شَخصٌ لاتُغريه تِلكَ الأُمور الّتي يَجري خَلفها الكَثير، يَبتَعِدُ عَن التّجمُّعات البَشريَّة، يَرغب فِي الجُلوس وحده، لأنّهُ الوَحيد الّذي يَفهمه، يَبكِي لِفرط رِقّة قَلبه، يَوَد لَو يَقسى قَليلًا كَي يَعيش فقَط، يَتمنّى أَشيَاء بَسيطة، تحدُث لِلآخرين لكنّها لاتحدُث مَعه لايعلَم لِمَ!، يُحقِّق مَايحلم بهِ الآخرين لكنّهُ لَم يُحقِّق مايَحلم بِه، يُضحِّي بِرَغباته ورَاحته لِأجلِهم، شَخصٌ يَود لَو لَم يُخلَق لِكثرة شُعوره بِأنّهُ غَير مُهِم، يَشعُر أَنّهُ فَوق رَفٍ مَهجور،يتمنّى شَخصًا واحدًا فقَط يُحادِثه مِثلما يُحادِث نَفسه، شَخصًا خَفيفًا عَلى الرُّوح، يُهوِّن ثقل هَذهِ الحَياة.
ـ ثائل
ـ ثائل
Forwarded from نُورا تكتب ..
"أتمنّىٰ أن يعود تويتر مجرّد طائر أزرق، وهواتف آبل تُفّاح طازج في سِلال القشّ، وأن تعود رسائل الواتساب مكاتيب بخطّ اليد، وكلّ علامات الإيموجي انفعالات حيّة علىٰ وجوه حقيقيّة، وكلّ المكالمات التي لم يردّ عليها انتظارات علىٰ حافّة الرصيف، أتمنّىٰ أن يرجِع كُلّ شيء ملموسًا فيستحقّ الإرهاق والسهر لأجله، علىٰ الأقل يكون عالمًا حقيقيًّا ليستدعي كُلّ هذا الشرود."
من سيفتح لي صنبور الحياة لأشرب
إذا جف قلبي تحت هذه السماء الخائنة؟
من سيغني لي أغنية في المساء لأنام
إذا وضعوا بين جفني صخرة مدببة؟
من سيخرجني من هذه البئر العريقة
لأرى أشجار الصفصاف تحت ضوء القمر ؟
من سيحل لي هذه المسألة البسيطة:
إذا كنا نرتدي النار
كيف نستطيع أن نخلعها ؟
من سيشتري كفناً للشمس إذا ماتت؟
من سيفتح للقتيل الباب
إذا جاء لزيارة صديقه بعد منتصف الليل؟
من سيذهب معي إلى السينما
ومن سيمشي معي في هذا السجن الطويل؟
إذا جف قلبي تحت هذه السماء الخائنة؟
من سيغني لي أغنية في المساء لأنام
إذا وضعوا بين جفني صخرة مدببة؟
من سيخرجني من هذه البئر العريقة
لأرى أشجار الصفصاف تحت ضوء القمر ؟
من سيحل لي هذه المسألة البسيطة:
إذا كنا نرتدي النار
كيف نستطيع أن نخلعها ؟
من سيشتري كفناً للشمس إذا ماتت؟
من سيفتح للقتيل الباب
إذا جاء لزيارة صديقه بعد منتصف الليل؟
من سيذهب معي إلى السينما
ومن سيمشي معي في هذا السجن الطويل؟
قبل أن أنام،
أخلع رأسي وأضعه على الرف،
أفرّغ أحلامي في كوب ماء، وأراقبها تتبخر ببطء.
أربّي قلقي في قفص من الأسئلة،
وأعلّق ابتسامتي على المشجب، كي لا تتجعد في نومي
أخلع رأسي وأضعه على الرف،
أفرّغ أحلامي في كوب ماء، وأراقبها تتبخر ببطء.
أربّي قلقي في قفص من الأسئلة،
وأعلّق ابتسامتي على المشجب، كي لا تتجعد في نومي
كان الانتظار رجلًا يسكن عتبة قلبي ، هادئ الملامح ، طويل البال ، يلبس ثيابًا من الصبر ، ويضع في جيبه وعودًا غير مكتملة ؛ في الأيام الأولى كنت أُصغي له حين يتحدّث عن الغد ، وعن الخطى القادمة ، عن الرسائل التي ستصل ، والأحضان التي تنتظر عند الأزقة ، كنت أصدّقه ، وأفتح له الباب كل ليلة ، أقدّم له قلبي مجلسًا ، وأملأ له كأس الرجاء ، فيرتشفه على مهل ، ثم يقول "قريبًا" ، لكن الوقت مرّ ، وها هو الآن عجوزٌ أحدب ، يمشي في روحي متّكئًا على عصا من الخيبة ، تسند أنفاسه تنهيدة طويلة ، وقد نسي أسماء الذين وعدني بهم
مثلما لا يجوز لكِ مدح صديقتك أمام زوجك حتى لا يفتتن بها، كذلك لا يجوز لك مدح نفسك أمام مئات الرجال الغرباء ونشر مزاحك ومحادثتك على العام أمام الأجانب حتى لا تفتنين متزوج أو أعزب في زمن الانفلات الأخلاقي.
" تختار المقعد البعيد ، تجلس دون ضجّة ، تسمع صوت ضحكة مزّيفة من المقعد المجاور ، تعلم بأنّ النفاق مادة ضرورية في الحياة، ولكن لا تجيد مضغه !"