥٧٩م؟ والتاريخ لا يذكر مطلقاً حدوث أيّ زلزال في ذلك الوقت! ثم لا يمكن أن يكون الشحن الكهربائي والزلزال قد حصلا في الوقت نفسه وفي مكان محدد فقط! لذلك استنتج العالمان أن الشقّ في العامود لا يمكن وصفه علمياً ويبقى عمل خارج حدود العِلم[31]!
لا يزال العمود مع الشق الذي فيه شاهدا على هذة الأعجوبة إلى يومنا هذا.

المقالات مع المراجع:
http://saintgregorypalamas.org/saintgregorypalamas/blog-detail.php?id=27

http://www.skarlakidis.gr/en/thema/18--1579-.html
5🔥2
الرب قال:

14 لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟

15 وَأَيُّ اتِّفَاق لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟

16 وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، كَمَا قَالَ اللهُ: «إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا، وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا.

17 لِذلِكَ اخْرُجُوا مِنْ وَسْطِهِمْ وَاعْتَزِلُوا، يَقُولُ الرَّبُّ. وَلاَ تَمَسُّوا نَجِسًا فَأَقْبَلَكُمْ،

18 وَأَكُونَ لَكُمْ أَبًا، وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي بَنِينَ وَبَنَاتٍ، يَقُولُ الرَّبُّ، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ».
3
إثبات وجود يسوع المسيح تاريخيا


ان قضية الوجود التاريخي ليسوع المسيح لم تعد مجرد نقاش أكاديمي بين المختصين بل تحولت في السنوات الأخيرة إلى ساحة صراع فكري على المنصات الحديثة حيث ارتفعت أصوات تنكر حتى الأساس البدهي بأن يسوع عاش فعليا في التاريخ هذا التشكيك الجديد لا ينبع من قراءة نقدية منهجية بقدر ما يهدف إلى نسف الجذور التاريخية للإيمان المسيحي عبر التشكيك في وجود المؤسس نفسه.

لذلك لا بد من مقاربة هذه القضية بلسان التاريخ قبل لسان العقيدة وبالاعتماد على مصادر خارج النص المقدس كما يطالب المشككون أنفسهم نحن هنا لا نبحث في اللاهوت أولا بل في الوقائع التاريخية كما سجلها مؤرخو القرن الأول والثاني والثالث خصوصا أولئك الذين لم يكونوا مسيحيين ولا يهمهم الدفاع عن الإيمان إطلاقا بل سجلوا أحداث عصرهم بحرفية المؤرخ وشهادة الأرشيف الإمبراطوري.

هدف هذا البحث هو أن نظهر بالأسماء والمراجع الأصلية أن يسوع الناصري لم يكن فكرة لاهوتية ولدت في مجالس الرسل بل شخصا حقيقيا دخل إلى التاريخ وترك أثرا موثقا في سجلات روما وفي كتابات الفلاسفة وفي شهادات الخصوم قبل الأتباع سنعرض ما قالوه
وسنستند في هذا العرض إلى عدة دوائر من الشهادات التاريخية المتقاطعة مرتبة بحسب المسافة اللاهوتية عن الإيمان المسيحي لكي نبرز أن الاعتراف بوجود يسوع كشخص حقيقي جاء أولا من خارج الكنيسة قبل أن يكتب الإنجيل بعهديه في شكله النهائي
لاثبات واحدة من أكثر القضايا حساسية وإثارة للجدل في ميدان الدراسات الدينية والتاريخ القديم: "هل وجد يسوع الناصري فعلا كشخصية تاريخية"؟ "أرونا يسوع في التاريخ… من خارج الكتاب المقدس!".

هذا التحدي لم يعد يطرح في قاعات الجامعات فقط بل اجتاح فضاء الإنترنت ومنصات التواصل ما جعل بعض الإخوة البسطاء في الإيمان عرضة للبلبلة ظانين أن عدم معرفتهم بالأدلة التاريخية يعني غيابها. لكن الحقيقة مختلفة تماما: فالقضية ليست غياب الأدلة بل غياب العرض المنهجي لها.

من هنا يأتي هذا البحث ليس بوصفه دفاعا عاطفيا بل كمحاولة علمية منهجية تعتمد مصادر متعددة الطبقات تفكك الادّعاءات وتعيد ترتيب المشهد التاريخي وفق مناهج البحث الأكاديمي الحديث.

وسيبنى الطرح على خمسة محاور مترابطة:

1. الشواهد الخارجية غير المسيحية.
2. الشواهد الداخلية المسيحية .
3. بعض قضايا التاريخ النقدي والنقاشات العلمية.
4. إجماع العلماء المعاصرين وموقف البحث الحديث.
5. اقوال وشهادات الاباء القديسين (بحث مستقل).
6. المصادر والمراجع.

بهذا الترتيب لن نقف عند حدود الدفاع بل سننتقل إلى منطقة الإثبات التاريخي الرصين حيث لا مكان للخطاب العاطفي بل لمسار توثيقي يقوم على النص والسياق والتحليل والمقارنة والمصادر الأولية.

هذا ليس مجرد رد… بل إعادة بناء للملف التاريخي لشخص يسوع الناصري كما تراه عدسات المؤرخين.

ملاحظة:
نظرا لطول البحث تم تقسيمه لعدة ابحاث منفصلة على دفعات متفاوتة كما ذكرت سابقا.
======اميـﹻﹻﹻ♰ﹻـﹻـن======
رجاء محبة شارك قناتنا لتصل
لأكبر عدد من أبناء الرب  
وللشعب الساكن في ظلمة   =====================
🔎 فهرس الكتاب المقدس
(العهد الجديد)
اضغط هنا
🔎✠فهرس♱القناة✠اضغط هنا
🔎 خدام✠الكلمة✠ |
🔎 القناة @diffa3at
6🥰2
تابع لموضوع إثبات وجود يسوع المسيح تاريخيا

1. الشواهد الخارجية غير المسيحية

هذه الشواهد مهمة لأنها صادرة عن مؤرخين أو مسؤولين لم ينتموا للحركة المسيحية، وبالتالي تعتبر دلائل مستقلة عن السجلات الداخلية للكنيسة.

أ. تاسيتوس
(Tacitus) Annals (الحوليات) كتاب

المرجع:
Annals
الكتاب 15، فقرة 44 (عن حريق روما وعقوبة نيرون للمسيحيين).

يذكر تاسيتوس: "ولإخماد هذه الشائعة ألصق نيرون التهمة بأولئك الذين يمقتهم العامة بسبب ممارساتهم الشائنة والذين يدعون «مسيحيين». واسمهم مشتق من «المسيح» الذي نال أقصى العقوبة في عهد حكم طيباريوس على يد الوالي البنطي بيلاطس."

شهادة رومانية مستقلة تذكر اسم "المسيح" وتربطه بمحاكمة وإعدام في زمن بيلاطس وهو مؤشر قوي على وجود شخصية تاريخية اُعتبرت سبب لتأسيس حركة تحمل اسمه.

ب. يوسيفوس فلافيوس مؤرخ يهودي
(Flavius Josephus) Antiquities of the Jews
المرجع:
Antiquities الكتاب 18
(النص المعروف باسم
Testimonium Flavianum)
والكتاب 20 (إشارة إلى «يعقوب أخو يسوع المدعو المسيح»).

في الكتاب 18 .63–64 يوجد نص يصف "يسوع رجل حكيم" و"جذب إليه كثيرين" ويذكر لفظة "هو المسيح" هذا النص محل جدل حول احتمال تدخل نسخ لاحق (تحريف/إضافة مسيحية) سنناقش هذا الموضوع لاحقا ، لكن معظم الباحثين يقرون بوجود صيغ أصلية يوسيفسية تشير إلى يسوع مع فروق في الصياغة بين النسخ اليونانية والنسخ العربية واللاتينية.

إضافة فقرة من
Antiquities (الكتاب 20)
تذكر صراحة إعدام "يعقوب أخو يسوع المدعو المسيح" وهذه إشارة مستقلة داخل نص يوسيفوس تؤكد وجود شخص يدعى يسوع وارتباطه بعائلة معروفة.

جـ. بلينيوس الأصغر
(Pliny the Younger) Letters (رسائل)

المرجع:
رسالته إلى الإمبراطور ترايان
(Letter 10. 96–97) حوالي 111–113م.

يصف بلينيوس سلوك المسيحيين في آسيا الصغرى (Bithynia) ويقول إنهم يعقدون اجتماعات مبكرة صباحا وينشدون ترنيمات "للمسيح كإله".

نلاحظ شهادة حاكم روماني تشير إلى عبادة يسوع ككائن مركزي لدى جماعة منظمة في القرن الثاني المبكر دليل على استمرار حركة منظمة مؤسسة من شخصية تاريخية سابقة.

د. سويطونيوس (Suetonius)
Lives of the Caesars
(حياة الأباطرة)

في قسم حياة كلاوديوس
(Claudius 25. 4)
يذكر "طرد كلاوديوس اليهود من روما لأنهم كانوا يثيرون الشغب باستمرار بتحريض من شخص يدعى «خريستو» (Chrestus)."

وهذا الامر يدل انه كان هناك اضطرابات داخل اليهود يشير إلى نزاع داخلي حول شخص أو تعليم "المسيح" داخل الجالية اليهودية (مثل ما نراه في أعمال الرسل 18: 2 عن طرد اليهود).
الطرد من روما في عهد كلاوديوس (حوالي سنة 49م) يتطابق تماما مع الرواية الكتابية الذين قال عنهم بولس أنهم طردوا من روما في عهد كلاوديوس كما في أعمال 18 :2.
الحدث حصل فقط بعد حوالي 15 سنة من صلب المسيح مما يدل على أن حركة المسيح لم تكن أسطورة لاحقة بل حركة تاريخية نشطة مبكرة جدا.

هـ. تاللوس (Thallus)

النص التاريخي كما نقله يوليوس أفريكانوس:

«تاللوس في الكتاب الثالث من تاريخه حاول أن يفسر هذه الظلمة على أنها كسوف طبيعي للشمس.»

المرجع:
Julius Africanus, Chronography, fragment preserved in:
George Syncellus, Chronographia, PG 108, col. 609.
(يذكر أفريكانوس اقتباس تاللوس في مناقشته لظلمة صلب المسيح)

ملاحظة :
هذه أقدم محاولة وثنية لتفسير ظلمة الصلب مما يعني أن الحدث كان معروفا تاريخيا لدرجة أن مؤرخين وثنيين حاولوا إعطاء تفسير طبيعي له.

و. فليغون (Phlegon of Tralles)

الاقتباس كما ذكره المؤرخ أوريجانس ويوسابيوس:

«وفي السنة الرابعة من الدورة الـ202، حدث كسوف عظيم للشمس عند الساعة السادسة حتى إن النجوم ظهرت ووقع زلزال عظيم في بيثينية فهدم كثيرا من المباني.»

المرجع:
Phlegon, Olympiades, fragment cited in:
Eusebius of Caesarea, Chronicon, Book II.
وأيضا ذكره
Origen, Against Celsus, II.33
(أوريجانس ضد سلسوس)

ملاحظة:
فليغون لم يكن مسيحي وكان يوثق الأحداث الفلكية والزلازل بشكل رسمي مما يعطي شهادة محايدة عن الظلام والزلزال المرتبطين بلحظة الصلب كما في نصوص الأناجيل.

ز. يوليوس أفريكانوس
(Julius Africanus)

النص التاريخي من كلامه مباشرة مما نقلها جورجيوس سينسيلوس في مخطوطته :

«Θάλλος δὲ ἐν τῇ γʹ τῶν ἱστοριῶν αὐτοῦ τὴν σκοτίαν ταύτην ἔκλειψιν ἡλίου ἀποκαλεῖ· ἄτοπον δέ μοι δοκεῖ τὸ λέγεσθαι ἔκλειψιν ἡλίου εἶναι· οὐ γὰρ ἐν σελήνῃ πλήρει γίνεται ἡλίου ἔκλειψις.»

"تاللوس، في الكتاب الثالث من تاريخه، يدعو هذه الظلمة كسوفًا للشمس؛ «يبدو لي أنه من غير المنطقي أن يكون هذا الكسوف كما قال تاللوس لأن الكسوف لا يحدث وقت اكتمال القمر بينما صلب المسيح كان أثناء الفصح في وقت اكتمال القمر.»


المرجع :
Julius Africanus, Chronography, fragment in:
George Syncellus, Chronographia, PG 108, col. 610.
2
تابع⬆️

ملاحظة:
أفريكانوس هنا لا ينقل فقط بل يرد بشكل تاريخي بمنهج علمي على تفسير تاللوس ويؤكد أن الظلمة لم تكن ظاهرة طبيعية عادية بل حدث استثنائي.

عند جمع خيوط الشهادات غير المسيحية من السجلات الرومانية (تاسيتوس، سويطونيوس، بلينيوس)، والمصادر اليهودية الرسمية (يوسيفوس)، والتقارير الوثنية الفلكية (تاللوس وفليغون)، والشواهد التاريخية الناقلة (يوليوس أفريكانوس) يتبين أن يسوع الناصري لم يدخل التاريخ من بوابة الرواية الكنسية فقط بل دخل أيضًا من أرشيف الدولة، وصدام السلطة، وحركة اجتماعية حقيقية أربكت الإدارة الرومانية والجماعة اليهودية في القرن الأول الميلادي.

هذه المصادر لم تُكتب لتأييد المسيحية، بل كُتبت إما في سياق سياسي إداري، أو في إطار نقد ورفض، أو حتى في محاولة وثنية لتفسير الأحداث المصاحبة لصلبه. ورغم هذا سجلت جميعها عناصر تاريخية مشتركة وثابتة:

1. وجود شخص حقيقي يدعى "يسوع" أو "المسيح"
2. إعدامه رسميا في عهد بيلاطس البنطي زمن طيباريوس
3. ظهور جماعة منظمة تحمل اسمه وتعبده
4. انتشار هذا التأثير بسرعة أربك روما واليهود
5. محاولة تفسير وثنية للظواهر المصاحبة لصلبه (الظلمة، الزلزال)

لم تمنح أي شخصية أسطورية في العالم القديم مثل هذا القدر من الذكر خارج دائرتها الداخلية. فـ الأسطورة لا تنتج اضطرابًا سياسيا، ولا تسجل في رسائل الحكام، ولا تطرد بسببها جاليات من روما، ولا تصدر لأجلها أوامر إمبراطورية، ولا يحاول مؤرخ وثني تفسير الظلام الذي رافق موت بطلها.

يسوع الناصري ليس مجرد شخصية دينية داخل نصوص الكنيسة بل هو حقيقة تاريخية ظهرت آثارها في صميم الوثائق الإمبراطورية واليهودية والوثنية.

ومن هنا تبدأ الدراسة الجادة لرسالته، لا من سؤال "هل وُجد؟" بل من السؤال الأعمق: "لماذا لم يستطع التاريخ تجاهله؟"

وسلام المسيح في حياتكم جميعا سننتقل الى الموضوع الثاني
1