ثَبَّتَ الله عليك قلبك، في زَمَنٍ لا يعرف من الثوابت إلّا ما زُرِعَ في صدور الصادقين.. وهُم دائمًا قِلّة، فلا تخافَنّ قليل الشيء، وقلّة العدد.. [كَم مِن فِئةٍ قليلة] غَلَبَت [فِئةً كَثيرة]

والأهمُّ أنّها «بإذن الله»
أيَخافُ قلبُكَ والله مأمنه؟

آمنتُ ورَضيت

أ. قصي العسيلي
#تمكين

اللهم..

كَكُلّ ليلة، بنفس الحُبّ، وذات الدعوة، أنتَ الذي تعلَمُ ولا أَعْلَم، عبدُك الذي أسلَمَ وسَلَّم، وأنت الله الأكرَم، آتِني من القوّة والحُبّ والصبر والقُرب والفهم القويّ الصَّلب

حتى أُكمِل العمل، وأتمّ المهمّة، وأصل الغاية، ثمّ ارحمني.. وأغدِق على قلبي يا ربّ، إنّ لي قلب طفلٍ مندهش

اللهم، ذات الدعوة بذات الشَّغَف، ولكن بقلبٍ باتَ العَزمُ فيه أوضَح، لَم يُهزَم بعد، ولن يهدمه عُمرٌ بأكمله، لكنّها يا ربُّ نُدوب الزَّمان و قسوة الحياة، وألفُ شَيْءٍ تَعلَمُه، وأنا.

#تمكين

كنت..
أريد أن أواسيك كما أفعل دائما، لكنني أعلم أن كل شيء انتهى بالفعل، وأن العاصفة التي مرت على قلبك قبل قليل خلّفت وراءها خرابًا تُريد أن تغض طرفك عنه.. لا بأس أيها الجُندي الجريح، القتال في ساحة الحُب لا بد أن يوجعك بشدة..

سمّ الله على جرحك وإن آلمك، وتنفّس بالحمد، واعلم أنك في لحظة ما ستدرك أن الحُب ليس تلك النار التي تحرق الداخل، لكنه وهج النور الذي يضيء عتمات الحياة، وأنه ليس الكذبة الحلوة، ولكنه الصدق العفيف، لا تأسف على معرفة الحقيقة بعد مرارة النهايات، لولا المرارات لجهلت الحقيقة..

لا تذرف كثيرًا من دمعك الآن، اختر ألمًا يستحق أن تفارق الدموع عينيك لأجله، سر برويّة، لا تبالغ، وتذكر أيًا كان الذي تواجهه، فإنه في النهاية سيموت، وسيفنى، كما كل أحزانك المؤجلة، وأوجاعك العريضة..

الله هنا.. الله موجود يا مليح العينين.. هذا عزاؤك أيها المارّ الحزين ♥️
#تمكين

حُبِّبَ إليّ..

كلّ هدوءٍ لا يخوض الناس فيه، وكل خلوةٍ لا أرى بها سواي، وكلّ لحظةٍ أفهم شيئًا جديدًا، وأدرك معنىً مختلفًا عمّا سبق، وكلّ كتابٍ أعيد تكراره، وكلّ قلم ينتهي لكثرة الكتابة فيه، وأحبّ كلّ محاولةٍ زادتني علمًا، وكلّ مغامرةٍ كانت حُلمًا، وكلّ شخص أخَذَ بقلبي ويدي لله، وكلّ مشروعٍ لم أتخيّل ذات يومٍ تنفيذه، وكل لحظةٍ شعرت بها أنّي لله أقرب.

حُبِّبَ إليّ كلّ ما يجعلني أحسن.

#تمكين

إيّاك..

أن تَمُرّ الأيام وأنت في مكانك، اللحظات لا تَعود، والدقائق غالية، وقلبك يحتاج تَخفيفًا ممّا فيه، لا تُثقل خُطاك بالكسل، بل عالِج التَّعَب بالتَّعَب، واحمِل ضَعفَك إليه، اذهب بكلّ أخطائك، أما آن لك؟

ستأتيهِ فَردًا، فابدأ وِردًا .. وكُن وَردًا ولا تَذبُل
أنتَ الذي قيل فيه: إن نامَ النّاسُ قام
وإن مَالوا استَقام!

#تمكين

سلامٌ دافئ..

- لأولئك الذين أرّقهم الليل، وغابت عن أعينهم الحكمة من قضاء الله، سلّم الله قلوبكم من الشك، وأودع فيها برد اليقين!

- سلام..للذين يعقدون نية قيام الليل ولو بركعتين، لا ينسون حظ الروح من أنوار القرب وملاحة الترتيل في عتمات الكُرب..

- سلام.. للذين هاجت قلوبهم واضطربت، تنخرها الحيرة، ويقلقها الوجد، وعيونهم أسخى ما يكون لدمع الاستسلام..
على رسلكم..الله سلام!

- سلام..للابتسامات الصادقة، للدعوات الرقيقة، لإغماضات عين تسهر في سعي محمود، إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.

- سلام.. لأهل مكين الطيبين، إخوة الهدف والغاية..على الله تغيبوا 🔪

سلام من ربكم السلام، لا كلّت الأيادي المرفوعة بالدعاء ولا ملت القلوب من التوبة ♡

#تمكين
#فكرة_وعمل

في كل عام..

عند ذكرى الهجرة، أجلس وحيدًا لساعات، أبتعد قليلًا لأقترب، هناك شيء فِيّ لا بُدّ يتغيّر، قالها «لا تحزن» ليربط على كلّ قلب، ثم رَدّد «إنّ الله معنا» ليضبط لنا البوصلة، الهجرة لم تكن رحلة بين مكانين فقط، بل بين قَلبين، قُطبين، كَونين، بين قديمٍ وجديد، الهجرة بكل ما فيها، رحلة بناء، بين الثَّبات والإنبات، وأنت 🌱

#الهجرة_النبوية
#تمكين

إيّاك..

أن تترك ما اعتدت عليه من الخير لأنك مشغول عنه بغيره! إيّاك أن تنطفئ همّتك لأنك وحدك، إيّاك أن تنام دون صلواتك، ورد قرآنك، ودعواتك المعتادة

إيّاك أن تترك ثغرًا غُرِستَ فيه وخيرًا كُتِبَ لك! وأجرًا يأتيك بتحريك لسان، إيّاك أن تترك يد أخاك، وقلب من يحتاجك، إيّاك أن تنسى خلوتك، لحظتك، فكرتك، حلمك، مشروعك، ومحاولاتك.

اطمئن، حاول، ثمّ كن بخير.

#تمكين

وإن عَرَجتَ قليلًا لا بأس..

استند على السجود ترتفع، واتّكئ على الدّعاء تقتنع، وتَعَكّز على الرّضا تنتفع، قلوبنا خفيفةٌ حالَ السجود،
ثقيلةٌ حين تبتعد.

#تمكين

لا تيأس..

لعل ركود همتك الآن وإنجازك القليل وخطاك الخجولة وقلبك المحاول، ما هي إلا إستراحة محارب، اختارها الله لك، لعلّه يجهزك لقادمٍ أعظم، يليق بك.

#تمكين

إنّ الليل محراث الدواخل، سلّم ضعفك لقوته، وجرحك لمَرهَمِه، دع عنك كلام النّاس في بُعدِكَ وعدم التزامك، دع عنك اليوم كل حربٍ مع غيرك اترك كل الرّاحلين والتجئ لحيٍ لا يموت، انزع عنكَ كلّ بُعدٍ وارتدي ثوبَ القُرب تقترب.

خذ معك قلبي، إنّ الأفئدة تَحِنّ.

#تمكين
||🤍

أُحِبُّ اللّه..

ولا يمنعني التَّقصير عن التّشمير، لا أقف يومًا عن المحاولة، ولا أسمح أن يطفئ أحدهم شمعةً تعبت لأجلها، الطريق إلى الله أقرب من كلام البشر، أيسر من كل مسار، أعلى من كثرة التأجيل، أشد من ضعف الهمّة، أسمى من سؤال العجز، أعلى من تفاهة الظّنون، درب الله عالٍ، سامٍ، راقٍ، وله أهله.

الطريق إليه آمِن، والسَّير له مطمئن، والحُبّ فيه أعمق من بحرِ فؤادك، والسّجود له أجملُ لقاءٍ به، وهذا يكفيك لتخوض غمار التجربة، لتأخذ نفسك إليه بكل ضَعفك، علَّه يَقبَلُك!

[إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِين] فاذهَب.
إيّاك أن تؤجّل لحظتك، بسم الله، وابدأ رحلتك.

#تمكين

اهدني، إن ظنَنتُ يومًا أنّي أُحسِن السّعي بقوّتي، لا برحمتك!

#تمكين

ادعُ مرارًا..

أن يرزقك الله الرضا بعد القضاء، الرضى الذي يعينك على السير، ويمهّد لك العبور، لأن القضاء قد لا يوافق الهوى والأمنيات، وقد يرافقه شعور بالألم، ليستخلص منك عبودية الصبر ومنازل الأجور الرفيعة..

يقول الله في كتابه الكريم: ﴿فَاصبِر عَلى ما يَقولونَ وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ غُروبِها وَمِن آناءِ اللَّيلِ فَسَبِّح وَأَطرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرضى﴾ عجيب هذا الارتباط بين الرضا والتسبيح..ما الذي يحمله التسبيح دون غيره من الأذكار حتى يكون سببًا لتسكن النفس وتقرّ العين!

ولعلّ بعض ما اهتدى إليه العارفون، يحمل في طيّاته طيف إجابه، إذ ورد في معاني التسبيح = أنه تنزيه لله عن كل نقص وعيب وخطأ، ففي كل مرة تقول فيها: سبحان الله؛ كأنك تقول في نفسك حاشالله أن يظلمني، فالظلم نقص، وحاشاه أن يسوق رزقي لغيري، لأنه كامل بعيد عن الخطأ، وحاشاه أن ينهزم أمام الغضب لأنه كامل الحكمة، وفي كمال رحمته عفو عن المخطئ وحِلم على المسيء، وغفران للزلل، ومن كمال علمه تقديره الظرف المناسب في الوقت المناسب للشخص المناسب، دون أي تقديم أو تأخير، لسابق علمه بعباده وما يتسق مع حياتهم..
هذا كله يهيئك لتسكن نفسك تمامًا، لأنك تسلّم أمورك كلها لله الذي تثق بحكمته وعلمه وفضله وكرمه وصفات كماله كلها..

ومع قليل تدبر تجد الله في كتابه يقول: اصبر وسبح..ويقول سبح لعلك ترضى، ويذكر في السياق أنك لست وحدك من تتلذذ بهذا النعيم..فإلى جوارك السماوات السبع، والأرض، ومن فيهن، وكل شيء قد علم صلاته وتسبيحه ♥️

إنّك بعد إدراكك هذا، تحملك نفسك أن تقول: سبحان الله!

#تمكين
#فكرة_وعمل

رَحِمَ الله..

أناسًا لا نعرِفُهم، ولا نَعلَمُ من حالهم شيئًا، يستظلون برحمة الله يسيرون بلا مَلَل، يغرسون في كل قلبٍ بذرة، يَسقون ظمأ الأرواح و يحتضنون الألم، ترى الآثار واضحة، ولا تَعلَمُ منهم من أحد! ربّما تُلامِسُ يدَ أحدهم قَلبك ولَم تلقاه! ربّما وَصَلَت أنفاسه قبل الجسد.

أولئك أثر الفراشة، يطيرون بجناحَي التَفَرُّد والتّجرُّد، يتفرَّدون سيرًا إلى الله و يتجرَّدون من ذواتهم إليه، وربّما اعتَدَلتَ و استقمتَ مِمّن لَم تَرَه.

#تمكين

يُطَمئنُ الإنسان ذاته بعِلمِ اللّه فيه..

يكفيه أنّه يعلم سِرّه وظِلّه وتفاصيله، يُغنيه عن الشّرح، يُبعده عن التّوضيح، يأخذه لموضعٍ مختلفٍ من الكفاية، فليَظُنّ النّاس بك، فليُكثروا حديثهم عنك، فليَأكلوا لَحمَك غائبًا، لا بأس

قف قليلًا وراجع نِيّتك، تَذَكّر وجهتك، ثَبّت نَظرَتك، فهدوء أنفاسك أنّه يعلم، وراحة قلبك أنَّك مستقيم الخُطى، حَسَن السّريرة، تَنبُت بالخَفاء.

#تمكين

صباح الخير والبركة..

لكل أولئك الذين لا يتبعون النفس اللجوج هواها، الذين لا يملون من صفّ أقدامهم للصلاة، الرافعي أيديهم إلى ربهم يحملون في حفاوة الدعاء حمدًا كثيرًا، الراضين عن قضاء ربهم، والصابرين ابتغاء وجهه، ألا حرّم الله عن وجوهكم النار، ولا غيّب عنكم ملاحة وجه من تحبّون، ورزقكم خيري الدنيا والآخرة، ومنّ عليكم باستحسان ما كتبه لكم بيقين الخيرية المطلقة، بأن ربنا رب خير لا يأتي إلا بخير.

#تمكين

مطلوبي..

من عمري كله: رضاك، من عاشَ بهذا المعنى كانت خُطاه إبراهيمية، بوصلته لا تفارق الوجهة التي خُلق من أجلها، راضٍ عن ربّه حتى ولو لم تُكشف له الحجب عن الحكمة وراء أفعال مولاه.

يقرأ الصافّات، فيرى الكون بعدسة الوحي، هنا عالم الشهادة؛ وإلى جواره عالم الغيب بهيًا جليلًا، لا ينفكّان، يرى الملائكة تتقلّد وسام العبودية، وتبلغ مقام الجنديّة، فيقول في نفسه هذا وزان ما سار عليه إبراهيم ﷺ..

يذكرنا هذا الموسم، "موسم الإيقاظ والإنقاذ = ذو الحجة" بهذا النموذج الحيّ، يقف في مشهد التسليم العظيم، يُرمى في النار فيقول حسبنا الله ونعم الوكيل، لا يُزعزع إيمانه قيد أنملة، يبدو سهلًا حين تعرف المستقبل: أن النار لن تحرق، لكنّه أليم ومليء بالذعر لولا سكون النفس إلى قدر الله!

وبين مقام "فاتخذتموه وراءكم ظهريًا"، كان إبراهيم يضع أوامر الله نصب عينيه فلا تغيب، ليجيء ذلك جليًا في ألفاظه "إني أرى"!

يضع السكين على عنق ولده ليذبحه، ولده الذي انتظره طويلًا، البارّ المرضيّ، ليكون بلاءً مبينًا لحقيقة الإيمان، الإيمان الكبير الذي بلغ به إبراهيم التمام، حتى قال ربنا عنه: فأتمّهنّ، الذي وفّى به بعهد العبودية، وعلم مقامه من ربه عز وجل، وكأن لسان حاله يقول: أي رب..أنت السيد وأنا العبد.

ولو أنك أردت اللحاق بالركب، فليس إلا أن تسير على خطى إبراهيم، فتثمّن التسليم، وتتقلّد الجنديّة، وتطوف في مواكب الملائكة فتأخذ منهم الجاهزية للتلقي والجاهزية للتنفيذ، فتطمئن، وتنجح في اختبار السائرين إليه، ويتشرّب فؤادك معاني "إياك نعبد" فتردد: أي ربي، عُبيدك المسكين الفقير يعبدك أنت حصرًا!

#تمكين

واستودع..

يا فتى، كل الأماني عند رب العالمين، واجتهد في الميادين المتاحة، فغدًا ترفع الأقلام وتجف الصحف، واقتحم كل الميادين المغلقة فلا تدري! لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا، وأدمن قرع الباب عند الدعاء، فإنك إن لزمته فُتح لك، بحكمة بالغة، ووفق تقدير دقيق.

ولا تنسَ من يقتحمون العقبات، ويرفعون كلمة الإسلام بالرباط، انصب قامتك في المحراب وأكثر من الدعاء، حتى تملّ الأرض من طول مكوثك!

توكل يا فتى على الله..إن الله نعم الوكيل!

#تمكين