مدونة كامو للروايات والقصص
37.9K subscribers
1.67K photos
3 files
114K links
كل الروايات الالكترونية متوفرة على مدونة كامو
كل ما عليك زيارتنا ❤️
Download Telegram
مقدمه
تعُد الخيانه جرح غائر لايندمل مهما مر عليه الزمن يترك أثراً يجعلك تتذكره دائما، تعلمنا أن الثقة كنز نادر وأن من يخونك قد سلب منك شيئاً غالياً لايقدر بثمن
في هذه الحكاية، صفحات تحمل بين طياتها قصصًا عن وعود انكسرت وآمال تحطمت هنا تجد العطاء والحب، وبالمقابل، تجد الخيانة والغدر فهل للخيانة ثمن؟
ستعرف ثمن الخيانة عندما تقرأ سطورًا كُتبت بجروح تقطر حزنًا، وبدموع بللت صفحات الأيام التي مرت بألم وندم.

----------------------------------------------------------------------
نظرات الحزن الذي تكسو ملامح هذا الشاب، الذي لم يتعدَّ عمره الثلاثين، ويحمل بين يديه طفلته ذات الثلاثة أعوام، يحتضنها بشدة وقد نامت بين أحضانه وضعها في تختها برفق كي لا تستيقظ، ووضع عليها الغطاء وأغلق ضوء الغرفة إلا من ضوء خافت خرج بهدوء كي لا يوقظها، ونظر حوله، ظلام قد خُيَّم على حياته منذ أن تركته زوجته وخانته، وبقلبٍ أقسى من الحجر تركت طفلتها مع والدها، فهي قد ملَّت الحياة معه، وبكل بجاحة وفُجر اعترفت بخيانتها وتركته بعد أن طلبت الطلاق فلم تجد لها رادعًا
جلس على أقرب أريكة يتذكر الأيام التي تعرَّف فيها عليها، وكيف لم يرَ غير جمالها ولم ينظر إلى أخلاقها، مع تحذير كل من حوله منها، ولكن الحب أعماه طغت مشاعره على أي كلام قد سمعه ولم يصدق أحدًا، فهي كانت كالسحر الذي جذبه دون وعي، وقع في شباكها كصيادٍ ماهر يعرف كيف يصطاد فريسته ومتى ينقض عليها، يلتهمها فلا يتركها إلا جيفة عفنة تحوم حولها الضباع والحشرات.
خبطات متتالية على باب المنزل أفزعت الصغيرة من نومها استيقظت والدته مهرولة إليه بخوف، وسألت:
_ خير يا يحيى؟ فيه إيه؟
_ مش عارف يا أمي، أرجوكِ شوفي بيسان، بتعيط، وأنا هفتح الباب
ذهبت الأم بخوف إلى حفيدتها تحملها وتهدهدها، بينما توجّه يحيى لفتح الباب بخوف شديد وعندما فتحه، تفاجأ برجال الشرطة أمامه قال أحدهم:
_ أنت يحيى سليمان المتولي؟
_ أيوه، حضرتك في حاجة؟
_ أيوه، مطلوب القبض عليك بتهمة قتل طليقتك حلا رمضان راجي.
ضربت والدة يحيى صدرها وصرخت قائلة:
_ لا! ابني! واخدينه فين؟ ابني ما يعرفش يأذي نملة! لا، استنوا! سيبوا ابني! ابني ما عملش حاجة!
احتضن يحيى والدته وقال مطمئنًا:
_ اهدي يا أمي، أنا فعلاً ما عملتش حاجة اهدي يا حبيبتي إن شاء الله هيظهر الحق، أنا بريء بس كلمي خالي مصطفى يخلي حسين يجيبلي محامي
_ حاضر، يا بني
ذهب يحيى معهم إلى مركز الشرطة، وعندما وصل، أمر الضابط بإلقائه داخل الحجز والتحفظ عليه لحين إبلاغ مأمور القسم بوجوده، أمر المأمور بإيداعه الحجز لحين التحقيق معه
جلس يحيى ينظر أمامه في الفراغ بشرود شعر بقشعريرة تضرب جسده وروحه فجأة، أغمض عينيه فرأى نورًا في وسط الظلام الكاحل طيفٌ مضيء اقترب منه، وامتدت يد الطيف نحوه بصوت هادئ يقول:
_ ما تقلقش يا يحيى أنت في أمان هي اللي خانتك، وكان لازم تاخد حقك جرحتك في كرامتك أنا هساعدك، ما تقلقش
_ بس أنا ما قتلتهاش...
لكن الصوت بدأ يبتعد، والطيف انسحب معه، تاركًا جملة واحدة تتردد في أذنه:
_ ما تقلقش، أنا هخرجك
فتح يحيى عينيه على صوت الباب يُفتح كان العرق يتصبب من كل أنحاء جسده، أمامه وقف أحد العساكر، وقال:
_ يحيى سليمان المتولي، قوم معايا علشان تقابل وكيل النيابة
وضع العسكري الأصفاد في يديه وأخذه نحو مكتب وكيل النيابه
خبطات صغيرة على باب مكتب الضابط وبعد السماح له بالدخول أدى العسكري التحيه العسكريه، قائلاً
_المتهم يحيى سليمان يافندم
_فك أيده ياعسكري واقفل الباب وراك
ينظر الضابط في أوراق أمامه، يقلبها بكل هدوء مما جعل يحيى يشعر بالتوتر أكثر
ترك الضابط مابيده وأشار إلى يحيى قائلاً
_اقعد
جلس يحيى والعرق يتصبب منه رغم برودة الجو
قال الضابط وهو ينظر إليه
_اسمك وسنك وعنوانك
_اسمي يحيى سليمان المتولي، عندي ٢٨ سنه، ساكن في السيده زينب
_ ليه قتلت طليقتك حلا رمضان راجي؟
_أنا ماقتلتهاش صدقني يافندم أنا مطلقها بقالي سنه ليه هقتلها دلوقتي
_علشان تنتقم، قولت تطلقها وتستنى فتره، وبعدين تقتلها علشان تبعد الشبهه عنك
صمت تام حل المكان ولم يستطع يحيى نطق كلمة واحدة
ضرب الضابط المكتب بقوة مما أجفل يحيى لفعلته وقال:
_ماتنطق يالا قتلتها ليه
_أنا مش هتكلم إلا بوجود محامي
_اااه قولتيلي محامي، وياترى هتجيب محامي ولا تحب نوكل ليك محامي من عندنا
_متشكر يافندم خالي هيجيب محامي
بالفعل لم ينتهي الحديث وخبطات على الباب، بعدها دخل العسكري قائلا
_في واحد برا يافندم اسمه مصطفى وبيقول معاه محاميه
_دخلهم ياعسكري
عقد يحيى حاجبيه وقال لنفسه "محاميه ياخالي دي اكيد مجايب حسين الكلب"
دخلت المحاميه وعلى وجهها ابتسامة بشوشه وقالت
_انا حنين منصور حاضره عن المتهم يحيى سليمان
_اتفضلي حضرتك
_ممكن تسمحلي أطلع على أوراق القضيه واقعد مع المتهم شويه
قالت المحامية بعد أن أخذت مكانها في المقعد أمام يحيى:
_ "إنت بقى يا يحيى المفروض تحكيلي على كل حاجة قبل ما نشوف هنعمل إيه الفترة اللي جاية"
رد يحيى بنبرة يملؤها الألم:
_ عايزاني أقولك إيه؟
قالت بنبرة جادة:
_ تقولي الحقيقة
تنهد يحيى وقال:
_ الحقيقة إني ما قتلتهاش واحدة خاينة ما تستاهلش إني ألوث إيدي بدمها
رَأَفَت المحامية بحاله وقالت بهدوء:
_ علشان كده بقولك، لازم تحاسب على كلامك قدام الضابط أي كلمة هتقولها ممكن تتحسب ضدك وتأكد التهم الموجهة ليك
نظر إليها يحيى بتوتر وسأل:
_ هو ممكن أعرف هما لقوها مقتولة فين؟
ردت المحامية:
_ لسه ما عرفتش التفاصيل كلها الجثة في المشرحة والتقرير الطبي هيطلع بكرة، كمان التحقيق في مسرح الجريمة شغال، اللي اتهمك هو منصور عزت لأنه كمان متورط وموجهة له التهمة
انتفض يحيى قائلاً:
_ دا الكلب اللي خنتني معاه، اكيد هو اللي قتلها أنا ذنبي إيه؟ ليه تتهموني أنا؟
ردت المحامية:
_ "التهمة موجهة ليكم أنتم الاتنين، وكمان قال في التحقيقات إن انت عملت كدا علشان تنتقم منهم،عموما هو اتحول على النيابة العامة، وإنت احتمال كبير تترحل انت كمان، ما تقلقش أنا معاك
نظر إليها يحيى برهة، ثم شرد يفكر في الطيف الذي زاره قائلاً: "ما تقلقش" نفض أفكاره وقال:
_ طيب، إيه العمل دلوقتي؟
أجابته المحامية بحزم:
_ دلوقتي هياخدوك الحبس، والضابط هيحولك على النيابه لاستكمال التحقيقات وان شآء الله خير هتخرج من هنا قريب
أمر الضابط بحبس يحيى أربعة أيام على ذمة التحقيق، لحين توفر الأدلة الكافية لإدانته أو إثبات براءته.
أما حنين، فبعد أن اطمأنت، تابعت التحقيق مع يحيى، وطالبت بمطالعة الأدلة الأولية، وأقوال الشهود، بالإضافة إلى تسجيلات كاميرات المراقبة الموجودة في العمارة.
داخل الحبس، جلس يحيى شارداً، غارقاً في ذكريات لم يكن يتوقع يوماً أن توصله إلى هذا المصير
قبل خمس سنوات، كان يجلس في أحد المقاهي التي اعتاد لقاء أصدقائه فيها في نهاية الأسبوع، مستغلاً إجازته من العمل رغم حصوله على شهادة في التجارة، لم يجد وظيفة حكومية، فلجأ إلى الأعمال الحرة، متنقلاً بين عدة أماكن، لكنه لم يرتح لأي منها حتى استقر في العمل بأحد المطاعم مع أحد أصدقائه
رآها لأول مرة عندما مرت أمام المقهى، تخطو بثبات، خطواتها واثقة، وكأنها غزال ينساب برشاقة فوق الأرض كانت جميلة وفاتنة بحق، ورغم أنه رأى العديد من النساء، إلا أن تلك الفتاة لم يكن لها مثيل لا يدري ماذا فعلت به، لكنها سلبت عقله وآسرته من اللحظة الأولى
في ذلك الوقت، كانت والدته تبحث له عن عروس منذ فترة، لكنه لم يكن يهتم أما الآن، فقد حان الوقت ليقرر الزواج، ولكن عليه أولاً معرفة من تكون تلك الفتاة
ظل يراقبها أياماً حتى عرف مكان بيتها لاحظت وجوده مع الوقت، وتعرف عليها، ثم بدأ يتحدث معها عبر الهاتف تعلّق بها وبحديثها وطريقتها الساحرة
ذات يوم، ذهب إلى والدته وأخبرها برغبته في الزواج فرحت كثيراً، لكن حين علمت بهوية الفتاة، بدت مترددة، فسألها:
_ مالك يا أمي؟ حاسس إنك مش مبسوطة لما عرفتي هي مين؟
_ يا ابني، أبوها في السجن
_ وإيه يعني، والبنت ذنبها إيه؟
_ مش ذنبها، لكن سمعت كلام عنهم مش كويس، والناس بتقول إنها بنت مايعَة ومايصَة
_ بس أنا بحبها، وعايز أتجوزها، ولما أجيبها بيتي هغيرها
_ والله يا ابني، أنت حر، بس أنا خايفة عليك تندم بعدين قلبك طيب، وشايف الناس كلها طيبة
_ خلاص يا أمي، أنا مصر على قراري
_ ربنا يكتب لك الخير، يا حبيبي بكرة هروح أخطبها لك
_ بجد يا أمي؟
_ طبعاً، يا روح أمك، أنت عندي أغلى من أي حاجه
جرت الأمور بكل سهولة، وتمت الزيجة بزواجي منها، ظننت أنني ملكت الدنيا وما فيها وفي خضم أفكاري، فُتح باب الزنزانة ودخل العسكري قائلًا:
يحيى حسين المتولي، عندك زيارة
خرجت، فوجدت أمي تحمل ابنتي الصغيرة، ويكسو وجهها الحزن، وبرفقتها خالي مصطفى
احتضنتني أمي وهي تبكي قائلة:
_عامل إيه يا حبيب أمك؟
_كويس يا أمي
ردَّ الخال مصطفى برفق وربَّت على كتفي قائلًا:
_أنا كنت مع المحامية يا بني، وهي طمنتني، وقالت إن النيابة أصدرت تصريح بفحص الكاميرات الموجودة في العمارة اللي وقعت فيها الجريمة كمان سألوا عنك، والناس كلها بتشكر فيك وفي أخلاقك ما تقلقش يا حبيبي
_ربنا يخليك ليا يا خال، تعبتك معايا
ثم توجَّه إلى والدته، وهو يحمل صغيرته، قائلًا:
_خلي بالك من بيسان يا ماما، وأي حاجة أنتِ محتاجاها ابعتي لحسين، هو قال إنه هيقف في المحل الفترة دي لحد ما يلاقي حد يقف مكانه كتر خيره
حاضر يا بني، ما تحملش هم، ربنا يرجعك بالسلامة
انقطع الكلام بعد سماعهم العسكري وهو يقول:
انتهت الزيارة.
.............................................
منذ أن دخل يحيى الحبس وهو شارد دائمًا حاول أكثر من شخص التحدث معه داخل السجن، لكنه كان يمتنع عن الكلام ، تقدم نحوه رجل عجوز وجلس بجانبه، وأخرج علبة تدخين، ثم مد يده بسيجارة ليحيى، الذي رفضها قائلًا:
_شكرًا، ما بدخّنش
أعاد الرجل السيجارة إلى جيبه مرة أخرى، ثم مدّ يده قائلًا:
_محسوبك عمك سرحان
لم يردّ عليه يحيى، بل عاد إلى شروده مرة أخرى تنهد سرحان قائلًا:
_بص يا بني، أيًّا كان السبب اللي انت جاي علشانه، فأنت أكيد من وجهة نظرك عملت الصح
نظر إليه يحيى نظرة تعجب، فأكمل العجوز حديثه:
_ما تبصليش كده، معلوم حكم البني آدم مننا مقسوم نصين: نصّ عايز دايمًا يعمل الصح ويفضل ماشي فيه، والنصّ التاني بيعمل الغلط، يا إما بيحاول يبعد عنه، يا إما عاجبه وبيفضل ماشي فيه الأسباب اللي جابتك هنا أكيد بالنسبالك مقنعة، لكن بالنسبة لغيرك.. ضيّعت نفسك
كاد يحيى أن يتحدث، لكنه نظر إليه بحزن، ثم عاد إلى شروده مرة أخرى تركه الرجل وذهب ليجلس في مكان آخر .
...................................................
يجلس على مكتبه يتفحص أوراق القضيه اللتي بيده، خبطات رقيقه على الباب هو يعرف مصدرها خلع عنه نظارته وابتسامه على وجهه قائلا :
_اتفضلي ياحنين ادخلي
_ازيك ياريس، ممكن آخد من وقتك دقيقتين تلاته أربعه كدا
ضحك آدم من طريقتها، فمهما كان متعباً تأتي هي بمرحها تزيل عنه أي تعب
_خدي وقتي وعمري كله ياحنون
كساها الخجل كعادتها ولم تستطع الرد
ضحك من خجلها مرة أخرى وقال:
_ها، إيه ياستي عملتي ايه في القضيه
_بص ياسيدي دي تقارير الطب الشرعي ومع تحريات النيابه وكمان خليت إسلام يسأل في المنطقه بتاعته عنه وكمان راح عند العماره وسأل عنه في حد شافه بواب العماره يعرفه أو شافه قبل كدا
_هايل ياحنين وبعدين
_اقرا بقى وشوف التقارير وصلت لايه يحيى دا هيخرج منها براءه، بس مش عارفه ليه حاسه ان في حاجه ناقصه في القضية دي
رن هاتفها نظرت إلى الإسم وابتسمت إلى آدم وقالت، دا رأفت أنا هقوله يجي على هنا وتيجي معانا البيت تتغدى ونكمل بكرا ها قولت إيه وكمان هشوفه وصل لايه
_ماشي ياستي، رغم إن عارفك، لو رفضت هتزعلي وأنا مقدرش على زعلك وكمان أتفق معاه على كتب كتابنا
ابتسمت حنين بخجل وقالت
_اللي تتفقوا عليه انا موافقه، ثم خرجت من المكتب بسرعة من شدة التوتر والخجل
......................................................
يجلس رأفت وبجواره حنين ويجلس أمامهم آدم، بعد الإنتهاء من تناول وجبة الغداء، بدأت حنين بالكلام
_بم إننا متجمعين إحنا التلاته فأنا عايزه اسألك شوية أسأله ياحضرة وكيل النيابه
انخرط رأفت وآدم في ضحك شديد لم يستطيعا تمالك نفسيهما وقال رأفت ومازال يضحك
_اتفضلي اسألي ياحضرة المحاميه
_إيه الجديد في قضية يحيى سليمان المتولي
اعتدل رأفت قليلاً في مكانه وقال:
_مستني تقرير الطب الشرعي وكمان لقينا كاميرات المراقبة الموجوده في مدخل العماره بايظه وكمان حارس العماره في أجازه بقاله شهر وماجابوش حد بداله لأن سكانها معظمهم بخله جدا ومافيش حد في العماره دي بيحب التاني ومحدش يعرف عن حد حاجه، وبعدين خدي بقى ياست انتي، اومال فين إسلام، مش دا العصفور بتاعك انتي والاستاذ آدم
_أيوه ماهو أنا عارفه المعلومات دي أنا عايزه الجديد
_ياستي أنا وكيل نيابه وانتي محاميه، اديلك اسرار شغلي ليه، اجتهدي وشوفي شغلك ياحنين وبعدين انتي جايباني علشان تسأليني في الشغل، ماتشوف خطيبتك ياآدم ولا عاجبك كلامها
رد آدم بحماس
_بمناسبة اللمه الحلوه دي أنا عايزه أتجوز كفايه خطوبه كدا أنا زهقت، بص بقى أنا عايز كتب الكتاب والفرح الشهر الجاي
فتحت حنين عينيها على آخرهم من كثرة الاندهاش وتوقفت الكلمات في حلقها من المفاجأة
عندما حل عليهم الصمت قال آدم وهو يتأملهم
_مالكم ياجماعه متنحين ليه هو أنا بقولكم معادله وجايبكم تحلوها بقولك، عايز كتب الكتاب والفرح الشهر الجاي
نظر رأفت إلى أخته قائلاً
_ها ايه رأيك ياحنون في الكلام دا
صمتت حنين قليلاً وقالت:
_اللي انت تقول عليه يارأفت، بس كنت عايزه القضيه اللي في إيدي دي تخلص الاول
_خلاص ياستي نكتب الكتاب الاسبوع دا وبعد القضيه ماتخلص، نعمل الفرح ها أنا شايف دلوقتي مالكيش أي حجه
_خلاص انا موافقه
.......................................................
طرقات على باب مكتبها، سمحت له بالدخول، فعندما وجدته يحمل أشياء بيده ابتسمت بشده وقالت في فضول
_ها يا إسلام عملت ايه ؟
_كل حاجه تمت بتمام ياأستاذه، روحت سألت الناس اللي حوالين العماره بس لقيت ست كبيره في العماره اللي قصاد العماره اللي حصل فيها الجريمه بتقعد في البلكونه ليل نهار ولما لمحتها طلعت خبطت عليها، طلع الست دي تعرف بلاوي عن المنطقه كلها، تعرفي يا استاذه انا كنت خايف تكون مخاوية وتكون عارفه عني حاجه دي قالتلي تعال اقرالك الفنجان بس انا مارضتش والله انتي قولتيلي "كذب المنجمون ولو صدقوا"
صح يا أستاذه
_صح يا إسلام، المهم بعد الرغي دا كله فين المفيد
_لامؤاخذه يا أستاذه، كل اللي انتي عايزاه جوا الظرف دا، أصل من كتر رغيها قومت مسجل ليها وهي بتتكلم
_جدع يا إسلام يالا روح اعملي فنجان قهوه واستعد لما اطلبك في أي وقت
_تحت أمرك ياأستاذه
_فتحت حنين الظرف، وجدت به فلاشه وهاتف وبعض الصور
وضعت الفلاشه في الحاسوب الخاص بها جحظت عينيها وذهبت إلى آدم داخل مكتبه ودخلت دون استئذان، جفل منها آدم ووقف متعجباً من دخولها فجأة هكذا، وقالت بسرعه دون أن تعطيه أي فرصة للكلام
_معايا أدله فيها براءة يحيى
_طايب اهدي واقعدي وفهميني كدا كل حاجه
_بص ياسيدي رأفت قالي لما تفحصو الكاميرات كانت متعطله ودي مش أول مره تتعطل وقال إن السكان مابيحبوش يدفعوا حاجه فهي بقالها فتره عطلانه، لكن لما بعت إسلام يتحرى كويس جابلي الفلاشه دي، وكمان شوف الصور دي والتسجيل دا .
تفحص آدم مافي داخل الظرف كان هناك عدة صور للقتيله بصحبة المدعو منصور وتتردد كثيراً إلى هذه العماره وأيضاً الفلاشه تحتوي على صور لعامل توصيل، ذهب وعاد إلى العماره عدة مرات وبعدها دخل المتهم الثاني المدعو منصور للعماره بنفس الملابس اللتي يرتديهاالمتهم الاول في الجريمه، أما التسجيلات تحتوي على صوت العجوز اللتي تحكي فيه أن اليوم الذي قُتلت فيه حلا دخل إلى العماره عدة أشخاص وبم أن شباك غرفتها أمام شباك غرفة العجوز فكانت تلاحظ حركات غريبه وأيضا وجدت شخصاً دخل وخرج أكثر من مرة في هذا اليوم
_حلو قوي ياحنين التفاصيل دي، كل دا يظهر في المحكمه، وكمان، التهديدات الموجوده على الموبايل بين القتيله وعشيقها دليل قوي على قتله ليها
................................................
بعد ظهور الادله الجديده اللتي ظهرت في المحكمه
وبعد الاطلاع على أوراق القضيه اللتي قدمتها المحاميه والفحص الجنائي اللذي أثبت أن المجني عليها قُتلت بواسطة سكين مطبخ وذالك بعد مشادة بينهما وأيضاً اتضح وجود خنق اولا، وبعد ذالك ذبح والمتهم الرئيسى في هذه القضيه هو عشيقها لوجود بسماطه على باب الشقه، أمرت النيابه العامه ببراءة المتهم يحيى سليمان المتولي وخروجه من سرايا النيابه
بعد سماع يحيى هذا الخبر لم يصدق نفسه، خرج وعلى وجهه علامات الراحه وايضا نظرات غموض تعجبت منها المحاميه فهي فطنه بدرجة كبيره وتستطيع قراءة الشخص اللذي أمامها وقالت لنفسها
_ياترى يايحيى النظره دي وراها ايه
كان في استقبال يحيى والدته وخاله وصديقه الذي كان يحمل ابنته الجميلة بيسان أطلقت الام الزغاريد فرحة بخروج ابنها من هذه المحنة
وشكر الجميع المحاميه على مجهودها الرائع الذي بذلته في القضيه
بعد عودتهم إلى المنزل ومازالت الأم تحتضن ابنها وقالت
_حمدالله على سلامتك ياحبيب امك غمة وانزاحت يابني، نورت بيتك ياحبيبي
_الحمد لله يا أمي تعبتك معايا جدا
_ماتقولش كدا ياحبيبي انت في قلبي و عيني
_طايب هاتي بيسان علشان واحشاني وكمان هتنام في حضني النهارده
_ماشي يابني خلي بالك منها ربنا يسعدك ويعوضك خير ياحبيبي
_مانحرمش منك ياحبيبتي
أخذ يحيى ابنته في حضنه وبدأ يلاعبها والحديث معها
تعرفي، أنا مش ندمان إني اتجوزت مامتك الناس كلها حذرتني منها بس كنت أعمى، كنت شايف فيها كل حاجه حلوه ماكنتش شايف فيها أي عيوب رغم طلباتها الكتير، ماكنتش برفض ليها أي طلب، أنا فعلاً مش ندمان كفايا وجودك انتي في حياتي ياحبيبة أبوكي، ويوم ماتعرفي الحقيقه عايزك تسامحيني، مكنش ينفع تعيشي في خدعه زي اللي أنا عشتها
عندما اطمأن أنها نامت أغمض عينيه هو الآخر ونام
...........................................
بعد مرور عام يقف يحيى أمام البحر وهو يحمل ابنته وبجواره صديقه حسن، تحدث إليه دون أن ينظر إلى وجهه قائلا
_ مرتاح ياصاحبي
_طبعا عمري ماكنت مرتاح زي دلوقتي، اللي واجعني بس وصعبان عليا فراق أمي، مكنتش متوقع أنها في يوم من الأيام تعرف إني أنا اللي قتلت حلا، بس هي تستاهل صح ياحسن
ربت حسن على كتفه قائلا، انت لو مش صح مكنتش ساعدتك انت طلقتها ومش سابتك في حالك ورغم أنها غارت في داهيه برضو جابتلك مصايب والله ياصاحبي انت عملت الصح، أنا ساعدتك علشان هي تستحق، ربنا يعوضك وكفايا بنتك في حضنك وامك سامحتك قبل ما تموت، خلاص بقى ياصاحبي ماتفضلش تجلد في نفسك
يالا بينا نروح علشان تعبت
_لا أنا هفضل هنا شويه روح انت
_طايب والبنت اللي معاك دي ذنبها إيه دلوقتي أكيد جعانه
فتحت بيسان عينيها وهي تبكي
مد حسن يده إليها وأخذها من يحيى وقال
_انا هروح اتغدى انا وبيسو وخليك لما تزهق ابقى تعال على البيت، سلام ياصاحبي
مازال يحيى يقف مكانه ينظر إلى البحر بشرود ويتأمل أمواجه اللتي تضرب بعضها بعضاً دون توقف أو استهانه
بدأ يشرد ويتذكر حياته كأنه شريط سينمائي يمر أمامه حتى وصل إلى اكتشافه خيانة زوجته والمكالمات والصور اللتي بينهم حتى واجهها ضربها ضرباً مبرحا، وطلقها وحرمها من ابتها وجعلها تمضي على تنازل عن طفلتها ولن تراها مرة أخرى، تمر الأيام ولم تتركه وقام عشيقها ومجموعه من البلطجيه بضربه كاد أن يموت وقتها ولكن شاء الله أن يمر منها بسلام، قرر الانتقام لنفسه ولكرامته فقص على صديقه ماحدث فقرر مساعدته وعمل خطه للتخلص منها ومن عشيقها للأبد
ذهب إليها وهو يرتدي نفس ملابس عشيقها، وصل إلى باب المنزل وضرب الجرس وعندما فتحت الباب انصدمت من وجوده لم يعطي لها وقتا للتحدث أمسكها من يدها وكتم صوتها والقاها على الأرض كادت أن تصرخ فخنقها حتى ماتت ولم يكتف بذالك أخرج من حوزته سكينا وطعنها عدة طعنات أخرج فيها كل القهر والحزن الذي كان بداخله
اخذ معه السكين وخرج وهي غارقة في دمائها كان ينتظره صديقه في السياره ركبا السياره وانطلقا ثم اتصل حسن على عشيقها وقال "استاذ مختار مدام حلا بتخونك" ثم أغلق الهاتف
انتهت القضيه ببراءة يحيى وإعدام منصور
عاد يحيى من شروده وأخذ نفسا عميقا وذهب ...
انتهت ٢٢\٣\٢٠٢٥

يتبع...رواية ثمن الخيانة)
باقي فصول الرواية من هنا
https://camo3blog.com/%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%ab%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%8a%d8%a7%d9%86%d8%a9-%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84%d8%a9-%d8%ac%d9%85%d9%8a%d8%b9-%d9%81%d8%b5%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88/
فى الصعيد و تحديداً اسيوط
فى منزل كبير جدا لعائله عريقة وذو شأن عالي فى الصعيد
منزل عبدالرحيم محمد الاصيل في هذا المنزل تستطيع ضبط الساعة عليه من شدة الدقة في المواعيد , يسير كل شيء بتوقيت محدد.
يرن المنبه الساعه سته صباحاً
نهضت بنشاط و نظرت بجانبها بابتسامة و همست بين نفسها: صباح الخير يا حبيبي.
دلفت الى الحمام ، خرجت صلت ركعتين و غادرت الغرفة ، كانت السادسة و نصف.
مجرد أن خرجت ، قالت بابتسامة: صباح الخير يا بنات.
إيمان و إسراء: صباح النور يا حور العين.
تهبط الفتيات إلى الاسفل لتحضير الفطار
*************
فى المطبخ
إسراء بحزن : بس يا اختي وقعد يزعق ليا وانتي ازاى كده.
إيمان بعتاب: والله انتي مفتريه يا إسراء.
أجابت بصدمة: أنا.
حور بهدوء: اه انتي، إسلام بيحبك وقال مش مهم موضوع الحمل دلوقتي،عايزه ايه تاني
تركت الاطباق من يدها و قالت بدموع: علشان أنا بحبه، عايزة أعمل كل حاجه علشان يكون مبسوط ومش ناقصه حاجه.
قالت إيمان بعصبية: تقومي تقولي اتجوز واحده تانيه.
أكملت حور: بذمتك تقدري يا إسراء.
أجابت بدموع: لا مش أقدر بس أعمل ايه نفسي يكون أب.
إيمان: هو قال عمره ما يكون أب من غيرك.
رأت إيمان حزن إسراء من هذا الحديث لذا قامت بتغير الموضوع لتخرج ، و قالت بمزح كعادتها: أنا بقا امبارح قال ايه عمر جاي وجيب معه بسبوسه بالقشطه، والرجل عامل ياكل فيها لوحده ، و اقول هات حته يقول لا لما أخلص ولو فاض مني ابقي خدي.
سألت حور بابتسامة: وفاض
لتجيب بغيظ: هو ده يفاض منه حاجه ده ناقص يكلني.
حور: ايمان مش تقولي كده على ابن خالتي.
ايمان: براحه يا اختي احنا غلطنا فى مين يعني
إسراء: لا كلوا اللى عمر ده اطيب واحد هنا.
إيمان: الصراحه كلهم طيبين اوي
حور بابتسامة سخرية: صح إلا زوجي قره عيني
إيمان: أخص عليكي ياسين ده
هو اللي فيهم والباقي سلطه
حور: والله
إسراء: ايوه يا حور ياسين طيب بس انتي عارفه بقا.
حور بحزن: عارفه و فاهمة.
نظرت ايمان إلى الساعة المعلقة في المطبخ و صرخت بفزع: : الساعه قربت على سبعه ولسه السفره مش جهزت.
توترت الفتيات ، وانقلب المطبخ ، و هنن يدعو تحضير الفطار قبل الوقت
الثلاثة فتيات يكونوا ثلاثة سلايف، بالاسم لكن يحبون بعض مثل الأخوات.
*****************
دقت السبعة صباحاً
يهبط الثلاث شباب و الأب و أربع أطفال
بنتين و ولدين
**************
يجلس الاب وآلام وأبنائهم الثلاث و الاربع اطفال لكن دون البنات
فى المطبخ
إسراء: أخرجي الشاي يا إيمان
إيمان: أنا أبدا بعد حركة البسبوسة.
إسراء: أخرجي انتي يا حور
قالت حور برجاء: بلاش يا اسغراء
إسراء بدموع: أنا مش عايزة أخرج بعد اللي حصل بيني وبين إسلام امبارح.
حور: خلاص مش تزعلي أخرجه أنا
و أكملت بمزح: تعال يا عم الشاي ، مش عارفه يحصل ايه لو حطينا الشاي مع الاكل قبل ما ينزلوا.
نزلت حور النقاب على وجهها وخرجت تخرج الشاي
عادة من عادات بيت الاصيل أنا كل الستات تكون منتقبه.
وده سبب أن البنات مش تخرج تفطر معاهم.
يفطروا بعد ذهاب الرجال حتي يكونوا بحرية.
حور : صباح الخير
الجميع : صباح النور
صباح : عامله ايه يا حبيبتي
حور بحب: الحمدلله يا خالتي
نظرت حور إلى هذا الذي لا يبالي بشئ.
عادت حور إلى المطبخ
****************
الساعه ثمانية
يغادر جميع الرجال الى العمل
يملكون حقول ومزارع ومصانع فاكهه وخضار
والأطفال إلى المدرسة
************
تجلس الفتيات يفطرون وسط ضحك و مزح.
ولا يخلي حديثهم من الحديث على ازواجهم.
///////////
بعد الانتهاء من الطعام
قامت إسراء لتنظيف الطابق العلوي.
و إيمان لتنظيف الطابق السفلي
وحور لتنظيف المطبخ
**********************
فى المطبخ
تقف حور تقوم بغسل الاطباق
وتتذكر كيف تزوجت ياسين منذ عامين ، و تسأل نفسها ، لماذا حدث ذلك؟!
كان تبلغ من ١٩ عاماً ، و توفت أمها وتركتها وحيدة ، أما ابيها توفي و هي عمرها عشر سنوات.
تجلس تبكي فى حضن خالتها ، التي كانت دائماً أم لها.
صباح بدموع: كفايه يا بتي عياط ربنا يرحمها ويغفر لها ويسكنها فسيح جناته.
حور بدموع: يارب يا خالتي بس أنا مش اعرف اعيش من غيرها أنا بقيت وحيدة.
صباح بدموع: اخس عليكي ، وحيدة و أنا معاكي، أنا موجوده جنبك وعمري ما اسيبك يا قلبي
مرر اسبوع تجلس صباح مع حور فى المنزل
كانت في هذا الأسبوع صباح تفكر في شئ ، تعلم أنها ليس سهل، لكن سوف يحدث مثل ما تريد.
صباح بهدوء: عايزه أتكلم معاكي يا بنتي
حور بهدوء: خير يا خالتي
صباح بهدوء: انتي لازم تجوزي
حور بهدوء: اجوز مين يا خالتي وبعدين جوز ايه وامي لسه ميتة
صباح: يا بنتي مش ينفع تقعدي لوحدك فى البيت
حور: ايه يعني يا خالتي لما أقعد لوحدي
صباح بهدوء: عايزه الناس تاكل وشنا ازاى بت صغار تعيش لوحده فى البيت.
حور بدموع: علشان كده تجوزني وبعدين من العريس
(صباح بهدوء: ياسين
نهضت من مقعدها بصدمة و قالت : ياسين يا خالتي انتي عارفه أنه زي اخوكي وكمان هو عمره ما يوافق.
صباح بهدوء: ملكيش دعوه با ياسين المهم انتي
حور بدموع: مش موافقة.
صباح بدموع: خلاص انسي انك ليكي خالة.
حور بدموع:ليه بس يا خالتي كده حرام عليكي أنا ليا مين غيرك ،خلاص انا موافقه.
كانت على يقين أن ياسين لا يقبل هذه الزيجة ، لذا لم تفكر في الأمر ، و تركت الكورة في ملعب ياسين و ينهى هو هذا الهراء التي تفكر في صباح.
***************
فاقت حور من تفكيرها على صوت إيمان
إيمان بصوت عالى: حور يا حور
حور بعدم تركيز: ايه يا إيمان
سألت : خلصتي
أجابت : اه خلاص اهو
إيمان: طيب يلا أنا أعمل الشاي ونخرج نشربه قبل ما نقوم نجهز الغداء
حور: طيب يلا
**********************
فى المقابر
يقف ياسين أمام قبر و قال بحزن: وحشتني أوى يا ريم مش قادر أعيش من غيرك ، أنا عارف أن ده أمر الله بس بجد مش قادر أعيش من غيرك وكمان عارف أني بظلم حور معايا بس مش قادر أقبل اي واحده تكون مكانك، أنا حاسس اني خاين لأن في واحدة على اسمي غيرك، الله يسامح امي هي السبب في الجوازة دي.
*******************
كان يبلغ من العمر ٣٣ عام.
فى منزل عبدالرحيم
ياسين بغضب: ايه الكلام ده يا أمي.
صباح بهدوء: ايه أنا مش قولت حاجه غلط .
ياسين بعصبية: ليه هو في غلط اكتر من كده عايزني اتجوز حور اللي طول عمري شايف انها أختي الصغيره وكمان أنتي عارفه أن عمري ما اتجوز بعد ريم الله يرحمها.
صباح بهدوء: أنت مراتك ميتة من ٣ سنين ايه تقضي عمرك كله من غير جواز.
ياسين بحزن: أنا خالص مش عايز حاجه تاني والحمد لله ريم قبل ما تمشي سبت ليا احلى ذكري منه أحمد عنده خمس سنين ،وريم ثلاث سنين و مش عايز اجيب ليهم مرات أب.
صباح بدموع: وبنت خالتك نرميها فى الشارع ، و حور عمرها ما تكون مرات أب.
ياسين بهدوء: مين قال كده حور أختي
صباح: يعني ينفع حور تعيش لوحدها فى البيت
ياسين : ليه كده تعيش معانا هنا .
صباح: تعيش معانا ازاى وكلكم رجاله عايز الناس تاكل وشنا وتقول علينا كلام باطل.
ياسين بغضب: ليه يعني بنت خالتي و تعيش معنا.
صباح بهدوء: الكلام ده لو أنت متجوز كان عادي لكن أنت مش متجوز الناس تكلم عليك وعليها
ياسين بصوت عالى: قطع لسان اللي يقول عليا أو على حور كلمه غلط.
كان عبدالرحيم يسمع حديثهم بصمت ثم قرر التداخل و قال
بهدوء: أسمع يا ياسين أنا سكت و بسمع كلامك أنت وأمك لكن رأي أمك صح.
ياسين بهدوء: صح اتجوز واحده وأنا بحب مراتي الله يرحمها وكمان اتجوز عيله صغيره بالنسبه ليا وكمان معي اولاد ، يا ابوي الفرق بيني وبينها كبير، أنا كده بظلم حور
قررت استخدم نفس الطريقة مع ياسين و قالت بدموع
خلاص براحتك ياسين لكن أنا أرواح أقعد مع بنت اختي, مش اسيبها تقعد لوحدها وأنت اوجع قلبي عليك اكتر واكتر .
ياسين بحزن:: يا أمي افهمني أنا بحب ريم ومش أقدر أكون لغيرها حتي بعد ما ماتت أنا عشت معها سنين كانوا أحلي أيام عمري كده هكون بظلم حور
صباح بدموع: خلاص براحتك أنا قولت رأيه
مر أسبوع صباح لا تتحدث مع ياسين و حور و لا تناول الطعام أمامهم حتي ظنوا أنها مضربة عن الطعام ، لذا نجحت خطة صباح وتم الزواج.
****************
فاق من ذكرياته على رنين الهاتف
ياسين بهدوء: الو
عمر: ايه يا اخوي أنت فين
ياسين : ربع ساعه وأكون عندك.
****************
يجلس عبدالرحيم مع أبنائه يتحدثون عن العمل.
عبدالرحيم: مالك يا ياسين أنت وإسلام الحزن بيان على وشكم ليه كده.
إسلام بحزن: مفيش يا أبوي.
عبدالرحيم بحزن : نفس الموضوع يا ولدي.
إسلام بعصبية: اسراء بقيت مجنونة عايزه اتجوز عليها.
عبدالرحيم: والله إسراء بنت أصول مش عايزه تحرمك انك تكون أب.
إسلام بحزن: بس أنا بحب إسراء ومش عايز أكون أب غير منها هي.
عمر: بس أنت متجوز بقالك سنين.
إسلام: و استنا العمر كله على أني اكون أب من إسراء بس.
عمر: ساكت ليه يا ياسين.
ياسين بحزن: لاني أكتر واحد فاهم إسلام ،لاني زي حبيت ريم ومش قادر انسها و بظلم حور معايا لكن أمي السبب في كل ده
أنها غصبتني على الجوز.
قام ياسين وبعده إسلام و عمر
رفع عبدالرحيم يديه إلى السماء و قال برجاء: يارب يرزقك با الذريه الصالحه يا إسلام من إسراء
ويارب يملي قلبك بحب حور يا ياسين
ويارب يسعدك يا عمر ويبارك لك فى ايمان ومحمد وفرح.
أولاد عمر وإيمان
محمد ٦ سنين
فرح ٣ سنين
*******************
تجلس حور أمام التلفاز ويشربون الشاي و يضحكون معاً
مع إيمان و إسراء وصباح
دق الباب
ذهبت كل البنات الي المطبخ سريعاً.
صباح : مين.
ياسين من خلف الباب: أنا يا أمي.
صباح: تعال يا حبيبي
دخل ياسين قبل ايد صباح
صباح : خير
ياسين : مفيش نسيت ورق مهم جاي اخذها.
طلع ياسين إلى الغرفه
خرجت حور من المطبخ
و سألت بتوتر: في حاجة ياسين جاي ليه.
صباح : نسي ورق مهم اطلعي وراء جوزك.
قالت بخوف: بلاش يا خالتي.
صباح بابتسامة : اطلعي بس.
*******************
صعدت حور خلف ياسين
وقفت خلفه و سألت بخجل: عايز حاجه ياسين.
ياسين ببرود: لا.
أخذ الورق وخرج من غير ولا كلمة أو حتي نظر لها.
جلست حور على الفراش وتتذكر يوم زفافها على ياسين
*************
يوم الزفاف
تجلس حور فى المندره الكبيرة في المنزل وحولها نساء البلد
كانت تشبه اسمها كثير حور العين من كثرت جمالها
حور بشره بيضاء عيونها زرقاء قصيره القامة شعرها أسود طويل ناعم
******************
فى الشارع
شارد كبير يجمع أهل البلد
يجلس ياسين يستقبل التهاني
يأتي الشباب اليه ليرقص لكن يرفض ولا يتحرك من مكانه
كان يرتدي جلابيه بيضاء وعليها عباءه سوده
ياسين شاب طويل و بشره قمحيه
عيون سمراء وشعر ناعم قصير
*************
تم الزفاف
صعدت حور مع إيمان و إسراء إلى الغرفة ثم غادروا.
تجلس حور على السرير وتنظر فى الارض بحزن و خوف.
دخل ياسين
ياسين بهدوء: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حور بخجل: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته.
ياسين بهدوء: اسمعني يا حور كويس أنا وانتي مغصوبين على الجواز دى
أنا بحب ريم الله يرحمها وعمري ما أقبل واحده مكانها في حياتي
علشان كده أحنا جوازنا على الورق بس، يعني أنا ماليش اي حقوق عليكي ولا انتي ليكي اي حقوق عندي نعيش مع بعض زي الاخوات وعمر العلاقة ما تغير عن كده
وياريت محدش يعرف الكلام ده و نتصرف على طبيعتنا.
ودخل الحمام من غير إجابة من حور
شعرت بالحزن الشديد ، أجل هي لا تريد الزواج منه و لا تكنن له أي مشاعر إلا مشاعر الإخوة.
لكن كان يجب يخبرها ذلك بطريقة أفضل.
حدثت نفسه: أنا مش بحب أبيه ياسين وطول عمري شايفه أنه اخوي الكبير وكنت ديما اجاي هنا و اشوفه مع أبلة ريم وعارفه أنهما يحبوا بعض اوي
لكن كلام أبيه ياسين جرحني اوي ،وأنه متجوز مني شفقه علشان ماليش حد.
خرج ياسين من الحمام
بعد الصلاة
نام على طرف من السرير ثم قال : مش عايز احس بوجودك في الاوضة ، و مش بحب الكلام الكتير.
وضع مخدة في منتصف السرير ، حتي تفصل بينهما
و قال: قومي غيري هدومك.
و أشار إلى النصف الآخر و قال: مكانك هنا، و قومي غيري هدومك.
أومأت رأسها بالموافقة.
نهضت بحزن و هي تشعر بالحزن على نفسها.
******************
فى الصباح
يدق الباب
حور: ياسين
ياسين بنوم: ايه يا ريم
حور بحزن: ياسين انا حور قوم الباب يخبط
نهض ياسين
فتح الباب
صباح : مبروك يا حبيبي
ياسين : يبارك فيكي يا أمي.
إسراء: فين العروسه
ياسين: جوه
إيمان: طيب انزل أنت
نزل ياسين ودخلت صباح وإيمانه إسراء
صباح: مبروك يا عروسه
حور: الله يبارك فيكى
اسراء : عامله ايه يا حور
حور ' الحمد لله
إيمان: الجواز يحلي كده
حور: شكرا
بعد الحديث فتره خرجت ايمان و إسراء
صباح: عامله ايه
حور: الحمد لله
صباح: يعني عملتي ايه
حور بعدم فهم: مش فاهمه
صباح: يا بنتي افهمي
حور: يا خالتي كله تماما
صباح بهدوء: حور
لم تتحمل حور أكثر حضنت صباح و انهارت من الدموع.
و قصت كل شيء
قالت بأمر: قومي
سألت بعدم فهم : ليه
قالت بأمر : قومي بس
تنظر حور بصدمة إلى الملابس التي في يد صباح و قالت بصدمة: لا يمكن البس ده.
قالت بهدوء: اسكتي و البسي يلا.
حور بخجل: ليه يا خالتي مش اقدر البس ده قدم أبيه ياسين.
قالت بعصبية: ياسين مش أبيه ،ياسين جوزك و بطلي كلام
قالت : لا يا خالتي مش البس.
تستخدم صباح حيلتها كالعادة: و الله العظيم لو مش سمعتي الكلام ، لساني مش يخاطب لسانك.
قالت بدموع: حرام عليكي يا خالتي ، تعملي في كده.
قالت بعصبية: حور.
لم تجد إلا تنفيذ طلب صباح، و لا تعلم ماذا يفعل ياسين؟
دخل ياسين ، نظر لها بصدمة
ثم خرجت صباح و قالت : حور مراتك يا ابني ، مراتك.
و غادرت
نظر لها بغضب شديد و قال : هو ده كلامي امبارح
قالت بتوتر و خوف: ياسين أنا
صفعة قوية منه ، جعلتها تتوقف عن الحديث.
و للحديث بقية

يتبع...رواية قلوب من نار)
باقي فصول الرواية من هنا
https://camo3blog.com/%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d9%82%d9%84%d9%88%d8%a8-%d9%85%d9%86-%d9%86%d8%a7%d8%b1-%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84%d8%a9-%d8%ac%d9%85%d9%8a%d8%b9-%d9%81%d8%b5%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%a7/
دعوة ام
البيت كان هادي، الأم في المطبخ بتغسل شوية مواعين، والبنت قاعدة على الكرسي قدام التليفون مشغولة فيه.

الأم بتسأل من غير ما ترفع رأسها: "إيه الأخبار؟ في حاجة جديدة يانورا ؟"

نورا مش شايفة اهتمام: "لا، كله زي ما هو."

والدتها بابتسامة خفيفة: "ما فيش حاجة جديدة يعني؟"

نورا وهي بتتجاهل السؤال: "لا فيه بس مش مهم ."

والدتها وهي بتنشغل بالمواعين: "طب خلاص، ارتاحي شوية. مفيش حاجة تانية تعمليها؟"

نورا رافعة عينيها من التليفون بتململ: "لا مافيش ."

والدتها بتوقف عن شغلها وتلتفت لنورا: "طب، طالما مافيش حاجه، ليه مش بتذاكري؟"

نورا ببرود: "أنتي لسه فاكرة المذاكرة؟ أنا مش لاقية وقت وسط كل الحاجات اللي بعملها."

والدتها بنبرة متوترة: "إزاي يعني؟! الخروج مع أصحابك مهم أكتر من دراستك؟ إنتي مش شايفة إنك لو مشيتِ في السكة دي هتخسري كتير؟"

نورا بانزعاج: "مش عاوزة تخليني أعيش حياتي زي ما أنا عايزة! طول ما أنا خرجت مع صحابي، وده مش غلط!"

والدتها بصوت عالي: "إنتي مش فاهمة، إنك لو مش مركزه في المذاكرة دلوقتي، مش هتحققي حاجة بعدين!"

نورا بعصبية: "ماما، أنا مش هبقى طول الوقت في البيت أذاكر! في حاجة اسمها حياة."

والدتها بتغضب بوضوح: "حياة! الحياة اللي انتِ بتعيشيها دي هتوديكي فين؟ لو مش هتهتمي بمستقبلك دلوقتي، هتيجي تعيشيها في ندم بعدين."

نورا بتنفعل: "كل حاجة عندك دراسات وواجبات، ومافيش حياة تانية! أنا مش هبقى طول الوقت مشغولة بحاجة زي دي."

والدتها بتسحب نفسها للمطبخ بانفعال: "ماشي، إنتي شوفتي خلاص اللي عملتيه! ما تحسيش إنك ضيعت وقتك!"

نورا بحدة: "وأنتِ مش هتعيشي حياتك كمان عشان شوية تعليمات!"

والدتها بصوت منخفض لكنها غاضبة: "إنتي مش هتقدري تكملي في السكة دي، لو مش هتهتمي بالمذاكرة، ربنا يوقف حالك."

بعد كام يوم، نورا دخلت بيتها متأخرة بعد يوم طويل، وكانت عيونها متعبة جداً، حاولت تشيل هموم اليوم من دماغها. لكن بمجرد ما دخلت، وجهها كان مليء بالحزن والغضب، وكان كأن في حاجة في نفسها مش على ما يرام.

أول حاجة حصلت، كان عندها امتحان مهم في الجامعة، وكان الموضوع ده هيوجهها لقدام في دراستها. ولكن بعدما حصلت النتيجة، كانت المفاجأة:

نورا وهي جالسة على الكنبة، نظرت لنتيجتها على الموبايل بصدمة: "ده مش معقول! أنا كنت متأكدة إني درست كويس!"

والدتها دخلت عليها بعد ما سمعت صوتها، وقالت بصوت هادئ: "إيه اللي حصل؟"

نورا بعصبية، وأخذت نفس عميق: "النتيجة، يا ماما! معقولة؟ كنت متأكدة إني مذاكرت كويس! ليه كده؟ ليه كل حاجة مش ماشية زي ما أنا عايزة؟"

والدتها زادت قلقًا وهي بتقترب منها: "يمكن يكون عشان مش كنتِ مركزة في المذاكرة بسبب الحاجات التانية اللي كنتِ بتعمليها؟"

نورا رفعت رأسها وهي بتزفر وتقول: "ممكن، بس ده مش معقول! أنا مش عارفة ليه ده حصل."

ثم بعد كم يوم، جابت نورا حادث غير متوقع:

نورا كانت في الطريق راجعة من الجامعة مع صحباتها، وكانت مشغولة بالموبايل، وبعدها حصل شيء غريب جداً.

نورا فجأة، سيارتها تعطلت بشكل مفاجئ، وعلى الطريق السريع: "لا، مش ممكن! إيه اللي بيحصل ده؟!"

صحبتها تقول لها بتوتر: "إيه ده؟! إنتِ كنتِ لسه معدية من هنا ولسه مفيش أي مشكلة مع العربية!"

نورا حاولت تشغل العربية مرة تانية، بس ما قدرتش: "مش عارفة! خلاص، مش قادره أصدق، ده حصل فجأة."

في الوقت ده، كانت نورا مش عارفة إذا كانت المشكلة دي مجرد صدفة ولا بسبب الدعوة اللي قالتها أمها لها.

وفي المساء، نورا كانت في شغل جزئي عند محل صغير، وفي يوم من الأيام، حصل موقف محرج قدام الناس.

نورا كانت مشغولة بتحضير الطلبات، وفجأة، أحد الزبائن دخل وقال بصوت عالي: "أيوة، أنا جاي معايا طلب كان لازم يكون جاهز من ساعة."

نورا بعصبية شديدة: "طب استني شوية، هو ده الطلب! خليه يجهز."

في اللحظة دي، العامل الثاني تدخل وقال: "يا بنت، ده مش أسلوب تتعاملي بيه مع الناس، هتوقعينا في مشاكل."

نورا نزلت رأسها على الأرض وكأنها مكسورة، حسّت إن الأمور مش ماشية زي ما هي متعودة. كان عندها شعور بالندم وتفكير في كل حاجة غلط حصلت في الأيام الأخيرة.

وفي المساء، نورا تذهب إلى البيت متأخرة، وعينيها مليئة بالحزن، وجدت أمها في المطبخ.

والدتها بتلاحظ على وجه بنتها التعب والإرهاق، وتقترب منها بقلق: "إيه اللي حصل؟ شكلك مش مظبوط."

نورا بصوت متعب: "مفيش، بس حاجات مش ماشية زي ما أنا عايزة. وكل شيء بيبقى ضدي."

والدتها وهي تلاحظ التغيير اللي حصل لبنتها، تتذكر الدعوة التي قالتها: "ممكن يكون بسبب... يمكن ربنا بيوقف حالك زي ما دعيتِ."

نورا بتتنهد وتبتعد عن والدتها، وتجلس في زاوية، عيونها مليئة بالحيرة والتساؤلات، وكأن كل ما مر بها في الأيام الأخيرة هو نتيجة لتلك اللحظة القصيرة التي كان فيها الغضب والشد بين الأم وبنتها.