الطريق إلى التوبة
6.12K subscribers
10.2K photos
387 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
الإهداء

أهدي هذه الحروف البسيطة إلى مولاتي

سيّدة الوجود ... وأَمَة المعبود
ابنة المختار ... وزوجة الكرار
والدة السبطين ... الحسن والحسين
سيّدة نساء العالمين وأم مقطوع الوتين
إلى سيدتي
الزهراء فاطِمة صلوات ربي وسلامه عليها


فتقبّل اللهم بِحقها بأحسن القبول

بذرةُ العِشق

علي ذلك الإنسان الصالح الذي تمكن من ضبط نفسه وأخلاقه والتزم بدينه حتى حان موعد زواجه فتزوج خديجة تلك الشابة التي اختارها علي بعدما رأى منها الأخلاق السامية والآداب الفاطمية والحياء والعفة الزينبية تزوجا بعد مدة وشاءت الأقدار أن يتأخر حمل خديجة فلم ترزق بذرية راجعت شتى العيادات والأطباء ولكن بلا جدوى ومع أنهما لم يرزقا بطفل إلا أن محبة علي لخديجة لم تنقص ولم يؤثر ذلك على حياتهما فقد رضي علي بما كتب الله لهما ولم يعترض على حكمته (عز وجل).
مضت عشر سنوات على زواج علي وخديجة
وفي يوم من الأيام قالت خديجة لعلي : عزيزي علي هل تسمح لي أن أطلب منك طلبا صغيرا.
قال علي: تفضلي حبيبتي
قالت وهي مختنقة بعبرتها: أنا وأنت كبرنا ومضى على زواجنا عشر سنوات ولم نرزق بطفل وراجعنا كل الأطباء في أغلب المحافظات ولم نحصل على نتيجة لكن للأسف لم نتوجه إلى أعظم الأطباء وأسرعهم إجابة وأنا أتأمل إجابته لنا إن شاء الله.
قال علي مستفهما: ومن تقصدين ؟
قالت والدمع يسيل على خديها: أبا عبد الله وسيد الشهداء روحي له الفداء.
وضع علي يده على صدره وأطرق برأسه قائلا: صلى الله عليك يا أبا عبد الله .
ثم أردف قائلا: صلوات ربي وسلامه عليه
ومن لنا وسيلة غيره ولم تكن مراجعتنا للأطباء إلا لتتّبع الأسباب الطبيعية ولكن سيد الشهداء لا تحده الأسباب وهو قادر بأن يرزقنا الولد الصالح بقدرة الله ومشيئته.
قالت خديجة: إن شاء الله وبما أننا في أيام الأربعينية ما هو رأيك أن نمشي مع المشاية هذا العام وننذر لسيد الشهداء عليه السلام إن رزقنا بولد صالح نسميه حُسين ونُربيه على محبة الحُسين ونذهب إلى كربلاء كل عام في الأربعينية مشيا على الأقدام وفاءً للنذر.
قال علي وهو مسرور: جيد جدا وأنا أوافقك الرأي.
جاء اليوم الذي تعلقت به كل آمال علي وخديجة. دخلا حضرة سيد الشهداء و توسّلا به إلى الله تعالى طلبًا للولد الصالح الذي يكون خادما له ولزواره وانتهت أيام عاشوراء والخدمة والمشي وعاد الزوار إلى بيوتهم تاركين حوائجهم عند باب الحوائج سيد الشهداء عليه السلام وعاد علي وزوجته وفي ليلة عودتهما رأت خديجة في عالم الرؤيا أن شخصا ما وضع في يدها اليمنى مسبحة واحدة وقال لها هذا نصيبك ورحل عنها .

#يتبع
#أدبني_الحسين_فأحسن_تأديبي
#زهراء_الطائي
.
.
وقد كان حُسين عندما يجلس مع والدته تلك المرأة المؤمنة والمُتعلمة فيكثر السؤال عن سيد الشهداء ومن أسئلته: لمَ قُتِل ولمَ نحن نبكيه مع أنه قد استشهد منذ سنوات طويلة ؟!
فكانت والدته تجيبه بما يفيده ويغير من سلوكياته فتُجيبه قائلة: يا ولدي الحبيب إن سيد الشهداء عليه السلام قُتِل لأنه كان يمثل دين الله في أرضه وكان يُريد من الناس أن يفعلوا ما أمرهم الله به من الواجبات كالصلاة والصيام وأن لا يفعل أحد منهم خطأ أو معصية تُسخط الله عليهم فعندما شاهد الحُسين ما لا يُطاق تحمله من طغيان وقتل وشرب الخمر وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قام ونهض بوجه الظلم والعصيان الذي فعله الطاغي يزيد لعنه الله فأراد بنهضته أن يعيد أمجاد وقوة دين جده رسول الله صلى الله عليه وآله ويُحِق الحق ويحققه ويمحق الباطل ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ؛ وأراد سلام الله عليه الخروج لطلب الإصلاح في أمة جده رسول الله صلى الله عليه وآله . ولم يخرج أشراً ولا بطراً.
لكن عبيد الجاه والسلطة والمناصب والطغاة لم يهدأ لهم بال ولم تغفُ لهم عين مذ عرفوا أن الحُسين عليه السلام سينهض بوجوههم ولن يرضى على نفسه الأبية الطاهرة أن تبايع طاغيهم ( ومثلي لا يبايع مثله) هذه العبارة التي يقال أنها رُويت عنه صلوات ربي وسلامه ولا شك بأن يد الحُسين الطاهرة تأبى أن تكون بيد الرجس يزيد لعنه الله.

تقدم حُسين ليجلس بالقرب من والدته أكثر وقد شدّه الحديث لمعرفة المزيد فأخذ ينصت لوالدته باهتمام ؛ فأكملت والدته قائلة: بعد ذلك قام أهل الكوفة بدعوته للمجيء إليهم وأرسلوا له الكثير من الرسائل يسألونه فيها القدوم عليهم؛ بعد ذلك توجه صلوات الله عليه وعائلته الطاهرة بعد الضغط والمؤامرات لقتله في مدينة جده رسول الله صلى الله عليه وآله إلى مكة ثم إلى العراق وبعد مقتل سفيره الغريب مسلم بن عقيل عليهما السلام توجه إلى كربلاء حيث الكرب والبلاء وهناك حط رحاله وأناخت جِمال الركب الحسيني ونُصبت الخيام المطهرة واستقرت الثلة الطاهرة من آل محمد في كربلاء إلى العاشر من محرم وحصل ما لا يمكن لأي بشر تحمله من مصائب وبلايا ولن تحملها حتى الجبال ولكن حملت كل ذلك امرأة عظيمة اسمها "زينب" فقد رأت بأم عينها أخاها وهو مقطع الأعضاء إلى أشلاء والدماء خضّبت لحيته والأدهى من ذلك رأته وهو بلا رأس مسلوب العِمامة والرداء، ولم يبقَ من جسده موضع سالم .

هنا أغمض حُسين عيناه وقد بان الحزن والأسى على ملامحه الصغيرة ثم قال بعفوية : ساعد الله قلب تلك السيّدة العظيمة
كيف استطاعت تحمل كل هذا البلاء.
أجابته والدته وعيناها تدمع وصوتها مُختنق:
لكن يا ولدي لم تسمع بعد العجب العُجاب مما فعلت هذه السيّدة العظيمة .
قال وهو متلهف لمعرفته : ما هو يا أمي أكملي؟!

#يتبع
#أدبني_الحسين_فأحسن_تأديبي
#زهراء_الطائي
.
.

وأيضا من خلال مجالسها وعزائها في المدينة بعد رجوعهم بدأ الشيعة بإحياء الشعائر الحسينية وتوارثها الشيعة جيلا بعد جيل حتى وصل الزمان إلى عهد إمامة مولانا جعفر الصادق عليه السلام فأمرنا بإحياء أمرهم فقال صلوات الله عليه: (حدثوا عنا ولا حرج، رحم الله من أحيا أمرنا) وقال الإمام الباقر في فضل الحديث عنهم: (إن حديثنا يحيي القلوب)
وصار الأئمة يأمرون الشيعة بالعزاء والبكاء على سيد الشهداء وزيارته مهما كلف الأمر وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك قبلهم بمئات السنين.
روي أنه لما أخبر النبي صلى الله عليه وآله ابنته فاطمة بقتل ولدها الحسين وما يجري عليه من المحن بكت فاطمة بكاء شديدا، وقالت: يا أبت متى يكون ذلك؟ قال: في زمان خالٍ مني ومنك ومن علي، فاشتد بكاؤها وقالت: يا أبت فمن يبكي عليه؟ ومن يلتزم بإقامة العزاء له؟.
فقال النبي: يا فاطمة إن نساء أمتي يبكون على نساء أهل بيتي، ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي، ويجددون العزاء جيلا بعد جيل، في كل سنة فإذا كان (يوم) القيامة تشفعين أنت للنساء وأنا أشفع للرجال وكل من بكى منهم على مصاب الحسين أخذنا بيده وأدخلناه الجنة.
يا فاطمة! كل عين باكية يوم القيامة،
إلا عين بكت على مصاب الحسين فإنها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة.
ولذا فنحن الآن نبكيه وننصب العزاء لمصابه اقتداءً برسول الله وأهل بيته ووفاء لدمه الطاهر وتضحياته العظيمة .
ولمن بكى الحسين عليه السلام أجر وثواب عظيم جدا فقد وردت رواية عن الباقر عليه السلام أنه قال: من ذرفت عيناه على مصاب الحسين ولو مثل جناح البعوضة غفر الله له ذنوبه، ولو كانت مثل زبد البحر.
هذا بعض ما قرأت في كتاب بحار الأنوار وهناك العديد من الروايات المباركة والكتب الناقلة لتلك الروايات.

قال حُسين وهو في سرور قد أزاح الحزن عن قلبه : الحمد لله الذي وفقنا لنكون ممن ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وآله.
هوت والدته على رأسه فقبّلته وقالت: الحمد لله حمدا كثيرا ونسأله سبحانه أن لا يحرمنا ذلك.

ثم قام حُسين يصلي مع أنه لم يُكلف بعدُ لكنه تأثر بأصحاب الحسين عليه السلام الذين لم يتركوا الصلاة رغم ما حصل معهم من مصائب وعطش وجروح وبلاء، وصار يتعلم الدروس شيئا فشيئا بمساعدة والديه والخطباء الذين يجلس تحت منابرهم والقصائد التي كانت تروي قصص الأحزان بأجمل الألحان وأعذب الأصوات ، فأصبح حُسين محط أنظار الناس بأدبه وأخلاقه وكثيرا ما يُمتدح على حسن تربيته وأخلاقه مع الناس واحترامه للصغير والكبير. وذلك بفضل تعلقه بسيد الشهداء وتأثره بالبيئة الحُسينية المحاط بها.. ولا ريب أن البيئة الصالحة والتربية الصحيحة المأخوذة من تعاليم أهل البيت عليهم السلام ستُنتج لنا أولادا صالحين لأن الصغير يتبع أمه وأباه ويقتدي بهما فلا بد أن يراعِ الوالدان أفعالهما فمن خلالها يتربى أولادهما فيجب
أن يكونا حذرين في تصرفاتهما أمام الأطفال لأنهم أجيال المستقبل إن شاء الله.

#يتبع
#أدبني_الحسين_فأحسن_تأديبي
#زهراء_الطائي
الخُلُق الحُسيني

كان حُسين يذهب إلى المجالس مع والده لكنه ليس كباقي الأطفال يلعب ويلهو خارج المجلس بل كان يستمع ويفهم ما يقوله الخطيب فيتعلم منهم ما هو مفهوم لديه ويفكر فيه وإذا استوقفه سؤال حول موضوع ما لم يفهمه يذهب إلى أحد والديه ليفهم القضية. وأيضا كان يبكي على صوت الناعي.

وهكذا نما عود حُسين وسُقي بماء الولاية وأشرقت شمس الحُسين على قلبه فكبر على هذه الروحية حتى أصبح شابا يافعا عاشقا لخدمة أبي عبد الله الحسين عليه السلام ويشارك المواكب في سقي الزوار وإطعامهم وباقي الخدمات الحسينية في الطرقات المؤدية إلى كربلاء المقدسة.

كما أنه كان طالبا مجتهدا في دراسته ومتفوق دائما وكان أساتذته يحبونه ويحترمونه ويأخذون آراءه بعين الاعتبار، فضلا عن أصدقائه، فقد تأثر بعض أصدقائه بسلوكه وجرّهم معه إلى هذا الطريق الحُسيني. كما أنه كان لطيفا فيمازح أصدقاءه بالمزاح اللائق والبعيد عن الألفاظ النابية وفي أوقات المرح يجعل أصدقاءه يضحكون ويستمتعون معه وهذه من صفات المؤمن أنه كثير التبسم والمزاح ، يروى أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان كثير التبسم، وكان أفكه الناس ، وقال أمير المؤمنين عليه السلام: المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من مؤمن إلا وفيه دعابة، قلت: وما الدعابة؟ قال: المزاح. عن يونس الشيباني قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): كيف مداعبة بعضكم بعضا قلت: قليلا، قال: هلا تفعلوا فإن المداعبة من حسن الخلق، وإنك لتدخل بها السرور على أخيك. ولقد كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يداعب الرجل يريد به أن يسره. فكان حُسين عندما يقرأ حديث يطبقه ويرى نتائجه فتسره كثيرا .

كان أيضا يتعامل مع من يسيء إليه بلطف ؛ ففي أحد الأيام تعرض له أحد الزملاء في الجامعة بالاستهزاء والسب والتهجم حسدا وغيرة منه لأن أغلب الطلاب يحبون حُسين فكان حُسين يتعامل معه بالحلم وكظم الغيظ وكان في قمة الهدوء والسكينة وبادله بابتسامة خفيفة وتركه وشأنه .وعندما رأى أصدقاءه المقربون ما حصل زاد إعجابهم بحُسين ثم جاء أحمد (الصديق الجديد لحُسين) فسأل حُسين بتعجب : كيف تمكنت أن تمسك أعصابك فقد أدهشني كظمك لغيظك! لو كنت مكانك لطرحته أرضا وأدبته كي لا يتكرر هذا الموقف فألقنه بذلك درسا .

ضحك حُسين بصوت خافت ثم قال وهو يضع يده اليمنى على كتف أحمد: لكن يا أحمد الضرب لن يلقنه درسا ولن يأدبه .
أجابه أحمد بانفعال: وكيف لمثل هذا الشخص برأيك أن يتأدب ؟! هل تريدني أن أقدم له النصائح على طبق من ذهب مثلا أم أقول له أحسنت أم ماذا ؟!
قال حُسين: لا يا عزيزي ليس بالضرورة أن أقدم له النصيحة قد لا يتقبلها مني ولن أتفوه بكلمة واحدة أرده وأشفي بها غيظي إنما بأفعالي سأجعله صديقا لي وأجعله معنا في هذه المجموعة الطيبة إن شاء الله تعالى وببركة سيد الشهداء.
وسترى ذلك إن شاء الله.

ضحك أحمد وهو يهز يده ثم قال: وكيف ذلك؟! وهو قد عاداك وكاد لك المكائد في عدة مواقف أترجو منه الآن أن يكون لك صديقا؟!
قال حُسين : ولمَ لا ؟! ألم تقرأ قول الله تعالى
(وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) هذا من جانب ومن جانب آخر أنا وأنت ألسنا ندعي كوننا حُسينيين ونحضر المجالس ونبكي الحُسين ويُطلق علينا لقب خُدام الحُسين؟
قال أحمد: أجل إن شاء الله نحن كذلك.
قال حُسين : إذن علينا أن نكون على قدر هذا اللقب وهذه المسؤولية العظيمة وأن نكون رحماء بيننا مهما أساء لي ذلك الشخص لكنه ما دام يحمل في قلبه حب لعلي وآل علي عليهم السلام فهو على خير ولن أسمح لنفسي أن أقابله بالمثل، ماذا سأجيب أمير المؤمنين إن سألني لم تقابل الإساءة لأخيك المؤمن المحب لي ولم تعفُ عنه لأجل محبتي ؟!

#يتبع
#أدبني_الحسين_فأحسن_تأديبي
#زهراء_الطائي
.
.

هنا لاحت علامات الإعجاب على وجه أحمد وهو يبتسم مقتنعا بما قاله حُسين ثم توجه بالسؤال حُسين قائلا: لكن يا حُسين كيف أصبحت بهذه القوة على تحمّل الإساءة فكما تعلم إن أغلب الشباب سريعي الغضب وأنا واحد منهم هلّا أرشدتني لكي أكون هادئاً ولا أغضب بسرعة ؟
قال حُسين : هذا من فضل ربي وحُب مولاي سيد الشهداء في قلبي الذي جعلني أتعلم التواضع والاحترام للغير مهما بدر منهم ففي المجالس تعلمنا أن نحترم المُعزي ونتواضع له فأخذ هذا الطبع يرسخ في أعماقي كما وأن الترويض على كظم الغيظ يوما بعد يوم ولد عندي الهدوء والسكينة. وكذلك حاولت أن أروض نفسي على استشعار وجود ومراقبة عين الله في أرضه صاحب الزمان عجّل الله فرجه الشريف فهو كما تعلم هو حاضر بيننا ويرانا على كل حال فلا بد من إظهار الاحترام والأدب بمحضره الشريف. هذه أمور تحتاج إلى مجاهدة وترويض وصبر وطلب العون من صاحب العصر والزمان.

وخلاصة كل ذلك أختصره بهذه العبارة
(أَدَبَنِي الحُسَيْنُ فَأَحْسَنَ تَأْدِيبِي) وسأبقى أشكره دائما وأبدا بلساني وأفعالي
قال أحمد :أحسنت كثيرا يا حُسين ، وثبت الله لك قدم صدق مع الحُسين عليه السلام في الدنيا والآخرة إن شاء الله .
أمنَ حُسين على دعائه ؛ ثم أردف أحمد قائلا: هل تعلم يا حُسين أنني أول من تلقيت الدرس قبل ذلك الشاب ؛ فعلا كنت خير الداعين للمذهب الشريف.
أطرق حُسين برأسه خجلا فقال : هذا من فضل ربي وما كنا لنهدي لو لا أن هدانا الله.
قال أحمد : وفقك الله يا حُسين وهنيئا لنا بك ..
رفع حُسين رأسه وشكر الله على نِعمه الوفيرة
ثم انصرف حُسين إلى البيت وعند دخوله سلّم على والديه بأطيب السلام وقبل رأس والدته وجلس مع والده يطمئن على صحته ثم قام حُسين إلى المطبخ لمساعدة والدته التي لم تُرزق ببنت فقدم لها العون بحمل الصحون والخبز وجلسوا جميعا يأكلون غدائهم الذي طبخته والدته باسم الزهراء وعلى حبها صلوات الله وسلامه عليها.
بعد ذلك جلس حُسين في غرفته واستغل تصفحه في هاتفه النقال بما يزيد معرفته بأهل البيت عليهم السلام فأخذ يشاهد المحاضرات والبرامج الموثوقة التي تُعمق المعرفة بأهل البيت لا سيما الإمام الحسين عليه السلام وإمام الزمان روحي له الفداء فهما وجهان لعملة واحدة وقضيتهما من أهم القضايا العقائدية والتاريخية؛ كما وإن الدفاع عن الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف وعن ثورته الإلهية القادمة بأمر الله والمنصور بقوة الله جل جلاله هو الشرف الحقيقي ، لأن الإمام المهدي هو أمر الله وهو فرج الله وهو نصر الله وهو الإنقاذ الإلهي وهو باب البركات الإلهية، ️لذلك فهنيئاً لمن ينال شرف الدفاع عن منقذ البشرية وعن مجدد الدين وعن مُصلح الأرض وعن ناصر المستضعفين ،وهنيئاً لمن يرى في الدفاع عن الإمام المهدي قضيته الأولى والكبرى التي يتقرب بها الى الله سبحانه والتي يطيع بها الله جل جلاله. فمَّن أراد فهم القضيّة الحُسينِية عليه أن يفهم الحركة المهدوية فالحُسين و المهدِي صِنوان لن يفترقا أبدًا.
بعد ذلك أخذ النعاس يراوده فرغد إلى النوم ليريح بدنه ويستعيد نشاطه.

#يتبع
#أدبني_الحسين_فأحسن_تأديبي
#زهراء_الطائي
.

بعد مدة قصيرة وصل إلى البيت ودموعه قد سالت على وجهه يمشي بخطوات ثقيلة في أروقة البيت وغرفه الخالية من أهله .دخل إلى غرفة والديه بكى كثيرا ثم خرج وأقفل الباب وهو يدعو لهما بالرحمة والمغفرة. وبعد سويعات من مجيئه طُرق الباب وإذا به ذلك الشاب الذي أساء له وشتمه في أيام الدراسة، واقفا خلف الباب وهو خجِل ومطرقا رأسه فسلم على حُسين وعزّاه برحيل والديه؟ فرد عليه حُسين برحابه صدر ورحب به ؛ لم يقبل ذلك الشاب الدخول وقال خجِلاً: أنا جئتك لأعتذر عمّا بدر مني من مساوئ وشتائم بحقك يا حُسين . كنت على خطأ حين تعرضت لك بالإساءة أنا في غاية الخجل منك ومن سيد الشهداء لأنك خادمه ولم أرَ منك إلا الأدب والأخلاق الطيبة. كنت أنظر للمتدينين والحُسينيين بنظرة سوداوية لكن بعدما بالغت معك بالإساءة أظهرت لي معدنك الأصيل فقد كنت حقا من خيرة الشباب الحسيني وهنيئا لك هذا التوفيق فأرجوك سامحني وحللني وأنا سأكون تحت أمرك بما تطلب.

دنا حُسين من الشاب وقبّل رأسه وقال له: أنا لم أحمل عليك في قلبي غيظا ولم أحقد عليك ولم أدعُ عليك بل أدعو لك وقد سامحتك في ساعتها. أما قولك بأنك تحت أمري فأقول لك اسمع يا عزيزي أنا خادم لك ولتراب نعلك ستجدني بخدمتك متى ما أردت وأتشرف بك أن تكون معنا في المجموعة التي أسسناها على حب محمد وآل محمد لخدمة سيد الشهداء، هل أنت موافق بالانضمام إلينا ؟
وسيسرني ذلك
قال الشاب وهو مسرور : نعم بكل تأكيد،
لكن هل تقبلوني بينكم بعد ما آذيتكم بأقوالي ؟!
قال حُسين : ما هذا الكلام يا عزيزي ؟!
كيف لا نقبلك أتعلم أن مولانا الحسين قبل الحر وقد كان من المشاركين بالحرب ضد الحسين ثم هداه الله إلى الصراط المستقيم وتاب وبلطف من الله قبله الحسين عليه السلام فكيف لقابل الحر أن لا يقبلك ؟! أما نحن فنقبلك بلا أدنى شك، فمرحبا بك معنا
يا عزيزي.

اغرورقت عينا هذا الشاب وقال: يا قابل الحر اقبلني ، لك الحمد يا رباه، ثم أردف قائلا: يشهد الله على كلامي يا حُسين منذ مدة وأنا أحاول أن اشارككم لكنني أخجل من كلام الناس ونظرتهم لي كيف لمثلي أن يكون معكم؟
قال حُسين وهو يمسك الشاب من أكتافه : لا تقل هذا الكلام يا أخي لا تنتظر ردود أفعال الناس على ما تقوم به بل اجعل نفسك ناظرة لما يرضاه أئمتك .
قال الشاب وهو يبتسم :حسنا سأكون معكم من يوم غد إن شاء الله.
قال حُسين: إن شاء الله تعالى
ثم غادر الشاب وأصبح بفضل الله وسيد الشهداء خادما في المواكب وإنسانا خلوقا وحسينيا وهنا ظهرت ثمرة أخلاق حُسين وابتسامته.

#أدبني_الحسين_فأحسن_تأديبي
#زهراء_الطائي
صلاة الليل عظيمة جدا يا أخي
من المؤسف جدا أن تتركها ويمكنك أن تصليها ولو في الأسبوع مرة أو مرتين أهون من تركها فأنت حين تصلي ليلك وتناجي ربك فقد شاركت إمام زمانك عمله فهو أيضا في هذا الوقت جالسٌ على سجادته ويصليها فلعل صلاتنا تُرفع مع صلاته فيتقبلها الله ببركته روحي له الفداء.

سأذكر لك بعض ما قرأت من الروايات المباركة عن صلاة الليل لكي تكون في نفسك لهفة للعودة إليها بروح عارفة بعظمة صلاة الليل لكن للأسف لم أحفظهن بالنص ولذا سأقرأهن لك من الهاتف
ثم أخرج حُسين هاتفه وبدأ بقراءة الأحاديث وحسن يستمع ويتحسر على تركها
فبدأ حُسين بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله
فقال: روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في وصيته لعلي (عليه السلام) -: عليك بصلاة الليل يكررها أربعا
وعنه (صلى الله عليه وآله): ما زال جبرئيل... يوصيني بقيام الليل حتى ظننت أن خيار أمتي لن يناموا.
ومن ثمرات قيام الليل – ما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وإن قيام الليل قربة إلى الله، ومنهاة عن الإثم.
هذه العبارة مهمة وتشير إلى فائدة عظيمة من فوائد صلاة الليل ألا وهي أنها (يعني صلاة الليل) تنهانا عن الآثام وتساعدنا في التقرب لله وأهل البيت عليهم السلام.
المؤمن كلما تعلق قلبه بصلاة الليل زاد إيمانه ورخصت الدنيا في عينه وتلاشت الآثام شيئا فشيئا. فتساعده صلاة الليل على التخلص من أغلب الذنوب وذلك حينما يخلو العبد بربه ويستغفر ويعترف بذنوبه فعندما يُصبح الصباح عليه يظهر أثر صلاة الليل واضحا في سلوكياته في نهاره.
إذن التغيير الحاصل من صلاة الليل هو الثمرة المهمة والمرجوة من قيامنا لصلاة الليل المباركة.

قال حسن : أحسنت وبوركت يا حُسين.
وإن شاء الله تعالى سألتزم بها من جديد ولن أتركها مهما كلف الأمر. لكن أرجوك لا تنسني من الدعاء للثبات على هذه النية ولن أنساك من الدعاء أيضاً
قال حُسين : بكل تأكيد أنت في دعائي من لي غيرك أنت أخي وحبيبي أدام الله رفقتنا وحشرنا معا في زمرة سيد الشهداء عليه السلام.
ابتسم حسن وقال: نِعمَ الرفيق أنت أسأل الله
أن لا يحرمني من وجودك ونصحك لي.
ثم ضحك بصوت منخفض وقال : حقيقة لا أعلم كيف تسحرنا بكلامك يا حُسين وتقنعنا رغم عنّا
بادله حُسين بإبتسامة لطيفة وقال: ما كان ذلك مني إنما هو من عند أهل البيت عليهم السلام وأحاديثهم الطيبة كما وأن النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له شروطه وأهمها اللين بالكلام والكلمة الطيبة والأسلوب المقنع بدون تهجم ورفع الأصوات؛ وللمتلقي أيضا لا بد أن يكون متقبلا للنصيحة وإلا فلن ينفع الكلام وأنت ما شاء الله تسعدني بقبولك للنصيحة. كما تعلم فقد وردت عدة روايات بشأن النصيحة فعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يجب للمؤمن على المؤمن النصيحة. وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أعظم الناس منزلة عند الله يوم القيامة أمشاهم في أرضه بالنصيحة لخلقه.
وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لينصح الرجل منكم أخاه كنصيحته لنفسه. فكن يا حسن ناصحا وتقبّل النصيحة من أي شخص لعلها رسالة من الله لك.

#أدبني_الحسين_فأحسن_تأديبي
#زهراء_الطائي
فجعل عنوان المنشور آية من الذكر الحكيم ألا وهي بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى :(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)
ثم المقطع فكان محتوى ومضمون كلام الخطيب عن الهتافات الخالدة التي وصلتنا عِبر التأريخ
فابتدأ الخطيب بعد الصلاة على محمد وآل محمد والحمد والثناء على الله تعالى
قائلا: أحبتي الحضور الكِرام اليوم موضوعي سيكون عن تأثير بعض العبارات أو الهتافات التي كانت أصواتنا تصدح بها قبل شهرين وما هو أثرها في نفوسنا بعد انتهاء الأيام والليالي العاشورائية؟
ومن هذه الهتافات {أبد والله يا زهراء لن ننسى حسينا} هذا الهتاف الذي اهتزت به المجالس واعتلى به صوت كل موالٍ لآل بيت النبوة عليهم جميعا سلام الله منذ سنوات طويلة جدا وهذا الهتاف نسمعه ونهتف به لكن هل يا ترى فكرنا به قليلا؟
مثلا حين نقول أبد والله يا زهراء لم ننسَ حسينا
وهل من الاساس نحن ناسين للحسين لكي نأتِ الآن ونُعاهد الزهراء بعدم نسيانه ونحن نقولها في أيام الحُسين فكيف ننساه!! الجوهر في هذا الهتاف هو :
يا زهراء أننا لن ننسى الحسين بعد عاشوراء لا فيها فقط، لكن نريد أن نعرف كيف يكون ذلك ؟
يمكننا القول بأن معناها أنني لن أنسى ما فرضه الله وحفظه الإمام الحُسين بدماء الشهداء ودمه الطاهر من قيم ودين واخلاق فالحُسين عليه السلام جامع لكل ما يريده الله فإذا قلنا لن ننسى حُسينا

فذلك يعني:
• أبد والله يا زهراء لن أترك الصلاة
• أبد والله يا زهراء لن أغتاب أخي المؤمن
• أبد والله يا زهراء لن أستمع للغيبة
• أبد والله يا زهراء لن استمع الى الغناء
• أبد والله يا زهراء لن أنظر إلى الحرام
• أبد والله يا زهراء لن أضرب بيدي التي لطمت على الحُسين طفلا صغيرا ولا زوجة مظلومة
• أبد والله يا زهراء لن آكل واشرب وأصرف على عيالي من أموال مشبوهة أو مال حرام.
• أبد والله يا زهراء لن أطرد سائلا على بابي
• أبد والله يا زهراء لن أظلم احدا
• أبد والله يا زهراء لن أظلم نفسي بتحميلها
ما لا طاقة لها من الذنوب.
• أبد والله يا زهراء لن أمشي بقدمي إلى طريق الحرام هذه القدم التي سارت إلى الحُسين عليه السلام
• أبد والله يا زهراء لن أعق أبي وأمي
• أبد والله يا زهراء لن أقطع صلة رحمي
• أبد والله يا زهراء لن أبخل بمالي على الفقراء
• أبد والله يا زهراء لن أضرب زوجتي وأقصر معها وكذلك الزوجة أن لا تقصر مع زوجها
• أبد والله يا زهراء لن أترك واجبا فرضه الله
• أبد والله يا زهراء لن أفعل محرما حرمّه الله
• أبد والله يا زهراء لن أترك نهج الحوراء وسأتمسك بحجابها الصحيح
• أبد والله يا زهراء لن أدع الظالم يشرب دمائنا
• أبد والله يا زهراء لن أدع نفسي الأمارة بالسوء
توقعني بالمعاصي
• أبد والله يا زهراء لن أترك إبليس يسلبني رضى ربي وإمام زماني بتتبع خطواته.
• أبد والله يا زهراء لن أسمح لنفسي أن تُسيء الظن بالمؤمنين.
• أبد والله يا زهراء لن يخرج محرم وصفر إلا وأنا تائب توبة نصوحة.
• أبد والله يا زهراء لن أعود إلى الذنوب مجددا
• أبد والله يا زهراء لن أترك الحُسين الذي هو منبع الأخلاق ومُلهم للثوار ورحمة الله الواسعة وباب نجاة الأمة
• أبد والله يا زهراء لن أخذل إمام زماني كما كنتِ يا مولاتي مع أمير المؤمنين وكانت الحوراء مع الحُسين وكما كان شهداء الطف مع سيد الشهداء عليهم السلام جميعا.
•أبد والله يا زهراء لن أسمح لزوجتي بالخروج من البيت مُتبرجة.
الزهراء عليها السلام تريد منا أن لا ننسَ الحُسين وما جاء به إلى أرض كربلاء وهو دين جده صلى عليه وآله المتمثل به روحي له الفداء.
الحُسين عليه السلام بابه واسع جدا جدا وله تأثير كبير في نفوس الناس فتمسكوا به في حياتكم.

#أدبني_الحسين_فأحسن_تأديبي
#زهراء_الطائي
.
.

الحُسين عليه السلام بابه واسع جدا جدا وله تأثير كبير في نفوس الناس فتمسكوا به في حياتكم.
كلنا نعلم في شهر رمضان كيف أن الأيام تصبح عبارة عن طاعة وأدعية وقراءة القرآن وصيام وأحيانا نتوب ونقرر أن لن نرجع للمعاصي ولكن بالعيد ترى السيارات تتعالى بالأغاني والمخلوقات العجيبة تظهر "أقصد المتبرجات" والغيبة تبدأ من صباح العيد فلانة لم تأتِ لمعايدتي وتلك كذا وكذا
أما في محرم فمن يريد التوبة ستكون توبته مختلفة عن توبته في شهر رمضان المبارك
أنا لا أنتقص من هذا الشهر العظيم والعياذ بالله
بل هناك أشخاص تابوا في شهر رمضان فكل شخص وتوفيق رب العالمين له بأي شهر يتقبل توبته .. لكن هناك بعض البنات والشباب عندهم مثلا ذنب كبير ولم تكن صادقة توبته بشهر رمضان ولا بليلة القدر ولا بعرفة ولا بأي يوم لكن سبحان الله تراه بأيام محرم مختلفا تماما وخصوصا اذا كانت نيته التوبة حقا. فيبكي وتبتل خديه من دموعه وكما تعلمون أن الدموع أصدق التعابير عن المشاعر وجديرة بتغيير حال الانسان من الظلمات إلى النور وأغلبكم سمع قصة ذلك الشاب الذي اهتدى ببركة الزهراء عليها السلام وبليلة استشهاد الإمام الحسين عليه السلام يمكنكم الاستماع إلى قصته اسمه " رضا " اطلبوا القصة على اليوتيوب واستمعوا إليها وانظروا كيف أن لُطف الزهراء كان سببا في هداية هذا الشاب العاصي أنصحكم بها يا شباب. استغلوا هواتفكم في مشاهدة هذه القصص المؤثرة والمُحاضرات المُهمة والتوعوية. استغلوا كل نعمة بين أيديكم ومنها هذه الهواتف الذكية .
إذن يا أحبتي نعود لشاهد كلامنا إن التوبة في شهر الحُسين مختلفة كتجربة شخصية كم من المرات حاولت أتخلص من بعض الذنوب في بقية الأيام المباركة إلا أني أحيانا أفشل ببعضها ونحن لسنا معصومين ولكن في شهر الحُسين عليه السلام
على العكس تماما تكون لدينا قوة وإصرار وعزم على عدم ارتكاب المعاصي وأستمد القوة من صاحب الزمان والإمام الحُسين خصوصا في هذه السنة امتزجت ثورة الحُسين مع ثورة الشعب العراقي..
وذلك لأن الإمام الحُسين قضيته فضلا على أنها ثورية وتوعوية إلا إن الطابع العاطفي موجود فيها.
فمن شدة حبنا لسيد الشهداء وتألمنا لمصائبه تأخذنا الحسرة على أيامنا التي عصينا الله فيها ونخجل من أنفسنا لأننا لم نحفظ دماء الحُسين الشهيد عليه السلام ولم نكن نستحق سيل الدماء ولا قطع النحور ولا سبي الحرائر ولا كل هذه التضحيات الجسيمة. لكن حين تتحرر من قيود إبليس اللعين وتقوى بقوة وصلابة الحوراء التي وقفت بوجه الظلم والطغيان
ستجد نفسك مستعد لكي تقول الهتاف التالي والأمنية التي كلنا نتمناها ألا وهي{ يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما } هذه ليست أُمنية فحسب بل فيها غاية توصلكم وتربطكم بإمام زمانكم ، كيف لي قول "يا ليتني كنت معكم" وأنا في كل يوم أسدد سهام المعاصي في قلب إمامي وأستصغر ذنوبي ولا أكلف نفسي أن أستغفر أو أتوب أو أعتذر من قلبه الرؤوف.

نعم أحبتي الإمام الحُسين لم يمت بل هو حي عند الله يرزق وأن له وريث وحفيد مازال ينتظر قيام "ضميركم الإبراهيمي ليحطم أصنام النفس الأمارة بالسوء. إن الحُسين إلى الآن ينادي ألا من ناصر ينصرنا أما تلبية هذا النداء فتكون بنصرة ذلك الإمام الغائب بسبب ذنوبنا والمصلح الأعظم روحي له الفداء ، وبذلك نكون وإياكم قد "فزنا فوزا عظيما" إن شاء الله ونسأل الله التوفيق لإسعاد قلب صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه ونصرته بأي شكل من الأشكال. ختاما نشكر الله تعالى ونشكر الحُسين عليه السلام على منحنا عاما آخرا لإحياء ذكرى عاشوراء وأتمنى أن تكونوا في كل عام خداما للإمام الحسين وكل عام وأنتم سائرون على نهج أهل البيت عليهم السلام
من هذا اليوم وقبل أن يخف عطر المواكب ونسمات محرم وصفر وقبل أن تعود الناس إلى ملذات الدنيا ابدأوا من الحُسين عليه السلام كنقطة بداية
وإن شاء الله ستكون نهايتكم تحت راية صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف وأيضا أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لجميع خُدام الامام الحُسين عليه السلام من رواديد وشعراء وخطباء وجميع مقيمي المجالس وجميع الخُدام أشكرهم نيابة عن جميع الشيعة فقد كانت لهم بصمة كبيرة في إحياء الشعائر الحُسينية خلال شهري الحزن والمصاب الجلل لآل محمد عليهم السلام.

#أدبني_الحسين_فأحسن_تأديبي
#زهراء_الطائي
حان المساء وذهبت أم حسن وتكلمت معهم
عن حُسين وخطبتها رسميا من أهلها.
وبعد يومين تمت الموافقة وحصلت المقابلة الشرعية. وعندما جلس حُسين مع مريم بدء حُسين بالسلام ثم السؤال عن حالها وقد كانت مريم في غاية الخجل والحياء، وبعد الصمت والحياء اخترقت كلمات حُسين هذا الصمت والهدوء
قائلا: أنا أود أن أقول لكِ أمرا مهما ولا بد أن أذكره الآن في بداية الطريق لئلا يقع ما لا يحمد عقباه.
في هذه الاثناء قد أخذ الخجل مأخذه من وجنتي مريم واحمرتا بشدة ثم أكمل حُسين قائلا : أنا كما تعلمين موظف ولدي موكب وأغلب الأوقات أكون منشغلا به وفي مواسم الأحزان دائما منشغل وأسافر لأجل المشاركة في مجالس التعزية في كربلاء وسامراء وبغداد والنجف ، فأنا أريد أن تكوني قائدة في بيتك تقودينه بما يرضي الله وتكونين عونا لي في جعل حياتنا وحياة ذريتنا إن شاء الله مبنية على حب محمد وآل محمد وخدمة سيد الشهداء عليه السلام .

هل هذا الأمر يزعجكِ ويثقل عليكِ أم أنك ستتحملين هذا الوضع وانشغالي وهل أنت مستعدة لهذه المهمة العظيمة أم لا ؟ علماً أني لن أقصر معكِ ولو بفلس واحد ولن أهملكِ مهما كانت انشغالاتي؛ بل ستجديني سندا لكِ بكل ما أوتيت من قوة إن شاء الله.
صمت أطبق على شفتي مريم ثم همست قائلة
: أنا موافقة على ما ذكرت ومستعدة لتحمل هذه المسؤولية وأسأل الله أن يوفقني لخدمة سيد الشهداء وخدمتك.
ثم أطرقت برأسها حياءً ورفع حُسين رأسه وقد اختنق بالعبرة فهمس قائلا: شُكرا يا ربي شُكرا يا حُسين شُكرا يا صاحب الزمان. ثم رفع صوته قليلا وقال وهو ينظر إليها: أعدكِ وصاحب الزمان شاهد على ما أقول أني سأصونك وأجعلك أميرة وعرشك في قلبي. ثم طلب منها قراءة سورة الفاتحة هدية إلى روح الطاهرة أم البنين عليها السلام لتسهيل الأمور وللتوفيق في هذا الزواج.
في يوم الخامس عشر من شهر شعبان كان موعد حفل الزفاف وكان حفلا بسيطا فقد طلبت العروس أن تقتدي بالزهراء عليها السلام بأن تشتري ما تحتاجه فقط من دون تبذير ومبالغة في المهر فهي أحبت أن يشملها قول رسول الله صلى الله عليه وآله( أفضل نساء أمتي أصبحهن وجها وأقلهن مهرا)
تمت مراسيم الزواج بشكل جميل وخالٍ من المحرمات كالغناء وما شابه ذلك.
مريم كانت خير مثال للزوجة الصالحة فقد أدت وظيفتها بشكل لائق بحسن التبعل وإعانة زوجها على تطوير الخدمات الحسينية وكان تساعده في اختيار الأفرشة للموكب ونوعيات الطعام والطبخ أحيانا وغسل الصحون والقدور فقد كانت تخدم القضية بصدق وإخلاص.
وفي أحد الأيام سُر حُسين بخبر حمل زوجته وجلس يخبرها كيف كانت والدته تحدثه عن اهتمامها بتربيته حتى في حال كونه جنين فأمر زوجته بتجنب الأكلات المشبوهة وأمرها بالبكاء على سيد الشهداء وأن تفعل كما كانت والدته تفعل معه في صغره .
امتثلت مريم للأوامر وهي في غاية الاهتمام لهذه البذرة التي قررت أن تسقيها بدموع الحزن على سيد الشهداء عليه السلام.
مرت شهور الحمل على خير وولدت مريم توأما
_ ولد وبنت_ وأسماهما والدهما على أسميّ الشهيدين والدا حُسين ( خديجة وعلي) ومن ساعة الولادة نذرهما والدهما للإمام الحُسين عليه السلام وبعد عشرة أيام من يوم الولادة أخذهما إلى كربلاء وطلب من العباس عليه السلام أن يتكفل تربيتها ليكونا خُدام أوفياء للحُسين عليه السلام كما كان هو صلوات ربي وسلامه عليهما.

عادت أمجاد حُسين في ولده فقد كان علي يشبه أباه بأمور كثيرة منها محبة الحُسين عليه السلام والمجالس والانفاق في سبيل الله أما خديجة فكانت رفيقة والدتها وأخذت منها أخلاقها وحياءها وحبها للحجاب والعزاء في المجالس الحُسينية
وصدق من قال (ومن شبَّ على شيء شاب عليه) فالاهتمام بتربية الطفل مع صغر سنه مهم جدا في تكوين شخصيته في كبره فكل عمل وموقف يحدث للصغير في صغره سوف ينعكس على سلوكه في شبابه وحتى مشيبه وخير ما نودعه في نفس الطفل هو حب محمد وآل محمد الأطهار عليهم السلام
وتعليمهم الأخلاق المحمدية والصفات الحسنة بالنصح والتطبيق العملي الذي يتجلى بأفعال الوالدان وهما المنبع الأول للتربية ومن ثم البيئة الخارجية والأصدقاء .

#أدبني_الحسين_فأحسن_تأديبي
#زهراء_الطائي
رواية_أَدَبَنِي_الحُسَيْنُ_فَأَحْسَنَ_تَأْدِيبِي.pdf
645.6 KB
رواية : أَدَبَنِي الحُسَيْنُ فَأَحْسَنَ تَأْدِيبِي

عدد الصفحات/ 70 صفحة
الكاتبة/ زهراء الطائي

ملاحظة
الرواية فيها التفاتات مهمة جدا لكلا الفئتين الشباب والبنات.
خاصة لخُدام سيّد الشهداء عليه السلام وأصحاب المواكب وكل من تربطه علاقة مع سيد الشهداء عليه السلام ولنا جميعا إن شاء الله
لاسيما ونحن في شهر الحُسين والخِدمة
كما وأنها رواية مليئة بالأفكار الحُسينية والطُرق التربوية التي تُعمق العلاقة مع سيد الشهداء عليه السلام .
فحاولوا نشرها بين خَدمة الإمام الحُسين عليه السلام.
ولكم الأجر والثواب إن شاء الله

#أدبني_الحسين_فأحسن_تأديبي
#زهراء_الطائي