مذكرات ناجي - وراق
1.85K subscribers
147 photos
17 videos
7 files
48 links
المنارة لا تغادر بحثًا عن القوارب الضالة.
Download Telegram
مذكرات ناجي - وراق
Photo
أقف متحيرًا، لأن مناحٍ عدة يتسع لها القول منطلقة من هذا الكتاب، ولكني سأبدأها من أبي هلال العسكري ففي رسالته هذه، سعة الرواية وحسن الجمع، ودقة التلطف في المبنى والمعنى و التمكن في إيراد المرويات في سياق متصل آخذٌ بعضه ببعض، ثم الانتهاء إلى استقصاء المراد والإجابة عن محتمل الإيراد، بالإشارة والتصريح.
وتعجب أكثر حين تعلم أن كل ما جاء في الرسالة إنما أورده ليقول أنما يحسن العطاء في حال العسر لا الرخاء، وكنت حين تناولت الرسالة بالاطلاع ظننته لقلة تدقيقي وذهولي عن صفحة العنوان كتبه ليفاضل بين العطاء والمنع، فإذ به يدق في البحث دقة عجيبة ليخص كتابه هذا فقط بالتنويه من شأن العطاء مع الفاقة وقد وصفت لك بعاليه أي براعة أبداها في ذلك.
ثم إن العسكري هذا مكثر في التصنيف مع إجادة عظيمة وسبق في الزمن حيث جاء في القرون الأولى فكيف لو تأخر به الزمن مع سعة المرويات ولطف الأدب والتأدب، ويكفيك أن تطلع على كتبه التي صنفها ومنها الكتاب العجيب الفروق اللغوية لتعرف حسن عقله وعلمه وأدبه.
وعود على الرسالة فالعسكري هذا عاش في حال من العيش صعب ولا يبعد أن يكون كتبها لأحد معارفه متوصلًا بها إلى حسن الصلة، وقد كتبوا في سيرته
وقد كتب في سيرته كما أسلفت أخبارًا عما أبداه من شكاية شظف العيش وضيقه وتعسره.
وعود على الكاتب فهو إلى حسن تأليفه شاعر له قصائد ومقطوعات ونشر له ديوان من قبل، وقد تطلبته في مكتبتي فلم أقف عليه كما تطلبت كتابه في الحث على طلب العلم وحفظه ولم أجده في سراديب مكتبتي
دليل استخدام للنوم على الأكتاف.

تسمى جوانب الأسفلت (كتفًا) في لسان أصحاب السيارات، ولأني شخصٌ نام كثيرًا على الطرقات أجدها استعارة رائعة حين أقول : "نمت على كتف الطريق" الغفوة على قارعة الطريق تبتعد عن شكل النوم لتأخذ شكلًا جديدًا من الحاجة الإنسانية حالة تشبه (الانفصال) استسلامٌ وتوقف؛ لكنه استسلام يديم السير، وتوقفٌ يضحي بالوقت في سبيل السلامة.
ومن تقض مضجعة قسوة المرتبة في بيته ينام على الطريق كالطفل، متخذًا أي شيء في متناوله، مجازًا عن الوسادة؛ ولذا هي نومة صادقة. حين ترافق الطريق تتعلم قاعدة الأمان في هذا النوم أن نبتعد عن مرور الناس مسافة كافية تمنع الاصطدام بهم مع البقاء بالقرب، مراقبين بأعين المئات من مجهولين يعبرون الطريق.

في إحدى الليالي نمت على جانب الطريق بداخل هايلوكس محملة ب20 كرتونًا ثقالًا جعلتها تميل إلى الوراء، صحوت على نقر رجل أمن لنافذتي وتفحصه وجهي بعد تفتيشه حمولتي الغريبة ثم سأل متعجبًا عنها. راودته نفسه أن يقبض علي لكنه لم يصل إلى القناعة الكافية للقبض على سائق هايلوكس مظللة ولديه حمولة كاملة من الكتب والروايات. بعد مغادرته ضحكت على الموقف الفانتازي و قلت: صح والله من الصعب النوم وأنا أحمل هذا الكم من الأدب" ثم وضعت ناقل الحركة في (1) وانطلقت.
كنت أبحث عن رقم عقد تجاري بالملاحظات فاستوقفني عنوان ملاحظة غريبة مكتوبة بتاريخ فبراير 2021
ولولا أني وجدته مكتوبًا عندي لما تذكرته ههههه على كل حال هذا هو المنشور وأعتذر لو كان مكررًا أو سبق لي نشره هنا.
محمد حسين الأعرجي أديب عراقي عمل ودرس أكاديميًا في بولندا ويكتبها بلسانه العذب (بولنده). له أبحاث موضوعية وعناية بالتراث وتحقيق المخطوطات حقق كتابًا اسمه تلقيح العقول لأبي اليسر الرياضي من كتب المغاربة المتقدمة في الأدب -أحب هذا الكتاب ويستحق منشورًا خاصًا- في صدر نشرته للكتاب أهدى الأعرجي كتابه إلى ولديه هاشم و سامر
وفي شطر الاهداء لسامر كتب:
(إلى من غربته غربة أبدية يوم استودعت ثرى بوزنان جسده الطاهر الغض على غير ذنب منه أو وعي، وعلى غير إرادة مني أو قصد.
إلى روح ولدي سامر راجيًا أن يغفر هذه الفعلة لأبيه.
الأعرجي)
هذه مقالة نشرت في صحيفة عكاظ أمس ، إذا جنبنا الأمثلة التي استشهد بها الكاتب وش رايكم في مضمونها ؟
مدري شلون نداوم الصبح والشريك الادبي فعالياته كلها بعد العشاء هههههه
المشكلة المقهى يكتب كوب قهوتك تذكرتك
لا يا أستاذي
يانسونك تذكرتك ، بابونجك تذكرتك
انتقل إلى إدارتنا أمس أحد الفنيين ممن دربته حين جاء مستجدًا قبل 6 سنوات.
ولأن وجهي مألوفًا عنده فقد جلس إلى طاولتي ريثما يجهز مكان عمله وتسلم إليه الأدوات التي يحتاجها،
قضينا شطر اليوم في الحديث عن السنوات الماضية منذ افترقنا وذكرياته المضحكة حين كرفته بالعمل في فترة التدريب.
ثم استرسل بنا الكلام إلى أن جاء بحديثه إلى تحسره على بعض ما لقيته من سوء معاملة وظلم من قبل مدير سابق وأني لم أستحق ذلك.
في نهاية اليوم عدت إلى البيت بشعور سيء، ثم صباح اليوم طلبت منه أن لا يعود لذكر ما مضى لاسيما الأمور السلبية التي تعرضتُ لها.
لم أكن معجبًا قط بمن يعيش أسيرًا لمظلومية أو تجربة ماضية سيئة، ولا أجسر على الامتعاض ممن يعيش هذا الدور لأن الإنسان أحيانًا لا يشعر بما يمر به غيره
لكني اليوم علمت أن كره عيش دور المظلومية مستمر معي حتى وإن كان هذا الظلم وقع علي أنا..
لا تخلو الحياة من الكدر، ولا حصانة لدي أو لديك من التعرض للجفاء وسوء المعاملة والظلم، وكلنا معرض للتجارب السيئة مع البشر، وتكرار الشكوى من أذية قديمة هدر للحاضر مالم يبتغ الإنسان من الشكاية رفع أذية مستمرة
وكثير ممن تلقاه من العقلاء يظل أسير موقفٍ ثقافي أو فكري أو إيديولوجي مر به منذ عقود ويستمر في تكرار البكائيات.
وفضلًا عن كون هذا سلوكًا ضعيفًا فإن الانقياد لحسرة المظلوم لا عائد منها غير سحب الأقدام إلى الوراء وتقييد سير الإنسان في الحياة.
القدرة على العبور إلى الأمام موهبة عظيمة
"أهابكِ إجلالًا وما بكِ قدرةٌ
عليَّ، ولكن مِلءُ عينٍ حبيبها"
أثناء بعض قراءاتي وقفت على كلام لأديب فقيه عن غيبة صاحب المنكر وكان مما قاله أنه لا غيبة لفاسق ما لم يستعلن، فإنه لا يحل غيبته لأنها تؤنسه
ويقصد أن شتم الناس وذكرهم لمن يستعلن بالمنكر سبب في دخول الأنس إليه وتحقيق غايته من إعلان حماقاته.
والذي يستوقفني في كلام هذا الفقيه هو حسن الإدراك والتمييز لمآلات الأفعال ومسبباتها.
ومثل هذه اللفتات يناسب أن يأتي متحذلق فيجمعها من كتابات السالفين ويسميها (سيكولوجية الخطيئة) 😏
وفيك إذا جنى الجاني أناةٌ
تُظنُ كرامةً وهي احتقارُ.
- المتنبي.
أعود هذه الأيام لقراءة شعر المتنبي وإن كنت أندم على شيء فندمي على الإكتفاء بقراءة ديوانه في مقتبل العمر والإنصراف إلى قراءات أخرى متوهمًا الإكتفاء بتلك القراءة -وهذا التوهم يصيبنا تجاه الكثير من أعمدة المعرفة-
وأبو الطيب علامة فارقة في عقلي؛ إذ كنت استثقل الشعر استثقالًا عظيمًا وأتخطاه في كل مقروء، حتى قرأتُ فصلًا في كتابٍ يعظم قدره وشعره فأعجبني شغر المتنبي، وصار مفتاحَ قفل نفسي عن الشعر خاصة والأدب عامة.
وقد تنبهت حينها بتعجبٍ أن عامة ما يدور من أبيات سيارة على ألسنة من أعرفهم هي من شعر المتنبي، ثم استعجبت للحكمة في شعره ودقة تعبيره التي لا تخطئ في الوقوع على قلب المعنى.
وكنت فتيًا جذبه إقدامه في الحياة -والصعاليك يعجبون بهذه الجسارة، ولا يتعظون بنهاياتها وإن كانت كنهاية المتنبي- فكان هذا سبب يضاف إلى أسباب محبته.
ثم أنك لا تجد ديوانًا لشاعر نال عناية الخلق مثلما ناله ديوان أبي الطيب فقد رواه عنه فوق الثلاثين من رواة الأدب وأعلامه، وشرحه فوق هذا العدد من أهل التصانيف، وتعددت نسخه في العالم وطبع مرات. واعتنى بشعره التراثيون والحداثيون والقدامى والمعاصرون.
ومع ذاك فكم فات على بعض المتأدبة الالتفات إليه و تمعن شعره لأن العين تزهد في ما قرب إليها وكثرت معرفة الناس به ولكن أبو الطيب أحمد بن الحسين المتنبي، مورد فياض لا يأسنه الواردون.
أحب معارض الكتب، ويسرني جديد المطبوعات، ويبعث البهجة ازدهار هذه الصنعة ذات الطابع النبيل -وإن أديرت بغير ذلك أحيانًا- وحين أشاهد كتابًا في موضوع مهم أو كتب بطريقة بارعة أفرح به.
ولكن الملاحظ أن هذا الحراك كله يتوقف عند الطباعة والاقتناء.
ولا تتوائم المقروئية مع حجم الحفاوة والطباعة والشراء.
كتاب مثل فلسفة الاقتصاد لجوليان رايس، المطبوع ضمن منشورات معنى عام 2021 مهم جدًا في بابه، وللمؤلف قيمته وإعتباره، ولكن في عالم المراجعات والقراءات تكاد لا تجد له ذكرًا أبدًا والمقالة الوحيدة التي وجدتها والمنشورة في الانترنت هي تعريف به عن الطبعة الأجنبية وليست عن النشرة العربية له عند معنى.
هذا والكتاب مر عليه سنتان منذ نشره وهي عمر جيد في أعمار نشر الكتب، كما أنه قُرصن من قبل مصوري الكتب وهو سبب آخر يسهم في سعة الانتشار. ➊
حتى إذا أردت تجاوز التمثيل بهذا الكتاب لصعوبة موضوعه وندرة الاهتمام به وتناولت كتابًا آخر في باب آخر فاستحضر (سيرة طفولة) لباول مار المنشور في فترة مقاربة للكتاب أعلاه ونشره ( مشروع كلمة - أبو ظبي ) وهو سيرة أدبية جميلة جدًا وحجم القراءات حولها غير مطرد مع حجم التداول الثقافي للكتاب في اللغات الأخرى.
ولو رحت أستجلب أمثلة أخرى لأتيت بالكثير سواء في المترجم، أو المكتوب بالعربية. للكتب حظٌ كحظ البشر، ولكن الذهاب لتبريرات الحظ مسلك كسول من مسالك التفكير.

هذا المنشور ليس شجبًا للكتب وشراءها كما يصنع بعض من تناله حالة مزاجية أو تصوفية أو نضج مؤقت، أو التهاء بالحياة.

لكنه دعوة حثيثة للنظر إلى واقع تتوقف فيه رحلة المعرفة من الوصول إلى محطتها المقصودة وهي المثاقفة حول الكتاب المنشور.

هذا جزء أول سيتبعه منشور ثان أتناول فيه سببًا قد يكون أحد أسباب أحدثت ذلك حتى ذلك الحين استمتعوا بمعرض الكتاب واقتنوا الكتب وشاركوها مع رفاقكم ولا تتركون وساوس الأنس والجن تمنعكم عن ذلك وسوو شير وسبسكرايب وفعلوا زر التنبيهات
وبس والله
_
➊ من طريف الأشياء أن كتب معنى تأخر وصولها في ذلك المعرض لأيام وصال عليهم القراء صولة عظيمة في تويتر والمعرض وليت القراءات المثرية للكتب التي لحقت كانت بقدر تلك الصولة
قلق المدن وذاكرة القرية جزء من ديوان مقتل القمر لأمل دنقل وخصوصا في قصيدة مقتل القمر ورحابة مشهد القمر في القرية وموته في المدينة.

وفي قصيدة ماريا يشير دنقل إلى حالة الناس في المدن الكبرى باعتبارهم "ساعات لا تتخلف .. لا تتوقف... لا تتصرف .. آلات آلات آلات".

وفي ديوان البكاء بين يدي زرقاء اليمامة تتقلص مشكلة المدن والريف في قصائد دنقل ولكن تصبح المدن عاجزة بشكل غير مباشر في القصائد.

أمل دنقل ابن القرية ولكن كان تاريخه الشخصي هو تاريخ الأرصفة في المدينة كما نقل عنه في سيرته "الجنوبي".