بابُ الدّعاء للمُسافر من كتاب الشَّوق والفِراق:
بأيمنِ طالعٍ وأسرِّ طائر، لا كَبا بك مركبٌ ولا اشتَّ بك مذهبٌ ولا تعذَّر عليك مطلب، سهَل اللّٰه لك المسير وآمل لك القَصد، وطَوى لك البُعد بمسرّةِ الظَّفر وكرامة المُدّخر.. على الطائر الميمون والكوكبِ السَّعد!
بسهولة المطلب ونجاح المُنقلَب، كان اللّٰه لك في سفرك خفيرًا وفي حضَرك ظهيرًا، رعاك اللّٰه دائبًا ودانيًا وحيثُ دارت بك النّوى، بسعيٍّ نجيحٍ وأوبٍ سريحٍ، سرَّ اللّٰه بأوبتك أهلك ولا تزالُ آمنًا، مقيمًا وظاعنًا بأسعد جَدٍّ، وأنجح مطلَب وأسرّ مُنقلب وأكرم بدأة، وأحمد عاقبةٍ..
"في كَنفِ اللّٰه وفي سِترهِ
من ليسَ يخلو القلبُ من ذِكره"
"سِرّ بسَعد السُّعود في صُحبة الواحد الصّمد
وابقَ في العزِّ والعُلوّ إلى آخر الأبَد"
بأيمنِ طالعٍ وأسرِّ طائر، لا كَبا بك مركبٌ ولا اشتَّ بك مذهبٌ ولا تعذَّر عليك مطلب، سهَل اللّٰه لك المسير وآمل لك القَصد، وطَوى لك البُعد بمسرّةِ الظَّفر وكرامة المُدّخر.. على الطائر الميمون والكوكبِ السَّعد!
بسهولة المطلب ونجاح المُنقلَب، كان اللّٰه لك في سفرك خفيرًا وفي حضَرك ظهيرًا، رعاك اللّٰه دائبًا ودانيًا وحيثُ دارت بك النّوى، بسعيٍّ نجيحٍ وأوبٍ سريحٍ، سرَّ اللّٰه بأوبتك أهلك ولا تزالُ آمنًا، مقيمًا وظاعنًا بأسعد جَدٍّ، وأنجح مطلَب وأسرّ مُنقلب وأكرم بدأة، وأحمد عاقبةٍ..
"في كَنفِ اللّٰه وفي سِترهِ
من ليسَ يخلو القلبُ من ذِكره"
"سِرّ بسَعد السُّعود في صُحبة الواحد الصّمد
وابقَ في العزِّ والعُلوّ إلى آخر الأبَد"
إلهي من الخذلان أن أظنَّ أن تدبيري لنفسي أصلحُ من تدبيرك، كيف يكون هذا الظنُّ صوابًا والعجز منِّي ظاهرٌ والقدرة منك شائعة.. هيهات!
أسلمتُ لك وجهي سائلًا رِفدك وأضرعت لك خدي طالبًا فضل ما عندك وهجرتُ كل من ثناني إلى غيرك -أي هجرت كل من حاول أن يصرفني عن طاعتك- وكذَّبتُ كل من أيأسني من خيرك، وعاديت فيك كلَّ من أشار إلى سواك.
- التوحيدي
أسلمتُ لك وجهي سائلًا رِفدك وأضرعت لك خدي طالبًا فضل ما عندك وهجرتُ كل من ثناني إلى غيرك -أي هجرت كل من حاول أن يصرفني عن طاعتك- وكذَّبتُ كل من أيأسني من خيرك، وعاديت فيك كلَّ من أشار إلى سواك.
- التوحيدي
صَبابَة.
- معنى «عسل على قلبي» عند شعراء الغزل العذري: يقول قيس بن الملوّح (مجنون ليلى): "حلالٌ لِلَيلى شَتْمُنا وانتقاصُنا هنيئًا ومغفورٌ لِلَيلى ذُنوبُها." ويقول جميل بثينة: "وبثنةُ قد قالت، وكلُّ حَديثِها إلينا ولو قالت بسوءٍ مُمَلَّحُ." وقال كُثيّر عزة: "هنيئًا…
يلَذُّ لي كلُّ شيءٍ منهُ يُؤلِمُني
إنَّ الإساءةَ عندي منهُ إحسانُ
- البهاء زهير
إنَّ الإساءةَ عندي منهُ إحسانُ
- البهاء زهير
Forwarded from 「 مِدادُ الأدَب 」
ألا إن شهركم قد أخذ في النقص، فزيدوا أنتم في العمل | ابن رجب.
عَشرٌ أواخرُ تُذهبُ الأحزانا
تُنجي الكئيبَ البائسَ الحَيرانا
لكنَّ في تلكَ الأواخرِ غصّةً
أنّا نُودّعُ بعدَها رمضانا!
- عبدالله زمزم
تُنجي الكئيبَ البائسَ الحَيرانا
لكنَّ في تلكَ الأواخرِ غصّةً
أنّا نُودّعُ بعدَها رمضانا!
- عبدالله زمزم
هي البُرءُ والأسقامُ والهمُّ والمُنى
وموتُ الهوى في القلبِ منِّي المبرِّحُ
إذا غيَّر النأيُ المحبِّين لم يكَدْ
رَسيسُ الهوى مِن حبِّ ميَّةَ يَبرَحُ
فلا القُربُ يُبدي من هواها ملالةً
ولا حُبُّها إن تنزحِ الدار ُينزحُ
- ذو الرُمَّة
وموتُ الهوى في القلبِ منِّي المبرِّحُ
إذا غيَّر النأيُ المحبِّين لم يكَدْ
رَسيسُ الهوى مِن حبِّ ميَّةَ يَبرَحُ
فلا القُربُ يُبدي من هواها ملالةً
ولا حُبُّها إن تنزحِ الدار ُينزحُ
- ذو الرُمَّة
يفِرُّ من السُّلوانِ وهو يُريحُهُ
ويأوي إلى الأشجانِ وهي تَكُدُّهُ
- البارودي
أأطمعُ في السّلوّ ونار حزني
لها في كل جارحةٍ ضِرامُ!
- البُحتري
ويأوي إلى الأشجانِ وهي تَكُدُّهُ
- البارودي
أأطمعُ في السّلوّ ونار حزني
لها في كل جارحةٍ ضِرامُ!
- البُحتري
إذا لعِبَ الغرامُ بكلِّ حرٍّ
حَمِدتُ تجلُّدي وشَكَرتُ صبري
وفضّلتُ البعادَ على التداني
وأخفيتُ الهوى وكتمتُ سرِّي
- عنترة بن شداد
حَمِدتُ تجلُّدي وشَكَرتُ صبري
وفضّلتُ البعادَ على التداني
وأخفيتُ الهوى وكتمتُ سرِّي
- عنترة بن شداد
أخلاق المُحب الصادق:
لا تُفشِ سِرَّ فتاةٍ كُنتَ تَألَفُها
إنَّ الكَريمَ لها راعٍ وإن تابا
- بشار بن برد
يقولونَ خَبِّرنَا فَأَنتَ أَمِينُهَا
وما أنا إنْ أَخبَرتُهُم بِأَمِينِ
- قيس بن الملوح
أموتُ وألقى اللهَ يا بَثْن لم أبح
بسرّكِ والمُستَخبِرونَ كثِيرُ
- جميل بثينة
أنا عنكِ ما أخبرتهم، لكنهم
لمحوكِ تغتسلين في أحداقي
- نزار قباني
لا تُفشِ سِرَّ فتاةٍ كُنتَ تَألَفُها
إنَّ الكَريمَ لها راعٍ وإن تابا
- بشار بن برد
يقولونَ خَبِّرنَا فَأَنتَ أَمِينُهَا
وما أنا إنْ أَخبَرتُهُم بِأَمِينِ
- قيس بن الملوح
أموتُ وألقى اللهَ يا بَثْن لم أبح
بسرّكِ والمُستَخبِرونَ كثِيرُ
- جميل بثينة
أنا عنكِ ما أخبرتهم، لكنهم
لمحوكِ تغتسلين في أحداقي
- نزار قباني
Forwarded from صَبابَة.
-السلوّ- :
أهمّ بأن أقول وَدِدْتُ أَنِّي
سلوتُ فما يطاوعني لساني
- بشار بن برد
قالوا لو تشاء سلوتَ عنها
فقلتُ لهم فأنِّي لا أشاءُ
- عنترة بن شداد
زعمتم بأني قد سلوتُ وصالكُم
فَلِم ذَرَفَتْ عَيني ولِم شابَ مفرقي
- ديك الجن
ولا سلوتُ، ولم أهممْ، ولا خطرتْ
بالبالِ سَلْوَاكِ في ماضٍ ولا آت
- أحمد شوقي
كذَبتُ على نَفسي فحَدّثتُ أنّني
سلوتُ لكيما ينكروا حينَ أصدُقُ
وما عن قِلىً مني ولا عن مَلالَةٍ
ولكِنّني أُبقي عليكِ وأُشفِقُ
- أبو الفضل بن الأحنف
زعمتْ بأني قد سلوتُ، ولو درتْ
أَنْ لَمْ أَجِدْ مِنْ حُبِّهَا مُتَعَرِّضا
- عمر ابن أبي ربيعة
لَم أسلُ عنكَ ولم أخُنكَ ولَم يكن
في القلبِ عندي للسُّلوِّ مكان
لكنْ رأيتكَ قد مَلِلتَ زيارتي
فعَلمتُ أن دواءكَ الهجران
- العباس بن الأحنف
أهمّ بأن أقول وَدِدْتُ أَنِّي
سلوتُ فما يطاوعني لساني
- بشار بن برد
قالوا لو تشاء سلوتَ عنها
فقلتُ لهم فأنِّي لا أشاءُ
- عنترة بن شداد
زعمتم بأني قد سلوتُ وصالكُم
فَلِم ذَرَفَتْ عَيني ولِم شابَ مفرقي
- ديك الجن
ولا سلوتُ، ولم أهممْ، ولا خطرتْ
بالبالِ سَلْوَاكِ في ماضٍ ولا آت
- أحمد شوقي
كذَبتُ على نَفسي فحَدّثتُ أنّني
سلوتُ لكيما ينكروا حينَ أصدُقُ
وما عن قِلىً مني ولا عن مَلالَةٍ
ولكِنّني أُبقي عليكِ وأُشفِقُ
- أبو الفضل بن الأحنف
زعمتْ بأني قد سلوتُ، ولو درتْ
أَنْ لَمْ أَجِدْ مِنْ حُبِّهَا مُتَعَرِّضا
- عمر ابن أبي ربيعة
لَم أسلُ عنكَ ولم أخُنكَ ولَم يكن
في القلبِ عندي للسُّلوِّ مكان
لكنْ رأيتكَ قد مَلِلتَ زيارتي
فعَلمتُ أن دواءكَ الهجران
- العباس بن الأحنف
وَيَحسُنُ قُبحُ الفِعلِ إن جاءَ مِنكُمُ
كما طابَ رِيحُ العُودِ وهو دُخَانُ
- بهاء الدين زهير
يعدّ عليَّ العاذلون ذنوبهُ
ومن أين للوجهِ المليحِ ذنوبُ؟
- أبو فراس الحمداني
كما طابَ رِيحُ العُودِ وهو دُخَانُ
- بهاء الدين زهير
يعدّ عليَّ العاذلون ذنوبهُ
ومن أين للوجهِ المليحِ ذنوبُ؟
- أبو فراس الحمداني
هُمُ الأحبة إن جاروا وإن عدلوا
فَلَيسَ لي معدلٌ عنهم وإن عدلوا
وكل شيءٍ سواهم لي به بَدَلٌ
منهم، وَمالي بهم من غيرهم بَدلُ
إني وإن فتتوا في حبهم كبدي
باقٍ عَلى ودهم راضٍ بما فعلوا
شربتُ كأس الهَوى العُذريّ من ظمأٍ
وَلذّ لي في الغَرام العسل وَالنهلُ
فَليت شعري وَالدنيا مفرِّقةٌ
بين الرفاق وأيام الورى دُوَلُ
هَل ترجعُ الدارُ بَعدَ البُعدِ آنسةً؟
وَهَل تعود لنا أيامنا الأُوَلُ؟
يا ظاعنين بِقَلبي أينما ظعنوا
وَنازلين بِقَلبي أينَما نَزَلوا
ترفّقوا بفؤادٍ في هوادجكم
راحَت به يوم راحَت بالهَوى الإبلُ
فَو الَّذي حجت الزوار كعبتهُ
ومن ألمّ بها يَدعو وَيبتهلُ
لَقَد جَرى حبكم مَجرى دَمي فَدمي
بعد التفرق في أطلالكم طللُ
- البرعي
فَلَيسَ لي معدلٌ عنهم وإن عدلوا
وكل شيءٍ سواهم لي به بَدَلٌ
منهم، وَمالي بهم من غيرهم بَدلُ
إني وإن فتتوا في حبهم كبدي
باقٍ عَلى ودهم راضٍ بما فعلوا
شربتُ كأس الهَوى العُذريّ من ظمأٍ
وَلذّ لي في الغَرام العسل وَالنهلُ
فَليت شعري وَالدنيا مفرِّقةٌ
بين الرفاق وأيام الورى دُوَلُ
هَل ترجعُ الدارُ بَعدَ البُعدِ آنسةً؟
وَهَل تعود لنا أيامنا الأُوَلُ؟
يا ظاعنين بِقَلبي أينما ظعنوا
وَنازلين بِقَلبي أينَما نَزَلوا
ترفّقوا بفؤادٍ في هوادجكم
راحَت به يوم راحَت بالهَوى الإبلُ
فَو الَّذي حجت الزوار كعبتهُ
ومن ألمّ بها يَدعو وَيبتهلُ
لَقَد جَرى حبكم مَجرى دَمي فَدمي
بعد التفرق في أطلالكم طللُ
- البرعي
أدرك البدو في صحراءهم المتشاسعة منذ الأزل أن الشاعر شخص آخر غير ذلك الذي تجري القصيدة على لسانه وتُنسب له دائمًا، فهم عندما يطلبون من شاعر ما قصيدة له يقولون: "ماذا يقول الشاعر؟"، فيبدأ الشاعر بكلمة "يقول" في توافق ضمني على أن مُلقي القصيدة غير شاعرها.
وهذا وعي دقيق بالحالة الشعرية وإن لم يكن إدراكًا صريحًا، حيث أن القصيدة تنبت في لا وعي صاحبها وتكتسب معارفها ولغتها وتصوراتها وقيمها من ذلك الوعي الذي لا يُمثل بالضرورة صاحبه الذي تجري على لسانه بل هو متعدي للوعي الجمعي الذي يُعبر عنه، فهم لا يؤاخذون الشاعر على فحشه في الغزل، ولا على قُبحه في الهجاء، ولا يُحاكمونه على منظومته الأخلاقية التي يعبر عنها، فالنص الشعري لدى البدو -وهم نسخة العرب الأصلية- منتج اجتماعي متجاوز للفرد، ومُعبر عن حالاتهم المشتركة، وتفكيرهم الجمعي، فلا عجب وأسلافهم كانوا يحتفون بالشاعر المُجيد إن ظهر فيهم، يُصدرونه في مجالسهم، ويُقدمونه في مشاهدهم، ليس لأنه يُنافح عنهم بالضرورة ولكن لأنه يُعبر عنهم ويأخذ الكلام من ألسنتهم والأفكار من رؤوسهم، فهو هم بأكملهم في كينونةٍ واحد.
ولا يزال الشاعر شخصيةً اعتبارية في المخيال البدوي، وفي الحياة الاجتماعية، يؤدب الصغار، وتقتدي به الشبيبة، وينطقُ بما تؤمن به السادة وتُصنع به القيمة، وإن لم يكن فعله يوافق قوله، فالشاعر غير الشخص الذي يتلبسه وينطق بكلامه.
هذا الفصل السليقي بين الشاعر وحامله يتعامل معه العقل البدوي بتلقائية تامة لأن الشعر مُنتجه الحضاري الأبرز فلا يجد إشكالاً في تلقيه واستيعابه وفهم ظلاله، كما يظهر عند النقاد الذين نبتوا في غير بيئته أو استنبتوا في بيئته بقوّة الشهادة العلمية والاعتبار الأكاديمي، فقليلٌ أولئك الذين يُمسكون هذا الخيط الدقيق الذي يُمسكه البدوي في صحرائه سليقةً ليذهب به إلى لُب العمل الشعري دون التعثر في عتبات صاحبه.
ولا عجب إن وجدت نفور البدو من القراءة النقدية، أو محاكمة النص وفق القواعد النقدية العلمية، سواءً شاعرهم أو متلقيهم فهذه طبيعتهم مع كل مِهنة، ولذلك اشتقوا لها اسمها من المَهَن وهو الامتهان والاحتقار، فهم منحازون بفطرتهم نحو السليقة في كل شؤون حياتهم استجابةً لصحرائهم التي لا تعترف إلا بالفوضى المقروءة، وكانوا يستعيبون المعرفة بالكتابة والقراءة لذات السبب، كما فعل ذو الرمة مع كاتبه، ويرون التمام في الأُمية، اتساقًا مع معارفهم وعلومهم الشفوية والتي لا تبقي المرء أسيرًا لها في معيشته وحركته وتفكيره بل ويتخذون من مواليهم كُتابًا وقراءً لرسائلهم وعقودهم، ولذلك كان رسولهم في أكمل صورةٍ يرتضونها لأنفسهم.
وهذا وعي دقيق بالحالة الشعرية وإن لم يكن إدراكًا صريحًا، حيث أن القصيدة تنبت في لا وعي صاحبها وتكتسب معارفها ولغتها وتصوراتها وقيمها من ذلك الوعي الذي لا يُمثل بالضرورة صاحبه الذي تجري على لسانه بل هو متعدي للوعي الجمعي الذي يُعبر عنه، فهم لا يؤاخذون الشاعر على فحشه في الغزل، ولا على قُبحه في الهجاء، ولا يُحاكمونه على منظومته الأخلاقية التي يعبر عنها، فالنص الشعري لدى البدو -وهم نسخة العرب الأصلية- منتج اجتماعي متجاوز للفرد، ومُعبر عن حالاتهم المشتركة، وتفكيرهم الجمعي، فلا عجب وأسلافهم كانوا يحتفون بالشاعر المُجيد إن ظهر فيهم، يُصدرونه في مجالسهم، ويُقدمونه في مشاهدهم، ليس لأنه يُنافح عنهم بالضرورة ولكن لأنه يُعبر عنهم ويأخذ الكلام من ألسنتهم والأفكار من رؤوسهم، فهو هم بأكملهم في كينونةٍ واحد.
ولا يزال الشاعر شخصيةً اعتبارية في المخيال البدوي، وفي الحياة الاجتماعية، يؤدب الصغار، وتقتدي به الشبيبة، وينطقُ بما تؤمن به السادة وتُصنع به القيمة، وإن لم يكن فعله يوافق قوله، فالشاعر غير الشخص الذي يتلبسه وينطق بكلامه.
هذا الفصل السليقي بين الشاعر وحامله يتعامل معه العقل البدوي بتلقائية تامة لأن الشعر مُنتجه الحضاري الأبرز فلا يجد إشكالاً في تلقيه واستيعابه وفهم ظلاله، كما يظهر عند النقاد الذين نبتوا في غير بيئته أو استنبتوا في بيئته بقوّة الشهادة العلمية والاعتبار الأكاديمي، فقليلٌ أولئك الذين يُمسكون هذا الخيط الدقيق الذي يُمسكه البدوي في صحرائه سليقةً ليذهب به إلى لُب العمل الشعري دون التعثر في عتبات صاحبه.
ولا عجب إن وجدت نفور البدو من القراءة النقدية، أو محاكمة النص وفق القواعد النقدية العلمية، سواءً شاعرهم أو متلقيهم فهذه طبيعتهم مع كل مِهنة، ولذلك اشتقوا لها اسمها من المَهَن وهو الامتهان والاحتقار، فهم منحازون بفطرتهم نحو السليقة في كل شؤون حياتهم استجابةً لصحرائهم التي لا تعترف إلا بالفوضى المقروءة، وكانوا يستعيبون المعرفة بالكتابة والقراءة لذات السبب، كما فعل ذو الرمة مع كاتبه، ويرون التمام في الأُمية، اتساقًا مع معارفهم وعلومهم الشفوية والتي لا تبقي المرء أسيرًا لها في معيشته وحركته وتفكيره بل ويتخذون من مواليهم كُتابًا وقراءً لرسائلهم وعقودهم، ولذلك كان رسولهم في أكمل صورةٍ يرتضونها لأنفسهم.
بدءًا من العصر الجاهلي، وصولاً إلى عصرنا الحاضر بين الفصيح والنبط، شاع عند الشعراء التغزّل بالشَّعر إلى أن أصبحت عادة لديهم ويكاد لا يخلو ديوان أي شاعر من بيت أو بيتين يتغزل فيه بشَعر المحبوبة.
يقول عمر بن أبي ربيعة -عراب الغزل-:
«تقول يا عمّتا كُفّي جوانبهُ
ويلي بُليتُ وأبلى جيدي الشَعَرُ
مثل الأساود قد أعيا مواشطهُ
تضلُّ فيهِ مداريها وتنكسرُ»
«وفرعٍ يزينُ المتنَ أسود فاحِمٍ
أَثيثٍ كقنوِ النَّخلةِ المُتَعَثكِلِ
غَدائِرُهُ مُستَشزراتٌ إلىٰ العلا
تَضِلُّ العقاص في مُثنًّى ومُرسَلِ!»
– امرؤ القيس
وفي صورة شعريّة فريدة، تميّز بها بن زويبن:
«والشَعر يلمع على الضيّ من قوّ الشقار
بشت أميرٍ تو أمير الرياض مومّره»
وفي صورة شعريّة أخرى فذة وبوصف الشَعر -ليل- لكن ليل مختلف، يقول محمد آل شواي:
«وليلٍ يتوه الليل فيه وينوبه
من -كسوة الكعبة- خصايل شعرها»
واستطرادًا في وصفه -ليل- عنترة يقول:
«ويطلع ضوء الصبح تحت جبينها
فيغشاه ليلٌ من دجى شعرها الجَعدِ»
لذلك سعود مهدي قال:
«كم نهارٍ ليّله مجدولك و غيّب كيانه
أفحمٍ مافيه صبح إلا يخاف إنك تفلّه»
يقول عمر بن أبي ربيعة -عراب الغزل-:
«تقول يا عمّتا كُفّي جوانبهُ
ويلي بُليتُ وأبلى جيدي الشَعَرُ
مثل الأساود قد أعيا مواشطهُ
تضلُّ فيهِ مداريها وتنكسرُ»
«وفرعٍ يزينُ المتنَ أسود فاحِمٍ
أَثيثٍ كقنوِ النَّخلةِ المُتَعَثكِلِ
غَدائِرُهُ مُستَشزراتٌ إلىٰ العلا
تَضِلُّ العقاص في مُثنًّى ومُرسَلِ!»
– امرؤ القيس
وفي صورة شعريّة فريدة، تميّز بها بن زويبن:
«والشَعر يلمع على الضيّ من قوّ الشقار
بشت أميرٍ تو أمير الرياض مومّره»
وفي صورة شعريّة أخرى فذة وبوصف الشَعر -ليل- لكن ليل مختلف، يقول محمد آل شواي:
«وليلٍ يتوه الليل فيه وينوبه
من -كسوة الكعبة- خصايل شعرها»
واستطرادًا في وصفه -ليل- عنترة يقول:
«ويطلع ضوء الصبح تحت جبينها
فيغشاه ليلٌ من دجى شعرها الجَعدِ»
لذلك سعود مهدي قال:
«كم نهارٍ ليّله مجدولك و غيّب كيانه
أفحمٍ مافيه صبح إلا يخاف إنك تفلّه»
وأنا أقرأ في ديوان مجنون ليلى وقعت على بيتٍ له يقول فيه:
«أُراعي نُجومَ اللَيلِ سَهرانَ باكِيًا
قَريحَ الحَشا مِنّي الفُؤادُ فَريد»
وأود أن ألفت النظر إلى جملة -أراعي نجوم الليل- وهي جملة وُجدت لوصف طول ليل العاشقين، وقد وظفها شعراء عدة منهم ابن خفاجة، حيث قال:
«أراعي نجوم الليل حبًا لبدره
ولست كما ظنّ الخليّ منجّما»
وعنترة حيث قال:
«أراعي نجومَ الليلُ وهي كإنها
قواريرٌ فيها زئبق يترجرجُ»
والبارودي له بيت جميل يقول فيه:
«أبيتُ أرعى نجوم الليل في ظُلَمٍ
يخشى الضّلالة فيها كل مُدَّلِج!»
والنابغة الذبياني له بيتٌ جميل كذلك يقول فيه:
«تطاول حتى قلت ليس بِمُنقَضٍ
وليس الذي يرعى النُجومَ بِآئِبِ»
ولقيس بن ذريح بيت يخاطب فيه لبنى:
«سَلي الليل عنّي كيف أرعى نجومهُ
وكيف أُقاسي الهمَّ مُستَخْلِيًا فَرْدَا»
ولعمر عراب الغزال بيت:
«نام الخَلِيُّ وبتُّ غير موَسَّدِ
أرعى النجوم بها كفعل الأرمدِ»
وختاماً كما قال الملك الضليل:
«ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي
بصُبحٍ وما الإصباحُ منك بأمثلِ»
«أُراعي نُجومَ اللَيلِ سَهرانَ باكِيًا
قَريحَ الحَشا مِنّي الفُؤادُ فَريد»
وأود أن ألفت النظر إلى جملة -أراعي نجوم الليل- وهي جملة وُجدت لوصف طول ليل العاشقين، وقد وظفها شعراء عدة منهم ابن خفاجة، حيث قال:
«أراعي نجوم الليل حبًا لبدره
ولست كما ظنّ الخليّ منجّما»
وعنترة حيث قال:
«أراعي نجومَ الليلُ وهي كإنها
قواريرٌ فيها زئبق يترجرجُ»
والبارودي له بيت جميل يقول فيه:
«أبيتُ أرعى نجوم الليل في ظُلَمٍ
يخشى الضّلالة فيها كل مُدَّلِج!»
والنابغة الذبياني له بيتٌ جميل كذلك يقول فيه:
«تطاول حتى قلت ليس بِمُنقَضٍ
وليس الذي يرعى النُجومَ بِآئِبِ»
ولقيس بن ذريح بيت يخاطب فيه لبنى:
«سَلي الليل عنّي كيف أرعى نجومهُ
وكيف أُقاسي الهمَّ مُستَخْلِيًا فَرْدَا»
ولعمر عراب الغزال بيت:
«نام الخَلِيُّ وبتُّ غير موَسَّدِ
أرعى النجوم بها كفعل الأرمدِ»
وختاماً كما قال الملك الضليل:
«ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي
بصُبحٍ وما الإصباحُ منك بأمثلِ»
«فظلَّ يُصلي على محمد ﷺ حتى تلاشى حُزنه، و طابت نفسه، ثُمّ دعى ربّه فأجابه»
اللهم صلِّ وسلم على الحبيب المصطفى.
اللهم صلِّ وسلم على الحبيب المصطفى.
Forwarded from صَبابَة.
لطيفة عجيبة أوردها الشيخ الشنقيطي رحمه الله قال:
«إنّ الصّلاة على النّبيّ ﷺ تُعدُّ من برِّ الرجل بأبيه، وذلك أنّ الملَك الذي يبلغ النّبي ّﷺ صلاة النّاس عليه يقول:"يا محمد إنّ فلان بن فلان يصلي عليك".
فيكون المرء سببًا في ذكر اسم أبيه عند النبيﷺ، وهذا من أعظم البرّ والإحسان»
«إنّ الصّلاة على النّبيّ ﷺ تُعدُّ من برِّ الرجل بأبيه، وذلك أنّ الملَك الذي يبلغ النّبي ّﷺ صلاة النّاس عليه يقول:"يا محمد إنّ فلان بن فلان يصلي عليك".
فيكون المرء سببًا في ذكر اسم أبيه عند النبيﷺ، وهذا من أعظم البرّ والإحسان»
أُثِرَ عن العرب قولهم -في حقِ أنفسهم-:
"لا تدعِ العربُ الشعرَ حتى تدعِ الإبلُ الحنينَ"
ولا أعلم مأساة أشد من أن يحتشد في قلب امرئ مسلم شاعرية العرب وحنين جمالهم، فإنَّه لا مناص -إذًا- ولا سلوى، إلا من التقنع بلثام الغلظة والعبوس، وتَمثُّلِ قول البحتري:
"إِذا سِرتُ عنهم ليلةً أوتليَّها
عرفتُ اغتِرابي في حَنينِ جِمالي"
"لا تدعِ العربُ الشعرَ حتى تدعِ الإبلُ الحنينَ"
ولا أعلم مأساة أشد من أن يحتشد في قلب امرئ مسلم شاعرية العرب وحنين جمالهم، فإنَّه لا مناص -إذًا- ولا سلوى، إلا من التقنع بلثام الغلظة والعبوس، وتَمثُّلِ قول البحتري:
"إِذا سِرتُ عنهم ليلةً أوتليَّها
عرفتُ اغتِرابي في حَنينِ جِمالي"
قال الأصمعيّ: لم يبتدئ أحدٌ مرْثِية بأحسن من ابتداء أوس بن حجر:
أيتها النفسُ أجْمِلي جزَعا
إنّ الذي تحْذرين قد وقَعا
أيتها النفسُ أجْمِلي جزَعا
إنّ الذي تحْذرين قد وقَعا