مُلتَقَىٰ كُتَّابْ ٱلعَرَبْ وَٱلأحرَٱر
885 subscribers
3.99K photos
6.69K videos
82 files
47.4K links
مُلتَقَىٰ كُتَّابْ ٱلعَرَبْ وَٱلأحرَٱر
- في دول محور المقاومة
🇾🇪 🇸🇾 🇵🇸 🇮🇷 🇱🇧 🇮🇶
🚩 https://t.me/arabbookforum



لمراسلة ادارة القناة
🚩 https://t.me/abokeian
Download Telegram
بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
مُلتَقَىٰ كُتَّابْ ٱلعَرَبْ وَٱلأحرَٱر
- في دول محور المقاومة وأحرار العالم..
🇾🇪 🇸🇾 🇵🇸 🇮🇷 🇱🇧 🇮🇶

https://t.me/arabbookforum

الغاراتُ الجويَّةُ على اليمنِ لم تُؤْتِ أُكُلَها، ولم تُجْدِ نفعًا، والتهديداتُ الاستراتيجيَّةُ ما تزالُ بعيدةَ المنالِ.

عبدالسلام الجنيد

بدايةً، هذا الكلامُ ليس من إنشائي، ولا من تعبيرِ فكري، بل هو ما أوردته مجلَّةٌ أمريكيَّةٌ شهيرةٌ تهتمُّ بالشؤونِ السياسيَّةِ والعسكريَّةِ للولاياتِ المتحدةِ الأمريكيَّةِ، وتعتمدُ في نشرِها على ما يُدارُ في أروقةِ وزارةِ الحربِ الأمريكيَّةِ وأكاديميَّتِها العسكريَّةِ، وبعضِ المحلِّلينَ العسكريِّينَ البارزينَ. وتُعَدُّ من الصحفِ المستقلَّةِ التي لها كاملُ الحريَّةِ فيما تنشرُه.

فما معنى هذا الكلام؟

معناهُ أنَّ ما يُدارُ في أروقةِ القيادةِ المركزيَّةِ الأمريكيَّةِ، وما يقولهُ الخبراءُ العسكريُّونَ والقادةُ في غرفةِ العمليَّاتِ العسكريَّةِ من تقييماتٍ بالنسبةِ للنجاحِ والفشلِ من خلالِ ما يرونهُ ويبرزُ على مسرحِ العمليَّاتِ، فإنَّ هذا الكلامَ كان التقييمَ الواضحَ للحملةِ العسكريَّةِ على اليمنِ بأنَّها فاشلةٌ، ولم تُحقِّقِ الأهدافَ المرجوَّةَ منها. وهو اعترافٌ واضحٌ من العدوِّ بعجزهِ وفشلِهِ عن إيقافِ مَن يُسمُّونهم "الحوثيِّينَ" عن مناصرةِ غزَّةَ، وفكِّ الحصارِ البحريِّ المفروضِ من قبلهم على السفنِ الصهيونيَّةِ، وأيضًا عن إيقافِ استهدافِهم للكيانِ الصهيونيِّ، والقضاءِ على القدراتِ العسكريَّةِ لديهم المتمثِّلةِ في الصواريخِ الباليستيَّةِ والطائراتِ المُسيَّرةِ التي تُقِضُّ مضاجعَ الصهاينةِ، وتُرعبُهم رُعبًا متواصلًا.

وكما يُقال: "الحقُّ ما شهدتْ به الأعداءُ".

هذا، بالإضافةِ إلى الخسارةِ العظيمةِ التي مُنيتْ بها الولاياتُ المتحدةُ، سواءٌ الخسارةُ الماديَّةُ العسكريَّةُ والاقتصاديَّةُ، أو الخسارةُ المعنويَّةُ، وهيبتُها وسمعتُها العالميَّةُ، التي فتحتِ الأبوابَ على مِصراعيها أمامَ الدولِ المناوئةِ لها، وعرَّتْها وانكشفَتْ أمامَ العالمِ الذي كانت تهيمنُ عليه لعقودٍ ماضيةٍ عديدةٍ.

وذلك بفضلِ اللهِ، وحكمةِ القيادةِ الثوريَّةِ والسياسيَّةِ اليمنيَّةِ، وإيمانِ وثباتِ وبسالةِ شعبِ الإيمانِ والحكمةِ، أُولِي القوَّةِ والبأسِ الشديدِ، الذي سيخرجُ في يومِ غدٍ إلى الساحاتِ والميادينِ بالملايينِ، استجابةً للهِ ورسولِه، وجهادًا في سبيلِه، واستجابةً لدعوةِ السيِّدِ القائدِ عبدِالملكِ بنِ بدرِالدينِ الحوثي، رضوانُ اللهِ عليه، وحفظَه اللهُ وأدامَ ظلَّه وعزَّه، ليُعرَفَ العالمُ مَن هُمُ اليمنيُّون.

والحمدُ للهِ حقَّ حمدِه، سُبحانهُ، إنَّ وعدَهُ لمفعولٌ.

نستغفرُهُ ونتوبُ إليهِ.

ثابتونَ مع غزَّةَ، رغمَ أنفِ الأمريكيِّ وتصعيدِه.
بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
مُلتَقَىٰ كُتَّابْ ٱلعَرَبْ وَٱلأحرَٱر
- في دول محور المقاومة وأحرار العالم..
🇾🇪 🇸🇾 🇵🇸 🇮🇷 🇱🇧 🇮🇶

https://t.me/arabbookforum


كَتَبَ إسماعيل النجار

الأهداف الأميركية من المفاوضات مع الجمهورية الاسلامية الإيرانية كثيرة وكبيرة ما هيَ،
خط سير المفاوضات الأميركية الإيرانية هذه الأيام يسير وِفق أجندة وضعتها واشنطن وتتفاهم عليها مع طهران عبر الوسيط العُماني، ولكن إدارة ترامب تُظهر تناقضاً بين الخطاب الدبلوماسي والإجراءآت العملية وإطلاق التهديدات،
بينما يتم تركيز الجانب الإيراني على أساس الخلاف ألآ وهُوَ الملف النووي ورفع العقوبات، ومن خارج السياق فقط تبادل السجناء، كَون طهران مهتمة بمضمون المفاوضات لا بشكلها،
النوايا الأميركية والصهيونية المُبَيَّتَة لإيران خبيثة جداً وتنطوي على البلطجَة والظلم وزرع الأفخاخ في بعض البنود،
المفاوضات من وُجهَة نظرهم ستجني عبر الضغط الزمني نتائج إيجابيه لصالحهم قبل نهاية العام 2025 موعد إعادة تفعيل ملف العقوبات،
لذلك وتحت هذا الضغط تسعى واشنطن إلى توسيع رقعة مطالبها وإدراج ملفات أخرى على الطاولة مثل القدرات الدفاعية والهجومية الصاروخية المتطورة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ودعم الفصائل الجهادية وهذا ما ترفضه طهران،
كما تؤكد واشنطن على إستمرار فرض العقوبات رافضةً تعليقها طيلة فترة المفاوضات!، الأمر الذي تعتبره طهران نهجاً عدائياً،
طهران بدورها أكدَت على ضرورة أن تتبع واشنطن جَدِّيَة وإلتزام كامل بما يُتَفَق عليه، وتُصر على حقها بتخصيب اليورانيوم لأغراضٍ سلمية،
لذلك تعتقد إيران أن السيناريو الأرجح هو الوصول إلى إتفاق مؤقت مع الولايات المتحدة الأميركية يركز على الحَد من التخصيب مقابل رفع جزئي للعقوبات مع إستمرار الخلاف حول الملفات الغير نووية،
أما من جهة إسرائيل فإن النوايا والأهداف تختلف كثيراً عن نوايا واشنطن، لأنها تسعى إلى تحقيق أهداف استراتيجية متعددة تجاه إيران منها،
*إضعاف القدرات الصاروخية والجوية
*تدمير البنية التحتية العسكرية بهدف تعطيل خطوط الإنتاج العسكري الإيراني، خاصة المسيرات والصواريخ بعيدة المدى.
*تعزيز الردع الإسرائيلي وإظهار القدرة على اختراق المجال الجوي الإيراني وإلحاق أضرار "لا يمكن تعويضها" بمنشآت حساسة،
*منع التطور النووي لذلك يبقى البرنامج النووي الإيراني الهدف الأسمى لإسرائيل،
*إتاحة مساحة دبلوماسية للتهدئة
وإعطاء إيران "مخرجًا" لإنهاء التصعيد عبر تحديد أهداف محددة وتجنب الضربات المدنية، وفقًا لتقارير إعلامية. هذا يتيح لإسرائيل تحقيق مكاسب عسكرية مع ضمان عدم تصعيد غير محسوب.
*أيضاً تل أبيب مهتمة بمنع التسلح النووي الإيراني باعتباره التهديد الأكبر لأمنها، وفق تصريحات مسؤولين كبار،
*وتقويض النفوذ الإيراني الإقليمي عبر عرقلة محاولات طهران إنشاء "جسر بري" من إيران إلى لبنان عبر العراق وسوريا، مما يُعتبر تغييرًا استراتيجيًا يهدد أمن إسرائيل.
*واستهداف البنية التحتية العسكرية مثل منشآت النفط وأنظمة الدفاع الجوي.
*إقامة تحالفات غير مباشرة مع دول عربية سنية (مثل السعودية) لمواجهة الخطر الإيراني المشترك، وفق تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه يعالون.
السياسة الإسرائيلية الحالية تركّز على إبقاء إيران تحت ضغط عسكري ودبلوماسي لمنع أي تفوق استراتيجي، مع استعداد دائم لضربات استباقية كما حدث في الهجوم الجوي الأخير عبر المجال الجوي العراقي وهذه المطالب والأحلام دونها والرفض الصارم للجمهورية الإسلامية الإيرانية حتى لو أدَّت إلى إشتعال حرب في المنطقة فإن أي خطأ سيتم الرد عليه فوراً،

بيروت في،،
25/4/2025
بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
مُلتَقَىٰ كُتَّابْ ٱلعَرَبْ وَٱلأحرَٱر
- في دول محور المقاومة وأحرار العالم..
🇾🇪 🇸🇾 🇵🇸 🇮🇷 🇱🇧 🇮🇶

https://t.me/arabbookforum

طوربيد القضاء الصامت !؟

🖊️ عمر الناصر

المقولة العسكرية تقول " الوحدة بأمرها" ، كلمة فضفاضة اختصرت مجلدات وصفحات من الشرح والتوصيف التي يصلح استخدامها وان يضرب بها المثل على جميع المستويات والمواقف والاحداث، ودون بذل جهد كبير بالسرد او الاسهاب والاطناب والشرح الممل والمعمق، تعني خلاصة واقعية لتاثير قوة المؤسسة او ضعفها. لو اخذنا مفصل واحد من السلطات الثلاث واستعرضنا الحقبة التاريخية بعد التغيير عام ٢٠٠٣ واطلعنا على ما مر به القضاء من تحديات جسام حاولت بعض الجهات النيل منه ومن القضاة الشرفاء في هذا المرفق الحيوي ، سنجد بأن نوايا اضعافه وتشويه سمعته ماهي الا لاهداف واغراض جهوية مقيتة بغية ابقاء البنية المجتمعية تحت طائلة الفعل المسموم والمبرمج وبين رد الفعل السلبي الممنهج، ابتداءا من تحديات الارهاب والجريمة المنظمة والاعتداءات المتكررة على المواطنين وصولا لعمليات التصفية والقتل التي طالت عدد من القضاة منذ حقبة مابعد الاحتلال والذي بلغ عددهم مايقارب ٧٤ قاضياً عراقياً يشار لهم بالبنان، وانتهاءاً بسيل من الاتهامات ومحاولات التسقيط وتسليط ضوء البروباغاندا الاعلامية الصفراء تجاه اعلاء صوت وهيبة الدولة والاستخفاف بها ، سيما بعد ان تعرض البعض منهم في اوقات ماضية لاعتداءات واهانات ونبرة استعلائية غير لائقة في نقاط التفتيش من قبل عناصر امنية غير منضبطة .

ولو استعرضنا الفترة الزمنية العصيبة التي تسنم فيها السيد زيدان رئاسة مجلس القضاء الاعلى، سنصفها بأنها كانت فترة اكثر من استثنائية محفوفة بالمصاعب والمتاعب والمخاطر وسوء الادارة وعدم الاستقرار ، ففي الوقت الذي كانت فيه بعض الاصوات تنفخ لاجل شق عصى الرأي العام ، كان القضاء بمثابة صمام امان واداة فاعلة لاطفاء الحرائق السياسية والمجتمعية عند نشوب الازمات، نتيجة وجود تحديات فوق النوعية كالارهاب والصراعات الداخلية واختلال التوازن السياسي الذي تأثر به الشارع، سيما بأنه من اكثر الأصوات الداعمة لاستقلالية القضاء، فالفرق واضح بين من يملئ المكان وبين من يملئ الفراغ ومن يطلع عن شخصية هذا الرجل عن كثب سيجد فيه هدوء التعامل مع القضاة والموظفين، بعيداً عن مظاهر التعالي والغرور في المناسبات الرسمية وغير الرسمية بطريقة خالية من التكلّف، يقود سيارته بنفسه غير مكترث " للبهرجة والفخفخة" واساطيل التاهوات والسيارات الفارهة وارتال الحمايات التي كلفت ميزانية الدولة العراقية في سنوات سابقة اكثر من ٦ مليار دولار سنويًا، غالباً ما يتحدث بلغة قانونية واضحة دون مبالغة او استعراض فلسفي او بلاغي ، مما يُعطي انطباعًا ايجابياً وينم عن شخصية تحترم المهنيّة ورمزية السلطة القضائية وعلو كعبها ، حتى اصبح القاضي في زمنه يشعر باهميته البالغة ومكانته العليا والمرموقة على غرار اقرانه الموجودين في الدول المجاورة.

انتهى ..

خارج النص / " الطوربيد الصامت" يرى بأن "القضاء لا يحتاج لاعلام ليدافع عنه ".
بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
مُلتَقَىٰ كُتَّابْ ٱلعَرَبْ وَٱلأحرَٱر
- في دول محور المقاومة وأحرار العالم..
🇾🇪 🇸🇾 🇵🇸 🇮🇷 🇱🇧 🇮🇶

https://t.me/arabbookforum


الدكتورة أمل الأسدي وكشف خدع الإبراهيمية
الحلقة الثالثة: الإبراهيمية وخدعة التصوف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المفكر الجزائري أ.د نور الدين أبو لحية


من الإشارات المهمة التي ذكرتها الدكتورة أمل، والتي تدل على تعمّقها المعرفي بالواقع والتراث ما ذكرته عن التصوف أو العرفان واستغلال الإبراهيمية لهما في تمييع الدين، والاستحواذ على موارد العقول والعواطف، ثم بعدها على كل الموارد، وأهمية كشف هذه الخدعة، والتلبيسات المرتبطة بها تكمن في عدة نواح، لعل أهمها شعبية الاهتمام بالعرفان والتصوف، وانتشاره بين جماهير المسلمين، ومن الطوائف المختلفة، ولذلك فإنّ تحويله إلى أداة لتمييع الإسلام، وتمرير المشاريع الصهيونية والغربية سينطلي على كل تلك الجماهير، وبسهولة ويسر.
ومنها أن العرفان والتصوف، ومنذ القديم يعد المحل أو العلم أو الفن الذي يتحدث عن معرفة الله ومحبته والتواصل معه، كما يهتم بالسلوك والأخلاق والآداب، ولذلك لقي احتراما وإجلالا كبيرين لدى الكثير، وصار كل من ينتقد أخطاءه متطرفا أو مكفرا أو جافا أو لا علاقة له بتلك المعاني التي يتحدثون عنها.
ومنها سهولة الاختراق، ذلك أن الصوفية يسمحون للكشف والإلهام والذوق وغيرها أن تكون مصادر لهم، وبذلك ما أسهل أن يظهر الأدعياء والكذبة، الذين يستبدلون الوحي الإلهي المعصوم بهذه المصادر المختلطة، ولهذا نرى كبار الصوفية ينكرون هذا، ويدعون إلى عرض كل شيء على القرآن والسنة المطهرة، كما قال الجنيد سيد الصوفية في عصره وكل العصور: (إن النكتة لتقع في قلبي من جهة الكشف فلا أقبلها إلا بشاهدي عدل من الكتاب والسنة)، وقال الشيخ عبد القادر الجيلاني مؤسس الطريقة القادرية: (كل حقيقة لا تشهد لها الشريعة فهي زندقة.. طِرْ إلى الحق عز وجل بجناحي الكتاب والسنة، ادخل عليه ويدك في يد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم)([1])، ورد منكراً على من يعتقد أن التكاليف الشرعية تسقط عن السالك في حال من الأحوال: (ترك العبادات المفروضة زندقة، وارتكاب المحظورات معصية، لا تسقط الفرائض عن أحد في حال من الأحوال) ([2])، ومثله الشيخ أبو الحسن الشاذلي مؤسس الطريقة الشاذلية، فقد كان يقول: (إِذا عارض كشفُك الصحيح الكتابَ والسنة فاعمل بالكتاب والسنة ودع الكشف، وقل لنفسك: إِن الله تعالى ضمن لي العصمة في الكتاب والسنة، ولم يضمنها لي في جانب الكشف والإِلهام) ([3])
وقبل ذلك كله حذر الإمام الصادق عليه السلام من هذه الخدعة وإن كنا لا نرى تعميمها على كل الصوفية، أو على جميع المظاهر الصوفية، إلا أنها تدل على أن هناك من يستغل اسم التصوف ليشوه الدين، ويجعله في خدمة الشياطين.

ولكل هذه الأسباب، ولدقة المسالك المرتبطة بالحديث عن هذه الجوانب ونقدها، خصوصا وأن كبار مجددي الإسلام في العصر الحديث من أمثال الإمام الخميني([7]) يدعون إلى العرفان والتصوف، فإن الدكتورة أمل ـ كانت دقيقة في هذا الجانب ـ حين فرقت بين العرفان الحقيقي الذي جاء به القرآن الكريم، وبين العرفان المدلس الذي هو في حقيقته خدع شيطانية.
وقد قدّمت لذلك بقولها: (في إطار تهديم النص المقدس المعصوم، سيتم الاعتماد علی التصوف والمتصوفة في إعداد زعماء روحيين يقودون التغيير العقدي للناس، ويسافرون ويجوبون البلدان، شارحين، مبسطين، محببين لفكرة السلام والمحبة والأخوة الإنسانية، ووحدة الجذور، وغيرها من المصطلحات التي تخفي تحتها حقيقة المشروع الإبراهيمي، والجدير بالذكر أن للفكر الصوفي وتمظهراته في الواقع قبولا وتقاربا مع الجميع، فهو نقيض الفكر التكفيري المتطرف، ورجال خطه من دعاة السلام والمحبة، ويحتفون بالمقدسات الإسلامية والرموز الإسلامية أيما احتفاء!!)([8])
ثم ذكرت كيف استثمرت الصهيونية من خلفها هذا النوع من العرفان، فقالت: (ولكنّ ذلك لم يرق للصهاينة، فلم يبقوا شيئا إلا وأرادوا سلبه وتشويهه، فهم يريدون خلق تصوف جديد وهو التصوف الإبراهيمي، الذي يستغل الطروحات الصوفية ويوظفها في مشروعهم القائم علی صهر الأديان ودمجها وتحويلها إلی كتلة هلامية، وخلطة هجينة مشوهة، تعجنها يدٌ صهيونية حالمة بدولة استحواذية من الفرات الی النيل!)([9])
ولي تعقيب بسيط على ما ذكرته الدكتورة أمل في هذا، فالصهيونية في حقيقتها مشروع شيطاني، وهو أكبر من أن يكتفي بالفرات أو النيل، أو البحر الأحمر والأبيض.. بل هو مشروع يشمل البشرية جميعا، ولذلك فإن استغلالهم للعرفان في هذا السبيل هو محاولة لصناعة دين جديد يتسم بالميوعة وعدم الانضباط والانفتاح التام على كل شيء.. لأنه يعدـ كل شيء تجليات إلهية، وتردد البشر بين القبض والبسط، وأنهم في النهاية جميعا سيؤولون إلى الجنة محسنهم ومسيئهم، ويستندون في ذلك إلى كشفهم وذوقهم وإلهامهم بعيدا عن القرآن الكريم.
ولهذا نبهت الدكتورة أمل إلى هذا الخطر، فذكرت أن (هذا يخالف مفهوم التصوف ونشأته ومساره، فالتصوف نشأ من زهد علي بن أبي طالب عليه السلام إمام الزاهدين وسيد العابدين ومنذ نزوله الكوفة، ثم أصبح التصوف تيارا إسلاميا يعكس تطور العلاقة الروحية بالله سبحانه وتعالی، والدعوة الی أن تكون عبادة الله تعالی قائمة علی الحب والشوق وليس الخوف من العقاب أو الطمع في الجنة، فأول نشأة للمصطلح كانت في الكوفة، وأول من أُطلق عليه لقب (الصوفي) هو عالم الكيمياء (جابر بن حيان)، وقد ارتبط معنی التصوف بالزهد والتنسك والتقشف والتخشن ولبس الصوف، وهو تدريب النفس علی العبودية والصدق مع الحق وحسن الخُلق مع الخلق ولعل من أجمل تعريفات التصوف تعريف معروف الكرخي إذ قال عنه (الأخذ بالحقائق واليأس مما في أيدي الخلائق)([10])
ثم ذكرت الفرق الكبير بين التصوف الحقيقي، وهذا التصوف المخادع، فقالت: (فالتصوف في موروثنا هو تصوف إسلامي، وهذا لا يعني أننا ننفي وجوده كنزعة إنسانية لدی الكثير من الناس، إنما إذا تحدثنا عن نشأته واتجاهاته وتمظهراته كتيار، فهو إسلامي، وليس كما يريدون إخراجه من الإسلام!)([11])
ثم ذكرت ما قام به دعاة الإبراهيمية من الخدع في هذا الجانب، فقالت: (الابراهيمية والأبواق التي تدعو لها تريد تفريغ التصوف من محتواه، ونزع هويته، ونسبته الی اللادينية والغنوصية، لهذا أيها المتلقي، انتبه الی قضية دعوة بعض الشخصيات الصوفية الغنوصية أو التي تتبنی الفكر الصوفي الإبراهيمي، دعواتهم المستمرة إلی العراق فضلا عن دعمهم إعلاميا في بلدانهم، ودائما ما تقوم هذه الشخصيات بالتحدث عن السلام والتعايش والأخوة، وغالبا ما تأخذ موقفا بالضد من حق الشعب الفلسطيني في المقاومة، بحجة حقن الدماء والحفاظ علی الأرواح وضرورة التعايش مع الواقع! وكذلك ستلحظ نشاطا واسعا للفرق الصوفية الإبراهيمية ودعما إعلاميا، ودعوات منهم للأخوة والمحبة والدفاع عن حقوق الأقليات وغيرها من الرومانسية الإبراهيمية الموجهة، وارجع بذاكرتك قليلا وقف عند الحملة الإعلامية التي رافقت نشر رواية (قواعد العشق الأربعون) للكاتبة التركية إليف شفق التي أعلنت فيما بعد أنها شاذة مثلية الجنس)
وما ذكرته يذكرنا باهتمام الأدب العربي الحديث بالصوفية، وخصوصا ممن يتبنون الغنوصية، والحلاج وابن عربي منهم خصوصا، وذلك لأنهم رأوا أن أحسن ما يواجه به الدين الأصيل هو هذه التحريفات، ولهذا نرى الاهتمام الغربي بطروحات عبد الكريم سروش في القبض والبسط والتجليات، وغيرها من الطروحات لمواجهة الإسلام المحمدي الأصيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
مُلتَقَىٰ كُتَّابْ ٱلعَرَبْ وَٱلأحرَٱر
- في دول محور المقاومة وأحرار العالم..
🇾🇪 🇸🇾 🇵🇸 🇮🇷 🇱🇧 🇮🇶

https://t.me/arabbookforum

العدالة الدولية يجب أن لا تتعدى إيران!.

مسألة تستحق النظر ، وهي اختلاف المعايير الدولية في كثير من الأشياء ولاسيما بما يتعلق والحملة الدعائية التي تقودها دولة إسرائيل ضد إيران الاسلامية وبحجج واهية ومنها ادعائهم الفارغ ومعهم أميركا، بخصوص تخصيب اليورانيوم لغرض عسكرية ، بينما واقع الحال خلاف ذلك تماما ،
إذ هو محاولة إيران الحصول على برنامج نووي سلمي في مجال الطب والزراعة والمنشآت المدنية الأخرى.
والان وبعد أن انكشفت اللعبة الأمريكية الصهيونية بدت الأمور تنفرج إذ تسير المفاوضات وفق الطرق السلمية ، وهذا في الواقع مؤشر إيجابي في العلاقات الدولية ،
فكلما استتبت الأمور وتعامل الجميع وفق الإيجابيات من من حيث التعامل ، أصبح الوضع اكثر استقرار كما وزاد في المعطيات البناءة التي تصب بالصالح العام ولكل الأطراف، بعيدا عن التناحر والمواقف السلبية التي من شأنها ان تعكر صفو الجميع .
إن إيران كانت ولا تزال لا ترى في نفسها سوى انها كجزء لا يتجزأ من المعيَّة الاخلاقية والجغرافية ووفق ماتتطلبه المرحلة من تظافر الجهود ، والوقوف بحزم إزاء كل المواقف الا شرعية التي تريد أن تفت الوحدة الخليجية وفي مقدمتها إيران !،
اننا دون أدنى شك كأقليم فاعل في الجانب الاقتصادي اولا ، بحاجة إلى المؤازرة الجماعية ،
للوقوف أمام كل التحديات التي بدأت بوادرها تظهر للعيان لطمس وحدة المسلمين وتغيير ملامح الخريطة التي هي الآن تُقلق العدو الاسرائيلي، بما تحمل من مبادئ جعلت من القدس وفلسطين بالكامل جعلت منهما أهمية قصوى و في حدقات العيون ،
فواجبنا الإسلامي يحتم علينا أن نكون في أول الركب لمقاتلة الأعداء، ولكن ليس من ضير إن سنحت الفرصة للتفاهم وحلحلة الأمور بالمجمل صوب ماهو إيجابي وقادر على ان يرضي الجميع وباسلوب يسوده الاحترام والتعاون المشترك ، ومن المؤكد ان الإخوة في الخليج لهم القدرة على استقراء مايحدث وماسيحدث في مستقبل الايام ، وفي الاخير ليس بُدا من ان نقول بأن النصر هو دائما حليف لأصحاب الحق ومبادئه واليخسأ أصحاب الزور والمؤمرات ..

بقلم الكاتب لازم حمزة الموسوي..
بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
مُلتَقَىٰ كُتَّابْ ٱلعَرَبْ وَٱلأحرَٱر
- في دول محور المقاومة وأحرار العالم..
🇾🇪 🇸🇾 🇵🇸 🇮🇷 🇱🇧 🇮🇶

https://t.me/arabbookforum


صادق العترة ( عليهم السلام )
العقل البشري ذكاء أصطناعي رباني .
أخرج الطوسي في إماليه بسنده عن الأمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله ( تبارك وتعالى ) خلق العقل من نور مخزون مكنون ، في سابق علمه الذي لم يطلع عليه نبي مرسل ولا ملك مقرب ، فجعل العلم نفسه ، والفهم روحه ، والزهد رأسه ، والحياء عينيه ، والحكمة لسانه ، والرأفة همه ، والرحمة قلبه ، ثم حشاه وقواه بعشرة أشياء : اليقين ، والايمان ، والتصديق ، والسكينة ، والاخلاص ، والرفق ، والعطية ، والقناعة ، والتسليم ، والشكر .
ثم قال له : أدبر ، فأدبر ، ثم قال له ، أقبل ، فأقبل ، ثم قال : تكلم ، فقال : الحمد لله الذي ليس له ضد ولا ند ، ولا شبه ولا شبيه ، وكفؤ ولا عديل ، ولا مثل ولا مثيل ، الذي كل شئ لعظمته خاضع ذليل .
فقال الرب ( تبارك وتعالى ) : وعزتي وجلالي ، ما خلقت خلقا أحسن منك ، ولا أطوع منك ، ولا أرفع منك ، ولا أشرف منك ، ولا أعز منك ، بك أوحد ، وبك أحاسب ، وبك أدعى ، وبك أرتجي ، وبك أُتقى ، وبك أخاف ، وبك أحذر ، وبك الذنب ، وبك العقاب .
فخر العقل عند ذلك ساجدا ، وكان في سجوده ألف عام .
فقال الرب ( تبارك وتعالى ) بعد ذلك . أرفع رأسك ، وسل تعط وأشفع تُشفع ، فرفع العقل رأسه فقال : إلهي ، أسألك أن تُشفعني فيمن جعلتني فيه .
فقال الله ( تبارك وتعالى ) للملائكة : أشهدوا أني شفعته فيمن خلقته فيه " .


د صفاء السويعدي
بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
مُلتَقَىٰ كُتَّابْ ٱلعَرَبْ وَٱلأحرَٱر
- في دول محور المقاومة وأحرار العالم..
🇾🇪 🇸🇾 🇵🇸 🇮🇷 🇱🇧 🇮🇶

https://t.me/arabbookforum


الامام الصادق (ع) .. معجزة الحياة ومفخرة الانسانية. اكرم كامل الخفاجي.
الحمد لله رب العالمين .. اللهم صلِّ على محمد وآل محمد .
أعذرني يا سيدي إن تأخرتُ في الكتابة عنك ، ففيك تفيض المحابر شوقاً .. وأين أنا وما خطري أمام معجزة الحياة الخالدة ومفخرة الإنسانية الباقية ؟
والحقيقة فإن نصيبي في الكتابة عن الإمام الصادق (ع) هو أن أظلّ دائماً في تلك المسافة الموجودة بين معاني المعجزة فيه ، وبين مباني المفخرة به .. وقطعاً أن وجودي في تلك المسافة إنما لأني أحسب نفسي حلقة من حلقات السلسلة الشيعية التي ترتبط بأصالة الوحي المحمدي ، وصولاً إلى النهج الأمين للصراط العلوي المستقيم .
والحمد لله الذي أفاض علينا من فرط إحسان الإمام الصادق (ع) لنا ، ما يشعرنا أن الله يُحبنا ، ومن يُحبّهُ الله فإنه في الجنة يقيناً بشفاعته .
لقد حاز الأئمة الطاهرون من أهل البيت (عليهم السلام) السبق في ميادين الفضل والكمال ، ونالوا الشرف الأرفع في الأحساب والأنساب . فهم آل رسول الله وأبناؤه ، نشأوا في ربوع الوصي ، وترعرعوا في كنف الرسالة ، واستلهموا حقائق الإسلام ومبادئه عن جدهم الأعظم ، فكانوا ورثة علمه ، وخزان حكمته ، وحماة شريعته الغراء ، وخلفاءه الميامين .
لقد فتق الإمام الصادق (ع) العلوم بفكره الثاقب وبصره الدقيق ، حتَّى ملأ الدنيا بعلومه ، وهو القائل : (سلوني قبل أن تفقدوني فإنه لا يحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي) ، ولم يقل أحد هذه الكلمة سوى جده الإمام أمير المؤمنين علي(ع) .
وأدلى (ع) بحديث أعرب فيه عن سعة علومه فقال : (والله إني لأعلم كتاب الله من أوله إلى آخره كأنه في كفي ..)
واليوم اذ نستذكر شهادته ونعزي العالم الإسلامي به ، حري بنا السير على نهجه والتخلق بخلقه الذي مثل خلق جده رسول الله (ص) والموصوف في القرآن الكريم (وانك لعلى خلق عظيم) .
عاش الإمام الصادق (ع) كأبيه الباقر (ع) في حقبة من الزمن كان الصراع على أشده بين الحكام الأمويين والعباسيين وخصومهم ، فانشغال الحكام بالحكم ، واستغراق ارباب السلطة وطلابها جعلهم ينصرفون عن التعرض للمؤمنين ، فاستغل الإمام الصادق (ع) هذه الفرصة ، ونشر أحكام الدين وعلوم أهل البيت ، في ظل تخفيف الضغط والتضييق على الموالين لآل البيت ، وصار الشيعة وأئمتهم في ذلك العهد أحسن حالاً من ذي قبل ، وقلّ الخوف والتقية بينهم ، ولذا ترى أن معظم أحكام الرسول وأخبار الشيعة ، مروية على لسان الإمامين المعصومين محمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق (ع) اللذين عاصرا حقبة الصراع السياسي والعسكري هذه .
هو الإمام السادس من أئمة الشيعة الأثني عشر والمعصوم المحيي من الدين كل طامسٍ ، وكاشف الحقائق ، وباهر الخلائق .
ولقب الإمام جعفر (ع) بالصادق ، لإنطباق صفة الصدق عليه .
عاش (ع) خمساً وستين سنة على المشهور ، أقام مع جده الإمام زين العابدين (ع) أثنتي عشر سنة ، وبعده مع والده الإمام محمد الباقر (ع) تسع عشر سنة ، وبعده في إمامته أربعاً وثلاثين سنة .
عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ قَالَ: «نَظَرَ أَبُو جَعْفَرٍ الباقر (ع) إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصادق (ع)‏ يَمْشِي ، فَقَالَ : تَرَى هَذَا ؟ هَذَا مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عز وجل فيهم ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَ‏ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ‏ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ﴾ .
وهذه بعض أحاديث الامام الصادق (ع) دونتها هنا .. ورأيتُ فيها خلاصي .
عن الصادق عن آبائه (عليهم السلام) قال : قال رسول الله (ص) : من أحبنا أهل البيت فليحمد الله على أول النعم . قيل : وما أول النعم ؟ قال : طيب الولادة ، ولا يحبنا إلا من طابت ولادته .
عن الامام الصادق (ع) في تفسير قوله تعالی : «ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم» في آخر سورة التكاثر .. قال (ع) : «إن الله اكرم من ان يطعم طعاماً فيسألكم عنه ، ولكنكم مسؤولون عن نعمة الله عليكم بنا هل عرفتموها وقمتم بحقها» .
كان الامام الصادق (ع) واقفاً على الصفا ، فقال له عباد البصري : حديث يروى عنك !
قال (ع) : وما هو ؟
قلت : حرمة المؤمن أعظم من حرمة هذه البنية .
قال (ع) : قد قلت ذلك إن المؤمن لو قال لهذه الجبال أقبلي أقبلت .
فنظرتُ إلى الجبال قد أقبلت فقال (ع) لها  : على رسلك إني لم أردكِ .
عن سدير الصيرفي قال : قلت لأبي عبد الله الصادق (ع) جعلت فداك يا بن رسول الله هل يُكره المؤمن على قبض روحه ؟
قال : لا والله ، انه اذا اتاه ملك الموت لقبض روحه جزع عند ذلك فيقول له ملك الموت : يا ولي الله لا تجزع فوالذي بعث محمداً (ص) لأنا أبرّ بك وأشفق عليك من والد رحيم لو حضرك .
افتح عينيك فانظر ، قال : ويمتثل له رسول الله (ص) وأمير المؤمنين وفاطمة الزهراء والحسن والحسين والأئمة من ذريتهم (ع) فيقال له : هذا رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة الزهراء والحسن والحسين والأئمة رفقاؤك ، قال : فيفتح عينيه فينظر فينادي روحه مناد من قبل رب العزة فيقول : يٰا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ، إِلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ اِرْجِعِي إِلىٰ رَبِّكِ رٰاضِيَةً بِالْوَلاَيَةِ مَرْضِيَّةً بِالثَّوَابِ فَادْخُلِي فِي عِبٰادِي يَعْنِي مُحَمَّداً وَأَهْلَ بَيْتِهِ وَادْخُلِي جَنَّتِي فَمَا شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنِ اسْتِلاَلِ رُوحِهِ وَاللُّحُوقِ بِالْمُنَادِي .
يقول أحد الأعلام العِظام :
سئل الإمام الصادق (ع) عن تفسير قوله تعالى : (ألم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) ؟ فقال : المتقون شيعة علي (ع) ، والغيب فهو الحجة الغائب ، وشاهد ذلك قول الله عز وجل : (وَيَقُولُونَ لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ للهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) (كمال الدين : 2 / 340) .
وعندما يستدل الإمام الصادق (ع) فعلى نوابغ البشرية أن يشغِّلوا أفكارهم ويتأملوا في أعماق كلامه ! فقد استدلّ هنا بقوله تعالى : (وَيَقُولُونَ لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ ..) ومعناه أن نزول الآية من الله تعالى أمرٌ محققٌ ، وقد أمر الله نبيه (صلى الله عليه وآله) أن يتنظرها : (فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) !
وعلى هذا فخاتم الأنبياء ، الشخص الأول في العالم ، وعصارة الخلقة والبعثة (صلى الله عليه وآله) ، مأمور بأن يعدهم بآية غيب الله التي ستتحقق على يد ولده الموعود (عج) ويقول لهم : (إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) .
إن وجود العالَم من إبتداه إلى ختمه كان ينتظر وجود النبي (صلى الله عليه وآله) ، وهو ينتظر مهديه الموعود (عج) ، هذا هو الإمام المهدي ، الذي يوجد فيه كل ما ضيعه العالَم  .
وقال الصادق (ع) : رحم الله شيعتنا إنهم أُوذوا فينا ولم نؤذ فيهم ، شيعتنا منا قد خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بنور ولايتنا رضوا بنا أئمة ورضينا بهم شيعة يصيبهم مصابنا ويبكيهم مصابنا ويحزنهم حزننا ويسرهم سرورنا ، ونحن أيضاً نتألم لألمهم ونطلع على أحوالهم ، فهم معنا لا يفارقونا ولا نفارقهم ، لأن مرجع العبد إلى سيده ومعوله على مولاه فهم يهجرون من عادانا ويمدحون من والانا ويباعدون من آذانا ، اللهم أحي شيعتنا في دولتنا وأبقهم في ملكنا وملكتنا ، اللهم إن شيعتنا منا ومضافون إلينا فمن ذكر مصابنا وبكى لأجلنا استحى الله أن يعذبه .
ففي تفسير نور الثقلين بإسناده عن عمر بن يزيد بياع السابري قال : قلت لأبي عبد الله الصادق (ع) ، قول الله في كتابه : (لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ) قال : ما كان له ذنب ولا همّ بذنب ، ولكن الله حمّله ذنوب شيعته ثم غفرها له .
عن الإمام الصادق عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إذا قمت المقام المحمود تشفعت في أصحاب الكبائر من أمتي فيشفعني الله فيهم والله لا تشفّعت فيمن آذى ذريتي .
قال الإمام الصادق (ع) : إن العبد إذا كثرت ذنوبه ولم يجد ما يكفرها به ابتلاه الله عز وجل بالحزن في الدنيا ليكفرها به فإن فعل ذلك به وإلا أسقم بدنه ليكفرها به فإن فعل ذلك به وإلا شدد عليه عند موته ليكفرها به فإن فعل ذلك به وإلا عذبه في قبره ليلقى الله عز وجل يوم يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من ذنوبه .
روي عن أبي عبد الله الصادق (ع) أنه قال :
لا تكون‏ الصداقة إلا بحدودها .. فمن‏ كانت‏ فيه هذه الحدود أو شيء منها فانسبه إلى الصداقة .. ومن لم يكن فيه شيء منها فلا تنسبه إلى شيء من الصداقة .
فأولها : أن تكون‏ سريرته وعلانيته لكَ واحدة .
والثانية : أن يرى زينكَ زينه وشينك‏َ شينه .
والثالثة : أن لا تُغيّره‏ عليك ولاية ولا مال .
والرابعة : أن لا يمنعك شيئاً تناله‏ مقدرته .
والخامسة - وهي تجمع هذه الخصال ‏- : أن لا يُسلمك‏ عند النكبات .
لقد كان الإمام الصادق (ع) شَجاً يعترض في حلق الطاغية الدوانيقي (ابو جعفر المنصور) ، فقد ضاق ذرعاً منه لنصبه وعدائه لـ (أهل بيت العصمة) .
فقد حكى صديقه (أي المنصور) وصاحب سرّه محمد بن عبد الله الاسكندري يقول : «دخلت على المنصور فرأيته مغتمّاً ، فقلت له : ما هذه الفكرة ؟
فقال المنصور الدوانيقي : يا محمد ، لقد قتلتُ من أولاد فاطمة مقدار مائة ويزيدون وبقي سيّدهم وإمامهم .
فقال محمد : من ذاك ؟
فقال المنصور الدوانيقي : جعفر بن محمد الصادق .
فحاول محمد أن يصرفه عنه ، فقال له : إنّه رجل أنحلته العبادة ، واشتغل بالله عن طلب الملك والخلافة .
ولم يرتضِ المنصور مقالته فردّ عليه : يا محمد ، قد علمت أنّك تقول به ، وبإمامته ، ولكن الملك عقيم» .
يقول أحد الآيات العظام في توصيف مسار المذهب الجعفري وتمسكنا به : إن المذهب يعني الطريق ، والطريق له بداية وله نهاية .. والمذهب الجعفري له بداية وهو جعفر الصادق (ع) الذي إختزن دين 124 ألف نبي .. حين خُتمت النبوة بجده المصطفى (ص) وهو خلاصة الدين الإلهي لـ 124 ألف نبي ، وهو أفضلهم .. حتى إذا أستشهد كانت الوصاية لأخيه علي ابن أبي طالب (ع) وهو خلاصة أوصياء الأنبياء الـ 124 ألفاً ، فيكون أفضل الأوصياء بتبعيته للرسول الأعظم (ص) .. وبذلك انتقلت الوصاية الإلهية منه الى الإمام الصادق (ع) الى أن تصل الى القائم المنتظر (عج) وهو خير وصي الأوصياء .
بعد أن عرفنا بداية الطريق المذهب ، نأتي الى معرفة نهاية المذهب وهو قوله تعالى (وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنتَهَىٰ)  النجم : 42 .. فتكون النهاية الى الله سبحانه .. فيكون مذهب الإمام الصادق (ع) بداية إلهية محمدية علوية بكل تجلياتها وعنفوانها ، ونهايته الى الله سبحانه حيث الحضرة الإلهية المباركة .. فما أروع البداية وما أبهى النهاية .
اللهُمَّ صَلِّ عَلى جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ خازِنِ العِلمِ الدَّاعي إلَيكَ بِالحَقِّ النُّورِ المُبِينِ ، اللهُمَّ وَكَما جَعَلتَهُ مَعدِنَ كَلامِكَ وَوَحيِكَ وَخازِنَ عِلمِكَ وَلِسانَ تَوحِيدِكَ وَوَلِيَّ أمرِكَ وَمُستَحفِظَ دِينِكَ فَصَلِّ عَلَيهِ أفضَلَ ما صَلَّيتَ عَلى أحَدٍ مِن أصفيائِكَ وَحُجَجِكَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ .
سلامٌ كثيرٌ وكبيرٌ من القلب على من تمسّكنا به فكان نجاتُنا .. وأحببناه فكان خلاصُنا .. وعشقنا جعفريتَهُ الشيعية فأعاننا على دنيانا للجواز إلى الجنة .
بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
مُلتَقَىٰ كُتَّابْ ٱلعَرَبْ وَٱلأحرَٱر
- في دول محور المقاومة وأحرار العالم..
🇾🇪 🇸🇾 🇵🇸 🇮🇷 🇱🇧 🇮🇶

https://t.me/arabbookforum

الإمام جعفر الصادق عليه السلام سيد القوة الناعمة


إنتصار الماهود//


هو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، أهل بيت النبوة وموضع الرسالة، سادس الأئمة المعصومين من ولد فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين.


لم يكن الامام جعفر الصادق عليه السلام رجل دين فحسب، بل كان رجل علم وسيد في القوة الناعمة التي تغلغلت في أركان دولة العباسيين لتقوضها

حقق الامام جعفر الصادق عليه السلام إنجازات مهمة نستطيع أن نوجزها:

أولا :
فكرية وعلمية حيث تمكن الإمام صلوات الله وسلامه عليه من تأسيس مدرسة فكرية كبرى في المدينة، ضمت الاف الطلاب منهم كبار علماء المذهب السني أبو حنيفة، ومؤسس المذهب المالكي مالك بن انس، أضافة لنشر علوم أهل البيت عليهم السلام في العقيدة والتفسير والفقه والأخلاق والطب، وكان له الدور الرئيس في صياغة الفكر الشيعي الامامي.

له موسوعات علمية حيث روي عنه آلاف الاحاديث، في مختلف العلوم وله باع في الطب والكيمياء والفلك والفيزياء.


ثانيا:
منجزات دينية لقد أرسل الامام عليه السلام الأسس القويمة لدعائم المذهب الجعفري، كذلك شرح مفاهيم التوحيد والإمامة، والمعاد والعدل الالهي والاهتمام بالعبادات، والمعاملات ووضع الأصول الفقهيه الواضحه لها.


ثالثا:
منجزاته السياسية فهو رفض المشاركة في الحكم العباسي، رغم المحاولاتهم لجذب إهتمامه عليه السلام الى صفوفهم، فهو كان يرى أنهم لا يمثلون الإسلام الحقيقي، هو لم يكن يقود الثورات، لكن كان يدعم مقاومة الظلم بالمعرفة والتربية والعلم، واستغل الفترة الانتقالية بين الأمويين والعباسيين، التي شهدت اضطراباً سياسياً، لينشر العلم والفكر دون الاصطدام بالسلطة.


لقد كان لدور الإمام عليه السلام تاثير بالغ، فهو لم يكن يحمل السلاح ضد العباسيين، لكن كان دوره في مقاومة انحرافهم السياسي والفكري بالغ العمق والأثر، فقد كانت مقاومته فكرية وتربوية ناعمة، لكنها قوية الجذور، هدفها الأول هو إحياء الإسلام المحمدي الأصيل، مقابل الإسلام السلطوي المزيف لآل العباس.


إليكم أبرز النقاط التي ركز عليها دور الإمام الصادق عليه السلام :


أولا
كشف زيف الشرعية الدينية للعباسيين، الذين تولوا سدة الحكم بشعار (الرضا من ال محمد)، ثم خانوا شعارهم حيث فضح الصادق عليه السلام هذا التناقض، عبر تعليمه للناس أن الإمامة ليست مجرد نسب، بل قيادة ربانية من أهم شروطها العلم والعصمة والعدل.


ثانياً
أسس الامام جعفر الصادق عليه السلام لمدرسة فكرية ضخمة، خرجت الآلاف من الطلاب الذين تشربوا العقيدة المحمدية الاصيلة، والذين صاروا جيشاً فكرياً صامتا، ينشر ويدافع ويفكر ويحاجج نيابة عن الإمام عليه السلام دون مصادمات مع جلاوزة السلطة.


ثالثاً
التفريق بين الدين الإلهي ودين السلطان، فالحاكم لا يشرع ولا يفسر الدين على هواه، بل يجب أن يخضع نفسه الى الشرع الحقيقي، الماخوذ من علم أهل البيت الموروثة من النبي صلى الله عليه واله وسلم.


رابعاً :
الحفاظ على كيان التشيع في زمن القمع العباسي، رغم خضوعه الى الإقامة الجبرية عدة مرات، أستمر في تعليم أصحابه سراً وعلانية، ونجح في تاهيل هوية التشيع، فكرياً وروحياً، إضافةالى مقاطعته للسلطة ورفضه التعاون معها.



خامساً :
تفكيك خطاب السلطة العباسي من خلال المناظرات، عبر إستخدام المنطق والقران الكريم والسنة النبوية، لإثبات رؤيته مما جعل الناس تشكك بالخطاب الرسمي للعباسيين.


سادساً :
البناء الصامت للمجتمع المقاوم عن طريق التحصين الفكري والتربوي ضد التذويب او التطبيع مع الظلم.



هل تعرفون أن جابر بن حيان عالم الكيميائي الشهير، هو أحد تلاميذ الامام جعفر الصادق عليه السلام ، وهو من خلصه !، لقد كان جابر بن حيان من أهم تلاميذ المقاومة الناعمة .


من هو ؟؟

إسمه جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي، الملقب بأبي الكيمياء، تتلمذ على يد الإمام جعفر الصادق عليه السلام مدة طويلة، وكان يلقبه بسيدي ومولاي، وكان يردد دائماً (علمني مولاي جعفر بن محمد علما لو اظهرته لقتلت وإن أخفيته ضعت وإن اشهرته لم يجد الناس عقولهم ).

لم ياخذ بن حيان منه أسرار الكيمياء فحسب، بل علوم الطبيعة وأسرار الخلق والتكوين وأصول التوحيد وحقائق الوجود.


أهم منجزات تلميذ الامام الصادق عليه السلام تأليف 300 كتاب أبرزها كتاب الرحمة والسبعين والخواص الكبرى وكتب في المعادن والطب والصيدلة.


دمج بن حيان بين العلم التجريبي والعلم الباطني وكان يرى الإنسان كائن كيميائي وروحي في نفس الوقت.
كان جابر بن حيان يستخدم العلم كسلاح ضد الجهل والسلطة، من خلالها بنى فكراً علمياً مستقلاً، عن فكر السلطة وقدم نموذجاً للعالم الذي يأخذ علمه من اهل البيت، لا من أبواب الخلفاء، بل إن أحد خلفاء بني العباس حاول التقرب منه ليستفيد من علمه، فرفضه وقال له:( علمي هذا ليس لمن يعبد السلطة بل لمن يعبد الحقيقة)

إضافة لإبن حيان كان للإمام عليه السلام تلاميذ نجباء امثال المفضل بن عمر حامل علوم النفس والروح وراوي (توحيد المفضل )


زرارة بن اعين وهو رائد الفقه والرواية


مؤمن الطاق وهو من أعمدة الجدل العقلي والمنطقي


هشام بن الحكم صاحب الحجة في المناظرات العقائدية في الإمامة والتوحيد


هؤلاء وغيرهم الآلاف كانوا مشروع مقاومة الإمام جعفر الصادق عليه السلام، الذي كان يجابه بهم الإنحراف الفكري السلوكي.

فالإمام عليه السلام لم يكن فقط عالماً، بل كان مهندساً حضارياً وقائداً للمقاومة الناعمة بامتياز، وقد سبق الزمن في وعيه وإستطاع اختراق المجتمع،وتصحيح بناءه، عن طريق العلم والفكر والثقافة والإقناع والقيم والتربية، بدلا من القوة الخشنة المتمثلة بالسلاح والسلطة.



عظم الله لنا ولكم الأجر في ذكرى إستشهاد إمامي وإمامكم الإمام جعفر الصادق عليه السلام.
بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
مُلتَقَىٰ كُتَّابْ ٱلعَرَبْ وَٱلأحرَٱر
- في دول محور المقاومة وأحرار العالم..
🇾🇪 🇸🇾 🇵🇸 🇮🇷 🇱🇧 🇮🇶

https://t.me/arabbookforum

إمام العلم والحلم

زمزم العمران ||


قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام "رحم الله شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بماء ولايتنا يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا".

في الخامس والعشرين من شوال عام (148) للهجرة فُجع أهل بيت النبوّة(صلوات الله عليهم) ، ومحبّوهم وموالوهم برحيل الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام) سادس الأئمّة الأطهار من أهل البيت (عليهم السلام).

عاش الإمام الصادق (عليه السلام) ومارس مهماته ومسؤولياته العلمية والعقائدية كإمام وأستاذ، وعالم فذّ لا يدانيه احد من العلماء، ولا ينافسه أستاذ أو صاحب معرفة ،فقد كان قمة شامخة ومجدا فريدا فجّر ينابيع المعرفة، وأفاض العلوم والمعارف على علماء عصره وأساتذة زمانه فكانت أساسا وقاعدة علمية وعقائدية متينة ثبت عليها البناء الإسلامي ،و اتسعت من حولها آفاقه ومداراته ، وقد اشتهر الإمام الصادق (عليه السلام) بغزارة العلوم ولا سيما في الطب والكيمياء وخلف آثارا عجيبة من ذلك (طب الصادق) و(أماليه) ، هذا بالإضافة إلى علم الكلام والفقه والحديث و قد روي جابر بن حيان الكيمياوي العربي الشهير الشيء الكثير من الآراء الكيمياوية في مؤلفاته عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) ، وفي (حليه الأولياء) لأبي نعيم بعد ما جاء بأسماء أعلام الإسلام روايتهم عنه قال ، واخرج عنه مسلم في صحيحه محتجا بحديثه ، وكان مالك بن انس إذا حدث عنه قال "حدثني الثقة بعينه" و"ما رأت عين ،و لا سمعت أذن، ولا خطر على قلب بشر ،أفضل من جعفر الصادق، فضلاً وعلماً وعبادةً وورعاً".

نشأت في المجتمع الإسلامي حركة علمية و فكرية نشطة ، تميزت في عصر الإمام الصادق (عليه السلام) ، وأنه كان عصر النمو والتفاعل العلمي والحضاري بين الثقافة والتفكير الإسلامي من جهة ،وبين ثقافات الشعوب ومعارف الأمم وعقائدها من جهة أخرى ، ففي عصره نمت الترجمة، ونقلت كثير من العلوم والمعارف والفلسفات من لغات أجنبية إلى اللغة العربية، وبدأ المسلمون يستقبلون هذه العلوم والمعارف وينقحّونها أو يضيفون إليها، ويعمقون أصولها، ويوسعون دائرتها.

الإمام الصادق (عليه السلام) عاصر الدولتين المروانية والعباسية، ووجد فتـرة لا يخشى فيها سطوة ظالم ولا وعيد جبار ،وتلك الفترة امتـزجت من أخريات دولة بني مروان وأوليات دولة بني العباس، لأن الأمويـين وأهل الشام لما أجهزوا على الوليد بن يزيد وقتلوه انتفضت عليهم أطراف البلاد وتزعزت أركان سلطانهم، وكانت الدعوة لبني هاشم قد انتشرت في جهات البلاد، فكانت تلك الأمور كلها صوارف لبني مروان عما عليه الإمام الصادق (عليه السلام) من الحياة العلمية، الإمام الصادقُ (ع) -وكما تعلمون- هو الذي يُنسب إليه مذهب التشيُّع؛ ذلك لأنَّه قد سنحت له الفرصة نظراً للظروف السياسيَّة التي عايشها، حيثُ كان عهده عهداً مُنفتحاً نسبيَّاً، إذ كانت الدولة الأمويَّة منشغلةً بالحروب، والاضطرابات التي انتقضت عليها في مختلف بقاع الحواضر الإسلامية، وكانوا من الضَعف بحيثُ لم يكونوا يقوون على ممانعةِ الإمام (ع) عن ممارسة دوره التبليغيِّ، ودوره الإرشاديّ، ودوره الرساليّ ، لذلك فقد استثمر الإمام (عليه السلام) هذه الفرصة السانحة في العمل على بثِّ العلوم والمعارف الإسلاميَّة على نطاقٍ واسع واستقطبت دروسُه الكثير من روَّاد العلم من مُختلف الحواضر الإسلاميَّة حتى عدَّ علماءُ الرجال والدراية من تلامذتِه المحدِّثين من مُختلف المذاهب ما يربو على الأربعةِ آلاف تلميذاً.


الإمام الصادقُ (ع) -وكما تعلمون- هو الذي يُنسب إليه مذهب التشيُّع؛ ذلك لأنَّه قد سنحت له الفرصة نظراً للظروف السياسيَّة التي عايشها، حيثُ كان عهده عهداً مُنفتحاً نسبيَّاً، إذ كانت الدولة الأمويَّة منشغلةً بالحروب، والاضطرابات التي انتقضت عليها في مختلف بقاع الحواضر الإسلامية، وكانوا من الضَعف بحيثُ لم يكونوا يقوون على ممانعةِ الإمام (ع) عن ممارسة دوره التبليغيِّ، ودوره الإرشاديّ، ودوره الرساليّ ، لذلك فقد استثمر الإمام (عليه السلام) هذه الفرصة السانحة في العمل على بثِّ العلوم والمعارف الإسلاميَّة على نطاقٍ واسع واستقطبت دروسُه الكثير من روَّاد العلم من مُختلف الحواضر الإسلاميَّة حتى عدَّ علماءُ الرجال والدراية من تلامذتِه المحدِّثين من مُختلف المذاهب ما يربو على الأربعةِ آلاف تلميذاً ،ومن الجدير بالذكر بعض سجايا الإمام الصادق (ع)، والغايةُ من ذلك هو السعيُ من أجل التمثُّل بسيرته والإهتداء بهدْيهِ ومكارمِ أخلاقِه.

الإمام والحلم
نبدأُ الحديثَ بما يرتبطُ بحلم الإمام (ع) الذي كان يزنُ الجبال، بل كانت تنوء الجبال دون تحمُّلِه، والحلمُ هو سيُّد الأخلاق، فإذا ما اتَّسم أحدٌ بسجيَّة الحِلم فقد اتَّسم بالأخلاق جلِّها؛ لأنَّ ملَكة الحلم تستبطنُ الكثير من السجايا، فالحلمُ لا يكون إلَّا للرجل الرؤوف العطوف، والحلمُ لا يكون إلا لذي صدرٍ رحِب، ولا يكون إلَّا لمن يملكُ عقلاً راجحاً يترفَّع به عن صغائر الأمور ومحقَّراتِها ، ذكر المؤرِّخون والرواة الكثير من المواقف المعبِّرة عن سعةصدر الإمام وحلْمِه، ونُشير هناإلى بعض تلك المواقف التي نقلها الرواة فيما يرتبط بشؤون الإمام الخاصَّة داخل بيتِه ، يذكر المؤرخون أنَّ الإمام (ع) بعث غلاماً له في حاجة، فذهب الغلام وأبطأ كثيراً، فخرج الإمام (ع) يبحثُ عن هذا الغلام، فوجده نائماً في ناحية، فما أزعجه وما أيقظه، بل وجد عليه آثار الإرهاق -نتيجة الحر- فأخذ يُروِّحه! وبعد أن اكتفى ذلك الغلام واستيقظ، تبتسم الإمام (ع) في وجهه، وقال له: يا غلام، لك الليل، ولنا النهار(1). دون أن يُوبِّخه ويُقرِّعه كما يفعل أربابُ العمل. فكان ذلك مثالاً ينبغي أن يَحتذي به كلُّ من كان تحت يده مستأجَرون يعملون عنده.


مسك الختام .. من كرامات الإمام:

وأما الأمر الثاني: وبه نختم حديثنا عن الإمام (ع) فهو ذكر بعض كراماته، - فإنَّ كراماته التي نقلها الرواة كثيرة، ومعبِّرة عن موقعه السامي عند الله -عز وجل-، فمِّما أفاده الرواة أنَّه كان مُجاب الدَّعوة، وكانت دعوته كحدِّ السيف.

فمن ذلك ما رُويَ أنَّ رجلاً يُسمى الحكم بن العباس الكلبي، هذا الرجل كان سيِّئاً، وكان يتفاخر بقتل زيد الشهيد -عمّ الإمام الصادق (ع)-، وقد بلغت به الوقاحة أنَّه كان يقول:

صلبنا لكم زيداً على جذعِ نخلةٍ ** ولم نر مهديَّاً على الجذع يُصلبُ

وقِستُم بعثمانٍ عليــَّاً سفاهةً ** وعثمانُ أزكى من عليٍّ وأطيبُ

بلغ هذاالشعر مسامع الإمام (ع)، فاغتاظ منه فرفع يده قائلاً: اللهم سلِّط عليه كلباً من كلابك. فما كان إلّا أن بعثه بنو أمية في مهمة إلى الكوفة، فوثب عليه أسدٌ أو كلب في الطريق فقتله، فبلغ الإمام (ع) خبره فخرّ ساجداً ثم قال: "الحمد لله الذي أنجزنا ما وعدنا"

فالسّلام علىٰ من أسّس العلوم أجمعين، السّلام علىٰ عالم الطّبّ والفلك واللّغة والهندسة وكلّ ما نعرفه وندرسه اليوم.. السّلام علىٰ الصّادق، وهو يسطّر للعالم عِلمه وحكمه ويعرّفنا علىٰ عظمة الخالق، السّلام عليه وهم إلىٰ اليوم ينسبون الفضل لأنفسهم، وهو من أقام الركائز أصلًا .
بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
مُلتَقَىٰ كُتَّابْ ٱلعَرَبْ وَٱلأحرَٱر
- في دول محور المقاومة وأحرار العالم..
🇾🇪 🇸🇾 🇵🇸 🇮🇷 🇱🇧 🇮🇶

https://t.me/arabbookforum


شعارات القومجية والإخوان باهتة وتافهة، نعيم الخفاجي 


‏من ثقافة شعوب الفايكنج القديمة
ان الرجل ممكن ان يصبح اسمه لقب لاولاده اذا اشتهر بين قومه والاشتهار غالباً يكون بفتح مدينة او قتل اكبر عدد من الرجال، فمثلاً اذا اشتهر إريك يكون لقب اولاده واحفاده إيركيسون اي ابن إيريك
لذلك يحاول الابن ان يكون اكثر شهرة من والده ليعطي اللقب للأبناء،‏هذه الثقافة جعلت من الرجال وخاصة القادة يتلهفون للشهرة، فقاموا بغزو اراضي اوربا وحكمو بريطانيا ووصلوا بريطانيا واحتلوا لندن، والاندلس ليثبتوا اسمائهم في التاريخ،هذه الثقافة انتقلت لاغلب دول أوروبا،وخاصة من لهم قرابة في الدم مع الفايكنج، 
واليوم هناك قادة بالغرب وبالشرق،  عملوا على تخليد اسمائهم، سواء كانوا بالشر او بالخير، أو في مقاتلة العصابات الارهابية، بلدة آمرلي الصغيرة الشيعية التركمانية، صمدت في وجه فيالق الذبح والقتل والسبي لعصابات فلول البعث وهابي من التكفيريين لتنظيم القاعدة وداعش.
اما الخونة والعملاء، اسمائهم دونت في اسفل السافلين، عملوا على تلميع وجوه القوى الارهابية، لذلك الفيالق الإعلامية إلى القوى القومجية البعثية الوهابية، عملوا بكل قوة على طمس جرائم القوى الارهابية، ولاسباب مذهبية، لكون ضحايا القوى الارهابية من الشيعة والايزيديين.
لذلك شعارات القومجية والإخوان الموهبين،  فهم  عكس أفعال وأقوال الدنماركيين القدامى، الفايكنج،  القدامى الدنماركيين، كانوا  يتسابق الأبناء والاحفاد في إيجاد  طريقة جديدة في الغزو، وكسب المال، واحتلال بلدان، أما القومجي البعثي  والإسلامي الإخواني الوهابي السني، ينفذ أقذر مهمة، يسفك دماء أبناء العرب الذين يختلفون مع البعثي والوهابي مذهبيا، ولايتحرج هؤلاء الاراذل، أن يبقون مكفخة، للقوى العظمى.
غالبية الأنظمة العربية صناعة استعمارية، في القرن الماضي كانت الغلبة بالسيطرة على الجامعة العربية، ومؤتمر عدم الانحياز، واجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كانت الكفة لصالح القوى  البعثية والقومجية، أما الان باتت السيطرة واضحة لدول الرجعية العربية، أحذية دول الاستعمار.
لو قارنا بين أقوال نتنياهو وبين أقوال رؤساء دول البعث والإخوان المسلمين، على سبيل مثال، صدام الجرذ هدد في حرق نصف اسرائيل، ومرسي يريد يصلي في الاقصى، واردوغان يدعم العصابات الارهابية مستغل الجانب الطائفي للتوسع على حساب أراضي سوريا، مستفيدا من عناد بشار الأسد برفض ترسيم الحدود مع اسرائيل، النتيجة سقط صدام وصل به الخوف، إنه أخفى، نفسه بحفرة الجرذان، ومرسي ساقه العسكر بالاحذية، والقوا القبض عليه بدار الرئاسة المصرية، وكان يصرخ انا الرئيس، والجندي المصري يصفعه، ويقول له انت الان موش ريس، صدام استخرجوه من الحفرة وهو يصيح انا رئيس العراق، حتى أن أحد الجنود الامريكيين من أصل عراقي لقبه الحجامي من أهالي الناصرية، كان معتقل في معسكر رفحاء،  صرعه على الارض، وسحقه بالبسطال، أما بشار الأسد هرب إلى قاعدة حميم ومنها إلى روسيا دون أن يلقي عليه القبض المجاميع الإرهابية المدعومة تركيا واسرائيليا، بينما نتنياهو كل تهديداته نفذها إلى أفعال على الأرض.
في إحدى خطب نتنياهو قال نحن نقاتل على سبع جبهات، واستعمل أقصى القوة مع كل القوى التي يشك أنها تشكل خطر على وجود دولة اسرائيل.
بعض المحللين من الكتاب العرب يساون بين سطوة وقوة نتنياهو المفرطة، وبين مواقف قادة المنظمات الاخوانية الوهابية التكفيريين، وهذه المساواة ظالمة، نتنياهو لايستطيع قمع الشعب اليهودي، ولم يقتل أبناء اليهود، على عكس رؤساء العرب من البعثيين والإخوان او ملوك وامراء دول الرجعية صنيعة دول الاستعمار، من دول البداوة، جمال خاشقجي له موقف يشك به ولي العهد السعودي انه ضده، ارسل له فريق متخصص بالاغتيال، دخل خاشقجي قنصلية بلاده السعودية،  في تركيا، خرج منها في أكياس لحم معلبة، هذا الجرم لم ولن ينفذه نتنياهو بحق اي مواطن يهودي، فمن الظلم يتم مقارنة اجرام صدام الجرذ واجرام بقية الأنظمة العربية مع نتنياهو.
قادة حزب البعث والحركات الاخوانية يروجون لكذبة( لولا البعثيين والإخوان المسلمين لما بقيت عروبة ولا بقي اسلام) هههههه،
البعثيين والحركات الإخوانية الوهابية التكفيريين يقولون إنهم اتباع السلف الصالح ولولاهم لما تطور العرب بصناعاتهم وخاصة صناعة المطال المستخرج من فضلات الابقار، وفي مصر يسمون المطال في الأقراص النارية هههههه.
منظمة حماس فرع من حركة الإخوان الوهابية يعتقدون أنهم حافظوا على فلسطين والاقصى، وابتهجوا بزوال نظام الاسد ووصول الإرهابي الجولاني السفياني للحكم، عسى أن يرسل لهم اسلحته المصنوعة من فضلات الأبقار الأقراص النارية، حماس ومعها الحركات الاخوانية يعيشون في أعلى قمة الانتصار في غزة اليوم، في علم البالستيقيات والمقذوفات، عندما ينطلق الصاروخ او قذيفة المدفع ترتفع إلى الأعلى ويتم تسمية أعلى نقطة في الفضاء في الكبد، للظاهر يعيش الحماسيون في قمة انتصاراتهم الان غزة  تحولت إلى أنقاض، 
اتذكر تم عرض مقطع إلى ياسر عرفات، بمنتصف سبعينيات القرن الماضي،  اوصلوه ليلقي كلمة في الأمم المتحدة وبيده غصن زيتون ويتوسل بهم ويقول لهم، ارجوكم أرجوكم  لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي هههههه، مهازل لها اول وليس لها آخر.
عرفات عاد إلى الضفة وغزة، الموساد الإسرائيلي صنع منظمة حماس لتكون منافس إلى منظمة التحرير بزعامة عرفات، لزرع الصراعات مابين القوى الفلسطينية، وأصبحت لدى الفلسطينيين حكومة جنين في رام الله بالضفة الغربية برئاسة الرئيس الفلسطيني الماريشال محمود عباس، وحكومة في غزة برئاسة منظمة حماس،  الممثل السوري عدنان ابو الشامات كتب بصفحته بمنصة x، ( نحن مرضى بوهم أن تاريخنا كان ملائكياً ومعقماً، وحاضرنا هو السيء. 
حاضرنا هو نتاج ماضينا الذي فيه من الدمار والخراب ما فينا حتى الآن، ولن يتغير قدرنا حتى نعيد قراءة تاريخنا الحقيقي بكل إيجابياته وسلبياته، ونقرر أن نصنع مستقبلاً بدون أساطير ولا أوهام. مستقبل يشبه البشر بكل مثالبهم وحسناتهم).
الملك الأردني عبدالله ليل نهار يحرض على الشيعة، هاهم الإخوان المسلمين اتباع السلف من السنة، قد أعدوا عدتهم للانتقام منه، لكن للظاهر وصلته أوامر من مشغليه، للتصدي إليهم، لذلك اليوم تم إصدار قرار ملكي في عمان بحظر جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة مقراتهم واموالهم، مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي 
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
23/4/2025
بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
مُلتَقَىٰ كُتَّابْ ٱلعَرَبْ وَٱلأحرَٱر
- في دول محور المقاومة وأحرار العالم..
🇾🇪 🇸🇾 🇵🇸 🇮🇷 🇱🇧 🇮🇶

https://t.me/arabbookforum

كاتب خليجي: صاروخ حيفاء توازن رعب .. وماذا يعني أن يصل صاروخ فرط صوتي إلى حيفا؟
https://www.ibb-news.com/188758
إب نيوز ٢٤ إبريل 

‏صاروخ حيفاء توازن رعب




‏في زمنٍ كان يُحسب فيه اليمنُ من الضعفاء، خرج من صنعاء صاروخ، لا ككل الصواريخ، بل سهم إلهي ناري اخترق الزمن والحدود والخرائط، ومزّق أسطورة الردع الصهيوني الأمريكي من جذورها، ليضرب حيفا في العمق، ويكتب على جدار التاريخ أن أنصار الله ليسوا مجرد جماعة، بل قوة إلهية متصاعدة، ومشروع أمة قد بُعث من رماد الاستضعاف ليكون له الكلمة الفصل.




‏صاروخ اليوم لم يكن مجرد تجربة ناجحة، بل كان إعلانًا عن دخول قوة يمنية خالصة عصر التفوق الفرط صوتي، وهي سابقة لم تجرؤ عليها دول ذات موازنات خرافية، لكن في اليمن، حيث القليل يُصنع فيه المعجز، ظهر الصاروخ الذي شق الهواء والسماء وبلغ حيفا، لا خلسة، بل بقرار واعٍ، ورسالة مدوية، وهدف محسوب.




‏وصلت الرسالة إلى تل أبيب، واهتزّت منظومة القيادة الصهيونية، وارتجفت مؤسسات التقدير الاستراتيجي، وسقطت هيبة “القبة الحديدية” التي لم تحمِ نفسها، فكيف تحمي عدوًا؟!




‏وارتدّ صدى الضربة إلى الخليج، فتحسّست الرياض عنقها، وارتجفت أبوظبي في أبرجها الزجاجية، وتساءل الكل: إن كان هذا هو صاروخ غزة من اليمن، فماذا لو قرر اليمن الرد لما ناله من سنوات الحصار والدم؟ ماذا لو كانت الضربة القادمة لمن كان في الغدر خنجرًا وفي التآمر رأس حربة؟!




‏لم يكن في الأمر مبالغة ولا دعاية، لقد تغيّرت المعادلة، وقُلب ميزان الردع، وصار أنصار الله قوة يُحسب لها ألف حساب في البحر والجو والبر والسياسة، لم تعد صنعاء عاصمة مستهدفة، بل صارت عاصمة قادرة على الرد، والتقدم، وفرض الشروط.




‏هذا هو اليمن الذي أرادوا إخضاعه، فحوّلوه إلى سيف إقليمي مشرع في وجه الطغيان، وهذا هو جيش محمد الذي قالوا إنه بدائي، فإذا به يصنع من الإيمان ما لا تقدر عليه ترسانات النفط.




‏إنها ليست نهاية ضربة، بل بداية مرحلة، عنوانها:

‏من صنعاء إلى حيفا… والآتي أعظم

...

 

‏ماذا يعني أن يصل صاروخ فرط صوتي إلى حيفا؟

‏يعني أن المسافة لم تعد تقاس بالكيلومترات، بل بإرادة لا تُقهر، وتصميم يمني لا يعرف المستحيل.

‏يعني أن يدًا من صنعاء امتدت، لا لتصافح، بل لتصفع، وتقول للعدو: عمقك مكشوف، وأمانك وَهْم.




‏إنه إعلان صارخ بأن الزمن تغيّر، وأن من حسبتموه محاصرًا، بات يطوّع التقنية، ويرسم خرائط النار كما يشاء.

‏يعني أن الصواريخ لم تعد فقط أدوات قتال، بل رسائل استراتيجية تُكتب بسرعة الصوت، وتُقرأ في غرف القرار الكبرى.




‏يعني أن العدو الصهيوني الذي تغنّى بتفوقه، تلقّى اليوم صفعة تُدمي كبرياءه:

‏منظوماته نُزعت عنها هالة القداسة، وثغراته فُضحت أمام العالم، والميدان قال كلمته.




‏يعني أن اليمن لم يكتفِ بالصمود، بل تجاوز الدفاع إلى الهجوم، وتخطى الرمزية إلى الفعل المؤثر.

‏وأن حيفا لم تُضرب لمجرد الاستعراض، بل لتُقال الحقيقة: أن المشروع القرآني أصبح يطال من توهّم أن لا أحد يطالُه.




‏إنه تأثير يتجاوز الانفجار، ليبلغ الأعصاب والسياسة والمفاهيم.

‏ضُربت حيفا، فانكسرت أسطورة الردع، وتزلزلت قناعات العدو، وتغيّر مزاج المعركة.

‏ومن الآن فصاعدًا، كل نقطة في الكيان، هي ضمن مدى اليمن، وزمن الحصانة قد انتهى

الكاتب الخليجي

عبدالله بن محمد العسلول:
بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
مُلتَقَىٰ كُتَّابْ ٱلعَرَبْ وَٱلأحرَٱر
- في دول محور المقاومة وأحرار العالم..
🇾🇪 🇸🇾 🇵🇸 🇮🇷 🇱🇧 🇮🇶

https://t.me/arabbookforum

تجلّت ثمار الصرخة في إذلال قوى الاستكبار

✒️بقلم أم هاشم الجنيد

في زمن غاب فيه الوعي، واستحكمت فيه أغلال التبعية، وباتت الأمة الإسلامية نهبًا لمشاريع الهيمنة والاستكبار، انطلقت صرخةُ الحق من أعالي جبال صعدة، تُعيد تشكيل الوعي الجمعي، وتُبعث الروح في جسد الأمة المنهك. كانت تلك الصرخة التي أطلقها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي أكثر من مجرد كلمات، لقد كانت انقلابًا في المفاهيم، وثورةً في الوعي، وإعلانًا لمرحلة تاريخية جديدة.

*الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام*
لم تكن هذه الصرخة عبارةً حماسية، بل كانت مشروعًا تحرريًا متكاملًا، يُعبّر عن رفضٍ صريح لكل أشكال التبعية والارتهان، ويؤسّس لمرحلة من الصمود والمواجهة، لا تبدأ من البندقية فقط، بل من الكلمة، من الوعي، من إعادة تعريف العدو والصديق.

صرخة في وجه الصمت العربي

في الوقت الذي كانت فيه الأنظمة العربية تتسابق إلى التطبيع والانبطاح، وتُسلّم مفاتيح القرار للبيت الأبيض، جاء صوت الشهيد القائد ليوقظ الضمير العربي ويعيد توجيه البوصلة. لم تكن الصرخة ضد دولة أو مذهب، بل كانت صرخة ضد الاستكبار بجميع أشكاله، وضد الظلم بكل تجلياته.
فبينما كانت بعض المنابر تتحدث عن السلام مع الكيان الغاصب، كان السيد حسين بدر الدين الحوثي يزرع في قلوب المؤمنين بذور الرفض والثبات. وبينما كانت الفضائيات الممولة تُجمّل صورة العدو، كان هو يُعرّيها، بكلمة تُشبه الرصاص، ووعي يفضح المستور.

من وعي إلى مواجهة… ومن شعار إلى سلاح

لم تمضِ سنوات حتى بدأت آثار تلك الصرخة تظهر في الواقع. تحوّل الوعي إلى ميدان، والشعار إلى فعل، والكلمة إلى رصاصة. حمل المجاهدون صرخة السيد، وساروا بها في دروب المقاومة، حتى وصلت أصداؤها إلى البحر الأحمر، وجبال الجليل، وسهول الجولان.

اليمن اليوم، وبفضل المشروع القرآني، أضحت رأس حربة في جبهة الأمة، تقارع أمريكا وإسرائيل في آن واحد.
من السماء إلى البحر، من الجبهة الداخلية إلى العمق الاستراتيجي للعدو، من التصريحات السياسية إلى المعارك النفسية والإعلامية... كل ذلك كان نتيجة زرعٍ مباركٍ بدأ بالصرخة، ونما على تربة الإيمان، وسُقي بدماء الشهداء.

إذلال الاستكبار ثمرة نضوج الصرخة

حين تعجز أمريكا بكل تحالفاتها عن تحييد طائرة مسيّرة يمنية، وحين تغرق حاملات الطائرات في قلقٍ من صاروخ يمني، وحين يُفرض الحصار على الموانئ المحتلة بقرار من صنعاء، فإننا أمام واقع جديد تؤكد فيه الصرخة أنها لم تكن مجرد شعار... بل كانت وعدًا.
لقد أذلّت الصرخة أمريكا، لا بسلاح متطور، بل بوعي صادق، وعقيدة متجذّرة، ورجال لا يعرفون الانكسار. إنّها صرخة خرجت من قلب مظلوم، فتحوّلت إلى بركان في وجه الظالم، فأحدثت انقلابًا في موازين الصراع، لا في اليمن فحسب، بل في كامل محور المقاومة.

صرخة لكل الأزمنة

الصرخة لم تكن لحظةً عابرة، بل مشروعًا متجددًا، يتناسب مع كل مرحلة من مراحل المواجهة. واليوم، ومع دخول الأمة مرحلة كبرى من التحديات، نجد أن أصداء هذه الصرخة تتردّد في العراق، وفي لبنان، وفي فلسطين، وفي كل بقعة يعلو فيها صوت الحق.

فالصرخة لا تزال تُربك العدو، وتُوقظ الوعي، وتُوحد الصف، وتُعطي للشعوب عنوانًا واضحًا في معركتها: أمريكا هي العدو، وإسرائيل رأس الحربة.

ها هي الأمة اليوم تجني ثمار الصرخة. صمود، كرامة، انتصارات، ووعيٌ شعبيٌّ يتعاظم. من قال إن الكلمة لا تهزم الإمبراطوريات؟ من قال إن الشعوب لا تصنع المعجزات؟
لقد علمتنا الصرخة أن البداية الصحيحة لا تحتاج إلى قنبلة، بل إلى صدق. وأن المقاومة تبدأ من الوعي، وتنتهي بالنصر.
ولذا… ستظل صرختنا باقية، تهز عروش الطغاة، وتبني جبهة الأحرار
بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
مُلتَقَىٰ كُتَّابْ ٱلعَرَبْ وَٱلأحرَٱر
- في دول محور المقاومة وأحرار العالم..
🇾🇪 🇸🇾 🇵🇸 🇮🇷 🇱🇧 🇮🇶

https://t.me/arabbookforum


فلافل فينيسيوس

كتب / جعفر العلوجي

لم تكن الفلافل يومًا وجبة الملوك ولا اختراعًا إسبانيًا يستحق الميدالية الذهبية في الأولمبياد، بل كانت دائمًا "سندويشة الفقراء" ورفيقة الطيبين في ليالي آخر الشهر. لكنها في ضواحي مدريد ، وتحديدًا في مطعم مركون الهوية والنكهة ، تحوّلت إلى قضية اقتصادية تهزّ الثقة في العملة الأوروبية .
بدأت الحكاية بريئة ... ناصر قال "تعالوا نذوق فلافل مدريد". احنا قلنا يا الله ، فلافل؟ هذا وقتها، بسيطة، خفيفة ، منّوعة ، و"ما تثقل الجيب". بل وتجرأت وقلت : "أنا أحاسب!"... يا ليتني قطعت لساني قبل ما ينطق!

وصلت الصحون ، وكل صحن فيه ثلاث حبات فلافل شكلها كأنها خرجت من جلسة عناية بالبشرة، مزينة بالبقدونس المدريدي ومحاطة بغموسات لا تُنطق أسماؤها . ومعاهم قنينتين ماء كبار ، وشاي يُشرب وقوفًا احترامًا للسعر .
أنتهينا ، وجاء النادل حاملاً الفاتورة في علبة جلدية سوداء كأنها أمر قبض ، فتحناها... 217 يورو! أي ما يعادل 366 ألف دينار عراقي ! الصمت عمّ الطاولة ، وأصوات القلوب كانت أعلى من مضغ الفلافل . العيون تلاقت وكلنا نفكر: من الضحية ؟
رميناها على أبو سيف ، فهو الأضعف عاطفيًا والأسرع شحنًا على الهاتف اخرج جهازه ليفهم الرقم ، لكنه فقد زر الضوء من شدة الصدمة ، فاشتغلنا كلنا ككشافات إنقاذ ، وبعد تفكير وتأمل طويل ، قال كلمته التاريخية:
"هاي مو فلافل... هاي خروف مدريدي مفروم!"
دفع وهو يهمس : "لا صايره ولا دايره... فلافل فينيسيوس بهذا السعر الناري؟"
وفالح أبو العنبة ببغداد يبيعها بألف دينار ونكول غالية؟
يا زمن الغرائب ، عساها بحظك ناصر على هاي الدكه .
بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
مُلتَقَىٰ كُتَّابْ ٱلعَرَبْ وَٱلأحرَٱر
- في دول محور المقاومة وأحرار العالم..
🇾🇪 🇸🇾 🇵🇸 🇮🇷 🇱🇧 🇮🇶

https://t.me/arabbookforum

قراءة المشهد السياسي

كتب - ميثم العطواني:
لا أحد يستطيع أن يخفي الجدل الواسع الذي أثار في الأوساط السياسية وأمتد الى الشارع العراقي، إثر قرار الزعيم العراقي مقتدى الصدر، مقاطعة الانتخابات المقبلة بسبب مشاركة من وصفهم بـ"الفاسدين" دون تحديد كتل أو أحزاب سياسية أو ذكر أسماء معينة ، ضارباً العملية السياسية عرض الحائط .

قرار الصدر له تأثيرات عدة على العملية السياسية في العراق، أولها تقليل فرصة البيت الشيعي في الحصول على مقاعد إضافية بالمناطق المختلطة، وتأثيره على نسبة المشاركة في الانتخابات مما ينعكس سلبا على الطابع الشرعي الذي يعزز نتائج الانتخابات، وهذا ما جعل المالكي الذي يعد خصم الصدر سياسياً، متخوف من دعوة الأخير مقاطعة الانتخابات، حيث دعا العراقيين التوجه للانتخابات في إشارة واضحة وصريحة الى الزعيم مقتدى الصدر .

وجاء في كلمة متلفزة للمالكي : أنه "لا خيار للرافضين للعملية السياسية سوى الذهاب باتجاه صناديق الانتخابات للتغير، ويجب ان تكون هذه الانتخابات نزيهة وبعيدة عن المال العام و التلاعب والتزوير"، مؤكداً أن "هناك خطر يحيط بالانتخابات سنتحدث عنه لاحقاً"، مشيراً الى ان " على المواطنين الالتزام بحماية العملية الإنتخابية، ورفض حالات التلاعب وبذل الأموال لغرض افسادها".

يبدو ان أئتلاف المالكي لديه حدس في خطورة الانتخابات المقبلة إن لم تكن معلومات مؤكدة، وأنهم يشعرون مقاطعة الصدر ستكون بمثابة الضربة القاصمة للعملية الإنتخابية من حيث اختلال المعادلة، كون "التيار الوطني الشيعي" هو أكبر قاعدة شعبية تَشهدها الساحة العراقية .

الصدر الذي بدأ سلسلة اعتزال العمل السياسي عام 2013، حين لوح بالانسحاب من الحكومة والبرلمان واصفا الأخير "بالهزيل"، ومن ثم جمد كتلة الأحرار النيابية عام 2016، ليعلن بعد عامين عدم ترشيح أي وزير من التيار الصدري للحكومة، ومن ثم قرر في عام 2021 انسحابه من الانتخابات، وبعدها أعلن انسحابه من السياسة وأعلن اعتزاله النهائي وأغلق مؤسسات التيار أواخر عام 2022، مما جعل الصدر أن يكون على يقين بعدم جدوى العملية الانتخابية، وأنها ستصب كما أعلن في مصلحة "الفساد والفاسدين"، إلا ان ذلك ربما لايمنع الصدر في التراجع عن قراره أذا ما طالبهُ الشارع العراقي المشاركة بالانتخابات بهدف القضاء على "الفساد و الفاسدين" من المنطلق الوطني.

فيما يرى البعض أن دعوة الصدر للمقاطعة قد تكون وسيلة ضغط على الكتل السياسية المشكلة للحكومة، بهدف تغيير سياساتها لاسيما في ملفات الأمن والاقتصاد والخدمات، وربما سيبقى خيار المقاطعة مطروح حتى الأسابيع الأخيرة التي تسبق الانتخابات، ويفاجئ الصدر قاعدته الشعبية والشارع العراقي أن هبوا للانتخابات بهدف التغيير، والقضاء على "الفساد والفاسدين".