دار مصر - روايات
21.8K subscribers
979 photos
47 videos
14 files
85.7K links
القناة الرسمية لمدونة دار مصر للروايات على التليجرام
Download Telegram
- مش قولت لك يا ماما متتعبيش نفسك وسبيني أنا أعمل الفطار
- يعني هتعملي أيه ولا أيه بس، يلا صحي أبوكي عشان نفطر كُلنا سوا
- عيني
روحت صحيت بابا وطلعنا كُلنا قعدنا علي الترابيزه الصُغيره بتاعتنا، وقالت:
- لسه ملقتش شُغل يا إيهاب!!
هز راسه وقال:
- أديني بدور أهو
- حسبي الله فيه، كان فيها أيه لو سابوكوا تكملوا الشُغل
- ولا يهمك يا بابا من بُكرا هنزل أدور علي شُغل، متحملش هم، وراك رجاله
ضحكنا والضحكه مليانه حُزن مستخبي، من ساعة ما المصنع أستكفي بالعدد ومشوا ناس وحياتنا متلخبطه، قومت وبدأت أروق البيت، وبعد يوم طويل نمت وقررت أصحي بدري.
- صباح الخير ياما
- صباح النور يا قلب أُمك، أنتِ نازله!! طب مش تفطري الأول!!
هزيت راسي وقولت:
- مش عايزه أتأخر، عايزه أخُد اليوم من أوله
- ربنا يوقف لك ولاد الحلال يا بنت بطني
ابتسمت ونزلت، لقيت بابا طالع بالفطار طبعت بوسه علي خده ومشيت.
فضلت ماشيه لحد ما بقيت أدخُل محلات، كافيه، مطعم، لحد ما لقيت محل أيس كريم، دخلته وأتقبلت فيه وبقيت شغاله ويتر.
لبست اليونيفورم وبقيت رايحه جايه باخُد طلبات وبقدم.
كان يوم خفيف ومحسيتش بتعب، روحت وأنا مبسوطه أني قدرت أشتغل حتي لو مش هقدر أكفي المصاريف بس علي الأقل هقدر أسد شويه.
- أنا أسف
قومت وقفت وقولت:
- علي أيه بس يا بابا
- أنك نزلتي تشتغلي بسببي
ابتسمت وقولت:
- مستكتر عليّ أشيل جُزء صُغير من الجبل اللي فضلت طول عُمرك شايله، أنا مهما أعمل مش هوصل للي كُنت بتعمله معانا
- أن شاء الله هنزل وأدور ومش هخليكي تكملي في الشُغل
ابتسمت وقولت:
- تشرب شاي معايّ!!
- بالنعناع!!
ابتسمت وقولت:
- بالنعناع
يتبع...............
https://darmsr.com/2025/04/27/%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d8%b7%d8%b9%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%84%d9%8a%d8%a7-%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84%d8%a9-%d8%ac%d9%85%d9%8a%d8%b9-%d9%81%d8%b5%d9%88%d9%84-%d8%a7/
-كريم أنا متقدملي عريس.....
قولتها وانا بعيط وكملت :
-بابا مش راضي برفضي المرة دي شغال يضغط عليا ...أعمل ايه يا كريم ساعدني ...
بصلي هو ببرود وقال:
-ارفضيه زي كل مرة واصري على رفضك ...اضربي عن الأكل ...اتصرفي يا اسمهان ...مش هتغلبي...
-ولحد امتى يا كريم ...لحد امتى هرفض واقاوم وانت مش في الصورة ...بقالنا تلات سنين مع بعض وانت لا بتتحرك ولا بتتقدملي ...حرام عليك ...ليه بتعمل كده ...تعالي اتقدم ...هتستنى لما اضيع منك .....
-اوف ...لو هتفضلي تزني بالطريقة دي أنا همشي...
وفعلا كان هيمشي ويقوم...بس وقفت في وشه وقولت :
-لا انت هتقعد وتسمعني كويس ....أما تيجي تتقدم او ننهي علاقتنا للأبد وهوافق على أول عريس يخبط على بابنا فاهم ولا لا ....خد القرار دلوقتي !!!
بصلي بضيق وقال:
-هاخد ميعاد من ابوكي حاضر ...
ابتسامتي ملت وشي ..مكنتش مصدقة اللي بسمعة ضحكت بسعادة شديدة وقولت ؛
-بجد...بتتكلم بجد ...
نفخ بضيق وقال:
-ايوة بتكلم بجد ...هتصل بيه واخد ميعاد منه ....
كنت طايرة من الفرحة ...أخيرا ربنا هيجمعني بالانسان اللي انا بحبه...أخيرا !!!

.......
تاني يوم ...
كان كريم فعلا اتصل ببابا واتقدملي ....
......
-يعني انتِ بجد موافقة على العريس ده المرة دي يا اسمهان ..مش هترفضيه زي كل مرة ...
هزيت راسي بالنفي فبصلي بشك وقال:
-اشمعنا يعني؟!
ارتبكت وقولت :
-يعني قولت كفاية رفض عرسان لحد كده...أنا كبرت برضه ....
هز بابا راسه وقال :
-بتحبيه ؟!
ارتبكت وقولت ؛
-هو مين ...
اتنهد وقال:
-اللي اخد معاد مني وعايز يقابلني ...اتكلمي وقولي بتحبيه ؟!ومن امتى ...
بلعت ريقي بتوتر وقولت :
-من تلات سنين ...
-وكل ده وانا نايم على وداني يا اسمهان ...
-صدقني يا بابا أنا معملتش حاجة غلط ...
-لا كونك تخبي عليا غلط ...كون انكم تكونوا سوا تلات سنين ده غلط ...وطبعا كنتوا بتتقابلوا...
-بابا ...
قولتها وانا حاسة نفسي قليلة اووي فقال هو :
-هي.دي غلطتي اني ادتلك ثقتي ...مرضتش اشك فيكي حتى وانتي بترفضي العرسان الكتير اللي بتجيلك....تكافئيني كده ...
عيطت جامد وانا بحضنه وبقول؛
-اسفة...اسفة بجد يا بابا ....ابوس ايديك سامحيني ....بعدين والله ما اتجاوزت حدودي معاه ابدا ...وهو جاي يتقدملي ...ابوس ايديكي سامحني ومتكسرش فرحتي ....
بعدني شوية واتنهد وقال:
-طيب هو كده كده هيجي بالليل هستناه ...
.....
بالليل ...
كنا قاعدين أنا وبابا مستنين كريم يجي....كنت لابسة فستان ازرق لونه المفضل ...كنت متحمسة وانا مستنية يخبط أي أي وقت ....فجأة رن تليفوني وبصيت عليه لقيته كريم ...بعدت شوية وانا برد عليه وبقول بصوت واطي:
-ها وصلت فين ؟!
لقيته بيقول :
-معلش يا اسمهان يا روحي مش هقدر اجي النهاردة مسافر الساحل مع اصحابي ...كلها اسبوع وجاي وهنحدد ميعاد تاني ...يالا باي!!
يتبع
https://darmsr.com/2025/04/27/%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%b3%d8%aa%d9%86%d8%af%d9%85-%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84%d8%a9-%d8%ac%d9%85%d9%8a%d8%b9-%d9%81%d8%b5%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d9%82-2/
المربية الجديدة دي منتقبه ومش باين منها اي حاجه
نشأت اتنهد بخنقه وقال.. المهم بنتي تتعود عليها البنت صغيره جدا ومكملتش السنه ونص ومش اي واحده هتنفعها
كريم ابتسم وقال... ان شاء الله هتحبها تعالي يا هناء
نشأت رفع عيونه اول ما قال اسمها ودخلت بنت منتقبه مش باين منها غير عيونها بلونهم العسلي الاصفى من العسل نفسه وفضلت ساكته
كريم قال..ها ايه رايك
نشأت وقف وبقى يلف حاوليها وحاسس بشعور غريب وقال..رأيي في ايه...دي البنت ممكن تخاف منها بشكلها ده
هناء قالت بسرعه ولهفه...متخافش...احم متخافش يا بيه... انا هشيل النقاب لما اكون معاها لوحدنا وهتعرف اني مغطيه وشي بس مش هخوفها اكيد
نشأت ابتسم اول ما سمع صوتها وقلبه بيدق بعنف وقال...تمام اتقبلتي اطلعيلها هيه نايمه في الاوضه التانيه على الشمال
هناء هزت راسها وطلعت بسرعه
وكريم بقى يبصلو بدهشه وقال...هو خلاص كده..طب وبالنسبه للمقرر والاساله الكتير اللي بتتحفنا بيها كل ما جبلك.واحده مش هتسألها اي حاجه خالص
نشأت اتنهد وقال...تمام انت يا كريم لو حبيت اغيرها هقولك روح على اوضتك يلا
كريم قال بغيظ... روح على اوضتك ...دي كلمة شكرا على العموم ماشي
عند هناء دخلت الاوضه بلهفه ورفعت النقاب وبقت تبص للبنت بدموع ومقدرتش تمسك نفسها وبقت تبكي جامد وشدتها لحضنها وهيه بتقول وحشتيني يا ميار وحشتيني قوي يا بنتي
بس سكتت وحطتها في سريرها بسرعه لما حست بصوت حد جاي
نشأت فتح الباب وقال ..مفيش داعي للخوف...ده انا...ازيك يا هناء معقوله كل الغيبه دي فاكرة اني مش هعرفك من صوتك وووو

يتبع....
https://darmsr.com/2024/11/23/%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d8%b9%d8%a8%d8%a9-%d8%a7%d8%a8%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%83%d8%a7%d8%a8%d8%b1-%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84%d8%a9-%d8%ac%d9%85%d9%8a%d8%b9-%d9%81%d8%b5%d9%88%d9%84/
_انتي مين يا بت انتي وقاعده في شنطه العربيه ليه
قالت بسرعه...اشش وطي صوتك ليسمعوك هكون قاعده ليه يعني باخد تان..مستخبيه طبعا

قال باستغراب..مستخبيه ليه... ومن مين يعني

طلعت من العربيه وقالت..قولي الاول ساعتك كام

بص في الساعه وقال...12

قالت بزهول 12بالليل
بصلها بضيق وقال..لا الضهر بس الشمس بتستعبط شويه انهارده ..ملهاش مزاج تطلع

شدت شنطه صغيره بتاعتها علقتها على كتفها وقالت بسرعه..بتستظرف حضرتك... انا راحت عليا نومه في عربيتك... لازم امشي بالأذن

ولسه هتجري مسك ايدها بسرعه وقال..استني هنا مش هتمشي قبل ما اعرف انتي مين وبتعملي ايه في عربيتي

قالت بغيظ وهيه بتمد ايدها انا ..داليدا
سلم عليها وضغط على ايدها وقال بمعاكسه...حلوه يابلدي

دفعت ايده بغيظ وقالت...ادينا اتعرفنا سامو عليكو
ولسه هتمشي وقفها تاني وقال..قولتلك مش هتمشي غير لما اعرف حكايتك ايه اللي طلعك في عربيتي اتكلمي احسنلك

داليدا اتنهدت وقالت ...شوف يا....
قال بسرعه ...مؤمن اسمي مؤمن العناني

داليدا قالت بضيق... ولو انو مش باين خالص ولا فيك ريحة الامان حتى ...بس مش مهم خليني اخلص ..انا اسمي داليدا وكنت هربانه من عمي علشان كان عايز يخطبني لابنو انهارده وانا مش حباه.... خلصنا كده

مؤمن قال بمعاكسه..معاكي حق...الللي زيك لازم يتأنى..ربما النصيب على الابوب ومحتاج اللي يفتحلو الباب...افتحي بدل ما ينط من الشباك ويعملكو مصيبه

داليدا ابتسمت على كلامو وقالت...انا ناقصه مجانين
ولسه هتمشي قال بسرعه..طب خليني اوصلك..احنا في المقطم هنا والدنيا مش امان

داليدا اتفاجأت وقالت بزهول. في المقطم..كمان...يا ليله رمادي

مؤمن ضحك وقال..رمادي
داليدا اتنهدت وقالت..اه رمادي ...علشان ليله مش باينلها لا لون ولا ملامح بتستعبط كده من اولها
حصري بقلم...زهرة الربيع
مؤمن ضحك وقال..طب اركبي معايا..ونحددلها لون على الطريق.... وقرب منها وقال بوقاحه..يمكن تطلع ليله حمرا واحنا مش واخدين بالنا
بقلم زهرة الربيع
بس اتفاجأ لما ضربتو بشنطتها على دماغو وقالت بغيظ...احترم اسمك حتى ...قال مؤمن قال

ومشيت بغضب..مؤمن فرك راسو بألم وقال..هو انا قولت ايه..مش بحاول اساعدك...انتي يا بت..يابت استني الدنيا ليل...بس جريت وموقفتش ابدا ولا سمعتو

مؤمن اتنهد وابتسم على شكلها الجميل وكلامها وضحك بخفه وهو حاطط ايده على دماغو وركب عربيتو ومشي هو كمان

في صباح يوم جديد في شقه جميله جدا على البحر مؤمن قام من النوم واخد شور وخرج بقى بنشف شعره وحس بالم بسيط في دماغو فافتكر داليدا واللي عملتو ونظراتها وكلامها ابتسم وقال..كان لازم يعني تتسحب من لسانك..مش كنت تهدى شويه لحد ما تاخد رقمها حتى

وبدأ يلببس هدومه ونزل على شغله
لسه هيطلع في عربيته فيه واحد وقفو وقال لو سمحت يا استاذ

مؤمن اتقدم عليه باستغراب وقال... نعم مين حضرتك
بس في ثواني وقع مغمى عليه لما حد ضربو بقوه من وراه على دماغو

بعد وقت مؤمن فتح عنيه بشهقه قويه لما اتكب عليه ميه كتيره بص حواليه بزهول لقا نفسو متكتف على كرسي وفيه راجل في الاربعين قصاده قال بغضب...شرفتنا يا مؤمن بيه

مؤمن بصلهم باستغراب وقال..هو..هو فيه ايه..انا بعمل ايه هنا انتو مين

الراجل قال وهو بيلف حواليه..احنا مين دي سبها لظروفها ...انما عايزين ايه فاحنا مش عايزبن غير حقنا...هتقول معلومه واحده وهترجع بيتك صاغ سليم...البنت فين

مؤمن قال باستغراب..بنت..بنت مين

الراجل قال بغضب شديد...البنت اللي اتخبت في عربيتك امبارح...هيه فين...كانت هربانه مننا واستخيت في عربيتك اخر حاجه وبعد كده معرفناش نوصلها

اتسعت عنيه بزهول وقال..انت انت عمها..صح..انت ليه عايز تجوزها غصب...اسمحلي اقولك انت الغلطان بقى لو معملتش كده مكانتش هربت و

بس قاطعو وقال بغضب...جواز ايه وهباب ايه..هيه قالتلك انها هربانه مننا علشان عايزنها تتجوز
قال باستغراب..اه..امال هيه هربت ليه

ضحك جامد وقرب منو وقال بهمس عند ودنو..هربت علشان حراميه..وسرقتني...اخدت التمثال بتاعي وهربت..التمثال ده مش هيكفيني فيه عمرك وعمرها فهمت فتكلم احسنلك

مؤمن قال بغضب. ..حيلك يا باشا... تمثال ايه ده اللي يسوى عمري لا حاسب انت مش عارف انا من عيلة مين قولي على تمن التمثال ده ولا نوعه واجبلك غيره وبلاش تصدعوني انا عندي ميتنج مهم

الراجل وقف قدامو وكتف اديه وقال بغضب..تمام....التمثال اللي معاها ده قطعة اثار ...تسوى ملايين...ولو اتعرف ان لك دخل في الموصوع هتروح في داهيه انو والميتنج سوا في كلبش واحد ها ايه رأيك

مؤمن اتسعت عنيه بصدمه رهيبه وقال بتلعثم...ااا..اثار....يا ليله رمادي وووو

يتبع....
https://darmsr.com/2024/11/23/%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%b1%d8%b7%d9%87-%d8%b1%d9%85%d8%a7%d8%af%d9%8a%d9%87-%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84%d8%a9-%d8%ac%d9%85%d9%8a%d8%b9-%d9%81%d8%b5%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88/
كنت ماشي بليل وفجأه لقيت حاجه 150 سنتي ماسكه في آخر الجاكيت بتاعي بصيت لتحت عشان اشوفها..!
- في ايه! انتي مين ؟
= انت مروح؟
- الساعه 12 بليل اكيد مروح انتي بتعملي اية هنا فى وقت زي دا!!!؟
= انا جميلة و و ..انا تايهه
- تايهه اية دلوقتي!
= هو بيبقي في معاد للتوهان ؟
بصتلها بتعجب: طيب اقدر اساعدك ؟
= خدني معاك عشان خايفه مش عارفه اروح فين..
رديت بدهشه و بستغراب: اخدك معايا ! اخدك فين
= خدني بيتك مش انت مروح بيتك؟؟
- انتي شكلك ابن ناس ؟ انتي كويسة ولا في اية؟
= يعني اية ؟ ، مانا مينفعش اقعد في الشارع صح؟ الشارع مش حلو لازم اروح بيت..
- انتي شكلك زي ما تكوني اول مره تنزلي الشارع في حياتك
اتفاجئت: انت عرفت منين اني اول مره انزل الشارع ! انت ساحر ولا ... انت تبع الاشرار؟ ؟
- اشرار مين؟ انتي بتقولي اية
= انا خلاص هشوف حد تاني يخدني روح انت
وقفت قدامها بسرعه ومسكت طرف الجاكيت بتاعها
عشان تقف: اهدي اهدي واستني هو انتي هتروحي مع اي حد وخلاص!
رفعت كتافها ببراءه: ايوه انا خايفه وهخاف وانا هنا لوحدي لازم حد يساعدني
- طب تعالي معايا لما اشوف هقدر ارجعك مكانك ازاي
او اساعدك ب اية
مسكت في آخر الجاكيت بتاعي تاني ورفعت راسها وبصتلي: عشان متوهش مني
ابتسمت باستغراب: مش هاروح في حته متخافيش هاتي ايدك
"مدت ليها ايديها ليا لاحظت انها صغيرة اوي مقارنه بايدي ومسكتها زي الطفلة ومشينا.."
**************************************
- ادخلي تعالي متخافيش
= هو انت لوحدك فالبيت دا ، دا كبير اوي!
ضحك: مش لوحدي لا معايا شغالين و
قاطعته واحده وهي بتبص لجميلة: زين مين دي؟؟

يتبع....
https://darmsr.com/2024/11/21/%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85-%d8%aa%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84%d8%a9-%d8%ac%d9%85%d9%8a%d8%b9-%d9%81%d8%b5%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%a7/
فيروز - كان لازم اسافر يعني ماهي كانت جت وخلاص
فاطمه - يابنتي دي اختك وبعدين ليها مين غيرك
فيروز - بس انا مبحبش جوزها دمه بارد
فاطمه - ولا انا بصراحه انا اصلا مش عارفه والله ازاي اختك وافقت عليه
فيروز - كانت عاميه يا ختي
فاطمه - طيب سيبك ناويه تسافري امته
فيروز - النهارده بالليل بعد الشغل هركب قطر الصعيد
فاطمه ـمعاكي فلوس والا لا
فيروز - اخدت سلفه من الشغل
فاطمه -هي هتولد امته
فيروز - احتمال بكرا بكرا الصبح
فاطمه -ربنا معاها يارب
فيروز ـ يارب انا هقوم اشوف العميل دا عايز اي
فيروز -مستر محمد انا كنت عايزه افكر حضرتك اني بكرا واخده اجازه
محمد- تمام يا انسه فيروز
في محطة قطار القاهره
فيروز - لو سمحت دا مكاني
الشاب - روحي اقعدي علي اي كرسي
فيروز -بس دا مكاني وقوم احسن ما انادي ليك امين الشرطة
الشاب ـ بقولك اي نادي الشرطه كلها انا مش قائم من هنا
فيروز - دانت مجنون
الشاب - ...
فيروز فضلت تدور علي كرسي فاضي بس القطر كان مليان اوي فضلت واقفه علي باب القطر وهي مش عارفه امته هتقعد رجليها وجعتها لكن فجاء وقف القطر وبدا ضرب نار
فيروز خافت ومكنش قدامها غير الحمام إلا كان مفتوح دخلت استخبت فيه كل الركاب نزلوا ومكنش فيه غير الولد الشباب الا فيروز اتخنقت معا
عادل - اهلا زين باشا
زين كانت قاعد حاطت رجله علي الكرسي الا قدامه
زين - في حد ليس ف القطر
عادل - لا الكل نزل
زين - يبق نتفق
عادل ـ انا عايزا الثفقه الجايه
زين - موافق بشرط النسبه تزيد
ليس كان عادل هيرد بس انصدموا من الشاب إلا كان ماسك فيروز وبيقول
عادل باشا انا لقيت البتاع دي ف الحمام
فيروز - بس متقولش بتاع
عادل - اقتلها
فيروز - لي كدا بس دانا حتي عاميه مش بسمع
زين ضحك عليها
عادل - مش وقته هزار يا بتاع انتي
فيروز - يا عم اسمي فيروز
زين - خلاص يا عادل سبها هي مش هتقول حاجه
فيروز - ربنا يخليك يا حلاوه انت
زين - حلاوه !!
عادل ـ ههههه حلوه والله
زين - عادل اقتلها
فيروز - طب خلاص مش حلاوه المهم والنبي بلاش القتل دا انا ليس هكون لاول مره خالتو واهلي الغلابه دول الا ماتو قبل ما يعرفوا عني حاجه هقول ليها اي لما اروح البيت
عادل ـ انا مش فاهم حاجه انتي هبله يا بت
فيروز - يا عم قولت اسمي فيروز
عادل - بصي بق شكلك كدا مش سهله اقتلها
فيروز - طب اي رايك اجي اغسل ليكم المواعين دانا حتي شاطره
عادل - قولتلك اقتلها
فيروز - انت يا حلاوه ما تقول حاجه الله يخرب بيتك
زين - انتي بتتكلمي كتير اوي بجد ف الاحسن انك تموتي
فيروز - ياريتك ما اتكلمت يا حلاوه
عادل - زين احنا وصلنا هنعمل اي
زين - خلاص يا عادل روح انت وانا هتصرف
عادل ـ خد بالك من نفسك
زين - تمام
فيروز - هو انت هتموتني
زين - لا
فيروز - امال
زين - تعرفي تسكتي
فيروز - طب احنا رايحين فين
زين - انتي رايحه فين
فيروز - رايحه لأختي الصعيد
زين - فين في الصعيد
فيروز - معرفش انا كنت راكبه القطر علشان جوزها هيجي ياخدني من المحطه بس دلوقتي خلاص
زين - جوز اختك اسمه اي
فيروز - خالد محمد **
زين - الو عايزك تعرف ليا خالد محمد *** شغال فين وقاعد فين امممم تمام اركبي
فيروز - لا ميصحش
زين - برحتك كنت هوديكي لأختك
فيروز - بجد ازاي انا عرفت هب قاعده فين قدامنا خمس ساعات بالعربيه
فيروز - لا انا بحب القطر اكتر
زين - روحي اركبي إذا لقيتي حد فيه
فيروز - لا خلاص هركب العربيه انا اصلا مبحبش القطر
زين ..

يتبع....
https://darmsr.com/2024/11/20/%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%ad%d8%a8-%d9%85%d8%ae%d9%81%d9%8a-%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84%d8%a9-%d8%ac%d9%85%d9%8a%d8%b9-%d9%81%d8%b5%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9/
في بيت متوسط الحال في الصعيد
الحج عدلي بعصبيه : انت يا جالوص الطين يا اللي اسمك فادي عتجيبلي جلطك الله ينكوبك
فادي : اي يا جدي عتنادي عليا عاد ليه محصولش حاجه ولا عملت حاجه استاهل عليها كل ده
عدلي بغضب : معمولتش حاجه اياك عتضايج ماجد بيه ابن عمك ليه يا ولدي منجصاش الحكايه عاد يا ولدي ربيت عداوه بينتنا بسبب افعالك
وكل يوم بنخسر ماجد خلاص حطنا في دماغه وكله بسببك يا ولد المركوب
فادي : واني عملت اي يعني يا جدي كل ده عشان سرجت منه البت بتاعته زوجه عفش واختار واحده سهله خانته معايا اي اللي حوصل عاد المفروض يشكرني ظهرتهاله علي حجيجتها
عدل : ما عتبطلش غل وحجد ابدا ياولد المركوب طول عمرك عتغير منيه ناجح وكبير البلد واتخن تخين اهنه عيعمله الف حساب وانت فاشل وعتجري ولا النسوين ومفيش منيك اي فايده واخر المتمه ماجد جدر ياخد كل الاراضي اللي حدانا جولتلك بعد عنيه واجصر الشر واه هنفلس عاد ابسببك غور من وشي جبر يلمك
في قصر كبير
عبدالله : مش اكفايه اكده يا ولدي هتعمل فيهم اي عاد كفايه اللي حوصل ليهم انسي يا ولدي اللي فات وابدا من جديد واتجوز نفسي اشوف عيالك جبل ما اروح لرب كريم يا ولدي ريح جلبك وكفايه اكده مش كل النسوين زي بعضيهم عاد هتعنس جنبي
ماجد بابتسامة : اعنس يا بوي كيف اكده الكلمه دي معتتجالش غير للنساوين وابنك راجل يا حج ومعسمحش لحد واصل يجل مني ولو حوصل يا ويله من اللي يصيبه مني جدي مدلع فادي جوي جوي يا ابوي وبيجويه علي الظلم والافتري علي الناس واني معسمحش باكده واصل وانسي يا ابوي معايزش اتجوز وهو اللي اتجوزو عملو اي وعتجيبش سيره الموضوع ده مره تانيه اني معحبش اسمع سيرتهم كلهم صنف لواع
عبدالله : انسي يا ولدي صوابعك مش زي بعضيها يا ولدي ودي جليله الاصل والربايه ربنا بيحبك معتعملش في نفسك اكده نفسي اشوفلك عيل وافرح بيه اكده
ماجد : سيبها علي الله يا بوي كله بامر الله خير معتجلجش عليا
رن فون عبدالله رد وبدا دموعه تنزل
ماجد بخوف : اي يا بوي حوصل اي مالك اكده في حد حصله حاجه
عبدالله بحزن : عمك وتوامي عبد الصبور يا ولدي عمل حادث وراح للي خلجه هو مرته وعياله
ماجد : يا حول الله مش ده عمي اللي مشوفنهوش واصل من ولادتي وهو عايش في البندر مشوفناش عياله واصل جبل اكده مش كدا يا بوي
عبدالله : ايوه يا ولاد ولازم اندل علي البندر احضر عزاه واشوف الدنيا ماشيه ازاي كلم السواج خليه ييجي
فادي : جدي مش عمي ده اللي معاه فلوس كتيره جوي مش اكده بردك يعني ميسور مش اكده خلينا نروح نشوف الورث عيتوزع علينا كيف مش كل عياله راحو للي خلجهم مش اكده بردك
الجد بحزن : عتجول اي يا ولد عاد احنا في اي ولا في اي امشي كدامي خلينا نندلا علي مصر نشوف عمك جبل الدفن
وصل عبدالله والجد في نفس الوقت
عبدالله : كيفك عاد يا بوي ان شاء الله زين مش اكده بعدت عنينا جوي جوي يا ابوي من بعد ما اخونا الكبيرر راح وانت بعيد عاه لي يا بوي اكده حرمتنا منيك وبجيت بتدلع في ولد اخوي واخلاجه باظت معينفعش يا بوي واديك شوفت عيالك بيروحو وري بعض يبجا ليه نبعد من الاساس عايزين نرجع عيله
الجد : معاك حج يا ولدي كنت غلطان لما بعددت وخليت حزني يسيطر عليا معيحصوش اكده واصل مره تانيه
فادي : حلو جوي الحديث ده وعتفتكرو عاد ان جناب البيه ماجد عيوافج علي الحديث ده
الجد : مش وجته يا ولدي خلينا ندخل نشوف حوصل اي وكيف حصول الحادث ده
وقفو قدام قصر كبير ومع اول خطوه ليهم جوه البيت سمعو صوت صريخ عالي
عبدالله : اي اللي بيحصول عاد لو سمحتي معلش ممكن تخبرينا في اي واي الصوت ده
حسنيه : دي الانسه نور لسه فايقه بعد الحادثة هي الوحيده اللي بخير بس للاسف عيونها راحت في الحادثه تقدرو تطلعو ليها وانا معاكم اتفضلو
دخلو الاوضه وكانت صوت صريخها مالي المكان
نور بدموع : ليه ليه حاسه بالوجع ده لا لا لا مستحيل يكون ده اللي حصل كل ده حلم صح مش كدا انتم ليه قافلين النور افتحو النور
عبدالله بحزن : اهدي يا بتي جدر الله ما شاء فعل معتجلجيش هتبجي زينه جوي جلبك عاد ربنا يصبرك
نور بدموع : قلبي بيوجعني اوي عمي انت موجود هنا صح ده صوتك قولي ان كل ده مش حقيقي ها ليه بيحصل ليا كل ده ليه ليه الكل بيسيبني ويمشي وعدتني متسبنيش يا بابا ليه كدبت عليا
عبدالله بدموع : اهدي يا بتي معتعمليش في نفسك اكده يا جلب عمك اني معاكي معتعيطيش واصل واني علي وش الدنيا
فادي : وه هتبكي يا عمي عشان البت دي متوجعتش منك اكده جلبك رهيف جوي ييجي ولدك يشوف ابوه
الجد : اخرس يا ولد عاد مش وجته حديثك الماسخ دي
نور وهي بتضحك : انا انا مش بعيط لا يا عمي ليه اصلا ممكن اعيط ها وليه اصلا ممكن حد يعيط عليا عمي عمو انا انا عايزه اروح لبابا ممكن توديني ليهم عشان خاطري
فتح عبدالله النور وقرب منها وحضنها : متوجعيش جلبي عليكي عاد خلي ابوكي يفخر بيكي عايزه تكفري يا نور عيشي حياتك عشان ابوكي يكون مرتاح في طربته عاد
فادي : وه دي طلعت حلوه جوي جوي يا بوي مشوفتش اكده واصل معجول في حد اكده متجوزهالي يا جدي واهو رث ابنك يكون في ايدينا
تجاهله الجد وطلع علي بره من حزنه علي حفيدته
بعد شويه نزل عبدالله : مسبتهاش واصل لحديت ما نامت يا حبه عيني جلبي واجعني عليها جوي يا بوي
الجد : ميصحش واصل البت تجعد في الدوار لوحديها كلمها يا عبدالله يا ولدي عشان تحضر حالها وتندل البلد تجعد وسطينها وسط عيلتها ونحميها وجول لماجد يجهز حاله ونرجع في الدوار بيت العيله ونكون بيت واحد يا ولدي
عبدالله : حاضر يا بوي يلا بس نخلص مراسم الدفن واللذي منه مستنيينا نخلص الإجراءات
فادي : ايوه يا جدي وبالمره نشوف الوصيه والورث عتتوزع علينا كيف عمي معندوش غير بته اكده الورث معظمه لينا مش أكده
عبدالله : لا حول ولا جوه الا بالله يا ولدي انت صنف ملاك اي انت جلنف ياض جري اي معتعرفش الأصول واصل اكده جدامي بدل ما اخلص عليك واخلص البشريه من امثالك
خلصو العذا ومراسم الدفن ورجعو علي القصر دخل عبدالله اوضه نور : بنتي الجميله عامله اي دلوجيت متعودتش عليكي اكده واصل يا بتي ده انتي كنتي نور البيت كلياته وضحكتك كانت عتنور الدنيا في. شوشنا
نور : كان زمان كل حاجه راحت يا عمو حتي انا مبقتش اقدر اشوف النور
عبدالله : معتجوليش اكده يلا كلي من يدي عشان اجولك ابوكي اتصل بيا وجالي اي عاد
بدأت نور تاكل باهتمام
نور : خلصت الاكل اهو بابا قال ليك اي عني وامتي و و اي المناسبه و
عبدالله : حيلك حيلك يا بتي الصبح من النجمه عجيلك وعجولك كل حاجه ومش بس اكده عتعرفي ابوكي سابلك امانه عندي عنندل علي البلد من بكرا تجعدي معانا وعجولك علي كل حاجه دلوجيت نامي
اول ما اطمن انها نامت خرج وقفل الباب وفضل صاحي طول الليل قلقان عليها
كان في حد بيتسحب بالليل لحد ما وصل لاوضه نور وفتحها وقرب منها و ولسه بيمد ايده اتجاهها لقي اللي مسك ايده
كدا تكون خلصت حلقتنا استنونا في بارت جديد مع السلامه وهستنا رايكم في الروايه
بقلمي نوران احمد مليجي

يتبع....
https://darmsr.com/2024/11/20/%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%b9%d9%8a%d8%af%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d9%8a%d8%a7%d8%a1-%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84%d8%a9-%d8%ac%d9%85%d9%8a%d8%b9-%d9%81%d8%b5%d9%88/
قمر النهارده اسوء يوم فحياتي ياعزه عشان عمي هيجوزني لسلطان الساهر انت خايفه خايفه قوووي
عزه اتكلمي مع عمك تاني مش يمكن قلبه يلين
مش راضي مش راضي كلمته اكتر من مره..
عزه وانتي رافضه سلطان ليه ياقمر ده من زينت شباب البلد وكبيرها..
انت مش عارفه حاجه سلطان ده قاسي ويده والضرب ولما هبقى مراته هيصبحني بعقله ويمسيني بعلقه وانا اخلص من عمي ومرته اروح لسلطان الساهر ده محدش يقدر يكلمه او يناقشه بحاجه مابتلك بمراته
انتي وشطارتك ياعزه تقدري تروضيه وتخليه زي الخاتم بصباعك ... الراجل بيبقى زي العيل مع مراته.
لا انا لسا ههاوده ده الغلطه معاه بموته انا مش هروح للموت برجيلي ..
هتعملي ايه يابنت خالي..
مش عارفه سيبها على الله..
******-*******--********
عند سلطان كان بيشرب الشيشه لما دخل عليه سراج
سراج ياعيني ياعيني عرسنا متكيف وبيشيش بمزاج
زفر سلطان الدخان وهو يتكلم بضيق هتستلمني انت التاني يامهاب تعالي اقعد جاري..
جلس مهاب بجانبه وهو يأخذ خرطوم الشيشه من يده وهو يردد هو مين الاولاني..
سلطان امي ياسيدي ليكمل بسخريه عاوزاني ايه... اروح اشوف العروسه قبل كتب الكتاب..
مهاب باستغراب ومتروحش ليه مش يمكن متعجبكش..
سلطان بجديه دي اخر همي ..يامهاب شكلها اميهمنيش..
انل هتجوزها عشان صيت ابوها الله يرحمه وعشان تخلفلي عيال كتتتير زي ابوها اللي كان راجل بتتحاكي بيه البلد كلاتها..
مهاب ماشي ياعم بس ميضرش انك تشوفها يا سلطان
سلطان جذب منه خرطوم الشيشه ليقول بغيظ انتي هتقف جار امي كمان والا ايه
مهاب بضحكه وهو يرفع يده وانا اقدر اقف فوشك لا يا عم برحتك
********-********-*******
بعد مرور مده
تم عقد قرانهما وأثناء الزفاف عم قمر اقترب من سلطان برعب وهو يخبره بأنه العروس هربت..
دفعه سلطان بغيظ وأمر رجاله بسريه ودون أن يشعر أحد بأن يعثروا عليها لم يمضى وقت طولي..
وهي تركض برعب لتصدم بسيارت سوداء تقف أمامها ..ابتلعت مابجوفها برعب .واخذت تتراجع إلى الوراء وهمت بالهروب لتصدم بشاب يمسكها من معصمها وهو يردد سلطان باشا اهي..
نزل سلطان بشموخ وهيبته وبدلته السوداء ليتقدم نحوها أغمضت عينيها عندما رفع كفه ظنت بأنه سيصفعها لكن الصفعه استقرت على وجه الشاب اللذي امسكها
سلطان بانفعال ازاي تتجرأء وتمد يدك على مراتي يا*****
فتحت عينيها برعب عندما سمعت صوته لتجد الشاب يتلوى على الأرض ..
اسألة كثيره تدور برأسها أولها مالذي سيفعله بها الأن لم يكن عليها ان تعبث معه من البدايه ..
ابتلعت ما بجوفها. هي تتراجع إلى الخلف لتسمع صوته المرعب ثواثي تكوني طلعتي العربيه.
أرادت أن تتكلم لكن صوتها لم يسعفها لتنتفض اثر صراخه عليها يلاااا
أسرعت دون تفكير وصعدت السياره ووهي تردد بنفسها سلمتي نفسك للموت بيدك ياقمر .. انتي خلاص دخلتي نار سلطان من بابها الواسع
ليصعد بجانبها ويغلق الباب بعنف اغمضت عينها وجسدها يرتعش خوف من ردة فعله التاليه لكنها صدمت به وفتحت عينيها ببلاهه عندما

يتبع....
https://darmsr.com/2024/11/20/%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d9%82%d9%85%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a7%d9%87%d8%b1-%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84%d8%a9-%d8%ac%d9%85%d9%8a%d8%b9-%d9%81%d8%b5%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%a7/
دلفا معا من باب الشقة ناظرة إلى الأرض بخجل شديد منه لأول مرة يغلق عليها باب شقة مع رجل آخر غير أخاها بالرغم من أنه ليس بغريب بل زوجها والأقرب بها من أى شخص آخر، أغلق باب الشقة بهدوء ثم أقترب منها وهتف بخفوت شديدة هامساً لاذنيها قائلة:-
- تسمحيلى
رفعت نظرها له بتوتر وأتسعت عيناها على مصراعيها فخرجت نبرة صوتها بتلعثم شديد من القلق قائلة:-
- أسمحلك أيه؟ أنت عاوز ايه؟
ضحك لها وبدون مقدمات أو أن يتفوه بكلمة واحدة حملها على ذراعيه بهدوء فخرجت منها صرخة هادئة من دهشتها فقال لها غامزاً لعينيها بعينه اليسري قائلاً:-
- مش عروسة لازم أشيلك زى العرايس لأحسن تقولى جوزى عجوز
همهمت له بصوت مبحوح هادئاً قائلة:-
- لا مهجولش أكده نزلى بجى
تبسم لها ثم قال بحب شديد هايماً في نظرة عيناها وملامحها:-
- ياخراشي ياناس على مهجولش دى.
صمتت بخجل شديد منه فأتجه بها نحو غرفتهم وهي تعض شفتيها بحياء، أنزلها على الفراش برفق شديد كأنه ينظر طفلته على فراشها برفق خوفاً من أن تستيقظ منه فعدلت من هيئتها بخجل وهي تضع يديها على فستان زفافها فشعرت بيده اليمنى تعانق عنقها بحنان واضعاً شفتيه على جبينها بدفء وترك لها قبلة ناعمة تطمئن قلبها مُقللة من توترها الزائدة ورجفتها التي شعر بها أثناء حمله لها فأغمضت عيناها بصمت وبقت ساكنة أمامه وتفرك أصابعها ببعضهم تارة وتغلقهم على فستانها تارة آخري، أبعدت عنها بينما ينظر لعينيها بهيام ثم قال بصوت دافيء:-
- غيرى هدومك بس عشان أنا جعان جداً وأنا هحاول أسخن الأكل.
وقفت من مكانها مُسرعة وقد نسيت خجلها وحياءها منه فهى زوجته ويجب أن تلبي طلباته قبل أن ينطق بها وقالت بأستعجال:-
- طب أنا هسخنه متتعبش حالك، على ما تغير خلجاتك هيكون الوكل جاهز
قرص وجنتها بلطف وأجلسها مرة آخري على الفراش مُبتسمًا لها ثم قال بعفوية:-
- أقعدى هنا وأنا هجهز كل حاجة غير هدومك بس.
خرج من غرفته تاركها خلفه، لم تنتظر أكثر ووقفت من مكانها سريعًا وفتح خزانة الملابس ثم غيرت ملابسها وخرجت له بحثت عنه بعينيها فلم تجده، دلفت إلى المطبخ ووجدته يقف هناك بعد أن نزع جاكيت بدلته رافعاً كم قميصه الأبيض إلى ساعده مُحاول تدفئة الطعام لهما.. أسرعت نحوه بهدوء وأخذته منه المقلاة تسمر مكانه مُندهش بجمالها وأنوثتها، كانت جميلة بقدر كافى يأسر قلبه وعيناه لها، شعرت بنظرته نحوها فأرتبكت منه لكنها أكملت ما تفعل خاجلة منه وهو يختلس النظر لها بل وبوضوح تام، جهزت الطعام له مُربكة منه ثم قالت بصوت ناعم:-
- أتفضل الوكل جاهز.
جلس على أحد مقاعد السفرة بحماس مُبتسماً لها ويقول مداعبها:-
- أحلى مرة هأكل فيها والقمر قاعد معايا على سفرة واحد وفاتح نفسي
ضحكت برقة على غزله الصريح لها، ثبتت عيناه عليها مُتأمل ضحكتها الرقيقة مثلها فخجلت منه وقالت بينما تنظر لطبقها:-
- كفاية بص بجى وكل، مش كنت جعان
- ما انا شوفت القمر شبعت
قالها بينما يمسك يدها بعفوية فشعرت بالقشعريرة تسير في جسدها وتوردت وجنتيها بلون دماءها المتدفقة في جسدها، نظرت له بخجل وأرتباك فوقف ماسكاً بيدها لتقف معه ناظرة للأرض فقال بمرح وهو يحيط كتفيها بذراعه:-
- سيبك من الأكل أنا جايبلك حاجة أحلى جوا.. تعالى أوريهالك.
فضحكت بخجل ودلفت معه إلى غرفتهما وهي تفهم ما يقصوده بحديثه وهو الآخر علم أنها فهمت المقصود فأحمرت وجنتها بشدة تلك المرة وبردت يدها مما يدل على توترها فلم تكن فريدة بالأسم فقط بل كانت له فريدة بكل شيء بها مُختلفة عن جميع الفتيات وحدها من أستطاعت السيطرة على قلبه والعبث به كما تشاء أما هو لا يستطيع معارضتها أو الجدال معها مهما فعلت به فقد جرب معنى فقدها الحقيقي حينما أوشكت على الفراق فعلم ماذا تعنى له وكيف سيكون بدونها إذا رحلت عنه أو لو فكرت مجرد فكرة البُعد عنها فكانت وستكون فريدته الأستثنائية مهما طال الزمان بهما معا أو مهما واجها معا فستكون هي أستثناءه الوحيد بقاموس الحياة وقوانين الكون...
فتح "صقر" عيناه صباحاً بعد أن أزعجه صوت الضجة بالخارج فظل يفرك بفراشه محاولاً النوم ولكن لم يستطيع، نزل من فراشه وأخذ تيشرته بيده وخرج للخارج مُرتدي تيشرته فوجدها تقف على السفرة وتجهز الأغراض للذهاب لأخته بصباحية تبارك لها فهتف مُتمتماً:-
- بتعملى أيه؟ أيه دا كله
قالت باسمة له بسعادة بينما أعتدلت في وقفتها واضعة يدها على بطنها المنتفخة قليلاً:-
- بحضر الحاجة عشان صباحية فريدة ونبارك بقي، جهز نفسك بسرعة وخد الدوش
سألها بأستغراب فهى أول عروس لديه ولا يعرف فهذه الأمور كثيراً:-
- كل دا مشان الصباحية، وهنروح دلوج.
أقتربت نحوه باسمة بينما وضعت يدها على صدره تداعب تيشرته بأنامله بطريقة طفولية وعيناها تلمع ببريقها الساحرة وهتفت قائلة:-
- ياحبيبي لسه على ما تاخد دوش وتحضر الفطار ونفطر فيها ولو ساعتين
تبسم على دلالتها المُفرطة فهى تفعل كل ذلك من أجل الفطار وجعله يحضر لها الفطار بنفسه فوضع يديه في جيبه بغرور مصطنع وقال بتهكم:-
- وتحضر الفطااار
- اه تحضر الفطار
رفعت حاجبها له ببراءة وقالت بعفوية طفولية لم يراها بها سواه ولن سيراها غيره زوجها وحبيبها فوضع قبلة على جبينها بلطف ثم أخذها إلى الأريكة مُحدثها بدفء:-
- فطار وغدا وعشاء أن أمكن ياأميرتى، تعالى أجعدى أهنا أرتاحى هبابه وأنا هحضر الفطار
تبسمت له وهو يجلسها على الأريكة ويقول هذا الحديث ثم ذهب وقبل أن تتلاشي بسمتها عاد مُجدداً لها وقال بحماس وحنان:-
- أتسلي في الفاكهة دى أتغذي أنتى والنونو
ضحكت عليه وأومأت له بسعادة وولج هو إلى المرحاض مُبتسماً يتمنى أن تدوم سعادتهما وتلك اللحظة لأول فترة مُمكنة دون أن ظهور مشكلة جديدة لكن هل ستتحقق تلك الأمنية البسيطة التي تمناها أم ستكون أمنية محالة التحقيق؟...
كانت صرخاتها تعم المكان مقيدة أمامه وتصرخ بكل قوتها وهو لا حول ولا قوة له مُلقي على الأرض تسيل دماءه من كل أنش في جسده لا يستطيع تحريك حتى عقلة أصبعه وعيناه مُثبتة عليها وهي على الأرض تصرخ وتبكى بعد أن أبرحها ضربها مثله تماماً ويرى دماءها تسيل وتحديداً من بين قدميها فيبدو أنهم تلك الذئاب البشرية قتله طفلهما من قسوتها وهو لا يستطيع تحريك عيناه وفي أقل من ثانية نظرت له بضعف تستنجد به ثم أغمضت عيناها بلا رجعة مُستسلم لما فعلوا بها وبطفلها، حاول الصراخ مُستنجد بأى شخص ينقذ زوجته التي تصارع الموت فنفذت طاقته هو الآخر فاقداً الوعي مكانه دون حركة...

يتبع....
https://darmsr.com/2024/11/20/%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%b9%d9%8a%d8%af-2-%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84%d8%a9-%d8%ac%d9%85%d9%8a%d8%b9-%d9%81%d8%b5%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88/
صباح الخير يا حبيبي
يوسف بحب:ـ صباح النور يا حبيبتي ايه القمر دا احلي قمر دا ولا ايه
خديجة برقة:ـ أيوة اضحك عليا بكلمتين زى عادة
يوسف:ـ في حد يبقا معاه الرقه دى و يقول كلمتين بس انا عندي كلام كتير اوى عايز اقوله
خديجة:ـ طب يلا علشان الفطار جاهز و مفيش اعتراضات زى كل مرة سامع يا يوسف
خديجة قامت و خرجت
يوسف:ـ يا ام العكننة انا عارف اتهببت اتجوزتها ازاي ست نكدية جتك الارف
خديجة من برا:ـ يلا يا يوسف كل دا
يوسف بضيقة:ـ جاي اهو
يوسف راح التواليت و بعد وقت خرج جاهز حاله و خرج قبل راسها و قعد جانبها و قعدوا يفطور مع بعض
خديجة بفرح:ـ في خبار بمليون جنيه م
يوسف:ـ بعدين يا حبيبتي لم ارجع بليل ابق اعرف
فون يوسف رن
خديجة:ـ رايح فين
يوسف:ـ الشغل يا حبيبتي مش هتاخر
قبل خدها بحب:ـ اشوفك بليل خلي بالك من نفسك
خديجة هزت راسها بهدوء:ـ تمام متتاخرش
يوسف مشي و ساب خديجة في قلقها قامت لمت السفرة و قعدت تربت البيت و هى مش فاهمه تغيره و تهربه منها
بليل فى بيت يوسف التانى
هالة:ـ بس انت وحشتني اوى يا حبيبي كل دا تأخير يا يوسف بصراحة أنا مليت من الوضع دا هو انا مش مراتك زيها ولا ايه
يوسف:ـ حقك عليا يا حبيبتي بس اعمل ايه لازم اعمل كدا علشان خديجة متشكش فيا و بعدين دى بنت عمي و احترامها واجب
هالة:ـ والله ممممم طلامة مش عايزاه اتجوزتها ليه طلاقها احسن بدل الارف و الصداع دا
يوسف:ـ مينفعش دلوقتي و بعدين فكك منها انا هحل كل حاجة ممكن تروقي بقا
هالة بابتسامة:ـ ثانية اشوف الباب
يوسف مسك ايديها:ـ تفتحي الباب كدا روحي على جوه و انت هفتح الباب
هالة:ـ عيوني
هالة مشيت جوه و هو راح فتح الباب
يوسف بصدمة:ـ خديجة
هالة لبست الروب و خرجت:ـ مين يا حبيبي
خديجة بصلته بصدمة
يوسف بتوتر:ـ دى انتي فاهمه غلط ه
هالة حطت ايديها في خصرها:ـ نعم يا حبيبي مين الى فاهمه غلط صح معاك حق اعرفك بنفسي انا هالة درتك يا عمري حتي اساليه
خديجة بصلتهم بصدمة و .....

يتبع....
https://darmsr.com/2024/11/20/%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d9%86%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b4%d9%82-%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84%d8%a9-%d8%ac%d9%85%d9%8a%d8%b9-%d9%81%d8%b5%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a-2/
اهدى ازاي بقولك اتجوزتها اتجوزتها ..انا اسر الراوي ادبس كده دي معرفتش تفتح باب عربيتي يا محمد متخيل انت

محمد ضحك وقال..انا شايف انك مكبر الموضوع يا اسر... عربيتك اخر موديل وفيه ناس كتير ممكن متعرفش تفتحها ده غير انها ممكن تكون خايفه.. انت اتكلمت معاها

اسر قال بغضب..اتكلم ده ايه... انا مطقتش ابص في وشها فضلت متلقحه في الكرسي اللي ورا لحد ما وصلتها الشقه وجيت على هنا على طول

قال بهدوء .يا ابني المفروض الليله دخلتك ايه الجنان ده

اسر قال بغضب..دخلت ايه..انت هتشلني بقولك اتدبست فيها ماما فضلت تعيطلي... وتقولي بنت اختي ومرات ابوها مبهدلاها والبنت استنجدت بيا وفضلت تتحايل عليا مقدرتش ارفض...ربنا يسامحها انا مش مصدق اني اصلا بقيت متجوز

بعد ساعات في شقه جميله وانيقه كانت قاعده بنت محجبه في ال18بملامح رقيقه وناعمه نفخت بزهق وقالت..معقوله كل ده ..ياترى راح فين...يكون بيركن العربيه..وكملت بياس وقالت..يعني معقوله كل ده بيركن

بعد دقايق سمعت صوت ضحكات عاليه جريت وبصت من الاطلاله واتصدمت باسر نازل من العربيه ومعاه بنت بيضحكو سوا وبيهزرو
بقلم....زهرة الربيع
اتسعت عنيها بصدمه نزلت جري وقالت بصدمه...مين دي يا اسر

اسر بصلها باستغراب وقال بسكر....مين دي يا اسر ...انتي اللي مين
بصتلو بدهشه وقالت...انا قدر ولسه هتكمل
قال بسرعه.....اااااه....افتكرت ..اكيد انتي الخدامه اللي ماما بعتاها .. يلا اجري با بت وضبيلي الاوضه

قدر كانت بتبصلو بزهول وقالت بغضب..خدامه. ..انت ازاي بتكلمني كده..مجنون ولا اهطل ومين اللي معاك دييي بكلمك

اسر بصلها بزهول وقال..انتي اللي بتكلمي مين كده يا زباله ..انتي مين اصلا

قدر قالت بغضب..انا مراتك يا سيد الرجاله معلش تلاقيك نسيت ما انت معذور هتفتكر ايه ولا ايه

البنت اللي معاه شهقت وقالت..مش معقول دي مراتك يا ايسو..مش مصدقه بلدي موووت

قدر بصتلها بزهول وقالت..يا بجاحت اهلك ..انتي ازاي صوتك طالع اصلا

اسر قال بزهق...اه اه افتكرت خلاص..روحي نامي في اوضتك ملكيش دعوه باي حاجه تحصل هنا..ومتعشيش في الدور قوي فاهمه

قال كده ولسه هيمشي مسكت ايده وقالت...استنى هنا انت بتقول ايه مشي البنت دي حالا احسنلك

اسر دفعها بغضب وقال..بقولك ايه..متطلعيش جناني عليكي..احمدي ربك يا اختي على اللي انتي فيه االي مكنتيش تحلمي بربعه اصلا..وادخلي اتلقحي جوه من سكات احسنلك فاهمه

واخد البنت وطلع بيها
قدر حطت ايدها على بقها بزهول وهيه مش مصدقه اللي حصل ابدا

بعد اقل من ساعه كان اسر نايم والبنت في حضنو متغطيه بالملايه وبيشرب سيجاره وبيضحكو سوا بس باب الاوضه خبط جامد

اسر نفخ بزهق وقال بغيظ وصوت عالي ..فيه ايه تاني عدي ليلتك قولتلك

بس اتصدم بشده لما سمع صوت والدتو بتقول..ده انا يا اسر افتح حالا ليلتك سوده انهارده

اسر انتفض من مكانو و اتسعت عنيه بصدمه ووووو
يلا اروع تفاعل يا بنات اللي جاي روووووعه

يتبع....
https://darmsr.com/2024/11/20/%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d8%ac%d9%85%d9%84-%d9%82%d8%af%d8%b1-%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84%d8%a9-%d8%ac%d9%85%d9%8a%d8%b9-%d9%81%d8%b5%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9/
كان محمود يتفقد حديقته التى زرعها على درجات التلة التى تواجه قصرة والتى إختار ازهارها النادرة بعنايه وجعل فيها قسم خاص بالنباتات الطبية، من الزعلوك والبريناس والانديرى وعشبة داستينيس المخدرة وعشبة فجالونو التى تداوى الدوخة والانيميا بعد أن قرر أن يخضع اوزار لتجاربة الطبيه كى يعيده لحالته الأولى وراح محمود يمرر يده على طلع الزهور وعينه تتابع الجنيات الصغيرات التى تروى الحديقه وفى الوادى الذى يغطيه العشب كان ابنيه ادم وادهم
يتبارزان باسياف خشبيه تحت عناية معلم من الجان يدعى افتيلون ورغم انه محمود كان قد قرر أن يبعد ابنيه عن الحروب وصراعات الجان الا ان تسنيم أصرت ان يتعلم الاميرات أصول المبارزة والطعن، حملق محمود بادم الذى يذكره بنفسه، فقد كانت بنيته قويه ومتهور مثله وكان محمود قد ترك السيف والحروب بلا رجعه بعد أن استقرت حياته فى أرض الجان وبعد أن سنت القوانين الجديده التى تمنع استعباد البشر وكانت تسنيم فوق سطح القصر تجلس على اريكه من خشب الفلاسفون الملون حولها وصيفات الجان تتابع درس الاميران والى جوارها طفلتها اجلانيا الجميله ذات الشعر الأصفر الطويل والعيون الزرق الواسعه
وفى البحر القريب تتقافز الحوريات الصغيره وتلعب مع أمواج البحر الهادرة وفى الأفق البعيد كانت سفينه محمله بالبضائع تستعد للرسو فى ميناء ابيداس الضخم
عندما اخترق فارس ملثم يركب جواد ابيض بوابة القصر الأحمر وفى يده رسالة
سار محمود بقلق يفرك لحيته الطويله الصفراء فقد مر زمن طويل منذ وصلته اخر رسالة حتى انه يتذكرها بالكاد
.....

يتبع....
https://darmsr.com/2024/11/20/%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%b2%d9%88%d8%ac%d8%aa%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%86-2-%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84%d8%a9-%d8%ac%d9%85%d9%8a%d8%b9-%d9%81%d8%b5%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84/
توقف بالسيارة أخيرًا بعد سفر طويل على طرقات وعرة مارًا بصحراء سيناء الشاسعة إلى أن وصل لهذا المكان، لهذه البادية القابعة وسط محيط من الرمال الذهبية التي تشبعت بحرارة الشمس حتى بدأ الوهج يخرج من جوفها.

ترجل من السيارة ثم أمر من فيها بالنزول قائلاً:
-يلا يا عايده انزلي، ونزلي آدم.

فتحت السيدة باب السيارة وترجلت هي والصغير صاحب الخمس سنوات. وما إن وضعوا أرجلهم على الرمال حتى أخذت السيدة تتلفت حولها بقلق، ودب الرعب في أوصالها لما تراه حولها؛
فعلي مرمى البصر لا ترى سوى صحراء يتخللها بعض أشجار النخيل، وبعض الخيام المتراصة! وبئر، وأشياء بدائية لا يوجد بها أي من مظاهر التمدن أو حتى بناء واحد من طوب!
فقالت بصوت خائف:

-محمود، ايه المكان ده؟! هو معقول فيه ناس عايشين هنا؟! لا لا يا محمود، أنا مش موافقة. يلا بينا نرجع، خلينا نسيب البلد بحالها ونسافر بره، خلينا ناخده ونمشي خالص ولا اننا نعمل فيه كده.

هدر بها محمود بصوت عالي:
-عايده، إحنا اتفقنا على كل حاجه من زمان، خلاص يا عايده انتهى وقت النقاش.
ودلوقتي يلا اتفضلي قدامي.

نظرت عايده حولها مرة أخرى، ثم نظرت إلى صغيرها في شفقة بالغة، وقالت في نفسها:
-لله الأمر من قبل ومن بعد... منهم لله.
قالتها ثم تقدمت ممسكة بيد الطفل الذي كان يطالع المنطقة من حوله مبتسمًا، فهذه التضاريس جديدة عليه كليًا. فها هو يرى الرمال التي كان يراها فقط على تلفازه في أفلام الكارتون،
والتي تختلف كثيرًا عن رمال شواطئ البحار التي كان يراها حين يسافر مع أبويه للمصيف.

استمرا في التقدم ببطء وصعوبة بسبب الرمال إلى أن وصلا خيمة كبيرة تليها مجموعة خيام أصغر منها متوزعة على جوانبها بعشوائية. وعلى مسافات من بعضهم البعض.

ويا للعجب الذي أخذ آدم حين رأى أطفال يلعبون!
يلحق أحدهم الآخر يطوفون حول أشجار النخيل! ومن الجمال الكثيرة منها الواقف ومنها النائم !

همس وهو يشد على يد أمه ينبهها لشيء ما:
-ماما، شوفي.. هورسس أند ألوت اوف انيمالز!

لتنظر أمه في اتجاه إصبعه الصغير، فتجد خيولًا مصطفة بجوار بعضها البعض تأكل، وأغنامًا وماعزًا كبيرة وصغيرة متفرقة في أنحاء المكان، وكلابًا تجري خلف الأغنام المبتعدة فتعيدها وتمنعها من الابتعاد أكثر.

وفي الجانب الآخر نساء تجلس أمام قدور سوداء وضُعت فوق بناء طيني صغير يسمى "موقد" وتحتها قطع من الخشب يحترق لطهوا الطعام. وأخريات ذاهبات نحوا البئر حاملين جرارًا فوق رؤوسهم.

فسحب آدم يده من يد أمه وصفق وهو يرى هذا الكم الهائل من الحيوانات، والذي جعله يعتقد بأنه في حديقة للحيوانات، أو في مكان جديد للتنزه كما يأخذه والده دائمًا ويريه الأشياء الغريبة والجميلة.

وقف محمود في مكانه وهو يرى رجلاً بدويًا يتقدم منه سريعًا، وكان يستقبله بترحاب شديد وهو يهتف: - - هلا هلا بالحبيب، هلا برفيق الشيخ، هلا بالضيف الغالي،كيفك وكيف صحتك؟
ثم صافح محمود بعدها، والذي رد عليه قائلاً:
-تسلم يا "قصير"، الله يسلمك من كل شر، انا بخير انتوا كلكم عاملين إيه، والشيخ منصور عامل إيه؟

قصير:
- والله الشيخ والكل بأفضل حال بفضل الله الكريم، والحين هو بروحه يطمنك عن احواله.
قالها ثم بدأ بالصياح بصوت عالٍ:

-شيخ منصور! يا شيخ منصور! حبيبك اجا يا شيخ، ضيف ماراح تصدق عيونك لشوفته.
اجلس ياراجل ليش واقف انت وجماعتك، اجلسوا.

وأشار لهم على شيء أشبه بالكرسي مصنوع من جريد النخل ثم نادى بصوت عالٍ:
-معزوزه! بنِت يا معزوزه!"

أجابته فتاة ممن يجلسون حول المواقد يطهون الطعام،
: اي يبه، شو بتأمر؟"

قصير:
-تعي هون.

تركت الفتاة مابيدها وجاءته تهرول ووقفت تعدل في غطاء رأسها، فقال لها قصير معترضًا:
- اتركي شيلتك ولا تشوشي مافي حدا غريب
مدي يدك سلمي بلاول، وردي سوي قهوة وقهوجي ضيوفنا.

معزوزه:
-تم يابوي من هالعين قبل هاي. قالتها ومدت يدها لمصافحة الجميع تباعًا، وما إن انتهت من المصافحة، حتى عادت مهرولة مرة أخرى من حيث أتت.

دقائق معدودة، وخرج من فتحة الخيمة شيخ كبير ذات لحية بيضاء وملامح وجه حادة، زادت الرعب في قلب عايده فور رؤيتها له، فأحتضنت ابنها خائفة وهي تنظر لهذا الرجل المخيف، وهمست لنفسها:

-يا رب، لا دا كتير! يعني لا مكان كويس، ولا ناس كويسين... يا رب لطفك."

وماأن خرج الرجل من الخيمة بكامل جسده حتى نظر لمحمود وصاح مُرحبًا:
- ياهلا، يامية هلا بالقناديل النوروا قبيلتنا، ياهلا بأحبابنا، ياهلا..."
وتقدم من محمود واحتضنه فرد عليه محمود بنفس لهجته: "هلا شيخ منصور، الله كيفك؟

منصور: صرت زين بشوفتك ياعزيز القلب والعين، ايش علومك يامحمود والله زمن ماريناك، ليش هي القطيعة كِلها؟
- والله مشاغل ياشيخ ماانت عارف كل حاجة. واديني جيت لما ربنا اراد.

ابتعد عنه منصور وأومأ لعايده برأسه مُرحبًا، ثم نظر للصبي وأردف قائلاً:
-هاد هو العليه العين؟

رد عليه محمود بتنهيدة:
-أيوه.. هو دا ابني آدم يا شيخ منصور.
منصور:
-بارك الله فيه وحفظه لك بحفظه ورعايته.
ثم أمال على الصغير وأشار له على الأطفال قائلاً:
-يا ولد، شايف الجمع هاك؟ يلا امشب لهم والعب معهم، العب بالصخال الصغيرة وتونس.

نظر آدم لأبويه، وبمجرد أن أومأ له أبوه بالموافقة،
تحرك مسرعًا باتجاه الأطفال. وما إن ابتعد كادت أمه أن تتبعه مهرولة خلفه، لولا أن منعها منصور بنبرته المحذرة:
-إياك تتبعينه.

نظرت له عايده ثم نظرت لزوجها راجية، فخفض محمود عينيه ولم يعر خوفها أي اهتمام، رغم أنه هو بذاته يشعر باضعاف خوفها،
ولكن عليه أن يمثل هذا الثبات أمامها وأمام الجميع، فلا خيار أمامه غير ذلك.

جلس منصور ثم قال لمحمود: "ماتجلس يارجال إنت وحرمتك إيش بيكم؟

جلس محمود ومن بعده عايده، وعيون الاثنين متعلقة بذلك البعيد الذي انطلق في اللعب مع باقي الأطفال بسعادة،
. فتنهد محمود، وردت عليه الأخرى بتنهيدة مشابهة، وهما يراقبانه بقلوب تنزف وجعًا، وانتبه كل منهما حين جاءت الفتاة بكاسات وإبريق وصبت القهوة وقامت بتقديمها لهم قائلة:
-"بالهنا."

محمود: "تسلم إيدك يا بنتي." ابتسمت له الفتاة وانصرفت، ثم بدأ منصور بشرب القهوة وهو يراقب ملامح عايده وحركة عينيها التي تتبع صغيرها، ثم مال على محمود فحدثه هامسًا:

-مرتك ما عندها جلد يا محمود، وراح تتعب وتتعبك كثير."

محمود:
-كلنا هنتعب مش بس هي يا شيخ منصور."

منصور:
-اسمع، تشرب قهوتك وتقوم تاخذها وتمشي من هنا سريع قبل ما ينتبه الولد ليكم."

قالها وعاود شرب قهوته.
أما محمود فوضع كاسته جانبًا ووقف ناظرًا إلى عايده التي هبت واقفة، ونظرت في اتجاه ابنها وهتفت بترجي:

-أرجوك يا محمود، أبوس إيدك، بلاش."

منصور:-
ام آدم، فراق الحين اهون من فراق كل السنين، روحي ولا تخافي ولدك عندي أمانه والشيخ منصور مايفرط بأمانته، توكلى علي ربك وغادري قبل لا يشوفك الولد ويتعلق بثوبك.

عايده:
- حرام يا ناس والله دا حرام.

منصور:
-حرام عالميخافون الله مو علينا، هيا يا محمود، خذها قبل لا الصغير ينتبه، ايش جاك واقف متل المضيع عقلة ورجوله ماعادت تتحرك؟! هياااا
نهره بقسوة فأمسك محمود بذراع عايده زوجته وجذبها غصبًا تحت اعتراضها المستمر ونظراتها المتوسلة وعباراتها المستعطفة له ان يرحم حالها وحال صغيرها،
ولكن هيهات، فقد تحجر قلبه واُصدر حكمه بنفي قطعة من روحه وروحها ولا يوجد للحكم معارضه او إستئناف.

وصل محمود بعايده الي السيارة اخيراً وبعد معاناة معها لكي تمشي معه،، وكان "منصور" يمشي بمحاذاتهم هو "وقُصير" وقام "محمود" بفتح باب السياره ودفعها بداخلها بكل قسوة،
واغلق الباب ثم ترك مهمة منعها من النزول من السيارة "لقصير" الذي ثبت الباب بيديه القويتان فبائت كل محاولاتها لفتحه بالفشل..

وقام هو بالالتفاف الى الجانب الآخر وصعد السياره وقام باغلاق ابوابها اتوماتكياً وما إن سمع "قصير" صوت القفل حتي ترك الباب وابتعد عنه مطمئناً فقد اُنهيت مهمته..

اقترب منصور من محمود وامال بجسده ليتقابل مع وجه محمود وهمس له مطمئنا وهو يري الخوف في عينيه :
-بعيوني وليدك لا تخاف اعليه،، والله وهالشارب ماراح يمسه سوء طول مافي نفس يطلع وينزل.
ولكن عند شرطنا.. لا تيجي عليه ولا تروح وتنساه، ولك علي اسلمك شاب مافي منه بكل القبايل..

محمود :
-وانا جايبه هنا ياشيخ وعارف ان مفيش مكان أءمنله من القبيلة ولا حد فالدنيا ممكن يخاف عليه ويحميه زيي ويمكن اكتر مني غيرك..
قالها وابتسم لمنصور وهز له منصور رأسه مؤيدا، ثم ابتعد عن السيارة،
لينطلق بها محمود،، بعد ان نظر نظرة اخيره الي ابنه يودعه،وكاد قلبه ينفطر وهو يراه قادما من بعيد نحو السيارة يجري ويصرخ، فكان لابد له ان يبتعد عنه قبل ان يصله.

وها هى صرخات عايده تهز اركان السيارة رداً على صرخات وليدها،،
وزلزلت قلبه وهي تتخبط وتنادي عليه بأعلى طبقات صوتهت،
فهو طفلها الثاني الذي تُحرم منه وماأصعب الفراق..إنه لشعور قاتل.

اما آدم فوقع يلهث على الارض بعد أن جري وصرخ كثيرا مناديا عليهم طالبًا منهم أن ينتظراه،
سقطت دموعه وهو يراهم يختفون عن ناظريه تاركينه في هذا المكان الغريب!
فهرول اليه قصير وقام بحمله من وسط الرمال الساخنه،،
ووصل اليهم منصور وأشار لقصير بأن يتبعه الي الخيمه باالصغير.

فنفذ قصير وتبعه حاملاً من تعلقت عيناه بحيث اختفى والداه وشهقاته تتوالى وتمنعه حتي من التنفس بشكل طبيعي، وينتظر عودتهم فى اي لحظة بالسيارة، فقد صور له عقله الصغير بأنهم نسوه ليس الا، وسيعودان لأخذه.

ولم يكن يعلم أن النسيان سيستمر لسنوات طويلة سيتعب من عدها لاحقاً.
عادت معه وهي مرغمة على ترك روحها وفلذة كبدها في الصحراء، تذرف دماء روحها عليه وهي تحاول تقبل فكرة انها لن تراه بعد اليوم،
وانها نفت قطعة منها بيديها وبكامل إرادة عقلها،
ولم تخضع لقلبها الذى جادلها بإستماتة حتي يثنيها عن قرارها هذا ويجعلها تقف في وجه الخوف معترضة.
ولكن للأسف خوفها من فقدان دائم جعلها تتقبل فكرة الفقد المؤقت، وأن عزائها الوحيد انه حي يرزق، حي يتنفس، حي بقلب ينبض.

نظر اليها محمود زوجها بشفقة واردف:
- مش كفايه عياط ياعايده بقالك ساعات عيونك مااخدوش هدنه، كفايه ياحبيبي عشان عنيكي، وبعدين احنا مش اتفقنا واقتنعنا يبقى لزمتها ايه الدموع دي؟

-غصب عني يامحمود دا ابني ابني

- وعشان ابنك وأبني، وعشان غالي علينا لازم نتحمل فراقه.. احنا مفارقينه عشان يعيش ياعايده وميحصلش مروان اخوه ويموت فى ظروف غامضه واحنا عارفين مين اللي موته ومنقدرش نتكلم.

- وهو دا اللي مصبرني على كل اللي بيحصل ده.. بس الولد هيتبهدل اوي يامحمود..
تفوهت بها وعادت تنحب بصوت عالٍ قطع نياط قلبه، وعلى إثره كادت دموعه أن تهطل هو الاخر ولكنه كبحها، لان هذا ليس الوقت المناسب لإظهار ضعفه، فالأيام قادمة وهناك متسع من الوقت للضعف والإشتياق والندم والحسره، وجل عزاءه هو أيضاً أنه يجب أن يتحمل لأجل إبنه ووريثه الوحيد وفلذة كبده التي قرر المحافظة عليها مهما كلفه الأمر.

وصلا اخيراً إلي القصر وترجلو من السياره، وكان الجميع في إستقبالهم، يحي اخيه وزوجته واولاده واخته مديحه، والذين هبوا واقفين ماإن رأوهم عائدون بدون آدم..
فهرول اليه اخيه يحيى متسائلاً في لهفة:
- ابنك فين يامحمود، الولد مش معاكم ليه؟
فأجابه محمود وهو يشيح بوجهه بعيداً عنه:
-آدم سافر يايحى ومش هيرجع تاني، سفرته عشان يتربى في بلد اجنبي ويتعلم هناك ويرجع راجل يعرف يحمي نفسه ويستلم ممتلكات ابوه.
نطق محمود بهذه الكلمات وعلى اثرها تراجع يحيي خطوتان للوراء وهو مذهول وقد تحولت ملامحه للغضب التام كمن ضربه برق فمزق أوصاله، وأردف بصوت متحشرج:

- بتقول ايه يامحمود؟ بعت الولد فين؟
- سفرته دوله اجنبيه يايحى، ايه مبقتش تسمع ولا ايه؟
وهنا تقدمت مديحه اختهم واردفت بعدم تصديق:
- انت بتخرف بتقول إيه يامحمود، ازاي سفرت طفل لبد تانيه لوحده؟ وانتِ ازاي ياعايده تطاوعيه وتخلي ابنك يبعد عن حضنك!
انتو اكيد اتجننتو عالأخر، بقى انتوا ام وأب انتو وعندكم مشاعر امومه وأبوه؟
هتنامي ازاي وانتي مش عارفه ابنك نايم ولا صاحي، جعان ولا شبعان، متغطي ولا بردان؟
هدر بها محمود بغضب جلي، فهو يعلم انها الآن تحاول الضغط على مواضع الألم لدى زوجته لتشعرها بمرارة وقسوة تصرفها:
- مديحه اسكتي لو سمحتي، وبعدين احنا عارفين احنا بنعمل أيه، واكيد انتي مش هتكوني أحن من أم على ابنها، وأصلاً متتكلميش علي مشاعر أمومه انتي مجربتيهاش ولا هتجربيها طول عمرك، ولا عندك علم بيها.
انهي كلماته المتلاحقة وصمت يلتقط انفاسه، فشهقت شقيقته وتراجعت للخلف واضعة يدها على فمها وهي غير مصدقة بما تفوه به شقيقها.. فهل تشمت بها تواً وعايرها بإنها عاقر لا تنجب الاولاد؟
ولم تكن لكلماته القاسية اثر علي شقيقته فقط، بل كانت صاعقة للجميع، فمحمود للمرة الأولى يكون بهذة القسوة!
امسكت عايدة ذراعه وهزته علها تعيده لصوابه ويدرك مدى خطأة، فابعد يدها عن ذراعه ونقل عيونه بين الجميع مؤكداً لما قال، فهو من اليوم لن يسكت لمن يتسبب بالألم لزوجته منهم، فيكفي ماعانته من الم بسببهم وماعاناه هو أيضاً.

تقدمت نحوه زوجة اخيه فريال بعد ان صمت الجميع واردفت بهدوئها المعتاد ورخامة صوتها الذي يخفى وراءة سعيراً من شر وحقد هو يعلمه جيداً:
- اهدا يامحمود مش كده، دول عمة الولد وعمه بيسألو عليه عشان يطمنوا، احنا فاهمين إن فراق ابنك مأثر على اعصابك، بس مينفعش تفقد اعصابك على اقرب الناس ليك، ومديحه كل اللي تقصده بكلامها إنها خايفه على الولد من الغربه والمرمطه في بلد غريب ملوش فيه حد، وانه يتيتم من اهله وهما علي وش الدنيا، وكل دا عشان ايه ومفيش اي اسباب تستدعي ده؟
نظر اليها محمود وخُيل اليه أنه ينظر لرأس الافعى وكل من حولها هم البدن والزيل الذين يتحركون اينما يوجههم هذا الرأس السام، فاردف وهو يحاول ان يستدعي هدوئه المفقود:
-عارف انهم بيسألو بس طريقة السؤال مستفزه، وكمان مش من حق حد يعقب على تصرفاتي او تصرفات مراتي، وخصوصاً في حاجه تخص ابننا،
إحنا الادرى بمصلحته وعارفين بنعمل إيه كويس، ولا كنتوا عايزنا نسيبه هنا لغاية مايموت مسموم بسم تعبان زي اخوه وتتقيد الحادثه ضد مجهول واحنا عارفين ومتاكدين انها بفعل فاعل، ويتفرق دمه علي الكل وميبقاش حيلتنا غير الحسره علي ضنانا وشوية شك نشكهم فى كل واحد شويه من غير دليل؟
يحى:
-لسه الافكار الشيطانيه اللي زرعتها مراتك فدماغك ناحية اخواتك حيه مماتتش بعد كل السنين دي يامحمود؟ لسه بتشك فينا واننا إحنا اللي ورا موت إبنك؟ طيب مسألتش نفسك إحنا ليه هنعمل كده في حين اننا لو بالقسوة والشر دا وبيهون علينا دمنا كنا خلصنا منك إنت واستولينا علي كل حاجه ولا إبنك ولا مراتك كانوا هيقدروا يقفوا فوشنا، ويمكن كنا اتخلصنا منهم بعد كده عادي جداً.

محمود:
-يمكن عشان الوصيه.. ومتقولش وصية. ايه وتعمل نفسك مش عارف، لاني متاكد انكم كلكم عارفين بأمر الوصيه، وهي إن اموالي من بعد موتي لابني ومراتي ومن بعدهم للجمعيات الخيريه.. يمكن عشان كده منفذتش اللي بتقول عليه ده.
يحي بغضب:
-ظالم وهتفضل طول عمرك ظالم.

محمود:
لا ابداً انا لا ظالم ولا بحب الظلم، انا لا باجي على حد ولا ببص للي فأيد حد ولا بتدخل في شئون حد، فلما اجي اتحكم فاللي ملكي المفروض محدش له إنه يتدخل.
فريال:
- لاحظ انك كده بتتكلم بإسلوب ذل يامحمود وبترمي كلام على إننا محتاجينلك وقاعدين في خيرك واننا عشان كده لازم نحط جزم في بوقنا ونسكت ومنتدخلش فاي حاجه حتي بدافع المحبه وصلة القرابه.

محمود:
-اييوه هو دا بالظبط اللي اقصده.. ودلوقتي باب القصر مفتوح واللي حابب يفضل يفضل بأدبه واحترامه وسكوته، واللي مش حابب يتفضل من غير مطرود.. واكيد كلكم فاكرين منسيتوش إن القصر دا في الاساس بتاع عايده مراتي واحنا كلنا ضيوف عندها، فياريت نتعامل ونتصرف تصرفات الضيف ونعرف اداب الاستضافه، زي ماصاحبة البيت بقالها سنين فاتحالنا بيتها وبتكرمنا إكرام الضيف وزيادة، وهي مش ملزمه، بس دا عشان هي بنت اصول ومتربيه كويس.

انهى حديثه وامسك بذراع زوجته ودلف بها الى القصر، وترك الثلاثة وراءه صامتين، وبرغم هدوئهم الظاهري، إلا انه يعرف حق المعرفة ان قلوبهم تتخبط قهراً وغيظاً الآن بين اضلعهم كمن أصابهم مس، ويرى ان هذا اقل مايستحقون، بل ويدعوا الله في قلبه ان يذيدهم قهراً، فهم كالشوكة في حلقه لا يستطيع إبتلاعهم أو إخراجهم، ولأجل أن يكونوا دوما نصب عينيه ويراقبهم جيداً يسمح لهم للآن المكوث في بيته والاكل من خيره، برغم انهم هم من ازهقوا روح إبنه البكري واسكنوا الحسرة في قلبه.

وصلا إلى غرفتهم واخيراً ارتمت عايده على تختها مستجدية لبعض الراحة بعد يوم مضني من التعب النفسي والبدني، واغمضت عيناها وهي تري طيف ابنها يتجسد لها وهو يصرخ عليها منادياً مستعطفاً اياها من بعيد فارداً لها ذراعيه لكي تعود وتأخذه معها..
،وتتسائل ترى ماذا يقول عنها وعن ابيه الآن ، باي كم من الخذلان يشعر ،
وكيف لقلبه الصغير ان يتحمل تلك المشاعر التي لا تتحملها القلوب البالغة من الكِبر اشدها؟

استسلمت اخيراً للنوم هرباً من كل هذه التساؤلات ،وهرباً من هذا الشعور المقيت الذي يعتصر روحها ، غفت وهي تستمع لصوت عقلها الذي بدا يهتف لها مصبراً:
-هذا هو الصواب وهذا ما سيُبقيه على قيد الحياة ،واي شعور آخر غير شعور الفقد بالموت هو اهون واخف. إعتادي على هذا ويكفيكي بأن انفاسه في الحياة ومازال قلبه ينبض.

إجتمع يحي وزوجته فريال واخته مديحه في غرفة مديحه ومقر إجتماعاتهم الدائم، نظراً لبعدها عن الحديقة ولا تُعطي اي مجال للتنصت من احد المتطفلين وسماع مايدور بداخلها، فهي تشبه في سريتها غرفة عمليات حروب..
يحى:
-ازاي يخفي الولد عننا فجاة كده ووداه فين ، وليه اختار الوقت دا بالذات! دانا بقالي سنه بخطط وتقريباً جهزت كل حاجه وكان كلها شهر وهتحصل الصدفه اللي محدش كان هيشك فيها ابداً.
فريال:
-اخوك فتح وفهم اللعبه المرادي وسبق بخطوه ،وخطوته دمرت لينا كل حاجه بنخططلها وكل ترتيباتنا باظت.
مديحه:
-طيب والحل ايه دلوقتي؟
يحيى :
-مفيش حلول غير ان اللي رسينا عليه يتنفذ ،الولد انا هعرف مكانه باي طريقه ،هحط محمود وعايده مراته تحت المراقبه24 ساعه في اليوم ،كل حاجت هتكون تحت عيني تحركاتهم كلامهم تليفوناتهم مراسلاتهم وحتي زوارهم ..دي قضية حياتي ومستقبل اولادي وانا لايمكن هضحي بيه واتخلا عن احلامي بسهوله كده.
مديحه:
_هو بس لو يدينا جزء من كوم الفلوس اللي علي قلبه دا كل واحد فينا يفتحله مشروع احنا هنبعد عنه لوحدنا، ونسيبله ابنه ونخرج من حياته ،انما طول ماهو راكب دماغه وبيقول ملكوش حاجه عندي وناسب فضل كل الفلوس اللي عنده دي لمراته احنا مش هنسيبه فحاله..

هو مين اللي علمه وصرف عليه لحد ماوصل للمنصب اللي عن طريقه عرف عايده واتجوزها؟ مش ابونا.

والفلوس اللي صرفها عليه دي مش كانت من حقنا كلنا وهو خصه بيها وكان يحرمنا من حاجات كتير في سبيل انه يعلمه ويصرف عليه، وكان يقول محمود املنا كلنا..
،يبقى احنا شركا في كل قرش يعمله محمود طول عمره ،لاننا دافعين تمنه مقدماً.
فريال:
-فعلاً يامديحه وهو دا اللي دايماً بقوله لاخوكي ،كل قرش مع محمود انتوا ليكم حق فيه.

وقف يحيى واخذ يتمشي في الغرفة ذهاباً وإياباً وهو يفكر ياترى من اين يبداً بالبحث ،وهل ياتري لاي بلد ارسل اخاه محمود ابنه ،ومع من ،وكيف ومتي وبأي وسيلة سفر؟!

أما في الباديه ،وسط الرمال الشاسعة والاجواء القاسية التي لا يتحملها سوى البدو الرحالة سكان البوادي قاطني الخيام..

عاد الشيخ منصور بعد ان ودع مرسال اتي يزف اليه خبراً وانصرف
فوقف امام خيمة قصير ونادى بأعلي طبقات صوته:
قصير.. ياقصير تعا هون.
خرج قُصير مسرعاً:
- ها ياشيخ أومرني.
منصور:
خد الرجال وروح حدر الشيخ محجوب المونه وصلت وبده حدا يروح يستلمها.
قُصير:
-يافرج الله، حالاً ياشيخ اعتبرها جايه بالطريق.
تحرك قصير وترك الشيخ منصور يتلفت حوله باحثاً عن الصغير الذى رآه جالس اسفل شجرة نخيل، مستند عليها ككهل نال منه التعب واضنته سنوات عمره الكثيرة، فتنهد وهو يهمس في قرارة نفسه:
والله الفراق صعيب ياغلام، لكن بحالتك لابد منه،، الله يصبر قلبك الصغير ياوليدي.
أما آدم فقد كان سابحاً في افكاره وهو يتطلع على كل شيئ حوله بغرابة..
،فهو انتقل بين ليلة وضحاها من عالم لعالم آخر مختلف كلياً يشبه ذاك الذي كان يقراء عنه في كتب الاساطير وحكايات اليس في بلاد العجائب.

وبعد مرور ثلاثة ايام

قضاهم.آدم في إنتظار دائم اثار اقدامه باتت في كل مكان حول الخيام وهو يتفقد جميع الإتجاهات ولا يعلم ابواه سيأتوا من اي إتجاه ،والليل يمضيه وهو جالس لا يخالط النوم جفونه ،متأهب لصوت سيارة ابيه، الذي حتماً سياتي لأخذه ولكن بالتاكيد حدث شيئ قوي منعه من ذلك ،فبدا شعور الغضب منهم لانهم تركوه يتحول لشعور بالخوف عليهم.من مصير مجهول منعهم عنه.

صاح قُصير بعد أن رأي الصغير يكاد يموت جوعاً:
-معزوزة حضري الطعام للعويل.
(معزوزه جهزي الاكل للصغار)
اتت معزوزه بالطعام الذي كانت تغرفه بالفعل، ووضعته امام الأطفال وذهبت،
ودعا قُصير الصغار لتناول الطعام، فتكالب الاطفال على الطعام ماعدا آدم الذي لم يقترب من الطعام، ورفض ان يتناول أي شيئ مهما حاول معه قصير وسائر الأولاد..

،فهو يشعر بغصة في حلقه ومرارة تجعل طعم اي شيئ مر لا يُطاق.

،بدا جسده في النحول ووجهه ظهرت عليه علامات الشحوب ،واختفي اللون الأحمر من وجنتيه وشفتاه اصابهم التشقق من قلة شرب الماء ،فهو اضرب عن كل شيئ وكانه يُخبر الجميع بانه بدون ابواه لا يريد العيش.

جلس قُصير بجانب الشيخ منصور واردف وهو يتطلع إلي الفتي بشفقة علي حاله:
-الوليد له ثلاث ايام ماضاق الزاد في فمه وخايف عليه ياشيخ.

الشيخ منصور:
-اتركه بالجوع ماعليك بيه، تو يتكالبن عليه مصارينه وياكل
ولو يلقاك وكل ياكلك.

-بس القساوة تولد العداوة ياشيخ
العويل مازال صغير ولاكانت هاذي عوايدة
(بس ليه القسوه ياشيخ دا طفل صغير ومش متعود على كده)

منصور:
-بوه جابه لنا عشان يترجل وهاد مايتم غير بعد نقسى عليه ونشقيه في دروبنا وكهوفنا ويتعلم كيف يعيش وحش وسط وحوش البشر اللي شرهم فاق سباع الصحاري

(ابوه جابه هنا عشان نقسى عليه ونعلمه يعيش في احلك الظروف ويتعلم قوانين البقاء وسط البشر اللي شرهم فاق شر وحوش الصحاري)

مر اليوم وأشرقت شمس اليوم الرابع،
فخرج الصغار جميعهم يسعون كُل على مهمته، فمنهم من أخذ العنم يرعاها، ومنهم من ذهب يملأ ويحضر الماء من البئر، ومنهم من ذهب ليحلب الماعز،
أما النساء فبدأن في تجهيز طعام الإفطار،
وبعد ساعة او اقل إجتمع الصغار جميعاً، وقامت النساء بوضع الطعام لهم، فكان آدم اليوم اول الجالسين وبدأ في تناول الطعام بنهم وإستعجال!
وكأنه يأكل في آخر زاده، فنظر اليه الشيخ منصور واردف لقصير الذي كان يراقب هو الآخر مبتسماً:
-جاك الكلام، اهو قرصه الجوع وياكل رغم انفه.
قُصير:
-ايوالله ياشيخ صدقت.
نظر منصور إلي قُصير واردف بجدية وقد اختفت ابتسامته:
- تتركه يومين يسترد فيهم عافيته وبعدها خده وعلمه كيف يقنص، واحويه بملكة الافاعي ،وبالعقرب الاسود، وبعد تحويه من الافاعي والعقارب ذوقه من سمومهم بالتدريج اريد مايحوق فيه ولا سم سوا كتر ولا قل.
قُصير:
-علم ياشيخ.
نظر الاثنان نحو سيارة سوداء آتية من بعيد، فتقدم نحوها الشيخ منصور فهو يعلم من صاحبها ومن الذي ارسله،
فذهبا لإستقباله الاثنين معاً، وبعد السلام والترحيب، وعلم الشيخ منصور أن هناك من سيحل عليه ضيف اليوم نظر لقصير واردف:

-ياقصير اذبح ناقة صغيرة وبلغ الصبايا يطيبوها. اليوم الشيخ مهيوب وجماعته نازلين ضيوف علينا
وانصب خيمه للضيوف ووتي القعدة ونبه على الشباب مايبعدو فب السهرة،حتى يخدموا على الضيوف.
قصير:
-امرك ياشيخ.

وذهب في إتجاه النساء ملبياً لأمر الشيخ:
-قصير : ياصبايا وتو(جهزو) ارواحكم اليوم عندنا عزومة كبيرة
والشيخ يخبركم
بيضو وجهه قدام الضيوف ،التفت لزوجته وشاف وجهها متوجع
سألها ايش فيك؟
لتكوني هتديريها اليوم وتولدي!،
اجابته:
- ماندري لكني متوجعة شوي طمن بالك انت وانا وقت ماربي يريد بالفرج هنخش الخيمة وبعد ربي يرزقني بالعطية نطلع نكمل حوستي مع الصبايا
قصير:
-الله يعينك ويقويكي وتجيبيلي الوليد الرابع بإذن الله
مكاسب:
- الله كريم وهو الوهاب وشو مايعطي نحمدوه عليه.

غادر قُصير وهو غير راضٍ على ماتفوهت به زوجته مكاسب، فهو يكره إنجاب الفتيات حاله كحال كل رجال الباديه ويريد جيش من الرجال يستند عليه في كبره.

اخذ بعض الشباب وذهب لذب. ح الناقة وتجهيزها للطبخ، وفي هذه الاثناء كان الشيخ منصور يجلس مع المرسال يتبادلا الاحاديث وهم في انتظار قدوم الشيخ مهيوب..

وتبسم منصور وهو ينظر إلي آدم الذي بدا يندمج مع الأولاد،

واخذ يراقبه وهو يذهب معهم للبئر ليغترف الماء وينقله مثلهم الي النساء ليقوموا بأعمال الطبخ والتنظيف ،واردف لقصير الذي كان يراقبه هو الآخر معه:

وها قد بدا العصفور ينفض ريشه ويستعد للتحليق في سما البوادي ويعرف كيف يعيش فيها.
بتوقع ماراح ياخد وقت طويل حتى يصير واحد من اهل البوادي ..الجاي مهمتك إنت ياقُصير ..بدي الولد يتعلم القنص والصيد اول شي متل ماخبرتك..
تاخده لمكان بعيد وماتاخد معك من الزاد شي ،بس المي وتعلمه اول درس من دروس البقاء إن اللي بده يعيش لازم يحارب لاجل حياته،

واول حربه راح تكون حرب مع الجوع. والليله بدك تحويه.
قصير:
تأمر ياشيخ.
انتظر قصير الى ان حل الليل ونام الجميع، فدلف الي الخيمة التي ينام فيها آدم مع باقي اطفال البادية من الذكور ،واخذ يتفحص النيام واحداً واحداً حتي عثر عليه من بينهم ،

فإقترب منه رويداً رويداً وفتح جعبته الصغيرة ومد يده بداخلها واخرج منها ثُعبان اسود متوسط الحجم ،امسكه بطريقة معينة غير آبه للدغات الثعبان المتتالية في يده ،
وقربه من آدم ،وضغط علي عنق الثعبان ليؤلمه حتي إذا لدغ يُخرج كل ماتبقي في جسده من سُم ،وبمجرد ان قربه من وجه الصبي حتي اخرج الثعبان لسانه الدافئ الذي لامس خد الصبي ففتح عيناه على الفور من هذا الشعور اللزج الذي إقشعر له بدنه ،
وما ان راي الثعبان امام عينيه حتي صرخ صرخة مدوية ايقظت جميع من بالخيمة ،
ولكن قصير لم يابه لأحد ،فهذه فرصة بالنسبة له صعب تكرارها ،
فقرب الثعبان من أذن الصبي وجعله يغرز انيابه فيها ويبث من سمه ماجعل الصبي يفقد وعيه في الحال.
استيقظ رابح كحال الجميع علي صرخة آدم واعتدل بجزعه ينظر ليرى ماذا هناك، وما أن رأى الثعبان في يد عمه قُصير وعرف نوعه حتي صرخ بفزع كمن لدغه هو الثعبان وقال:
-عم قصييير هاد صل اسود خبيث وايش سويت انت؟
قصير لم يلتفت له ولم يهتم لما يقوله وكان مشغول بإعادة الثعبان للجعبة، فخرج رابح مهرولاً الي خيمة الشيخ منصور ودخلها دون استئذان في سابقة لم تحدث من قبل، وتحدث بصوت افزع الشيخ منصور:
الحق ياشيخ العم رابح لدغ الضيف آدم بثعبان صل اسود.
اعتدل منصور وقد كادت عيناه يخرجا من محجريهما فزعاً واردف وهو يلبس خفه ليتحرك مغادراً الخيمة في عجلة:
الله لا يوفقك ياقصير.. صل أس؟ لعنة الله عليك ياشيخ قلتلك ملكة الافاعي ماقلتلك صل اسود.
وما أن وصل الي خيمة الصغار ودلف داخلها حتى رأي ماكان يتوقعه، فها هي الفقاعات تخرج من فم الصبي وجسده يرتجف ويصارع الموت، فنظر الى قُصير واردف:

-ويش سويت ياعديم العقل ويش سويت، ضيعت أمانة الشيخ منصور؟

يتبع....
https://darmsr.com/2024/11/20/%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d9%82%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d8%a8%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84%d8%a9-%d8%ac%d9%85%d9%8a%d8%b9-%d9%81%d8%b5%d9%88%d9%84/